09-11-2007
لا أعلم لماذا كان لدي يقين طوال حياتي بأنني سأكتب قصتي لـبريد الجمعة ضمن قصصه التي تتوالي أسبوعيا لترصد آلام وافراح الأسر المصرية بكل ألوانها واختلافاتها الطبقية والثقافية.
وكلما قرأت قصة استفزتني لأكتب قصتي, ولكنني كنت أصبر عل الله يحدث بعد ذلك امرا, إلي أن ضاقت نفسي ونفد صبري ولم يعد لي طاقة ان احتمل, لأن قصتي مزيج من كل أنواع الألم النفسي الذي لو نزل بجبل لهدمه كما أن بريدكم استفزني للكتابة بعد أن قرأت اليوم رسالة كل هذه القسوة.
لا أعلم من أين أبدأ ولكن تعجبت كثيرا لما حدث لهذا الرجل الذي أغرق بناته بالحب والحنان والرعاية وصلوا إلي مراكز متميزة ولم يبخل عليهم بشيء في حياته, وقد بخلوا عليه بكل شيء في شدته, وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان, اسأل الله أن يعطيه من فضله وكرمه ما يبلغه به الفردوس الأعلي عوضا عما عاناه من فلذات كبده.
أريد أن اريكم وجها آخر من وجوه. الآباء المختلفة التي لا أتمني لأحد أن يراه. أنا فتاة ابلغ من العمر31 عاما ملتزمة ومتدينة والحمد لله علي ذلك, اشكر لأبي أنه رباني وعلمني ورعاني حتي صرت فيما انا فيه الآن من تعليم عال متميز ووظيفة متميزة يحسدني عليها أقراني وحسن الخلق الذي أحمد الله عليها لأنها من الله وليست من أبي.
أبي رجل بلغ من العمر74 عاما وله من الأبناء ستة وأنا الوسطي بينهم, هو وجه آخر من وجوه الآباء التي لا تعين ابناءها علي برها, يجد لذة في أن يفرقنا نحن أبناءه عن بعض, لابد له من أن يميز واحدا ليعير به الآخر, وبعد يوم يميز الآخر ليعير به الآخر, حتي وجدنا أنفسنا ننفر من بعضنا بلا سبب.
فهو رجل ممن تسيطر عليهم العنصرية الذكورية, ويري أن المرأة ما خلقت إلا لتكون أمة للرجل, وجعل من أمي عبدة له حيث كسر إرادتها واذاقها من الذل ما لا تحتمله نفس بشر, فهو لا يتورع عن ضربها, وهي حتي الآن لا تأمن بطشه رغم أنها تجاوزت الستين عاما, ورغم أنها أصبحت لا تعقل شيئا وزهدت في الحديث والطعام والشراب والحياة وتعاني من أمراض نفسية كالاكتئاب والنسيان, أسأل الله لها السلامة, فهي الصدر الحنون الوحيد الذي يعينني علي ما أنا فيه.
ورغم كل ما حدث لها فهو لا يري نفسه مذنبا في حقها ولا يشعر بشيء من الندم علي ما فعله بها وبنا, ويري انها لم تعد تحتمل بطشه, فحول بطشه إلينا جميعا, كما قلت نحن ستة اخوة من استطاع الهروب من جحيمه فقد هرب ومن لم يستطع فهو صابر محتسب يتمني لو يمن الله عليه بالملاذ والمأمن فكما قال رسول الله: ان شر الناس من لا يأمن, الناس بوائقه فكيف إذا كان هذا هو أبي الذي لا أأمن بوائقه, يثور لأتفة سبب ولا يدري ما يفعل, يمكن أن يستفزه اتفه شيء فتقوم الدنيا ولا تقعد حتي ينفذ بطشه فيمن أمامه.
اتعلم يا سيدي لما استفزتني رسالة هذا الأسبوع لأن الرجل ما بذل إلا كل خير فلم يحصد مما زرع سوي الشوك.
وهذا أبي قد زرع فينا شوكا لا نقوي علي احتماله وتري ماذا فعلنا عندما سقط مصابا بجلطة في المخ نقل علي اثرها إلي العناية المركزة؟
انني لن انسي هذا اليوم وكنت في عملي ورجعت منه لاجد ابي في المستشفي ولم يخبرني أحد أنه في العناية وطمأنني أخي أنه بخير وسيخرج غدا, ولكن شيئا في قلبي جعلني اهرول إلي المستشفي لأجده في العناية وأجد الطبيبة تصرخ في وجهي ان ادعو الله أن يعافيه فهي لا تأمن أن يبقي حيا ليوم آخر, ونزل علي الخبر فأذهلني واخذت الدموع لا تجف وقلبي يرتجف وقدماي لا تحملاني وانا أراه مستلقيا علي فراش المرض والموت ينتظره ما بين لحظة وأخري, وتذكرت المرات القلائل التي كان يضاحكنا فيها وتذكرت مسعاه من أجل ان يعينني وما تلقاه من ذل ولم تفلح مساعيه, وتذكرت كل لحظة أنعم الله بها علينا وكنا علي وفاق معه وكانت هذه اللحظات عزيزة وقليلة.
وظللت أنظر إليه من خلف زجاج العناية المركزة وأسأل الله له الشفاء وقذف في قلبي اليقين بأن لا ملجأ لي ولا منقذ إلا الله, فذهبت أبحث عن مكان أتوضأ فيه ولم أجد إلا حماما في المستشفي اظن انه كان لا يصلح للوضوء ولكني حاولت ونجحت وخرجت منه لأبحث عن سجادة صلاة فلم اجد فافترشت الأرض في مكان مظلم خلف حجرة العناية, واخذت أصلي واقسم علي الله أن يعافيه واتوسل إلي الله أن يرده لي سالما, وظللت ادعو الله حتي غلب علي الظن أن الله لن يرد دعائي وذهبت إلي حجرة العناية لأجد أخواتي منهارات تماما ما بين بكاء وعويل ونواح وانا قد تماسكت بعد أن صليت ودعوت الله وأقسمت علي اخواتي ان يذهبن واني سأبقي معه وهن رافضات وكأن ارواحهن تعلقت به مع العلم أن اختي الكبري مصابة بالضغط وأمراض أخري كان أبي السبب فيها وكلنا يعلم ذلك, ومع ذلك فهي لم تحتمل رؤيته في حجرة العناية وانهارت واصررت علي أن تذهب لتستريح في بيتها ومن أين لها الراحة وهي منذ أن ولدت وهي مقهورة مثل أمي وقد ضربها علي وجهها حتي انفجرت طبلة اذنها وسببت لها عاهة مستديمة حتي الآن تعاني منها, فما بال بنات هذا الرجل اللائي لم يذقن الا حلوه قدت قلوبهن من صخر وما بال قلوبنا نحن لا
نحمل لأبينا مثقال ذرة من كره؟.
دعني اكمل لك سيدي مشهد العناية بعد أن خرجت اختي الكبري وذهبت معها الأخري أتي أخوتي الذكور بعد الحاح عليهم في التليفون بأن يأتوا لأن أبي في حالة خطيرة وظللت ساعة أقف وحدي انتظر خبرا يطمئنني علي أبي, وكلما وجدت فرصة لأدخل حجرة العناية حتي أراه طردتني الممرضات شر طردة, حتي دخلت الحجرة في المرة الأخيرة ولساني لايزال يردد أدعية لا اعلمها اعطانيها الله حتي يجيب المضطر إذا دعاه, وقلت للطبيبة اريد ان اطمئن عليه فقالت, لا تطمئني, مازلت أذكر هذه اللحظة فنظرت في عينيها وقلت لها ان الله سيشفيه ويجعلك سببا في شفائه وهذا ظني في الله ولن يخزيني ابدا, فتعجبت من كلماتي وحملقت في عيني من أين لي بهذه الثقة وهي تعلم حالته أكثر مني, فقلت لها اعتبريه اباك وافعلي له ما كنت فاعلة لابيك, فقالت انني فعلت كل ما استطيع والله بيده الشفاء.
خرجت من العناية وأنا في قلبي سكينة واطمئنان راضية بكل شيء وبأي شيء يكتبه الله في هذه الليلة, فقد استنفرت طاقتي في اللجوء إلي الله وأعلم أن الله لن يضيعني, وبعد ساعة استفاق ابي وتحرك وهو يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله فتهللت وجريت إلي الزجاج الذي يحيط الحجرة أحاول أن اطمئن انه بخير وتوسلت للطبيبة أن تدخلني إليه لاراه فأذنت لي أن أدخل لأراه وكان لا يزال يعاني من الآلام التي لحقت به فنظر إلي وتبسم وهو لا يعلم أنني من الرابعة عصرا وحتي الثانية عشرة مساء اقف علي باب حجرته انتظر انفاسه وأعدها ولكن الله عاملني بكرمه وانقذه من الموت ووهبه لي كما سألت.
يكفي أن تعلم يا سيدي ان رئيس العناية عندما رأي رسم المخ الخاص بأبي سأل الطبيبة المعالجة هل لا يزال هذا الرجل حيا؟
والآن قد مر علي هذا الحدث قرابة العام ذقت فيه من ابي مالا يصدقه عقل ولا تحتمله نفس.
فهو بعد أن خرج من العناية عانينا الأمرين كلنا جميعا, سعينا لنداويه بكل شيء تطاله ايدينا فذهبنا به إلي افضل اساتذة المخ في مصر واكتشفنا انه معرض للموت في أي لحظة وله عملية ولكن نصحنا الأطباء بالا نجريها له لأنه لن يتحمل مضاعفاتها في هذه السن.
ولك يا سيدي أن تتخيل أنه في صحته كان يفعل بنا ما يفعل, وبعد مرضه ظننا أنه سيرحمنا إلا أنه ازداد بطشه وجبروته لأننا أصبحنا ستة بين أصابعه يأمر ونفعل ولا يرفض منا أحد, فهو يريد أن يحيا حياة الملوك ويسير العبيد وفق رغباته اتعلم يا سيدي انه كلما تقدم لي عريس ينفر منه ومن أسلوبه ويذهب ولا يعود.
وتكرر ذلك كثيرا؟ وأنا أصبر واحتسب عل الله يجازيني خيرا.
اتعلم يا سيدي أن أبي يطردني ويضربني بلا سبب من البيت ويتلكك لي ويتأفف ويرسل لي رسالة مع اخوتي مفادها أنه لن يغير معاملته لي حتي أترك البيت وأتزوج؟ وهل هذا بيدي؟ وهل أنا السبب أم هو في أن الناس تتركه من سوء معاملته وعصبيته؟
أنه قضي علي أخي الأصغر ومحا شخصيته وجعله مسخا فهو احتمل وصبر فأصبح مسلوب الإرادة بسبب أبي.
أما أخي الآخر فنال قسطا من الحرية لأنه اكمل تعليمه العالي فأصبح من الفئة التي يحسن أبي معاملتها نوعا ما, ولكنه يشعر بأن من تعلم فهو سيتكبر عليه لأن أبي لم يتعلم ومن أجل أن يكسر الكبر فيه يجب أن يكسر فيه آدميته بأن يضربه ويهينه في أي وقت يحلو له, فعاني كثيرا من بطش أبي حتي هرب من جحيمه إلي محافظة بعيدة عنا.
واختي الكبري ملئت بالأمراض النفسية والعصبية بسببه واختي التي تليها تذعن له وتشعر انها تنافقه ولا تستطيع ان تواجهه بشيء تريد أن تفعله, لأنه يفرض عليها قرارات خاطئة وهي لا تستطيع الا أن تفعل ما يقول, انني اختصر كثيرا من الأحداث الدرامية التي نستيقظ عليها كل صباح.
لك أن تعلم يا سيدي انني منذ خروجه من العناية وأنا اتفنن فيما يرضيه لأفعله فلقد قدمت له علي حج القرعة وأفلحت محاولاتي بفضل الله وفاز هو وامي بحج القرعة وظننت أنه سيتغير معنا خاصة بعد أن علم بحالته الصحية إلا أنه يزداد جبروتا. اتعلم يا سيدي أنه طردني في رمضان شهر الخير وأقسم ألا ادخل شقتنا؟
اتعلم انني حاولت أن أصالحه في العيد بعد كل ذلك ولكنه نظر إلي نظرة تخيف عشماوي واشاح بيده في وجهي وخرج من البيت غاضبا؟! بعد كل ذلك وما أخطات في حقه وهو الذي طردني وضربني بغير ذنب؟.
فكرت في أن اسافر أنا الأخري لأهرب من بطشه وجحيمه ولكني لا استطيع فراق امي. وهي انهارت عندما علمت انني اسعي لأسافر وقبلت يدي وبكت وقالت لي هتسيبني لمين؟.
وكلما ازداد بطشه وفكرت في السفر ـ وهو متاح لي وبسهولة لأنني الحمد لله لدي من الشهادات ما يؤهلني لمركز متميز تمزق قلبي علي أمي فأنا كل من لها وهي لا تستطيع فراقي وأنا لا استطيع فراقها, وأنا أعامل الله فيه وهو يمزق نفسي كل يوم, ولولا فضل الله علي ما صبرت حتي الآن, أنني اصبر ابتغاء مرضاة الله طمعا في أن انال أجرهما فقد بلغا عندي الكبر وأنا لا أضيق بهما وهو من يضيق بي؟!.
اتعلم يا سيدي انني قبل ان انام اخفي السكاكين والمقصات من المطبخ لأنني لا أأمن بطشه.. نعم إلي هذا الحد؟.
اتعلم أن علامات بطشه مازالت علي جسدي اثر ضرب مبرح قد مر عليه أكثر من ستة أعوام؟.
اتعلم أننا محظورون من الحديث أو الضحك أواللعب أوالتليفزيون أو المصيف أو التنزه وننتظر حتي يذهب وننفس عن أنفسنا؟.
اتعلم انه يضحك ويهزر خارج البيت, وداخل البيت لا ينفك وجهه من العبوس؟
ان ابي مؤمن يا سيدي بأن تفسير الآية ان من أموالكم وأولادكم عدو لكم هو أننا اعداء فعليون له ويعاملنا من هذا المنطلق وهو لا يقتنع بأن تفسير الآية هو أن الإنسان قد يشغله حبه لأمواله وأولاده عن ذكر الله وعبادته وليس اننا اعداء له وحاشا لله أن يكون ذلك.
احب أن أعرفك يا سيدي أنه الآن لا يصدق أنني ابنته ويتباهي بي في كل مكان ويرسل إلي اقرباءه الصعايدة يفتخر بي بينهم, ولا يري احدا حتي يحدثه عني وعن نجاحي في عملي وتفوقي وأظن أنه يحسد نفسه علي! والله صدقني أنه لا يصدق أن له ابنة قد أصبحت هكذا في هذه المكانة, ولعل الله قد من بها علي جزاء صبري عليه وليقر عينه بي أو لعلي بلغتها بدعوة قد دعاها لي في صلاته, فماله لا يصبر علي حتي يمن الله علي بالزوج الصالح ويسئ معاملتي ويضيق بي ويسمعني ما لا تطيقه نفسي.
هذا هو ابي الذي ما تحملت مرضه وسألت الله أن يطيل لي في عمره ليذقيني ما يذيقني الآن, ويعلم الله كم عانيت وبكيت ودعوت أن يخرجني من كربي ويفرجه بما شاء وكيف شاء وهو علي كل شيء قدير, انني لا استطيع أن امنع دموعي الآن كلما تذكرت هذا الرجل الذي مات مقهورا وهو لم يذق بناته سوي كل خير, وكم تمنيت ان يكون لي اب مثله لأقبل قدميه برا به وحبا له, انهم لا يستحقونه سيدي, ولا يعلمون النعمة التي كانوا فيها, فكفي انهم ينامون مقروري العين لا يفزعهم صوت ابيهم عند قدومه بالصباح ولا يقض مضجعهم تأففه علي أي شيء يثير عليهم السباب واللعان في كل وقت؟!.
وما كتبت رسالتي هذه لا شكو منه أو أنني ضقت به ولكني لعلهم, يقرأون كلماتي فتوقظهم من غفلتهم ويدركون نعمة الله عليهم فيشكرونها قبل ألا يكون لديهم عمل يشكرون به الله, واسأل كل من قرأ رسالتي أن يدعو الله بأن يفرج كربي ويقر عيني ويؤجرني خيرا في نفسي ويشفي أبي وامي ويهدي أبي إلي الحق والخير ويشرح قلبه للخير والبر ويذهب عنه الغضب ويكون لنا هشا بشا ويذيقنا بره بنا ورحمته بنا حتي لا تدمع عيوننا تحسرا علي أب تمنيناه فلم نجده.
سيدتي.. من غرائب الدنيا أن يعامل الأب أبناءه كأنهم أعداؤه.. فبعض الآباء يرون في القسوة حسن التربية, ويعتقدون أن اللين والكلمة الطيبة والحنان, يضعف الأبناء ويجرئهم علي آبائهم.
أيضا بعض الآباء, يرون في النصوص القرآنية ووصايا الرسل, بمعاملتهم بالحسني والرفق وعدم التعبير حتي بحركة الشفاه عن الغضب أو التأفف, مبررا للتسلط علي الأبناء وإذلالهم وإساءة معاملتهم, ولم يلتفتوا أيضا, إلي أن الله سبحانه وتعالي قال في كتابه الحكيم المال والبنون زينة الحياة الدنيا فهل يمكن تخيل أن يفعل إنسان بزينته ومصدر فخره؟.. هل يمكن تصور أن يفعل أب ذلك بالنعمة التي من الله عليه بها وائتمنه عليها؟ ألا يخشي يوم السؤال؟ ألا يتذكر أنه بعد أن يرحل من الدنيا سيكون في أمس الحاجة إلي دعائهم له وتصدقهم عليه وولد صالح يدعو له؟.. هل هذا هو الحق المفروض علي كل أب كما قال رسولنا الكريم إن لولدك عليك حق.
لم أفهم يا عزيزتي, ما الذي يدفع رجلا مثل والدك, يتحلق حوله ستة أبناء صالحين وزوجة وفية مخلصة, إلي أن يكون فظا غليط القلب, لا يرتدع من مرضه, ولا يتعلم من حسن اهتمامك به ورعايتكم له.. من أين أتي كل هذه القسوة.. لماذا سعي إلي تدمير أعمدة البيت وإطفاء مصابيحه, التي هي أنتم.. ألم يكن أولي به أن يجمعكم حوله, ويسعد بنجاحكم وتفوقكم وطاعتكم.
سيدتي.. أتمني أن يقرأ أصحاب حكاية كل هذه القسوة ما سطرته بدموعك, ليعرفوا حجم جريمتهم, وليشعروا بمعصيتهم الكبيرة تجاه والدهم الراحل.
أما أنت واخوتك, فما فعلتوه ـ وأنت تحديدا لن يكون جزاؤه كلمات طيبة مني أو من القراء, ولكنكم ستجدون خيرا كثيرا في الدنيا والآخرة, حتي لو طال انتظاركم في الدنيا, فهو سبحانه وتعالي يمهل ولا يهمل, لأنكم فعلتم ما أمركم به سبحانه وتعالي, راضين طائعين, وما أحلي طعم الطاعة لله, مهما كان حجم الألم والعذاب الذي نلاقيه, فالأولي أن يبكي الابن, من أن يبكي الأب, مهما كانت قسوته.
إن ما قمت به ـ يا عزيزتي ـ درس كبير, لكل أب, لم يقدر معني الأبوة, أو فهمها خطأ, ولكل ابن عاق يبيح لنفسه التجرؤ علي والديه أو عقوقهما ملتمسا أي مبرر كان, فما تحملتوه كبير, ولكنه يؤكد أن الخير في هذه الأمة إلي يوم الدين.
أدعوا الله معك أن يشفي والديك, ويهدي والدك إلي صوابه قبل يوم الحساب, لعله يسعي إلي محو إساءاته إليكم ويطلب العفو والمغفرة من الله المنتقم الجبار.. حفظك الله ورعاك وزاد بصيرتك نورا, وقلبك محبة, وعقلك نورا.. وإلي لقاء بإذن الله.
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
الخميس، ٢ أغسطس ٢٠١٢
جـــــبروت أب
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق