02-02-2007
كشفت رسالة الأسبوع الماضي نوافذ الاستشهاد عن أزمة في المجتمع حول مفهوم التعدد ومبرراته, فغضب كثير من الرجال ورأوا في تعليقي علي الرسالة ما يحرم ما شرعه الله بقولي إنه ليس من حق صاحب الرسالة أن يتزوج علي زوجته وإنما مباح له, وأكرر بعد العودة مرة أخري إلي علمائنا إنه ليس حقا, ولو كان كذلك لاعتبر من لم يقم به مقصرا في أحد الحقوق الشرعية.
ووصل الأمر ببعضهم إلي اعتبار أن الأصل في الزواج هو التعدد, فيما الحقيقة أن الأصل هو الإفراد, والدليل علي ذلك أن الله سبحانه وتعالي قال في كتابه الحكيم: وأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع وهنا يخاطب المتزوجين بدليل أنه ـ سبحانه وتعالي ـ لم يذكر لفظة واحدة وحالات الزواج الشرعية اليها.
ولأن كثيرين من الرجال الذين أرسلوا لي يتحدثون عن التشبه بالرسول عليه الصلاة والسلام, وعلي الرغم من اتفاقنا علي أن ما أحل للرسول, ليس بالضرورة يحل لنا, إلا أني أذكر نفسي وأذكركم, بأن النبي صلي الله عليه وسلم, رفض أن يتزوج سيدنا علي بن أبي طالب من ابنة أبي جهل علي السيدة فاطمة, وقال علي المنبر: أما إني لا أحل حراما ولا أحرم حلالا, ولكن فاطمة بضعة مني يريبني ما يريبها, فهل هناك أب لا يريبه أن يتزوج زوج ابنته بأخري؟!
هل هناك زوجة لن يريبها أن يتركها زوجها لأخري؟ ثم أين هؤلاء الرجال الذين يعاملون زوجاتهم مثلما كان يفعل رسولنا الكريم, أم أننا نتشبث بالرسول فقط عندما نريد أن نعدد في الزواج؟!
أعود وأكرر إن للتعدد اسبابه, ولا أحد يستطيع أن يمنع شرع الله, ولكل حالة مبررات قبولها أو رفضها, وصاحب رسالة الأسبوع الماضي, لم يكن عادلا, أو واضحا, بل كان قاسيا وظالما لزوجته أم أولاده التي تحملت الكثير من أجله.
ولو أقررنا حق كل رجل استراح ماديا وأصبحت لديه المقدرة أن يسارع بالزواج من أخري, لما وجدنا امرأة تقف بجوار زوجها وتعينه علي مصاعب الحياة, خوفا من أن يتركها بعد ذلك ليتزوج بأخري.
والحد الانساني الأدني في مثل هذه الحالة ـ بدلا من أن يعذبها ويهجرها في الفراش عامين ـ أن يعرض عليها ما قرره ويترك لها حق الاختيار. المشكلة شائكة, وفيها آراء عديدة, أطرح بعضها هذا الأسبوع ليكون حوارا مفتوحا بين أصدقاء بريد الجمعة وبين علمائنا.
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
الأربعاء، ١ أغسطس ٢٠١٢
ما طاب لكم!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق