09-02-2007
استجابة لرغبة الكثيرين من أصدقاء بريد الجمعة سنواصل للأسبوع الثاني طرح الرؤي المختلفة حول التعدد ومفاهيمه, خاصة بعد أن أيقنت من خلال مئات الرسائل التي وصلتني أن التعدد أزمة كبيرة, أزمة لدي الرجال الذين يرون أنه حق, هناك من يحاول انتزاعه منهم, وأزمة لدي المرأة, التي تري أن استقرارها وسعادتها وأمن أبنائها مهدد بالانهيار بسبب نزوة أو شهوة أو ملل ورغبة في التغيير. وهناك طرف ثالث أغفلناه في حواراتنا وهم الأبناء, ومعاناتهم وتشرد بعضهم بسبب زواج الأب من ثانية أو ثالثة.
وأجدني مضطرا مرة أخري لتأكيد أن التعدد ليس حراما, وإنما هو مشروع ومباح في إطار ضوابط, هذه الضوابط هي التي يدور حولها الخلاف. ولذا أقدم هذا الأسبوع عددا من الرؤي المختلفة, بعضها يبدو غير مألوف, وبعضها سيمثل صدمة ويطرح العديد من الأسئلة.
* إذا كان صاحب رسالة الأزمة ــ الكاشفة ــ قرر الزواج من أرملة صديقه بعد أن التقاها مرات عدة في مكتبه, مما أتاح له اكتشاف جوانب جذابة في شخصيتها, وأتاح لهما التقارب الذي انتهي إلي الزواج بدلا من الدخول في علاقات غيرشرعية, فهل هذا يجيز للمرأة المتزوجة العاملة ــ كما جاء في إحدي الرسائل ــ إذا أتاحت لها الظروف أن تلتقي برجل آخر, تجلس إليه, ترصده وتعجب به, أن تهدم بيتها وتطلب الطلاق حتي تتزوج ممن أحبته, بدلا من الوقوع في المعصية؟ هل إذا فتحنا هذا الباب, خاصة للرجل الذي بطبيعته يميل إلي التعدد, يبقي رجل مع زوجة واحدة.
* التعدد الذي شرعه الله سبحانه وتعالي, قد يصلح ويصبح ضرورة في مجتمع وفي زمان محدد, وقد يكون مفسدة في مجتمع ووقت آخرين, والذين يستشهدون ــ دفاعا عن التعدد ــ بارتفاع عدد الذكور عن الإناث, مارأيهم إذا عرفوا أن عدد الجنسين يكاد يكون متساويا في مصر, وأن نسبة كبيرة من الشباب ــ ذكورا وإناثا ــ لم تتزوج بسبب الظروف الاقتصادية, وانهيار العلاقات الاجتماعية, كما ترتفع نسب الطلاق لنفس السببين, إضافة إلي عدم الالتزام بالأساليب الصحيحة للزواج, أقصد أن مجتمعاتنا في حاجة إلي مواجهة مشكلاتها لمساعدة من لم يتزوج حتي يكمل نصف دينه, والحفاظ علي الزيجات القائمة, لأن استقرار الأسرة هو استقرار للمجتمع بأسره.
* الأصدقاء الذين يدعون إلي التعدد أو يسعون إليه, هل يقومون بواجباتهم تجاه زوجاتهم وأولادهم؟ هل يجدون الوقت والصحة لذلك؟ إذا كانت الإجابة بنعم, فهل يمكن لنا تفسير ازدياد نسب التفكك الأسري وانحراف الأبناء وارتفاع حالات الضعف الجنسي بدليل الإقبال الشديد علي الأدوية والمنشطات.
وإذا كانت الإجابة بلا, فهل يمكن للرجال في مجتمعاتنا تحقيق شرط العدل المنصوص عليه في حالة التعدد؟!
اعتقد أنه ليس من حق أي رجل لايقيم العدل مع زوجته الأولي وأبنائه, أن يتحدث عن التعدد أو يسعي للزواج بأخري, لأن الهدف الأسمي للزواج هو إعمار الأرض بالسكن والمودة والرحمة, لابالجري خلف الغرائز, هذا الباب لن ينغلق أبدا, لأن هناك دائما امرأة أخري أجمل غير التي تزوجتها, ولو كان المعيار أوالمبرر هو الاشتهاء, لما كفي الرجل ــ نفسيا ــ مائة امرأة, في حين أنه عاجز عن إرضاء وإشباع امرأة واحدة!!
{ المحــــــــــرر
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
الأربعاء، ١ أغسطس ٢٠١٢
نوافذ الاشتهاء
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق