الأربعاء، ١ أغسطس ٢٠١٢

نوافذ الاشتهاء

09-02-2007
استجابة لرغبة الكثيرين من أصدقاء بريد الجمعة سنواصل للأسبوع الثاني طرح الرؤي المختلفة حول التعدد ومفاهيمه‏,‏ خاصة بعد أن أيقنت من خلال مئات الرسائل التي وصلتني أن التعدد أزمة كبيرة‏,‏ أزمة لدي الرجال الذين يرون أنه حق‏,‏ هناك من يحاول انتزاعه منهم‏,‏ وأزمة لدي المرأة‏,‏ التي تري أن استقرارها وسعادتها وأمن أبنائها مهدد بالانهيار بسبب نزوة أو شهوة أو ملل ورغبة في التغيير‏.‏ وهناك طرف ثالث أغفلناه في حواراتنا وهم الأبناء‏,‏ ومعاناتهم وتشرد بعضهم بسبب زواج الأب من ثانية أو ثالثة‏.‏
وأجدني مضطرا مرة أخري لتأكيد أن التعدد ليس حراما‏,‏ وإنما هو مشروع ومباح في إطار ضوابط‏,‏ هذه الضوابط هي التي يدور حولها الخلاف‏.‏ ولذا أقدم هذا الأسبوع عددا من الرؤي المختلفة‏,‏ بعضها يبدو غير مألوف‏,‏ وبعضها سيمثل صدمة ويطرح العديد من الأسئلة‏.‏

*‏ إذا كان صاحب رسالة الأزمة ــ الكاشفة ــ قرر الزواج من أرملة صديقه بعد أن التقاها مرات عدة في مكتبه‏,‏ مما أتاح له اكتشاف جوانب جذابة في شخصيتها‏,‏ وأتاح لهما التقارب الذي انتهي إلي الزواج بدلا من الدخول في علاقات غيرشرعية‏,‏ فهل هذا يجيز للمرأة المتزوجة العاملة ــ كما جاء في إحدي الرسائل ــ إذا أتاحت لها الظروف أن تلتقي برجل آخر‏,‏ تجلس إليه‏,‏ ترصده وتعجب به‏,‏ أن تهدم بيتها وتطلب الطلاق حتي تتزوج ممن أحبته‏,‏ بدلا من الوقوع في المعصية؟ هل إذا فتحنا هذا الباب‏,‏ خاصة للرجل الذي بطبيعته يميل إلي التعدد‏,‏ يبقي رجل مع زوجة واحدة‏.‏

*‏ التعدد الذي شرعه الله سبحانه وتعالي‏,‏ قد يصلح ويصبح ضرورة في مجتمع وفي زمان محدد‏,‏ وقد يكون مفسدة في مجتمع ووقت آخرين‏,‏ والذين يستشهدون ــ دفاعا عن التعدد ــ بارتفاع عدد الذكور عن الإناث‏,‏ مارأيهم إذا عرفوا أن عدد الجنسين يكاد يكون متساويا في مصر‏,‏ وأن نسبة كبيرة من الشباب ــ ذكورا وإناثا ــ لم تتزوج بسبب الظروف الاقتصادية‏,‏ وانهيار العلاقات الاجتماعية‏,‏ كما ترتفع نسب الطلاق لنفس السببين‏,‏ إضافة إلي عدم الالتزام بالأساليب الصحيحة للزواج‏,‏ أقصد أن مجتمعاتنا في حاجة إلي مواجهة مشكلاتها لمساعدة من لم يتزوج حتي يكمل نصف دينه‏,‏ والحفاظ علي الزيجات القائمة‏,‏ لأن استقرار الأسرة هو استقرار للمجتمع بأسره‏.‏

*‏ الأصدقاء الذين يدعون إلي التعدد أو يسعون إليه‏,‏ هل يقومون بواجباتهم تجاه زوجاتهم وأولادهم؟ هل يجدون الوقت والصحة لذلك؟ إذا كانت الإجابة بنعم‏,‏ فهل يمكن لنا تفسير ازدياد نسب التفكك الأسري وانحراف الأبناء وارتفاع حالات الضعف الجنسي بدليل الإقبال الشديد علي الأدوية والمنشطات‏.‏

وإذا كانت الإجابة بلا‏,‏ فهل يمكن للرجال في مجتمعاتنا تحقيق شرط العدل المنصوص عليه في حالة التعدد؟‏!‏

اعتقد أنه ليس من حق أي رجل لايقيم العدل مع زوجته الأولي وأبنائه‏,‏ أن يتحدث عن التعدد أو يسعي للزواج بأخري‏,‏ لأن الهدف الأسمي للزواج هو إعمار الأرض بالسكن والمودة والرحمة‏,‏ لابالجري خلف الغرائز‏,‏ هذا الباب لن ينغلق أبدا‏,‏ لأن هناك دائما امرأة أخري أجمل غير التي تزوجتها‏,‏ ولو كان المعيار أوالمبرر هو الاشتهاء‏,‏ لما كفي الرجل ــ نفسيا ــ مائة امرأة‏,‏ في حين أنه عاجز عن إرضاء وإشباع امرأة واحدة‏!!‏

{‏ المحــــــــــرر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق