16-11-2007
أنا من أسرة كريمة من الطبقة المتوسطة واخوتي من خريجي كليات القمة وانا خريجة احدي كليات القمة وعلي قدر كبير من الجمال بشهادة الجميع كما اني والحمد لله علي قدر اكبر من الالتزام الديني والاخلاقي فانا ولله الحمد اتقي الله في كل تصرف والجميع يعلم عني ذلك فقد كان كل من حولي يحلف بأخلاقي وأدبي وبجمالي ايضا.
ومنذ كنت في السادسة عشر وانا يتقدم لي العرسان وجميعهم كانوا علي خلق ودين ومستوي مادي واجتماعي عال.
الا اني كنت افضل ان اتزوج زوجا يحبني حبا كبيرا يحافظ علي وعلي مشاعري وكان هذا شرطي الأول في زوج المستقبل. وبالفعل تقابلنا. كان يحبني دون ان ادري وكانت مواصفاته العامة من الممكن ان اقول إنها مناسبة وان كان اقل مني في بعض الأشياء مثل المستوي الاجتماعي والالتزام الديني, ولكنه كان خريج كلية قمة وكان طموحا إلي أبعد حد كما كان يحبني حبا عظيما حتي أنه كان يبكي أمامي كالأطفال, كلما شعر انني من الممكن ان أضيع من بين يديه لأن ظروفه المادية غير مناسبة. فأسرته لم تكن تستطيع أن تساعده في احتياجات الزواج وعندما عرفته كان دخله الشهري لا يزيد علي300 جنيه, ولكنني تمسكت به وشجعته لما شعرت به من حبه وتمسكه بي واقنعت اهلي به كما انهم رأوا فيه رجلا محترما يمكن الاعتماد عليه.
وبالفعل نحت حبيبي في الصخر كي نتزوج واخذ يعمل ما يقرب من20 ساعة في اليوم حتي نتزوج وكان شرطي له ان يكون اكثر التزاما دينيا وبالفعل وجدته يتغير من اجلي وبدأنا في بناء بيتنا الصغير.
كنت اساعده في كل شيء.. ساعدته في البحث عن شقة مناسبة لإمكانياته حتي ولو لم تكن مناسبة لي ولطموحي واشتريناها. كنت أقف مع العمال بدلا منه لتجهيز هذه الشقة وكنت اساعده من دخلي دون ان يدري أحد من أهلي وكان هو يقدر لي ذلك.
وظللنا هكذا اكثر من ثلاث سنوات حتي تزوجنا منذ أكثر من أربع سنوات بعد أن اجتهدنا وحفرنا في الصخر كما يقولون.
في بداية الزواج كان علينا ديون كثيرة بعد ما عانيناه من فرش الشقة وتجهيزها علي الرغم من اننا اكتفينا في الفرح بان خرجنا انا وهو فقط إلي مطعم راق وكنت مقتنعة ان فرحتي بزواجي اهم من اي فرح أو فستان زفاف أو أي شيء آخر.
وبعد الزواج فتح الله علينا فانتقل زوجي من وظيفة لأخري وبفضل تفوقه وطموحه ـ وايضا بفضل وقوفي بجواره ومساعدته في البحث عن الوظيفة المناسبة ـ استقر به الحال الآن في وظيفة رائعة يحلم بها الكثير من الشباب في مثل سنه وبراتب اكثر من عشرة اضعاف مرتبه الأول.
وكنت اقف بجواره في كل خطوة واشجعه علي الدراسة والتفوق حتي استقرت بنا الحياة وسددنا كل ديوننا واصبحنا ـ والحمد لله ـ نحيا حياة سعيدة يكللها وجود طفلتي الجميلة التي اصبحت كل حياتنا.
ولكنني قصصت لك يا سيدي قصتي حتي تعرف مدي ما انا فيه الآن من ألم.
فقد اكتشفت وبعد قصة حبي هذه ان زوجي وحبيبي واعز شخص علي قلبي يريد ان يتزوج علي من اخري.
فعن طريق المصادفة قرأت رسالة علي هاتفه المحمول من زميلة له في العمل تسأل حبيبها الذي هو زوجي متي سوف يؤسس عش الزوجية لهما لأنها علي حد قولها اصبحت لا تستطيع ان تحيا بدونه. وقد الجمتني الصدمة, بعد كل ما فعلته من اجله.
وبعد كل ما عانينا معا, من حقه الآن بعد أن أصبحت ظروفه مناسبة ولم تعد عليه ديون واصبح دخله يحلم به كل شاب في سنه ان يتزوج من أخري.
اكتب الآن إليك يا سيدي ودموعي تتساقط.. فأنا إلي الآن لا أدري كيف فعل بي هذا؟
وماذا كان ينقصه بعدما تحملته من اجله حتي يفعل بي ذلك؟
المهم عندما عرفت بذلك واجهته بما عرفت وخيرته بيني وبين هذه الأخري, فانهار وقال لي إنني حبيبته الوحيدة وان الأخري هذه لا تمثل لي سوي رغبة في الزواج من اخري وحسب.
وقال لي إن العيب فيه هو وليس في تقصير مني, وانه شعر انه يريد أن يتزوج من اخري فقط للتغيير في حياته.
بصراحة كنت انوي ان اطلب الطلاق. فأنا علي الرغم من اني مازالت احبه, إلا أنني لم اعد اثق به, ولكنني تراجعت من اجل ابنتي الوحيدة.
والآن هو يحاول بكل ما يستطيع ان ينسيني هذا الموقف النزوة علي حد تعبيره ولكني لا أستطيع, فقد جرحت في الصميم, ولا ادري هل من حق الرجل ان يتزوج من أخري طالما انه مقتدر علي ذلك؟
اسألك ورجال الدين: احق الرجل في الزواج من اخري مفتوح لتلك الدرجة؟
فهي الكلمة التي يحب الرجال دائما ترديدها وهي ان الدين اباح الزواج بأكثر من واحدة دون ان يكون هناك أي اسباب, فهل الدين في مثل حالتي هذه وبعد كل ما قدمته لزوجي بشهادة الجميع يعطيه الحق في هذا؟
وهل يبارك الله زواجا بني علي مشاعر واحاسيس زوجة لم ترتكب خطأ واحدا في حق زوجها منذ ان عرفته منذ ما يقرب من عشر سنوات؟
فأنا من وجهة نظري انه خائن لي, خيانة مشاعر علي الأقل, فكيف يقول لي انه يحبني ويقول للأخري ذلك؟ كما أني اتساءل: هل هذه الأخري التي كانت تعلم ان زوجي متزوج وله طفلة كيف سمح لها ضميرها بذلك؟ فأنا لا أتصور ان افعل هذا بأحد.
انا فقط اردت ان احكي لك ما لم اصرح به لأعز الناس لدي ولم اقل لوالدي ووالدتي لانهما لم يكونا ليرضوا أن احيا معه لحظة واحدة لمجرد تفكيره في ان يتزوج علي.
واريد ان اعرف هل انا كنت علي الصواب في عدم طلبي الطلاق والحفاظ علي بيتي, ام انني بذلك اصبحت امام زوجي ضعيفة ومن الممكن ان يفعل ذلك معي مرة أخري خاصة اننا مازلنا في بداية حياتنا الزوجية؟
* سيدتي: لا أريد أن أتحاور معك من المنطلق الشرعي للتعدد, لأن بعض علمائنا أباحوا التعدد بدون أي مبرر لمجرد رغبة الرجل في أن يتزوج مرة ثانية أو ثالثة أو رابعة, حتي ان بعضهم ـ أي العلماء ـ يفعل ذلك ويحرص علي اعلانه من خلال وسائل الإعلام. وهناك ايضا علماء آخرون يرون ان الأصل في الشريعة هو الافراد لاستحالة العدل بين الزوجات. مستندين إلي تفسير تلك الآيات القرآنية فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع, فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت ايمانكم و ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم. وهؤلاء العلماء وضعوا ضوابط للتعدد, منها صعوبة الحياة مع الزوجة الأولي لسوء مايراه منها, أو إذا كانت غير قادرة علي تحقيق احتياجاته الجسدية ويخشي علي نفسه من الوقوع في كبيرة, أو كانت لا تنجب وهو لديه رغبة في الانجاب وغيرها من الاسباب.
لذلك, دعينا من مناقشة ما أحله الشرع, لأنه سيصل بنا في حالتك إلي طريق مسدود. وتعالي نفكر لماذا قرر زوجك الزواج بأخري, علي الرغم من محبته لك, ووقوفك بجواره حتي يقف علي قدميه ويصل إلي ما وصل إليه وساهم في إثارة فكرة الزواج الثاني في رأسه, وبعدها أجيب علي اسئلتك المشروعة والانسانية.
سيدتي.. قال زوجك إنه فكر في الزواج لمجرد الرغبة في ذلك, وللتغيير في حياته, وأن هذا التفكير عيب فيه, وليس تقصيرا منك, ولكني غير مقتنع بهذا التفسير.. لأن بعض الرجال, عندما يكونون في مستوي أقل من زوجاتهم قبل الزواج, في المستويين المادي والاجتماعي, ويجدون من شريكة حياتهم, تعاونا واندفاعا وعطاء, يظل عندهم شعور بالضعف, والتقصير مهما فعلوا, أو حاولوا نسيان البدايات, وعندما يفكرون في التعبير عن ذواتهم في صورتها الأخيرة, الجميلة, التي تبدو متكاملة, يبحثون عن إمرأة أخري, تنبهر بهم, تشيد بنجاحهم وعبقريتهم, بدون أن تكون صانعة أو شريكة في هذا النجاح.
وأخشي ـ واغفري لي خشيتي بالتفكير ـ بأن تكوني قد ساهمت في هذا الاحساس لديه, خلال سنوات زواجكما القليلة, وهذا الاحتمال لا يعني تبريري لتفكيره في الزواج بأخري, ولكنه جرس لكل امرأة قد تفعل ذلك مع زوجها, فتدفعه بلا قصد إلي الهروب من البيت, أو إلي إمرأة أخري, يري فيها صورته التي يحبها.
أما عن اسئلتك, فأقول لك إنك محقة في إحساسك بخيانته لك ولكل شيء جميل صنعتماه معا. ومقدر لجرحك الغائر, ولكن تراجعك عن الطلاق, كان قرارا صائبا ويعكس نضجك وعدم اندفاعك بشعور غاضب, فزوجك ووالد طفلتك ومن شاركته رحلة من الكفاح والتحدي يستحق منك فرصة أخري. فرصة بلا ضعف أو إنهزام, وعليه أن يعي أن قرارك يعكس مدي قوتك, وأن من تفعل ذلك يجب عليه أن يحذر من غضبها وجرحها, ويقدر حجم تضحيتك من أجل الحفاظ علي استقرار أسرة وعدم هدم بيت بني علي الحب والتضحية. فمثل هذه القصص يجب ألا نفرط فيها بسهولة من أجل رغبة طارئة أو نزوة أو مغامرة, لأن عمر هذه الأشياء قصير بينما يظل الانسان يدفع ثمنها لأوقات طويلة.
أما تلك السيدة التي قبلت الزواج من رجل متزوج لم يمض علي زواجه خمس سنوات, فلن أقول لها شيئا لأني لا أعرف الظروف التي دفعتها إلي قبول تدمير أسرة وتفريق حبيبين, ولا أعرف كيف اقنعها وما هي المبررات التي ساقها لاقناعها بحبه وقبوله, ولكن سأقول لكل فتاة تقبل الزواج بمن هو مثل زوجك, بأنها تغامر بمستقبل آمن وتعرض نفسها لتجربة احتمالات فشلها أكبر بكثير من نجاحها.
والأسلم دائما هو عدم تعريض أنفسنا لرياح عاتية, تزيدنا غشاوة باسم الحب, وعندما تهدأ نكتشف حجم الخطأ والجرم الذي نرتكبه في حق أنفسنا وحق آخرين لم يفعلوا لنا شيئا سيئا, فالرجل الذي يضحي بزوجته حبيبته وبمن شاركته نجاحه, وبابنته, سيضحي بسهولة اكثر بالمرأة الأخري. حفظكم الله, وحفظ أمن بيوتكم بمحبتها واستقرارها. وإلي لقاء بإذن الله.
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
الخميس، ٢ أغسطس ٢٠١٢
بعد هذا الحب
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق