الأربعاء، ١ ديسمبر ٢٠١٠

عاشوا وتألموا‏..‏ ففازو

09-03-2012
أبعث إليكم بقصة سيدة ليست ممن يشار إليهم بالبنان‏,‏ لا هي سيدة مجتمع ولا نجمة ساطعة‏,‏ هي سيدة من بلادي‏,‏ أعلم أن أمثالها كثر‏,‏ لم تركز عليها يوما دائرة ضوء‏,‏ ولا يأبه لها‏,‏ كانت تعمل منذ نعومة أظفارها لتعول نفسها وأسرتها بكل الود والعطاء والاخلاص‏.

كانت تساعد عدة أسر في تربية أطفالهم والقيام بأعباء المنزل, فكان لها مكانة في قلوب كل من تعاملت معهم, أحبتهم فأحبوها..
مع بساطتها ورقة حالها تشارك الجميع في أحزانه, قبل أفراحه, فتسافر مئات الكيلومترات لتقديم واجب العزاء وتقدم الهدايا والألعاب للصغار في كل مناسباتهم المفرحة, أخلصت الود للجميع فكان الكل يعتز بها فردا من أفراد الأسرة, إلي أن تزوجت بكدها وأملها كبير في أن يضع الله عنها بعض العبء, فما لبثت أن اكتشفت أن زوجها مدمن, فصبرت وواصلت الكفاح الي أن لطمها زوجها يوما علي وجهها في شجار ففقأ عينها اليمني, ثم طلقها وأخذت عينها اليسري تزداد وهنا يوما بعد يوم, ولم تشتك إلا إلي الله, ولم تستسلم وأكملت كفاحها لتربية ابنتها الوحيدة, التي رزقها الله إياها, محتملة كل أعبائها المعنوية والمادية, وتوفي طليقها, فيا للعجب أن حزنت عليه ليتم ابنتها. وإنها أصبحت في الدنيا بلا أب, وإن كان أبا بيولوجيا, فما كان يعنيه شيء من أحوال الابنة, واستمر حالها مع الصبر والعطاء فقدمت المساعدات المالية في زواج ابناء اخواتها, فما كان هذا إلا مدعاة للخلاف الدائم مع ابنتها التي تري أنها أحق من أقارب أمها بهذا المال, وإن لم تقصر الأم يوما تجاه الابنة, فكل ما تكسبه ملك لابنتها, لكن الابنة دأبت علي التطاول علي الأم بالضرب والاهانة, إلي أن دعت الابنة يوما علي الأم بالموت, وبهدوء شديد أمنت الأم علي الدعاء في لحظة يأس وبعد بضعة أيام صدمتها سيارة مسرعة وهي متجهة لعملها فطرحتها أرضا لتصاب بنزيف في المخ نقلت علي أثره للمستشفي في التاسعة صباحا, وتركت دون أدني اكتراث من أحد حتي الثالثة عصرا إلي أن همست إحدي الممرضات في أذن قريب لها خذوها من هنا إن أردت بها خيرا, وفعلا نقلوها لقصر العيني فقاموا بكل الرعاية لكن بعد فوات الأوان, واسترد الله وديعته, ورحلت عن عالمنا فكانت حياتها مثالا لما قاله حكيم في تلخيص التاريخ الانساني عاشوا.. وتألموا.. وماتوا.
وأنا أكتب رسالتي هذه لاستمطار الرحمات من القراء الأفاضل علي هذه السيدة الفاضلة التي لم تكن ذات منصب ولا مال, وإنما ذات كرامة وشرف ورحلة كفاح تستحق أن تحترم, في ظاهرها الألم والمعاناة وفي باطنها وأحسبها كذلك رحمها الله وأحسبها من الأمثل الذين قيل فيهم إن الله يبتلي الأمثل فالأمثل وأكثر الناس ابتلاء الأنبياء.
ورسالتي لكل ابن عاق لكي يعيد حساباته قبل فوات الأوان, داعية الله تعالي أن يهدي هذه الابنة بفضله جزاء عمل والدتها الصالح.
ورسالتي ليتأمل كل منا في حياته فيتصبر المبتلي, ونفتح جميعا بابا لمراجعة النفس, ونتساءل ماذا سنترك في نهاية الرحلة من أثر في هذه الحياة, فضلا عما سنأخذه معنا من أعمالنا, وهل وجودنا في الدنيا كان عبئا أم اضافة ذات قيمة؟
أسأل الله للجميع العفو والعافية وحسن الخاتمة.

سيدتي.. هذه هي سيدة المجتمع والنجمة الساطعة بحق.. هي المثل الحقيقي للزوجة وللأم, صافية القلب, المحبة, المسامحة, المحتوية, والقريبة, من الله سبحانه وتعالي, هذا القرب هو الذي فتح لها أبواب السماء, فكانت الاستجابة للدعاء من الله ـ كما أعتقد وأري وقد أكون مخطئا ـ فالأمر والسر لديه سبحانه وتعالي ـ تكريما لهذه الأم وهي في أصفي وأنقي حالاتها, لذا دعينا نعدل في قول الحكيم ونجعله: عاشوا وتألموا.. ففازوا, لأنها بإذنه ورحمته ومحبته سبحانه وتعالي ستكون في الجنة, علي ما قدمت وأعطت. ولا أخفيك أن الشفقة علي ابنتها زاحمت الغضب منها.. نعم أشفقت عليها ولا أعرف كيف ستحيا بعد موت هذا الملاك.. أوقن أن مثل هذه الأم الرائعة لم تدع علي ابنتها قبل وفاتها, ولكن غضب الله مرعب وهو الذي أوصانا بالوالدين حتي لو حاولا دفعنا إلي الشرك به, أيضا انها الأم التي أوصي بها رسولنا الكريم( ص) فكيف ستحيا والأرض والسماء غاضبتان عليها,أملي أن يهديها الله ويهدي كل عاق لوالديه, إلي التوبة والندم والدعاء والتصدق علي روح أمها, حتي لا يكون الثمن أكبر من التخيل في الدنيا والآخرة.
المزيد ....

امرأة من هذا الزمن‏!‏

01-03-2012
أنا سيدة في الخامسة والأربعين من عمري‏,‏نشأت في أسرة محترمة لأب وأم يصفهما الجميع بأنهما من زمن الصحابة, وليسا من أهل هذا الزمان, نشأت نشأة دينية, ملتزمة بكل المثل العليا والمبادئ والقيم والعادات والتقاليد.

عشت حياة سعيدة مرفهة لأبعد الحدود, في ظل والدي الكريمين, وكنت وأخوتي محط أنظار الجميع لحسن أخلاقنا وتديننا وسمعة أبوينا.
تقدم لي العشرات من أغني وأفضل الأسر, وذوي المراكز المرموقة, ولكني لم أسعد بأي منهم إلي أن رزقني الله بزوجي الفاضل الذي لن يجود الزمان بمثله, فقد كان حلمي الذي تحقق طبيب, شاب وسيم وبه كل الصفات الحسنة وسعد أبواي بموافقتي عليه وقام أبي بتجهيز شقة الزوجية من أرقي المعارض, وعشنا حياة هانئة موفقة الي أن رزقنا الله بابننا الأكبر وكان قرة عين لي ولوالده, ثم رزقنا الله بطفل آخر بعده بعامين زادت به سعادتنا, ووضع زوجي كل ما يملك في استئجار عيادة قام بتشطيبها علي نفقته, وتجهيزها علي أعلي مستوي في بلدتنا وما أن أتم ذلك حتي قام بافتتاحها وسط مباركة الأهل والأصدقاء, وحين عودتنا من افتتاحها وبمجرد وصولنا إلي المنزل فاجأت زوجي آلام مبرحة, وفي الصباح قام بعمل فحوصات أوضحت لنا أنه أصيب بالمرض اللعين, وعلي الفور قرر جميع الأطباء إجراء جراحة كبيرة وخطيرة وعاجلة, اختطفت سعادتنا بما نحن فيه, وتمت العملية بنجاح والحمد لله, ومرت فترة النقاهة علي خير, وهو في إجازة من عمله بالمستشفي, وأغلقنا العيادة من يوم افتتاحها, وسبحان الله ـ يا سيدي ـ ففي هذه الظروف القاسية جدا والمرهقة نفسيا وماديا أراد العلي القدير أن يختبرني بحمل جديد, ومرت فترة الحمل بكل ما فيها من صعاب حتي وضعت طفلتين توءم, فحمدنا الله علي ذلك, وقدر الله وما شاء فعل, وفي اليوم التاسع لولادتي عاودت زوجي آلامه مرة أخري, فذهب لأكبر الأطباء في هذا المرض الذي هو تخصصه ويعلم عنه كل تطوراته, فقرروا له علاجا كيميائيا في منتهي القسوة, وتقبل زوجي الأمر بإيمان وصبر شديدين, ولكنه قال لي ذات يوم لن أذهب لأخذ هذا العلاج, فأبناؤنا أولي بهذه المصروفات, فلا جدوي من أي علاج, فهي حالة شبه نادرة, وميئوس منها.
لا أخفي عليك ـ يا سيدي انني في هذه الأثناء كنت في حالة يرثي لها, وانهرت انهيارا كاملا من كل النواحي, ويعجز قلمي عن وصف ما كنت فيه, وظللت علي هذه الحال عدة أيام, ثم عدت أتقرب الي الله سبحانه وتعالي بكل جوارحي, وأكثر من الصيام والصدقات وصلاة النوافل, حتي أمدني الله بقوة من عنده لأتحمل ما أنا فيه, وبكل قوتي دفعت زوجي دفعا لأخذ العلاج في مستشفي استثماري كبير, حيث إن الطبيب المعالج لا يتعامل إلا مع هذا المستشفي, فوقتها لم يكن قد صدر القرار الخاص بعلاج مثل هذه الحالات علي نفقة الدولة, وكنت أترك إحدي التوءم واخذ الأخري معي المستشفي بالتبادل, اسبوع واسبوع, حتي مرت ستة أشهر قاسية ومريرة, فكان أطفالي لا يستوعبون ما حدث لنا, وما يجري حولهم, فكانوا يأتون لزيارة والدهم في المستشفي فيندهشون من منظره ويتساءلون: انت بابا؟! فقد كان زوجي بالنسبة لنا منبعا دافئا من الحب والحنان والإنسانية.
مرت ستة أشهر كئيبة, ثقيلة ثقل السماوات السبع, والأرض وما عليها, إلا أنها كانت لا تخلو من الإيمان بالله والصبر الشديد, وبعد صراع مع المرض, رحل زوجي إلي رحاب الله وتركني وأطفالنا نعاني مرارة فراقه إلي الآن, بل إلي يوم نلقاه, فهو جدير بذلك.. مات وتركني في التاسعة والعشرين من عمري.. وأطفالنا أكبرهم في الصف الأول الابتدائي, وأصغرهم رضيعتان لا تتجاوزان الأشهر الستة.. رحل وتركنا بعد أن أنفقنا كل ما نملك في تجهيز العيادة ثم علاجه, فحتي سيارته قام ببيعها, وغرقت ـ بالطبع ـ في أحزان طويلة جدا, وتصرفت تصرفات الجاهلية من قسوة الفقد.. وظللت علي هذه الحال حتي ميعاد الذكري السنوية, ونظرت بعدها إلي أطفالي, وما آلوا إليه من سوء حال, ولكنني كنت مثلهم بل أسوأ حالا, كنت مثل الطفلة, أشعر أن الزمن قد توقف بي عند يوم وفاته, المهم بدأت مواجهة الحياة بمفردي لأول مرة في حياتي ومعي أبنائي, فسابقا لم أحمل هما للدينا يوما واحدا, فقد كنت مرفهة لأبعد الحدود في بيت والدي رحمه الله الذي توفي قبل مرض زوجي مباشرة وكذلك في بيت زوجي.
كان معاش زوجي بالكامل نحو330 جنيها لا غير, بهذا المبلغ بدأت المسئولية الثقيلة, فهذا المبلغ لا يكفي لشراء الألبان, ومستلزمات الرضيعتين, فكرت في تأجير العيادة مفروشة لأحد الأطباء, فرفض المالك, وحاولت استرداد ثمن تشطيبها فرفض أيضا, فقد كان زوجي ـ رحمه الله ـ لم يكمل الإجراءات القانونية لفتح عيادته بعد, وانتهيت إلي تسليمها للمالك, حتي لا أقوم بدفع الإيجار, وقمت ببيع الأجهزة والفرش, واشتراها الزملاء بثمن بخس, رغم أنها لم تكن خرجت بعد من كراتينها, وواجهت الحياة بهذا المبلغ, وقليل من ميراث والدي, وبعض مصوغات ذهبية اشتراها لي والدي أيام العز وشبكتي.. ومرت السنون كئيبة, رتيبة, تخلو تماما من أي مظهر من مظاهر السعادة, مليئة بكل أنواع الهموم والأحزان والحرمان, وكنت كل شيء لأبنائي.. الأب والأم والخادم.. ودخلت في بعض المشروعات الصغيرة للمساعدة, ولكنها باءت كلها بالفشل لأنني لم أكن أملك الخبرة الكافية, فأسلمت أمري لله.
كان كل أقران أبنائي من أولاد العائلة والجيران والأصدقاء يأتي لهم المدرسون في جميع المواد بالمنزل, لكن ابني لم يأخذ درسا خاصا إلا في أضيق الحدود في الثانوية العامة فقط, فقد عشنا معاناة رهيبة لا يطيقها أو يصدقها أحد, حرمان من كل شيء, حتي مصروف الجيب ممنوع, والنزهة ممنوعة, ولا مجال لمصيف أو رحلة, أو حفلة, أو عيد ميلاد ولا غيرها من هذه المسليات..
مرت السنون والأمور المادية تزداد سوءا وأبنائي يزدادون تفوقا, واحتراما, وكانوا بشهادة الجميع مهذبين بكل معني الكلمة, كانوا يفرحوا والله يقدرون الظروف فلا أحد منهم يمتلك ساعة أو موبايل أو لاب توب, ولكني كنت أغرس فيهم الثقة بالنفس, والتحلي بالصبر, والإيمان بأن الغد سيحمل ـ بإذن الله ـ خيرا من اليوم, ودخل ابني المرحلة الثانوية وكان متفوقا ـ مثلما سبق أن ذكرت ـ وحدثت له مفارقات غريبة, فالامتحانات حدثت بها أخطاء وكذا نماذج الإجابة ورغم كل الظروف حصل علي96% ولكن هذا المجموع لم يمكنه من دخول الكلية التي يرغبها, وكانت صدمة كبيرة لنا, وأياما عصيبة عشناها جميعا, ولكننا استسلمنا للأمر الواقع, ودخل الكلية التي قسمها الله له, والتي اعتبرها أنا من كليات القمة, ولكنها مهضومة الحق برغم أهميتها, وصعوبة الدراسة بها, في حين دخل كثير من أبناء المعارف والأقارب كليات الطب والصيدلة الخاصة, رغم أن مجموعهم أقل منه بكثير, ولكن الأمر لله وحده, وشجعته حتي يتفوق في دراسته الجامعية وبالفعل كان له دائما ترتيب متقدم علي الدفعة, رغم ما كان يحدث من بعض الأساتذة من مجاملات, خاصة في الشفوي والعملي لبعض الطلبة, وقد حصل ابني الثاني علي الثانوية العامة بعد عامين ومر بنفس الظروف التي مر بها أخوه الأكبر ولكن الحمد لله علي كل حال أما التوءم فهما الآن في الثانوية العامة.
أعود بك الي ابني الأكبر الذي تخرج في كليته بتقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف, ولكن لم يتم تعيينه كمعيد بالجامعة لأنه خسف بتقديره في التيرم الأول مما أثر علي تقدمه في الترتيب.
طفنا بأوراق ابني علي الجامعات الخاصة فلم نجد له فرصة, وأرسل أوراقه لشركات كثيرة في مجالات البترول, وكذا وزارة العدل ومدينة زويل حيث يراودنا الأمل في تعيينه ولكن دون جدوي, مع أنه حاصل علي كورسات ودورات تدريبية بتقدير امتياز أيضا.
مر عام والآخر سيمر قريبا وتتخرج دفعتان بعده, وهو مازال حبيس المنزل, نفسيته مدمرة يعيش معاناة حقيقية.. فهل هذا جزاؤه وجزائي بعد الكفاح, والتفوق المشرف؟! أليس من حقي وحق ابني المتفوق الذي خاض معارك الحياة وهو طفل في السادسة من عمره بروح مقاتل, أن يتم تعيينه في وظيفة محترمة, بمرتب يساعدني بجزء منه في إتمام رسالتي مع أختيه.
لقد نفد كل ما معي من أموال, وما بقي لي من ذهب, في رحلة الستة عشر عاما الماضية, وأصبحت مدينة بالكثير, وتقوقعت علي نفسي وأولادي بمنزلنا الذي جار عليه الزمان, وأصبحنا في شبه عزلة عن العالم, وأنا الآن لا أريد أي تبرع من أحد, فهذا أمر يقتلني, والحمد لله نحن أعز بالله, ونرضي بقضائه, ولكني أرسل رسالتي هذه بعد ستة عشر عاما مرت علي وفاة زوجي, وكأنها مئات القرون, إيمانا مني بأن الله جعلكم ممن تقضون حوائج الناس, فجميع فئات المجتمع الآن يطلبون زيادة المرتبات, ووعدتهم الحكومة بزيادتها, فكيف نأتي بأمواتنا من قبورهم ليطالبوا بزيادة المعاشات؟!
فهل هذا المعاش الضئيل الذي يتقاضاه الطبيب هو مكافأة تفوقه وانكبابه علي تحصيل العلم طوال حياته وحصوله علي أعلي مجموع.. فهل تعلم انني وأبنائي لا نملك ثمن الذهاب للطبيب, ولا ثمن الروشتة, فهل هناك من ينظر إلي أحوالنا, بعين المسئولية؟!

سيدتي.. معك حق في كل ما قلت.. فرحلة حياتك القاسية تكشف حجم الفساد الذي ضرب المجتمع بكل مؤسساته.. في التعليم والوساطة في العمل.. فأسرة الطبيب الراحل لا تستطيع العلاج وأبدي هنا اندهاشي من أن نقابة الأطباء لا تلزم الأطباء بالكشف المجاني علي أسر الأطباء الراحلين!!.
فساد في البشر, فصاحب العيادة يرفض دفع ما أنفق عليها, مستغلا الظروف الصعبة لأسرة المستأجر المتوفي, وزملاء المهنة أكثر استغلالا فيشترون الأجهزة في كراتينها بثمن بخس.
سيدتي العظيمة.. رحلة كفاحك تاج علي رأس المرأة المصرية, فمن تستطيع تربية أربعة أبناء بمعاش وصل في حده الأقصي إلي ثلاثمائة جنيه وتصل باثنين منهما الي بر الحياة العملية بعد شقاء جامعي, وتواصل زحفها ومعاناتها نحو المستقبل مع ابنتين في الثانوية العامة؟!.
ومع تقديري الكامل وانبهاري بصمودك وصبرك ورضائك بما قسمه الله لك, لا أستطيع أن أعدك بتوفير فرصة عمل لابنك بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها الجميع, وان كان لدي أمل في قلب طيب طاهر يقدر شقاءك ويمد يده لتوظيف نجلك في مكان براتب جيد ليعينك علي مواصلة رحلة البناء والتربية والعطاء والنجاح والعفة, وحتي يحدث هذا أرجو أن ترسلي لي سيرة ذاتية لابنك الرائع لأنك لم تذكري حتي الكلية التي تخرج منها, وإن اعتقدت انك فعلت ذلك عمدا حتي لا تعرف شخصيته حفظا لكبريائه ـ أما الشيء الآخر فإني استميحك عذرا ان تسمحي لنا في بريد الجمعة أن نشاركك في بقية المشوار حتي تتخرج الابنتان, وهذا ليس منا أو كرما ولكنه حقكم جميعا وهذا واجبنا الذي نشرف به ونحمد الله علي منحنا هذه الفرصة العظيمة فلا تحرمينا منها.. حفظك الله وأعانك علي ما أنت فيه, وإلي لقاء قريب بإذن الله.
المزيد ....

نصف ساعة‏!‏

24-02-2012
سيدي‏..‏ أنا لم أفكر يوما أن أبعث لك برسالة طوال السنين الطويلة التي تابعت فيها هذا الباب المحترم ولكن رسالة برغم اني امرأة حركت في نفسي الكثير‏,‏ أردت أن أشارك قراءك الأعزاء فيها, وليس دفاعا عن صاحبة الرسالة التي أري أنها ستتعرض لأبشع الاتهامات من النساء خاصة وأولهن زوجتي التي وصفتها إما بالمطلقة أو العانس أو الأرملة الشبقة.. ولكني أريدك أن تسمعني ولا أنتظر حلا أو مواساة لما أقول..

باختصار ـ قابلتها ياسيدي في السنة الثانية من المرحلة الجامعية منقولة حديثا من إحدي الجامعات, رائعة الجمال تخطف الأبصار والقلوب.. لها طلة أنثوية لا مثيل لها.. لا أطيل عليك أحببتها وأحبتني وأحبتها أسرتي وكنت عضوا مهما في أسرتها منذ اليوم الأول.. ومن اليوم الأول بدأنا نعد العدة للزواج.. عقدنا القران قبل التخرج بأيام قليلة علي أن نعمل معا ونبني عش الزوجية, ومن حوارات العاشقين أكدت لصاحبتي وزوجتي أنني أعشق الحياة الزوجية, ورجل بيتوتي من الطراز الأول ولا يوجد بي عيب إلا حبي للعلاقة الزوجية وإفراطي فيها( إن شاء الله) ضحكت كثيرا وتوعدتني بمن سيكون المفرط؟
تزوجنا وكان شهر العسل طويلا ذقنا فيه كل متع الحياة.. حتي جاء المولود الأول.. وتبعه الثاني والثالث, فرزقنا بثلاثة أولاد في خمس سنوات بناء علي رغبتها. وكان لذلك انعكاس سلبي علي علاقتنا الزوجية وتبدل الحال.. وجاء الأولاد في المقام الأول في كل شيء فأصبحت تؤدي دورها ـ إن أدته ـ بلا أي مشاركة وإنما تأدية واجب حتي طالت فترات البعاد.. وصادف ذلك تعثر في أعمالي ونقص دخلي بشكل ملحوظ أثر تأثيرا كبيرا علي مزاجها العام, حيث انها تضيق كثيرا بالميزانية المحدودة للبيت..
حتي بدأ الخلاف العميق بيننا بخصوص أمر علاقتنا.. فهي تري أن التعثر المالي يمنع... ارتفاع درجة حرارة طفل يمنع.. ارهاقها في خدمة البيت يمنع وكثير من الأمور التافهة التي تمنع لقاءنا الزوجي.. وكثيرا ما ذكرتها علي سبيل الفكاهة بوعدها واني لم أكذب عليها في رغباتي الزوجية.. إلا انها كثيرا ما أهانتني وادعت ان كل ما يعنيني في الحياة جسد, وان كان جسدا ميتا أؤدي فيه رغباتي.. ويعلم الله انني كنت أساعدها في أيام راحتي في العمل في المنزل, حتي انني كنت أقوم بكل أعمال المنزل لترتاح هي وتكف عن الشكوي.. وكثيرا أيضا ما كنت أدعوها بعد ذلك فترفض بشدة وبطريقة مهينة.. الأمر الذي يجعلني أتحسس جسدها بخفة وهي نائمة حتي أخمد نار جسدي, ويا ويلتي ان استيقظت وشعرت بي, توجه لي أبشع ألفاظ من الإهانة والاحتقار.. ويعلم الله اني اعشقها فهي زوجتي وحلالي.. ولا يفوتني أن أقول انني أمرض إذا ما ابتعدت عنها وهي ترفض وتسب وتلعن إن جاءت فكرة الزواج من زوجة أخري.. وأصبحت أنتظر دقائق الرضا عني وعن هذا الأمر..
سيدي.. عندما قالت صاحبة رسالة برغم اني امرأة مناشدة أخواتها النساء(.. وأعطه من وقتك نصف ساعة أو ساعة يوميا ليخرج ما بداخله من طاقة جنسية تجعله بعدها ينام كالأطفال.. افعلي ذلك من أجل نفسك ولا تفضلي عليه أولاده) قامت القيامة واتهمتها بأبشع الاتهامات وانها من اللاتي لا يفعلن في حياتهن إلا الجنس.. الخ الخ.
أما أنا فقد رضيت بنصيبي في هذا الأمر ولن أتزوج ولن أدع هذا الأمر يهدم حياتي.. أصبر ان شاء الله ولكن أضم صوتي إلي صوت صاحبة رسالة برغم اني امرأة: وأقدم نصيحتي لكل الزوجات الشابات الجدد لا تدمرن حياتكن وحياة أزواجكن من أجل نصف نساعة!

سيدي.. دعنا نبدأ مما نختلف عليه قبل ما نتفق عليه.. فقد ورد علي لسانك كلمات, مثلما جاءت علي لسان زوجتك يمكن أن تكشف موطن الأزمة في علاقتكما.
ولأبدأ من رصدك لبعض الحالات التي تمتنع فيها زوجتك عنك وتراها من الأمور التافهة: التعثر المالي, ارتفاع حرارة طفل, ارهاقها في خدمة البيت.. لا ياسيدي ليست أمورا تافهة وغريب أن تراها كذلك, فكيف لامرأة أن تكون لزوجها وهي مرهقة أو مجهدة أو مشتتة الذهن, بسبب تعثر أوضاعكما المادية.. أيضا لا أتخيل تلك الزوجة مع زوجها وطفلها يعاني ارتفاع الحرارة, ففي هذه الحالة لا تفكر إلا في ابنها, تتابع الحرارة وتستخدم كمادات الماء البارد.. فكيف لها ياسيدي ان تحتويك أو تكون معك جسدا وروحا, وربما هذا يفسر قولها لك: كل ما يعنيك جسدا, وإن كان جسدا ميتا.
اعتقد ـ سيدي ـ ان ما سبق هو جزء رئيسي من الأزمة بينكما. الغريزة لديك ضاغطة, مجردة من كثير من المشاعر التي تحتاجها المرأة, تفاصيل لم تلتفت اليها ويبدو انقطاع أو انعدام الحوار بينكما حولها.. فالزوجة تحتاج الي زوج يدخل اليها من أذنيها, من مشاعر حب تصل اليها بصدق, بأن يشعر بأن احتياجه اليها ليس غريزيا فقط عندما يتحقق يعطيها ظهره لتتفرغ هي للتفكير في الأزمات المالية أو في سخونة طفلها الراقد في غرفة أخري, أو في أنها مجرد جسد ليقضي به الرجل وتره, رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم أمرنا بالرفق بالقوارير, وطالب الرجال بأن يقدموا لأنفسهم ولا يأتوا زوجاتهم كالبهائم.
إذن أنت مطالب سيدي بإعادة النظر في سلوكك مع زوجتك, واللجوء إلي وسائل إنسانية تقرب المسافات, وتحقق لك رغباتك.
أما ما اتفق معك عليه, فهو لوم زوجتك لو كانت تتجاوز في اللفظ أو تهينك لأنك تبدي رغبتك فيها حتي لو كانت وسائلك خاطئة, فمثل هذه الأشياء تدفع الرجل للنفور وتزيد الفجوة التي تؤدي الي الانحراف أو البحث عن زوجة ثانية ووصولا إلي الطلاق.. فهل أي زوجة وأم يمكن ان تهدم بيتها وتعصي ربها بعدم طاعة زوجها لانه لا يجيد فن التعامل؟
الطبيعي هو محاولة مساعدته, توجيهه, اجراء حوار معه بالحسني حول ما تحب ولا تحب, خاصة إذا كان الزواج عمره طويلا.
أقول لزوجتك ـ ولمن مثلها ـ لا تطمئني كثيرا لما أعلنه زوجك من انه لن يهدم بيته ولن يتزوج بأخري, فهذه قرارات مؤقتة تتغير بتغير الظروف والمؤثرات الخارجية غير المضمونة.. لذا احترمي زوجك, وقدري ان له رغبات خاصة حتي لو كانت زائدة... ودلليه كالطفل, واشركيه في تفكيرك المشتت وامنحيه وحده لو نصف ساعة في اليوم, ستجدين وقتها انسانا آخر غير الذي تعتقدين.
العلاقة الزوجية لا تنجح بجهد أو عطاء أو حب أو احتياج طرف واحد, وفي هذه الأيام الصعبة علي كل زوجين ان يضاعفا جهدهما حتي يحافظ كل طرف علي الآخر من أجل سعادة خاصة وسعادة عائلية.. أسعد الله الجميع, وإلي لقاء قريب بإذن الله.
المزيد ....

الأفــــكار القاتلة‏!‏

17-02-2012
أنا فتاة أتممت منذ شهر عامي الـ‏27‏ أي أنني علي مشارف نهاية العقد الثالث من عمري ان كان في العمر بقية‏,‏ وأراد الله أن أتمه.

اكتب اليك وانا اعلم ان الاحداث التي تمر بها بلدي لا تحتمل ان نتحدث في هذه المشكلة, وامثالها, فما نواجهه الآن اهم واقدس من اي مشكلة شخصية.. ولكن يا صديقي تعلم أن النفوس تظل تتحمل الي أن تاتي اللحظة التي لابد فيها من الانفجار وإلا أهلكت صاحبها.. لن اطيل عليك.
انا كما قلت لك في بداية حديثي من جنوب مصر, من احدي محافظات الصعيد المنسي دائما, اكملت تعليمي في احدي الكليات النظرية واعمل الآن في مهنة اراها من اعظم وأجل المهن رغم انها فقدت قيمتها في نظر المجتمع مثل كثير من الاشياء التي فقدناها, او أفقدنا إياها النظام السابق ـ لا سامحه الله علي ما قتل فينا من قيم وعلي ما فعله بأجيال مضت ـ لدي من الاخوة4 غيري. اثنان من الذكور ومثلهما من الاناث.. انا الوسطي وكما يشاع دائما ان الاوسط لا ينال الاهتمام مثل الكبير, ولا دلع الصغير.. وهذه ربما كانت السبب فيما انا فيه من انطوائية وعزلة وعدم القدرة علي التعامل مع الآخرين.. وربما اكون ابحث عن مبرر لنفسي.. مشكلتي يا اخي الصديق اني حتي الآن لم اشعر بما تشعر به فتيات في مثل سني واصغر واكبر مني, لم اشعر بأن هناك من يحتاج وجودي معه, لمن يحتاج ان اكون نصفه الثاني في الحياة, منذ مولدي وأنا الفتاة الاقل جمالا والأقل لباقة والاقل اجتماعية من شقيقتي الكبري والصغري فكلاهما لهما نصيب من القبول بين الناس افتقدته انا لا اعلم بإرادتي ام هي مشيئة الله في تكويني النفسي والشخصي.. كلاهما دق بابهما الكثير والكثير من الخطاب, كلاهما تردد عليه شخص واثنان وهي تفكر ثم ترفض ثم يأتي الآخر والآخر رغم انهما لم يكتب لهما نصيب حتي الآن في الارتباط, وان كنت اتمني ان ييسر ربي لهما الحال, ولكن انا يا اخي لم يحدث لي ذلك ابدا, لم يأت احد يقول اريدها.. لم اشعر مثل اي فتاة بأني طبيعية ويتقدم لي اناس افكر فيهم. ثم اقرر, اقبل أو ارفض, المرة الوحيدة يا اخي عندما تقدم احد اقاربي لأختي وعندما رفضت, قال اذن اتزوج اختها, ولا اعرف كيف اصف لك شعوري لحظتها, ولا أدري كيف اصف جرح كرامتي ونفسيتي في تلك اللحظة, رغم رفضي بشكل محترم, ولم اظهر لأحد ما اعانيه ولكني شعرت اني اقل بكثير من أي فتاة في تلك الحياة التي اكره وجودي فيها, ولكني مجبرة بإرادة ربي ان اظل فيها لوقت يحدده هو سبحانه...
اعلم ان ربي لا يظلم احدا واعلم ان هذا كالرزق والعمر لا ارادة لنا فيه.. ولكن تقتلني افكاري يا اخي وكثيرا ما يجول بخاطري اشياء اخاف ان اموت بها فتهلكني امام ربي عند السؤال.. دعني اشركك فيها اخي ربما ارتاح ويكون في ردك كف لها عن اقتحام افكاري... كثيرا ما اقول لنفسي: لماذا يعطي الله فتاة سيئة الخلق كل ما تتمناه ثم أجدها تتحسن وربما تصبح افضل عند ربي من فتاة ملتزمة منذ مولدها..؟.. ولماذا نجد فتاة ملتزمة لا يقترب منها احد؟؟.. وهناك نماذج حولي كثيرة لفتيات لا ينقصهن شيء من الاحترام والسمعة الطيبة.... ولماذا نظل ندعو بأمنية لسنوات ولا يستجاب لنا؟؟ ونظل نلح في السؤال ولا فرج..؟؟ أهو عدم قبول لنا من مولانا, ام ابتلاء ام هو الخير الذي نجهله, وان كان أيهم فكيف يكون الصبر عليه؟!... هذا ما يؤرقني ويشعرني اني علي حافة الهاوية, لا اعلم اهو الزمن الذي قال عنه رسول الله( صلي الله عليه وسلم) القابض فيه علي دينه كالقابض علي الجمر.. أم هو نزغ الشيطان الذي لا يكف عن ايجاد اي ثغرة ليصل بها لقلوبنا فيفسدها ويفسد علينا آخرتنا.. لا اعلم..
كيف الخلاص؟ كثيرا ما اشعر بيني وبين نفسي اني اكره هذه الدنيا, واتمني ان اخرج منها في لحظة رضا من ربي, ولكن من اين يأتي الرضا وانا احمل في قلبي عتاب ربي, فمن انا حتي افعل ذلك, وكيف اجرؤ علي فعل ذلك؟!...
اخي لا اعلم اذا كنت ستنظر لرسالتي ام لا, وهل ستقرأها ام ستضيع وسط الكثير من المشكلات التي هي أحق بالنظر من هذه المشكلة, التي ربما يراها البعض تافهة, ولكنك أدري بأن المشكلة عند صاحبها كطوق يحيط بعنقه, فيضيق احيانا بشكل لا يستطيع التنفس في وجوده... اشكرك يا اخي.. وارجوك ان تستغفر لي ربي وتدعو لي... بالهداية, واعلم ان ربي سيقبل من رجل يحمل قلبا مثل قلبك!

سيدتي.. دعيني أبدأ بالاختلاف معك في أن سنين عمرك القليلة تعني التأخر في الزواج أو فوات الفرصة, والأمر لم يعد خاصا بجنوب مصر أو شمالها, فلأسباب عديدة أصبح السن المناسب للزواج غير ثابت ويصل الآن إلي مابعد الثلاثين وكله مرتبط برزق الله وقدره كل شيء يأتي بميعاد., بلا اختلال. أما الذي أتفق معك فيه تماما, هو أسلوب الآباء الخاطئ في التمييز بين الأبناء, أعرف أن ذلك يتم بجهل وبلا تعمد, فيفرحون بمولودهم الأول ويغدقون عليه حبهم وتدليلهم, وعندما يلحق به آخر, يفقدون كثيرا من جهدهم وحماسهم, ثم يستعيد ان ذلك بعد سنوات من الراحة مع المولود الأخير, ليرصد الإبن الأوسط هذا التمييز ويختزنه بداخله, وعقله الصغير لا يمكنه التفسير, فيحدث الإهتزاز النفسي, وفقدان الثقة في الذات وفي الآخرين. لا يلتفت الآباء أن مسئوليتهم تزداد تجاه الأبناء الأقل جمالا أو موهبة بأن يغرسوا في داخلهم منذ الصغر الثقة في قدراتهم, ويعلموهم كيفية البحث عن مواهب ومميزات خاصة تشعرهم بالتميز وتبعدهم عن التفكير في المقارنة والنظر إلي أشقائهم, ليروا ما يميزهم دون إكتشاف ذواتهم. عزيزتي.. هذا ما أنت فيه, مشغولة دائما بمن حولك بشقيقتيك ومالديهما من مميزات, تدخلين نفسك وتسألين ماليس لك فيما اختص الله به نفسه, يهب من يشاء, ويمنع من يشاء, فليس لنا ان نسأل لماذا يعطي الله فتاة سيئة الخلق ما تتمناه, أو يمنع الخيرعن فتاة ملتزمة, فالحكم هنا بعلمك المحدود, وليس بعلم الله الممتد بلا حدود.. فربما يكون في المنح عقابا وفي المنع خيرا كثيرا, فلا تشغلي نفسك بالآخرين ولا بعطاء الله ومنعه, وانظري الي مابين يديك, استعيدي ثقتك بنفسك بالبحث في داخلك عما يميزك ونمه, ولا تستمعي أو تستجيبي لنزغ الشيطان. لأن الله عادل, فثقي في عدله, افعلي الخير مطمئنة أن الله ليس بظلام للعبيد. افرحي للخير الذي لدي الآخرين واحبي الحياة تحبك, واشكري الله علي ما منحك فهو ليس بقليل لو تأملت فيمن هن أقل منك في أشياء كثيرة.. أما الدعاء ـ سيدتي ـ فيلزمه الإلحاح واليقين في الإستجابة, ومن طمع في الجنة إجتهد في طلبها كما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه, فداومي علي الدعاء بلا يأس فما قرعت أبواب السماء بمثل مفاتيح الدعاء. ثقي يا سيدتي, في أن نصيبك سيأتي اليك في وقت, فلا تربطي تفكيرك في اتجاه واحد, عددي أهدافك في الحياة, وستتحقق الأهداف متتابعة, أما إذا حاصرت هدفا واحدا ولم يأت أو تأخر سيصيبك اليأس والإحباط وستكونين من الخاسرين. المهم أن نعرف معاناتنا وأسبابها ونتعامل معها بوضوح وصدق وثقة في أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا, ويجيب سبحانه وتعالي دعوة الداع إذا دعاه, ملحا, صادقا واثقا في قدرته واستجابته. وأنا الذي أدعوك لأن تستغفري وتدعولي, فمن له قلب نقي طيب طاهر مثلك يستجاب له بإذن الله.
المزيد ....

عمر‏..‏ مات؟‏!‏

10-02-2012
كعادته قبلني ولدي مبتسما‏,‏ وذهب لفسحته الأخيرة‏,‏ لم أشعر بقبلته هذه المرة‏,‏ فأنا أبوه‏,‏ وقد ماتت أمه منذ عامين‏,‏ نعيش صديقين نقسم بيننا أعمال البيت‏,‏ نزور أمه مرة كل شهر‏,‏ نبكي معا ثم يضمنا الحضن‏.‏

نجتر ذكرياتنا معا, هو وحيدي( عمر) وحينما يغلبنا الحزن نبكي ونبكي, ثم نتعاهد علي الرحيل من الدنيا معا, فهل خنت عهدي يا عمر, لماذا أنت تموت وحدك, وماذا أفعل بحياتي يا ولدي, لم أكن أدري أنك بهذه الأنانية, لم تركتني إذن؟ قلت إنك ستعود مبكرا للعشاء معا, بقي العشاء, ولم تعد, من قتلك يا ولدي, فلترد علي, من المطعون فينا يا عمر؟ أنا أم أنت, من قتلوه هو أنا يا حبيبي, لماذا لا تحتضنني الآن يا عمر, أين قبلة صديقك العجوز التي أدمنتها منك يا ولد؟ أيوه ولد.. أنت فاكر نفسك كبرت ولا إيه.. يا عمر؟ ما لك تتمدد أمامي بلا حراك, بلا أمل, أمدد إلي يديك لأقبلهما, فمنذ ولدت وأنت تقبل يدي, أمدد يديك لتحتويني, كما كنت يا عمر, إياك وتركي وحيدا, مع الذكريات والصور... ماذا أفعل بغرفتك.. ملابسك.. من سيختار لي ملابسي.. ومن سيمسح بيديه دموعي حين الألم, من سيقول لي بعدك لقد تأخرت يا أبي؟ من سيناديني بأبي يا عمر.. يا لقسوة قلبك يا ولدي, أتتركني وحيدا بعدما عودتني معني الحنان.
أخبرني قبل الرحيل لأنك تمتلك بحرا من المشاعر الطاهرة... كن رحيما بأبيك يا عمر, أخبرني ما أفعله بقلبي الممزق بعدك يا عمر, فحب عمري أنت, أنت الزهرة والأمل, كيف أرد إليك جميل حبك يا عمر؟ دعني اقبل وجهك, دعني ارتمي بحضنك, لا, اتركوه بين احضاني أرجوكم, أنا أريد أن أقبل قلبه, ما هذه الدماء التي تنزف منك, إنها دمائي أنا, سألعق ما تبقي منها, ليست دماء يا عمر بل عمري الذي اندثر, ما هذا الاختبار القاسي يا ربي, فلتستر ولدي, ما هذه الضربات المحفورة علي جسدك كله؟ أين كنت يا عمر؟ ما الذي فعلوه بك يا ولدي, يا ناس أين كان عمر, ما لكم تتجمعون حولي, لست مجنونا أنا أعشق ولدي, لن تأخذوه مني, اتركوه معي.. لا لم يمت عمر.. هو غائب عن الوعي.. صدقوني سيفيق الآن, جئتموني بحبيب عمري جثة, ماذا أفعل بها, لم يكن يخونني عمر, لم يكذب علي يوما يعود دائما بابتسامته العذبة المشرقة, أين هي؟ ما هذا الفزع المطل من وجهه؟ ماذا فعلتم بولدي؟ أين معشوقه( أبو تريكة) أين( بركات) الذي كان يحدثني عنهما, لماذا تلفون عمر بالعلم؟ لقد كان عمر يفتخر بتشجيع الأهلي, أنا لم أحترم وصية أمك يا ولدي, أنا لم أرع فيك شبابك وتركتك تذهب لموتك, ليتني أنا, ماذا أقول لأمك في زيارتي المقبلة لها, من سيزورها معي, كفاك نزفا من دمائك, كفاك نوما وقم يا عمر, سأهزك بشدة.. أتوسل إليك بحق من خلقك.. قم يا عمر, الناس تتفرج علينا, لا لن أتركك, خذني معك.. من أراد أن يأخذ ولدي من حضني فليأخذني معه, فلا بيت لي ولا سكن, حبيبي عمر, بيتي وسكني, لا مأوي لي بعدك يا عمر, أنت مأواي, وسندي الذي انكسر, أستحلفك بالله أن تقوم, أفعل شيئا.. حاول أن تشير إلي كي أفهم أنك مازلت حيا, قل لمن حولي أنك لم تمت, هم لا يفهمون أنها غيبوبة وستقوم, حاول يا ولدي حرك يدك, أصبعك, أين الشهادة يا عمر, ها هي نيفين حبيبتك قد أتت... فابتسم كما عودتنا, لماذا أنت متجهم لها هكذا, لماذا تصرخين يا بنيتي؟.. عمر لم يمت, مد إليها يدك يا عمر, هذه نيفين التي عشقتها.. وكتبت أشعارك لها في ليل الدجي, وقلت لي إنها من السماء أتت.. محبوبتك, هذه نيفين التي تغنيت بها, وحكيت لي عنها, كما يحكي العاشقون حبهم, هذه نيفين يا عمر التي رزقك الله بها, هذه نيفين التي تحمل كأمك قلبا طاهرا, قم فموعدنا أنا وأنت ونيفين الآن علي العشاء, فهل نسيت وعدك بأنك ستعزمنا يا عمر؟!
ماذا بك إذن؟ لا تأخذيه مني بنيتي.. هو لا يحتمل قبلاتك الطاهرة, لا تصرخي بجانبه.. ولدي عمر, حضني أنا, عمر حبي أنا, أحببته قبلك, فلا تنزعيه من حضني, قبليه الآن بنيتي أراه يعاتبني قائلا: أريد وداعها يا أبي, ولكنك لم تمت يا عمر, مالي أراك تبكين بنيتي... لماذا تؤمنون كلكم بأن عمر ولدي رحل, هو لم يمت, فلتنادي عليه بنيتي.. هو يحبك صدقيني سيسمعك.. كنا نتنافس أنا وولدي عمر لإثبات من يستطيع امتلاك قلبينا معا, قل لها يا عمر عن المفاجأة التي كنت تعدها لها, أخبرها بأنك لايمر يوم يا ولدي إلا وحدثتني عنها وأكبرتها, علام تبكين يا بنيتي؟ عمر لا يحتمل دموعك سليني أنا, لم يكن ولدي إلا متيما بك, ولدي لا يتحمل أن يراك هكذا, عمر لم يمت سيحضرون الآن الأطباء, فلننتظر.. ليست دموعي بنيتي, أنها سني عمري التي تنتهي, كان عمر يقول لي دائما إن مصر لا تنسي أبناءها, لماذا تأخروا... ما هذا الضجيج المنتشر.. لا تأخذوا مني ولدي عمر.. عمر لم يمت!!
أيمن عثمان

أي كلمات رثاء يمكن أن توجد أو( تطبطب) علي كتف أب مكلوم في وحيده عمر.. حتي كلمات المواساة ستبدو قاسية علي أب لا يعرف لماذا قتل ابنه؟ هل لأنه أحب ناديه فذهب لتشجيعه؟ هل يدفع ثمن فرحته الأخيرة عندما أحرز فريقه الهدف الأول؟... مجرد التفكير في ألم الأخير قبل الرحيل, مؤلم وأي ألم وحزن ومرارة؟.
ألمك مشروع وأسئلتك الصامتة يجب أن تجد الاجابة, هذا بتفكير الدنيا, أم بالرضا بقضاء الله وقدره الذي لم يكن يؤجله شيء, فالموت مكتوب في هذه اللحظة, وبهذا الأسلوب الوحشي, ربما ليمنحه الرحمن إحدي درجات الشهادة التي قدرها له, وربما أيضا ليكون موته سببا في تحقيق أحلام هذا الشعب.. فأصبر واحتسب, واحمد الله كثيرا, ليعف و عنك ويريح قلبك, ويطمئنك علي ابنك, صديقك, حبيبك عمر, وهو ناعم مرتاح في جنة الخلد بإذن الله.
المزيد ....

الرجل البور‏!‏

03-02-2012
اكتب اليك سيدي ما لم أكن أتوقع أن أقوله أو أفعله ابدا‏...‏

أنا امرأة متزوجة منذ عدة أشهر, وسأبدأ حكايتي منذ أن انتهيت من أولي جامعة, وقابلته وأحببته وأحبني!
أنا من عائلة كبيرة لأب ذي مركز مرموق جدا أستاذ جامعي وأنا في طريقي لأكون مثله, أحببت هذا الشخص رغم أنه ليس علي نفس مستواي, لا اجتماعيا ولا ماديا ولا ثقافيا.
عانيت معه سنوات طويلة منذ أن عرفته رغم أن جميع أصدقائي كانوا يحذرونني منه ومن سوء معاملته وجفائه الشديد, ولكني كنت اتحدي حتي نفسي, انني استطيع بالحب وحسن معاملتي له أن أخرج منه حبا, اعتبرت نفسي أزرع بذرة الحب والخير بداخله لأجني منها حبا وخيرا, ولكني اكتشفت اني زرعتها في أرض بور. سأحكي لك ما فعلته معه من البداية فقد كان أبوه قاسيا عليه جدا ودائما ما يطرده من البيت, كنت أخفف عنه هذا بل وأساعده بكل الطرق حتي المادية إلي أن تخرج, وظل سنة أيضا بدون عمل, وأسانده دائما ثم عمل وتخرجت أنا بعد3 سنوات أخري ولم أجده جمع فيها أي شيء لنتزوج ولكن تمت خطبتنا بضغط مني علي أهلي. ظللت مخطوبة عامين, لم يتحمل ايضا أي مسئولية, وأبي يؤكد لي انه لم ولن يفعل شيئا, واضافة الي هذا وجدته مستمرا في معاملتي بجفاء شديد فلا حب ولا اهتمام ولا خوف علي, لم يكن طيبا أو حتي حنونا ولو بأبسط الكلمات بل ودائما ما يغضب بدون وجه حق ويبعد أياما واسابيع وشهورا لأصالحه أنا.. تركته مع العلم أن هذا تكرر كثيرا أيضا قبل خطبتنا وكنا نعود وهو يؤكد لي أنه سيعاملني معاملة حسنة وأصدقه وأعود..
أكملت دراستي بالماجستير إلي قرب موعد مناقشتي, عاد لي مرة أخري يؤكد انه تغير وأن حبي له غيره فعلا ولا يستطيع أن يعيش مع غيري, صدقته وعدت له علي أن يدخل جمعية لنجهز شقتنا ونتزوج, ولكن هذا لم يحدث إلا بعد عدة شهور, وافقت وعدت له وأنا أعمل بجانب دراستي ومرت7 أشهر ساءت بها أحواله أكثر, فقد ترك أبوه المنزل تاركا لهم ديونا متراكمة فابتعد عني دون أن يذكر لي أي سبب ولكني لاحقته إلي أن قال لي انه سينهي علاقتنا نظرا لما حدث, فرفضت ان ننهي حبنا لهذا السبب, وقلت انني سأبقي معه بل وسأساعده أيضا في مشاكله, فظللت أدبر له من مرتبي ومصروفي حتي سدد ما علي أبيه وأصبح يصرف علي بيت به أمه وأختاه واحداهما متزوجة دائما ما تأتي بأولادها وتبقي لفترات فيصرف عليها وعلي أولادها, تحملت معه الكثير فلم يكن يطلب شيئا مهما كان إلا وأحضرته له, فملابسه من أغلي الماركات ومصاريفه اليومية وفرتها له, فكنت أحرم نفسي من كل شيء أتمني أن اشتريه بمرتبي أو حتي مصروفي لأحضر له ما يريده.. ثم اتفق علي جمعية نتزوج منها وجاء لأبي يطلبني منه مرة أخري ورفض أيضا, ولكنه وافق بعد إلحاح مني وتمت خطبتنا للمرة الثانية, وكان الحال علي ما يرام ولكن بالكاد عدة شهور, الي ان ترك هو عمله دون أي شعور بالمسئولية تجاهي, ولم يفكر في الجمعية التي عليه دفعها كل شهر, فأصبح يأتي علينا أول الشهر وكأنه هم كبير, وأنا لا أطيق أن أراه حتي حزينا فأدبر له الجمعية من مرتبي ومصروفي اللذين لم يعودا يكفيان, فأكمل عليهما ببيع قطعة من ذهبي ونسدد الجمعية.
هل سألت نفسك سيدي أين أمه من كل هذا؟ أقول لك انها لم تفكر أبدا فيه, كانت تهتم بنفسها ولم تفكر يوما في ابنها الذي يستعد للزواج وعليه متطلبات بالآلاف, ولم تفكر انه ترك العمل فتخفف من طلباتها, أو طلبات البيت بل كانت تجمع منه ما معه من مال ولو كان بسيطا تجمعه وتشتري به لنفسها أشياء لبيتها ونفسها, وأنا أعاني معه شهريا, اعمل واكمل دراستي واتحمل كل هذا معه.
أعلم أن ما أحكيه لك من مساعدتي له ماديا لا يصح أن يقال, ولكن هل ما فعلت معه يقدره ويحمله في قلبه وعلي رأسه, ويظهر هذا عليه حبا وتقديرا لي؟... هذا لم يحدث بل ظل علي حاله من الاهمال لي وسوء معاملتي فيما عدا وقت ما يأخذ مني المال..
دعني من الأمور المادية وما عانيته فيها, وسأتحدث عن الجانب الانساني فقد أحببته حبا كثيرا فوق العادة كنت أحبه وأهتم به, أقلق عليه واتصل به لأطمئن عليه واشتاق اليه وابعث له رسائل الحب ولو بأبسط الكلمات صباح الخير لأوقظ فيه الاحساس والقلب ولكني اكتشفت انه ليس لديه احساس ولا قلب, كنت أهتم به, أسانده في كل خطوات حياته وعمله, استيقظ6 صباحا كي أوقظه بالموبايل ليذهب لعمله, لم تكن أمه التي تنام في الغرفة المجاورة له تفكر حتي ان تستيقظ من نومها لتوقظه, كنت اهتم بعمله رغم اني لا أفهم فيه شيئا إلا انني كنت اشتري له كتبا ليتعلم منها الجديد, واجلس بالساعات علي الانترنت لكي ابحث واتي له بأحدث شيء في عمله, وكان ذلك ينفعه كثيرا, فعلت معه كل ما بوسعي من حب واهتمام ولكني لم اشعر بهما منه, وفي كل مرحلة من مراحل علاقتنا, اقول لنفسي في المرحلة المقبلة سيتغير وسيتحمل المسئولية, وسيقدر تعبي, ولم يحدث هذا والجميع ضدي, يقولون اذا كان يعاملك هكذا الآن فكيف بعد الزواج ولكني صبرت كي أجني ما زرعته ولم أجن شيئا..
مرت السنوات وأنا أحارب في كل اتجاه, في العمل والدراسة, فحصلت علي الماجستير وبدأت في الدكتوراه, ومازلت أساعده وأقف بجواره دون علم أحد, وأهله غير مهتمين به, وليس له أحد سواي, حتي انني كنت أقف معه ضد أهلي, فعندما طلب ان يكون منزل زواجنا قرب امه وافقت رغم رفض أهلي ورغم أن هذا سيبعدني عن أهلي جدا إلا انني عاندت اهلي ولم يجدوا أمامهم إلا أن يكملوا الزواج..
أسست بيتا جميلا بتعبي ومالي وعذابي وتعب أهلي الذين ساعدوه كثيرا ورفعوا عنه كثيرا مما كان عليه في الجهاز, ولوازم الفرح وتزوجنا ايضا ظنا مني ان يتغير بعد الزواج ولم يحدث أيضا.
وظهرت أمه الآن علي ساحة الأحداث بعد أن سبق وخلعت نفسها من كل مسئولياتها, ظهرت طامعة في وفي شقتي وأجهزتي, تأتي الي لتنظر لأجهزتي وتطلب منه أن يحضر لها مثلها, هذا بخلاف ما طمعت فيه وأخذته فعلا, ولم تكتف بما أخذته من أجهزة بل ظلت تحارب لتأخذه هو نفسه ليصرف عليها بل وتلقنه درسا مهما أن أهلي قادرون فعليه ان يتركهم يصرفون علي, وهو يظن ان هذا من حبها فيه وخوفها عليه, وينفذ كلامها.
ظلت تسلطه علي فأصبح يعاملني أسوأ معاملة بل ووصل الحال الي ان طال لسانه علي وهي تكمل علي بسوء معاملتي, الي أن كرهت أن يذهب بمفرده لتسلطه علي وكرهت أن أذهب لها وأن تأتي إلي فكلما رأته جلست تهمس في أذنه حتي لا أسمع ما تقوله, وإذا لم تستطع تقوم لتجلس بغرفة أخري وتناديه لتكمل وشوشتها وتسليطها, واظل انا جالسة بمفردي حتي اذا حدثته في التليفون يخفض الصوت, بعد أن لاحظ اني اسمع صوتها من ارتفاعه, أتريد بعد كل هذا أن أؤمن بأنها لا تسلطه؟!
وبعد زواجنا تحسن وضعه بالعمل, ولكنها استكثرت علي هذا, واقنعته أن يصرف عليها فقط ويتركني لأهلي يصرفون علي, وبالفعل لم يعد يهتم بالبيت اطلاقا, ولا يتحمل نفقاته ولا يعلمني بأي شيء عما يدخله عمله, وإذا سألته يقول لي ليس دخلك وأري مرتبه معه ولا يمر ثلاثة أو أربعة أيام إلا وأجده انتهي وأسأله أين ذهب يقول لي هذا ليس شأنك ويبقي المنزل بدون دخل إلا بما يحضره أبي وأمي في زيارتهما الاسبوعية.
ثم تراكم علينا ايجار الشقة, وطلب مني ان اساعده وأحضر المال, بالفعل نسيت له كل ما يفعله ولكن هذه المرة كان المبلغ أكبر من قدرتي فاضطررت ان استلف من أحد زملائي, واحضرت له المال وما ان يسدد ما عليه حتي يعود لما كان عليه من عدم اهتمام وحب, ولا حتي حسن العشرة بين الزوجين, تاركا البيت طوال اليوم لعمله والباقي عند أمه, غير مقدر لما أفعله من أجله معتبرا ذلك واجبا علي وحقا له, فهو شخص لا يعرف عن الحياة إلا أن يأخذ وبس!
علمت سيدي اني حامل, فرحت جدا لأني أحب الأطفال بشكل جنوني, وظننت أنه سيهتم بي علي الأقل من أجل ابنه, ولكن هذا أيضا لم يحدث, كان كل اهتمامه بأمه واخته وأولادها, وكأنه ليس له ابن قادم, لم يذهب معي للطبيب, بل وعندما طلب مني الطبيب بعض التحاليل أول الحمل خاصة انني تزوجت في مكان لا أعرف به شيئا, ولا أعرف مكانا أجري به تلك التحاليل, كان جوابه لي روحي حللي عند أهلك, كانوا عندنا امبارح ممشتيش معاهم ليه؟. أنا معنديش وقت ادور علي معمل يادوب ألحق اقعد ساعة مع ولاد أختي قبل ما أروح الشغل.. ايعجبك سيدي سوء الرد والاستفزاز في الحديث أم يعجبك هذا الإهمال والجفاء لي ولابني الذي لم يخرج للدنيا, بل وعندما كثرت مشاكلنا واهماله هددته بالتخلص من الحمل ولم يهتم اطلاقا قائلا نزليه ميهمنيش!
ورغم تسليطها له علي ـ اقصد أمه بالطبع ـ ورغم عدم تحمله مصاريف البيت ورغم عدم اهتمامه بي, لا أريد ان تفهم كلامي انني ارفض اني يذهب لها أو أن يصرف عليها بل أطلب العدل, فباستطاعة أي انسان ان يهتم بأمه, وان يقوم بواجباته كزوج وأب.
تحملت كثيرا أول حملي وهو جالس عند أمه يأتي فقط ليتخانق معي علي أتفه الأسباب, هل تتخيل انه يثور لأن الغسيل لم ينشف بعد, أو أن فردة شراب تاهت مني فلم تغسل؟!
وما أدراك عن تعب أول شهور الحمل والاغماءات المتكررة, فقد كان يعود من عمله يجدني ملقاة في أي من جوانب الشقة مغمي علي بمفردي, اتحسبه عندما يجد هذا يفكر وهو خارج المنزل ان يتصل حتي ليطمئن علي, حتي هذا لم يحدث فقد حفظته أمه ان كل هذا دلع وعليه ألا يسأل في, وهو ينفذ كلامها!.
كل هذا بخلاف ما تحملته من سخافات علاقاته ببنات المدرسة اللاتي يقول عنهن إنهن كبناته بحكم عمله كمدرس واستغلاله غيرتي عليه بل واستفزازه لي متعمدا بتلك العلاقات, غير مهتم بمشاعري ولا احساسي كخطيبته ولا حتي كزوجته, وأنا التي دائما ما أحافظ علي شعوره من كل شيء, حتي عندما استلفت له من أحد زملائي لم أقل له خوفا علي شعوره رغم اني فعلت ذلك من أجله, وقلت له اني اخذت المال من احدي صديقاتي.. لا يحترم شعوري علي الاطلاق فكان كل جلوسه في البيت اذا جاء أساسا من عند امه جالسا يتحدث معهم في الشات الي2 و3 صباحا ولا يضع حدودا محترمة لعلاقته بهن فيشمل حديثه المعاكسات والهزار وغيره..
زادت المشاكل وشعرت بالتعب والاهانة بالبيت دون مصاريف, ولم أعد أتحمل فقد جئت علي نفسي كثيرا وعلي الجنين الذي أحمله, إلي أن ضعف وطلب مني الطبيب الاهتمام به عدة مرات, وهو ما لم استطعه في هذا الجو وعندما أقول له هذا يقول أنا أعمله ايه يعني.
تركت المنزل فلم يهتم أيضا بهذا, ظننت انه سيفيق وان حملي سيجعله يأتي, ولن أكذب عليك أنني كنت علي استعداد ان اسامحه وأعود الي ان علمت انه يتحدث يوميا مع احدي بنات المدرسة عني بسوء, فيخبرها أنني تركت المنزل بسبب حبه لها.. أمن الرجولة ان يتحدث الرجل عن زوجته بهذه الطريقة مع أحد بل ويسمح لأحد ان يتحدث عنها؟.. وقتها سقط من نظري وما أدراك عن شعور المرأة عندما يسقط زوجها من نظرها, فلا يمكن ان تحترمه مرة أخري أو تطيق العشرة معه.
الآن كرهته بمقدار اهتمامي به, كرهته مثلما خفت عليه وقلقت وسألت عنه, كرهته قدر ما عانيت معه, كرهته أكثر بآلاف المرات مما أحببته يوما.. ولن أعود له مهما حدث فقد أصابني بجرح في القلب وجرح القلب لا يداوي.
لا أطلب الآن سوي الطلاق كي ألد ابني واستطيع ان أربيه بعيدا عن هذا الأب الجاحد, فلا أريد أن يتعلم منه جحوده وجفاءه ولا قسوة قلبه, أرغب في ان أعلمه الحب وأن يقدر من حوله وأن أزرع الخير بداخله.
سيدي آسفة للإطالة عليك رغم اني مازال لدي الكثير والكثير من المواقف السيئة منه والكثير من مواقفي الحسنة تجاهه.. ولكني لم أكتب لك كي ترد علي بحل لأني علي يقين انه لن يتغير وانما اردت فقط أن اتحدث معك, واحكي كل ما حدث لي وما فعلته معه واعرف هل انا علي حق أم انني اكبر الأمور؟...
كتبت لك لأجد أحدا يجيب عن سؤالين: هل انا استحق هذه المعاملة؟.. وهل هناك أحد بذلك الجمود وقسوة القلب رغم كل ما تفعله معه ومن أجله؟.

سيدتي.. ختمت رسالتك بسؤالين كاشفين لمأساتك, ولكن قبل أن استطرد في الرد عليك, ارجو من كل فتاة تسير خلف هوي قلبها وتغفل أي عوامل أخري, وتصم آذانها عن نصائح أهلها, وتغمض عيونها عن عيوب من تحب, ونفس الرجاء لكل شاب, أن يقرأ حكايتك بعناية وتأمل, فكما طلبت في الاسابيع السابقة من الآباء ان يستمعوا إلي أبنائهم,وينصحوهم ولا يجبروهم علي اختيار, فإن الابناء أيضا عليهم ان يحذروا العناد, ويتأملوا نصائح الآباء بعيون الحب, فحتي لو اخطأ الآباء فهم أكثر الناس حرصا ومحبة وخوفا علي الابناء.
عودة لك يا سيدتي, وما سبق متصل, اسمحي لي ان اقول لك انك تستحقين ما تعانيه, لانك وببساطة, رأيت كل هذه العيوب فيمن أحببت, ولم تذكري شيئا واحدا ايجابيا رصدته في شخصيته, ومع ذلك تجاهلت نصائح أهلك, وتماديت في العطاء وبلا مقابل, ماديا ومعنويا, فأغدقت عليه بالمال والمشاعر ولم تجدي منه إلا صدا ونفورا وعنفا وتجاهلا, ومع ذلك وباسم الحب, واصلت زحفك نحوه, أي حب هذا؟ إنها حالة مرضية, أن نحب من يعذبنا ولا يرد الإحسان بالإحسان بل بالإساءة, لذا لا أدري علي أي شيء كنت تراهنين؟!
إنك ـ سيدتي ـ تدفعين ثمن اختيارك, واندفاعك لأنك لم تقفي وتراجعي نفسك مرة واحدة.. اكتشفت جموده وقسوة قلبه منذ البداية, فلم تهربي بجلدك, عرفت انه رجل بور, والأرض البور مهما ألقيت فيها من بذور لا تثمر أبدا, فلماذا تندهشين مما وصلت اليه, وهو نتيجة لمقدمات كثيرة, كان بعضها كافيا لإنهاء هذه العلاقة, لذا عليك انت وحدك أن تتخذي قرارك وتتحملي تبعات اختيارك, ومن المؤكد انك استفدت من سوء اختيارك وتجاهلك لنصائح أهلك, عوضك الله خيرا عن هذا النموذج السييء من الرجال. وإلي لقاء قريب بإذن الله.
المزيد ....

بلا مقابل

27-01-2012
أرجو عدم إهمال رسالتي فقد شجعني علي كتابتها أمران أولهما موضوع الفرصة الأخيرة‏,‏ حيث إنه موضوع يخص أشخاصا بعينهم

وبرغم ذلك تم فرد هذه المساحة للاصلاح بين شخصين, فشجعني ذلك علي كتابة مشكلتي التي يمكن أن تكون فردية ويمكن أن يكون هناك كثير من النساء تعاني منها.
والموضوع الثاني الذي شجعني أنني أثناء تنظيف الخضار كعادتي علي أوراق جرائد قديمة لفت نظري موضوع كان يتكلم عن مصروف الأولاد الذي لابد أن يأخذوه حتي ولو كنت توفر لهم كل شيء في المنزل والهدف الشعور بالاستقلال المالي وأن تكون لهم ذمة مالية منفصلة والمساعدة علي تحقيق ورسم أهداف مستقبلية.
وسأبدأ بصورة أسئلة:
1 ـ هل من حق زوجي أن يأخذ اجازة متي شاء أو تعب أو زهق ولكن غير مسموح لي أن آخذ هذه الاجازة أو استريح مهما كنت في حاجة فعلية لمثل هذه الاجازة وكأنني( ثور في ساقية لا يأتي علي ليل)؟
2 ـ هل من حق زوجي أن يجامل من يريد أما أنا فلا يسمح لي إلا أن أرد مجاملات أصدقائي وبالميزان؟
3 ـ هل من حق زوجي أن يوبخني أمام الناس لأي سبب( مع العلم أنه دائما لا يكون سببا وهذا ما لا أفهمه) ودائما أنا أسكت لا لأنني غلطانة ولكن لأنني لا أريد أن يتفرج علي الناس وإذا لم استطع السكوت يقول اتغيرتي وبقيتي تردي وينسي أن كل إنسان له طاقة وقد قاربت طاقتي علي النفاد؟
4 ـ هل من حقه أن يري فقط مالا تفعله ولا يري مجهودك كأن تنظيم البيت يوميا ويكون علي الشعرة وتذاكر للأولاد وتعمل أكل يوميا لأنه لا يأكل البايت وكل ما قد يصل إلي تفكيرك ولا تسمع كلمة عن ذلك وإذا كسلت يوما عن ترتيب السرير أو تعليق هدومه التي يرميها فيظل يزعق إيه القرف ده بيت مفهوش نظام مفيش حاجة في مكانها ولو طلع الأكل به عيب لأي سبب يتبقي إيه القرف ده مع أن الأكل دائما وبشهادة أي حد تذوقه أنه ولا أكل الفنادق, فلماذا لا تنظر عينه إلا إلي الوحش هل من حقه أن يمنع عني المال ومعه منه الذي يزيد علي احتياجه وله حساب كبير في البنوك وله عقارات؟!
نبدأ المشكلة فأنا يا سيدي زوجة وأم لخمسة منهم الكبير منهم الصغير, عندي ابنة في كلية صيدلة وآخر في كلية هندسة وثلاثة في مراحل التعليم المختلفة, طوال سنوات زواجي بلا مبالغة لم أطلب من زوجي شيئا لأنني كنت في بيت أبي لا أطلب شيئا مع الفارق في بيت أبي كان لي كسوة شتاء وكسوة صيف ولي مصروف شخصي شهري أنا حرة التصرف فيه, فتعودت ألا أطلب شيئا وعندما تزوجت كان ثقيلا علي جدا أن أطلب من زوجي شيئا وظننت أنني سأمشي علي نفس المنهج فوجدت زوجي لا يشتري لي أي كسرة لا في الشتاء ولا في الصيف وبالرغم من ذلك لم تطاوعني نفسي لكي أطلب ومن ضمن المرات كان يشاهدني وأنا أرتب الغسيل النظيف فوجد الغيارات الداخلية الخاصة بي ممزقة فعلق لماذا لم تطلبي أن تشتري غيرها فقلت له صراحة لم أتعود أن أطلب أنت أعطني مبلغا خاصا لاشتري لنفسي احتياجاتي فرفض رفضا باتا تخيل يا سيدي لم آخذ منه عشرة جنيهات خلال سنوات زواجي كلها اللهم ألا العيدية التي أصبح يعطيها لي منذ ثلاث سنوات, لدي من اللبس العتيق ما ألبسه حتي الآن دون أن أطلب غيره أو يعرض هو!
وللتوضيح وقبل أن يسأل أحد عن مصروف البيت فهو غير ثابت يمكن أن يكون يوميا أو أسبوعيا علي حسب مزاجه وإذا أعطاني مثلا عشرين جنيها فلابد أن أقدم تقريرا عن أوجه صرفها ولو كان هناك جنيه لم أقل أين صرف فلن يفوت اليوم!
في بداية زواجنا طلب مني عدم الشغل متحججا أن في عمل المرأة بهدلة لها, ولكني مع مرور الوقت وبعد أن رأيت كل إخواته وهم يعملون وأيضا زوجات إخوته ومن عدة تصرفات تيقنت أنه لا يريد أن أعمل كي لا يكون معي أي نقود ولا أعلم السبب. في البداية كان لي صديقات كثيرات وكنت أنا السباقة بمجاملتهم وكنت اتفقت معه أنني وأصدقائي سوف نتقابل مرتين في الشهر ونخرج معا ووافق يا سيدي ولكنه جعلني اخرج معهن دون نقود, في أول مرة قامت أحداهن بعزومة الكل ولكني وقتها تحججت أن عندي بردا في معدتي ولن استطيع أن آخذ شيئا وتكرر الموقف في المرة الثانية مع تغير الشخصية التي قامت بعزومة الكل وبعدها اعتذرت عن عدم الخروج معهن وعندما سألني عن سبب عدم خروجي مع أصحابي قلت له الحقيقة لم يبد أي تعليق.
سيدي هو ليس بخيلا فهو يصرف علي نفسه وأولاده وأهله كثيرا جدا إلا أنا ولا أعرف السبب حتي ونحن ذاهبون إلي الأهل إن كنا سوف نذهب إلي أهله يشتري الفواكه والحلويات وإذا كنا ذاهبون إلي أهلي فلا شيء من ذلك وبرغم أن أمي قعيدة فلا يعرض أن أعمل أكلا وآخذه معي من باب المساعدة برغم أن ذلك يحدث ونحن ذاهبون إلي أهله مع أنهم بصحة جيدة بل وبالرغم من وجود إخوته وهم لا يفعلون ذلك.
حتي في عيد الأم سيدي لا يفكر وهو يشتري لأمه هدية أنه يجب علي أنا أيضا شراء هدية لأمي حتي أن أولادي عندما بدأوا يكبرون لاحظوا هذه التصرفات وأصبحوا يعطونني من مدخراتهم لشراء هدية أمي دون علمه ويشترون الفاكهة ونحن ذاهبون لبيت أهلي ليسعدوني وأنا فعلا سعيدة بهم, ولكني لا أريد أن أكون عبئا عليهم. تخيل يا سيدي أن ابني في الصيف الماضي كان يريد أن يعمل فقط ليعطيني راتبه.
مع العلم أن زوجي ليس من أصحاب الدخل البسيط, فلو اعطاني ألف جنيه فلن يؤثر معه في شيء ومع ذلك لا أريد ألفا ولا سبعمائة ولا خمسمائة.. لماذا لا يعطيني ثلاثمائة أو مائتين أكون حرة التصرف فيها كل سيدة تحب أن تجدد مطبخها, أو حتي ذهبها إلا أنا ليست فقط لا استطيع بل لا أشعر أن لي ذهبا فمنذ سنوات ليست بالقليلة امتنع عن شراء ذهب بدعوي أنه غال وحتي لما كان يشتري كان يشتري اللي علي هواه والدليل أن هذا الذهب ليس ملكي إنني لا استطيع بيعه كما تقول السيدات ذهبي وأنا حره فيه, واشعر أنني مجرد حامل يعلق عليه ما يحب!
تخيل أننا ذهبنا عمرة منذ عدة سنوات واشتري هدايا لمعارفه دون مراعاة أنني أيضا أريد أن اشتري شيئا حتي لأهلي وعندما عدت كانت حجتي لهم أننا لم نشتر شيئا, ولكننا كنا في رحلة تعبد خالصة حتي أصدقائي قالوا لي ألم تشتر أي قطعة ذهب من هناك حد يروح هناك وميشتريش حتي لو لعبة في سلسلة, ولسان حالي داخلي يردد لو أن معي نقودا ما كنت بخلت علي نفسي.
نسيت أن أقول لك عن أعمالي التي أقوم بها فأنا من أوصل الأولاد من وإلي المدرسة, وأنا من أذاكر لهم دون دخول مدرس إلي بيتي عدا الثانوية العامة, أنا من أقوم باصلاح أي شيء في المنزل, وأقوم بشراء متطلبات البيت وتنظيف البيت وعمل الأكل والسهر علي المريض من أهل البيت( يوفر فقط من عدم اعطاء ابنائه الدروس أكثر من نحو سبعة آلاف جنيه سنويا علي الأقل) والحمد لله أولادي جميعا من المتفوقين أفلا استحق مكافأة ترفع من روحي المعنوية؟!
وقبل أن يقول أحد الأشخاص إن ما تقومين به شيء عادي ومن واجب أي أم سوف أرد عليه بسؤال: أليس من واجب الأب أن يكفي بيته متطلباته, سوف تجيب نعم فأعود واسأل هل ترضي أن تعمل ويأتي آخر الشهر ولا تقبض, ويقول لك المسئولون هات فواتير المدارس ومتطلبات البيت وسوف نسددها لك؟! هل يرضي أن يعمل عملا يكلفه ضعف مجهوده ولا يوضع اسمه في قائمة المكافآت؟ لماذا يأخذ المرتب ويقسمه بما حلا له؟!
لا أطلب الكثير خصوصا أن دخله من الوظيفة أكثر من عشرة آلاف جنيه غير ايراد خاص يحصل عليه.
أريد أن اسأل ألا يوجد في الشرع ما يلزمه أن يعطيني مصروفا أكون حرة فيه اشتري ذهبا احوشه, اجدد بيتي, اشتري ماكينات متطورة لمطبخي, اشعر نفسي بالسعادة.
وقبلي أن اختم أحب أن أضيف أنني من الناس اللي شعرهم خشن بيتقال عليه سلك وهو دائم التريقة عليه بس عاوزه أقول له بدل ما تتريق خصص لشعري مبلغا أذهب بصفة مستمرة لتوضيبه عندما يسمي بالكوافير أليس من حقي؟!.
والله لو كانت ظروفه صعبة ما كنت تحدثت ولكن ما يحزنني أنه فقط يذهب إلي الوظيفة ويعود وغير ذلك أنا أقوم بكل شيء ومع ذلك دائم الصراخ والانتقاد هناك الكثير من المواقف التي أود أن احكيها ولكني لا أريد أن أطيل عليك ولكن عموما أحب أن تعرف أنني من الشخصيات المساعدة للآخرين ومن الشخصيات التي يؤخذ برأيها سواء في حدود أسرتي أو معارفي, واعتقد أن هذا يزعجه ولا أعرف السبب. تصور يا سيدي أنه يتعمد في وجود أهلي أو أهله أن يوبخني وحتي إن لم أكن مخطئة يجب أن اسكت تخيل إنه يتعمد أن أقص له أظافر رجله وهم عندنا يجلس علي الكرسي ويجعلني أجلس علي الأرض واقص أظافره وكأنه يقول لهم أليست هي من تفخرون بها أنا احط من قدرها؟!
في الحقيقة لم أعد أسعد بالعيش معه, ولكني تحملت سنوات والأولي أن اتحمل الآن بعد أن كبر أولادي ليكون لهم بيت طبيعي ولكني أود أن أخبره أنه ظلمني كثيرا وأهله أيضا دون التطرق لهم, وأنا مش مسامحه في حقي, وأرجوه أن يراجع نفسه عسي أن يغفر الله له.
وأكرر سؤالي هل لي الحق في مصروف أم لا؟! هلي لي الحق في استضافة صديقاتي أو أهلي أم أنني في النهاية ليس لي بيت أو مال فقط أعيش وأخدم باللقمة أهان ولا أرد يعني اسمع واسكت وإلا أكون مش متربية!.

سيدتي.. لك كل الحقوق التي سألت عنها, بدءا من المعاملة الحسنة الكريمة التي تحترم آدميتك وكونك زوجته وأم ابنائه ومرورا بالانفاق عليك وتوفير ما تحتاجين إليه من مأكل وملبس بل الشرع يلزمه ـ حسب ما قرأت والرأي الأخير والأصح لعلماء الدين ـ بتوفير خادمة لك, فإذا لم يفعل وهو المقتدر, فعليه أن يمنحك مبلغا ماليا جزاء ما تقومين به من جهد كبير.
الحياة الزوجية ليست عملية حسابية تقوم علي تبادل المنافع, وتجعل كل شيءيفعله أحد كما له مقابل ملموس من الآخر, بل هي السكن, والمودة, والرحمة, لذا لا أفهم معني لما يقوم به زوجك.. يفعل ذلك مع شريكة العمر أم أبنائه الخمسة, لماذا وبماذا يشعر؟ أهذه هي قوامة الحق التي فضل بها الرجال علي النساء, وهي في الحقيقة إلزام وتحميل من الله سبحانه وتعالي للرجل.
وأقول لزوجك, لو كنت غير مقتدر لالتمسنا لك العذر, ولكن هل تكون سعيدا وأنت تخالف رسولنا الكريم عندما أوصانا بالرفق بالقوارير؟! بم تحس وأنت تري زوجتك أم أبنائك كسيرة النفس, تتسول أبسط احتياجاتها وحقوقها؟ هل تصبح أكثر سعادة وحبك يتضاءل في قلبها ويتحول تدريجيا إلي عتاب ثم غضب حتي يصل إلي الكراهية أو عدم الحب. كيف تقبل أن تأكل من يدها وتنام آمنا بجوارها في الفراش؟ هل تحب نفسك وصورتك مهتزة في عيون أبنائك؟
ما أنت فيه ـ سيدي ـ غريب ومرض يعكس غلظة في القلب وغفلة من عقاب الله, القادم لا محالة, فهل تلحق بنفسك وتجرب لذة وجمال العطاء والاحتواء؟أم ستنتظر حتي تفقد من منحتك أيامها وشبابها وصبرت علي قسوتك وحرمانك لها من أبسط حقوقها؟.. أدعو الله أن تذهب إلي عالم دين تسأله عن إثم ما تفعل أو إلي طبيب نفسي لعله يساعدك علي تجاوز ظلمك لنفسك ولمن أحبوك بلا مقابل!
المزيد ....

حتي الخيانة‏!‏

20-01-2012
أكتب إليك سيدي لثقتي بآرائك الملتزمة التي تتناسب مع مجتمعنا الشرقي‏,‏ وودت أن أشاركك الرد في قصة الحل الوسط‏..‏ أنا سيدة في الثلاثينيات علي قدر من الجمال والثقافة والقبول لدي الجميع والحمد لله‏.‏

نشأت في أسرة متوسطة, مكونة من أمي وثلاثة اخوة, أنا أصغرهم, توفي والدي وأنا طلفة وقامت أمي رحمها الله بتربيتنا وتعليمنا حتي اكملت معنا رسالتها بزواجنا رحمها الله, وكانت لنا نعم الأم الجادة الصارمة العطوف, ربتنا علي المبادئ والأخلاق والأمانة والصدق.. عملت وأنا في سن صغيرة وأكملت تعليمي الجامعي مع عملي حتي أريحها من المسئولية, وكرمني الله أن أبقي بجوارها حتي توفاها الله.
المهم تعرفت علي زوجي الحالي وهو في حالة مرضية إثر تجربة مر بها وتعاطفت معه, خاصة ان لي أخا مر بنفس الظروف, كان قد سبق لزوجي الزواج ولديه طفل وانفصل تماما عن زوجته قبل أن أتعرف عليه بسنتين, وقبلت الزواج منه رغم اعتراض أهلي, بل وافقته علي تقديم بعض التنازلات لصالح ابنه, ورضيت واعتبرت أن مراعاته لله في طليقته وابنه تصرف نبيل يستحق التشجيع مني, وبدأنا حياتنا ويعلم الله بأني راعيت الله في ابنه حتي الآن, وتحملت مشاكل ومهاترات وحماقات لا داعي لذكرها, حتي أحافظ علي حياتي, ولخوفي عليه من الانفعال لأن حالته الصحية لا تحتمل انفعالا, وأكرمني الله بولد, ولا تتخيل ماعانينا حتي أكرمنا الله به, لدرجة اني تعاطيت جرعات كبيرة من الهرمونات أثرت علي القلب, ولكني توكلت علي الله, والحمد لله رزقنا بالولد, وكان يوجد احتمال بأننا لن ننجب بسبب حالته الصحية, وتركت عملي وتفرغت لابني وزوجي وتحاملت علي نفسي وتحملت تعبي حتي ألبي لهم كل احتياجاتهم, والحمد لله تقدمت حالته الصحية بشكل ملحوظ للجميع, ومر علي زواجنا خمس سنوات تخللتها المشاكل العادية, ولكن ولله الحمد حياتنا تتقدم للأفضل..
أطلت عليك, ولكن وددت أن أعطي لك صورة كاملة ليكون حكمك علي هذا الأساس.. من عدة شهور وبالمصادفة البحتة اكتشفت أن زوجي ووالد ابني يخونني, وصدمت وتساءلت: ليه وإزاي وكل هذا الحب والتفاهم والتوافق.. وابننا؟!حاولت أن أعرف وللأسف عرفت انها سيدة تكبره سنا, مطلقة, وللأسف استطعت أن أتوصل لكل تفاصيل العلاقة, وياليتني ماتوصلت, هذا الرجل الذي أحببته بكل كياني وراعيت الله فيه يخونني ويدعي انه ليس سعيدا معي, مع انه دائما يشيد بي وبحبه لي, وأني حققت له كل ما كان يحلم به.. الزوج المحترم يدعي اني مش مريحاه وانه يعيش معي مجبرا, صدمتي كانت أكبر من تحملي, لكني تعاملت معه بحكمة وطلبت منه أن يصارحني لو أنا مقصرة, فقال لي: أنا عمري ما كنت أحلم باللي عايشه معاكي, طيب ليه؟ نزوة ـ شيطان, طيب نبعده عننا ونقرب من ربنا, وكمان حرام تكذب أو تخدع محبش تكون كده, فيعتذر, ويطلب مني أن أسامحه وألا أبعد عنه,لأنه لايستطيع الحياة بدوني, واني الشمعة المضيئة في حياته, ثم يعود مرة أخري إلي أن نفد صبري وتحملي وطلبت الانفصال, مع العلم اني لم أخبر أهلي بأي شيء حتي لا أسقطه من نظرهم, ولكن أخبرت أهله وتدخلوا ولاموا, وطلبوا مني فرصة أخيرة, وها أنا أعيش معه بقلب مجروح, وإحساس بالظلم والقهر, لي ولابني, فيا أيتها السيدة التي عشت وصدقت هذا الرجل وبنيت آمالا أن تتزوجيه راعي الله وعلي الأقل حاولي أن تتأكدي من كلامه, وكيف يصارحك انه سعيد في حياته, وكيف يستجدي عطفك إلا إذا ادعي أنه غير سعيد, راعوا الله فينا يا أزواجنا.. راعو الله في أولادكم الأبرياء, وراعوا الله يا من تقتحمون حياة وتخططون لافسادها دون أن تتأكدوا من صحة هذه الخطوة, يا صاحبة رسالة الحل الوسط أيرضيك لو كنت زوجة ثانية, وتبني حياتك علي ظلم وخداع وكذب؟ لا أخفي عليك ياسيدي الحالة النفسية التي وصلت إليها, ولولا إيماني بالله وابني لكنت انهرت أكثر, يكفي اني أصبحت لا أنام إلا بالمهدئ, وأخاف من كل المحيطين بي وأوشكت أن أفقد ثقتي بكل الناس, وأصبحت لا أصدقه في أي شيء, زوجتي من قرائك, انصحه بأن يعيش معي بما يرضي الله, أو يدعني أنا وابني حتي أستطيع أن أقوم بتربيته, علي نفس الفضائل التي تربينا عليها, والتي بسببها تحملت معه كل شيء حتي خيانته!

سيدتي.. ترددت كثيرا في نشر رسالتك, والرد عليك علي بريدك الاليكتروني, لأن تعدد رسائل الخيانة الزوجية أصبح يقلقني لكثرتها, وخشية أن يري القراء فيها شيئا عاديا متكررا, ولكن هل عدم النشر يعني عدم وجودها أو انتشارها, هل يسهم في الحد منها, أو انه يجعل النار مشتعلة تحت الرماد, أدعو أصدقاء بريد الجمعةإلي أن يشاركونا بالرأي والتحليل.
نريد أن نعرف لماذا زادت الخيانة الزوجية, رجل وامرأة, هل السبب هو الضعف الديني والأخلاقي؟.. هل هو حالة من الاحساس بالضعف والضياع؟ هل المرأة لم تعد تهتم بزوجها, تغريه, تشاغله, تحاصره وتغار عليه, لا تهتم بمظهرها, في مواجهة جمال مصطنع شائع في الشارع والتليفزيون والعمل؟
وهل الرجل أصبح مقصرا في بيته, مملا, غائبا, مهملا في مظهره, لا يعبر حتي بالكلمات عن مشاعره, يختزن رجولته وفحولته لامرأة عابرة ويبخل بها علي حلاله, شريكة العمر؟
الخيانة لها طرفان, رجل وامرأة, كلاهما علي خطأ, يسير إلي الهاوية في الدنيا والآخرة, وزوجك طرف فاعل في خيانة بلا مبرر, وإن كان لايوجد مبرر للخيانة, فمن لا يحب شريك حياته, عليه أن يواجهه بذلك, يحاول إصلاحه, فإن فشل, أو مال قلبه, فليعلنه ويخيره ما بين حقه في الزواج بأخري أو الطلاق, وكلاهما أهون وأشرف من الخيانة.
زوجك الذي قبلت به مطلقا وأبا مريضا, لم يقدر وقوفك بجانبه, ولم يراع تضحيتك بصحتك حتي تأتي له بالولد, فذهب للوحل بقدميه, واستمرأ الخطيئة ثقة بصبرك وتحملك. هل سيجدي معه الكلام, هل يفيق قبل أن يفاجأ برد فعلك, فمثلك يصبر ويمنح الفرصة تلو الأخري, وعند نقطة معينة, سيجد منك وجها آخر, وسيجد نفسه وحيدا منبوذا مطاردا من الله في الأرض والسماء, فهل يلحق بنفسه وينقذ ابنه من التشرد, ويستعيد زوجته المخلصة المحبة والتي لن تعوضها ألف خائنة؟.. أتمني!
المزيد ....

في خريف العمر

13-01-2012
راودتني كثيرا فكرة الكتابة إليك‏,‏ ولكنني كنت كثيرا ما أتراجع‏,‏ فأنا أتابع ذلك البريد منذ سنوات ولم أتصور أنني سأبعث إليه بقصتي يوما ما‏,‏ ثم قرأت رسالة‏(‏ الحل الوسط‏)‏ في بريدك الاسبوع قبل الماضي‏,‏ فقررت أن أكتب إليك فربما تكون بطلتها أو مثيلتها سببا في هدم بيتي الذي بنيته طوبة طوبة طوال الاثنين والثلاثين عاما الماضية‏.‏

فأنا سيدة في منتصف العمر مازلت أحتفظ بجمالي ورشاقتي بشهادة كل من حولي, ولدت لأب ميسور من عائلة معروفة في مدينتنا الكبيرة الساحلية, أبي رحمه الله لم يتوان يوما في عطائه المادي والمعنوي, فكان دوما يلبي مطالبي أنا وأخوتي خاصة وأنا ابنته الصغيرة المدللة, في سنوات دراستي الجامعية تعرفت علي زوجي, اختاره قلبي فأحببته بكل مشاعري, كان طالبا متعثرا يكبرني بعدة سنوات, شجعته علي المضي قدما في دراسته ووقفت بجانبه حتي تخرج في كليته, وتقدم لي وقبله أهلي عندما وجدوا إصرارا مني عليه رغم أن عائلته أقل في المستوي من عائلتي, نظرا لظروفه المالية الصعبة, تحمل أبي تكاليف زواجي كاملة, ولم يكلف زوجي سوي ثمن الشبكة.
وسافر حبيبي بعد خطبتي الي إحدي الدول العربية حتي يدخر ثمن الشبكة وحتي يثبت لعائلتي أنه جدير بي, وعاد بعد سنتين ليتزوجني, وسافرت معه رغم حزن أهلي لفراقي, وعشت في الغربة راضخة لنداء قلبي رغم أنني لم أكن أتصور انني سأترك بلدي في يوم من الأيام من أجل المادة, وأنا التي عاشت حياتها تتقلب في رغد العيش وترفه.
شاركته رحلة كفاحه في الغربة, مررنا فيها بأحلك الظروف وأصعبها, كثيرا ما كان يتعثر في عمله وينتقل من عمل إلي آخر, وتقلبت بنا الحياة بحلوها ومرها, كنا نصبر علي أمل أن غدا سيحمل لنا الأفضل, ولم أشتك يوما لأهلي ولم أحملهم همي فذلك هو اختياري ولا خيار لي سوي النجاح في زواجي, وعدنا إلي الوطن بعد اثني عشر عاما بعد أن رزقنا الله بثلاثة أبناء ولدين وبنت ولم نجن خلالها سوي ثمن الشقة الذي سددناه بالتقسيط طوال مدة سفرنا بالخارج, وبدأ زوجي رحلة كفاح أخري في وطنه من الصفر, ولكن الحظ هذه المرة كان حليفه في وطنه أكثر ما كان في الخارج, فتحسن وضعنا كثيرا وتوسع في عمله وأصبح له اسم ذائع الصيت في المجال الذي يعمل به, كان هم زوجي الشاغل هو تحسين مظهرنا الاجتماعي, فكان يشتري بكل ما يملك ملابس له وسيارات فخمة ويشترك في النوادي العريقة حتي لو كان ذلك بالاستدانة من البنوك حتي يجابه أقرانه الذين يسهر معهم يوميا في النوادي, وحتي يظنوا انه ثريا مثلهم, لقد حاولت كثيرا أن أثنيه عن ذلك وانه لا ضرورة للإسراف في شراء الكماليات طالما انه يتذمر عادة من مطالب البيت الأساسية من مأكل ومشرب وملابس للأولاد ودروس خصوصية, كان دائما ما يمزح معي برغبته في الزواج من امرأة ثرية تنفق عليه وعلينا, كنت أعتبرها مجرد دعابة, ولكنها كانت تعبر عن رغبة كامنة بداخله, ومرت السنوات وكلما زحف الشعر الأبيض إلي رأسه تبدلت بداخل زوجي صفات حميدة كثيرة, وظهرت صفات جديدة جعلت منه شخصا غريبا عني وعن أولاده, أصبح أكثر ابتعادا عن مشاكل البيت والأولاد, فهو يضجر كثيرا حين أشركه في مشكلة لأحد الأولاد وتجده بدلا من حلها يزيد الأمور تعقيدا بعصبيته الشديدة وإهانته لهم, حتي تجنبت إشراكه في أي مشكلة مهما تكن كبيرة, أصبح أكثر بخلا في عواطفه وماله ووقته, الذي أصبح موزعا بين عمله صباحا وأصدقائه مساء وسفرياته الدائمة للاستجمام بدوننا, أصبحت وسيطا بينه وبين أبنائه فبينهما جدار من الثلج حاولت إذابته كثيرا, ولكنه دائما ما يهدم محاولتي بدعوي ان هذا ليس دوره وانه لا يملك الوقت حتي ازداد ارتفاع الجدار بينهما كلما كبر ابناؤنا, كنت أنا وأولادي جميعا نصبر علي كل ذلك ومرت السنوات بحلوها ومرها, وتخرج الأولاد في كلياتهم.
منذ عامين, ازدادت أحوال زوجي سوءا, لاحظت اهتمام زوجي المبالغ بمظهره, وألوان ملابسه الزاهية والشبابية, فكانت صدمتي عندما علمت ان زوجي الرجل الوقور المحترم المتدين علي علاقة بسيدة في منتصف الاربعينيات, سبق لها الزواج ثلاث مرات ولها أربعة أولاد من زيجاتها, جذبه اليها انها تعمل في إحدي الدول العربية وتجني دخلا عاليا, أعادت له حلمه القديم بالزواج من ثرية رغم أنها من أسرة بسيطة جدا وليست جميلة, وانجذبت هي الي شخصه ووضعه وربما طمعت فيه أيضا وظنته مليونيرا يريحها من عناء الغربة وتشتيت أولادها.
لقد رأيتها يا سيدي في ذلك النادي الذي يسهر فيه يوميا, وقفت علي مقربة منها رأيتها وهي تتلفت باحثة عن زوجي, كنت أحترق وأنا أري زوجي وقد تحول الي مراهق يجلس بين أصدقائه وتبعث عيونه برسائل لعينيها وهي جالسة بين صديقاتها, بعد أيام قررت أن أواجهه, أقسم وهو كاذب أنه ليس علي علاقة بها, ثم ما لبث أن اعترف بأنها نزوة بدأت منذ شهور وانتهت, وانها هي التي كانت تلاحقه في هاتفه بمكالمات دولية تمتد بالساعات وانه قطع علاقته بها.
انتهت اجازتها وسافرت هي لعملها, ولكني تأكدت ان علاقتهما مازالت مستمرة, فواجهته مرة أخري فأنكر, وكانت ثورته عنيفة كادت تطيح بجدران بيتنا, دعوت الله ان يلهمني الحكمة وأن تكون نزوة قصيرة ما تلبث وتنتهي, وصبرت علي آلامي وجروح الخيانة مادامت بينهما آلاف الأميال, ومر عام وعادت في إجازتها إلينا مرة أخري, أقسم بأنني علمت بيوم مجيئها من عيون زوجي وارتباكه, وضعت بيدي هداياها في دولاب زوجي الذي ادعي انه اشتراها كذبا رغم أن بلد منشئها هي ذاتها التي تعمل بها, وبدأ في اختلاق الحجج والأسباب للسفر, فلقد قررا ان يتقابلا بعيدا عن مدينتنا وبعيدا عن عيون من يعرفونهما ويعرفونني, لا أعلم الي أي حد وصلت علاقتهما, كل يوم مر خلال فترة اجازتها الماضية كنت أمسك بيدي دلائل أخري تدل علي خيانته, دلائل لا تستطيع اكتشافها سوي زوجة عاشرت زوجها أكثر من ثلاثين عاما, بعد انقضاء اجازتها سافرت مرة أخري, ولا أعلم ماذا يدبران لي ولأولادي الأشهر القادمة إذا قررت العودة إلي مصر نهائيا.
أصبح زوجي لا يفكر سوي في نفسه فقط, وكأنه عاد شابا من جديد, إنه يدخر كل مليم لنفسه ويبخل بمساعدة ابنيه لبناء مستقبلهما, وهو القادر علي ذلك, رغم تخرجهما منذ سنوات وعدم استقرارهما بأي عمل نظرا لظروف البلد الاقتصادية, وبدلا من أن يقوم بتجهيز ابنته ويفرح بها كأي أب عادي وصلت ابنته لسن الزواج, يرفض من يتقدمون لها بحجج مختلفة.
أما أولاده فعلاقتهم به صارت أكثر سوءا, ولم يعد يجدي معهم تبريراتي الكاذبة لمواقفه المتشددة أو جفائه أو تجاهله لهم وبخله, فهو لا يعاملهم كأبنائه الذين انجبهم وإنما يشعرون به كزوج أم قاسي القلب لا يأبه بوجودهم.
في الفترة الأخيرة أصبح يستاء كثيرا من مطالب البيت الأساسية مأكل ومشرب, رغم انني لا أكلفه نهائيا تحمل أي أعباء خاصة بي كزوجة لها متطلبات مثل باقي السيدات من ملابس وخلافه.
سيدي ماذا أفعل مع هذا الرجل أنا وأولادي, خاصة انني مازلت أصر أن تظل مشاكلنا داخل جدران بيتنا, فوالده ووالدته متوفيان منذ سنوات, ولا نأمن شره إذا قررنا إشراك أحد إخوته أو أصدقائه في مشاكلنا, وربما يزداد شراسة وعنادا, إنني احترق كل يوم وأصبر ولا أظهر له انني متأكدة من استمرار خيانته لي, ماذا أفعل وقد سئمت من ارتدائي قناع الحكمة واخفاء لوعتي وغضبي منه, ماذا فعلت ليكون هذا هو جزائي في خريف العمر وأنا التي ساندته وكافحت معه طوال رحلته وفي شبابه, يعلم الله انني لم أقصر في حقوقه ولا طلباته من حنان واهتمام ورعاية ومشاركة له في الصغيرة والكبيرة في يوم من الأيام.. وماذا أفعل وأنا أري عمر أبنائي يضيع دون عمل أو زواج مثل باقي أقرانهم؟!.

> سيدتي.. ليس لدي ما أنصحك به مع مثل هذا الزوج, فقد فعلت كل شيء يمكن ان تفعله امرأة من بيت طيب, تعرف دينها وواجباتها كأم وزوجة.
فمنذ البداية وأنت تقفين مع شريك الحياة المتعثر حتي يقف علي قدميه, وعندما حاد عن طريق الصواب, رددته ولم تندفعي بهدم البيت من أجل الأبناء, صبرت علي نزواته ومعاصيه, وسترته أمام أهله وأبنائه ولكنه لم يتعلم أو يفيق من غفلته التي سيندم عليها كثيرا.
ليس لي أيضا أن أقترح عليك طلب الطلاق, فربما يكون هذا مريحا له, ولن ينعكس ايجابيا علي حياتكم, بل ربما تكون سلبياته أكثر, كما أن شخصيتك التي تلمستها من رسالتك لا تميل الي مثل هذه الحلول القاطعة الحادة.
إذن ـ من وجهة نظري المتواضعة ـ ليس أمامك إلا التعبير عن غضبك منه, عن هجره وتجاهله انت والابناء مع الحفاظ علي الاحترام الكامل له كوالد, أي بلا تجاوز أو إساءة, فحقكم ان يشعر بالجرم الذي يرتكبه في حقكم.
وأخيرا أقترح عليك ان تدعون له جميعا بالهداية في كل صلاة, فالله سبحانه وتعالي قادر علي كل شيء, والقادر علي الانتقام قادر علي الهداية.
ولم يعد أمامي إلا أن أقول لهذا الزوج ومن مثله, لا تغتر بالدنيا والمظاهر, فإذا منحتك وجهها اليوم وكافأتك علي ظلمك ومعصيتك, فتأكد ان الأسوأ قادم, فعدالة الله لا تغيب حتي لو تأخرت, وقد يكون في امهال الله لك رحمة, فإذا لم تفهم وتستقم يكون الانتقام أشد,الكثير من العمر ولي, فإذا جاء الشيب, انفرط المال وفرت النساء ووهنت الصحة, وستجد نفسك وحيدا, مغضوبا عليك من الله, تتلمس الشفقة ممن غرست في نفوسهم المرارة والحزن والحرمان, فهل لك ان تصحو من غفوتك قبل فوات الأوان, أتمني ان تتلفت حولك لتري سوء خاتمة من تسير علي دربهم, قبل ان تصبح مثلا لغيرك!!
المزيد ....

خطافة الرجال‏!‏

06-01-2012
أكتب إليك ياسيدي رسالتي هذه ردا علي رسالة الحل الوسط‏..‏ فبالرغم من انني لست متأكدا أنني بطلها‏.. لكن كثيرا من تفاصيلها قد توافقت مع قصة حدثت في حياتي, وانتهت منذ وقت ليس ببعيد مع اختلاف النهاية.

ولا أستطيع أن أجزم بأنني لست بطل تلك القصة.. فبطلة قصتي تكذب كثيرا حتي إنك لتحب أن تستمع لكذبها المحكم ان جاز التعبير.. وربما تكون هي من أرسلت إليك مدعية تلك النهاية لما حدث بيني وبينها لقناعة منها أنها خيرتني وأنا اخترت.. فابتعدت.
فأنا ياسيدي رجل لي زوجة طيبة, تزوجتها زواجا تقليديا عن طريق اختيار الأهل لابنة أحد أقاربنا, وأبناء أذوب في حبهم.. تعرض مركب حياتي لعاصفة شديدة كادت تغرقه لثلاثة أسباب أولها أن أهل زوجتي لم يكونوا يوما بأولئك الأهل العاقلين, وثانيها أن زوجتي كانت مدللتهم, وثالثها أني لم أحاول يوما أن أصلح منها خوفا علي حبي لها.
وكانت النتيجة أني تعرضت لأزمة مادية شديدة أبانت لي معادن الناس, فكان أول من تنكر لي وغير معاملته لي(بسبب تلك الأزمة) أهل زوجتي, وتبعتهم هي بدون أن تشعر, حتي تفاقمت بيننا الأمور لدرجة سيئة جدا, ولفترة لم تكن بالقصيرة. فكان ان قابلت في تلك الفترة بطلة قصتي مصادفة ضمن إطار عمل جمعنا.. ووجدتها خريجة تجربة انفصال من زوج قالت إنها تحملته من أجل أن تصنع منه رجلا ناجحا, وبدأت معه من الصفر فكافأها بخيانته المتكررة لها, فانفصلت عنه.. ووجدتني أحبها.. ووجدت فيها المرأة التي احتاجها.. فكان ما روته صاحبة الرسالة من انني صارحتها بحبي فردت ألا تفعل فأنت لست قد كلامك, وأنت رجل متزوج وصدتني في بادئ الأمر, ثم عادت وبادلتني نفس مشاعري.
وأقسم أنني كنت منذ البداية صريحا معها, فطرحت لها فكرة الحل الوسط( دون أي تلميح بانفصالي عن زوجتي).. ففي الوقت الذي أصبحت لا أستغني عنها فإنني أيضا لا أستغني عن أم أبنائي..فطرحت أنا الحل الوسط( الزواج الثاني) وبعكس ما روت صاحبة الرسالة.
ثم حدث انني صارحت زوجتي الأولي برغبتي في الزواج ممن أري انها تصلح لي وأصلح لها زوجا ثانيا فكانت النتيجة أن ثارت ثائرتها وأبلغت أهلها الذين هاجوا وماجوا وزادوا من معاملاتهم السيئة لي, بل تطاولوا علي وعلي من كنت أنوي الزواج منها بالفضائح والسباب وأفظع الشتائم, وكادوا يسببون لها فضيحة كبري في مكان عملها لولا ستر الله.
ثم ابتعدنا لفترة عادت بعدها بطلة قصتي وأعلمتني أنها تحبني مثلما أحبها, فعادت بيننا الأمور لمجاريها, واتفقنا علي الحل الوسط( كما يحلو لصاحبة الرسالة تسميته) وبدون أن يكون هناك جرح لمشاعر زوجتي التي بدأت بعد ظهور مشروع الزواج الثاني في حياتي في تحسين علاقتها بي لأبعد مدي, وأعلنت عن ندمها لما فعله أهلها في حقي بعد أن سادت القطيعة التامة بيني وبينهم.
ولم يكن هناك شيء يعكر صفو مشروع الحل الوسط سوي إحساس بطلتي بأن زوجتي الأولي والمجتمع ماذا سيقولان عنها وهي صاحبة المركز الاجتماعي المرموق بعد أن يعلموا بأمر زواجنا.. وهل ستصبح في نظر الجميع خطافة رجالة كما قالت؟
واستمر الأمر علي ذلك فترة أحببتها فيها وأحبتني, وكنت أعلم أن الحل الوسط الذي لم تكن هي مقتنعة به في بادئ الأمر هو حلنا الوحيد, حتي أنها عرضت علي موافقتها علي السرية والاخفاء لهذا الزواج.. فرددت بأنني وإياها لا نقترف حراما وإنما سنفعل شيئا أحله الله..
ثم حدثت المفاجأة التي لم تكن متوقعة.. حيث عارض أهل بطلتنا قصة الحل الوسط, ووجهوا لها التساؤلات لماذا وهي صاحبة المركز الاجتماعي والمادي المرموق تصبح زوجة ثانية.. ولم لايكون لها ومن حقها رجل وحيد منفرد؟! فابتعدت دون سابق إنذار ولم تحترم حتي مشاعري تجاهها أو تعلمني بقرارها( الذي أخذته هي منفردة بعكس ما جاء في الرسالة) فأردت أن أعرف بعد أن استنتجت ان كل ذلك كان بسبب معارضة أهلها.. فثابرت حتي وصلت إليها بعد أن اختفت عني بإرادتها ورأيتها خمس دقائق فقط خيرتني خلالها بين أن أترك زوجتي( التي سبق أن دعتني إلي التمسك بها ولو علي الأقل من باب أنني ابن أصل ولا أبيع عشرة الأيام) أو أن أتركها هي, فقلت بدون تردد ان زوجتي قد أصبحت علي قناعة تامة بعد كل ما حدث أن الزواج بأخري والتعدد هو حق شرعي كفله الله لي, وتركتها دون أن أحاول الاتصال مرة أخري بها, فهي من اختارت الابتعاد وليس أنا.
وإنني أتساءل: هل التعدد في الزواج هو من أبغض الحلال عند الله مثل الطلاق؟ وهل كان يجب علي كرجل مسلم ومهما عانيت مع أم أبنائي أن أطلقها لأحصل علي زوجة حسبتها( الهدية) التي جاءتني بعد مكافأة صبري علي الحياة؟!
وإذا كان التعدد في الزواج من أبغض الحلال فلماذا لم يذكر لنا القرآن ذلك أو الرسول الكريم في سيرته وأحاديثه؟
لقد تحدث الرسول في حديثه وجاء في القرآن أن العدل بين النساء مسألة صعبة ومهمة ولكن المتنين الشريفين وهما أصل حياة المسلم الصحيح لم يتحدثا عن تحريم أو تجريم التعدد, بل علي العكس حث الرسول أصحابه علي التعدد وأمته واتباعه علي التكاثر فهو مفاخر بنا الأمم يوم القيامة.
إن موروث الثقافة الانفتاحية التي ورثها الاستعمار لمجتمعاتنا بعد أن جثم علي صدورنا عشرات, بل ومئات السنين هي التي جعلت مجتمعاتنا تتسامح مع الخائن لزوجته( بارتكابه فاحشة الزنا والعياذ بالله) ولا تتسامح مع من يتزوج بأخري مستخدما حقا أقرته كل المذاهب الاسلامية وذهب بعضها إلي وجوبه.
وأقول قولا أخيرا لصاحبة قصتي وصاحبة الرسالة إن الحل الوسط كثيرا ما يحيي بيوتا كانت علي وشك الخراب.

< سيدي.. لا أعرف لماذا وضعت احتمالا كبيرا بأنك بطل قصة الحل الوسط, حتي انك افترضت كذب صاحبة الرسالة, لأنها قالت ما لم يحدث معك. القصص والحكايات سيدي تتعدد وتتشابه في التفاصيل, فالتجارب الانسانية تتكرر بصور مختلفة, ولكل منا قصته التي لو تطابقت ـ حتي في التفاصيل ـ قد تختلف في النهايات. لذا اسمح لي أن أبتعد عن التعامل مع حكايتك علي أنها نفس قصة الحل الوسط ونتحاور حول ما جاء في رسالتك منفصلا عما سبق نشره. سيدي.. دعني أولا أسألك من قال لك إن التعدد من أبغض الحلال عند الله, لم أسمع بذلك من قبل, اختلف علماؤنا بعضهم قال إن الأصل في الزواج هو الافراد, والبعض قال إن الأصل هو التعدد.. كما لا أعرف ـ أيضا ـ أن الرسول(صلي الله عليه وسلم) قد حث أصحابه علي التعدد, ويفتينا في هذا الأمر العلماء, ولكن المؤكد أن لكل حالة ظروفها الخاصة, والتعدد يختلف من مجتمع لآخر, فهناك مجتمعات تتعامل معه علي أنه أمر طبيعي وتقبله النساء, وقد يعشن كزوجات لرجل واحد في بيت واحد. ومجتمعات لا تقبله. أيضا يقول بعض العلماء إن التعدد يستوجب موافقة الزوجة الأولي ويعطيها حق طلب الطلاق إذا وقع في قلبها كره, وهذا يتفق مع الطبيعة الانسانية, وإلا هل يرضي رجل أن يجبر امرأة علي أن تعيش معه مكرهة متألمة, خاصة إذا كانت لم تقصر في حقه, بل في الغالب يكون هو الغائب المقصر, المهمل. فإذا كانت زوجتك ـ سيدي ـ قبلت بزواجك من أخري فما هي المشكلة؟ إذا كان لديك السعة والقدرة والرغبة فلتفعل, ومن حق المرأة الأخري التي أحببتها أن تقبل هي وأسرتها أو أن ترفض, لكل إنسان اختياره. نعم سيدي الحل الوسط كثيرا ما يحيي بيوتا كانت علي وشك الخراب, ولكنه أيضا يدمر بيوتا كانت هادئة مستقرة بسبب أزمة أو نزوة أو عاطفة كاذبة, فليس من العدل أن يبحث رجل عن سعادته ومتعته حتي لو جاءت علي حساب سعادة ومتعة آخرين!!
المزيد ....

الاثنين، ١ نوفمبر ٢٠١٠

أوجاع نور

29-04-2011
سيدي‏..‏ اسمح لي قبل أن أبدأ حكايتي بأن أدعو لمصر بالنجاة من الفتن والمحن التي تحاك لها‏,‏ وان يكتب الله لها السلامة والنصر‏..‏ فما يحدث الآن أدخل الأمل والفرحة علي قلبي الحزين بعد ان ضاعت مني كل سبل النجاة وفقدت الأمل في شفاء ابنتي التي أعياها اهمال المسئولين قبل المرض‏.‏

أنا ياسيدي امرأة علي أعتاب العقد الثالث من عمري, نشأت في احدي قري محافظات مصر, وسط ثلاثة أولاد وبنتين لأب يزرع أرض الغير مقابل جزء من المحصول نقتات منه, وأم ريفية طيبة حنون تدير حياتها بحكمة, كان أبي يعمل في الحقل ليل نهار وكنا قليلا ما نراه في البيت, فدائما يأتي من عمله بعد صلاة العشاء يتناول عشاءه ثم ينام ليستيقظ قبل صلاة الفجر يصلي ويمضي حاملا فأسه متجها إلي عمله, ولأننا لا نجلس معه كثيرا كنا نصحو فجرا لنراه ونفطر معه في جلسة أسرية جميلة حول موقد صنعته أمي من الطين يعلوه براد الشاي وقليل من اللبن وبعض الخبز اليابس الذي كانت تضعه أمي علي نار الموقد فيلين, نأكل ونشبع ونتبادل الألفة والحب بيننا وسعادة لا تقدر بمال.
أعرف سيدي أنه من الخطأ ان يترك الفقراء أنفسهم للانجاب بعشوائية فيعاني أطفالهم الحرمان والحوجة واحساسا مؤلما بمعني الفقر, لكن ارادة الله ومشيئته كانت فوق ترتيب البشر وتدبيرهم, فأنجب أبي خمسة أطفال ـ ان صح تعبيري دون قصد, فكان أبي لا يكل ولا يهدأ ولا يعرف معني النوم, وقضي حياته كلها في الحقل يعمل ليل نهار ليسد أفواه أطفاله ويضمن لهم علي الاقل لقمة العيش, وكنت أري أمي وهي تتألم من كثرة الأعباء التي كانت سببا في رحيلها عنا بعد أن أتعبها المرض, وماتت لأننا لم يكن لدينا ما نعالجها به, ولم يكن هناك مسئولون عن مرضي هذا البلد غير القادرين, بل كانوا يشعروننا في تعاملهم معنا بأننا نتسول العلاج, وكأننا ليس لنا حق في الحياة كباقي البشر, فعشنا بجانب الحرمان فقدان أغلي ما في الحياة أمي, ليضيف اليتم الي ما نحن فيه حزنا وانكسارا وشعورا باليأس من الحياة, ولو هناك مجال للحديث لكتبت كثيرا, فأصعب وأعظم حدث يعانيه الانسان في حياته هو موت الأم.
كنت أشعر بوالدي وأشفق عليه برغم أني أصغر اخوتي, ومنذ اشتد عودي ذهبت للعمل معه في الحقل فرفض قائلا: أنا للغيط والشغل وانتم للمستقبل, كنت وقتها في الصف الثاني الاعدادي وفي كل اجازة صيفية أذهب للعمل مع والدي في الحقل, وظللت علي هذه الحال حتي حصلت علي دبلوم تجارة, وكان اختياري لهذا النوع من التعليم لاختصار الطريق وتخفيف العبء عن هذا الرجل الصابر الذي ما تخاذل أو تهاون أبدا عن مسئوليته, وانتظرت هذا اليوم بفارغ الصبر لأتفرغ للعمل ومساعدة والدي في تحمل المسئولية ونفقات الأسرة الكبيرة.
سيدي.. هل هناك أفضل من الستر وان ينعم الانسان بالراحة النفسية ويشعر بأنه يرضي عن نفسه؟ لا يوجد انسان علي وجه الأرض لا يبحث عن ذلك, فأغلب النفوس الراضية لا تحلم بأكثر من ان تجد قوت يومها والصحة والستر, وما أكثرهم في قري محافظات مصر.. فيها ناس سقطوا من حسابات الدولة والمسئولين وأصحاب المليارات التي فزعنا عند سماعها, أليست هذه المليارات كانت سببا فيما نعانيه من فقر ومرض وجهل وتخلف وانحلال أخلاقي لمجتمع بكامله؟
نعم سيدي هم السبب في تدهور حالة ابنتي وفي موت أطفال كثيرين لا يجدون رعاية صحية لأنهم لا يملكون مالا يعالجون به, فكلما نظرت في وجه ابنتي وهي تتألم رفعت وجهي للسماء داعية المولي عز وجل أن يشفيها ويرحمني من الألم الذي أشعر به في قلبي في كل لحظة ألم تمر عليها, وأن يحمينا من كل خائن أراد بأهل مصر سوءا.
ربما أكون قد أطلت الحديث ولم أتحدث عن مأساتي التي بدأت مع أول مولود لي, فزواجي كعادة أهل القري جاء في سن مبكرة وبمجرد أن انتهيت من دراستي, تزوجت من أحد أقاربي وهو شاب متوسط الحال يعمل بأحد مصانع الرخام, لكنه رجل يعرف كيف يرعي أهل بيته, وكانت حياتي برغم ما بها من آلام وتعب وكد سعيدة, لكن دائما كان يشغلني هاجس المرض الذي عانت منه والدتي وماتت بسببه ولم نجد ما نعالجها به.
كنت أحاول طرد هذا الهاجس ومحاولة العيش بأمل في القادم, واستبشرت خيرا عندما رزقني الله بطفلة جميلة, بقدومها دخل حياتي نور أضاء قلبي وجعلني أحب الحياة فسميتها نور, فرحت بها وشعرت بإحساس الأمومة الجميل, وبعد ميلادها باسبوع لاحظت صعوبة في تنفسها وتغير وجهها الي اللون الازرق, فأسرعنا بها للطبيب, وبعد الكشف والفحوصات تبين ان لديها بعض المشاكل بالقلب تم تشخيصها بأنها ضيق في أحد شرايين القلب ولابد من اجراء عملية جراحية لها بعد أن تبلغ خمس سنوات من عمرها.
لن أقول لك كيف كان وقع الصدمة علينا ولا يوجد وصف شاف يمكن أن أصف به حالتي أنا ووالدها بعد سماع هذا الخبر, وسألت نفسي: هل ما حدث لابنتي هو ذلك الهاجس الذي كان يراودني؟ ولماذا جاء في ابنتي ولم يأت في أنا بدلا منها فتكون المصيبة أهون؟ فكم من ليال قضيناها نترقب تنفسها وهي تتنفس بصعوبة, حتي انها في بعض الأحيان كانت تصاب بغيبوبة ونهرع بها الي المستشفيات ونحن يعتصرنا الالم ويطاردنا الخوف من شبح الموت ان يأخذها منا, وفي كل مرة كان يؤكد الاطباء أن حالتها مقلقة ولا يمكن اجراء هذه العملية لها وهي في هذه الحالة الصحية, بعد أن اثر المرض علي نموها وحرمها من أشياء بسيطة في الطعام وفي اللعب وفي أن تعيش حياة طبيعية, وما كان يقلقني انها تعرف مرضها, وكثيرا ما تقول لي هو أنا ممكن أموت وأنا نايمة يا ماما, فاحتضنها وأنا احبس دموعا تحرق قلبي قبل عيني.
ومرت تسع سنوات وهي ما بين حياة وموت تفتقد اشياء كثيرة أقلها أن تلعب مثل أقرانها, فكانت تجلس أمام الاطفال وهم يلعبون ويلهون, بينما هي لا تستطيع, وكان ينفطر قلبي عندما تتوسل لي ان اتركها تلعب مع الاطفال, وعندما اتمت تسع سنوات ذهبت بها الي الهيئة العامة للتأمين الصحي للكشف عليها, فكان قرار لجنة القلب بتحويلها الي معهد القلب القومي لاجراء عملية قسطرة تشخيصية علي القلب لوجود اشتباه انسداد وصلة شريانية, وارتفاع بضغط دم الشريان الرئوي, وذلك بتاريخ2006/11/19, ومنذ ذلك التاريخ ونحن نتردد علي مستشفيات التأمين الصحي لإجراء العملية, ولم نجد أي اهتمام أو حتي الاستماع الينا, وكان الرد الجاهز في كل مرة انه لا يوجد مكان فارغ ولا امكانيات لاجراء العملية, وفقدنا الأمل في أن يتم علاجها في مستشفيات الحكومة أو علي نفقة الدولة, وحتي عندما سعينا لاستخراج قرار علاج فوجئنا بسماسرة يتاجرون بالناس.
كان آخر أمل لنا هو اللجوء الي المستشفيات الخاصة فوجدنا العملية تتكلف مبلغا من المال لا يوجد معنا منه شيء, وفكر زوجي في بيع البيت الذي نسكن فيه, لكن البيت مشاركة بينه وبين اخوته ولا يستطيع البيع, ووجدنا انه حتي ان اخذ نصيبه من البيت فلن يفي بنصف تكاليف العملية.. ضاقت بنا الدنيا وشعرنا بالعجز والحسرة وقلة الحيلة, وانا اري ابنتي تنطفئ أمام عيني, وكل يوم يمر عليها يضعف جسدها أكثر ويضيق صدرها فلا تستطيع التنفس, ولا الحركة, ومن وقت لآخر تزرق أظافرها, وتذهب للحمام كثيرا, حتي انها في بعض الأوقات لا تتحكم في تبولها, وتنتابها حالات نهجان تفقدها الوعي..
إن ما يؤرقني هو كيف أعالج ابنتي وأوفر لها ما يساعدها علي تخطي آلام المرض ومر الدواء, فأرسلت لـ بريد الجمعة والخير الذي دائما يقف بجانب المحزونين, راجية الله سبحانه وتعالي ان يغيثنا بصاحب قلب رقيق يشعر بمعاناتي وحزني علي ابنتي الجميلة نور التي تعيش نصف حياة, ومنذ ولدت وكل أملها وأملنا هو اجراء العملية لتستطيع ان تلعب وتتعلم وتعيش كباقي الاطفال فلا أجد ما أصف به حالتي أنا ووالدها ونحن نراها تتنفس بصعوبة حتي انها في بعض الأحيان تصاب بغيبوبة, فهل من أمل يعيد الينا الحياة!

> سيدتي.. لا يوجد الم أقسي من ذلك الذي يعتصر قلب أم علي وليدها, ويزداد هذا الألم عندما تشعر بالعجز عن تخفيف هذا الألم.
نعم ياسيدتي ألمك قاس, وعتابك حق, واتهامك لمن نهبوا المليارات وأهملوا في علاج الفقراء واقع نلمسه بأيدينا الآن, ولو كانت في قلوبهم أدني رحمة, لقللوا من سرقاتهم حتي يتوافر علاج الفقراء من هذا الشعب.
ومثلك من الأمهات بدعائهن هو الذي زج وسيزج بهؤلاء الي السجون.
المؤسف ـ سيدتي ـ ان الاستجابات الآن من المسئولين أو أهل الخير أصبحت محدودة, ربما للانشغال بأمور أخري أو لنقص الميزانيات أو لظروف اقتصادية صعبة, علي الرغم من اننا الآن احوج ما نكون الي التكاتف ومد يد العون لبعضنا البعض.
ومع هذا اطمئني يا أم نور وثقي بأن رحمة الله وسعت كل شيء, فتفضلي بارسال أوراق نور واشعاتها وسوف نتكفل بعون الله بعلاجها, فابتسامة واحدة علي شفتي نور قد تمنحنا الامان في المستقبل, وليكن هاجسك هو الأمل والتفاؤل وان نور ستعود اليك سالمة سعيدة تلعب وتلهو مع أقرانها.
نحن في انتظارك والأمل دائما كبير في الله.
المزيد ....

عيد ميلاد صديقتنا

22-04-2011
بابي القدير والحبيب بريد الجمعة‏...‏بداية لك كل الحب والتقدير فأنتم مثل كوب الشاي وقت العصاري علي ضفاف النيل‏,‏ وكأن كل يوم جمعة أجلس علي ضفاف النيل لأري وجوها مصرية بآلامها وافراحها فنحن معك نجلس معا نتحاور ونتشاور بدون تلاق تجمع بيننا علاقة شفافة لا يشوبها زيف أو مصالح أو كذب, أدام الله علينا نعمة التلاقي والمصارحة مع انفسنا دوما.

ولكن رجاء نشر هذه القصة بكل سطر فيها لنقدم شيئا ولو بسيطا لسيدة فاض فضلها وحنوها الحدود وسامحونا أننا قد نطيل عليكم, قد لا يكون في قصتي هذه عظة أو شيء مأساوي ولكن في قصتنا ردا لجميل واعترافا بالمعروف وهذا ما نود أن نعترف به.
نعم نود, فنحن أربعة تجمعنا صداقة وعشرة ولكن يختلف كل منا عن الآخر في طباعه أو اهتماماته وأسلوبه في الحياة ولكن تجمع بيننا سمة مهمة وإن افتقدناها في زمننا الذي بات فيه الكذب والخديعة والمصلحة هي ابجديات هذا العصر, وهذه السمة رسخت علاقة كل منا بالآخر حتي مع اختلاف الميول والشخصيات.. وهي ادراك ما معني الصداقة من مواقف يقف كل منا بجانب الآخر ويحاول قصاري جهده لتقديم اقصي جهده لعبور هذا الموقف... من امانة في الرأي حتي ولو اختلفنا, من صدق في إبداء النصيحة حتي ولو كانت قاسية, فنحن ولله الحمد كل منا مرآة للآخر, يري فيها عيوبه واخطاءه قبل حسناته ومميزاته.
ولكن كل هذا لم يأت موجة واحدة من بحر ملئ بالعطاء شطه لا يعرف مرسي إلا عمل الخير, هذا المنبع الفياض بكل معني للحب والخير وهي صديقتنا الرابعة.
هذه السيدة بعمرها الصغير شابت بل وأصبحت كهلا من كثرة عمل الخير, فما تفعله هذه السيدة في مثل هذه السن الصغيرة لم يفعله كثيرون شابت رؤوسهم وانحنت ظهورهم. هذه السيدة تهرول لمساعدة الاغراب لمجرد انهم طرقوا بابها. هذه السيدة تهرول للوقوف في أي محنة تحل بإنسان استنجد بها, وقد لا تري يا سيدي في هذا الأمر شيئا غريبا, وإنما هو المفترض أن يكون في كل منا, ولكن ستشعر بالغرابة بمجرد أن تعاشرها, لانها تعاني الظلم من أقرب الناس إليها ولكنها لا تظلم بل وتسامح من ظلمها وتتعرض للأذي من أقرب الناس اليها. نيران من الأذي ولا تستطيع إيذاء أي إنسان ولكنها تفوض أمرها إلي الله سبحانه وتعالي, ولولا قلقي وخوفي عليها من سرد ما تتعرض له هذه السيدة الفاضلة لكنت سردت لك سيدي اشكالا من الظلم واشكالا من العذاب والألم النفسي والقهر الذي تتعرض له, وهو ما لا يتحمله بشر وأن تحمل بعض الوقت فلن يتحمل كثيرا, وإلا يسقط في هاوية ظلمات لا يعلم مداها إلا الله.
وبجانب كل هذا فلم يأذن الله لها بعد أن يعطيها من زينة الحياة الدنيا وهم الأطفال, وقد أعطاها من الشباب والجمال والثراء ما يجعلها تعيش سنها وحياتها بطولها وعرضها, ومع هذا الحرمان, وهذا العذاب الذي تعيشه بشتي صوره, فإن هذه السيدة الفاضلة تقف جنبا إلي جنب معنا نحن صديقاتها ومع غيرنا.
اقسم لك بالله يا سيدي فإن هذه السيدة في اشد أوقات ضيقها وأشد أوقاتها حزنا تفكر بنا نحن الثلاثة إذا ما كان بأحد منا ضائقة أو محنة من أي نوع, ولا تكتفي بالتفكير وإنما تسعي جاهدة لتتخذ خطوة فعلية تهرول بها نحونا فإذا بإذن الله وجعلها هي سببا تأتي إلينا بالفرج بعد الضيق والسند في عز الاحتياج واليد التي تحنو بلمسة تضمد بها ما ألم بنا من جروح فتقف جانبنا لتمد يد العون علي كل اشكالها, ايا كانت, اهم ما يشغل بالها هو ان تكون بخير فمهما كنت بمفردك ومهما ضاقت عليك الدنيا فإذا بها يرسلها الله إليك لتجد عندها السند الذي يشد ظهرك, ولتضرب بعرض الحائط فوارق الطبقات واختلاف المكانات الاجتماعية لتتباسط وتتواضع بل وتقدم إلينا كل ما يمكن لتردد إلينا كلمتها المعتادة. إحنا اخوات وانتوا مش لوحدكوا أنا معاكوا وجنبكوا ومش هاسبكوا مهما حصل فهي في الفرح تفرح لنا وفي الضيق كانت لنا نعم يد العون.
فيا صديقتنا الغالية إليك في مثل هذا اليوم, فهو يوم ميلادك ـ قد تحزنين إنك لم تحظ بعد بأروع ما في الحياة بل وهو سر الحياة وقد تحزنين أن قطار العمر يمضي وخاطرك يجول به سؤال وماذا بعد ومتي سيحدث واين ستنتهي معاناتك وخوفك حتي لا تكوني وحيدة؟ ولكن نحن أصدقاؤك نريد ان نؤكد لك إننا بجانبك قد لا نقدم لك شيئا مما تقدمينه لنا, ولكن نحن لا نملك غير قلوب صافية محبة باقية علي وعد وعهد بأننا نحفظ ما عهدنا به معكم من يوم صداقتنا من أمانة وإخلاص وواجب وحق الصديق علي صديقه مهما كان, حتي وان كنت تغضبين في بعض الأحيان من صراحتنا وفوق كل هذا اعترافنا لك بالجميل والمعروف, كل منا علي حدة في كل موقف نبيل وكل تصرف كريم قدمته بكل الحب والحنو لكل فرد منا دون أن تنظري إلي حسابات أو تنتظري مقابلا. كل وقفة انسانية ورحيمة مع اشخاص أغراب لا تربطهم بك غير انك أنت وهم عباد من عباد الله فتفعلين الخير وتمضين في طريقك مستمرة في العطاء غير مبالية بملذات الدنيا التي اعطاك الله أياها بل علي العكس كلما اعطاك الله زدت انت عطاء للآخرين, وكلما من عليك بالخير نشرته كشعاع الشمس علي من حولك وكلما زاد ظلم من حولك لك زدت انت في عدلك مع من حولك وكلما زادت عليك قسوة أحب وأقرب الناس إليك زدت أنت حنوا ورحمة بمن حولك وكلما كثرت دموعك أسرعت لمسح دموع الآخرين.
وصدقني سيدي كل هذا لا يقابله ذرة مما تفعله هذه السيدة من خير وفير وكثير. كثير جدا, في صمت دون تباه أو غرور, بل ودائما ما تجدها متواضعة منكرة ما تفعله ودائما ما تردده لنفسها إنها لم تصل بعد لنشوة الاستكفاء بل كلما فعلت خيرا تعطشت أكثر وأكثر لتسعد آخرين وآخرين..
فهل مازال مثل تلك السيدة الفاضلة تعيش في زمننا هذا, نعم إنها تلك السيدة الرحيمة, الفاضلة, الكريمة, هذه السيدة التي نحن علي يقين من وعد الله لعباده إن بعد العسر يسرا وإن الانفراجة قريبة بإذن الله لما تلاقيه من ظلم وألم من أحب الناس إليها ونحن علي يقين بما تلاقيه هذه السيدة في حياتها ومع ذلك لا تملك غير الابتسامة الرائعة, التي كلها صفاء ولا تملك غير قلب حنون ورحيم وحال لسانها أن الله معها ولن يتركها ابدا..
فكم سترت أعراسا وفككت ضيقة محتاج ولم تبخل بعلاج مريض أيا كان وكم أسعدت قلوبا وكم وكم.. وكم................. الخ
ونحن اليوم يا صديقتنا الغالية في يوم ميلادك نقدم إليك باقة من الحب والعرفان بالجميل والشكر لكل ما تفعلينه لنا ولغيرنا.. وليضع كل عملك الطيب وما تفعلينه من خير سابقا امامك في طريقك لينير دربك وليحميك الله ويشد من صلابتك التي عهدناها فيك, فكل عام وانت بألف خير نلاقيك دائما فرحة, وآملة في مولاك الخير, عالية بطيب اعمالك, كل عام وانت بخير.
صديقاتك المحبات

{ سيداتي.. ومن غير تلك الصديقة الرائعة نحتفل معها بعيد ميلادها؟ تلك الصديقة التي تتسامي عن آلامها الشخصية وتغرف من بحر العطاء لترتوي رضاء وسموا. وعلي الرغم من أنكن لم تذكرن اسمها أو مستوي تعليمها, إلا أن الواضح كالشمس هو فهمها لدور الإنسان في الأرض, وهو العطاء, هذا الفن الذي إذا ما آمن صاحبه به وأتقنه أدمنه وشعر بأنه لا يروي عطشه الدائم إلي الحب والمنح سوي مزيد من الاحتواء والعطاء. عطاء بلا انتظار, بلا مقابل, فهي لا تبغي غير وجه الله.
كثير منا يحزن عندما يحرمه الله من إحدي نعمه, أو يكون هلوعا إذا مسه الشر, وقد يدفعه الحرمان إلي الإحساس بالمرارة أو الانعزال أو الانتقام, ولكن صديقتنا صافية القلب, عرفت الطريق إلي حب الله, فعندما اختبرها بعدم الانجاب, وابتلاها بقسوة الأحباب, لم يزدها ذلك إلا قربا من الحبيب وعطاء للفقراء والمرضي والأصدقاء, فحصدت رضا الله الذي تجسد في محبتك الخالصة لها.
صديقتنا الغالية.. كل عام وأنت راضية, صافية القلب والنية, لم يغرك مال ولا جمال ولا زخرف الحياة الفانية,, دمت لصديقاتك ولكل من تمدين له يدك الطاهرة, ومنحك الله ما يسرك ويدخل السعادة إلي قلبك.
المزيد ....

حــتي يـذوب الجـــــــــليد‏!‏

15-04-2011
سيدي‏,‏ أنا صاحبة رسالة دائرة الصمت‏.‏ لقد قرأت آراء السادة القراء الأفاضل سواء في الجريدة أو علي عنوان صفحتكم الألكتروني‏.‏

وأود أن أشكر كل من ساندني أو هاجمني ولكني سيدي لم ولن أرسل إليك لكي أشكو زوجي أو لكي أسرد تفاصيل خلافاتي الزوجية, فلم أكن أبغي منذ البداية استدرار عطف القراء, ولأني علي يقين تام أن ما يضايقني من الممكن ألا يضايق غيري من الزوجات, وما يجرحني لا يجرح غيري فلكل منا قدرته علي التحمل, وأن بريدكم ليس مكانا لتبادل الاتهامات بين الأزواج, إنما جئت إليك شاكية من نظرة المجتمع للمرأة التي تطلب الطلاق رغم تعدد الأسباب, ولم أرسل إليك اليوم لأدافع عن نفسي وعن الاتهامات التي اتهمني زوجي بها من غرور بعد حصولي علي الدكتوراه, فجميع من حولي يعلم أني ما سعيت في الحصول عليها إلا محاولة مني لإسعاد أمي في أعوامها الأخيرة بعد علمي بمرضها الخبيث, فلم تكن تسعدني في الدنيا كلمات أكثر من صوتها في الهاتف وهي تقول لي بفخر: إزيك ياست الدكتورة, والآن وبعد موتها فليأخذوا هذه الدرجة العلمية مني فلم أعد في حاجة إليها, ولن أرد علي اتهامه بأن نشأتي القاهرية هي التي أدت, من وجهة نظره, إلي الخلافات بيننا, والتي يراها هو بسيطة وأراها أنا أخطاء لا تغتفر, والتي ان قمت أنا بفعلها معه لما تردد لحظة واحدة في تطليقي أو علي أقل تقدير كان سيتزوج من أخري بدعوي أنه لا يشعر بالسعادة معي, ولن أرد علي اتهامه لي بأني لا أسانده في عمله, ذلك لأنه وبعد نشر رسالته الأسبوع الماضي لجأ إلي رجل فاضل وزوجته يعلم أني أكن لهما كل التقدير والاحترام واعتبرهما بمثابة والدي واستنجد بهما للتحكيم بيننا وبالفعل استدعاني هذا الأب الكريم ووجدته يسألني عن سبب طلبي الطلاق ووجدت في نبرة صوته تحاملا علي فقلت له أني لا أريد أن أخوض في أية تفاصيل شخصية وأن ما أطلبه هو حق لي وأني علي استعداد للتنازل عن كافة حقوقي الشرعية مقابل الحصول علي ما أريد ولكنه أصر علي معرفة كافة التفاصيل لكي يستطيع أن يحكم بيننا بالعدل, وبعد أن شعرت أنه يري أني لست إلا امرأة تفتري علي زوجها قررت علي مضض أن أحكي له كل شئ.
وبدأت أحكي وأحكي وأحكي طوال أربع ساعات متواصلة وهو يسمعني بإنصات بالغ, وبعدما انتهيت لم يجد ما يرد به علي وعجز عن إيجاد الحل حتي أنه قال لي إنها المرة الأولي التي يعجز فيها عن حل مشكلة وقد سبق وأن قام بحل العديد من المشاكل منها مشاكل خاصة بالثأر وطلب مني مهلة للحديث مع زوجي مرة أخري وبالفعل تحدث معه ولا أدري كيف استطاع أن يقنعه في لحظات بما لم أستطع أنا طوال سنوات اقناعه به وحدث اجتماع آخر بعد عدة أيام حضره زوجي واعتذر لي أمامهما عما بدر منه في حقي طوال السنوات الماضية, وتعهد بأنه سيقدم لي جميع حقوقي المعنوية والمادية وأخذ يسرد صفاتي الحميدة ومميزاتي وإن كان عاب علي حساسيتي المفرطة وصمتي الدائم وطلب مني نسيان ما مضي وبدء صفحة جديدة من حياتي, وأن أعطيه فرصة أخيرة لإثبات صدق كلامه, وبارك الجميع هذه البداية الجديدة وأخذوا يهنئون بعضهم البعض لعودة المياه إلي مجاريها ولم يسألني أحد عن استعدادي النفسي للقيام بذلك, وغادرنا دون أن أقوي كعادتي علي البوح بما أشعر به أو أريده وبكيت يومها كثيرا ولم أدر علام أبكي وقرأت مرارا وتكرارا ردك وردود أصدقاء بريدك عسي أن يحرك ذلك في قلبي أي عواطف أو مشاعر تجاه زوجي, ولكنه لم يحدث ومر حتي الآن بضعة أيام أحسستها دهرا ثقيلا وزوجي يحاول إثبات صدق نيته في التغيير فلا يجد غير صمتي, وتساءلت كثيرا من أين لي بهذا القلب المتحجر الذي لا يتسامح ولا يغفر؟ كيف أني أنظر إلي عينيه ولا أراه؟ كيف يصلني صوته ولا أسمعه؟ كيف يتحول كل هذا الحب إلي هذا الكم العنيف من الجفاء؟ من أين أتيت بكل هذه القسوة؟ من أين لي بكل هذا الجمود والبرود والجحود؟ كيف لم يؤثر في كل ما سمعت وقرأت عن التسامح والمغفرة؟ كيف لم يستجب الله لدعائي له عند بيته قبل عامين وقد أنفقت كل مالدي لأداء فريضة الحج عسي أن يهدي الله زوجي لي ويهديني له؟ كيف لم تجعل آيات القرآن التي أحفظها قلبي يلين ويغفر؟.
عاتبت نفسي كثيرا حتي كرهتها وتمنيت الموت فمن تملك قلبا مثل قلبي لا تستحق الحياة ولكن جاءني صوت بداخلي يسألني وأين كان زوجك وأنت تشكين له بما يجيش في صدرك؟ أين كان عندما كان يراك تتهاوين من درج الحب خطوة بخطوة؟ لماذا تركك تسقطين في بئر الحزن وأنت تمدين له يدك تستنجدين به؟ لماذا تأخر كل هذه الأعوام في الاعتراف بأخطائه؟ فقد قلت له ذات مرة صراحة انك تضيعين من يديه واستحلفتيه أن يفعل شيئا فرد عليك لن أستطيع أن أعدك بشئ ولكني سأحاول!! وفي وقت مبكر عن هذا كانت كلمة اعتذار واحدة ستكفيني, لماذا شعر الآن بكل صفاتي الجميلة وبطيب معدني؟ لماذا يمد لي الآن يده بعدما أصبحت لا أقوي علي رفع يدي؟ لماذا يعتذر الآن بعدما تأكد تماما أني أضيع فعليا من يديه؟ أين كان عندما كنت عطشي للحظة اهتمام؟
استرجعت سيدي كل حواراتي معه وقرأت كل خطاباتي التي أرسلتها إليه استجديه عطفا أن ينقذ علاقتنا؟ من أين جاءه الشعور أن ما أقوله ما هو إلا تهديد؟ هل تعلم سيدي أني قلت له ذات مرة أني أخشي أن أجدني في يوم من الأيام أميل إلي أي شخص غيره, وقتها رد علي قائلا أعلم جيدا أنك لا تخطئين!! هل كان يظنني جبلا لا يهتز؟ سيدي إنني أعطيت كثيرا وتنازلت أكثر باعترافه هو شخصيا والآن تطلبون جميعا مني المزيد من العطاء, وأقسم لكم جميعا أن النهر قد جف, وأنه لو كان لدي نقطة واحدة ما بخلت بها أبدا وهذا ليس تكبرا أو عنادا أو مكابرة أو غرورا ولكنها القلوب التي يقلبها الله كما يشاء وليس بعيدا أن ينقلب كل هذا الجفاء مرة أخري إلي عطاء.
كم وددت أن أسعدك وأسعد أصدقائي القراء برجوعي إليه, ولكن ليس الأمر بيدي. لقد ظللت أعواما صامتة ولن يضيرني أن أكمل حياتي هكذا من أجل ابنتي. ليت الثورة قامت منذ زمن بعيد لكي يتعلم الأزواج أنه كلما زاد اهمالهم لزوجاتهم بمرور الوقت زاد سقف مطالبها حتي يصرون علي مطلب التنحي ولا يقبلن غيره بديلا, لقد أدركت أن الحب نعمة كبيرة يهبها الله لمن يشاء وينزعها ممن يشاء في الوقت الذي يشاء, حالها كحال الصحة والستر ونعمة الأولاد والمكانة العلمية وغيرها الكثير ممن من الله بها علي ولله الحمد والشكر.
لقد قررت ألا أتوقف كثيرا عند فقداني لهذه النعمة فأنا أعلم أن الشيطان يمني الإنسان بالمفقود حتي ينسي الشكر علي الموجود ولكني سأستمتع بالنعم الأخري التي لدي ويحسدني عليها الكثيرون ولن أعتبر فقداني لهذه النعمة سوي ابتلاء بسيط من الله لي لا يقارن بالعديد من الابتلاءات التي مررت بها في حياتي وتجاوزتها بفضل الله. لن أستطيع أن أطلب منك ولا من قراء بريدك أو من زوجي أو من أهلي أن تسامحوني لأني خذلتكم جميعا وكيف لي أن أطلب ذلك ولم أستطع أنا مسامحة زوجي! ولن أغضب منك سيدي حتي لو أسميت رسالتي جحود امرأة أو اتهمني قراء بريدك بالافتراء وقسوة المشاعر فأنا نفسي لا أفهم نفسي إنما جئت اليوم لأهمس في أذن كل زوج بنصائح هي ليست نتاج تجربة شخصية ولكنها نتاج تجارب كثيرة مرت بها الكثيرات من حولي واستهل حديثي بقوله تعالي في سورة النساء: الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما أنفقوا من أموالهم صدق الله العظيم.
أخي العزيز قبل أن تسأل عن حقوقك إسأل نفسك أولا: هل أنفق علي زوجتي قدر سعتي وإن اضطرتني الظروف لطلب مساعدتها المالية هل أفعل ذلك علي استحياء ولا أجبرها عليه؟ هل أفعل ذلك في أضيق الحدود؟ هل اعتبره دينا علي أنوي رده لها عندما تتحسن الظروف؟ كم مرة كنت إماما لزوجتي في صلاتي في المنزل؟ كم مرة سألتها: هل واظبت اليوم علي صلاتك أم أنشغلت بالبيت ورعاية الأبناء؟ وقبل أن أرسل كلماتي الرقيقة في رسالة إلي إحدي زميلاتي في العمل لمجاملتها هل قلت لنفسي زوجتي أولي بهذه الكلمات وباقة الورد هذه أيضا زوجتي أولي بها ونظرة الاعجاب تلك وكلمات الإطراء؟ ممن أنتظر أن تسمع زوجتي هذه الكلمات؟ زميلها في العمل أم قريبها؟ هل أستيقظ يوم راحتي فأحلق ذقني وأمشط شعري وأتجمل لها وأضع من العطر وكأني علي موعد مع مديري في العمل؟ هل أعتذر لها علي تأخري في العودة إلي المنزل لساعات مثلما اعتذر لمديري إذا تأخرت عن العمل بضع دقائق؟ هل أحفظ تاريخ مولدها كما أحفظ تاريخ مولدي؟هل أستعد لهذا اليوم قبله بفترة كافية؟ كم مرة شكرتها هذا الأسبوع علي اهتمامها بتربية الأبناء؟ هل قلت لها ذات مرة: كيف تتحملين كل هذا العناء بمفردك؟ هل أسأل أبنائي دوما عن أحوالهم وعن مستواهم الدراسي؟ هل فكرت أن أنصت لها وأعينها علي حل مشاكلها كما أفعل بمنتهي الاخلاص مع زميلاتي في العمل؟ هل سأسعد إن علمت أنها تشكو لغيري؟ هل أصارحها برفق ودون تجريح عما يضايقني منها؟ أم أتخذ ذلك فرصة لأشعر أنها لم تعد مناسبة وأبرر لنفسي اقامة علاقات مع أخريات؟ هل أتقي الله في معاملتي مع زوجات الآخرين كما أريدهم أن يتقوا الله في معاملتهم مع زوجتي؟ لماذا أحاول دوما إقناع زوجتي بأن هناك علاقات صداقة في العمل؟ هل سأرضي أن تقيم زوجتي مثل هذا النوع من العلاقات الذي أقنعها به؟ هل إذا مرضت أذكرها بموعد الدواء؟ هل أسألها عندما أعود من العمل كيف كان يومك؟ هل أحاول أن أعرف ما تحتاجه وأهديه لها في يوم غير يوم مولدها؟.. ومازال هناك الكثير ياأخي يجب أن تسأله لنفسك قبل أن تطلب أن تكون لك القوامة في المنزل. ولتعلم ياأخي أن من يزرع حبا لا يحصد إلا سعادة, وأخيرا أتمني لكل زوجين السعادة ودوام السكن والمودة والرحمة بينهما.

{ سيدتي لا أستطيع وليس من حقي أو حق غيري من أصدقائنا أن يتهمك بالجحود, أو بقسوة القلب, فأنت وحدك التي عانيت, وموقفك من زوجك وقدرتك علي التجاوز والتسامح أنت فقط التي يمكنك أن تقومي بهما, فلكل منا قدراته وتقديراته.
في رسالتك الثانية يبدو كم هو الجرح الغائر في نفسك, وكم آلمك زوجك ولم يلتفت إلي استغاثاتك.. وعندما وصلتني رسالته نشرتها علي أمل أن تري في تشبثه بك ــ حتي لو بدا أحيانا مكابرا مثل بعض الرجال ــ ما يستحق أن تمنحي حياتكما فرصة أخري, لأن ما يجمع بينكما من مودة وحب وأبناء كبير. ولكن بعد جلسة الصلح التي تمت واعتذاره العلني أمام الأصدقاء ومحاولاته الجادة لاستعادتك لم تؤت الثمار, فجبال الجليد إرتفعت في نفسك, وسدت منافذ السماح والعفو, وكما قلت قد يكون القليل من الحب والاهتمام في وقته, أكثر تأثيرا من الحب وصدق الرغبة والتعبير في غير وقته.
سيدتي.. أعجبني ربطك بين الثورة وبين مطالب الزوجات, فنحن معشر الرجال ــ في الغالب ــ نطمئن إلي رضا الزوجة وقبولها لما هي عليه, لأنه الأحرص علي استقرار الأسرة والتضحية من أجل الأبناء, واثقين في أنها الأكثر أخلاقا والتزاما وتدينا, ولن ترضي أبدا بالمعصية والخطيئة حتي لو كانت تعيش أعتي لحظات الضعف الانساني, في ظل غياب شبه كامل للزوج.
فإذا فاق علي صدمة طلبها له بالتنحي, تغير وتبدل وبذل كل الجهد لاسترداد شريكة عمره وهي في المحطة الأخيرة للرحيل, فإذا فشل قد تري منه وجها آخر, عنيفا ومنتقما.
سيدتي.. سأتشبث بجملتك وليس بعيدا أن ينقلب كل هذا الجفاء مرة أخري إلي عطاء وأقترح عليك وعلي زوجك العزيز أن تمنحا نفسيكما فرصة جديدة بطريقة مختلفة. إبتعدا قليلا, وتوقفا عن مناقشة مستقبل علاقتكما.. مارسي حياتك كأنه غير موجود فيها حتي يذوب الجليد وحده, علي أن يواصل هو إثبات أنه تغير فعلا, وأنه سيكون الرجل الذي تتمنينه. دون ملاحقة أو إلحاح منه. فإذا ذاب الثلج فهنيئا لكما بحياة جديدة أكثر سعادة, أما إذا إكتشفت أن جليدك تحول إلي جرانيت فإن الله لايكلف نفسا إلا وسعها, وليكن القرار الأصعب بأبغض الحلال بأسلوب راق ومحترم وكما أمرنا ديننا الحنيف إمساك بمعروف أو تفريق بإحسان وإن كنا نتمني ألا تصلا إلي هذه النهاية, فمثلكما يستحق حياة كريمة سعيدة بإذن الله.
المزيد ....

الآنســــــــــــــــة‏!

08-04-2011
أنا فتاة في الثالثة والأربعين من عمري اعتقد أنه وللمرة الأولي ترسل فتاة آنسة هذا الخطاب الذي تكرر من فتيات تجاوزن الثلاثين بقليل لعرض مشكلاتهن التي تكررت في صفحتك كثيرا‏!‏

لقد مررت ياسيدي بكل ما مرت به كل فتاة ولذلك كان قلبي يتمزق عند قراءة أي خطاب ليس فقط لتشابه الأحداث ولكن ياسيدي الأكثر ايلاما كان التحدث عن موضوع السن, وان كل أم تتمني لابنها فتاة أصغر من هذا حتي تتمكن من انجاب أطفال قبل أن يأتي اليوم الذي يختفي فيه الأمل في الانجاب ـ والله ياسيدي كنت أشعر بشيء لا أستطيع وصفه لك بأنني ربما بذلك أكون قد فقدت وإلي الأبد الأمل في أن أكون زوجة وأما, بالرغم من ثقتي بالله وانه قادر علي كل شيء, فهناك فتيات يتزوجن في سن صغيرة ولا يأذن الله في أن يهب لهن أطفالا إلا بعد ميعاد يكتبه هو وربما يظلون سنين يلهث الزوجان وراء حلم الانجاب عند الاطباء ويبيعون ما يملكون, والجميع قد قرأ الكثير من هذه الرسائل وربما تنجب إحداهن فيشاء المولي أن يكون مريضا أو معاقا, والله ياسيدي أني أعرف سيدة أنجبت بعد السادسة والاربعين وهناك من أنجبت بعد الخمسين, وليست زوجة سيدنا زكريا ببعيد عنا ـ أنها قدرة الخالق التي ليس فوقها قدرة ولكن فقط الناس لايعرفون ولا يشعرون بألم فتاة كل ذنبها أنها لم تجد الرفيق والونيس والزوج.
ان البعض قد يتخيل أن فتاة في مثل سني ـ وتوجد فتيات كثيرات فلست وحدي ـ قد تكبرت ورفضت العريس تلو الآخر في انتظار عريس مناسب من كل الجوانب, واقسم لك ياسيدي اني ما فعلت هذا ولكن للأمانة فقد كان لأبي واخوتي نصيب من هذا الرفض بحجة انهم يريدون لي الأصلح دوما, وربما تكون هذه خطيئتي الوحيدة انني قد وثقت بخبرتهم وقدرتهم علي اتخاذ قرارات صائبة برغم تكرار كلمتهم في كل مرة يتقدم لي أحد انك حرة في النهاية في اتخاذ القرار ولكن اذا جئت يوما تشكين لنا فلن نتدخل فهذا هو اختيارك, اعرف انك ستسألني عن حياتي ماذا افعل فيها اجيبك انني اعمل والحمد لله وأحاول البحث عن أشياء أخري بجانب عملي.. دورات أو أتطوع للقيام بأعمال خيرية أو زيارة أقارب أو كورسات تفيدني في عملي, ولكن للأسف ياسيدي كلها تبوء بالفشل منذ اللحظة الأولي في التفكير فيها.
والله ياسيدي أني أحيانا أعجب لحالي فلقد كانت حياتي ومازالت ينقصها الحظ فقد كانت طفولتي كأية طفلة بين أبوين عاديين, حتي جاءت زوجة أبي لتهدم حياتنا وتبدلها من فرح الي هم قائم حتي الآن لانها كانت سببا في تغير شخصية أبي فأثر بالسلب علينا جميعا خاصة أنا, فقد كنت أكثر اخوتي تأثرا بما يحدث ومازلت, لأني الأكثر قربا من أمي ومن معاناتها خاصة حين انتقلنا لنقطن في عمارة واحدة وبعد زواج كل اخوتي, فكانت زوجة أبي ومازالت تعتبرني شغلها الشاغل أنا وأمي فنحمل علي عاتقنا معظم مسئولياتهم, تسألتي ولماذا تسكتون؟ اجيبك بأن أمي هي سبب ذلك فهي دائما ما تحلفني وتتوسل الي ألا أفاتح أبي في أي شيء حتي لا يثور علي ولكنه دائما ما يفعل ويتهمني بأشياء ليست صحيحة لأنه لا يعطيني فرصة للدفاع عن نفسي أو أن أتحدث ويعاملني كطفلة إلا إذا تعلق الأمر باخوتي منه فان الأمر يختلف فإني يجب ان أثبت دوما أني الأخت الكبري المحبة المسئولة عن اخوتها مهما فعلت ياسيدي فانني دوما مقصرة في نظره, ولقد حاولت زوجة أبي كثيرا ان تزوجني ولا يهمها من أتزوج المهم أن يكون لها الفضل في ذلك حتي ولو آذتني في مشاعري, هذا غير محاولتها الدائمة استفزازي وإثارتي بكلامها المؤلم غير المباشر في كل شيء يضايقني وأنا وأقسم لك ياسيدي لا أريد شيئا سوي أن تتركني بحالي فكفاني ما تأتيني به كل واسطة تسعي للتوفيق في الحلال, فحدث ولا حرج, لا يهمهم سن أو تكافؤ من أي نوع أو مدي استعداده لتحمل المسئولية, ماذا يريد في زوجته, فبعد أن يدخل البيت تجد أنه يبحث عن أشياء ليس لها علاقة بالزواج أصلا ولا يعطي نفسه حتي الفرصة للتعرف علي من دخل بيتهم ربما يجد صفات فيهم تجعله يعيد النظر في تفكيره, وهذا لأنه وياللعجب يدخل أكثر من بيت في وقت واحد فيختار من لديها أكثر المميزات: الجمال ـ الحسب ـ النسب, وزد علي ذلك انها علي استعداد لتتنازل فتتحمل وتشيل هي الليلة حتي لا تأخذ لقب عانس فينتهي الأمر إلي ما هو أسوأ من ذلك بعد الزواج.
الأمر الغريب أيضا ياسيدي المرتبط بالحظ ظروفي الغريبة فلم أكن كمثل أي فتاة عادية, لم يكن لدي شاب في العائلة يكبرني حتي يحدث بيننا شيء, وعندما وجدت قريبا لي من بعيد شعر كل منا نحو الآخر بشيء لكنه للأسف تخلي عني لأنه كما علمت أحبني ولكني لم أكن أملك المواصفات التي يريدها من وجهة نظره.
وأيضا لم يكن لدي ابن جيران في مثل سني برغم تعلقي بأحدهم يكبرني سنا, ولكن كانت مراهقة, لم أجد أيضا اخوة شبابا لزميلاتي في المدرسة ولا زميلاتي في معهد فتيات فقط فهم إما إنهم كبار متزوجون أو أصغر من اخواتهم زميلاتي لم أجد زملاء سوي في دراساتي في الكورسات التي التحقت بها لتحسين مستواي لأنني للأسف لم تساعدني الظروف علي الالتحاق بإحدي الكليات مثل اخوتي نظرا لما حكيت لك, ولكن للأسف خوفي الشديد الذي عانيته من أبي وكبته لنا ورفضه أي شيء نريد فعله جعلني فتاة خجولة, هذا غير أني كنت ومازلت محجبة, فكان الزملاء يخافون أن أحرجهم إذا تحدثوا معي ولكن شيئا فشيئا بدأت المسافات تقل بطول فترة دراستنا, حتي اني وجدت ميلا من أحد زملائي لي إلا أن الظروف قد باعدت بيني وبينه لسفره للعمل في دولة أخري, حتي عندما نزلت الي مجال العمل وجدت زملائي أصغر مني ولم أجد سوي زميل فقط في مثل سني ولكنه كان قريبا من زميلة لنا في العمل تكبرنا سنا وعلمت بعد ذلك انهما تشاركا في عمل ثم تزوجا أيضا.
سبق أن أخبرتك أننا انتقلنا الي منزل آخر فلم نجد سوي أولاد وفتيات صغار معظمهم الآن صاروا شبابا, ومنهم من تزوج وانجب ايضا, ولن أخفيك سرا انني حين أري أحدهم ـ فتاة أو شابا ـ يتزوج بماذا أشعر, أو حتي في العائلة أو في مجال عملي, والله ياسيدي اني احيانا أشعر اني أقف علي جزيرة وحدي ويدور الكون من حولي وكأني أري شريط فيلم يمر من أمامي والأيام تمر سريعا حتي انني لا استطيع اللحاق بها, وأشعر أن لا أحد يشعر بي ولا يحاول فعل أي شيء لمساعدتي بحجة انني لست وحدي, واذا بكيت فإني لا أجد من يخفف عني.
في دعوتي مثلا للخروج معهم يتهمونني بالتقصير لأنني لا أسعي لفتح مجالات أخري للتعرف علي أناس اخرين في ندوات أو الجامع أو عند أحد ممن أعرف أو حتي زيارة أقاربنا ولكن كما قلت لك لا يساعدني الحظ أبدا فوالله ياسيدي ما فكرت في شيء مجرد التفكير فقد انقلب كل شيء, أما عن الحب فأين هو مني؟ انني أسمع كلمات إطراء ومديح كثيرة ممن أتعامل معهم في كل مكان, وأجد وأشعر أيضا بحبهم واحترامهم لي وشهادتهم لي التي تسعدني بحسن الأخلاق والخلقة أيضا, وزال عني الخوف, بآدميتي وأنوثتي, اني أحيانا أشعر بأن شيئا ما يحول دون رؤية بعض الرجال لي, وفسر البعض ذلك علي أن هناك عملا وبرغم ايماني بالله انه لا يوجد شيء كهذا وأعلم أن الجميع وأنت أولهم تؤمنون بذلك الا ان ما يحدث لي يجعلني رغما عني أفكر في هذا.
سيدي أما أكبر مشكلاتي فلقد حلمت طوال سني عمري منذ طفولتي, خاصة شعوري الطاغي بفقداني الحنان والحب والرعاية مع ما تحملناه ونتحمله حتي الآن ـ بأن أجد من يعوضني عن هذا ويهتم لأمري وربما أضعت سنين من عمري في انتظار هذا الحلم الذي أعيش به برغم محاولاتي المستميتة للتأقلم مع الحياة دونه ولكنه مثل المخدر الذي سري في الجسد لسنوات طوال فأصبح التخلص منه كأنك تقتلع جزءا منك ولا يساعدني التخلص منه محاولاتي اقتراب أحد مني بين الحين والآخر أو زيارة, والجميع يعطيك احساسا بوجود شيء ما تجاهك وما هي بالفعل إلا مجرد كلمات لا تكلفه شيئا ولكنها تترك أثرا في نفسي.
والله ياسيدي إني اخشي ان تخور قواي ولا استطيع المقاومة, إني ألجأ دائما لربي ليعينني ويقوي ايماني به وأن يقف بجانبي ويشد من عزيمتي ولكني مع احساسي وشعوري بأني علي مقربة من سن مخيفة أجدني اخاف ان افقد مقاومتي خاصة مع قلقي من كل ما يحدث الآن في بلدنا وعدم شعورنا بأننا نقف علي أرض ثابتة رغم ايماني بأن الاتي أفضل ولكن متي لا أدري وربما يكون قد فات الأوان بالنسبة لي. سيدي والله كل ما أريده هو الستر والعفاف فلماذا يستكثره المجتمع علينا لماذا يشعروننا بأننا أصبحنا كخيل الحكومة وينظرون الينا ولسان حالهم يقول لقد اخذتن كل فرصكم وماذا تريدن من الحياة في مثل هذه السن لقد عشتن حياتكن فلا تطلبن أكثر من هذا والله ياسيدي اني أتعذب وأتألم تألما يكوي قلبي حتي اني احيانا أشعر بأني سأسقط مريضة ذات يوم دون ان يشعر أحد وأخاف أن أقع فريسة أحدهم لضعفي فاتوسل اليك ان تناشد المجتمع ان يرحمنا لأننا لم نفعل شيئا نستحق ان يحاسبنا عليه, وأناشد كل الرجال ان يتقوا الله في النساء سواء من يدخل البيت أو يتعرف اليهن في عمل أو مكان ما. أناشدك ياسيدي ان ترد علي رسالتي وان تستعين بطبيب نفسي عله يخبرني كيف أقتلع قلبي من جسدي.

< سيدتي.. أمر قاس أن يظل الإنسان في حالة انتظار لا تنتهي, حياته ينقصها شخص ما, بدونه لا تكتمل الحياة, يشعر أنه نصف, الزواج نصف الدين, فهل بدونه يصبح من لم يتزوج يفقد النصف الآخر من الدين ؟!
يعيش المرء عذابين في هذه الحالة, عذابه مع نفسه لافتقاده من يشاركه الحياة, وعذاب نظرة المجتمع وطريقة تعامل الآخرين معه, فيحمله المسئولية لأنه لا يجيد منه الانتقاء أو الاقتناص أو خلق الفرص. الأمر أكثر قسوة مع البنات, المجتمع يدينها ويحملها عبء البحث عن عريس, لذا ـ وكما في قصتك ـ تراجعين نفسك دوما, تفكرين في احترامك لذاتك, تصنعين فرص اللقاء بالعمل, أو بالغضب من عدم توافر عريس في محيطك القريب, ترين أحيانا أن المشكلة قد تكون في حجابك, أو في زوجة أبيك.
أتفهم حزنك النبيل ـ سيدتي ـ واحتياجك للحنان, وأن شيئا ما ناقص في حياتك.. أقدر إحساسك بالزمن, بسني العمر التي تتسرب أمام عينيك مما يضيق فرص الزواج والإنجاب ولكن!
كل هذه أسباب تؤدي في النهاية إلي أنك لم تتزوجي, فإذا نظرت لما أنت فيه من زاوية أخري قد ترتاحين قليلا أو كثيرا حسب قناعاتك وعمقها. إذا أمنت ياعزيزتي, بأن قدرك مخطوط من قبل مولدك, وأن الحزن والقلق والخوف لن تغير شيئا من المكتوب, وأن الزواج رزق من الله كما المال والصحة والبنون, فإن التسليم هنا بقضاء الله وقدره يصبح تعويذة النجاة والسلامة النفسية.. لا أسعي بكلماتي هذه الي تهدئتك بالاحتماء بالدين ولكنها الحقيقة.. فالحياة مهما طالت رحلة قصيرة, نسعي فيها بغرس الحسنات والخير والإيمان والرضا بالمكتوب والعطاء حتي نحصد مازرعنا في المقر, في الآخرة, وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم, فمن أدراك أن سعادتك في الزواج, هذه القلعة المحاصرة, التي يتمني من بخارجها الدخول إليها, ويتمني من بداخلها الخروج منها. إنها حكمة الله سبحانه وتعالي, لا نلتفت إلي مابين أيدينا من نعم, ونسعي إلي مجهول ما لا نمتلك.
سيدتي.. لا أعني بتلك الكلمات أن تتعاملي مع واقعك علي أن الفرص في الزواج قد انتهت, ولكن أتمني أن تتعاملي مع الواقع برضا ومحبة وتسامح حتي مع من أخطأوا في حقك, أن تزيدي من عطائك وتعلمك, فالمتعة الحقيقية في الحياة هي العطاء والمنح.. لا تقتلعي قلبك من بين ضلوعك, فهو عامر بالمحبة المهم أن تجيدي التعامل معها وتوزيعها علي من حولك. مارسي حياتك ولا ترهنيها بالزواج, فإذا كان مكتوبا لك سيأتيك طوعا بين يديك, وإذا لم يكن, فالحتمي أن حكمة الله واختياره سبحانه وتعالي هي الأفضل دائما, فسلمي أمرك للعادل الكريم, وزيدي من دعواتك في كل وقت صلاة أن يرزقك الزوج الصالح وراحة البال وصفاء القلب.. اللهم آمين.
وإلي لقاء قريب بإذن الله...
المزيد ....