السبت، ١ يناير ٢٠٠٠

اليتيمة

23/12/2011

أكتب اليك يا سيدي وقلبي يئن من الألم وأحس بوحدة قاتلة‏,فحياتي أصبحت مثل الصحاري القاحلة والنظرة الحزينة هي التعبير الوحيد المطل من عيني, لم تعد لي رغبة للحياة, ولا يوجد شيء يدفعني للحماس, هناك فقط غصة حزينة وألم كبير في صدري.

أنا ياسيدي فتاة في العشرين من عمري نشأت يتيمة الأب فقد توفي والدي وأنا بعد طفلة وكنت أحبه حبا جما وكان أغلي انسان في حياتي ولا تتصور صدمتي في فقده علي الرغم من اني كنت في العاشرة من عمري.
ورضيت بقضاء الله وانتظرت أن ألحق به في يوم من الأيام وأنا لا أنساه, وإنما أصبحت أكثر مهارة في اخفاء حزني لكي لا يعلم به أحد, وكبرت ودخلت الجامعة, وهناك بدأت صدمتي الثانية كنت طالبة مجتهدة جدا من أول يوم لي بكليتي مما لفت انتباه اساتذتي لي, وقد حباني الله بشخصية هادئة بسيطة وخجولة جدا, مما جعلهم يحبونني ويعاملونني باحترام شديد وأنا ياسيدي متفوقة جدا في دراستي, بل والأولي علي دفعتي كل عام, ومنذ ما يقرب من العامين تعرفت علي استاذ لي كان معيدا بكليتي وكانت حدود علاقتي به هي علاقة الطالبة بأستاذها وأيضا كانت هذه هي علاقته بي ولكن بمرور الوقت وتعاملي معه في السكشن احببته حبا كبيرا وكم حاولت يا سيدي ان امنع نفسي من الانزلاق في هذا الحب وكم حاولت ان ابتعد وانقذ نفسي من الجحيم ولكنني فشلت فشلا ذريعا لأنني كنت أراه تقريبا كل يوم في الكلية وكان هو يتعامل معي بمنتهي النبل والرقة ويساعدني كثيرا, كان استاذا بحق مما جعلني أقع أسيرة لحبه, أما انا فكنت بالنسبة اليه طالبة مجتهدة ربما تصبح في يوم من الأيام زميلة له, وكنت أحس منه احتراما لي فقط وكم بكيت لأنني أعلم مصير حبي هذا, فأنا بنت والبنت لا يحق لها أن تحب ورغم هذا لم يتوقف رجائي لله أن يجمعني به, ولم يتوقف دعائي لله يوما ولا تتصور كم أنا أحبه, وكم كنت أتسول أخباره لأنني لا أجرؤ علي الاتصال به, يمنعني حيائي, والغريب ان حبي له وانشغالي المستمر به لم يلهني عن دراستي بل جعلني أكثر تفوقا وجعل الناس أكثر حبا لي.
حبي له يا سيدي جعلني جميلة.. نعم كنت أحس نفسي جميلة في كل شيء بعد أن أحببته تغيرت أشياء كثيرة في حياتي للأفضل وأصبحت أكثر تمسكا بالحياة, هل تعرف ياسيدي شعور من يحب هو شعور من يريد أن يحتضن العالم بأسره, واحتفظت بمشاعري هذه لنفسي, فلم أطلع أحدا عليها قط وقاسيت كثيرا فأنا لا يحق لي الاطمئنان عليه ولا حتي الاتصال به, كنت أحيانا أتجول في طرقات الكلية لعلي أقابله مصادفة فاطمئن عليه, ولكن ذات يوم علمت أنه خطب فتاة أخري هي أكثر جمالا مني فأنا علي قدر لا بأس به من الجمال ولكن هي تفوقني جمالا بالرغم من هذا وبعدها لاحظت اهتمامه الشديد بالشكل, وقد جرحني هذا بشدة ولم اتصور أبدا ان من أحببته يجذبه الشكل اكثر مما تجذبه الأخلاق, ولا تتصور ياسيدي كيف مرت علي هذه الأيام, وكأنني فقدت أبي من جديد, وقد جعلني هذا افتقد أبي بشدة, افتقد حنينه وحبه وحضنه الدافئ, وحنانه الذي لا ينقطع وكم هو موجع اليتم, وكم هي مؤلمة الوحدة, وكم هي ثقيلة الحياة بدون الأحبة, لم أعد أحب الحياة لقد أصابني هذا بجرح شديد ولم أعد أثق بنفسي كثيرا, هو لم يرني أهلا لأكون زوجته برغم أن لأهلي مكانة اجتماعية كبيرة, وبرغم أخلاقي الطيبة, غير أني لا أملك عينين رماديتين ولا شعرا أصفر.. بل أملك الحب والوفاء والصدق, ولا تتخيل ياسيدي كيف يكون ألمي عندما أراه مع خطيبته, أنا لا أكرهه ولا أكرهها ولكني أكره موقفي وجرحي وألمي ومن شدة ضيقي أجد ملاذي في مساعدة المحتاجين من المرضي, فاذهب للمستشفيات العامة وأراقب المرضي, ومن أشعر أنه غير قادر علي تكاليف الدواء فأدفعها له, في هذا فقط أجد سعادتي وراحتي وربما أحضرت لأحد المرضي زهورا وأكون سعيدة عندما أري ابتسامة فقط, وربما أفعل هذا لأنه لا أحد يحضر لي زهورا, فقررت أنا أن اسعد الناس بما افتقده, ولكني ياسيدي مازلت حيري وأنا لا أشكو اليك حزني فإنما اشكو حزني الي الله ولكني أريد أن أسأل أسئلة تؤرقني وتغرق وسادتي بالدموع كل ليلة, حتي مطلع الفجر: هل تري القدر يعوضني يوما عن حنان أبي بإنسان يحبني بصدق؟
وهل يوجد في الأصل من يحب بصدق؟ وهل يوجد من يحفظ العهود ويصون الوفاء؟
هل سيأتي يوم من ينسيني مرارة الفقد وذل اليتم؟ وهل تخبئ لي الأقدار ما يسكن لاعج قلبي؟
أم تحمل لي مزيدا من الألم والفراق والوحدة؟
لا انتظر منك ردا ياسيدي فربما لا تملك لها اجابة, لأن السؤال عن الغيب لا يمكن الاجابة عنه, لأنه لا يعلم الغيب الا الله.
تعليق المحرر
سيدتي.. احترم مشاعرك الانسانية الراقية, فالحب الحقيقي يسمو بالمشاعر وينزهها من كل شائبة, أيضا أقدر أسئلتك البريئة, لأنك اسقطت كل احتياجك للحنان ورغبتك في الاستقرار علي هذا المعيد, رأيت فيه صورة الزوج الذي تتمنين والذي سيعوضك عن إحساس الحرمان من حنان والدك الراحل, ولكنه ياصغيرتي كان حبا من طرف واحد من ناحيتك, لم يعدك بشيء ولم يخدعك, كان يراك طالبة مجتهدة وزميلة المستقبل, فاحترم أدبك وتفوقك, في هذه الحالة لم يلتفت الي جمالك ولم ينبض قلبه بالحب, لا لعيب فيك ولكن لأنه لا يملك قلبه أو توحيه بوصلته, فنحن لا نحب كل من نحترم, وكونه خطب أخري لا يعني وضعكما في مقارنة, أو انك أقل أو أكثر منها جمالا أو احتراما, ولكن هي من أحبها واختارها, وهذا حق دون أي اساءة لك.
نعم يا صغيرتي, الإحباط في الحب قاس, ولكن ايمانك بالله وثقتك بعدله ومحبته لك لانك نقية, تراعينه في تصرفاتك وتعطفين علي عباده, كل هذا يجعلك توقنين ان الله اختار لك الأفضل, فهو سبحانه وتعالي الذي يمنحنا ما قدره لنا (وعسي ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم..
وإذا كنت قد أحببت بصدق, حتما فستجدين مرة أخري من تحبينه ويحبك بصدق ويصونك ويقدرك ويعوضك عن يتمك المبكر.. إن الله ياصغيرتي يحب خلقه ويرفق بهم ويثيبهم بقدر ما ابتلاهم, فاصبري واكثري من الدعاء لله حتي يشفي قلبك ممن أحببت ويملأه محبة له سبحانه وتعالي وثقة في عدله وكرمه وعطائه الذي لا ينقطع.
المزيد ....

الحب اختيارى

21/10/2011

ترددت كثيرا قبل ان اكتب اليك هذه القصة فقد كنت اظن انى من رجاجة العقل واستقرار النفس ولا احتاج الى احد وكنت استهين بمن يكتبون اليك واظنهم على سفه لنشر قصصهم على الملأ سيدى لقد ترعرعت فى اسرة طيبة فقيرة الحال من الله علينا بالخير الكثير بعرق ابى وامى وشقائهما معنا كنا جميعا بعدها نحسب اننا خير الناس لم نصبح اغنياء ولكننا متوسطو الحال ولكن مقارنة بعائلتنا وجيراننا فنحن الافضل لى 3 اشقاء انا الثانية فيهم كلنا تخرجنا فى جامعات عليا هندسة وتجارة ونعمل فى اماكن جيدة كانت لدينا مشاكل اسرية كثيرة بين ابى وامى اسهمت فى حلها كثيرا انا واختى الكبيرة وكنا كلما تغلبنا على احدى المشكلات نفخر بنفسنا كثيرا ولكن تلك المشكلات كانت تنحت فينا اسباب الفرقة والشتات والوهن النفسى كنت الاكثر تميزا بين اخوتى بشهادة الجميع دينا وخلقا وعلما ومعاملة وجمالا كنت ارى المشاكل وتوهن نفسى لها ولكن بعد تجاوزها كنت انساها واعود لاحساسى اننا الافضل تخرجت فى الجامعة وكنت اكد واجتهد وابذل الكثير لنفسى وكنت فى الوقت نفسه نعم العون لاخوتى فى مذاكرتهم وشئونهم شتى ونعم العون لابى فى صنعته وكنت نعم الصحبة لامى ولكن للحق لم اكن اعينها كثيرا فى عمل المنزل وكل ذلك البذل والتعب لان غدا افضل وكان ابى كثيرا ما يقول (اتعبوا دلوقتى بكره ترتاحوا) ولكن هيهات ليس وراء التعب الا التعب كان الجميع بمن فيهم انا يتوقعون لى زوجا فوق الخيال ولكن لم يتقدم لى احد الا من لا ارضى عنه وبعد تخرجى بعدة اشهر عملت فى احد مكاتب اساتذتى بالجامعة واشتريت سيارة فبدا ابى يشعر اننى اكبر فوق مستوى عائلتى وهذا سيجعل اى احد يتردد فى الارتباط بى ممن هم فى نفس مستوى العائلة وبرغم قلقه الا ان افعاله كانت نقيضه لمخاوفه وتقدم لخطبتى مدرس لغة عربية فقير الحال ولكن لديه شقة لم اكن احبه ولكن كنت معجبة بشخصيته كان متدينا لا يختلف احد على خلقه ورفقه ودينه قابله ابى وحينما هممت بالسعادة طارت امى الى خالى لتحكى اليه انه لا يمكن ان اتزوج من هذا الرجل وزراحت تعيب على شكله وخلقته وتقول فيه عيوبا ليس لها بها علم ورفضه ابى برغم محاولتى وبكائى لانى اريد ان اتزوج برجل متدين ولكن متفتح وبعد عدة شهور تناسيت الامر وكنت صغيرة وقادرة على مداواة جروحى الصغيرة وتمر السنوات فيها محاولات كثيرة لزواج الصالونات باءت بالفشل اما رجل ابن عائلة لا يكافئ ذاتى فلا يقبل بعائلتى البسيطة واما ان يكون اقل منى عقلا وجاذبية فلا اجد نفسى معه وكنت فى هذه الاحيان اكبر فى عملى واكتسب مالا وخبرة حتى عرف عنى شدة رجاجة العقل وكان ابى لا يخطو خطوة الا ويستشيرنى فيها وبعدها قابلت رجلا هو بعينه الذى ابحث عنه جذبنى اليه بطريقة لم اكن اتوقعها كان يقول عنى ما اقوله عن نفسى تماما يتحدث بنفس كلماتى يقرأ افكارى واحساسى وهذا ما كان مشهرا عنى ولكنه كان متزوجا من قبل ولدبه ولد وانفصل عن زوجته احببته بسرعة ولكنه فى هذه الفترة كان يمر بأزمة نفسية عنيفة جراء طلاقه الذى تم عن طريق المحاكم وقضايا الرؤية وضغوط من حوله للزواج بأخرى ومع الاسف كان توقيت التعارف بيننا هو نفس توقيت تقدمه لطلب يد امراة اخرى وعندما لوحت بامى من بعيد عن امره رفضت رفضا تاما ومع ظروفه السيئة ابتعدت عنه وابتعد عنى وعرفت بعدها انه ترك خطيبته وعاد لزوجته بعد محاولات اهله لجمع شملها لاجل ابنه وبعد مدة طويلة لم يعد يتقدم لى احد وانت اعلم بأزمة الزواج وكنت اتمنى ان يعود لى او ان اراه ولو قبل ان اتزوج بيوم وتقدم لى اخر ظروفه مشابهة منفصل وله طفل فعرضت الامر على امى وانا غير راغبة فرحبت ورفضته انا حتى تقدم لى زميل بالعمل وكان من عائلة كبيرة ويعيشون بشقة على النيل كان اقل منى تعليما ولكن عائلته اكبر وافقت به على غير اقتناع فلقد اصبحت مشاعر الامومة تلح على وكلما تضايقت اقول لنفسى (اهى جوازة والسلام ده هيجيبلى وهيجيبلى) وكلما اقربت اى خطوة رسمية تراودنى احلام كثيرة عن حبيبى ويعذبنى ضميرى بأن قلبى يخون ويعشق غيره ويشاء الله ان اقابل ذلك الحبيب مصادفة قبل قراءة فاتحتى بيوم واحد كنت اشتاق اليه كثيرا قررت ان اخبر ابى بالحق كل الحق فثار على ثورة وانقلبت كل حياتى رأسا على عقب واصررت على عدم اتمام زواجى وقد كان ولكن ابى اصر على تركى للعمل وفعلا انقطعت عن العمل 5 ايام دون ابداء الاعتذار حتى وانا عضو مؤثر جدا فى العمل اخذوا هاتفى الجوال ومالى وبطاقاتى البنكية وسيلرتى وكل شئ ولكن كنت اشعر بالقوة وكنت اصبر قليلا ثم اعيد المحاولة معهم وبعد تدخل خالى وافقوا على نزولى للعمل وطلب منى خالى ان اوافق على خطبتى للرجل الثانى وهو سوف يدبر لى حيلة لإفشال الموضوع وزواجى بحيبى ولكنى رفضت بشدة ان ارتبط برجل انا انوى تركه وبعدها بعدة اشهر طلبت العون من اختى فى هذه الزيجة وبالفعل قابلت ذلك الرجل وحاولت اقناع ابى وامى فانقلبا عليها وبدورها انقلبت عليه ثم اعدت الكرة وابلغت ابى وامى برغبتى فى ذلك الرجل فكانت الطامة الكبرى من خلال بعض المعرف وفضائح له فى مكان سكنه بانه يطمع فى مالى من وراء اتهامات امى واخوتى الاولاد المتجبرين والمتكبرين بصحتهم وقوتهم ومالهم اما انا فقد تعرضت للضرب والاهانة والسباب والوان من العذاب لا يمكن ان تتخيلها حتى اصبحت اكرهم كثيرا اياما لا أذوق فيها الطعام حيث لا عمل ولا تليفونات اخذوا مالى وشهور من الصمت الرهيب عرفوا اننى قابلته عند بيته بعض مرات فزادت ثورتهم فضحونى فى كل مكان عملت به اخذوا كل كتبى التى كانت تساندنى فى وحدتى مدعين انها من افسدت عقلى اخذوا الكمبيوتر ويكرهوننى على الاتصال به لاخبره ان يبتعد عنى احضروا لى دجالا واجبرونى على المكوث معه حاولت الضغط على ابى كثيرا وكان كلما استجاب وضع شروطا متعنتة شقة تمليك بإسمى وشبكة …الخ مما لا يقدر عليه اى شاب ويعود اخوتى وامى للضغط عليه فيتراجع عن موقفه تماما اصبت بانهيار عصبى من هول ما فعلوه معى لجأت لطبيب نفسى ليساعدنى فمنعونى عنه اصبحت عصبية مترددة مهزوزة كل من يتكلم معى اشعر اننى هشة وضعيفة مرضت بأمراض شتى السكر والضغط مكثت شهورا فى المنزل دون عمل او اصدقاء لا افعل شيئا الا الدعاء والرجاء وبعد 8 اشهر اقتنع ابى بان اعود للعمل وعدت بالفعل ولكنى عدت لحبيبى ايضا وجد كل واحد منا الاخر جريحا مشوه المعالم من هول ما حدث لنا قررنا ان يساعد بعضنا بعضا على تجاوز هذه المحنة وبعدها قررنا ان نشترى شقة ليعود حبيبى للتقدم لخطبتى ومعه شقة الزوجية ولكن فى رحلة البحث عن شقة شعرنا بقمة الشقاء وتمزقت انفسنا اشلاء وزادت ضغوطنا بسبب حرصنا الشديد على الا يرانا احد معا وعلى انجاز الامر بسرعة فما عدت استطيع ان اعيش بالبيت وعدم شعورنا بالاستقرار وتحت الضغوط المادية والعصبية اصبحنا نضيق على انفسنا ونربط بطوننا ونعمل كثيرا شابت رءوسنا وتشققت ايدينا من كثرة العمل وضعفت صحتنا والان حصلنا على شقة الزوجية وحان وقت المواجهة التالية سيدى اشعر بالرهاب الشديد من اهلى اشعر انى فى عنق الزجاجة واريد ان أمر ولكن اشعر بالخوف الشديد الجأ الى الله كثيرا كى يجيرنى من بطشهم ابحث عمن يساعدنى لافلت من قبضتهم الى حياتى التى رغبتها طوال 31 سنة هى عمرى سيدى اريد ان اتزوج ممن احب اعف نفسى واعفه وانال امومتى التى ترغبها اى فتاة وانا مسئولة عن اختيارى مسئولية كاملة سيدى اناشدك بالله ان توصى بأن يخفف الاهل على الشباب اعباء الزواج فبسبب تشديدهم اصبحنا نرى عزف الرجال عن الزواج وكثر الحرام والفتن سيدى اموت كل يوم من الخوف وانا افكر فى عرض الامر على ابى مرة اخرى خبرنى بربك ماذا افعل وكيف وهل من احد يساعدنى فى امرى
تعليق المحرر
سيدتى والدك مثل كثير من الاباء يعتقدون ان سعادة بناتهم فى الزواج لا تأتى الا بمن لديه امكانات مادية كبيرة دون النظر الى عناصر التكافؤ الاخرى مثل التعليم والمستوى الثقافى والاجتماعى ومعهم بكل تأكيد الحب اذا وجد والقبول والانجذاب فى حالة عدم حدوثه الحب فى البداية ولهذا يبدو مفهوما رفضهم لمدرس اللغة العربية انتظارا لعريس ثرى يستحقك حسب وجهة نظرهم اما رفضهم لمن فهمك واحببته فيبدو منطقيا اذا نظرنا اليه بتجرد فأنت وبشهادتك عن نفسك الافضل بين اخوتك جمالا وعلما وخلقا فما الذى يجبر بنتا صغيرة بها كل هذه المواصفات على الزواج بمطلق لديه طفل ومشكلات مع مطلقته اضافة الى امكاناته المادية المتواضعة لا شك ان نسبة الفشل فى مثل هذه الزيجة اكبر من نسب نجاحها والطبيعى الا يرحب اى والدين بمثل هذا الزواج عدم الترحيب او الرفض مقبولان اما العنف والحبس والضرب والاهانة فكلها اساليب مرفوضة ولا تأتى بنتائج ترضيهما بل على العكس كل ما فعلاه اتى على غير ما سعيا اليه زادك اصرارا وتمسكا به جعلا للقصة معنى وللحب قيمة وللتحدى ثمنا مرتجى على الاباء ان يقدموا النصح والتوجيه خاصة اذا كان الابن راشدا عاقلا لم يعرف عنه التهور او الاندفاع اما القرار الاخير فيجب ان يكون للابناء وعليهم ان يتحملوا نتائج اختياراتهم نحن الاباء اخترنا حياتنا او اجبرنا عليها فليس من الطبيعى ان نختار لابنائنا او نجبرهم على حياة نحن الذين نرسم خطاها على الاباء ان ييسروا لابنائهم ويختاران لهم من يرضونه دينه وامانته لا نفوذه ولا ثروته للبنات وذات الدين للاولاد اما التزيد والاشتراط بشقة تمليك او شبكة غالية او رصيد فى البنك فهذا عكس ما امرنا به الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) سيدتى تسأليننى رأيى أتمنى الا تتخذى قرارك من غير ضغط بتجرد تام زواجك بهذا الرجل محفوف بالمخاطر فظروفه المادية متواضعة ولديه ابن فاستخيرى ربك فإذا ارتحت الى قرارك على الا تطغى مشاعرك على عقلك وايقنت انه يراعى ربه غير ظالم ولا مندفع اى انه لم يظلم مطلقته وان اسباب الطلاق ليست لسوء خلق او بخل وعنف او صد وهجر فاصرى على موقفك واطلبى منه ان يتقدم مرة اخرى ولتشركى خالك معك واناشد والديك ان يقولا لك ما شاء من نصح وتوجيه ثم يتركا لك القرار الاخير ولتجنى ثمار اختيارك الذى ندعو الله ان يكون صائبا وان يكون هذا الزواج جديرا بحبك وتضحيتك وقبل كل شئ ادعى الله فى كل صلاة ان يرزقك الخير ويهديك الصواب ويبعد عنك هوى النفس وسوء الاختيار
المزيد ....

حتى يذوب الجليد

15/4/2011

سيدى انا صاحبة رسالة (دائرة الصمت ) لقد قرات اراء السادة القراء الافاضل سواء فى الجريدة او على عنوان صفحتكم الالكترونى واود ان اشكر كل من ساندنى او هاجمنى ولكنى سيدى لم ولن ارسل اليك لكى اشكو زوجى او لكى اسرد تفاصيل خلافاتى الزوجية فلم اكن ابغى منذ البداية استدرار عطف القراء ولانى على يقين تام ان ما يضايقنى من الممكن الا يضايق غيرى من الزوجات وما يجرحنى لا يجرح غيرى فلكل منا قدرته على التحمل وان بريدكم ليس مكانا لتبادل الاتهامات بين الازواج انما جئت اليك شاكية من نظرة المجتمع للمراة التى تطلب الطلاق رغم تعدد الاسباب ولم ارسل اليك اليوم لادافع عن نفسى وعن الاتهامات التى اتهمنى زوجى بها من غرور بعد حصولى على الدكتوراه فجميع من حولى يعلم انى ما سعيت فى الحصول عليها الا محاولة منى لاسعاد امى فى اعوامها الاخيرة بعد علمى بمرضها الخبيث فلم تكن تسعدنى فى الدنيا كلمات اكثر من صوتها فى الهاتف وهى تقول لى بفخر (ازيك ياست الدكتورة) والان وبعد موتها فليأخذوا هذه الدرجة العلمية منى فلم اعد فى حاجة اليها ولن ارد على اتهامه بان نشأتى القاهرية هى التى ادت من وجهة نظره الى الخلافات بيننا والتى يراها هو بسيطة واراها انا اخطاء لا تغتفر والتى ان قمت انا بفعلها معه لما تردد لحظة واحدة فى تطليقى او على اقل تقدير كان سيتزوج من اخرى بدعوى انه لا يشعر بالسعادة معى ولن ارد على اتهامه لى بانى لا اسانده فى عمله ذلك لانه وبعد نشر رسالته الاسبوع الماضى لجأ الى رجل فاضل وزوجته يعلم انى اكن لهما كل التقدير والاحترام واعتبرهما بمثابة والدى واستنجد بهما للتحكيم بيننا وبالفعل استدعائى هذا الاب الكريم ووجدته يسألنى عن سبب طلبى الطلاق ووجدت فى نبرة صوته تحاملا على فقلت له انى لا اريد ان اخوض فى اية تفاصيل شخصية وان ما اطلبه هو حق لى وانى على استعداد للتنازل عن كافة حقوقى الشرعية مقابل الحصول على ما اريد ولكنه اصر على معرفة كافة التفاصيل لكى يستطيع ان يحكم بيننا بالعدل وبعد ان شعرت انه يرى انى لست الا امراة تفترى على زوجها قررت على مضض ان احكى له كل شئ وبدات احكى طوال اربع ساعات متواصلة وهو يسمعنى بإنصات بالغ وبعدما انتهيت لم يجد ما يرد به على وعجز عن ايجاد الحل حتى انه قال لى انها المرة الاولى التى يعجز فيها عن حل مشكلة وقد سبق وان قام بحل العديد من المشاكل منها مشاكل خاصة بالثأر وطلب منى مهلة للحديث مع زوجى مرة اخرى وبالفعل تحدث معه ولا ادرى كيف استطاع ان يقنعه فى لحظات بما لم استطع انا طوال سنوات اقناعه به وحدث اجتماع اخر بعد عدة ايام حضره زوجى واعتذر لى امامها عما بدر منه فى حقى طوال السنوات الماضية وتعهد بانه سيقدم لى جميع حقوقى المعنوية والمادية واخذ يسرد صفاتى الحميدة ومميزاتى وان كان عاب على حساسيتى المفرطة وصمتى الدائم وطلب منى نسيان ما مضى وبدء صفحة جديدة من حياتى وان اعطيه فرصة اخيرة لاثبات صدق كلامه وبارك الجميع هذه البداية الجديدة واخذوا يهنئون بعضهم البعض لعودة المياه الى مجاريها ولم يسألنى احد عن استعدادى النفسى للقيام بذلك وغادرنا دون ان اقوى كعادتى على البوح بما اشعر به او اريده وبكيت يومها كثيرا ولم أدر علام ابكى وقرأت مرارا وتكرارا ردك وردود اصدقاء بريدك عسى ان يحرك ذلك فى قلبى اى عواطف او مشاعر تجاه زوجى ولكنه لم يحدث ومر حتى الان بضعة ايام احسستها دهرا ثقيلا وزوجى يحاول اثبات صدق نيته فى التغيير فلا يجد غير صمتى وتساءلت كثيرا من اين لى بهذا القلب المتحجر الذى لا يتسامح ولا يغفر كيف انى انظر الى عينيه ولا اراه كيف يصلنى صوته ولا اسمعه كيف يتحول كل هذا الحب الى هذا الكم العنيف من الجفاء من اين اتيت بكل هذه القسوة من اين لى بكل هذا الجمود والبرود والجحود كيف لم يؤثر فى كل ما سمعت وقرات عن التسامح والمغفرة كيف لم يستجب الله لدعائى له عند بيته قبل عامين وقد انفقت كل مالدى لاداء فريضة الحج عسى ان يهدى الله زوجى لى ويهدينى له كيف لم تجعل ايات القرآن التى احفظها قلبى يلين ويغفر عاتبت نفسى كثيرا حتى كرهتها وتمنيت الموت فمن تملك قلبا مثل قلبى لا تستحق الحياة ولكنى جاءنى صوت بداخلى يسألنى واين كان زوجك وانت تشكين له بما يجيش فى صدرك اين كان عندما كان يراك تتهاوين من درج الحب خطوة بخطوة لماذا تركك تسقطين فى بئر الحزن وانت تمدين له يدك تستنجدين به لماذا تأخر كل هذه الاعوام فى الاعتراف بأخطائه فقد قلت له ذات مرة صراحة انك تضيعين من يديه واستحلفتيه ان يفعل شيئا فرد عليك لن استطيع ان اعدك بشئ ولكنى سأحاول وفى وقت مبكر عن هذا كانت كلمة اعتذار واحدة ستكفينى لماذا شعر الان بكل صفاتى الجميلة وبطيب معدنى لماذا يمد لى الان يده بعدما اصبحت لا اقوى على رفع يدى لماذا يعتذر الان بعدما تأكد تماما انى اضيع فعليا من يديه اين كان عندما كنت عطشى للحظة اهتمام استرجعت سيدى كل حواراتى معه وقرأت كل خطاباتى التى ارسلتها اليه استجديه عطفا ان ينقذ علاقتنا من اين جاءه الشعور ان ما اقوله ماهو الا تهديد هل تعلم سيدى انى قلت له ذات مرة انى اخشى ان اجدنى فى يوم من الايام اميل الى اى شخص غيره وقتها رد على قائلا اعلم جيدا انك لا تخطئين هل كان يظننى جبلا لا يهتز سيدى اننى اعطيت كثيرا وتنازلت اكثر باعترافه هو شخصيا والان تطلبون جميعا منى المزيد من العطاء واقسم لكم جميعا ان النهر قد جف وانه لو كان لدى نقطة واحدة ما بخلت بها ابدا وهذا ليس تكبرا او عنادا او مكابرة او غرورا ولكنها القلوب التى يقلبها الله كما يشاء وليس بعيدا ان ينقلب كل هذا الجفاء الى عطاء كم وددت ان اسعدك واسعد اصدقائى القراء برجوعى اليه ولكن ليس الامر بيدى لقد ظللت اعواما صامتة ولن يضيرنى ان اكمل حياتى هكذا من اجل ابنتى ليت الثورة قامت منذ زمن بعيد لكى يتعلم الازواج انه كلما زاد اهمالهم لزوجاتهم بمرور الوقت زاد سقف مطالبها حتى يصرون على مطلب (التنحى) ولا يقبلن غيره بديلا لقد ادركت ان الحب نعمة كبيرة يهبها الله لمن يشاء وينزعها ممن يشاء فى الوقت الذى يشاء حالها كحال الصحة والستر ونعمة الاولاد والمانة العلمية وغيرها الكثير ممن من الله بها على ولله الحمد والشكر لقد قررت الا اتوقف كثيرا عند فقدانى لهذه النعمة فانا اعلم ان الشيطان يمنى الانسان بالمفقود حتى ينسى الشكر على الموجود ولكنى سأستمتع بالنعم الاخرى التى لدى ويحسدنى عليها الكثيرون ولن اعتبر فقدانى لهذه النعمة سوى ابتلاء بسيط من الله لى لا يقارن بالعديد من الابتلاءات التى مررت بها فى حياتى وتجاوزتها بفضل الله لن استطيع ان اطلب منك ولا من قراء بريدك او من زوجى او من اهلى ان تسامحونى لانى خذلتكم جميعا وكيف لى ان اطلب ذلك ولم استطع انا مسامحة زوجى ولن اغضب منك سيدى حتى لو اسميت رسالتى (جحود امراة) او اتهمنى قراء بريدك بالافتراء وقسوة المشاعرفانا نفسى لا افهم نفسى انما جئت اليوم لاهمس فى كل اذن كل زوج بنصائح هى ليست نتاج تجربة شخصية ولمنها نتاج تجارب كثيرة مرت بها الكثيرات من حولى واستهل حديثى بقوله تعالى فى سورة النساء (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم) صدق الله العظيم
اخى العزيز قبل ان تسأل عن حقوقك اسأل عن نفسك اولا: هل انفق على زوجتى قدر سعتى وان اضطرتنى الظروف لطلب مساعدتها المالية هل افعل ذلك على استحياء ولا اجبرها عليه هل افعل ذلك فى اضيق الحدود هل اعتبره دينا على انوى رده لها عندما تتحسن الظروف كم مرة كنت إماما لزوجتى فى صلاتى فى المنزل كم مرة سألتها هل واظبت اليوم على صلاتك ام انشغلت بالبيت ورعاية الابناء وقبل ان ارسل كلماتى الرقيقة فى رسالة الى احدى زميلاتى فى العمل لمجاملتها هل قلت لنفسى زوجتى اولى بهذه الكلمات وباقة الورد هذه ايضا زوجتى اولى بها ونظرة الاعجاب تلك وكلمات الإطراء ممن انتظر ان تسمع زوجتى هذه الكلمات زميلها فى العمل ام قريبها؟ هل استيقظ يوم راحتى فأحلق ذقنى وامشط شعرى واتجمل لها واضع من العطر وكانى على موعد مع مديرى فى العمل هل اعتذر لها على تألأخرى فى العودة الى المنزل لساعات مثلما اعتذر لمديرى اذا تأخرت عن العمل بضع دقائق هل احفظ تاريخ مولدها كما احفظ تاريخ مولدى هل استعد لهذا اليوم قبله بفترة كافيه كم مرة شكرتها هذا الاسبوع على اهتمامها بتربية الابناء هل قلت لها ذات مرة كيف تتحملين كل هذا العناء بمفردك هل اسال ابنائى دوما عن احوالهم وعن مستواهم الدراسى هل فكرت ان انصت لها واعينها على حل مشاكلها كما افعل بمنتهى الاخلاص مع زميلاتى فى العمل هل سأسعد ان علمت انها تشكو لغيرى هل اصارحها برفق ودون تجريح عما يضايقنى منها ام اتخذ ذلك فرصة لاشعر انها لم تعد مناسبة وابرر لنفسى اقامة علاقات مع اخريات هل اتقى الله فى معاملتى مع زوجات الاخرين كما اريدهم ان يتقوا الله فى معاملتهم مع زوجتى لماذا احاول دوما اقناع زوجتى بان هناك علاقات صداقة فى العمل هل سأرضى ان تقيم زوجتى مثل هذا النوع من العلاقات الذى اقنعها به هل اذا مرضت اذكرها بموعد الدواء هل اسألها عندما اعود من العمل كيف كان يومك هل احاول ان اعرف ما تحتاجه واهديه لها فى يوم غير يوم مولدها ومازال هناك الكثير ياأخى يجب ان تسأله لنفسك قبل ان تطلب ان تكون لك القوامة فى المنزل ولتعلم ياأخى ان من يزرع حبا لا يحصد الا سعادة واخيرا اتمنى لكل زوجين السعادة ودوام السكن والمودة والرحمة بينهما
تعليق المحرر
سيدتى لا استطيع وليس من حقى او حق غيرى من اصدقائنا ان يتهمك بالجحود او بقسوة القلب فانت وحدك التى عانيت وموقفك من زوجك وقدرتك على التجاوز والتسامح انت فقط التى يمكنك ان تقومى بهما فلكل منا قدراته وتقديراته فى رسالتك الثانية يبدو كم الجرح الغائر فى نفسك وكم آلمك زوجك ولم يلتفت الى استغاثاتك وعندما وصلتنهى رسالته نشرتها على امل ان ترى فى تتشبثه بك حتى لو بدا احيانا مكابرا مثل بعض الرجال ما يستحق ان تمنحى حياتكما فرصة اخرى لان ما يجمع بينكما من مودة وحب وابناء كبير ولكن بعد جلسة الصلح التى تمت واعتذاره العلنى امام الاصدقاء ومحاولاته الجادة لاستعادتك لم تؤت الثمار فجبال الجليد ارتفعت فى نفسك وسدت منافذ السماح والعفو وكما قلت قد يكون القليل من الحب والاهتمام فى وقته اكثر تأثيرا من الحب وصدق الرغبة والتعبير فى غير وقته سيدتى اعجبنى ربطك بين الثورة وبين مطالب الزوجات فنحن معشر الرجال فى الغالب نطمئن الى رضا الزوجة وقبولها لما هى عليه لانه الاحرص على استقرار الاسرة والتضحية من اجل الابناء واثقين فى انها الاكثر اخلاقا والتزاما وتدينا ولن ترضى ابدا بالمعصية والخطيئة حتى لو كانت تعيش اعتى لحظات الضعف الانسانى فى ظل غياب شبه كامل للزوج فإذا فاق على صدمة طلبها له بالتنحى تغير وتبدل وبذل كل الجهد لاسترداد شريكة عمره وهى فى المحطة الاخيرة للرحيل فإذا فشل قد ترى منه وجها اخر عنيفا ومنتقما سيدتى سأتشبث بجملتك (وليس بعيدا ان ينقلب كل هذا الجفاء مرة اخرى الى عطاء) واقترح عليك وعلى زوجك العزيز ان تمنحا نفسيكما فرصة جديدة بطريقة مختلفة إبتعدا قليلا وتوقفا عن مناقشة مستقبل علاقتكما مارسى حياتك كأنه غير موجود فيها حتى يذوب الجليد وحده على ان يواصل هو اثبات انه تغير فعلا وانه سيكون الرجل الذى تتمنينه دون ملاحقة او الحاح منه فإذا ذاب الثلج فهنيئا لكما بحياة جديدة اكثر سعادة اما اذا اكتشفت ان جليدك تحول الى جرانيت فإن الله لا يكلف نفسا الا وسعها وليكن القرار الاصعب بأبغض الحلال بأسلوب راق ومحترم وكما امرنا ديننا الحنيف (امساك بمعروف او تفريق بإحسان) وان كنا نتمنى الا تصلا الى هذه النهاية فمثلكما يستحق حياة كريمة سعيدة بإذن الله
المزيد ....

ودائرة الحب

1/4/2011

اكتب اليكم ردا على صاحبة رسالة (دائرة الصمت) التى نشرت الجمعة الماضية فى بابكم الذى هو متنفس لكل من لديه مشكلة ويرغب فى عرضها على الرأى العام وانا لا ابالغ حين اقول الراى العام لسبب بسيط وهو اتساع دائرة قراء الباب لتشمل الملايين فانا ياسيدى الزوج الذى تخاف زوجته الا تقيم حدود الله فيه وبدات المشكلة بعد زواجنا بنحو خمس سنوات ولم اكن اعتبرها فى ذلك الوقت مشكلة لاننى كنت ومازلت احب زوجتى حبا جما وكانت تبادلنى المشاعر وحاولت هى جاهدة ان تكون زوجة مثالية فلقد تزوجتها فى اجازة نصف العام وكانت وقتها فى السنة النهائية فى دراستها الجامعية وبعد زواجنا حصلت على درجة الليسانس ثم على دبلومة الدراسات العليا وفى هذه الفترة طلبت منها ان تمارس العمل لا لشئ الا لتدريبها على مواجهة الحياة فى حالة وجودها بمفردها لاى سبب مثل وفاة العائل او غيره من الاسباب حيث ان لديها خوفا من تكرار ما حدث مع سيدة اخرى تكن لها كل احترام وتقدير رحمها الله وفقنا الله فى توفير عمل لها وسارت بنا الحياة كأفضل ما يكون وكنت اسجد لله شكرا على ما اعطانى من فضله وكرمه وبعد ذلك لم ترغب زوجتى قفى الاستمرار فى العمل الذى وفرته لها فى نفس مجال عملى وقالت انها تريد ان تكوننن فى مجال التعليم لحبها لهذا النوع من الاعمال ووفقنا الله بعد ان رزقنا بطفلتنا الاولى بنحو عامين فى ان تعمل فى المجال الذى ترغب فيه وكانت سعادتنا لا توصف وحصلت هى فى هذه الاثناء على درجة الماجستير وطلبت منى تغيير الشقة التى كنا نقيم فيها والتى كانت مؤجرة لنا من والدها وبالفعل رزقنا الله بالخير ووفقنا لتغيير الشقة باخرى اكثر ملاءمة وبعدها رزقنا الله الذى لا ينضب فضله وخيره على عباده بالطفلة الثانية ثم بعدها حصلت زوجتى على درجة الدكتوراه وكم كنت مفتخرا وسعيدا بها انا وجميع عائلتى وجميع عائلتها وارجو ان تقوم هى بارسال نسخة من رسالة الدكتوراه وبها خطابات شكر لمن ساعدوا فى تحقيقها لها وقد كنت من المشكورين فيها وكان ذلك منذ نحو خمسة اعوام او اقل وتقدمت هى فى عملها وتمت ترقيتها وبعدها لسبب او لاخر كانت تحدث المشكلات العادية لانه والحمد لله لم تكن جوهرية بيننا لاتفه الاسباب نظرا لاختلاف التربية والنشأة فانا ريفى نشأت فى احدى القرى ونشأت هى فى القاهرة وهذا من وجهة نظرى هو مربط الفرس بمعنى ان نظرتنا لاى تصرف مختلفة كلية فى بعض الاشياء حتى وصلنا للمرحلة الحالية ارجو ان يتسع صدركم لردى فما ذكرته زوجتى من ردودى عليها هو من نوع (ولا تقربوا الصلاة) فلا يوجد رجل واحد عاقل تطلب منه زوجته الطلاق بدون سبب او على اقصى الظروف سبب اتفه من ان يتسبب فى خراب بيت فيه اثنتان من الملائكة هما الطفلتان اللتان لا ذنب لهما فى اى شئ بشهادة جميع من تدخل فى هذا الموضوع وغالبيتهم اختارتهم هى بنفسها وعند رفضهم افكارها يصبحون فى القائمة السوداء فكان الرد ان طلب الطلاق بدون سبب هو نوع من الجنون وايضا لم اكن يوما مساوما على بناتى وهل يعقل ان يساوم اب عاشق لبناته عليهن ويساوم من امهن ولكن عندما تطلب الزوجة وبإلحاح الطلاق وتعطى خيارين اما المعيشة معا تحت سقف واحد ورفضى لذلك وعندها فتوى بجواز ذلك او الحل الاخر ان يتم الطلاق وارحل انا من منزلى الذى تعبت فيه وذلك على الرغم من معرفتها بحبى وتعلقى الشديد بابنتى وحبهما وتعلقهما الشديد بى وبحجة انها تخشى ان يكون حراما عليها ان تعيش معى وهى لا تعطينى حقوقى الشرعية على الرغم وذلك فقط حرصا على مصلحة ابنتى من تنازلى عنها امامها وتحملى الوزر فى ذلك فبالله عليك ماذا سيكون ردكم فلقد قلت لها ان من لا يرغب فى العيش معنا فعليه هو المغادرة واترك لكم وللسادة القراء الحكم على هذا الرد هل هو مساومة او لا؟ لماذا ينبغى على من وجهة نظر زوجتى ترك بيتى وبنتى على الرغم من انها هى التى لا ترغب فى العيش معنا واذا كانت لا ترغب فى العيش معنا فكيف اكون بعيدا عن البنتين وهما فى مسيس الحاجة لابيهما الشرعى والفعلى ليشرف عليهما ويباشر حياتهما ومتطلباتهما وهل اذا انفصلت عنها ورغبت هى فى الزواج مرة اخرى من شخص اخر هل يوجد منكم من يقبل ان تعيش بناته مع اجنبى عنهن مع العلم ان ابنتنا الكبرى فى عامها الرابع عشر اى فى السن الحرجة جدا…هل هذه مساومة هل ينبغى على الا افكر فى كل هذا اقسم ياسيدى اننى لم ولن اكون مثل هذا الرجل المساوم على فلذات اكباده ولمن زوجتى تنظر فقط للنصف الفارغ من الكوب فلنترك لكم وللسادة القراء الحكم سيدى الفاضل لقد تحاملت انت على كثيرا فلم تقبل زوجتى الحياة صاغرة معى باى حال من الاحوال ولعلمكم فقد كانت تدب الخلافات البسيطة بيننا كاى زوجين على وجه الارض خلال فترة السنوات الثمانى التى ذكرتها فى رسالتها وكنا نرجع ونعيش فى سلام ووئام عيشة اراها سعيدة ارى ذلم فى عينيها واعيننا واعين المقربين منا جميعا ولكن عند حدوث اى خلاف اخر ومحاولتى معرفة السبب واخبرها الم تكونى طبيعية وسعيدة طوال الفترة الماضية فكانت ترد وتقول( ومن اخبرك اننى كنت سعيدة طوال الفترة الماضية اننى حزينة) هل اخطئ عندما اسال زوجتى عن سبب تغير حالها بين ليلة وضحاها هل المطلوب ان اضرب الودع لاعرف السبب مع العلم انه فى غالب الاحيان لا احصل على سبب وتمر عدة ايام تطول او تقصر على حسب الاحوال واجدها بعد ذلك عادية جدا كسابق عهدها اننى اكاد اجن مما يحدث بدون سبب لدرجة اننى طلبت منها ان نذهب معا لاحد الاطباء النفسيين وكان ردها كلهم نصابون ومحتالون وغير موثوق بهم سيدى كنت اشعر بان زوجتى تحبنى وذلك حتى وقت قريب جدا واحساسى لم يكن كاذبا والدليل على ذلكاننا تعاتبنا للمرة الاخيرة ليلة راس السنة الماضية واعتذرنا لبعضنا البعض وتعانقنا ووصلنى احساس بانها تحبنى وان ما يحدث ما هو الا سحابة صيف سرعان ما ستمر ولمن للاسف فلقد انقلبت مرة اخرى بعد مرور 5 ايام من ذلك بدون اى سبب واضح سيدى لم اكن لا قبل يوما ان اعيش مع اى شخصية لا تطيقنى كما ذكرتم فى التعليق على الرسالة فانا لا اقبل على كرامتى ذلك لمدة ايام وليس سنوات ولعلمكم ردودى الجافة على زوجتى لها ما يبررها وقد اكون ىمخطئا فربما قسوة الكلمات تعيد الانسان الى وعيه وادراكه لما حوله وجميعها كانت فى سبيل الحفاظ على كيان الاسرة امام الابنتين فلا ذنب لهما فى اى شئ وليس مساومة هل اكون هكذا مغرورا كما وصفتنى؟ هل ابتعادى عن بيتى فى السابق انا السبب فيه بمفردى هل عند عودة اى رجل لمنزله وبدون اى اسباب يجد زوجته التى يحبها ويحترمها هى وكل من يمت لها بصلة شخصا اخر عبوسا متحفزا لاى مشكلة وبدون سبب واضح او حتى متوقع؟ هل تنازلى عن ابسط حقوقى الزوجية وعدم تشددى مثل اى زوج فى مصر كان خطأ الا تعلمون طرق معاملة الازواج لزوجاتهم على مختلف المستويات هل الحاح الزوج على زوجته ان تبوح بما يضايقها يستدعى ان ترد الزوجة ردودا فى منتهى الجفاء هل كانت ستحصل الزوجة على 4 درجات علمية خلال مدة زواجها التى قاربت خمس عشرة سنة لو كان زوجها بهذا السوء الذى نعتته به فى رسالتها على الرغم من حدوث حمل وولادة ورعاية اطفال مرتين خلال هذه المدة ومرض والدتها ووفاتها هل تفانى الزوج فى عمله شأنه شأن كل الطبقة تحت المتوسطة ومحاولته التقدم والوصول حتى للطبقة المتوسطة فيه اهمال للبيت وللزوجة انا على اتم الاستعداد للحضور ومعى ابنتاى لكى ترى بنفسك مدى حبهما وتعلقهما بى وانت تعلم ان الاطفال اكثر الناس دراية بمدى اهتمام الاهل بهم الم يكن يجدر بها ان تدفعنى للعمل وان تحترم اخلاصى لعملى وهو فى القطاع الخاص وفى مجال لا يحتمل الاخطاء او على الاقل لا تشعرنى بان ما افعله هباء سيدى انا لست نبيا ولا معصوما من الخطأ ولكن لى العديد من الاخطاء شأنى شأن كل البشر ولايوجد بيننا من لا اخطاء له ولكن فى اعتقادى هناك اخطاء ومشكلات جوهرية لا تستقيم معها الحياة واخرى غير جوهرية من الممكن التعايش معها لمصلحة من لا ذنب لهم فى اى شئ واننى ومعى العديد ممن تدخلوا خلال الفترة الاخيرة يرى انه من البساطة بمكان التعايش مع مثل هذه الاخطاء سيدى الم يكن من السهل على الزواج مرة اخرى واتركها تواجه الحياة ومعها البنتان ولماذا اتحمل ماسبق الا يعطى ذلك مؤشرا لاى شى الا يوحى بمدى تمسكى بها وبهما لاى شى سيدى انا اشعر بالرعب من مجرد التفكير بالانفصال عن اسرتى التى احبها كثيرا لان امامى العديد من الامثلة التى دفع فيها الابناء ثمن اخطاء الاهل او ثمن تعجلهم فى اتخاذ القرارات غير المدروسة اننى ادعوا الله بالهداية لنا جميعا وان يوفقنا لما فيه الخير والله الموفق وصدق الله العظيم الذى يقول (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شئ قدرا)
تعليق المحرر
سيدى ها هى الحكاية اكتملت ودائما تظل الحكايات ناقصة ما دمنا نسمع نصف الحكاية فكل طرف ينحاز الفى قناعاته ولديه مبرراته حتى لو كانت خاطئة حتى يلتمس الاعذار لنفسه فى تصرفاته وقراراته ما استوقفنى فى رسالتك سيدى بعد رسالة الفاضلة زوجتك ان الدائرة التى تبدو مشروخة مكتملة ويبدو ان الازمة الحقيقية فى التواصل والصدق بين الطرفين
أم بنتيك تشكو من الصمت ومن اهمالك لها ومن بخل المشاعر والحقيقة انها شكوى عامة من اغلب الزوجات الرجل المصرى بسبب ثقافته وظروفه الاقتصادية شحيح فى التعبير عن مشاعره لا يجد ان الحب بالكلام او الهدايا وانما بالجلوس مع الابناء والاهتمام بهم او عدم التقصير فيما يحتاجه البيت او كما فعلت انت بتشجيع الزوجة على العمل او دفعها للامام فيما تظل المرأة مهما بلغت من العمر فى حاجة الى حلو الكلام والتعبير عن الحب بصور مختلفة من الهدايا والاهتمام والحرص على إشراكها فى تفكيره وعلاقاته ومشروعاته وعمله وتصبح الصدمة الكبرى عندما تفاجأ المرأة بأن زوجها قليل الكلام والتعبير عن مشاعره بينما يفعل ذلك بكل يسر مع امرأة اخرى زميلة او قريبة فاذا سألت عن السر وجدت الاجابة انها مجاملات الأذن هى الطريق الاول والاقرب الى قلب المرأة خاصة بعد مرور سنوات من الزواج والشعور بأنها مازالت مرغوبة من زوجها والاحترام والصراحة والإحتواء والصبر هى الطرق الى قلب الرجل وعقله سيدى ما اقصده والكلام معك ومع زوجتك المصون انى لا اريد الخوض فيما فعلت من اجلها وماذا قدمت وضحت من اجلك فالعلاقة الزوجية لا تقوم على الحسابات ولا تعتمد على ميزان لنعرف قيمة وقدر ما اعطى كل طرف هذه العلاقة السامية قائمة على التسامح والعطاء مع الاحساس بالتقصير ولن تصمد اى علاقة زوجية فى مواجهة نوائب الايام وقسوة الحياة الا اذا اصر الطرفان على الاستمرار والنجاح وليس من السهل ان يهدم احدكما حياته بعد 15 عاما من الزواج ويهدم معها استقرار الابناء لاسباب يمكن مواجهتها وتجاوزها معتقدا ان السعادة ستكون بالبعد عن الاخر قصتكما فيها كفاح حلو, تضحية, ومحبة, فلماذا لا تبنيان على ما كان؟ لماذا لا تحدثها كما حدثتنا عن اجمل ما فيها وعن حبك لها وحرصك عليها وعلى البيت واستقرار الابناء بينكما مع التجاوز مؤقتا عن الحديث فيما لا يعجبك؟ ولماذا سيدتى لا تحاولين ان تلتمسى لزوجك الاعذار وترين فيما جاء فى رسالته رغبة حقيقية فى استمرار الحياة بينكما وعرضا جديدا للتجاوز عما مضى وقبول عرضه المتجدد بالرغبة فيك وفى استمرارك كزوجة وحبيبة لا توجد فى حياة زوجين اسوأ من لحظات الخصام او الحديث عن الطلاق وتهديد مستقبل واستقرار الابناء هل لكما ان تخرجا اليوم لتناول العشاء فى اى مكان تحبانه وتتعاهدان على بدء صفحة جديدة قبل ان تندما على ضياع تلك السعادة المتاحة لكما فيستنفذ العناء والخصام كل فرص التلاقى اتمنى ان تجمعنا معا دعوة على عشاء اخر لنحتفل بعودتكما الى دائرة الحب بدلا من دوائر الصمت والخصام والى لقاء بإذن الله
المزيد ....

دائرة الصمت

25/3/2011

كتب لك ياسيدي ردا علي سؤال صاحبة رسالة صورة أمي‏:‏ لماذا تلجأ المرأة لخيانة زوجها ولم لاتطلب الطلاق بدلا من أن تخون؟ وسأروي لك قصتي علنا نستطيع أن نصل إلي إجابة‏.‏ فأنا

سيدة في منتصف الثلاثينيات, متزوجة منذ خمسة عشر عاما, ولدي طفلان رائعان وأشغل وظيفة مرموقة, محبوبة ولله الحمد من الجميع ويشهد لي الجميع بحسن الأخلاق. تزوجت عن اقتناع وقبول وكان زواجي ناجحا في بدايته وكنت أحاول جاهدة أن أكون الزوجة الصالحة التي طالما حلمت بها وأن يكون زوجي كذلك. ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن, وبدأت الخلافات الزوجية تزحف إلي بيتي وأحمد ربي أني لم أكن أبدا السبب فيها, ولكن أسباب الخلاف ليست هي هدف رسالتي وأقول عنه خلاف وليس شجارا, لأني كنت دائما أري أن المرأة التي يعلو صوتها أمام الناس تفقد أنوثتها وجمالها واحترامها لذاتها, فما بال المرأة التي تفعل ذلك أمام زوجها, ولذلك حرصت كل الحرص أن أكتم مشاعر الغضب والحزن بداخلي حتي لاأتفوه أمامه بأي كلمة تجعلني في نظر نفسي زوجة غير مطيعة, وكنت أكتفي بالنظر إليه طويلا عسي أن يفهم أني غاضبة, ولكن دون جدوي, وبعد العديد من التراكمات قررت أن أخرج من دائرة الصمت وكنت أقول لنفسي ليس كل البشر لديهم القدرة علي الغوص في أعماق الآخرين, وأنه علي أن أتحدث معه صراحة بما يجيش في صدري, وليتني مافعلت, حيث جاءت ردوده صادمة بالنسبة لي إلي أبعد درجة, فهو لم يتفهم مشاعري بل وسخر مني.
كان هذا منذ ثمانية أعوام تقريبا, ومنذ ذلك الوقت بدأت مشاعري تحتضر, وحاولت أكثر من مرة التحدث معه ولكنه كان يتجاهلني مرات, ويعدني مرات أخري وفي كل مرة يخلف وعده لي كان يزداد نفوري منه وكنت عابثة معظم الوقت متجهمة, صامتة, لاأرغب في الحديث إليه أو الوجود معه, وانعزلت في غرفة منفصلة شهورا طويلة, وهنا أدركت أني لم أعد الزوجة الصالحة التي أرغب أن أكونها, وكرهت حياتي معه وبعد تفكير طويل تحدثت معه, في أمر الطلاق بالمعروف, وصدمتني ردوده مرة أخري فقلت له أني أرغب في الانفصال, وكانت دموعي تملأ عيني, فقال لي أن المرأة التي تطلب الطلاق إما صايعة أو مجنونة واعذرني سيدي في استخدام نفس الألفاظ التي سمعتها منه دون محاولة مني لتبديلها, حتي لاأضايق قراء بريدك الأعزاء, ولكنها في الواقع تعكس وجهة نظر المجتمع بأكمله للمرأة التي تطلب الطلاق. لم أرد عليه في حينها من هول الصدمة, ولكني بعد أن تمالكت نفسي سألته ومن أي نوع تظنني؟! فلم يرد, قلت له إن المرأة الصايعة لايلزمها أن تحصل علي الطلاق بل إن الزواج يجعلها تفعل ماتريد دون أن يشك بها أحد, أما الجنون فيمكن أن تصل إليه المرأة عندما تعيش مع رجل لاتحبه.
كنت في أوقات عديدة أعاشره كزوجة خوفا من عقاب الله لي إذا مارفضته, وتغير رأيي عن هذه العلاقة فقبل الزواج كنت أراها أسمي أنواع التوحد الروحاني بين المرء وزوجه, أما في هذه الفترة كنت أراها امتهانا لمشاعري, وهو ماجعلني أعلن له صراحة عدم تقبلي له, وأني أخاف ألا أقيم حدود الله فيه, وعرفت مبكرا معني هذه الجملة وكنت من قبل أظن أن المرأة عندما تقولها فهي تحب رجلا آخر غير زوجها, ولاتريد أن تخونه, ولكني عندما قلتها له كنت أقصد أني لم أعد أستطيع أن أكون زوجة صالحة له, ولذلك طلبت منه الانفصال بالمعروف فكان رده هذه المرة: عايزه تطلقي سيبي البيت وامشي وعندما سألته وأين أذهب قال لي يمكنك استئجار شقة أو الزواج من آخر.
وسألته: لكني لاأستطيع أن أفعل ذلك ولاأستطيع أن ابتعد عن إبنتي, قال لي: اللي بايع يبيع كل حاجة وهل أطفالي سلعة تباع وتشتري؟! فأنا لم أفكر يوما في أن أبعده عنهما ولم أتفوه أمامهما بكلمة يمكنها أن تهز صورته في عيونهما البريئة.
فكرت طويلا ووصلت لحل هو أن أحصل علي الطلاق وأظل أسكن معه في نفس الشقة مع التزامي بحدود الله وأعامله معاملة الرجل الأجنبي, فأنا لاأراه إلا في آخر الليل وأحيانا كثيرة لاأراه لمدة يومين أو ثلاثة مع أننا نقطن في نفس المنزل, وحصلت علي فتوي بصحة ذلك من دار الإفتاء, وعندما عرضت عليه الأمر اتهمني بالجنون ورفض أن يعيش مع أمرأة أجنبية عنه, وعاد يقول إن من يبيع يجب أن يتنازل عن كل شيء, وعندما قلت له ولماذا لانقترق ونحن نكن الاحترام والحب لبعضنا البعض, قال لي هل تظنين نفسك تعيشين في المجتمعات الغربية, ليس أمامك إلا أن تلجئي للمحكمة وتطلبي الخلع, قلت له إني لاأستطيع أن أقف أمامك في المحكمة من أجل بنتي, قال لي إنه لن ينفق عليهما إذا حدث ذلك, وسألته فما ذنبهما قال لي ذنبهما أن أمهما تريد الانفصال وتريد أن تعيش حياتها كما يحلو لها, وأقسم لك ياسيدي أني أتقي الله في كل تصرفاتي, وكل ماأخشاه هو أن يعاقبني الله علي معاملتي الجافة مع زوجي, ولكني بالفعل كرهت حياتي معه ولاأري سبيلا للخروج. وآخر ماتوصلت إليه أني اقترحت عليه أن أبقي في المنزل لأربي ابنتي علي أن يحلني من كل حقوقه الشرعية, وبعد أن أعطيته مهلة للتفكير وافق علي هذا الاقتراح وتنازل أمامي عن كل حقوقه الشرعية.
أنا لاأعرف إن كنت ماأفعله هذا حرام أم حلال وهل هذه حياة تلك التي أعيشها؟ أو ليس هذا المجتمع الشرقي هو الأولي بتطبيق ماجاء بالقرآن الكريم من المجتمع الغربي؟ هل عندما أتت امرأة ثابت بن قيس إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم تطلب الانفصال عن زوجها هل نهرها الرسول أو حتي نظر إليها نظرة تحمل معني الاحتقار لها؟ كل ماطلبه منها هو أن ترد عليه حديقته, هل هذا هو التسريح بإحسان الذي وصي الله الرجال به. اعذرني سيدي لقد تحاملت كثيرا علي صاحبة الرسالة فهي إن كانت من ذلك النوع من النساء الذي يحلو له الخيانة ماكانت كتبت لك من البداية, هذه السيدة تحتاج إلي من يأخذ بيدها إلي طريق الهداية. وأنا أقول لها إن ماحدث معها كان من الممكن أن يحدث معي ولكني كنت دائما أقوم بوأد هذا النوع من العلاقات في مهدها فتتحول نظرة هذا الشخص أو ذاك من نظرة طمع إلي نظرة تقدير ويزيد رفضك له من احترامه لك, ويزيد إصرارك علي عدم الخيانة من زهوك بنفسك واحترامك لذاتك.
تأكدي ياسيدتي أن طريق الخيانة سهل للغاية, ولكن من يخن فهو لايخون إلا نفسه.. اعلمي سيدتي أن كل رجل متزوج يري أن زوجته مصونة في منزلها ولايقبل أبدا أن ينظر إليها أحد, أو أن تنظر هي لأحد أما زوجات الآخرين فلهم أن ينظروا إليهن ويقيموا معهن العلاقات باسم الحب وقتما يشاءون.. هذا الشخص الذي تخونين زوجك معه لا ولن يحترمك أبدا بالرغم من أني واثقة أنه يقول لك عكس ذلك, أريدك أن تري رد فعله لو علم أن زوجته تنظر لرجل غيره ووقتها ستعلمين كم كانت غلطتك كبيرة في حق نفسك أولا قبل زوجك. لاتتخذي من خلافاتك الزوجية درعا تحمين بها وجهك حتي لاترين أخطاءك عندما تقفين أمام مرآة نفسك ولكن اجعليه درعا تدفعين بها الشيطان دفعا أنا أشعر بك سيدتي وأري أنك في ابتلاء عظيم, نعم فجهاد النفس يعد في رأيي من أصعب أنواع الجهاد, لاتجعلي الشيطان يكبر فيك الإحساس بالذنب حتي لاترين سبيلا للرجوع, لقد أخطأت بالفعل ولكن مازال الطريق أمامك للرجوع إلي الله وصدقيني سعادتك لن يضاهيها سعادة عندما تنتصرين علي الشيطان مرات ومرات, وإن انتصر عليك مرة فلاتجعليه ينتصر الثانية, فالمعركة ستظل بيننا وبينه إلي يوم الدين. الله معك ومن في مثل حالك.
أرجو أن تدعو لي سيدي أنت وقراؤك الأعزاء أن يبعد عني نزغات الشيطان وأن يغفر لي إن كنت أخطيء في حق زوجي بالحياة معه في ذلك الوضع وأن يجعل الحياة زيادة لي في كل خير وأن يجعل الموت راحة لي من كل شر.
تعليق المحرر
سيدتي... حياتك الزوجية تشبه في تفاصيلها قصص حياة كثير من الزوجات الصالحات اللائي يقبلن صاغرات الحياة مع رجل لا يطقنه من أجل الأولاد, وخوفا من أن يصبحن بلا مأوي بسبب قوانين قاصرة أو ظالمة تنحاز للرجل ولا تمنح الأسرة بكل أفرادها مظلة آمنة عادلة.
فها هو زوجك يتعامل مع كونه رجلا علي أنه الطرف الأقوي في العلاقة, رافضا كل محاولاتك الانسانية علي الرغم من رقيك وحرصك علي عدم البوح أو كشف أسباب الخلاف بينكما.. تدخلين دائرة الصمت متعللة بأنه لن يفهم, واجهته بما تعانيه, باحتياجك إلي اهتمام, معاملة طيبة, كلمة حسنة, ولكنه لم يفهم, كابر واستنكر, فسخر من كلماتك لأنه رأي فيها إهانة لرجولته. وهذا ما باعد المسافة بينكما, حتي إنه استراح لابتعادك عنه ولم يفكر للحظة أن الكلمة الطيبة صدقة, وأنه بكلمات بسيطة صادقة يستطيع أن يستعيدك ويوفر لكل الأسرة جوا من السعادة والهدوء.
ومع ابتعاد المسافات وزيادة دوائر الصمت يزيد الجفاء, وتصبح العلاقة مع من لا نحب, عبئا ثقيلا ومصدرا للأمراض النفسية, لأن المرأة في هذه الحالة لاتحترم نفسها وتقع في إحساس قاتل إذا ما امتنعت عن زوجها بأنها تعصي الله.
كان اختيار الطلاق هو الحل الآخر, بعد أن تعطلت لغة الكلام والمشاعر وللحفاظ علي ما تبقي من احترام ولحماية الأبناء من نهاية مؤلمة فيها شجار ومحاكم.
ولكن زوجك ركبه غروره ورأي فيما تطلبين انحرافا أو جنونا فساومك علي الشقة والأولاد. ولا أعرف كيف يقبل أن تستمرون معه مضطرة مجبرة.
سيدتي.. لن أستطيع أن أبدي رأيا في مسألة تحتاج إلي فتوي شرعية تقر ما أنت عليه أو تحرمه, وإن كانت الفتوي قد أحلت لك البقاء معه في نفس الشقة بعد الطلاق, فلا أعتقد أنها ستحرم ذلك وانتما زوجان.. ولكن ما يشغلني هو قدرتك النفسية علي تحمل ذلك, وتأثير صورة تلك العلاقة علي أطفالكما.. كل ما أخشاه أن تقدما صورة سلبية للزواج يختزنها الأبناء, وتؤثر علي مستقبلهم واختياراتهم. وكل ما أتمناه وأرجوه أن يعيد زوجك مرة أخري تأمل هذا الوضع الذي يخالف الدين والرجولة, فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.. ولو أنه تعقل لاختار سعادته وحماية أبنائه, فلو منحك بعض الاهتمام والمحبة لحصد حبا وسعادة لا ينتهيان.. فلماذا يبحث عن الشقاء له ولغيره.
أما عن تحاملي علي صاحبة رسالة صورة أمي ــ كما رأيت سيدتي وغيرك ــ فله ما يبرره عندي ــ وقد أكون مخطئا ــ وهو أن صاحبة الرسالة المحترمة تجاوزت حد التفكير أو الاحساس بالضعف إلي الدخول في مقدمات الخيانة. حتي انك رأيت أن ما فعلته خيانة, وانتقادي لها ليس هدفه إلا مخاطبة الضمير الحي فيها الذي يغالب شيطانا شرسا يحرضها علي الخطيئة والتمرد علي زوج صالح لم يؤذها في شيء بل قدم لها كل شيء جميل, وربما قسوة الكلمات تعيد الانسان إلي وعيه.. هذا الوعي الذي أتمني أن يعود إلي زوجك وإلي كل إنسان يتغافل عن الحقيقة وينقلب علي النعم التي بين يديه معتقدا أنه يتجه نحو السعادة فيما هو يهرول نحو الشقاء. وإلي لقاء قريب بإذن الله..
المزيد ....

سوق النخاسة

10/12/2010

بطلة هذه القصة شابة مصرية متعلمة تبلغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاما جاءتنى باكية حزينة لتحكى لى ما حدث لها منذ ان نشأت فى بيت مكون من اب مكافح وام عظيمة لمجموعة من الاخوة والاخوات عاشوا حياة عائلية بسيطة ومستقرة نسبيا فى احد احياء القاهرة الفقيرة وجاهد الجميع كى تصل سفينتهم الى بر الامان فكان الاهتمام الاكبر للوالد ةان علم البنات افضل تعليم اما الاولاد فلم يكن لهم هذا القدر من الاهتمام وكان كل هم الوالدة برغم مرضها الشديد ان تطعم وتكسى اولادها بافضل ما كان متاحا لديها فى ذلك الوقت ولا يزال الجميع يردد مقولتها الشهيرة التى كانت تكررها على مسامعنا دائما (خلى بالكم ياولاد من بعضكم انتم مالكوش حد غير ربنا) واستمرت بطلة قصتنا قائلة: ومرت الايام بحلوها القليل ومرها الكثير حتى توفيت امى رحمها الله بعد معاناة طويلة مع المرض فغابت عنا كل الوان السعادة وسارت الحياة باهتة بلا معنى حتى تزوج كل اخوتى وسافر كل منهم الى خارج مصر وتركونى وحيدة فى دنيا واسعة قاسية لا ترحم احدا ولم يعد لى فى هذه الدنيا سوى اب عجوز فى الخامسة والثمانين من عمره يعانى كل امراض الشيخوخة ومشكلتى ياسيدى اننى تقدم لى اكثر من عريس من مختلف المستويات والاعمار وفى كل مرة لا نصل معا الى محطة الزواج لاسباب مختلفة بعضها اقتصادية واغلبها اجتماعية ومع تعدى سن الثلاثين بدات نظرات الناس وكلماتهم الجارحة تطاردنى فى كل مكان مما جعلنى اطرق ابواب كل الزواج بعنف ومن اى شخص بصرف النظر عن اى اعتبارات وظروف فقط لكى اتخلص من كل هذه ىالظروف التى تحاصرنى من كل جانب ومع مرور الايام اختفى العرسان ونصحنى بعض الاصدقاء بالاستعانة بمكاتب الزواج التى بدات تنتشر هذه الايام فى مصر كنتيجة طبيعية لمشاكل تأخر سن الزواج وارتفاع نسب الطلاق وعزوف معظم الشباب عن بناء اسرة جديدة بطريقة مشروعة والحقيقة ياسيدى اننى ترددت كثيرا قبل ان اقدم على هذه الخطوة الجريئة ولكن كل الظروف المحيطة بى كانت تدفعنى دفعا الى خوض هذه التجربة على الاقل كى ارتاح نفسيا وربما ايضا كى اقطع الطريق على تلك النظرات والكلمات اللاذعة التى اعانيها ليل نهار وفجأة وجدت نفسى بصحبة واحدة من صديقاتى فى مكتب فخيم امام سكرتيرة حسناء تقدم لنا الحلول الممكنة وغير الممكنة لكل مشاكل الارتباط وتقدم لنا كيفية السير فى طريق الزواج وكأنه مفروش بالورد والزهور دون اى مشاكل تذكر وجلسنا فى انتظار دورنا وسط عشرات من الشباب والشابات من كل الاعمار الذين جاءوا من مختلف انحاء مصر تداعبهم احلام الوصول الى شريك العمر واخيرا جاء دورنا انا وصديقتى ودخلنا الى مكتب المدير فوجدناه رجلا فاضلا تتدلى من يده سبحة طويلة وحوائط المكتب مليئة بلوحات كبيرة زينتها ايات من القرآن الكريم وفور دخولنا عليه بدا حديثه معنا بالصلاة والسلام على رسول الله وانتهينا بملء استمارة بيانات كمرحلة اولى ثمنها خمسة وعشرون جنهيا ثم انتقلنا الى مرحلة اخرى من استعراض قوائم ومواصفات العرسان لاختيار ما يناسبنا وفور تحديد بعض الاختيارات طلبت منا السكرتيرة سداد خمسة وسبعين جنهيا بدعوى اننا دخلنا الى مرحلة اكثر جدية وكانت دهشتنا تتزايد ونحن نستعرض نماذج العرسان المطروحة وطلباتهم الغريبة والاغرب رؤيتهم للحياة المقبلة فهذا شاب عمره سبعة وثلاثون عاما يحمل مؤهلا متوسطا وعنده شقة ايجار قديم ويعمل فى اعمال حرة مثل سمكرى او ميكانيكى او نجار ويسكن مع اهله فى عشوائيات منشية ناصر او المرج او الخانكة ومع كل ذلك فهو يطلب عروسا صغيرة زى القمر من سكان الدقى او المهندسين وما فيش مانع يكون عندها عربية وشوية فلوس فى البنك وشاب اخر موظف بسيط يكاد يفك الخط وساكن فى عزبة الهجانة وعايز واحدة موظفة من سكان المقطم تصرف عليه لانه لا يجد عملا مناسبا لمؤهلاته العظيمة ونوع اخر من العرسان الشيك من ولاد الذوات الذى يطلب واحدة على مقاسه وما عندوش مانع يعيش معها عالة على والدها فى بيت اسرتها لحين ميسرة
حاجات تضحك وتبكى لدرجة اننى قررت الانسحاب من هذه التجربة ولكن خذلتنى ارادتى فقررت ان اكمل المشوار وخاصة بعد ان لاحظت السكرتيرة ورئيس المكتب ترددى فامطرانى بكلمات التشجيع (جربى وانتى هاتخسرى ايه وممكن يطلع حظك من السما وتلاقى نصيبك) والغريب ان المكتب حدد اتعابا تصاعدية لتسهيل عملية التوفيق بين راغبى الزواج تتدرج حسب كل فئة من هؤلاء الشباب وجدول الاتعاب يبدا بمائة وخمسين جنيها وينتهى بخمسمائة جنيهه تشمل الاتعاب والسمسرة لاتمام هذا الزواج وكاننا جوارى فى سوق النخاسة ولا ادرى كيف قبلنا بعض هذه العروض وعدنا فى اليوم التالى بالمبالغ المطلوب دفعها وكان من نصيبى شاب قدم ةنفسه على انه من سكان مدينة الرحاب وعنده فيلا وعربية وشاليه فى الاسكندرية ووقعت على طلب الاتفاق على الزواج ولكنى فوجئت بان طلباته لاتمام هذا الزواج اكبر بكثير من امكاناتى وقدراتى المادية والمعنوية وتبادلنا النظرات وعلامات الاستفهام انا وصديقتى التى كانت هى الاخرى قد وقع اختيارها على شاب قدم لها نفسه هو الاخر فوجدته صديقتى من افضل العروض المطروحة وكانت طلباته لا تقل كثيرا عن طلبات الشاب الذى وقع عليه اختيارى مما جعلنا ننظر الى بعضنا البعض وفى نفس واحد كان السؤال الذى يطرح نفسه...ما العمل الان؟ وهنا تدخل رئيس المكتب قائلا (المشكلة محلولة بس انتوا وافقوا وانا على التمويل والاعمال بالنيات) وبدا الحديث عن الاف الجنهيات المطلوبة لزوم الشبكة والفرح والعفش والشقة وحتى فستان الفرح والكوافير والصراحة قلبى وقع وقلت (الجوازة دى مش هتكمل) ولكن كان بداخلى احساس قوى يدفعنى كى اكمل المشوار وخاصة بعد ان شرح لنا صاحب المكتب ان الموضوع سهل جدا لاننا سناخذ قرضا من احد البنوك فى حدود ثلاثين الف جنيه تسدد بالتقسيط المريح وبضمان المكتب وقدم الينا مجموعة من الاوراق والمستندات التى قيل لنا انها لزوم القرض من البنك وبالفعل اقنعونا بالتوقيع عليها وفى اليوم التالى ذهبنا الى البنك لتسلم القرض وفور تسلم المبلغ فوجئت بصاحب المكتب والسكرتيرة يقتاداننى الى مقر المكتب ويقولان لى ان المكتب سياخذ خمسة وعشرين الفا للصرف على هذا الزواج وهذا هو شرط البنك لصرف القرض اما الخمسة الاف المتبقية فهى مخصصة لى لشراء مسلتزماتى الشخصية ايضا بمعرفة المكتب ولا ادرى ياسيدى كيف وافقت على ذلك فهل بسبب رغبتى لاتمام الزواج فعلا ام بسبب حال الضعف التى انتابتنى امام احساسى بالحصار الذى فرضه صاحب المكتب والسكرتيرة وكان من الطبيعى ان اسال هذا الشاب الذى اخترته ليكون زوج المستقبل متى سيبدا الاجراءات الفعلية لاتمام هذا الزواج وكان من الطبيعى ان يطلب منى تحديد موعد ليزور اهلى وقلت له على طريقة هند صبرى فى مسلسلها الشهير (عاوزه اتجوز) اتفضل فورا وبالفعل حاء عريس المستقبل فى اليوم التالى والتقى بوالدى وعرض عليه خطوات هذا الزواج المرتقب واطمأن قلبى قليلا بعد ان كنت قد انتابتنى بعض الشكوك وفى اليوم التالى مباشرة قام بزيارة اخرى لوالدى لمناقشة بعض التفاصيل المتعلقة بالشبكة والفرح والمعازيم وغيرها وكدت اطير فرحا بعد ان اقترب الحلم من الحقيقة ومر اسبوع كنت فيه هائمة وسط احلام الغد القريب حتى اننى لم اتوقف طويلا عند عدم اتصاله بى طوال هذا الاسبوع واقفت على سؤال كل من حولى اين العريس ومتى يتم تحديد موعد الفرح واتصلت به على تليفونه المحمول فوجدته خارج الخدمة فاتصلت بالمكتب فلم اجد من يرد وساورتنى الشكوك فذهبت الى مقر المكتب فوجدته مغلقا هو الاخر وتصاعدت شكوكى وهرولت الى المكتب فسالت الجيران وبواب العمارة المجاورة واتفق الجميع على اجابة واحدة (دى كانت شركة مأجرة شقة مفروشة وعزلوا منها) وهنا تأكدت مخاوفى وعرفت اننى وقعت ضحية لعملية نصب محكمة وادركت حجم الكارثة التى وقعت فيها ودارت الارض تحت اقدامى وانطويت على نفسى واحزانى لفترة طويلة لا ادرى كيف اتصرف وخطر لى ان اتردد على مقر المكتب من ان الى اخر فربما اعثر ولو على خيط رفيع يقودنى الى صاحب الشركة او العريس الهارب واكتشفت اننى لست الضحية الوحيدة التى تراقب المكتب ولكن هناك العشرات من الضحايا من الشباب والشابات الذين شربوا نفس المقلب وعدت الى بيتى منكسرة حزينة لا ادرى ماذا افعل ولم اجد لدى الجراة ان اشارك والدى فى مأساتى خوفا عليه من الصدمة خاصة اننى على ثقة انه لا يملك حلا لهذه المأساة ومع بداية الشهر التالى بدا البنك المطالبة باول الاقساط الشهرية للقرض وقيمته 831 جنيها وبالطبع عجزت عن السداد وكيف اسدد وانا لا اعمل وليس لنا اى دخل للاسرة سوى مبلغ ضئيل لا يكاد يكفى لمستلزمات الحياة البسيطة وتكاليف علاج والدى المريض خاصة اننى اخفيت الموضوع كله عن اخوتى واقرب الناس الى خوفا من لومهم وعتابهم وليتنى فعلت ومرت الشهور حتى بلغ مجموع الاقساط المتأخرة حتى الان 5500 جنيه ولم يعد امامى الا ان اطرق الابواب املا فى ايجاد مخرج من تلك الكارثة التى وضعت فيها نفسى بجهلى وقلة عقلى وخرجت هائمة على وجهى بحثا عن اى عمل لسداد قرض البنك قبل ان اجد نفسى معرضة للحبس والان ياسيدى لا ادرى الى من اتوجه باللوم والعتاب هل الى المجتمع الذى لم يرحم ظروفى وادميتى ومارس على كل الوان ووسائل الضغط العصبى والنفسى حتى دفعنى الى تلك المغامرة غير المحسوبة ام الى اهلى وجيرانى الذين تركونى فريسة سهلة لبعض الذين فقدوا ضمائرهم واعماهم جمع المال والثروة ولو على جثث ضحايا لاحول لهم ولا قوة ام الى القانون الذى اعطى البعض الفرصة لافتراس الضعفاء والمساكين دون عقاب رادع ام ألوم نفسى وجهلى وتهورى وخروجى عن الاعراف والتقاليد التى تربينا عليها وقررت ان اتوجه الى الله الذى لا يغفل ولا ينام وادعوه صادقة ان يساعدنى على تجاوز تداعيات تلك المأساة وهذا الخطأ والجرم الكبير الذى ارتكبته فى حق نفسى وفى الوقت نفسه رايت ان اقدم قصتى لقراء (بريد الجمعة) لعلها تكون عبرة وعظة لمن هم فى مثل ظروفى حتى لا يقعوا فى نفس الخطأ واقول لهم ان الزواج رزق من عند الله يرزقه من يشاء عندما يشاء ويجب الا نستعجل الرزق ففى السماء رزقكم وما توعدون
تعليق المحرر
ما سطره الصديق المبدع الحكيم د.هانى عبد الخالق على لسان تلك الفتاة يكشف ازمة مجدتمع متكاملة ومتصاعدة فالقضية ليست فى عملية النصب فقط بل قد يكون ما حدث لتلك الفتاة الساذجة هو الكاشف لكل التغيرات التى حدثت فى المجتمع فتاتنا نشأت فى اسرة عادية, مكافحة, مثل ملايين الاسر فى مصر كانت نصيحة الام الراحلة هى تلخيصا واضحا لما وصلنا اليه (خلى بالكم ياولاد من بعضكم انتم مالكوش حد غير ربنا) لا اقارب ولا جيران ولا قانون انتم فقط حماة انفسكم لكن مالم تكن تعلمه الام المكافحة ان الاولاد, الاشقاء, ستنقطع بينهم حبال التواصل والمحبة والحوار والسؤال لذا وجدت الصغيرة الحالمة نفسها فى مجتمع قاس وجاهل يحاسبها على عدم زواجها يعايرها بكلمة (عانس) تحاصرها الوحدة تطاردها غريزة الامومة والرغبة فى الانجاب قبل فوات الاوان والزواج فى بلادنا صعب فالشباب لا يتزوج اما للظروف الاقتصادية الصعبة او لسهولة الانحراف بعد ان ضلت البنات وغابت الاخلاق وضعف الإيمان لكن الصغيرة تربت فى بيت طيب لا تريد الا الحلال وابن الحلال الذى لم يعد يعرف الطريق المضمون والآمن الى بنت الحلال لم تعرف الصغيرة ان اشياء كثيرة فى مصر اصبحت عشوائية, لم تعرف ان عديمى الضمير اللصوص الجدد اكتشفوا نوم القانون وغيابه صدقت ان لا احد لا مكتب يمكنه الاعلان عن نفسه فى صحيفة او يضع لافتة مضيئة على واجهة عمارة الا بتصريح صدقت ان كل من يطلق لحيته او يمسك بمسبحة فى يده هو من المؤمنين المتمسكين بدين الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) فدخلت هذا المكتب محترف النصب الذى استطاع صاحبه ان يؤجره بدون بيانات حقيقية او حتى ابلاغ القسم التابع له وبدون ترخيص قانونى النصاب يجد ضالته فى الطامع والطامعة هنا تبحث عن الحلال تتشبث بأطراف الأمل وحتى يكتمل النصب لابد ان يكون العريس مغريا ومجيدا لاصول اللعبة لا استطيع ان ألوم الصغيرة الجاهلة ولا اقول لها كان عليك ان تتأكدى من صحة اوراق هذا المكتب وان تستشيرى احدا من حولك غير صديقتك التى تعانى وتحلم مثلك فانا متفهم لكل ما تعانيه وما تحلم به اللوم كله للقانون الغائب للوزارات التى قصرت فى عملها فسمحت لمثل هذه المكاتب ان تخدع الابرياء للشرطة التى تسمح لاصحاب الشقق بتأجيرها مفروشة باى اسم وبدون اخطار او تسجيل اللوم كله للصحف التى تنشر اعلانات مثل هذه المكاتب بدون الحصول على الاوراق الرسمية والتراخيص التى تؤكد صدق عملها اتمنى ان تستفيد البنات من مأساة تلك الفتاة ولا يندفعن الى شباك اللصوص والنصابين عبر مكاتب الكذب والوهم ومصائد الانترنت ويثقن ان رزقهن سيصل اليهن مهما بعدت المسافات والازمات وان يلتزمن كل الحرص وهن يقدمن على الزواج فاحيانا نسعى بأنفسنا الى الشر والعذاب آملين انه الخير والسعادة وسأتابع مع الصديق الدكتور هانى عبد الخالق ما تعرضت له هذه الفتاة من نصب وارجوها ان تساعدنا فى ابلاغ الشرطة حتى يمكننا ان نصل الى هؤلاء النصابين حتى نعيد اليها حقها ونحمى اخرين من هذا المصير وكلى امل ان نعيد اليها بعضا من أمانها وسعادتها واموالها المقترضة والى لقاء بإذن الله
المزيد ....

اليتيم والحزن

15/10/2010

سيدى اكتب اليك وانا فى حالة من الحزن العميق بسبب اختى الوحيدة نشأتنا كانت نشاة متدينة ومغلقة فى احدى دول الخليج فى اسرة ميسورة بين اب فاضل طيب وام مكافحة المشكلة بدات عندما بلغت اختى سن الزواج وبدا العرسان يطرقون الباب فهى على مستوى عال من الجمال والاخلاق والتعليم (احدى كليات القمة) قدر لها ان تتزوج من احدى الشخصيات المرموقة علميا وسافرت معه الى الخارج فى بعثة علمية بعد الزواج الذى تم رغم مضايقات والد الزوج عنيف الطباع سليط اللسان عاشت حياة سعيدة بالخارج كانت تخبرنى بان احدا لم ير السعادة مثلها ورزقها الله بحمل من زوجها ولكن هذه السعادة لم تدم سوى خمسة اشهر واكتشفت بعدها الصاعقة ان زوجها الطيب الحنون مريض بالسرطان وان له سابقة مرض قبل الزواج ولكنه لم يخبرها لانه كان متأكدا بانه شفى تماما رغم تحذيرات الاطباء له بالكشف المتكرر لتفادى احتمالية رجوع المرض قدرت اختى الموقف واقسم لك ياسيدى انها لم تلمه للحظة وظلت تلح بالدعاء والصدقات ولكن ارادة الله فوق كل شئ فكانت نتيجة الخمسة اشهر طفلا فارق ابوه الحياة عندما تم عامه الاول وبعدما قاست اختى رحلة علاج صعبة فى ظل تسلط اعمى من ابى الزوج الذى فرق بينهما فحرم عليها حتى النوم الى جواره فهو الحاكم الامر الناهى فى كل امور الحياة وصعوبات اخرى لا يسع الوقت لذكرها وظن الجميع ان الدنيا ستعطيها ولو حتى جزءا من السعادة التى سلبتها منها جزاء صبرها واحتسابها فبعد وفاة زوجها خرجت من الاحزان الى العمل ولم يرحمها جد يتيمها فرفع عليها كثيرا من القضايا لرؤية الصغير الذى ابدا لم تمنعه عنه ومنعها من شقة الزوجية وخلال تلك الفترة لم يسأل على ارملة ابنه ولا حتى حفيده اليتيم بل فقط كان جرس الباب لا يدق الا بالمحضرين ليبلغوا اختى بمواعيد القضايا المرفوعة ضدها وفى خضم هذه الاشكالات تقدم لخطبتها الكثيرون ولكنها اختارت من يقبل بابنها لانها تبحث عن اب لابنها وتمت الزيجة من زوجها الثانى على هذا الاساس فهو مطلق بلا اولاد بسبب بعض المشاكل النفسية كان يعمل مهندسا فى احدى شركات البترول واقيل من العمل بعد اشهر من الزواج بسبب مشاكل مالية تخص الشركة كانت الامور تسير ما بين شد وجذب خلال فترة زواجها الثانى بسبب اختلاف الطباع فهو انطوائى غير محب للناس ولا للعمل حيث انه لم يقبل باى عمل نهائيا بعد اقالته رغم توافلر عدة فرص حقيقية ومغرية على مدار ما يقرب العام وانا اشهد له انه كان يعامل ابن اختى اليتيم احسن معاملة كما لو كان ابنه لا سيما انه حرم من الانجاب سابقا بسبب بعض المشاكل كما ذكرت اما اختى هى الاخرى فكانت تحسن معاملة اهله جدا فلم تدخر جهدا فى خدمتهم وارضائهم اما عن جد اليتيم فلم ترد اختى اخباره تحسبا لما قد يحدث منه بابعاد ابنها عنها رزقها الله من زواجها الثانى بطفلة جميلة وحدث مالم نكن نتوقع حيث رفض اهل الزوج الثانى تماما وجود الولد ونقضوا العهد ونسوا ان خير بيت من بيوت المسلمين بيت فيه يتيم يحسن اليه (على الرغم من ان اليتيم ينفق من ماله الخاص) وعندما عارضت وذكرتهم بانه شرط من شروط الزواج انهالوا عليها باتهامات ظالمة افظعها انهم اتهموها بالسرقة بدون ادنى رد او معارضة من الزوج وكأن الامر لا يعنيه الامر الذى نزل كالصاعقة على ابى اثناء المجلس العرفى وتم الاتفاق على ان الفيصل هو حلف اليمين الغموس الذى ليس له كفارة لاظهار براءة اختى وتحدد الميعاد ولكن اختى فقط هى التى حلفت واما والد وام الزوج صاحبا الاتهام فلم يحلفا والزوج لم يحضر اصلا بل وقف على بعد كيلو مترات من المسجد الذى تم فيه الحلف دون ادنى موقف تجاه زوجته التى ظلمت ووضعت فى موقف لا تحسد عليه امام اهلها والحاضرين وبعد هذا الموقف ظلت اختى فى بيتنا لعدة اشهر بلا سؤال منه ولا من اهله ولا حتى على ابنتهم الرضيعة سوى بعض الرسائل او رنات الموبايل من اختى بلا اى رد منه وعندما تدخل الوسطاء كمبادرة من طرفنا لوضع نهاية لما يحدث كان رد والده بنفس اللفظ (قولنا للحرامى احلف قال جالك الفرج) اصرارا منهم على الاتهام ويعلم الله براءتها فذهبت اختى الى المحكمة تطالب بنفقة للصغيرة لعلها تحرك منهم ساكنا ورد هو الاخر بقضية رؤية وبعدها تمت تسوية النزاع وديا فى محكمة الاسرة بدلا من ان تاخذ الشكل القانونى فتنازلت اختى عن قضية النفقة رسميا اما هو فظل متحفظا بقضيته وهو الامر الذى اكتشفناه لاحقا رغم انه عندما سألته اختى اكد لها ان كل شئ قد انتهى ورجعت اختى لتكمل الحياة بدون ادنى رد لكرامتها حيث لم ينطق بكلمة انصاف واحدة امام ابيه فى المحكمة استعطفها فقط بالدموع التى ملات عينيه عندما انفرد بها وانه لا يستطيع ان يحيا بدونها ووعدها بانها لن تحرم من ابنها وان كل ما عليها ان تكبره امام اهله وتعود معه الى بيتها فى نفس اليوم الذى قابلها فيه فى المحكمة اما عن ابنها فتتركه مؤقتا لمدة شهر عند امى الحاضنة له الى حين ان تهدا الامور وامى هى الاخرى اقسمت بان الولد لن يعيش معهم لاخر العمر لانها تعلم برفض الاهل لليتيم وهى تحبه حبا جما ويحظى عندها بقدر كبير من الحنان ورجعت اختى الى بيتها رغبة منها فى استكمال الحياة مع طفليها بدون اى اعتبارات اخرى وتحديدا فى اليوم الرابع من رجوعها فوجئنا بمكالمة عنيفة اللهجة من جد اليتيم مضمونها ان والد الزوج الثانى اخبره بالزواج وبالتالى يحرم على حفيده العيش مع امه لانها تزوجت وبناء على ذلك الابن يحرم عليه امه بامر جده وبمواجهة الزوج اتضح انه ليس لديه علم بفعلة ابيه ولكن كالعادة لم يستطع ان يواجه اباه لماذا فعل هذا لكنه كان يعاملها احسن معاملة لرغبته الشديدة فى استكمال الحياة والحت اختى على زوجها لكى ترى طفلها الذى يبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصف ولكنه كان يعتذر وينصحها بالصبر وان الوقت غير مناسب وفى اليوم الذى رأت فيه ابنها لمدة خمس دقائق فى الشارع تحت بيتها ظل يبكى ويقول (انا عايزك يا ماما انا عايز اطلع معاكى) وخرج من بين احضانها وهو يبكى بحرقة مما اثار شعور الامومة المتفجر بداخلها فلم تجد الام الحائرة الا ان تفر من المنزل هاربة لترى طفلها مقررة الانفصال بالطلاق ولكنها سرعان ما ترددت فى قرارها بعد مكالمة بكاء منه ورغم اعتراف اختى لزوجها بان خروجها من بيتها بهذه الطريقة خطأ فادح فى عدة مكالمات تمت بينهما الا انه سرعان ما اقام عليها دعوى طاعة هذا بالاضافة الى قضية الرؤية السابقة ومع كل هذا ذهبت اختى تطرق باب محامى زوجها لتسأله ان تكمل بالمعروف او تنفصل بالاحسان فاخبرها ان زوجها اتخذ موقفا تجاه اهله فسحبوا منه مفاتيح السيارة وقاطعهم سيدى اختى فى حالة من الضياع زوجها يقول انه متمسك بها وبابنها وبالحياة الى اخر يوم فى عمره ولكنه دائما لا يفى بوعوده فليس لديه القدرة ان ينفذ وعدا قطعه على نفسه فى ظل تسلط الاهل واختى هى الاخرى تريد الرجوع بشروط وهى ان يعمل ويعتمد على نفسه والا يحرمها من ابنها ويستقل عن اهله يصلهم صلة الرحم الواجبة بدون تدخل منهم والا فلا… الان تحارب فى ثلاث جبهات جبهة جد اليتيم, اهل الزوج,وامى فى ظل ضعف شديد من الزوج تساؤلات كثيرة بداخلها هل تقبل ان تعيش مع هذا الزوج واين الامان مع زوج ابقى على القضايا حتى بعد الصلح او من اهله الذين نقضوا العهود وهل من العدل ان تقبل بزوج بلا عمل لتنشأ ابنتها بين اب وام ويبقى ابنها بلا اب ولا ام وما هو مصير هذا الطفل اذا توفى الاجداد واذا قررت الانفصال هل تستطيع ان تواجه الحياة بطفلين بمفردها بلا سند سوى الله سيدى اختى الان اصبحت خائفة من كل شئ فى حياتها لا سيما انها اصلا ذات شخصية مسالمة حسنة النية الى ابعد درجة رومانسية تحتاج دائما الى حنان وعطف سيدى انا اخشى عليها اذا قدر لها الحياة بمفردها فمن سيقبل بامراة بطفلين على الرغم من صغر سنها وجمالها ولك ان تعلم انه كما ان فترة زواجها الاول لم تدم طويلا فان فترة زواجها الثانى لم تدم سوى سنة وشهرين سيدى اعتذر على الاطالة وارجو ان ترد فى اقرب فرصة لان القرار سيعتمد على رايك بصورة كبيرة
تعليق المحرر
سيدى هذا النع من المشكلات يضع الانسان فى مأزق فالرأى هنا مسئولية و الرائى هنا قد يتعاطف مع مسيرة وشخصية شقيقتك الوديعة المسالمة وغير المحظوظة فى اختياراتها فينصحها بالنجاة بنفسها من تلك الحياة البائسة خاصة ان المؤشرات لا تنبئ بتغير الاحوال وقد يحكم عليها الرائى والناصح بالشقاء عندما يطلب منها ان تستمر مع زوجها من اجل طفليها ولكنى سأحاول ان اتجرد وانا اشارككم التفكير وسأنتهزها فرصة للتوقف اولا امام اختيار شريك الحياة فما حدث مع شقيقتك فى زيجتيها يكشف عن عدم السؤال والتخير والتعجل فكثير من الابناء وخاصة البنات يغفلن بمشاركة الاهل التأكد من صفات وطباع اهل العريس او العروس استنادا الى انهما لن يعيشا معهم ولكن تجارب الحياة ومحنها تعلمنا ونحن نعانق الزهرة او نصطحبها فى بيوتنا وقلوبنا ان نتأكد من صفاء اوراقها من الشوك او اعوجاج العود فان لم يكن (العرق دساس) فإن سوءات هذا العرق ستمتد حتما الى شركاء الحياة سيدى والخطاب هنا الى شقيقتك لا يجوز لى توجيه لوم او عتاب الى زوجها الراحل لانه اخفى عنها حقيقة مرضه ولكنها ايضا فرصة للتأكيد على حق الطرف الاخر فى معرفة كل شئ يخص صحة وتاريخ شريكه قبل الموافقة على الزواج فلو كان الراحل قد اخبر زوجته بحقيقة مرضه ولا اعتقد انها كانت ستغير رأيها لاهتمت به وتابعت حالته حتى وان رفضت فهذا حقها سيدتى كررت اخطاءك فى الزيجة الثانية وربما لضعف خبرتك فى الحياة وطيبة اهلك الكرام فتزوجت من رجل انطوائى, ضعيف الشخصية, تاركا قيادته لوالده, وها هى النتيجة, مولود جديد وصراعات ومحاكم واتهامات سيدتى الطلاق الان لن يوفر لك راحة البال وستعيشين فى صراع دام مع جد يتيمك وزوجك واسرته ويبدو من الحكى ان زوجك طيب القلب, محب, بدليل حسن معاملته لابنك قبل ان تتدخل اسرته هذا التدخل السافر والقاسى فحاولى ان تستميليه وتشجيعه على العمل لان جلوسه فى البيت واعتماده المادى على اهله احد الاسباب الرئيسية لضعفه امامهم اعرف ان هذا ليس بالامر اليسير ولكنه الخيار الافضل لك ولطفليك وفى نفس الوقت اذكر زوجك بمسئوليته عنك وبما يجنيه من رضا الله عليه ورحمته به عندما يرفق بك ويراعيك انت وطفلك اليتيم الذى قد يكون سببا كريما من الله سبحانه وتعالى لدخوله الجنة ولعلها تكون فرصة لمخاطبة قلب جد اليتيم الذى لن يكون سعيدا وحفيده ووالدته فى حزن وشقاء وقلق هل يسعده ان يغرس فى قلب الصغير حقدا وكراهية؟ هل بعد رحيله اطال الله فى عمره يحب ان تصبح ذكراه مدعاة للحزن ام فرصة للمحبة والدعاء له؟ ونفس الاسئلة اطرحها على والدى الزوج الحالى فما فات اكبر بكثير مما هو آت فلا تظلما ابنكما بضعفه الانسانى والمادى وثقا بأن سعادته واستقراره سعادة وفرح لكما سيدتى حاولى مرة اخرى استعيدى صبرك واحيطى زوجك بحبتك وحنانك تجاوزى عن اخطاء اهله فى حقك لا تجعلى الطلاق سيفا مصلتا على رقبته طوال الوقت فلا تشعرينه بأنه قد يخسر اهله ثم يخسرك كونى عونا له على نفسه وعليهم استثمرى حبه لك ورحمته بيتيمك فى اجتذابه وتحريضه على العمل ولا يبقى لى وللقراء الا الدعاء لك بأن تعيشى مع طفليك فى سعادة تعوضك عن الشقاء الذى عايشتيه والى لقاء بإذن الله
المزيد ....

مدرسة الصبر

8/10/2010

ارسل لك ياسيدى هذه الرسالة لمن لايرضى عن حياته وظروفه ليتأسى بها ويحمد الله على ما مر به من ظروف مهما كانت فكل فرد فينا عندما يرى ظروف غيره يرضى بما قسمه الله له
انا شاب فى الثلاثينيات من العمر اسكن فى احدى المدن الساحلية بعد التخرج التحقت بوظيفة حكومية واثناء العمل حصلت على دراسات عليا ولكن وجدت اننى لابد ان ابدا حياتى المادية العملية الحقيقية بالاضافة الى اننى لا احب التقييد لذا حصلت على اجازات سنوية وبدات بالعمل الفعلى بالتجارة بدات بخمسمائة جنيه فقط ومع الوقت والتقدم فى العمل وفقنى الله فى تكوين راسمال جيد جدا بعد كفاح مرير جدا اثناء ذلك وفقنى الله وتزوجت ثم بدات الابتلاءات فبعد فترة من الزواج وتأخر الانجاب اخبرنى كل الاطباء بانه من المستحيل حدوث حمل وولادة والعيب من جانبى فلم اجد غيره سبحانه وتعالى الجأ اليه فلم يردنى والان رزقنى الله بثلاث جواهر والحمد لله واستمرت الحياة والعمل والكفاح اتحمل المنافسين فى العمل من ناحية واتحمل ما يحدث من المقربين جدا لى من حقد وحسد دائمين ورغبة قوية منهم فى انهاء حياتى العملية بصورة غير مباشرة وغير مبررة واولهم زوجتى وانا بالطبع اتحمل سنين وراء سنين ومع مرور الوقت تقدمت فى عملى واصبح لى فروع عديدة ومصالح اخرى فلى مجالات اخرى ومع كل ذلك حياتى كلها عبارة عن شيئين فقط: الاول عبادة الله والتزامى بكل فروضى دون تزمت والثانى التركيز فى عملى مع مساعدة كل من يستحق وايضا من لا يستحق عملا بالمثل القائل(اعمل الخير وارمه فلى البحر) وايضا (صاحب العمل الخير قال يارتنى كترت منه ,وصاحب العمل الرضى قال يارتنى ماعملت) وهذه كانت حياتى فضلا عن الحديث (اعمل المعروف فى اهله وغير اهله) وفى خلال عام واحد حدث ما لا توقعه بداية من مرض اولادى الثلاثة مرورا بعدم القدرة على الحج قبل الوقفة ببضعة ايام بسبب حصول شركة السياحة على اموال الحجيج واختفت وصولا الى خيانة احد الشركاء فى اكبر صفقة فضاع معها الكثير ثم سرقة فرع من الفروع ثم توقف العمل فى فرع اخر وفجأة توقف العمل حمدت الله وصبرت وحاولت الوقوف مرة اخرى فى السوق ولكن ظروف الركود والكساد الاقتصادى واهتمام الناس بالحاجات الاساسية اكثر ساعد على عدم العودة مرة اخرى فضلت ان اساوى كل امورى المالية بحيث لا يوجد اى ديبون على عاتقى وان اعطى لكل ذى حق حقه ولم يعد يوجد اى ديون لاى فرد وبالطبع كلما حدث امر مثل ما حدث احمد الله واصبر واتذكر الحديث القدسى (صبوا عليه العذاب فانى احب ان اسمع صوته) وهكذا وطبعا ذلك كله تبعه هروب كل الاصدقاء وتذمر الاقارب وما احزننى توقفى عن مساعدة من كانوا ينتظرونى شهريا ولكن لهم رب اسمه الكريم وبالطبع تبعه تذمر زوجتى الشديد وغضبها الدائم وعدم تحملها للوضع الجديد هى وغيرها
بالطبع مع هذه الظروف اضطررت للرجوع الى العمل فى وظيقتى الحكومية وما عانيت منه من كل النواحى من قلة الدخل مع الروتين والقيود بالاضافة الى الحرج الدائم من اشخاص كانوا فى يوم ما موظفين عندى ومن شابههم ومؤخرا بدات حياتى تسير فحدث لى حادث مؤلم جدا وضياع اخر حاجة كنت املكها وكانت باقية من ايام العمل الجميلة وهى سيارة حديثة جدا لقد انتهت تماما وسط دهشة المحيطين وعدم اهتمام الكثير منهم فقد تعودوا على حدوث كثير من الانتقام لى عند غير المحبين
سيدى الفاضل قصدت اعرض مقتطفات من حياتى لكى يقرأ ذوو البلايا ويعرفوا انهم ربما افضل حالا مما انا عليه وما انا عليه الان هو فضل ونعمة من الله هو حال عزيز قوم لكن لم يذل الا لله وحده …اللهم انى عبدك الذليل وانت العزيز وهل يرحم الذليل الا العزيز الهى انا الفقير وانت الغنى وهل يرحم الفير الا الغنى الهى انا العبد وانت الرب وهل يرحم العبد الا الرب
سيدى الفاضل ارجو ان اكون ساعدت من اقرأ مشاكلهم فى بريدك الاسبوعى بان يعلموا ان رحمة الله واسعة وفرجه قريب (ان مع العسر يسر) ما يحدث لنا الان هو الخير (لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع) ولا اسألكم الدعاء بان يرفع عنا الله جل جلاله الإصر والبلاء وان يرزقنا العفو والعافية وان يرزقنا من عنده بكرمه وفضله بوظيفة مناسبة ذات دخل مناسب من خلال عمل شريف وحلال وليس به اى شبهة والله الموفق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق المحرر
سيدى كثيرون يغفلون عن ان ما بين ايديهم او ما يكنزون قد لا يكون لهم هم فقط مؤتمنون عليه وليس رزقهم فالرزق كما فى المال فى الصحة والمرض فى الاصدقاء والاعداء فى الازواج والابناء فاذا وعينا بهذا وسلمنا به لاسترحنا وتعاملنا مع الحياة بما تجود راضين بخيرها وشرها ففى سورة الإسراء يقول سبحانه وتعالى (واذا انعمنا على الانسان أعرض ونأى بجانبه, واذا مسه الشر كان يئوسا, قل كل يعمل على شاكلته فربكم اعلم بمن هو اهدى سبيلا) وها انت سيدى من الصابرين المحتبين وحوارى معك الان ليس لك فانت ممن نقتدى بهم ونحتسبك ممن قال فيهم الله فى كتابه الحكيم: (سلام عليكم بما صبرتم, فنعم عقبى الدار) ولكن كلامى الى الذين لا يتحملون ما ابتلاهم الله به فيعلنون يأسهم وينتظرون الموت بل يترجونه بدلا من مواجهة نوائب الحياة فليس الشقاء ان تكون اعمى بل الشقاء ان تعجز عن احتمال العمى كما قال الشاعر والفليسوف (جون ميلتون): (ان تحمل المحن الصعبة هو تطهير للروح والبدن والطريق الشاق الى حصد المنح لمن يرضى ويصبر ويكون من الشاكرين لذا فإنى اتعجب كثيرا من الذين يلقون بأنفسهم فى الماء قبل ان تغرق السفينة فلو صبروا وجاهدوا ربما اصلحوا السفينة ونجوا وانقذوا معهم اخرين, من يتجاهل قسوة سريره ينم جيدا) هكذا قال الحكماء قديما فالتصالح مع الواقع المؤلم والبحث عن فرص للحياة معه أجدى من البكاء عليه فاستدعاء الألم وتأمله والاستسلام له لا يجلب إلا الألم واليأس أبعدهما الله عنكم جميعا وإلى لقاء بإذن الله
المزيد ....

السر المقدس

1/10/2010

اثارت رسالة الفتاة التى تنتظر اصابتها بمرض السرطان شجونى وربما اثارت حزنى اكثر فهى مهما تكن فى مرحلة انتظار المرض اما من هو مثلى فى مرحلة المرض فعليا منذ اكثر من 17 عاما وليس مرض السرطان بل هو مرض العن من السرطان الاف المرات الا وهو مرض الاكتئاب الغول الذى التهمنى والتهم حياتى الذى اصبت به منذ الصف الاول الثانوى دون سبب فحولنى بعد ان كنت الفتاة الاولى على الفصل المتفوقة دائما والفتاة الرياضية التى تشترك فى اكثر من فريق رياضى اننى اتعجب احيانا عندما اتذكر كيف كنت مشتركة فى كل هذه النشاطات الرياضية والاجتماعية والمسابقات المختلفة وفوز فريقى دائما فحولنى من كل هذا الى انسانة كئيبة فخسرت صداقاتى كلها وخسرت الانسان الوحيد الذى كان من الممكن ان ارتبط به وخسرت قبل كل هذا نفسى خسرت قدلاتى على التفكير والتركيز والتعامل مع البشر سيدى هل تعرف معنى مرض الاكتئاب لا يوجد انسان فى الدنيا يعرف معنى هذا المرض الا المكتئبون فقط معناه الا يكون هناك طعم لاى شئ لا طعم للاكل للشرب للكلام لا طعم لاى شئ يمكنك تصوره فى الدنيا وليس لا طعم فقط بل صعوبة فى اداء هذه الاشياء كلها حتى صعوبة فى قضاء حاجتك سامحنى ويصبح وجودك البيولوجى كله عبئا عليك ستقول لى لم لا تجربين العلاج والعلاج صدقنى لا ياتى بنتيجة جربت 7 اطباء والبرشام يتعبنى اكثر من المرض نفسه وجربت العلاج بالاعشاب فتحسنت حالتى قليلا لكن المرض لم يزل موجودا وطاغيا لقد وصلت الى درجة التساؤل: لماذا خلق الله مرضا كهذا؟ لماذا خلق الله مرضا يجعل صاحبه يقتل نفسه من الم العذاب الذى يحياه؟ فكل يوم طويل وصعب والشعور بالضجر والزهق والملل المتواصل الذى لا يفارقك ثانية واحدة يقتلك صدقنى حاولت الانتحار اكثر من مرة لكنهم انقذونى فى اخر لحظة اسرتى الطيبة تساندنى حتى الان لكنهم لا يشعرون بما انا فيه ولا اى انسان يستطيع ان يشعر بما انا فيه الا شخص مثلى وصدقنى انا لا اكتب اليك لاشكو فالشكوى لن تفيدنى ورتبت حياتى على الرضا حيث لا امل فى عمل او زواج او استمتاع بالحياة وحيث اننى اتقنت التمثيل على من حولى اننى كويسة وطبيعية مثلهم فمرضى هذا سر مقدس لا يعرفه الا اسرتى فقط اما خارج اسرتى فلا يعلم احد اننى مصابة بهذا المرض ليس خوفا من احد ولكننى لا احب ان اعامل كمريضة نفسية وايضا لانه لا احد يستطيع ان يفهم هذا المرض او ان يتفهم المصاب به سيدى اننى كنت اتكمنى ان اكون مصابة بالسرطان على ان اكون مصابة بهذا المرض وادعو الله احيانا ان اصاب بالسرطان حتى لا اموت منتحرة نسيت ان اخبرك ان الاطباء النفسيين او الذين كشفت عندهم على مدى 17 عاما 7 اطباء لايهتمون بالمريض فكل همهم ان يكتبوا لى البرشام فقط لا احد منهم مهتم بسماع معاناتى كما اشعر واحد منهم مثلا كانت مدة الكشف 3 دقائق وواحد اخر كان كشفه 5 دقائق اعتقد ان كل ما يهمهم هو النقود فقط لذلك كففت عن الذهاب اليهم
اما عن جلسات العلاج بالكهرباء التى كنت اصحو منها فاقدة الذاكرة فقدا مؤقتا لحسن الحظ وربما لسوء الحظ فأذكر مرة ان اخى ذهب معى الى المستشفى وبعد ان اخذت الجلسة صحوت لاجد نفسى فى عنبر حريم لا اعرف احدا فيهن كما اننى لا اعرف الدكتورة المعالجة لى التى جاءت لتطمئن على وسألتها انت مين؟ رغم اننى اعالج عندها منذ شهور وخجلت ان اسألها طب انا مين؟ وايه اللى جابنى هنا؟
فى النهاية انا اكتب اليك ليس لاشكو فالشكوى فى حالتى لا تجدى انا فقط اكتب اليك لانه يثير جنونى ان اسمع او اقرأ عن احد يقول انا مكتئب ولو عرف معنى الكلمة ما قالها كما اكتب اليك لاننى لا اعرف اى جهة فى هذا البلد تساعد المكتئبين او تسهل اجراءات اى شئ لهم او حتى حهة تسمعهم فقط وتحاول التخفيف عنهم اما انا فاعيش على امل واحد فقط هو ان يشفينى الله عز وجل رغم بعض الافكار والهواجس التى تحيل حياتى جحيما واعترف ان الله سترنى فى مواقف كثيرة ورغم صعوبة تعاملى مع الحياة وصعوبة تعاملى مع البشر وصعوبة تعاملى مع نفسى فانا مازلت احيا على هذا الامل الوحيد ولو ضاع منى هذا الامل فلا اعرف ما الذى يمكن ان يحدث بعدها ارجوك ادع لى انت وقراؤك بالشفاء وارجوك ان تنشر رسالتى حتى يعرف الاصحاء فى اى نعمة هم
تعليق المحرر
سيدتى نعم الصحة نعمة كبرى لا يعرفها الا من يفقدها ومن يعانى من مرض ايا كان نوعه كان الله فى عونه ورفع عنه ما ابتلاه به لحكمة هو وحده سبحانه وتعالى يعرف لماذا اختصه بها الاكتئاب الذى اغتال سنى عمرك النضرة هو غير الاكتئاب العارض الذى يعلنه البشر كلما ألمت بهم محنة فهو اكتئاب عارض يزول بانعدام السبب اما الاكتئاب الغول الذى استفرد بك فهو الذى ينجم عن خلل فى كيمياء المخ وهذا امر علمى لا اقدر على الخوض فيه والامر والتشخيص والعلاج للاطباء المتخصصين فلم تكشف سطور رسالتك ان كان مرضك له علاقة بالوراثة او بدأ باكتئاب عابر لظروف محيطة ولم يلتفت احد من افراد اسرتك لما تعانين حتى استفحل الامر لما وصل اليه كل هذا ياعزيزتى يستدعى عرضك على طبيب محترم يؤمن برسالة الطب السامية فيستمع اليك ويمنحك الوقت الكافى ولا يفعل مثلما فعل الذين ذهبت اليهم بأن يكتب لك عددا من الحبات تبتلعينها على مضض ثم تلقين بها لانكى لم تثقى بالطبيب تلك الثقة التى تمثل نصف المسافة للعلاج وارجو ان تتركى وسيلة للاتصال بك فى قسم (بريد الجمعة) عبر الفاكس او البريد الالكترونى وبإذن الله سنتيح لك فرصة العلاج والمتابعة عند واحد من كبار الاطباء الذين يراعون الله فى عملهم سيدتى سرك المقدس ليس عيبا ولا ينتقص منك والحمد لله انك مازلت تتشبثين بالأمل فى الله ولم تستسلمى لتلك الهواجس التى تدفعك للتفكير فى الانتحار او طرح اسئلة لن تقود الى شئ فالذى خلق الصحة والسعادة هو الذى خلق المرض والعذاب وجعلها أرزاقا موزعة على خلقه لحكمة هو وحده سبحانه وتعالى يعلمها وليس لنا الا قبول ما كتبه علينا فى السراء كما فى الضراء راضين صابرين شاكرين اعرف انه كلام سهل على انسان لا يتألم وان الألم يفسد المنطق والعقل ولكن هل امامنا بديل اخر غير الرضا والتسليم والقبول فنحتسب ما نعانى عند خالقنا ليوم تجزى فيه كل نفس بما كسبت وهل نحن الا فى مرحلة قصيرة مهما طالت وفى عذاب عابر من اجل سعادة دائمة هكذا وعدنا الحق لا تصدفى هواجسك التى تقول لك: ليته كان السرطان فلكل مرض آلامه وعذاباته فمن يؤلمه ضرسه لا يرى ألما بعده وما أقسى آلام العظام وما أشد اوجاع القولون وغيرها من الامراض التى ندعو الله ان يقيها عباده وإن كان كل انسان ميسرا لما خلق له فهو مؤهل ايضا لما ابتلى به فاستمرى يا عزيزتى على صبرك وتفاءلى بالخير وستجدينه بإذن الله وحتى تصلنى وسيلة الاتصال بك لا املك الا ان ادعو لك الله ان يرفع عنك ويشفيك ويجزيك خيرا عن صبرك ويهدى كل من اضل من عباده او اهمل فى مسئوليته التى سيحاسب عليها مثلما فعل من عالجوك فقد تعلمت ان ادعو بالهداية للضالين والظالمين فالله القادر على الانتقام قادر على الهداية والى لقاء بإذن الله
المزيد ....

يوم الجمعة

24/9/2010

انا ياسيدى رجل فى السابعة والاربعين من العمر نشأت فى اسرة بسيطة وسط اب متدين وام فاضلة وهى ربة منزل وثلاثة اولاد وبنت وقد تزوجوا جميعا والحمد لله وانا اكبرهم وبعد ان حصلت على الثانوية العامة واجدت احدى اللغات الاجنبية اتجهت للعمل وبفضل الله ودعوات ابى وامى التى كانت كانت لا تنقطع اصبحت موفقا فى عملى واصل الى ادارة المكان الذى اعمل فيه وبسرعة كبيرة وارتبطت مشاعرى خلال هذه الفترة باحدى بنات عمى التى كانت رائعة الجمال والطيبة والادب وما ان صارحتها بمشاعرى حتى فوجئت انها تحمل لى نفس المشاعر والاحاسيس وكانت سعادتى لا توصف فصارحنا الاهل وتمت الخطبة وبدانا فى تجهيز عش الزوجية وتزوجنا بعد قصة حب نادر حدوثها فى هذا الزمن وحمدنا الله ان جمعنا معا حيث ان بنت عمى هذه كانت مرغوبة للزواج من علية القوم وما تبع ذلك من مشكلات ورزقنا الله بطفلة جميلة واخرى بعدها باربع سنوات وبنيت شقة اكبر من التى تزوجنا بها واثثتها باحدث الاثاث وترقيت فى عملى فانتقلت من بلدتنا مع زوجتى وبنتى الى تلك المدينة الساحلية وهى اجمل بقعة فى مصر ووفرت لى الشركة التى اعمل بها شقة فى فيلا وسيارة وراتبا كبيرا وذهبت بنتاى للمدارس فى هذه المدينة واصبحت امورى ميسورة فاشتريت قطعة ارض لمستقبل البنتين وسيارة خاصة واصبح لى رصيد محترم فى البنك ولم ننس اهلنا واقاربنا فكنا الى جوارهم دائما نحب ونرحب بزيارتهم لنا دائما وذات يوم شكت زوجتى من بعض الآلام فذهبنا الى الطبيب واعطاها بعض الادوية وبعد اسبوع ازداد الالم عليها فأشار علينا الطبيب وهو صديق للاسرة بالنزول الى بلدتنا ومراجعة استاذ دكتور هو يعرفه وسافرنا الى الطبيب الاخر الذى طلب بعض التحاليل والاشعات وما ان رأها حتى انفرد بى واخبرنى ان زوجتى مريضة بهذا المرض اللعين وفى مرحلة متأخرة جدا ووقع الخبر على وقع الصاعقة وتماسكت وعدنا الى المنزل فأخبرتها بما قاله الطبيب واننى سوف اقوم بعلاجها فى العاصمة فى احدث المستشفيات وان العلم تقدم فما كان منها الا ان قالت اننى سوف اعالج هنا وسط اهلنا وليقضى الله امرا كان مفعولا واصرت على ذلك بشدة فلم اجد بدا من تحقيق رغبتها ورشح لنا دكتور صديق احد الدكاترة الكبار فى الاورام لاجراء العملية الجراحية وتحدد ميعاد العملية التى استمرت نحو اربع عشرة ساعة تم فيها استئصال اماكن الورم من معظم الجسم وفى هذه الاثناء اضطررت للانقطاع عن عملى وتصادف ان تغير مجلس ادارة الشركة فارسلت لهم كل المستندات عن ظروفى فلم يقدروها وقبل ان يتخذوا قرارا بفصلى من العمل قدمت استقالتى وقررت بعد ان اخبرنى الطبيب المعالج ان الاعمار بيد الله لكن هذه الحالات الصعبة العمر لا يتعدى عدة شهور فقررت ان ابقى الى جوار زوجتى هذه الاشهر والتى هى اخر نصيبها من الدنيا وليحدث ما يحدث بعد ذلك وبدانا رحلة العلاج الكيماوى الرهيبة وكم كنت ارى آلامها من هذا العلاج وهذا المرض الذى لا يرحم فقد بدأت حالتها تسوء واصبح بصرها يضعف شيئا فشيئا وكنت اتعذب وانا ارى الالم يرتسم على وجهها الجميل وهى تحاول ان تخفيه كى لا تعذبنى واصبحت لا استطيع ان احبس دموعى حين اسرح لها شعرها ويتساقط الشعر فى الفرشاة وانا احاول جاهدا ان احبس دموعى واخفى الفرشاة فى وقت واحد او حين تتحسس الموبايل حين تطلبها احدى البنتين وهو الى جوارها واناولها اياه ولا تستطيع الرد عليه واصبحت افعل كل ما بوسعى لارفع من روحها المعنوية لكن آلامها كانت أبرح من ذلك بكثير واصبح يومى هو المبيت معها وفى الصباح الذهاب للبنتين لاحضار الطعام لهما واغلاق الشقة عليهما والعودة للمستشفى او اصطحابهما لزيارة امهما حين لا تكون فى نزاع مع الالم وهى اوقات قليلة جدا وبدأنا الاستعانة بأقوى المسكنات القانونية وغير القانونية لتسكين الالم دون جدوى وانتقلنا من مستشفى لاخر ومن مركز لاخر دون جدوى وصعدت روح زوجتى الى بارئها فى يوم جمعة حين اذن المؤذن لصلاة الجمعة بعد رحلة علاج استمرت حوالى سبعة اشهر ووجدت نفسى وحيدا ومعى طفلتان لا يكادان يدركان ما حل بهما ولا بأمهما واصابنى حزن شديد لم استطع الخروج منه وقد وجدت نفسى وقد فقدت كل شئ فلا عمل ولا ارض ولا سيارة ولا نقود ولا صحة فقد اصابنى مرض السكر من شدة الحزن وتدهورت صحتى بسرعة واصبحت نحيلا حتى ان من عرفنى سنوات يحملق بى الان ليعرفنى انا ام لا واصبحت وانا كنت اكثر الناس مرحا لا اعرف معنى الضحك او الابتسام رغما عنى حتى ان طفلتى ورغم ما حل بهما من تغيير فى حياتهما من مستوى الى اخر تماما اصبحا يسألاننى (انت مكشر ليه يابابا؟) وهذا يحدث رغما عنى ولا اشعر به وظهر معدن الاصدقاء فلم اجد من المخلصين سوى اثنين او ثلاثة بجانبى قدر استطاعتهم والمشكلة يا سيدى اننى لا استطيع نسيان معاناة زوجتى وآلامها الفظيعة مع هذا المرض اللعين واتذكر كل محاولاتها اخفاء هذا الالم عنى واتذكر كم كانت تقاسى من هذا الوحش الذى ينهش فى اجساد مرضاه بلا هوادة ولا رحمة ولا يعلم آلامه سوى الله ومرضاه الذين يقاسون هذه الآلام جنبنا الله واياكم هذا المرض وجميع المسلمين يارب العالمين وبعد مرور خمس سنوات على وفاة زوجتى الحبيبة وبعد ان غرقت فى الديون وتخلى عنى جميع من ظننتهم الى جوارى قابلت احد رجال الاعمال الذى اسديته صنيعا يوما وما ان رآنى لم يصدق واصر على عملى فى احدى شركاته فى مكان بلا عمل تقريبا منذ اربعة اشهر ولكن للاسف فى نفس المحافظة البعيدة واضطررت للبعد عن ابنتى وتركهما مع جدتهما وهى امى لاستمرار الحياة ومحاولة البدء من جديد واصبحت بين مطرقة البعد عن احبائى وسندان متطلبات الحياة والحمد لله وللاخت كاتبة رسالة (آلام الخوف) اقول بارك الله فيك باحساسك الجميل وليكن دعاؤنا فى كل جمعة ربى لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه فهو القادر سبحانه وتعالى على ان يخفف الم المتألمين والذى لا يعلمه سوى الله ومن يقاسون هذا الالم وهو الرحمن الرحيم
تعليق المحرر
سيدى لا اعتقد انك فى حاجة الى كلمات منى عن ملاكك الراحل وان الله طهرها بالألم فكانت من الصابرين على قضائه الراضين بابتلائه فذهبت اليه راضية مرضية فى ساعة ويوم مباركين مثل هذه الانسانة يحزن على فراقها ويسعد لها لانها ستكون حيث وعد الله الصابرين المؤمنين يفوتنا كثيرا ياصديقى ان اقدارنا تأتى الينا فى موعدها هذه الاقدار التى كتبت لنا وعلينا ولا يستطيع اى منا تغييرها يأتينا الموت وهو الحق المعلوم والنهاية الحتمية التى نعرفها منذ لحظة الميلاد و7علينا ان نستعد لها فالحياة الدنيا مهما طالت قصيرة وحياتنا الابدية هى التى ذهبت اليها شريكة حياتك وسنلحق بها فلماذا اذن تصيبنا الدهشة ويسكننا الحزن الموت واحد, مفاجئا او مبشرا, صامتا او مدويا, وما قد يبدو سببا له كالمرض او الحوادث لا يغير فى حقيقته ومعناه ونتائجه وتبقى الحكمة لله وحده علينا ان نقبلها صاغرين وما حدث لزوجتك ربما كان لحكمة منها الكشف عن معدنك الاصيل ومعادن من حولك من الصادقين او الهاربين من الدعم والمساندة استميحك عذرا ان تطل بعينيك على الرسالة المجاورة لك (سوف احيا) ففى التضاد بين البشر والحكايات تتجلى حقيقة الانسانية وتتكشف المعانى الحقيقية للخير او الشر
سيدى لم تطلب مساعدة او عملا وحرصت على تأكيد ذلك فى سطورك الخاصة لى ولكنه الحزن الذى جعلك تبوح وتفضفض لنا لذا اقول لك من اجل زهرتيك طفلتيتك قدر استطاعتك احك لهما دائما عن جمال امهما وحبها وعطائها وكيف عشتما قصة حب وألم رائعة واسع الى تغيير وضعك الوظيفى بتنمية مناطق قوتك حتى تترقى فى عملك او تبحث عن عمل اخر حتى تتمكن من ان تصطحب طفلتيك معك فلا يطول غيابك عنهما وثق كما وضع الله فى طريقك صاحب العمل ينتشلك من البطالة ويمد لك يده ليعينك على مواصلة رحلتك فى الحياة فهو قادر على ان يرزقك ويعينك على تلك المسئولية الكبيرة فالقادم اصعب ولكن مثلك لا خوف عليهم فبإيمانك اجتزت الصعب كل الدعوات لزوجتك الراحلة ولك ولزهريتك ولوالدتك الكريمة واعانك الله وزاد من صبرك والى لقاء بإذن الله
المزيد ....

آلام الخوف

17/9/2010

اشعر بكابوس ثقيل يجثم فوق صدرى ويكتم انفاسى وحش شرس ضخم يلاحقنى باصرار اغمض عينى وامضى فى طريقى محاولة التظاهر بعدم وجوده لكننى فى الدقائق القليلة التى تسبق نومى عندما اضع راسى على وسادتى اختلس نظرة الى الخلف فاجده مازال موجودا مازال مصرا على ملاحقتى بل اجده لرعبى قد ازداد اقترابا انا فتاة فى السادسة والعشرين من عمرى صيدلانية باحدى محافظات الاقاليم والابنة الصغرى لاسرة تتكون من شقيقين وشقيقتين لى واب وام كرسا كل حياتهما لرعايتنا والسهر على راحتنا تزوج اشقائى واصبح لكل منهم حياته واعيش انا مع ابى وامى منذ مدة ليست ببعيدة علمت ان عائلة والدتى لها تاريخ عريق مع هذا الوحش اللعين المسمى بالسرطان ولم اعلم بذلك الا عندما اصيبت امى بهذا المرض منذ عامين او يزداد قليلا لقد اجرت الجراحة منذ زمن واتمت العلاج الكيميائى والاشعاعى بفضل الله وهى الان فى فترة المتابعة والان اتذكر نفسى عندما كان يراسل احد القراء الاستاذ الفاضل عبد الوهاب مطاوع رحمه الله يحكى عن معاناته مع المرض لست متحجرة القلب لاقول اننى لم اكن اتعاطف معه لكننى ايضا لم اكن اشعر بمعاناته مثل ما اشعر بها الان
فى فترة دراستى بالكلية عندما كان الدكتور يسأل عن العلاج لحالة مشابهة كنت ارد دون ان يطرف لى جفن: (Tumor excition, Chemo &Radio) اى ازالة الورم ثم العلاج الكيمائى ثم الاشعاعى كنت اقولها غير عالمة او متخيلة ما تحدثه الجراحة من تشوه وما يخلفه العلاج من عذاب وما ينجم عن الامر برمته من اثر مرير فى النفس وبعد كل ذلك ربما نجح الامر وربما …اسفة لك يا استاذى ان كنت اسهبت فى كتابة خواطرى واريدك ان تغفر لى فقلبى يحمل الكثير مما اود ان افرغه على الورق فربما يمنحنى ذلك بعض الراحة اقول اننى تغيرت منذ عرفت ذلك تغير شئ بداخلى للابد اعرف يقينا اننى التالية انا من سينقض على هذا الوحش ليمزقنى فى اى وقت صرت ارتعش عند سماع اسم هذا المرض هل تعرف تلك الطفلة الصغيرة التى تظهر فى التليفزيون قائلة:انا هقولكوا كلمة واحدة انا خفيت الحمد لله. صرت ابكى لمجرد تذكر هذا المشهد وابكى وانا اكتب لك تلك السطور الان وربما يظن البعض انها دموع الفرح لنجاة هذه الطفلة البريئة من هذا المصير الشنيع بالطبع انا سعيدة من اجلها لكننى ابكى عندما اتذكر مصيرى المنتظر عندما اتذكر اننى سأقاسى ما عانته هى وربما هى دموع غبطة لشجاعة هذه الطفلة التى عانت ما ارتجف انا منه عندما اعلم اننى ساختبره عندما اصاب بهذه اللهعنة لكن عندما افكر فى الامر التمس لنفسى العذر فهى طفلة لا تعرف قسوة ما تعانيه وان قاست فهى لاتدرك معنى المرض ولاتبعاته ولا خطوات العلاج المريرة اما انا فادرك ما ينتظرنى اعرف كيف ستاعذب وربما انجو وربما.. لا اعرف متى ساكتشف الورم وان هل ساوافق على العلاج اخشى ان اقوم بالفحص الذاتى عن نفسى لاننى ان وجدت شيئا فستكون كارثة واذا لم اجد ربما الكارثة اكبر وربما الورم من النع المتخلل الذى لا يحدث كتلة ظاهرة ولا يكشف عن عن نفسه الا فى مراحله الاخيرة غير طريقى الى العمكل حيث كانت امر كل يوم بمعمل يقوم باشعة الماموجرام فكنت اقرا الاسم ثم امضى فى طريقى افكر فى ما سافعله فى يومى واخطط لنزهة مع صديقاتى الان صار هذا شبحا يطاردنى وكلما قرات الاسم عاودنى تذكر شبح اللعنة تطاردنى منذ اجيال الان اود ان اطلب منك طلبا هو الا ترد على بكلمات مثل (كونى راضية بقضاء الله) او (ما يحدث فى علم الغيب) او (عيشى الان حياتك فلربما تموتين فى الثانية القادمة) او (لاتيأسى من رحمة الله فلربما لا تصابين بالمرض) فانا قد ناقشت هذه الكلمات مع نفسى الاف المرات فهذا الهاجس اول ما اصحو عليه صباحا واخر ما افكر فيه ليلا قبل ان انام واود ان اخبرك اننى سأصاب بهذه اللعنة ان عاجلا او اجلا واننى مؤمنة راضية بقضاء الله ايا كان مايعذبنى فقط هو الانتظار وتخيل المراحل البشعة لهذا المرض كل صباح ومساء واود ان اقول ايضا اننى ايضا لست حزينة لفراق الدنيا بالطبع انا خائفة من لقاء الله سبحانه وتعالى ولكن ليس مايحزننى هو الموت وانما العجز الاعتماد على الاخرين الموت وانا على قيد الحياة جسدى الذى سيشوه وشعرى الذى سيسقط وحياتى التى ستتبدد واقول لمن سيتهموننى بالاعتراض على قضاء الله ان حاشا لله لكننى فقط متوجسة خائفة مرتعبة وانتم لم تختبروا الم المرض والم انتظار الم المرض اننى لا اريد ردا على رسالتى صدقنى اعلم انك لن تجد ردا يريحنى وهذا ليس لقصور فى شخصك ولكن لاننى قلبت الامر على كل الوجوه وهو كما هو كما عرضته عليك الان ليس فيه ما يبهج ولا ما يريح ليس فيه الا الشقاء والمعاناة فاذا كنت تتساءل الان ولماذا ابعث اليك برسالتى هذه اذن؟ ارد عليك اننى اريد من يسمعنى ومن اشكو اليه ربما تعتقد ولك الحق فى ذلك عندما تقرأ هذه الكلمات اننى فتاة كئيبة سوداوية لا تفوت يوما دون شكوى ولاتمر ساعة دون غم والحقيقة المريرة اننى لست كذلك لست كذلك على الاطلاق فانا ان رايتنى وسط مجموعة من اصدقائى فلن تشك لحظة اننى مرسلة هذه الرسالة اليك لاننى اكثرهم مرحا واعلاهم ضحكة واقربهم الى التنكيت والقفشات والمقالب احب كل زملائى فصاروا كلهم والحمد لله يحبوننى كاتمة كل هذا الحريق المشتعل فى قلبى حتى كاد ينفجر لذلك اردت احد يسمعنى احدا يعرف ما اعانيه حتى وان لم اعرفه وان لم يعرفنى لذلك صدقونى لا اكتب هذه الرسالة طمعا فى رد يريح قلبى لانه لا وجود لمثل ذلك وانما فقط طمعا فى قلب يشعر بما اشعر به اقرأ رسالتى ياسيدى ودع الاخرين يقرأونها ربما يريح ذلك قلبى وهذا ابلغ من اى رد وأجل خدمة يمكن ان تقدمها لى اما انا فلا املك الا الدعاء بان يريحنى الله من الحياة قبل وصول هذا الوحش الى فهذا افضل ما يمكن ان يحدث لى
تعليق المحرر
سيدتى ارجو ان يكون قلبك قد استراح ولو لوقت قصير فها نحن قرأنا رسالتك ولكن هل هذا يكفى؟ مارست حقك فى البوح وصادرت حقى فى الرد عليك او الحوار معك فإذا قررت اغلاق عينيك سأكتب فاسمحى لى ان افعل ذلك حتى لو لم يضف اليك شيئا فربما يستفيد منه اخرون يعانون مما تعانيه الذين يخافون من الالم يتألمون من الخوف تلك المقولة التى احبها كثيرا ولا اتذكر الآن قائلها هى التلخيص الكامل والدقيق لحالتك فأنت بما تحملين فى داخلك تعيشين المأساة مرتين الاولى خوفا من المرض فتصادرين حقك فى الحياة والاستمتاع بسلامتك فتسلمين نفسك طائعة الى مصير مجهول لا يعلمه الا الله فاذا جاء قدره المحتوم وندعو الله ان يكون رقيقا بك حافظا لك تعيشين الالم والمعاناة مرة اخرى سيدتى الموت اذا اتى لا يحتاج الى مبرر ولا يبحث عن سبب وهو الشئ اليقين والمعلوم منذ الميلاد فمم نفر ولماذا ننسى هذه الحقيقة ولماذا تخافين من لقاء الله؟ أليس الخوف باعثا على حبه سبحانه وتعالى والتقرب اليه؟ لا اريد ان يكون حديثى معك او مع من يعانون مثلك مرجعه دينى ولا علمى فأنت اعلم منى ولكنى اذكرك فقط بأن التاريخ المرضى لاحد افراد العائلة لا يعنى حتمية وصول المرض الى الاخرين فى الاسرة وان كثيرين ممن ابتلوا بهذا المرض صغارا او كبارا لم يكن لديهم مرضى فى العائلة وتعلمين ايضا ان الاكتشاف المبكر للمرض يساعد كثيرا فى العلاج بل يمكن تلافى المرض ببعض التحاليل والاشعات التى تكشف عن مدى قابلية انسان للاصابة به فمرض والدتك يجب ان يكون دافعا للبحث والحرص لا للسقوط الكامل فى دائرة الخوف سيدتى كلمات الطفلة التى ابكتك يمكن ان تكون مصدرا للأمل لا للحزن ولكن كل منا يذهب حيث يريد وما تفعلينه بنفسك لن ينجو بك والوسواس الذى اصابك يستدعى استشارة طبيب نفسى لان اى انسان منا لو اسلم قياد نفسه للخوف من المرض او الموت ما خرج من بيته وما عمل وما غرس وكان الموت اولى به لاننا لم نخلق لهذا فاذا مس الانسان منا الخوف فليسارع بعمل الخير بمزيد من العطاء بالاقتراب من الله لاننا عندما نظن اننا نفر من قدرنا نكون فى حقيقة الامر ذاهبين اليه فما من شئ يصيبنا الا وقد كتبه الله علينا ونحن نطف فى الارحام فهو القائل فى كتابه الحكيم (قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله ىفليتوكل المؤمنون) صدق الله العظيم حياتنا واحدة ياصغيرتى فلا تضيعى عمرك خوفا مما هو ات فتحسرين واقعك وتغضبين خالقك لانك تصادرين حقه سبحانه وتعالى فى انزال قضائه وقدره بعباده عقابا او رحمة وابتلاء فاذا احببته سبحانه وتعالى قدر ما يستحق من حب ورجوت رحمته التى وسعت السماء والارض لرضيت بكل ماكتبه لك وهو بإذنه تعالى خير وسعادة وشفاء رعاك الله وحفظك ولطف بك فى قضائه وتذكرى دائما ما علمه لنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: (احفظ الله تجده امامك, تعرف الى الله فى الرخاء يعرفك فى الشدة, واعلم ان ما أخطأك لم يكن يصيبك, وما أصابك لم يكن ليخطئك, وأعلم أن النصر مع الصبر, وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا)
واذكرك ايضا بقوله صلى الله عليه وسلم:
(لايرد القضاء الا الدعاء, وان القضاء ليلقى الدعاء فيعتلجان الى يوم القيامة) والى لقاء بإذن الله
المزيد ....

ازمة صلاة

3/9/2010

انا اب لولد مازال فى المرحلة الابتدائية ابنى هذا فى بداية تعليمى الصلاة له وحتى وقت قريب كان لا يواظب على الصلاة كثيرا وفى سن 11سنة قلت له من باب الاهتمام بالصلاة ان الله امرنى ان اضربك اذا لم تصل وانا لا اريد ان اضربك فاما ان ادخل النار او تصلى فندخل معا الجنة فقال لى: يابابا ان شاء الله لن تدخل النار ولن تضربنى ومرت الايام ولم اضربه مرة واحدة ولكننا كنا نذكره دائما بمبطلات الصلاة ونتدرج معه فى سن الصلاة والفرق بين الصلاة الصحيحة والصلاة غير الصحيحة ومنذ فترة قصيرة لاحظت عليه والدته ان يكرر الصلاة فى الفرض الواحد اكثر من مرة فكان يكرر الصلاة مرتين ليتاكد انه صلى صلاة صحيحة ثم اصبحت ثلاث مرات ثم اربع ولا يرضى عن صلاته الا اذا صلاها اكثر من مرة وبعد ان يجهد نفسه ويتعب بدنيا وبدات اضيق عليه والزمه بالا يكرر الصلاة والوضوء فكان يقول لى يابابا انا حاسس ان صلاتى مش مقبولة لانى نقضت وضوئى اثناء الصلاة وكل مرة اروح اتوضأ تخرج منى غازات
وذهبنا الى طبيبة اطفال وعملنا تحاليل سوء هضم وقالت فى النهاية انه لا يوجد اى دليل على وجود غازات فى بطنه وان الموضوع كله وساوس شيطان وعندما سمعت زوجتى ذلك انهارت تماما واصبحت لا ادرى اتعامل مع ابنى ام زوجتى؟ وسبب فزع زوجتى ان لها قريبا فى الاسرة مصاب بمرض الوسواس منذ فترة ولا يوجد علاج ناجح له حتى الان وبعد ان كنت احثه على الصلاة اصبحت اتمنى ان ينسى ميعاد الصلاة لانه بمجرد سماع الاذان تبدا مرحلة العذاب لنا جميعا فقبل ان يتوضأ اذكره بالا يستمع لوسواس الشيطان ويتوضأ مرة واحدة ويصلى مرة واحدة مهما احس ان صلاته غير صحيحة وان الله سيتقبل منه ولكنه بمجرد ان يبدا تبدا المأساة ويظل يكرر ويقسم انه سمع واحس بخروج غازات منه وفى النهاية يقول لامه: ياماما انا عارف ان ربنا مش راضى عنى علشان زعلتك النهاردة او يخترع اى حجة تكون سببا فى عدم رضا الله عنه ومشكلة المشاكل ياسيدى فى صلاة الجمعة حيث يبدا اليوم ببكاء امه ودعائها له لعلمها ماذا سيحدث لانه سيذهب الى الجامع وفى اثناء الخطبة سيأتى الى البيت ليتوضأ مرة اخرى ثم يذهب الى المسجد ثم يخرج ليتوضأ ويقول وهو يكاد يبكى: مش عارف ربنا بيعمل معايا كده ليه؟ اكاد اجن من عجزى عن التصرف واريد ان اجرب القسوة معه والشدة بان يلتزم بالا يكرر الصلاة ولكنى اضعف امام كلامه الذى علمته اياه (يابابا لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق) حتى اننى اقسمت عليه فى يوم ان يكتفى بما اداه من الصلاة ويذهب للنوم ودهشت انه سمع كلامى ولكننى فوجئت به بعد ان نام الجميع يصحو وحده ويصلى
الان انا وزوجتى نلوم انفسنا على اننا قسونا عليه فى الصغر لتعليمه اصول الصلاة الصحيحة حتى اصبح عنده هوس الصلاة والوضوء والخوف من النار وزيادة الحسنات والفوز بالجنة ونعيمها ولكن كيف لطفل ان يصاب بهذا؟ سبحان الله هل يوجد علاج لهذا او رقية او تجربة يمكن ان تهدينا الى تخفيف عذابى؟
تعليق المحرر
سيدى لانها مشكلة ليست عادية ولانى اؤمن بالتخصص وما يعانى منه ابنك قد يفيد فيه رأى طبى أو دينى أو كلاهما فسأعرض الامر على متخصصين وسأقدمه لك الاسبوع المقبل مع قد يأتى من أصدقائنا القراء لعل فى علم او تجارب بعضهم ما يفيد وهى فرصة لان نلتف معا فى هذه الايام المباركة حول مشكلة عمادها الحرص على الالتزام الدينى ومع ذلك وصلت بالتعامل الخطأ الى ما وصلت اليه والى لقاء بإذن الله
المزيد ....

الملاك الحارس

27/8/2010

لم يكن يخامرنى شك انه سياتى اليوم الذى ساكتب فيه حكايتى لاكون احد ابطال بريدك الاسبوعى واعتقد ان الوقت قد حان لذلك فارجو ان يتسع صدرك لقصتى لقد ولدت لاسرة بسيطة ورقيقة الحال فى اقاصى صعيد مصر لاب تقى ورع لايترك صلاة الا فى المسجد وام رءوم تقطر حنانا وعطاء وكنت اكبر الابناء ونظرا لرقة حال اسرتى وضيق ذات اليد بدات العمل مبكرا منذ كنت فى الصف الخامس الابتدائى اسافر الى القاهرة تسبقنى دموع امى ودعوات ابى بان اعود اليهما سالما فكنت استقل قطار الفجر قطار الصعيد المتجه صوب العاصمة لكى اعمل طوال شهور الصيف كان كل صيف له رزقه كما يقولون فكنت اتقلب بين شتى انواع المهن بين صبى فى مقهى الى بائع للجرائد الى عامل فى مطعم الى بائع جائل فى حوارى القاهرة وازقتها..الخ فى مهن بسيطة وكنت اعمل باجتهاد طوال شهور الصيف ويكون شاغلى الاوحد هو ان اجمع ما يكفى من المال لاسدد مصاريف دراستى من الكتب وغيرها واشترى لنفسى قميصين وبنطلونين وشنطة للعام الدراسى الجديد وحذاء ولا انسى ان اشترى كعادتى كل عام علبة من الحلويات الشرقية التى يعشقها اخوتى الصغار ونحتفل عند عودتى باكلها معا ولا استطيع ان اصف لك ياسيدى ولقرائك الكرام مدى الشوق الذى كان يعتلج صدرى لكى ارى وجه ابى وامى واخوتى وان اكون بينهم عند عودتى فى القطار وانا اراقب المحطات تمر بطيئة ويكاد الشوق اليهم يقتلنى بعد فراق دام اكثر من ثلاثة اشهر بعيدا عنهم فى زحام وضجيج القاهرة وكيف انسى اذا نسيت انهار دموع امى عند عودتى وابتسامات ابى وتحلق اخوتى الصغار حولى فرحا بعودتى وشوقا لاكتشاف هداياى لهم فكنت اضع كل ما جنيت من مال فى كف ابى الحبيب ومضت بنا الايام على هذا المنوال ياسيدى سنين اعمل كل صيف فى القاهرة واعود الى اهلى فى الصعيد فى الشتاء من اجل المدرسة وفجأة نزلت بنا نازلة من نوازل الدهر وفقد ابى الحبيب عمله ولم يعد لاسرتى الصغيرة اى مصدر للدخل وتزلزلت حياتنا وشعرنا ان رياحا عاتية عصفت بنا فجأة وبلا مقدمات وكنت ان ذاك قد بلغت الصف الثالث الثانوى ومازلت اذكر تلك الفترة القاسية وتلك الشور العجاف حدث ذلك منذ اثنتى عشرة سنة كاملة ولقد بلغ من سوء الاحوال اننا لم نكن نجد ما ناكله سوى الخبز الجاف تضعه امى فى الماء فناكله او تطحن هذا الخبز الجاف وتخلطه بالملح لنسفه سفا على سبيل التغيير فقد علمنا ابى الكريم عفة النفس قبل كل شئ وكان يقول نموت جوعا ولانسأل الناس كسرة خبز ومرت هذه الفترة كما شاء الله لها ان تمر بمرها وبمرها حيث لم يكن فيها شئ حلو حتى انتهيت من امتحانات شهادة الثانوية العامة وركبت قطار الفقراء متجها نحو القاهرة لكى اضرب فى الارض واسأل الله من فضله ومهما وصفت لك ياسيدى قسوة هذا الاحساس بالعجز وان ترى الاحباء الغاليين من حولك يعضهم الجوع صبح مساء بانيابه وانت لا تستطيع له دفعا ولا منعة كان هناك فى قلبى حزن عميق ينهش فؤادى حزنا على ابى وامى
نزلت قاهرة المعز هذه المرة بجسد يابس عضه الجوع ويدين معروقتين وعيون حبلى بالامال والاحلام احلام بسيطة هى ان احمل الدفء والشبع الى ابى وامى ورغم انى كنت صبيا فقيرا الا انى كنت على قدر وافر من الثقافة وقارئ بامتياز وكنت اقرا للقدامى والمعاصرين على السواء وحدثتنى نفسى ان اطرق باب الكتاب والصحفيين (اصدقائى) الذين اقرأ لهم فلقد كنت استشعر تلك الصلة النبيلة بين الكاتب والقارئ ومن طول ما قرأت لكثيرين كنت اعدهم(اصدقاء) لى فهم ممن يحملون مشاعل العلم والحق والفضيلة واكيد هم اول من يهب لنجدتى فى هذه المحنة القاسية كان الله قد وهبنى اسلوبا رشيقا فى الكتابة ولغة عربية سليمة وثقافة عربية اصلية بشهادة الجميع فى مدرستى الثانوية حيث كنت احرر مجلات الحائط التى يمتدحها الجميع وقد عزمت على ان ازور الكتناب والصحفيين المفضلين لدى على امل ان يستخدمنى احدهم للعمل فى الصحف التى يعملون بها لم لا؟ هكذا كان ظنى فقد كانت خبرتى خبرة سنى فى هذا العمر فلقد طرقت باب عدد من الكتاب المفضلين لدى فنجحت فى مقابلة البعض والبعض الاخر قيل لى ان بينى وبين لقائهم خرط القتاد فلابد من موعد سابق…الخ اما الذين نجحت فى لقائهم فمنهم من صرفنى بادب ومنهم من لم يهتم ىومنهم من طردنى وكان الحزن يتراكم شيئا فشيئا بداخل قلبى الغض ووجدت البون شاسعا بين الكاتب واخلاقه الشخصية وصدمت صدمة عمرى فى هذه السن ولم اكن اعلم ان الدنيا اكثر تعقيدا وان اصحاب القلوب المعتمة فى كل مهنة وفى كل حرفة وتعلمت ان بين الابيض والاسود درجات من الالوان وسعيت نحو لقاء كاتب كبير واستمع لى على عجل وكنت الحظ عدم اهتمامه اثناء حديثى وعندما قلت له انى موهوب وارغب فى العمل لديكم فى الجريدة واريد تزكية منك لذلك ضحك منى ضحكة ساخرة لن انساها كانت غاية فى الاستهزاء والازدراء وقام من خلف مكتبه واضعا يده فى يدى بمبلغ من المال قائلا: خذ دول وامشى متعطلنيش فنظرت اليه فى ذهول وشعرت بغصة فى حلقى وشعرت باهانة بالغة ورغما عنى وجدت كرامة الصعيدى بداخلى تثور على الرجل الاشيب صائحا فى وجهه انا لست شحاذا وانما انا اليوم نادم على الوقت الذى ضاع من عمرى اقرأ لك والقيت بالنقود على مكتبه ووقف الرجل مبهوتا كأنه ما توقع هذا الفعل منى وانصرفت وكان قلبى المكلوم قد فاض من سوء استقبال الناس لى وعدم اكتراثهم لامرى واسودت الدنيا فى وجهى لا ادرى لى قبلة ولا اعرف لى وجهة كأنى فى بحر لجى لا يبين له على البعد شاطئ وخرجت من مكتب هذا الرجل فى تلك الليلة كافرا بكل من كنت اعتبرهم قدوة ومثلا وقادتنى قدماى الى كوبرى قصر النيل وشعرت بان القاهرة على اتساعها قد ضاقت بى فلقد لفظنى الناس جميعا واوصدت الابواب فى وجهى واستبد بى اليأس والقنوت وشعرت بالغضب ولا احيد عن الصدق ان قلت لك ياسيدى لقد شعرت بالكراهية الشديدة للناس ولهذا المجتمع القاسى الذى لا يرحم عذاباتى ولا يشعر بى كرهت كل السيارات الفارهة التى تمرق امامى وكرهت الناس وفى تلك الليلة وفوق كوبرى قصر النيل عرف الكره والسخط والقنوط طريقه الى قلبى وتساءلت اين جوائز السماء التى تهبط على الصابرين المحتسبين التىيبشر بها بريد الجمعة الذى تربيت عليه وعلمنى الفضيلة وكأن المدينة كلها قد اصابها الخرس وتملكتنى رغبة يأس لم اعرف لها مثيلا فى حياتى وكدت اشرع فى القفز الى مياه النهر الدافق عندما شعرت بمدى عجزى ان ارفع عن ابواى ما يمران به من قحط وجدب وجوع لولا ان تذكرت مدى الحزن الذى قد يعصف بقلب ابى وامى لموتى تذكرت وجه ابى الحبيب عيناه الطيبتين المتعبتين وارخاء الهدب المثقل شاربه المهمل تذكرت دموع امى وعينيها التى كقنديلى زيت فى المسجد الاقصى طالما اضاء لى الدرب وبدعواتها ولثماتها على جبينى ومنعنى ايضا بقايا ايمان مازال يعمر قلب صبى ساذج من اقاصى صعيد مصر بقايا ايمان ان الله يسمع ويرى ولم اكن اتخيل ان الايام القادمة حبلى بالاجمل والافضل وان للسماء رايا اخر وفى احد ارقى احياء العاصمة فى مكتب فخيم وجدتنى اجلس امام سيدة من سيدات المجتمع المخملى لمجتمع القاهرة وهى واحدة من دعاة التنوير وهى احد الرموز الوطنية التى يشهد لها بالنزاهة وتدافع عن الضعفاء والمعوذين ولقد كان هذا اللقاء منذ اثنتى عشرة سنة قلت لها رايتك تتحدثين عبر شاشات التلفزة عن العدل والفضيلة اين العدل ياسيدتى اين العدل وابى وامى لا يجدان الخبز الجاف فى صعيد مصر اين حراس الفضيلة بين امواج الكذابين والمنافقين هل العيب فى الكتب البلهاء التى افسدت عقلى على مر السنين التى تتحدث عن الصدق والرحمة والخير بداخل كل انسان ان العدل يتهاوى فى العالم وقد كفرت بالفضيلة التى لم يعد لها عنوان كنت اتحدث بحمية اهل الجنوب بغضب تارة وتجول قبضتى فى ارجاء المكان تارة اخرى كنت غاضبا وساخطا كنت اريد ان انسف وادمر هذا المجتمع الذى لم يحترم معاناتى ويشعر بعذاباتى وكانت فى المقابل تستمع لى بقلب خاشع واهتمام صادق وتومئ براسها بين الحين والاخر تفهما وايمانا بصدق كلماتى وشجعتنى ان احكى لها عما مررت به فحكيت لها واستمعت لى بقلب قديسة من القديسين وعندما جاء الحديث عن ابى وامى واخوتى فاضت عيونى وبكيت بالدمع السخين متألما وبكت السيدة الفاضلة لبكائى فكفكفت بيديها الطاهرتين دموعى وربتت على كتفى بحنو بالغ وشعرت بارتياح يغمر المكان وبسكينة تعبر من طرف الغرفة الى الطرف الاخر قلت لها انا لست شحاذا ولا اريد منك سوى ان تساعدينى فقط فى ان اخرج من مصر مهاجرا وسوف اكتفى بالثانوية فقط ساعدينى ان اذهب بعيدا واعمل كثيرا فلم يعد فى هذه الارض مكان كل الذى ارجوه مكان تحت الشمس وسط الطيبين او اتركينى اقفز فى النهر منتحرا او اطلق الرصاص على راسى المتعب وارتاح فطلبت منى ان اتم تعليمى واقنعتنى ان اعود الى الصعيد لاعمل بجانب اهلى وكما وعدتها عدت الى الصعيد وانتظمت بالدراسة فى الجامعة وعملت فى فرن للخبز الفينو بمبلغ خمسة جنيهات عن كل ليلة بالاضافة الى خبز بقيمة جنيه واحد احمله فى نهاية ورديتى الى ابى وامى كل صباح لانى كنت اذهب للجامعة فى الصباح واعمل فى المساء اما السيدة الفاضلة فقد ارسلت لى من حر مالها راتبا شهريا محترما جدا يضمن لى ولاسرتى معيشة كريمة يصلنا حتى باب البيت كل شهر وما تخلفت عن ارساله ابدا حتى اتم اخوتى كلهم دراساتهم الجامعية وكان الذى يأسر قلوبنا ليس المال الوفير الذى ترسله ولكن من عجيب امر هذه السيدة الفاضلة ذلك الاهتمام الصادق بكل احوالنا فكانت اسلاك الهاتف تحمل لنا صوتها المشبع بكل حنان الدنيا تسأل عن كل فرد من افراد الاسرة على حدة تناقشنى فى كل شئونى تغرق فى تفاصيل حياتنا البسيطة فتسألنى عن سير العمل فى الفرن ومستواى الدراسى وتطمئن على صحة اخوتى الصغار عن اخى اغلذى اصابه مغص الاسبوع الفائت فكم من ليال كان ياتينا صوتها العذب من اخر بلاد الدنيا تسأل عنا وهى فى اسفارها حول العالم فقد يزداد عجبك ياسيدى وكذلك قراء بريدك المحترمين اذا علمت ان هذه السيدة الفاضلة ليست ربة منزل لديها من الوقت الكثير فهذه السيدة الكريمة التى تهتم لامر صبى فقير وهى تراس وتدير اكبر المؤسسات المالية فى الوطن العربى كما انها مشغولة حتى اذنيها بالعمل العام فى جميع دول العالم ومع الامم المتحدة وغير من المؤسسات الدولية فقد كان يكفى من هذه السيدة الفاضلة ان تلقى لنا بالمال كل شهر ولا يلومها احد وكانت ومازالت حتى كتابة هذه السطور هذه السيدة العظيمة طوال اثنتى عشرة كاملة منذ لقائنا الاول درعا وحماية وسندا وملجأ تقينا غوائل الايام وعاتيات الليالى فعندما احتاجت امى الغالية الى جراحة مكلفة جدا بدون ان اسألها وجدتها ترسل لى شيكا بالاف الجنيهات لتضعه بين يدى وقبل ارسال الشيك وبعده سيل من الاتصالات تسأل وتهتم وتشاركنا الاطمئنان على صحة امى الحبيبة ولم تسألنى ابدا عن فاتورة او مستند كنت كلما زرتها فى بيتها العامر وتصادف وجود زائرين وضيوف لديها تقدمنى الى ضيوفها قائلة (فلان ابنى) وهل تصدق ياسيدى ان هذا الصنف من الملائكة مازال يعيش بيننا؟ وانهيت دراستى الجامعية وكنت مثل كثيرين اريد ان اسافر على غير هدى الى الخارج فقالت لى انا اقترح عليك ان تكمل دراستك العليا وسوف اتكفل بكامل نفقاتها وان تطور مهاراتك وتنمى نفسك فى بلدك وهنا اخذنى حماس الشباب او بمعنى ادق طيش الشباب فدافعت عن رايى بعنف وقلت لها انها ظالمة لانها تمنعنى من حريتى فى الاختيار وارغيت وازبدت وعلا صوتى فوق صوتها تخيل ياسيدى انا شاب من الشارع يعلو صوتى فوق صوتها ويخوننى التعبير وتصبر على ولا تغضب لنفسها اى نبل انسانى قد خطه الله فى قلب هذه السيدة فقالت لى بهدوئها المعهود لو هتسافر هتسافر تحت رعايتى وقالتها بحزن فقلت لها اعتذر لو كنت اغضبتك فقالت لى: انا امك مستحيل ازعل منك انا ازعل عليك. وطلبت منها ان تقطع الراتب الذى ترسله لنا فرفضت رفضا قاطعا واخبرتنى انه عندما تستقيم امورى فى الخارج واقف على قدمى سوف تفعل وسافرت على امل تحقيق الثراء السريع وهناك على البعد رايت الدنيا على حقيقتها وعرفت معنى النصيحة التى لم استمع اليها وقررت ان اكمل دراستى فى الخارج فارسلت لىالاف الدولارات فكنت اعمل وادرس بجانب عملى وعدت من الخارج عودة الابن الضال وارتميت فى حضنها وظللت اقبل راسها ويديها واقول لها لقد كنت مخطئا يا امى وكنت على صواب رفقالت لى بحنانها المعهود المهم انك عدت بخير وبدات رحلة البحث عن عمل بعد ان عدت بالشهادات التى حصلت عليها من الخارج وبعد فترة وفقنى الله للعمل فى مكان مرموق ماديا واجتماعيا وبدات من النقطة التى كانت قد نصحتنى بها قبل السفر فقد سجلت للدراسات العليا فى احدى الكليات وبدات انمى مهاراتى المختلفة وتعلمت قبل كل شئ ان استمع الى حكمة الكبار وتقدمت فى دراستى وسوف اناقش الماجستير خلال ايام كما اتمتع فى عملى بفضل الله بحب الزملاء واحترام الرؤساء وبعد العمل اقضى المساء متنقلا بين الجمعيات الخيرية كعضو متطوع ادرس واعلم وانقل ما تعلمت للشباب والشابات فى دورات منخصصة بالمجان واحاول ان اضئ الدرب لشباب فى ذات الموقف الذى كنت فيه منذ اثنتى عشرة سنة فأخذ بيد ارملة او مريض محاولا ان ارد الجميل لبلدنا العظيم مصر فى تعليم اولادها واجتهد ان اقلد هذه السيدة الفاضلة فى افعالها معى ولكن هيهات هيهات تلك السيدة العظيمة التى لولاها لما كنت اليوم ولا كانت هذه السطور لقد مر اثنت عشر عاما وحتى اللحظة مازالت هذه السيدة العظيمة ترسم معى بافعالها واقوالها لوحة فريدة من التواصل الانسانى النبيل بين سيدة كريمة وصبى بائس حائر أولته برعايتها وصدق اهتمامها وصبرها حتى صنعت منه شابا ناجحا قويا نافعا لنفسه واهله ووطنه فقد كنت صبيا موتورا ساخطا فصاغت منى بالايمان شابا محبا بل عاشقا لبلده معطاء لوطنه يقضى كل مساء يعلم الاولاد والبنات ويكفل الايتام ويسعى على الارامل والمساكين سيدى ان كانت صفحات الجرائد تغص بقصص الفساد وقوائم اسماء المفسدين والمفسدين واصحاب القلوب المعتمة ورائحة اللصوص التى تزكم الانوف صبح مساء تسرق من نفوس شبابنا الامل فى اهل الخير وتزرع اليأس الا يستحق الطيبون المخلصون الذين يعملون فى الخفاء ان نفسح لهم المجال وان نذكر اسماءهم وان نشير اليهم ليكونوا مثلا وقدوة ونموذجا يحتذى الا تستحق هذه السيدة العظيمة ان نكرمها ونحتفى بها وندعو الله مخلصين ان يكثر من امثالها وان يكرمها بريد الجمعة وقراؤه بلى ياسيدى انها تستحق انها الاستاذة منى صلاح ذو الفقار المحامية الدولية المرموقة ابنة الفنان الراحل صلاح ذو الفقار هى لا يعنيها ولا تنتظر ولا تعلم انى اخط رسالتى اليك فمن يفعل فعلها طوال السنوات الطويلة الماضية لا ينتظر من مخلوق جزاء ولا شكورا ولكن حسبى ان نقدمها مثالا يحتذى لكل الشرفاء فى ربوع مصر وان نقدم اليها اكاليل الغار ونشد على يديها فهل تفعل ياسيدى ونكرمها جميعا فى بريد الجمعة؟ لعله يجد فى رسالتى هذه صبى بائس الان الامل نعم الامل الذى كنت افقده واقفز فى نهر النيل منتحرا لعل فى رسالتى هذه عبرة ودعوة لكل صاحب مال او جاه او نفوذ ان يكفل اسرة بصدق وان يوليها اهتمامه ورعايته ان يمد يده لشاب فقير او فتاة ضعيفة وان يكون طوق نجاة لاسرة تصارع امواج الحياة وتستمهل الغرق نعم ياسيدى لن اكفر بالطيبين لن اكفر بالمصريين وان بيننا نفوسا تزرع الخير وان سنابل القمح مازالت بخير وان مازال بيننا قديسون واخيار
وفى الختام اود ان اتوجه برسالة مفتوحة الى ذلك الملاك الحارس الذى رعتنى سنوات طوال ومازالت الى الاستاذة منى ذو الفقار(ماما منى التقيتك منذ اثنى عشر عاما كانت لى اذن صما وعيون غمضاوقلب كسير فأرهفت منى السمع واضأت عيونى بالحب وادخلت السرور الى قلبى وثقفت عقلى وهذبت نفسى واعدتنى الى الحياة خلقا جديدا اشهد ربى فى هذا الشهر الكريم انك فتحت لى بابك واكرمت وفادتى واحتفيت بى فى الوقت الذى اغلق فيه الاخرون كل الاخرين ابوابهم دونى باب تلو باب وعندما ضاقت بى القاهرة بما رحبت كان قلبك ملاذا وملجأ ومرفأ ومرسى ماما منى ان كلمة اشكرك هى كلمة بلهاء امام روائع صنعك معى وكما تعلمين انى شاب فقير كما انى لا املك لك ضرا ولا نفعا ولا املك ياامى سوى ذراعين عاريتين ارفعهما ضارعا الى الله الذى يسمع ويرى واسأله سؤالا لايردنى فيه وهو الكريم فى الشهر الكريم ان يرحمك كما رحمتنى وان يدخلك الجنة بدون عقاب ولا سابق عذاب وان يديم عليك الصحة والستر وان يجمعنى واياك مع الرسول الكريم فى الفردوس الاعلى اللهم امين
تعليق المحرر
سيدى كنت قد انتهيت من كتابة البريد فى الساعة السلبعة من صباح امس وانتقلت عيناى متثاقلتين الى حيث الفاكس لا ادرى ما الذى اعادنى اليه بعد ان أشحت بوجهى المجهد عنه ممت يدى افرز الاوراق استفزتنى كلمات رسالتك الطويلة بكلماتها الصغيرة المتلاصقة, ثلاث ورقات, حرام عليك والله وضعتها جانبا على ان اعود اليها فى وقت اخر ولكن شيئا ما دفعنى لقراءة سطور رسالتك انتابنى احساس بالشك كلماتك مرسومة لغتك راقية قدرتك على السرد توحى بأنك اديب مغامرة اعتدت عليها من الذين يستثيرون مهارتى فى الكشف عن الادعاء وإن ضللت احيانا صدق ما فى كلماتك كان يقودنى من كلمة الى كلمة حتى وصلت الى السطور الاخيرة فى رسالتك هزة ألمت بجسدى عندما قرأت اسم السيدة العظيمة منى ذو الفقار عدت مرة اخرى اقرأ ما فعلته معك شعرت بفخر انى اعرفها وحضرت معها بعض الاجتماعات بالمجلس القومى لحقوق الانسان ولمت نفسى كثيرا لانى لم امنح نفسى فرصة كافية للاستماع او التحدث اليها ومعها اعرف عنها الكثير لكنى لم اتخيل فى وسط كل ما يشغلها ان تفعل ذلك معك واسرتك وحتما فعلته مع كثيرين فهذا الملاك الحارس يصعب ان يتوقف لحظة عن العطاء مصر جميلة ورائعة ياصديقى بأبنائها ولكن للأسف نحن لا نرى ولا نسمع ولا نعرف الا الاسوأ حتى ظننا انهم الاغلب والاقوى لكن مثل ماما منى يحبون فى صمت ويمنحون فى صمت لا تتصدر صورهم الصحف وشاشات التلفاز لأنهم لا يبغون إلا وجه الله ومحبة الوطن بدون إدعاء مثلك ياسيدى منذ 14 عاما تحولوا الى فاشلين لصوص قتلة أو منتحرين ولكن منى ذو الفقار بقلب كبير احب الآن ان اكتب اسمها كثيرا جعلت منك انسانا اخر محبا, معطاء, رحيما, قيمة حقيقية لمصر آه لو يقرأ مثقفوا مصر وأثرياؤها قصة وحكاية منى ذو الفقار, آه لو فهموا وفعلوا مثلها لما كان حالنا كما هو الآن سيدى أشكرك على تلك البهجة الصباحية التى منحتنى إياها والتى ستبهج كل قلب يعرف معنى الحب أما ماما منى ذو الفقار فعفوا سامحينا لأننا غفلنا عمن هن مثلك ملاك حارس لمصر
المزيد ....