السبت، ١ يناير ٢٠٠٠

خطوات الشيطان

26/6/2009

(لن يستبين الحق من لم يعرف الباطل ولن يعرف الاسلام من لم يعرف الجاهلية) جملة قراتها اثرت فى كثيرا
سيدى انا شاب عمرى واحد وعشرون عاما واتابع بريد الجمعة دائما وهذه هى المشكلة او بمعنى ادق سبب من اسبابها
مشكلتى هى اننى لست على علاقة باى فتاة حتى الان فمنذ ان كنت طفلا وحتى بداية المرحلة الثانوية كنت اخجل ان اتكلم مع اى فتاة حتى ولو كانت تسالنى عن الساعة وفى بداية الصف الاول الثانوى وحتى السنة الثانية لى فى الجامعة كنت دائما اقول لاصدقائى ولنفسى اننى لن اقوم بالتعرف على اى فتاة لان لو لدى اخت لن اوافق على هذا الوضع ثم اكتشفت بعد ذلك اننى لا اعرف فتيات لانى لا املك الجراة على الكلام مع اى فتاة حيث قررت حينها ان تكون لى علاقات متعددة بالفتيات فى الجامعة كاصدقائى فكل واحد منهم له جروب خاص به الا انا فوجدت نفسى اتاعثم فى الكلام ولا اجرؤ على النظر فى عيونهن اثناء الحديث معهن وقد لاحظن ذلك وشعرت باستخافهن بى وبشخصيتى فى الوقت الذى كن يبكين لان احد اصدقائى قرر قطع علاقته بهن او بها بسبب الملل ولا اطيل عليك ياسيدى تجاهلت هذه المشكلة وخرجت لسوق العمل ولاسباب تتعلق بطموحى مارست العمل فى المبيعات ولم اعد خجولا بعد واصبحت وسيما اكثر بعدما مارست كمال الاجسام فانا اصلا ولله الحمد شاب وسيم اى ان المشكلة كانت فى شخصيتى وليست فى شكلى
والمشكلة اننى بعد ان اصبحت جريئا اشعر برغبة شديدة جدا فى التعرف على الفتيات ولكنى اقاوم هذه الرغبة مقاومة شديدة ليس عن عجز كما سبق ولكن عن اقتناع فانا ياسيدى لا اريد ان اعصى الله كما اننى مؤمن باننى لو تعرفت على فتاة قبل الزواج فسيرزقنى الله بفتاة عرقت غيرى قبل الزواج واذا عرفت فتاتين فاتزوج بمن عرفت رجلين وهكذا
وانا ارغب بشدة واصرار فى ان اكون الاول فى حياة من ساتزوجها وبهذا انا امام خيارين:
الخيار الاول: ان اظل كما انا برغم صعوبة ذلك وتكون الفتاة الاولى والاخيرة فى حياتى هى زوجتى
الخيار الثانى: ان اتعرف على اى فتاة كيفما شئت سواء زمالة بريئة او صداقة عادية او علاقة غير بريئة او حبا بشرط عدم الوقوع فى الزنا الكامل واذا حللت الخيارين من وجهة نظرى
اسباب الخيار الاول:
1-ان اتقى الله لارضيه وليرزقنى بزوجة صالحة كما سبق وان شرحت
2-اننى فى ظروف مادية لاتسمح لى بالزواج وبالتالى لا استطيع ان احب اى فتاة حتى لا احطم مشاعرها وهذا لايعنى انى اريد مساعدة من اى احد ولكن حالى كحال معظم شباب مصر
ورايى فى الخيار الاول من واقع تجربتى انه خيار صعب جدا ومتعب ومؤلم فانا اكون فعلا فى امس الحاجة للفضفضة مع اى فتاة:فالكلام مع الفتاة مختلف تماما عن الرجال
مبررات الخيار الثانى:
1-اخشى ان يصيبنى اليأس فى النهاية بعد ان اكون كبرت فى السن ولم اتزوج بعد حينها ساكون كمن لاطال بلح الشام ولا عنب اليمن
2-اخشى بعد ان اتزوج من الشعور باننى لم اعش حياتى كشاب خاصة بعد تحمل مسئولية الزواج وتغير زوجتى بحكم مسئوليتها كأم وزوجة
3-اخشى ان اكون كهلا واشعر بمراهقتى التى لم اعشها بسبب خجلى سابقا ومبادئى حاليا فاكون شيخا مراهقا
4-اخشى ان اتزوج واكتشف ان زوجتى عرفت رجالا قبلى او حتى رجلا واحدا قبلى
5-قام احد اصدقائى بفتح مكبر الصوت اثناء حديثه باحدى صديقاته واثناء الحديث معها قام بسؤالها هل تودين ان تكونى المراة الاولى فى حياة زوجك؟ ام ان يكون متعدد العلاقات قبل الزواج؟ وكانت اجابتها اريده متعدد العلاقات عرف فتيات كثيرات قبلى حتى يستطيع ان يدللنى ويشعرنى بانوثتى كما انه عندما يترك كل الفتيات من اجلى يسعدنى هذا اكثر حيث انه فضلنى عليهن
ولكن عندما يكون محترما حيبقى لخمة وهذه حقيقة فبالرغم من اننى لا اخجل من التعرف على اى احد الا اننى لا استطيع ان اغازل فتاة حتى لو كانت زوجتى وقد قال احد اصدقائى باننى يجب ان اكون خبرة فى التعامل مع الفتيات اذا اردت حياة زوجية ناجحة
6-كثرة المشاكل الزوجية التى اقراها فى بابكم خاصة الرسالة التى قالت فيها الزوجة انها تريد الطلاق لانها تحب رجلا اخر وهذه الرسالة ارعبتنى
7-اننى لست على علاقة باى فتاة بسبب مبادئى ولكنى فى نفس الوقت لست محترما فانا لا اغض البصر اطلاقا ولست منتظما فى الصلاة وفى نفس الوقت انا لا اتمتع مثل اى شاب
8-اننى لا اريد ان العب بمشاعر اى فتاة ولكنى عندما اراهن يلبسن هذه الملابس المثيرة اقول فى نفسى ولماذا اراعى مشاعر من ترتدى هذه الملابس ولاتراعى هى مشاعرى فى ظل الظروف الصعبة فلم لا اتمتع بها ثم اتركها بلا مبالاة كما لاتبالى هى بمشاعر الشباب (بالمناسبة هذا هو المبرر السائد لدى معظم الشباب) واود ان اوضح كيف تتكون العلاقة بين اى شاب وفتاة
فى البداية يتم التعارف سواء فى الجامعة او المواصلات او كورس او على الانترنت..الخ ثم تتكون الصداقة او يختصر هذه الخطوة ويصرح باعجابه الزائف ثم يصارحها بحبه فتتجاوب معه وهنا امامه خياران اما ان ينفذ احدهما او الاثنين معا
الخيار الاول: ان يقف عند هذه الخطوة ويكون هذا هو مغزى العلاقة فهو يشعر بان هناك انثى فى حياته تهتم به تحنو عنه وتتذكر المناسبات المهمة فى حياته وتشاركه فى همومه واحلامه
وهى تشعر بان فى حياتها رجلا يهتم بها وخاصة امام زميلاتها ويغازلها ويسمعها ما يسعدها من الكلام ويشعرها بالاهمية
الخيار الثانى: ان يمتد الى القبلات والاحضان والكلام الخارج فى التليفون ليلا حتى يصلا الى مرحلة النشوة عبر الهاتف دون الوقوع فى الخطيئة فعليا اى لا يختلى بها واليك جزء من حوار طويل دار بينى وبين احد اصدقائى الذين وصلوا الى المرحلة الثانية من الحب الزائف:
انا: هو انت ليه بتعمل كده؟
هو: فراغ وكبت انت يعنى مش شايف البنات لابسين ايه فى الجامعة؟
انا: طب ليه تحت اسم الحب؟
هو:مينفعش الا باسم الحب انت فاكر ان هى مخدوعة لا طبعا هى عارفة من الاول ان ده هدفى بس لو حبيت ادخلها من سكة غير سكة الحب هتبان قدام نفسها وقدامى انها ساقطة لكن الحب مبرر قوى لما نفعله وشكلها مش حيبقى وحش ولو هى محترمة فعلا استحالة هتعمل كده او هتلبس اللبس ده اصلا
انا: ممكن تكون محترمة بس ساذجة
هو: مش مشكلتى
وجدت كلاما منطقيا جدا فبالفعل ما من فتاة محترمة تسمح لنفسها ان تتحدث بهذه الطريقة او تفعل مثل هذه الافعال حتى ولو تحت اسم الحب
سيدى انا فعلا حائر ما بين الحلال وعواقبه والحرام وعواقبه فى ظل الجملة (لايعرف الحق من لايعرف الباطل)
تعليق المحرر
سيدى لتسمح لى ان اشكرك على رسالتك تلك التى استوقفتى طويلا لصدقها ووضوحها ولانك أتحت لى الفرصة لمناقشة اسلوب تفكير يتبعه عدد كبير من الشباب ويعكس حالة من الضبابية والحيرة والفراغ وان كشفت بدون قصد للفتيات العابثات والمستهترات كيف يراهن الشباب ويخدعونهن بحلو الكلام ووعود الحب فى الوقت الذى لا يحملون لهن اى قدر من الاحترام بل يمنحون انفسهم حق استباحتهن والاستمتاع بهن وهذا لا يكشف فقط سوء سلوك البنات لانه يكشف ايضا سوء اخلاق وتفكير الشباب
عزيزى الشاب سأحاول قدر استطاعتى الابتعاد عن اوامر الله ونواهيه وكذلك ما قاله رسولنا الكريم وان كنت ارى صعوبة ذلك فالارتباط وثيق بين الاخلاق والدين ولكنى سأسعى لمناقشتك بنفس منهجك فى التفكير وان كنت وهذا طبيعى لصغر سنك تميل دائما الى النظر للاشياء من زاوية واحدة تخدم تفكيرك وترضى هواك وتلتمس لنفسك المبررات لتتبع هوى نفسك وخطوات الشيطان التى يرسمها لك فأنت ياصديقى كنت تستند الى منطق صحيح ومتزن وانت فى عمرك الصغير حتى وصلت للمرحلة الجامعية لا تتحدث مع الفتيات خجلا لانك لا تقبل ان يحدث هذا لو كانت لك اخت كما انك تعلم ان فى هذا السلوك معصية لله تفسير طبيعى وحقيقى ولكن بفعل الاصدقاء والنفس الامارة بالسوء عندما كبرت قليلا وتلتفت حولك لتجد الفتيات فى علاقات مفتوحة مع الشباب بحثت عن تفسير آخر وهو انك لا تفعل هذا ليس لانك على خلق كريم ولكن لانك خجول ومتلعثم وهذا هو الباب الاول للشيطان حتى تتحدى عيوبك التى هى فى الواقع مزايا وتتغلب على خجلك وحيائك فتصبح جريئا جديرا بإعجاب الفتيات والشباب وكأنك كنت مريضا فشفيت بينما الحقيقة هى العكس تماما (ما كان الفحش فى شئ إلا شأنه وما كان الحياء فى شئ إلا زانه) هكذا قال نبيك ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولكنك للاسف فكرت فيما يشينك تؤمن وهذا رائع بأنك ستشرب من الكأس عند زواجك اذا سمحت لنفسك بالدخول فى تجربة طائشة مع فتاة فكما تدين تدان (والطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات) وهذا هو خيارك الاول وازيد عليه وعلى ما فكرت فيه انك اذا اعتصمت بالله وامتنعت عن المعاصى مرضاة له وسعيت للظفر بذات الدين فلن يخذلك الله أبدا وسيمنحك حسنة الدنيا والاخرة لانه سبحانه وتعالى ليس بظلام للعبيد ولن يعطيك انت الصالح الملتزم ما يعطيه للعاصى المتمرد الغريب انك لم تصمد طويلا امام التفكير الصحيح فقادك الشيطان الى الخطوة الثانية (انه خيار صعب جدا ومتعب ومؤلم فأنا اكون فعلا فى امس الحاجة للفضفضة هى السطو على ما ليس لك او فى الكلام المخل والعلاقات المحرمة من أطاع هواه ياعزيزى باع دينه بدنياه واستعين هنا بقول الشاعر (ولى الدين يكن):
إذا المرء اعطت نفسه كل ما اشتهت…ولم ينهها تاقت الى كل باطل
وساقت اليه الإثم والعار بالذى…دعته اليه من حلاوة عاجل
صديقى لنذهب معا الى خيارك الثانى والذى تخشى فيه بعد الزواج من الشعور بانك لم تعش شبابك فهل معنى الشباب الانخراط فى اللذات والاستسلام للشهوات؟ لا ياعزيزى شبابك مسئولية للعلم والعمل والايمان واعمار الارض ليس كلاما إنشائيا أسوقه اليك فستسأل يوم الحساب عن شبابك فيما افنيته فهل ستقول للخالق سبحانه وتعالى: افنيته مع الفتيات فى الفضفضة وكلام الحب والعلاقات غير البريئة؟
استثمر شبابك لكهولتك ولا تغتر بصغرك فالعمر مهما طال قصير وتلفت حولك لتعرف ان الموت اقرب الينا من الحياة اما خشيتك من اكتشاف ان زوجتك عرفت رجالا قبلك فالضامن الوحيد كما قلت لك هو عفتك(عفوا تعف نساؤكم) ثق فى عدل الله تستند يا صديقى الى مكالمة صديقك مع فتاته واسألك هل تحب ان تتزوج من مثل هذه الفتاة؟ وهل يقبل صديقك بالزواج منها؟
اعرف ان اجابتكما حتما بلا فلماذا اذن تستند الى رأى من لا تقبل الزواج بها؟ استمع الى رأى فتاة لديها اخلاق تراعى الله فى اختيار شريك حياتها ولن تسمع منها هذا الكلام فعندما يختزن الرجل والمرأة نفسيهما لشريك حياتهما يفضان بكارة التزامهما واخلاقهما وحبهما معا تكون الحياة سعيدة وهانئة يبارك الله فيها ويحميها اما عن الرسائل التى أرعبتك فى هذه الصفحة فهى حتما نتائج لاختيارات خاطئة او سلوك خاطئ فلماذا لا ترى فيها عبرة ولاتكرر ما يأتى بها من أخطاء لماذا لا تترك ما يريبك الى ما لايريبك؟ صديقى الشاب ها أنت تلاحق الشيطان أينما ذهب وتطيع هواك فتبيع دينك بدنياك ولا تلتفت الى ان من يشتريه الشيطان يبيعه الشيطان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق