17-08-2001
أنا رجل في منتصف العقد الرابع من العمر ومن أسرة طيبة بمدينة ساحلية, كنت في بداية حياتي علي علاقة عاطفية رائعة مع فتاة جميلة رقيقة ذات دين وأخلاق, فتقدمت لخطبتها فور تخرجي من الكلية وتمت الخطبة ولم تكن هناك أية مشاكل تعترض طريقنا فأنا أعمل مع والدي في مكتبه ولي شقة في منزل يمتلكه وكل شيء يبشر بالسعادة والوفاق, وخلال فترة الخطبة احتجنا في مكتب أبي إلي فتاة للعمل كناسخة علي الآلة الكاتبة, فتقدمت إلينا عن طريق أحد المعارف فتاة متواضعة الشكل والحال وسلمناها العمل, وبعد فترة وجيزة وجدت هذه الفتاة تتقرب مني وتتودد إلي بكل السبل بالرغم من دبلة الخطبة التي أرتديها في اصبعي, فلم يمض وقت طويل حتي كانت قد نشأت بيننا علاقة خاصة بدأت بالقبلات خلال وجودنا وحدنا بالمكتب بعد ساعات العمل, وتطورت إلي ما هو أعمق من ذلك حتي أفقت ذات مرة علي صرختها المدوية وعويلها.. وحاولت قدر جهدي تهدئة روعها فلم يمض يوم حتي كان والدها قد جاءني في المكتب باكيا ومتوسلا لي أن أصلح خطئي مع ابنته بأية وسيلة متعهدا بأن يكتم الأمر عن الجميع حتي اخوتها..
وحاولت في البداية أن أوضح له أنني لم أكن المسئول الوحيد عن الخطأ, وأن لابنته نصيبا من المسئولية عما جرتني إليه, ثم أنني خاطب لفتاة أخري وليس هناك أي تكافؤ بين أسرته وأسرتي فهو عامل بمقهي شعبي وكل أبنائه ما عدا هذه الفتاة أميون, وأسرتي علي النقيض من ذلك في كل شيء وكل أفرادها متعلمون ويشغلون مناصب مرموقة.. لكنه راح يناشد الإنسان في أعماقي ويستشهد بالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة وقدم لي تنازلات عديدة كالتنازل عن الشبكة والمهر وكل شيء لإتمام الزواج من ابنته ولو لفترة محدودة أطلقها بعدها, وأتزوج بمن أشاء, وعلي أن أتقدم لخطبتها بالطريق التقليدي وكأن شيئا لم يحدث. وعشت بعد هذا الحديث فترة عصيبة ممزقا بين حبي لخطيبتي وضميري الذي يؤرقني ويطالبني بعدم التخلي عن هذه الفتاة بعد ما حدث بيننا.. وشعرت خطيبتي بتغيري واهمالي لها.. وتقاعسي عن اتخاذ اية خطوة ايجابية لتأسيس عش الزوجية المرتقب.. وحاولت كثيرا أن تعرف أسباب تحولي عنها, وتستحلفني بحبنا الكبير أن أصارحها بالحقيقة أو بجريمتها التي تعاقب عليها دون أن تعرفها مع استعدادها الكامل للوقوف بجانبي أيا كان الموقف الذي أواجهه
لكني لم أجد في نفسي الشجاعة الكافية لأن أصارحها بخطيئتي, فيئست مني في النهاية ورمت بدبلة الخطبة في وجهي وفقدت بذلك الحب الكبير والوفاء والطهارة والأمل, لكن خشيتي لربي وخوفي من عقابه كانا أكبر من كل شيء.. وبعد أيام فاتحت أبي برغبتي في خطبة ناسخة الآلة الكاتبة بمكتبنا.. وانفجر البركان الصاخب في محيط أسرتنا.. وبعد ثورة عارمة من الجميع صمدت لها واستنفدت خلالها كل وسائل الاقناع والتبرير بالمبررات الوهمية سلم الأهل أمرهم لخالقهم واصطحبني أبي وأعمامي وأخوالي إلي بيت زوجة المستقبل لطلب يدها.. وكان يوما لم أنسه ولن أنساه طوال العمر, فقد كان بيت العروس عبارة عن حجرتين متداخلتين من شقة من أربع حجرات تقيم في الحجرتين الباقيتين أسرتان أخريان, وتم استقبالنا في حجرة بها دولاب وسرير وكنبة بلدية ومنضدة متآكلة ومتصدعة, ولا أنكر ما شعرت به في تلك اللحظة من خجل واستحياء ممن اصطحبتهم معي إلي هذه المناسبة, ليس فقط من رثاثة الحال وإنما أيضا مما سمعناه ونحن في ضيافتهم من ألفاظ سوقية وشهدناه من تصرفات حمقاء وبعد قدر هائل من التوبيخ والتأنيب والنصائح والتهديد بالمقاطعة لي من أبي وأعمامي وأخوالي تم الزواج علي عجل وسط اجماع أهلي علي أن هذه الزيجة محكوم عليها بالفشل وانها سوف تهوي بي إلي القاع بدلا من أن ترفعني إلي أعلي, وتزوجنا ووجدت زوجتي غاية في الطاعة والحنان وتبذل كل ما في وسعها لإسعادي لكيلا أشعر بالندم علي ارتباطي بها.. وأصرف عن ذهني فكرة طلاقها بعد حين, ثم حملت زوجتي سريعا ووضعت مولودها وما كادت تلتقط أنفاسها من آلام النفاس والولادة حتي كانت قد حملت مرة ثانية.. وما أن جاء المولود الثاني حتي بدأت تكشف القناع عن وجهها الحقيقي وتكشر عن أنيابها وتتحول إلي شخصية مختلفة تماما اعتمادا علي تعلقي بالطفلين وحبي لهما وارتباطي بهما وبعد أن أصبحا نقطة الضعف الوحيدة في حياتي, فتغيرت معاملتها لي وأسلوبها معي وبدأت أسمع منها ما أكره وأري ما لا يسرني.. كما بدأت تتعم إحراجي كلما زارنا أحد من أهلي لكيلا يكرر زيارته لنا مرة أخري وبعد أن كانت في شهور الزواج الأولي تشيد بي وبشهامتي وتقبل يدي شكرا وعرفانا لأني لم اتخل عنها في محنتها وسترت عرضها, بدأت تشيع بين الجميع أنني أنا الذي طاردتها بإلحاح لكي أتزوجها وفعلت معها المستحيل لكي اثنيها عن اصرارها علي رفضي زوجا لها!
ورغم ذلك فليست هذه هي المشكلة وإنما المشكلة الحقيقية هي العقدة المترسبة في اعماقها والتي توهمها انني علي علاقة بكل سيدة أو فتاة أتحدث معها في أي أمر من الأمور ولأنني قد استقللت بعمل تجاري في نفس العمارة التي نقيم بها فلقد أصبحت الفرصة متاحة لها للتلصص علي في كل الأوقات كأنما تتمني العثور علي دليل يثبت لها خيانتي المزعومة, وكلما دخلت إلي تجارتي سيدة اعتقدت أنني علي علاقة بها وكلما جاملت جارة من جاراتنا تصورت انني عازم علي الزواج منها, وكلما خلعت ملابسي في البيت فتشتها خفية بحثا عن هذا الدليل, ويحدث ذلك كل يوم وبأسلوب سوقي رخيص علي مسمع ومرأي من الجيران حتي ساءت سمعتي بينهم وبدأت أعاني في عملي من الركود وتحولت حياتي معها إلي جحيم يومي.
ومع أنني اخجل من مصاحبتها إلي أي مكان وأخشي كذلك استقبال أحد من أهلي أو أصدقائي في بيتي تحسبا لما سوف تثيره من مشكلات محرجة لي أمامهم, فاني أقسم لك بالله العظيم انني مستقيم في حياتي الشخصية ولا يشغلني سوي عملي وأبنائي,كما اني أحاول جاهدا إرضاءها وعلاج عقدها لكن هيهات أن أنجح في ذلك وكلما فاض بي الكيل وثارت حفيظتي أجدني لا اراديا الكمها أو اركلها لأن الحوار معها بات عقيما ولا يجدي.. ولأن الضرب قد أصبح البديل الوحيد للتعبير عن سخطي ورفضي لتصرفاتها, وكلما حدث ذلك سارعت بالذهاب إلي اخوتها باكية شاكية من سوء معاملتي لها فيأتون إلي ثائرين لمعالجة الموقف بطريقتهم المتردية حتي أن أحدهم حاول ذات مرة التشابك بالأيدي معي.
أما الأولاد فبالرغم من محاولاتي لابعادهم عن أهل امهم.. الا أن مقاطعة أهلي لي قد جعلت من أسرة الأم بالنسبة لهم الأهل الوحيدين الذين يعرفونهم.. ولقد سئمت الآن يا سيدي سماع أفظع الكلمات والعبارات وسئمت حياة الشك المستديم وافتراءها علي وعلي سمعتي بالباطل ولا أعرف في أي طريق أسير, فهل أسلم أمري إلي الله وأحيا بقية عمري مستسلما لقدري وللأمر الواقع.. أم هل أسرحها بإحسان وأتفرغ لرعاية أولادي بعيدا عنها؟ وهل إذا فعلت ذلك سأستطيع الاستحواذ علي هؤلاء الأبناء واعادة تشكيلهم من جديد.. ومحو مؤثرات المحيط العائلي السابق عليهم.. خاصة وقد تقدموا في مراحل العمر بعض الشيء أم تري أنه لا أمل أيضا في ذلك؟
ولكاتب هذه الرسالة أقول:
فات أوان الندم علي سوء الاختيار يا صديقي, ولم يبق إلا أن تواصل تحملك لمسئوليتك عن الخطأ الذي جمع بينك وبين زوجتك في حياة مشتركة, مادمت قد أنجبت منها وتحرص علي نشأة طفليك بين أبويهما. فلقد تحملت مسئوليتك بشرف عما وقع بينك وبينها في البداية ولم تنكص عن أداء واجبك تجاهها.. والآن فإن واجبك الأكبر تجاه ابنائك يفرض عليك أن تبذل كل ما تستطيع من طاقة وجهد لانجاح حياتك الزوجية معها, وتفادي الآثار السلبية للتفاوت العائلي والثقافي بينك وبينها وحماية أبنائك بقدر الامكان منها.. فالشرفاء هم الذين لا يتقاعسون عن تحمل عواقب أخطائهم مهما كانت جسيمة.. وأهل السماحة هم الذين لا يجلدون أحدا بأخطائه طوال العمر خاصة إذا كانوا يشاركونه المسئولية عنها. والخطيئة القديمة لم يكن فيها جان ومجني عليه وإنما كان هناك جانيان يتقاسمان إثمها وعاقبتها, وإذا كنت تشعر في أعماقك بأن مسئولية زوجتك عنها أكبر لاغوائها لك وتقربها منك وتفريطها في شرفها معك فالحق هو أن مسئوليتك عنها لا تقل جسامة عن مسئوليتها هي إن لم تزد عليها فقد كنت حين استجبت لها مرتبطا بفتاة أخري تقول انه كانت تجمعك معها علاقة حب رائعة وتستعد للزواج منها. وكان المفترض أن يعصمك الحب الحقيقي عن الخطأ ويحميك من الغواية.. وبالتالي فإن المسئولية متساوية وإن اختلفت الظروف.
ولاشك في أن السبب البعيد لما تعانيه الآن من سوء ظن زوجتك بك وشكها الدائم فيك ومواجهاتها العلنية لك كلما استشعرت اهتماما منك بأي سيدة.. نفسه هذا الضعف القديم معها حين كنت خاطبا لأخري واستجبت لها بالرغم من ذلك ومنطقها في ذلك هو أنه إذا كنت قد استجبت لاغرائها وهي الفتاة متواضعة الشكل والحال.. وانت مرتبط ارتباطا عاطفيا بفتاة رائعة الجمال ومن أسرة طيبة وتتكافأ مع اسرتك اجتماعيا وعائليا.. فكيف لك أن تقاوم أي اغراء جديد وانت مرتبط بمن لو لم تقع معها في بئر الخطيئة ذات يوم لما قدر لها أن تحمل اسمك وترتبط بك؟
ولا عجب في ذلك فلقد نحاسب احيانا علي خطايانا حتي ممن اخطأنا معهم وأخطأوا معنا.. وشاركونا نفس الخطأ وقد تلاحقنا إلي حين بعض اخطائنا ولو كنا قد برئنا منها وندمنا عليها منذ زمن بعيد.
كذلك فإن احساس زوجتك الباطني بأن زواجك منها كان في البداية اضطراريا ولم يكن اراديا.. يفقدها برغم بعد الذكري الاحساس العميق بالاطمئنان الي الغد حتي بعد أن تعمقت روابطها معك بالانجاب, لهذا فهي في حالة دفاع دائم عن النفس والوجود ضد أي خطر محتمل يمكن أن يهدد حياتها الزوجية معك.. وضد أي احتمال ولو بعيد لأن تفكر في تصحيح الأوضاع التي اضطررت إليها ذات يوم تحملا للمسئولية وارضاء للضمير.
ولأن ثقافتها محدودة ووسطها العائلي تسود فيه قيم مختلفة, فإن وسائلها للدفاع عن النفس تتخذ صيغ الشراسة والانقضاض والمواجهة العلنية أمام الملأ.. والتلصص المعيب وعدم الترفع عن التعبير عن الهواجس والشكوك بالطرق الفجة والسوقية.. فتسيء بغير تحفظ إلي سمعتك وصورتك بين الآخرين.
فأما الوجه الحقيقي الذي تقول إنها قد كشفت عنه بعد الانجاب فلقد كان قائما وموجودا في كل الأوقات, لكنه كان يستتر تحت قناع الرغبة الملحة في تحويل الزواج المؤقت لاصلاح الخطأ.. إلي زواج دائم ومستمر.. فما أن تحصنت بالانجاب وتوهمت أن الهدف قد تحقق حتي نزعت قناعها عنها وآثرت أن تطالعك بوجهها الأصيل الذي تواجه به الحياة. والحق أن بساطة حالها اجتماعيا لم تكن السبب الرئيسي لانعدام التكافؤ بينكما, إذ ما أكثر البسطاء الذين يتشاركون مع أهل المنبت الطيب في الاهتداء بقيم دينهم في حياتهم وتعاملاتهم وعفة اللسان ورقة الحاشية ولين الطبع وإنما كان السبب الأساسي لانعدام التكافؤ هو التفاوت الواضح في المستوي الثقافي وأسلوب الحياة والقيم السائدة في كل من وسطها العائلي ووسطك, فأورثها انعدام التكافؤ هذا الاحساس بالنقص تجاهك وعدم الجدارة والرغبة المرضية في التأكيد لنفسها ولك وللجميع بأنها لا تقل عنك شأنا إن لم تزد.. ومن هنا جاء اختلاقها لقصة مطاردتك لها للزواج منك, ورفضها لك بإصرار حتي ظفرت بعد جهد جهيد بموافقتها علي الارتباط بك ومن هنا.. جاءت أيضا عدوانيتها معك أمام أهلك وأصدقائك حين يزورونك كأنما تريد أن تقول لهم ـ وبغير أن تعي ذلك وعيا كاملا ـ هذا الذي تعتقدون انه أفضل مني من كل الجوانب وتزوجني اشفاقا علي.. انظروا كيف أعامله بازدراء ويتقبل هو معاملتي له صاغرا لأنه يرغبني ولا يستطيع الاستغناء عني فضلا عن رغبتها القهرية الأخري في ابعادك عن محيطك العائلي القديم لكيلا يظل احساسك بتميزك عليها حيا في ذهنك, إذا استمر ارتباطك بأهلك وارتباطهم بك قويا.. وما كانت في حاجة إلي شيء من ذلك وقد اخترت استمرار الحياة معها وأنجبت منها طفلين ولم تفكر يوما في التخلص منها.
فإذا اردت أن تنعم بشيء من الهدوء معها فعليك أن تبذل كل ما تملك من جهد لبث الطمأنينة في نفسها وإزالة هواجسها بشأن المستقبل معك, وأن تتجنب كل ما يغذي نيران شكوكها في احتمال انصرافك عنها ذات يوم فإذا عجزت عن الاصلاح والتوصل معها إلي صيغة حياة سليمة فلابد من اشعارها أيضا بأن هذه الحياة التي تنعم بها معك قد تتقوض في النهاية إذا استمرت علي خطئها معك وفشلت كل الحيل معها.
إن الحالة في النهاية ليست مستعصية علي العلاج بدواء الصبر والفهم.. والتجاوز عن بعض التصرفات اللصيقة بالطبع والتي قد يتعذر التخلص منها بسهولة ومحاولة اشعارها بأنها ومنذ أن حملت أول نطفة منك قد أصبحت اختيارا اراديا لك وليست زواجا اضطراريا تشعر معه بعدم الأمان.. وبالتالي فلا بد لها من أن تحاول ضبط انفعالاتها معك وكبح جماح شراستها حين تستشعر الشك فيك وأن تكف عن خطة الاقتحام ومحاولة ضبط الخيانة في حالة التلبس.. مما يسيء إلي سمعتك ووضعك, وأن تؤجل المواجهة إلي حين يخلو لها وجهك في عشكما بعيدا عن أنظار الآخرين وأسماعهم ويبقي بعد ذلك أن أقول لك في النهاية: إنك تشكو مما تصفه بأنها تصرفات سوقية من زوجتك واخوتها معك وشكواك في محلها بالفعل.. لكن كيف يغيب عنك في نفس الوقت انك تواجه سوقية زوجتك واخوتها بسوقية أبلغ منها حين لا تتفاهم معها سوي باللكم والركل والضرب؟.. وإذا فسرنا بعض دوافع تصرفاتها غير اللائقة ببساطة مستواها الثقافي والاجتماعي.. فبماذا نفسر سوقيتك أنت في ركلها ولكمها وضربها عند كل حوار بينكما وأنت المثقف المتعلم سليل الأسرة الكبيرة؟
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
السبت، ١ يناير ٢٠٠٠
الوجه الحقيقي!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق