السبت، ١ يناير ٢٠٠٠

بذور الشك

13/11/2009

اتابع بابكم المتميز منذ سنوات واهتم به جدا فهو نافذة مفتوحة حية على اوجاع المجتمع ومشاكله وتلرددت كثيرا ان اكتب اليك رسالتى هذه لاحساسى انها ستكون (تحصيل حاصل) ولكنى احسست إحساسا جارفا برغبتى فى ان افضفض اليك لموقعك فى نفسى كصديق قريب جزاك الله عنى وعن كل قرائك كل خير
انا سيدة فى اول العقد السادس من العمر جامعية واشغل منصبا رفيعا فى احدى المؤسسات الحكومية تزوجت منذ نحو خمسة وعشرين عاما من رجل فاضل زواجا تقليديا موفقا رزقنا الله خلاله باربعة ابناء هم قرة عين لى ولزوجى منذ عدة سنوات اضطر زوجى العزيز للسفر الى احدى دول الخليج للعمل لمواجهة اعباء الحياة المتزايدة وهناك مع الغربة ووفرة المال راقت له فكرة الزواج الثانى مستعينا فى مذكرة دفاعه ومتذرعا فى نفسه ببعض اوقات الخلاف والخصام التى كانت احيانا تحدث بيننا كما يحدث فى كثير من البيوت المصرية نتيجة التباين فى الشخصيات بين الزوج والزوجة متناسيا الاوقات الحلوة التى كثيرا ما كانت تعقب الاوقات العصيبة فى علاقتنا وبالفعل تعرف على سيدة مطلقة لا سامحها الله فقد قبلت علاقتها به واستغفال زوجته التى هى انا برغم علمها انه متزوج وله اولاد وانه على علاقة طيبة بزوجته التى هى ايضا وتعلق زوجى بهذه الآثمة وتعلقت هى به كل هذا فى غفلة من امرى وانا ارعى فى الوطن اولاده وبيته واحرص على مصالحه وامواله وفى اول زيارة لزوجى الى مصر بعد هذه الخيانة صرح لى برغبته الشديدة فى الزواج من السيدة وفوجئت وكأنما صاعقة سقطت على راسى فرحت من المفاجأة اصرخ وأهذى ومع ذلك تماسكت بسرعة وحاولت المحافظة على توازنى واهتمامى به وبنفسى ولكنى خيرته بينى وبين تلك السيدة وحاول بكل الطرق ان اقبل زواجه منها ولكنى رفضت بشدة ان يجمع بيننا اذ ان هذا يتعارض مع قدسية وخصوصية وطهارة العلاقة التى اؤمن بوجودها بين الرجل والمراة تحت مظلة الزواج خاصة بعد هذه العشرة الطويلة وامام اصرارى على الانفصال ان هو اتم هذا الزواج تراجع زوجى على مضض حفاظا على كيان الاسرة واستقرارها ودونمت ادنى شعور بالذنب او الخطأ فى حقى او محاولة للاعتذار فى حينه بل ظل يردد ان هذا كان من حقه وانه شرع الله للرجال الذين يميلون بطبيعتهم للنساء وظل حزينا فى داخله لابتعاده عن هذه السيدة لاصرارى على ذلك مرددا بين الحين والاخر انه يتعجب من ان التشريع الذى اباح التعدد لم يلزم الزوجة المسلمة بتقبل هذا رغما عنها ويستنكر ان تطلب اى زوجة الطلاق للضرر ويتهم كل زوجة ترفض هذا التعدد بالانانية وحب التملك وبرغم كل ما حدث وكان يحدث ياسيدى لم ادخر وسعا ولا سعيا لاسعاده وملء حياته بالحب بمل ما اتانى الله من قوة قلب وعقل وجسد وشيئا فشيئا استعاد زوجى الحبيب عافيته من هذه العلاقة الغادرة وبدأ يعود لى كما كان واظن انه ما عاد يفكر فى هذا الموضوع وادعو الله العلى القدير ان يكون ظنى فى محله لانه يبدو ان لا امان لرجل على الارض على حد قول المثل الشعبى خاصة ان زوجى بفعلته هذه قد فض بكارة الرباط المقدس بيننا وزرع بذور الشك التى ارجو ان تموت بمرور الايام وصدق الاخلاص من جديد المشكلة الان ياسيدى هى اننى مازلت احيانا اتحسس جرحى كلما قرأت قصة مشابهة او سمعت موضوعا قريبا او اثير موضوع الزواج الثانى على صفحات بريدكم الموقر او فى احد برامج التليفزيون او الاذاعة اتحسسه وتنهمر دموعى ساخنة فتهيج هذه الذكرى المؤلمة اكتب اليك الان ياسيدى واستحلف بالله كل زوج ان يفكر الف مرة قبل ان يخون زوجته فقد يعلم ولكنه ابدا لا يقدّر عمق الجرح الذى يصيب اطهر علاقة بين رجل وامراة على الارض وقد يشعر ولكنه ابدا لا يتصور حجم تلك المرارة التى تبقى بعد ان تهدأ العاصفة هذا ان هدأت العاصفة اما اذا لا قدر الله لم تهدأ وشاءت الاقدار النهاية المؤلمة لهذه الخيانة فيبقى الجرح وتبقى المرارة الى ما شاء الله ولا يجعل الشيطان يقنعه بأن من حقه التمتع بامرأة اخرى فقد يعرض هذا الاقتناع اسرته للتفكك وابناءه للضياع وقانا الله واياكم شر تقلبات الدهر
تعليق المحرر
سيدتى اتفق معك فى ان الحديث فى هذه القضية اصبح (تحصيل حاصل) فلا جديد يمكن ان نطرحه بعد ان اشبعناها حوارا واختلافا فأغلب الرجال يرون فى التشريع بالتعدد حقا منحه الله لهم ولا يجوز لاحد ان يسلبهم اياه وهم وحدهم الذين يقررون اذا كانوا فى حاجة الى زوجة ثانية او ثالثة او رابعة ام لا ولا تعجبهم اراء الفقهاء الذين يرون ان الاصل فى الزواج هو الإفراد وبعضهم عندما يمارس هذا الحق لا يشغله احساس الطرف الاخر او ما سيحدث لهذا الكيان الذى شارك فى بنائه او التدمير النفسى الذى قد يلحق بزوجته الاولى او بابنائه متعللين بأن الحلال افضل من الحرام هذه حقيقة تستخدم من البعض للتبرير وكأن الحلال فقط فى الزواج الثانى واما يصبح الحرام هو الحل فى نفس الوقت لا تقبل زوجة الا ماندر ان يتزوج عليها زوجها وان تكون هناك امرأة تقاسمها فيه وفى احيان كثيرة تكون هذه الزوجة هى السبب فى نفور زوجها ودفعه للبحث عن راحته مع امرأة اخرى منكرة تماما هذا الحق على الرجل رغما عن مشروعيته فتراه خيانة وغدرا ولا تراه حلالا قد يكون حلا فى بعض الاوقات وهناك دائما اخرى تتعرض لغواية من رجل او تغويه هى وترى انها تبحث عن الحلال خاصة ان فرص الزواج للأرامل والمطلقات تكاد تكون محدودة فى مجتمعاتنا فإذا أتتها الفرصة الحلال فلماذا تفرط فيها؟ ولماذا توصف دائما بالآثمة وخاطفة الرجال وهى لم تأت بإثم؟ إذن نحن نتحدث عن حقوق مختلفة كل طرف يبحث عن الحق الذى يسعده بدون التفكير فى الطرف الآخر ولكل حجيته ووجاهتها

هناك تعليق واحد:

  1. في كل مرة ألقي فيها نظرة على ما حدث لي ، سأقدر دائمًا الدكتور أغبازارا العظيم (agbazara@gmail.com) لما فعله من أجلي. لقد أعاد ملوك التعويذة هذا حبيبي الذي تركني دون سبب. قابلت مذيع التعويذة العظيم وأخبرني كل ما علي فعله! الآن أنا سعيد لأن الدكتور أغبازارا أعاده وهو يحبني أكثر مما اعتاد! يمكنك أيضًا الاتصال به على عنوان بريده الإلكتروني النشط ( agbazara@gmail.com ) أو إضافته على Whatsapp: (+2348129175848).

    ردحذف