السبت، ١ يناير ٢٠٠٠

الحب اختيارى

21/10/2011

ترددت كثيرا قبل ان اكتب اليك هذه القصة فقد كنت اظن انى من رجاجة العقل واستقرار النفس ولا احتاج الى احد وكنت استهين بمن يكتبون اليك واظنهم على سفه لنشر قصصهم على الملأ سيدى لقد ترعرعت فى اسرة طيبة فقيرة الحال من الله علينا بالخير الكثير بعرق ابى وامى وشقائهما معنا كنا جميعا بعدها نحسب اننا خير الناس لم نصبح اغنياء ولكننا متوسطو الحال ولكن مقارنة بعائلتنا وجيراننا فنحن الافضل لى 3 اشقاء انا الثانية فيهم كلنا تخرجنا فى جامعات عليا هندسة وتجارة ونعمل فى اماكن جيدة كانت لدينا مشاكل اسرية كثيرة بين ابى وامى اسهمت فى حلها كثيرا انا واختى الكبيرة وكنا كلما تغلبنا على احدى المشكلات نفخر بنفسنا كثيرا ولكن تلك المشكلات كانت تنحت فينا اسباب الفرقة والشتات والوهن النفسى كنت الاكثر تميزا بين اخوتى بشهادة الجميع دينا وخلقا وعلما ومعاملة وجمالا كنت ارى المشاكل وتوهن نفسى لها ولكن بعد تجاوزها كنت انساها واعود لاحساسى اننا الافضل تخرجت فى الجامعة وكنت اكد واجتهد وابذل الكثير لنفسى وكنت فى الوقت نفسه نعم العون لاخوتى فى مذاكرتهم وشئونهم شتى ونعم العون لابى فى صنعته وكنت نعم الصحبة لامى ولكن للحق لم اكن اعينها كثيرا فى عمل المنزل وكل ذلك البذل والتعب لان غدا افضل وكان ابى كثيرا ما يقول (اتعبوا دلوقتى بكره ترتاحوا) ولكن هيهات ليس وراء التعب الا التعب كان الجميع بمن فيهم انا يتوقعون لى زوجا فوق الخيال ولكن لم يتقدم لى احد الا من لا ارضى عنه وبعد تخرجى بعدة اشهر عملت فى احد مكاتب اساتذتى بالجامعة واشتريت سيارة فبدا ابى يشعر اننى اكبر فوق مستوى عائلتى وهذا سيجعل اى احد يتردد فى الارتباط بى ممن هم فى نفس مستوى العائلة وبرغم قلقه الا ان افعاله كانت نقيضه لمخاوفه وتقدم لخطبتى مدرس لغة عربية فقير الحال ولكن لديه شقة لم اكن احبه ولكن كنت معجبة بشخصيته كان متدينا لا يختلف احد على خلقه ورفقه ودينه قابله ابى وحينما هممت بالسعادة طارت امى الى خالى لتحكى اليه انه لا يمكن ان اتزوج من هذا الرجل وزراحت تعيب على شكله وخلقته وتقول فيه عيوبا ليس لها بها علم ورفضه ابى برغم محاولتى وبكائى لانى اريد ان اتزوج برجل متدين ولكن متفتح وبعد عدة شهور تناسيت الامر وكنت صغيرة وقادرة على مداواة جروحى الصغيرة وتمر السنوات فيها محاولات كثيرة لزواج الصالونات باءت بالفشل اما رجل ابن عائلة لا يكافئ ذاتى فلا يقبل بعائلتى البسيطة واما ان يكون اقل منى عقلا وجاذبية فلا اجد نفسى معه وكنت فى هذه الاحيان اكبر فى عملى واكتسب مالا وخبرة حتى عرف عنى شدة رجاجة العقل وكان ابى لا يخطو خطوة الا ويستشيرنى فيها وبعدها قابلت رجلا هو بعينه الذى ابحث عنه جذبنى اليه بطريقة لم اكن اتوقعها كان يقول عنى ما اقوله عن نفسى تماما يتحدث بنفس كلماتى يقرأ افكارى واحساسى وهذا ما كان مشهرا عنى ولكنه كان متزوجا من قبل ولدبه ولد وانفصل عن زوجته احببته بسرعة ولكنه فى هذه الفترة كان يمر بأزمة نفسية عنيفة جراء طلاقه الذى تم عن طريق المحاكم وقضايا الرؤية وضغوط من حوله للزواج بأخرى ومع الاسف كان توقيت التعارف بيننا هو نفس توقيت تقدمه لطلب يد امراة اخرى وعندما لوحت بامى من بعيد عن امره رفضت رفضا تاما ومع ظروفه السيئة ابتعدت عنه وابتعد عنى وعرفت بعدها انه ترك خطيبته وعاد لزوجته بعد محاولات اهله لجمع شملها لاجل ابنه وبعد مدة طويلة لم يعد يتقدم لى احد وانت اعلم بأزمة الزواج وكنت اتمنى ان يعود لى او ان اراه ولو قبل ان اتزوج بيوم وتقدم لى اخر ظروفه مشابهة منفصل وله طفل فعرضت الامر على امى وانا غير راغبة فرحبت ورفضته انا حتى تقدم لى زميل بالعمل وكان من عائلة كبيرة ويعيشون بشقة على النيل كان اقل منى تعليما ولكن عائلته اكبر وافقت به على غير اقتناع فلقد اصبحت مشاعر الامومة تلح على وكلما تضايقت اقول لنفسى (اهى جوازة والسلام ده هيجيبلى وهيجيبلى) وكلما اقربت اى خطوة رسمية تراودنى احلام كثيرة عن حبيبى ويعذبنى ضميرى بأن قلبى يخون ويعشق غيره ويشاء الله ان اقابل ذلك الحبيب مصادفة قبل قراءة فاتحتى بيوم واحد كنت اشتاق اليه كثيرا قررت ان اخبر ابى بالحق كل الحق فثار على ثورة وانقلبت كل حياتى رأسا على عقب واصررت على عدم اتمام زواجى وقد كان ولكن ابى اصر على تركى للعمل وفعلا انقطعت عن العمل 5 ايام دون ابداء الاعتذار حتى وانا عضو مؤثر جدا فى العمل اخذوا هاتفى الجوال ومالى وبطاقاتى البنكية وسيلرتى وكل شئ ولكن كنت اشعر بالقوة وكنت اصبر قليلا ثم اعيد المحاولة معهم وبعد تدخل خالى وافقوا على نزولى للعمل وطلب منى خالى ان اوافق على خطبتى للرجل الثانى وهو سوف يدبر لى حيلة لإفشال الموضوع وزواجى بحيبى ولكنى رفضت بشدة ان ارتبط برجل انا انوى تركه وبعدها بعدة اشهر طلبت العون من اختى فى هذه الزيجة وبالفعل قابلت ذلك الرجل وحاولت اقناع ابى وامى فانقلبا عليها وبدورها انقلبت عليه ثم اعدت الكرة وابلغت ابى وامى برغبتى فى ذلك الرجل فكانت الطامة الكبرى من خلال بعض المعرف وفضائح له فى مكان سكنه بانه يطمع فى مالى من وراء اتهامات امى واخوتى الاولاد المتجبرين والمتكبرين بصحتهم وقوتهم ومالهم اما انا فقد تعرضت للضرب والاهانة والسباب والوان من العذاب لا يمكن ان تتخيلها حتى اصبحت اكرهم كثيرا اياما لا أذوق فيها الطعام حيث لا عمل ولا تليفونات اخذوا مالى وشهور من الصمت الرهيب عرفوا اننى قابلته عند بيته بعض مرات فزادت ثورتهم فضحونى فى كل مكان عملت به اخذوا كل كتبى التى كانت تساندنى فى وحدتى مدعين انها من افسدت عقلى اخذوا الكمبيوتر ويكرهوننى على الاتصال به لاخبره ان يبتعد عنى احضروا لى دجالا واجبرونى على المكوث معه حاولت الضغط على ابى كثيرا وكان كلما استجاب وضع شروطا متعنتة شقة تمليك بإسمى وشبكة …الخ مما لا يقدر عليه اى شاب ويعود اخوتى وامى للضغط عليه فيتراجع عن موقفه تماما اصبت بانهيار عصبى من هول ما فعلوه معى لجأت لطبيب نفسى ليساعدنى فمنعونى عنه اصبحت عصبية مترددة مهزوزة كل من يتكلم معى اشعر اننى هشة وضعيفة مرضت بأمراض شتى السكر والضغط مكثت شهورا فى المنزل دون عمل او اصدقاء لا افعل شيئا الا الدعاء والرجاء وبعد 8 اشهر اقتنع ابى بان اعود للعمل وعدت بالفعل ولكنى عدت لحبيبى ايضا وجد كل واحد منا الاخر جريحا مشوه المعالم من هول ما حدث لنا قررنا ان يساعد بعضنا بعضا على تجاوز هذه المحنة وبعدها قررنا ان نشترى شقة ليعود حبيبى للتقدم لخطبتى ومعه شقة الزوجية ولكن فى رحلة البحث عن شقة شعرنا بقمة الشقاء وتمزقت انفسنا اشلاء وزادت ضغوطنا بسبب حرصنا الشديد على الا يرانا احد معا وعلى انجاز الامر بسرعة فما عدت استطيع ان اعيش بالبيت وعدم شعورنا بالاستقرار وتحت الضغوط المادية والعصبية اصبحنا نضيق على انفسنا ونربط بطوننا ونعمل كثيرا شابت رءوسنا وتشققت ايدينا من كثرة العمل وضعفت صحتنا والان حصلنا على شقة الزوجية وحان وقت المواجهة التالية سيدى اشعر بالرهاب الشديد من اهلى اشعر انى فى عنق الزجاجة واريد ان أمر ولكن اشعر بالخوف الشديد الجأ الى الله كثيرا كى يجيرنى من بطشهم ابحث عمن يساعدنى لافلت من قبضتهم الى حياتى التى رغبتها طوال 31 سنة هى عمرى سيدى اريد ان اتزوج ممن احب اعف نفسى واعفه وانال امومتى التى ترغبها اى فتاة وانا مسئولة عن اختيارى مسئولية كاملة سيدى اناشدك بالله ان توصى بأن يخفف الاهل على الشباب اعباء الزواج فبسبب تشديدهم اصبحنا نرى عزف الرجال عن الزواج وكثر الحرام والفتن سيدى اموت كل يوم من الخوف وانا افكر فى عرض الامر على ابى مرة اخرى خبرنى بربك ماذا افعل وكيف وهل من احد يساعدنى فى امرى
تعليق المحرر
سيدتى والدك مثل كثير من الاباء يعتقدون ان سعادة بناتهم فى الزواج لا تأتى الا بمن لديه امكانات مادية كبيرة دون النظر الى عناصر التكافؤ الاخرى مثل التعليم والمستوى الثقافى والاجتماعى ومعهم بكل تأكيد الحب اذا وجد والقبول والانجذاب فى حالة عدم حدوثه الحب فى البداية ولهذا يبدو مفهوما رفضهم لمدرس اللغة العربية انتظارا لعريس ثرى يستحقك حسب وجهة نظرهم اما رفضهم لمن فهمك واحببته فيبدو منطقيا اذا نظرنا اليه بتجرد فأنت وبشهادتك عن نفسك الافضل بين اخوتك جمالا وعلما وخلقا فما الذى يجبر بنتا صغيرة بها كل هذه المواصفات على الزواج بمطلق لديه طفل ومشكلات مع مطلقته اضافة الى امكاناته المادية المتواضعة لا شك ان نسبة الفشل فى مثل هذه الزيجة اكبر من نسب نجاحها والطبيعى الا يرحب اى والدين بمثل هذا الزواج عدم الترحيب او الرفض مقبولان اما العنف والحبس والضرب والاهانة فكلها اساليب مرفوضة ولا تأتى بنتائج ترضيهما بل على العكس كل ما فعلاه اتى على غير ما سعيا اليه زادك اصرارا وتمسكا به جعلا للقصة معنى وللحب قيمة وللتحدى ثمنا مرتجى على الاباء ان يقدموا النصح والتوجيه خاصة اذا كان الابن راشدا عاقلا لم يعرف عنه التهور او الاندفاع اما القرار الاخير فيجب ان يكون للابناء وعليهم ان يتحملوا نتائج اختياراتهم نحن الاباء اخترنا حياتنا او اجبرنا عليها فليس من الطبيعى ان نختار لابنائنا او نجبرهم على حياة نحن الذين نرسم خطاها على الاباء ان ييسروا لابنائهم ويختاران لهم من يرضونه دينه وامانته لا نفوذه ولا ثروته للبنات وذات الدين للاولاد اما التزيد والاشتراط بشقة تمليك او شبكة غالية او رصيد فى البنك فهذا عكس ما امرنا به الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) سيدتى تسأليننى رأيى أتمنى الا تتخذى قرارك من غير ضغط بتجرد تام زواجك بهذا الرجل محفوف بالمخاطر فظروفه المادية متواضعة ولديه ابن فاستخيرى ربك فإذا ارتحت الى قرارك على الا تطغى مشاعرك على عقلك وايقنت انه يراعى ربه غير ظالم ولا مندفع اى انه لم يظلم مطلقته وان اسباب الطلاق ليست لسوء خلق او بخل وعنف او صد وهجر فاصرى على موقفك واطلبى منه ان يتقدم مرة اخرى ولتشركى خالك معك واناشد والديك ان يقولا لك ما شاء من نصح وتوجيه ثم يتركا لك القرار الاخير ولتجنى ثمار اختيارك الذى ندعو الله ان يكون صائبا وان يكون هذا الزواج جديرا بحبك وتضحيتك وقبل كل شئ ادعى الله فى كل صلاة ان يرزقك الخير ويهديك الصواب ويبعد عنك هوى النفس وسوء الاختيار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق