السبت، ١ يناير ٢٠٠٠

عشيقة شرعية

14/5/2010

انا ياسيدى امراة فى الثامنة والثلاثين من العمر نشأت فى اسرة صغيرة مكونة من اب وام يعملان بالتربية والتعليم تربينا تربية محافظة ومغلقة تقريبا فى احدى الدول العربية حيث كان يعمل ابواى وترتيبى الثالثة والاخيرة بعد اختين تكبرانى بعدة سنوات كنت الابنة المدللة لابى رحمه الله ربما لانى اصغر بناته تزوجت اختاى وانا طالبة بالمرحلة الثانوية وبدات الانظار تتجه نحوى وانا فى الرابعة عشرة من عمرى وكان اقبال الخطاب كبيرا سواء من عائلة ابى او عائلة امى او حتى الجيران والاصدقاء برغم صغر سنى لما كنت اتمتع به من جاذبية وعقل ورزانة فكان من الطبيعى ان اتزوج فى سن صغيرة من احد اقارب والدتى الذى كان مهندسا حديث التخرج وكنت انا مازلت بالسنة الاولى باحدى الكليات النظرية وتمت الخطبة والزواج فى ظرف ثلاثة اشهر انتقلت خلالها الى بيت زوجى وانا لم اكمل السابعة عشرة من عمرى وعانيت كثيرا فى بداية الزواج لاننى لم اكن اعرف شيئا عن اعمال المنزل خاصة مع دراستى بالجامعة وحملى الاول ثم حملى الثانى حيث رزقنى الله بابنتين جميلتين فى وقت قياسى فكنت مهددة بضياعى من الجامعة لولا مثابرتى وحرصى الشديد على اخذ شهادتى التى اخذتها بعد كفاح
اثناء كل تلك الفترة ومنذ اول يوم فى زواجى اكتشفت اننى لم اخذ وقتا كافيا للتفكير او دراسة اخلاق زوجى برغم انه قريبى فاثناء شهر العسل اكتشفت انه غير مهذب بدا يسبنى لاتفه الاسباب وتصل قذارة لسانه لتطال ابى وامى اللذين ذللا له كل مشاكل الزواج المادية ولم يرهقاه فى شئ فلم استطع ان احبه برغم محاولاتى من اجل ابنتى وفى مكالمة مع والدتى اعطاها الله الصحة انهرت باكية واخبرتها بما يفعله زوجى معى فجاءت على اول طائرة من الدول العربية حيث كانت لاتزال تقيم هناك مع والدى واصرت على طلاقى منه وبالفعل تم الطلاق الثانى بيننا بعد ان طلقنى اول مرة من مشادة كلامية بعد ولادة ابنتى الثانية مباشرة لانه لم يتحمل اى نفقات ولادة اى من ابنتيه وتحملها والدى رحمه الله ولم يسأل عنى او عن المولودة برغم ان حالتى كانت سيئة بعد الولادة ونظرا لصغر سنى وتكرار الحمل بدوة فترة فاصلة فكان ابى يحملنى ويذهب بى الى الاطباء لاننى لم اكن قادرة على المشى اى انه لم يتحمل مسئوليتى لاماديا ولا معنويا وحين اخبرته انه لم يكن له دور كان رده: انت طالق ومع كل ذلك تناسيت من اجل الابناء وعدت للحياة معه وحاولت جاهدة تغييره دون جدوى فهو لايتحمل المسئولية وسليط اللسان ثم جاءه عقد عمل باحدى دول الخليج فسافر وحده وتركنى مع البنتين فشعرت بان هما قد زال من حياتى وتعودت ثم احببت حياتى مع بناتى من غيره وحين انهى عمله هناك وعاد ليستقر بمصر اكتشفت اننى لن استطيع الحياة معه مرة اخرى وكرهت كل شئ فيه ورفضته رفضا كاملا فكنت اكره صوته ورائحته ولم اعد قادرة ان اعطيه حقه كزوج فقررت الطلاق واخبرت ابى رحمه الله بذلك فلم يعارضنى طويلا لانه كان يعلم ما وصل اليه الحال بيننا خاصة انه قد خصص لى اكبر وافخم شقة فى عمارة يمتلكها فى حى راق وقام بفرشها لى بافخر الاثاث لكى انتقل اليها مع ابنتى اللتين تحمل مسئوليتهما بعد ان تم طلاقى من زوجى على الابراء للمرة الثالثة والاخيرة بعد زواج استمر نحو تسع سنوات كنت فى هذه المرحلة قد تخرجت فى الجامعة فوفقى الله فعملت بعد تخرجى مباشرة ولم اعد بحاجة مادية لابى برغم عدم تقصيره او لزوجى السابق الذى كان يعطى ابنته نفقة متواضعة
وشاءت الاقدار ذات يوم ان اتعرف الى رجل يكبرنى بنحو عشرين سنة انجذب كل منا الى الاخر منذ النظرة الاولى انبهرت بشخصيته فهو مثال حى (للجنتل مان) كما يقولون تعرف الى بمنتهى الادب والذوق ثم لمست كرمه وشهامته واناقته فهو رجل اعمال ناجح وكنت وقتها فى قمة جمالى وشبابى اخبرنى انه منفصل عن زوجته التى انجب منها طفلين وانه يعيش مع والدته ولايرى ابناءه الا مرة كل اسبوع لان زوجته شديدة الارتباط باهلها على حساب بيتها ولاتدخل المطبخ مطلقا وانه على وشك ان يطلقها لان هناك خلافات جوهرية بينهما فاطلقت العنان لمشاعرى فاحببته حبا لايوصف فكنت انتظر اتصاله بى طوال النهار والليل خاصة انه ابدى استعدادا لاحتضان ابنتى ثم طلب منى ان نتزوج فى السر واشترط على عدم الانجاب وتحت وطأة انبهارى به وحبى له وافقت دون تفكير وعشت معه اياما اعتبرها اجمل ايام حياتى فكان يقضى معى طوال النهار ثم يذهب لينام فى بيته ثم قال لى ذات يوم انه مسافر مع زوجته الاولى وابنائه للسياحة فأسقط فى يدى وجن جنونى ولم اكن اعرف ماذا افعل هل اطلق منه ام استمر خاصة انى احبه ولا اتصور الحياة بدونه وحينما عاد وواجهته قال لى انه اضطر ان يردها من ابنته التى مرضت نفسيا بسبب انفصال والديها وانه يحبنى ولايريد ان يطلقنى وانه سوف يعلن زواجنا فى الوقت المناسب ثم عرفت بعد ذلك انه لم يكن منفصلا عنها كما اخبرنى اى انه كذب على فى امر علاقته مع زوجته الاولى ولم يكن يبيت عندى ولاليلة واحدة فى السنة وكلما تذمرت يمطرنى بسيل من الوعود الكاذبة ثم شعرت برغبة قوية فى الانجاب فاخبرته فرفض فى بادئ الامر رفضا شديدا ثم وافق ولكن طلب منى الانتظار حتى يحين الوقت المناسب وانتظرت سنوات دون ان ياتى الوقت المناسب ودون ان يبيت عندى ليلة واحدة على مدى مايزيد 4 سنوات ولم تتوقف وعوده الكاذبة خلالها ثم قررت وحدى ان احقق حلمى بان يكون لى طفل من زوجى الذى احبه لان هذا حقى وحدث الحمل دون رغبته فأقام الدنيا ولم يقعدها واصر على اجهاضى برغم تمسكى الشديد بطفلى الذى كثيرا ما حلمت به وتوسلت اليه بالدموع ان يتركنى افرح به والا يحرق قلبى ولكن لاحياة لمن تنادى اصر على اجهاضى واقتادنى كمن يقتادون الى حبل المشنقة الى احد الاطباء المعدومى الضمير الذى اجرى لى العملية واذا بى اجده بعد العملية قد ذبح ذبيحة لا ادرى لماذا؟ هل لان الله قد سترها ولم يحدث لى مكروه فى العملية كما يقول؟ ام لانه تخلص من الجنين الذى لم يرغبه؟ شعرت بمرارة مضاعفة لاننى تمنيت وانا اقوم بتوزيع اللحم ان يكون هذا اللحم هو عقيقة طفلى الذى حرمت منه اصابنى هذا الاجهاض بحالة اكتئاب شديدة فكان شعورى بالضبط كمن اخذوا طفلها من حضنها وقتلوه وكنت اتهمه بانه قتل ابنى ولكنى اجتزت الازمة بفضل الله ورحمته ثم حدث حمل مرة اخرى فخفت ان يصبح مصيره كسابقه فقررت الا اخبره حتى يمر الشهر الرابع ويصبح الاجهاض مستحيلا لان الجنين فيه روح وبالفعل اخبرته بعد الشهر الرابع فجن جنونه واصر على الاجهاض مرة اخرى برغم ان الجنين فيه روح وان ذلك يعتبر قتل نفس بغير حق فرفضت بقوة وقلت له لاطاعة لمخلوق فى معصية الخالق ولتفعل ما تريد فاخبرنى انه سيطلقنى فاخبرته انه لو حدث ذلك فان هذا سيعنى انك تريد ان تطلقنى وانا حامل وفى هذا اساءة كبيرة لى امام اهلى وسأرد عليها بان اخبر زوجته الاولى بكل شئ وانه سيخسر زوجته فى نفس الساعة فتراجع على مضض ولكنه اصبح متباعدا عنى واهملنى مما عرضنى لمشاكل صحية طوال فترة الحمل ثم وضعت طفلة جميلة نسخة من ابيها فاذا به يطير بها فرحا ويحبها حبا لا يوصف بل ويدللها كما لم يفعل مع ابنائه السابقين ويقسم دائما بانها اكثر شخص احبه فى حياته وتسالنى ما هى المشكلة اذن فاقول لك انه الان قد مر على زواجى به اكثر من عشر سنوات واصبحت ابنتنا فى السابعة من عمرها ولاتعرف اخوتها من ابيها ولا يعرفونها بل حتى لايعلمون بوجودها وهو لا يبيت معنا مطلقا ولم يبت فى حضن ابنته ولا ليلة واحدة برغم ان ابنته الكبرى تخرجت فى الجامعة منذ سنتين وتخرج ابنه العام الماضى وحدث ان كنا نتسوق انا وبناتى الثلاث فى احد المحال فاذا بى ارى ابنته الكبرى التى اعرفها شكلا ولاتعرفنى وتمر ابنتى الصغيرة بجوارها وهما لا يعرفان انهما اختان وتحملان نفس الاسم فى موقف لا ينسى وكلما فاتحته فى الموضوع يفعل ما اعتاد فعله طوال السنوات العشر الماضية عمر زواجى به وعود ووعود ابنتى بحاجة لان تشعر انها مثل باقى الاطفال لها اب يبيت فى البيت الذى تبيت هى فيه فانا لا انسى ذلك اليوم حين سألت ابن اختى: هو انت باباك بينام معاكم فى البيت؟ ورد عليها ابن خالتها: طبعا وجاءت تسألنى لماذا لاينام ابى معنا فى البيت فهى لا تعلم ان له بيتا ثانيا يأوى اليه كل ليلة وتظن انه يعمل ليلا فى المكتب كما يخبرها هو
وعلى الجانب الاخر انا ياسيدى كانسانة وامراة لى احتياجات نفسية وحسية وجسدية لا يتيحها الوضع القائم واصبحت اثور لاتفه الاسباب فبماذا تنصحنى؟ شعورى انه لن يفعل شيئا ولن يصحح الاوضاع واخشى ان اخسر ما تبقى من شبابى وانا اركض خلف السراب فهو لا يخسر شيئا من استمرار الوضع على ما هو عليه ولكن انا اخسر شبابى وسعادتى فانا ميسورة الحال الان والحمد لله ولست فى احتياج مادى اليه ومازلت اقيم فى شقتى التى اعطاها لى ابى الذى توفى منذ ثلاثة اعوام رحمه الله وافكر فى ان اخرجه من حياتى وارحم نفسى من الم الحرمان العاطفى والشعور بالقهر والظلم الذى عانيته على مدى السنوات العشر الماضية وابدا حياتى من جديد فاذا اراد لى الله الزواج مرة ثالثة فساختار بعناية شديدة وترو واذا لم يرد فيكفينى انى رفعت الظلم عن نفسى لاننى لست اقل من زوجته الاولى فى شئ حتى يقهرنى بهذه الصورة ويبيت كل الوقت لديها تاركنى اتجرع قسوة الوحدة والحرمان
تعليق المحرر
سيدتى حكاييك متشابكة وفيها الكثير مما يستحق التوقف بداية من زواجك المبكر من احد اقاربك فى سن لا تسمح لك بالاختيار الجيد وغير مؤهلة لتحمل المسئولية كزوجة وام ولا ارى مبررا واحدا من اسرتك لتزويجك فى هذه السن سوى ان والديك ارادا ان يستريحا من مسئوليتك لانهما يعملان فى الخارج وهذا خطأ كبير يقع فيه من هم فى مثل هذه الظروف عندما يترك الأبوان صبية صغيرة تدرس فى الجامعة فإما ان تتعرض لاختبارات قاسية وهى وحيدة بلا خبرة او تجربة او يسارعا بتزويجها وكأنهما اتما رسالتيهما سعيا وراء مقولة تأمين الابناء معتقدين ان هذا التأمين فى بناء العمارة او ترك اموال فى البنوك وكلها اشياء لا تضمن السعادة او الاستقرار فكان الافضل للجميع وبعد ان تزوجت شقيقتاك ان يعود الوالدان ليرعياك حتى تنضجى وتتمى تعليماتك ثم تختارى الزوج المناسب لك سيدتى حدث ما حدث طلقت للمرة الاولى بمباركة والديك وخرجت للعمل اما لطفلتين ضعيفة تعانين من انتهاك ادميتك وانوثتك فى هذه المرحلة تكون المرأة هشة سهلا اختراقها والاختراق يسير على الرجال اصحاب الخبرة وبدلا من ان تستريحى من عناء رحلة زواجك الفاشلة حتى تستعيدى عافيتك وتتأملى الواقع الجديد الذى تنتقلين اليه فتحت كل نوافذ حرمانك ليدخل منها من يكبرك بعشرين عاما من مثلك عليها الانتظار خاصة انك مازلت صغيرة فى السن ومسئولة عن طفلين فالايام امامك وليست خلفك استسلمت له وبدلا من ان تشركى والديك وشقيقتك معك اتخذت قرارك بمفردك ووافقت بدون تفكير على الزواج السرى وكلمة (سرى) تعنى ان هناك ما يجب إخفاؤه فهل فى الحلال سر؟! وهل فى الحلال إخفاء؟! انها بداية الخطأ والمرأة عندما توافق على السرية تعنى موافقة على التنازل والمهانة وتعنى ايضا ان الطرف الاخر كاذب وعاجز وخائف من الوضوح والاعلان والمواجهة فكيف يمكن لامرأة ان تأمن على نفسها وابنتيها مع مثل هذا الرجل؟ الخطأ يجلب اخطاء وجرائم والجريمة الكبرى التى شاركت فيها هى قتل جنين بلا ذنب فقد اجمع العلماء على حرمانية الاجهاض حتى فى ايامه الاولى مادام لا يوجد خطر مؤكد على حياة الام وعلى الرغم من ذلك وافقت واستمررت فى حياتك مع هذا الرجل باسم الحب هل هذا هو الحب ياسيدتى؟ فماذا عن الكره إذن
ارتكبت الخطأ الثانى وحملت بدون إخبار زوجك معرضة حياة جنين اخر للخطر وكأنها لعبة جازفتى وجعلته يقبل بالامر الواقع بعد التهديد بإبلاغ زوجته الاولى دفعت بطفلة جديدة الى الحياة تعانى سوء اختيارك وسوء قرارتك فما يحدث الآن من اسلوب والدها سينعكس حتما على مستقبلها هل هى الانانية ياسيدتى التى جعلتك تفكرين فى احتياجاتك بدون التفكير فى انعكاس قرارتك على اخرين تأتين بهم الى الحياة وانت غير مؤهلة او واعية لدورك ومسئوليتك عنهم سيدتى اغفرى لى قسوتى عليك فإن كنت غير مسئولة عن زواجك الاول فانت تتحملين كامل المسئولية عن الثانى وارى فى تجربتك درسا لكل من من تسمح لنفسها بالدخول فى نفق مظلم باسم الحب تسألينى عن مسئولية الطرف الاخر زوجك الذى لم يبت عندك ليلة واحدة عن عدم عدله وظلمه لك ولطفلته فأقول لك انه من البداية يعرف جرم ما يفعله فعندما طالبك بالسرية كان يعرف جيدا انه يريدك عشيقة شرعية امراة يأتيها بعض الوقت ضاربا عرض الحائط بالزواج وبالهدف السامى منه بتأسيس علاقة عادلة تهدف الى السكن والمودة والرحمة من يفعل ذلك هل يفيق ويتذكر ان الله سيحاسبه على ظلمه لك؟ وعدم العدل بين زوجتيه وحرمان ابنته من حقوقها التى ينعم اشقاؤها هل يعرف هذا الاب ان امره سينفضح حتما بعد وفاته هل يتخيل هذا اليوم يوم وقوفه بين يدى الله وبعد وضع جثمانه فى قبره زوجته الثانية فى بيت زوجته الاولى ومعها طفلتاهما هل يتخيل المشهد بدلا من الحزن والبكاء عليه سيتحول الى شجار وغضب وربما دعاء عليه واعرف زوجة اولى اكتشفت كذب زوجها فخلعت رداء الحزن عليه فى نفس اليوم ورفضت تقبل العزاء فيه هل يحب اى عاقل هذا؟ اليس من الافضل والاكثر رجولة ان يواجه زوجك الواقع يصارح زوجته الاولى ويقرب بين ابنائه فى حياته ويتحمل ثمن ما فعله فى حياته مهما تكن ردود الفعل؟ سيدى ستكون افضل وارحم بكثير من حدوث ذلك بعد وفاتك فهل تفيق وتفعلها؟
عودة اليك سيدتى وردا على سؤالك الاخير بالتفكير فى الطلاق مرة اخرى وانتظار رجل جديد بشروط جديدة وربما باطفال جدد وماذا بعد؟ اقترح عليك ان تتريثى حتى لا تشتت بناتك حاولى مع زوجك بإصرار ان يعلن زواجكما وانجابكما واتركى له القرار اما الحياة فى العلن ومنح طفلته كل حقوقها واما الانفصال واخبار زوجته من الان حتى تحفظى حقوق طفلتك مع اخواتها ولو كانت هذه مشيئة الله فتمهلى وتفرغى لبناتك وعملك الى ان يقضى الله امرا كان مفعولا والى لقاء بإذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق