السبت، ١ يناير ٢٠٠٠

خطايا رجل

3/4/2009

اعتذز فى البداية ان رسالتى قد تكون طويلة نوعا ما ولكنى ارغب فى توضيح الموضوع بمنتهى الدقة عسى ان ان يرشدنى ربى للخير لامانتى وصدقى فى الموضوع والله المستعان
انا فتاة مسلمة مصرية اعمل مهندسة فى مجال مميز وفى شركة عالمية, ولله الحمد ناجحة فى عملى واحاول ان اكون نموذجا جيدا لفتاة مسلمة تتعامل مع الاجانب والاغراب يكل التزام بحجابى الشرعى وبحدود الادب والاحترام فلله الفضل معروف عنى انى انسانة محترمة وملتزمة وناجحة فى عملى ايضا عمرى الان 34 سنة ولم يمن الله على بنعمة الزواج بالرغم ان هذا كان هدفى الاساسى بعد التخرج ولم اكن اسعى للعمل والتفوق فيه الا لانه الرزق الذى رزقنى به الله دون عناء حقيقى منى فالحمد لله التحقت بالعمل بالشركة التى انا فيها بسهولة نسبية وبدون واسطة ولا اى شئ غير تدابير الله الى ان اخبرتنى احدى صديقاتى العاملات هناك بوجود وظيفة تقدمت لها من 10 سنوات وقبلت بها بفضل الله وسعدت بذلك ونيتى ان شاء الله اعمل بها سنتين ثلاثا الى ان يزقنى الله زوجا واولادا فاتركها لعمل ايسر لان العمل بالقطاع الخاص لا يتناسب مع مسئوليات الاسرة عند الزواج بسبب طول ساعات العمل المهم ان الذى حدث انى لم اتزوج ومرت السنون دون ان ياتى نصيبى بالرغم انى من والحمد لله من اسرة طيبة ومحترمة واجتماعيا ممتازة وماديا مستورين ونميل لليسر يعنى كمواصفات عامة الحمدلله كله هايل صحيح شكلا عادية لكنى الحمد لله لست قبيحة
قد يكون سبب ذلك اننا اسرة منغلقة الى حد ما وليس لنا اجتماعيات كثيرة خاصة بعد وفاة والدى واخى فى خلال 4 سنوات فانا فى عملى او بيتى واعيش مع امى التى بالرغم انها شخصية عملية ونشيطة لكنها زى ما بيقولوا مش شاطرة فى المواضيع دى او ممكن نقول فى دماغها صورة معينة للزوج المناسب لى ليست موجودة فى من تتعامل معهم
المهم لوصولى لهذه السن الحرجة ولانى اتمنى من الله من كل قلبى ان يرزقنى اولادا اربيهم تربية صالحة وازرع فيهم اشياء كثيرة تعلمتها فى الحياة فقد بدات احاول فى الفترة الاخيرة وبناء على نصيحة احدى صديقاتى ان اعيد التفكير فيمن حولى فقد يناسبونى ولما فعلت ذلك وجدت انسانا واحدا حولى تقدم لى قبل ذلك مرتين ولم اوافق عليه لماذا وماهى التفاصيل هذا ما اريد ان احكيه لكم واطلب منكم المشورة والنصيحة المخلصة وجزاكم الله خيرا
هذا الشخص قريب لنا من بعيد عن طريق امى وهو طبيب والحقيقة انه تقدم لى من 10 سنوات بالضبط كان وقتها يعمل بفرنسا وقادما الى مصر فى اجازة وكان عمرى وقتها 24 سنة ووقتها اخبرت امى انه لا يناسبنى لاسباب كثيرة كنت اراها منطقية جدا فى وقتها وهى كما يلى:
1-انه يكبرنى بـ12 سنة وكان ذلك بالنسبة لى فرقا كبيرا جدا خصوصا انى بطبيعتى شكلى اصغر من سنى ولدى نزعة طفولية فشعرت وقتها انه كبير اوى على
2-انه مدخن بشراهة وانا مقتنعة ان التدخين حرام ومهلك للصحة وحتى لو افترضنا انه مكروه فقط وليس حراما كمان انا عندى حساسية فى انفى وبالتالى لا اتحمل رائحة التدخين من الغرباء فكيف اتحملها فى بيتى لنفسى ولابنائى
3-عندما تقابلنا معه وتحدثنا كان يحكى عن نفسه وعن حياته وهو الولد الوحيد على 3 بنات واسرته نسبيا ميسورة فكان واضحا من كلامه انه مدلل الى حد ما بمعنى انه قد لايكون مسئولا بالقدر الكافى
المهم انى وقتها رفضت لكل هذه الاسباب وامى لم تعترض بل بالعكس اعتذرت لاقاربها لانها كان لديها شعور انهم قد يتعاملون معنا ببعض البخل فى ترتيبات الزواج على اعتبار اننا اقارب
المهم ان قريبنا هذا رجع واستقر بمصر من بضع سنين وحدث انه خطب مرة او اثنين ولم يوفق وبالضبط من سنتين فوجئت بامى تقول انه يريد التقدم لى مرة اخرى وقتها كان عمرى 32 سنة وكنت اعتبر كبرت فعلا وقلت لامى انى موافقة نتقابل معه لكى اتكلم معاه وارى اذا كان ممكنا يكون فيه تفاهم والتقاء فى بعض النقاط عندما تقابلنا هذه المرة بدأت اتعرف على شخصيته اكثر فهو انسان طيب تلقائى ويجيد الكلام بس الحقيقة ان التلقائية دى هى كانت الماساة بالنسبة لى لانه بدا يحكى لى عن حاجات مختلفة فى حياته وعن حياته فى فرنسا ثم وبمنتهى البساطة قال لى انه تقريبا مفيش حاجة حرام لم يفعلها هناك الا القمار والحقيقة انه تقريبا قال بصراحة انه كان عنده علاقات نسائية محرمة وحكى لى عن العمرة التى اداها لكن انا كنت صدمت صدمة قوية جدا لانى كبنت ملتزمة ووالدى واخى كانا رجلين يعرفا ربنا ويخافان منه كان بالنسبة لى ما قاله مستحيل وغير محتمل وطبعا قلت لامى انى رافضة لكن اختى ثارت على ثورة رهيبة مصممة ان تعرف السبب وراء رفضى لان من وجهة نظرها اسباب مثل السن والتدخين مش اسباب اللى تخلى بنت فى سنى ترفض عريسا من اسرة محترمة وميسور الحال وكمان واضح انه طيب وابن حلال انا بصراحة لم اقل لحد خالص السبب ولاحتى امى من باب الستر لانه قريبها مهما كان وفيه صلة وعلاقة حتى لو لم يتم زواج بيننا
المشكلة انى اتمنى من الله زوجا يعيننى على القرب من الله ويزيدينى فى دينى والتزامى ويكون قدوة لى ولاولادى وهو واضح جدا انه حتى لو كان عارف الحلال والحرام انه ليس له نفس النظرة للامور مثلى ايضا فكرة انه لمس امراة اخرى فى الحرام ثقيلة جدا وصادمة لى ولنفسيتى
الموقف الذى انا فيه الان ان امى من يومين فقط فتحت معهى الموضوع مرة اخرى بسبب موقف حدث من هذا الشخص وكان فيه جدع جدا ومهذبا معها فبدات تتحدث معى مرة اخرى انه ليه يا بنتى بس وفكرى تانى وقريبك ومش هيهينك الى اخره من هذا الكلام
الحقيقة انى محبطة جدا من قلة زواجى واشعر بالخوف من شكل المستقبل بعد وفاة امى اطال الله فى عمرها مع عدم زواجى فكيف ساعيش وحدى او مع اختى وابنائها وزوجها وهو وضع اكيد مش مريح ولايوجد اى شخص متقدم لى فى الفترة الحالية فهل اقبل بهذا الشخص مع كل ما شرحته ام اصبر وادعو الله ان يرزقنى بمن يناسبنى اكثر ولو بعد حين لا اعلمه لانه كله بيد الله ثم بيد مجتمع لايعطى لمن فى سنى اى فرصة عادلة فى ان تجد من يناسبها بحق
هل رفضى له خطأ وهل اصلا قبولى له وهو على ما هو عليه من ذنوب خطأ انا عارفة ان ربنا اللى بيحاسب وانا لست ملاكا فأنا مثلا من وجهة نظر زملائى واصدقائى المتدينين اكثر منى باعمل غلط ويمكن من وجهة نظر البعض حرام لانى اسافر برة مصر فى رحلات مع العمل والحقيقة انه يمكن دى مشكلتى ان المتدينين من الرجال انا مش عجباهم علشان باشتغل وباسافر مع انى والله محترمة جدا والاقل فى التدين يبشعرون انى بحبكاها اوى وخليكى بحبوحة وفيها ايه يعنى وهو انتى عمرك ما عملتى حاجة غلط يعنى
انا بجد مش عايزة احس انى ظلمت نفسى برفضى له وانى بعد كام سنة اقول ياريتنى وكان ماله مش احسن من الوحدة
تعليق المحرر
سيدتى اقدر حيرتك وسط اختلاط المفاهيم وندرة فرص الزواج خاصة لمن هن فى مثل ظروفك ممن يعشن فى عائلات منغلقة او يضعن ضوابط اخلاقية ودينية صارمة لمن سيشاركهن الحياة
نعم..ترى شريحة كبيرة فى المجتمع ان من هن فى مثل عمرك قد تأخرن فى الزواج ولكن الواقع يقول ان فتيات كثيرات مثلك لم يتزوجن وهذا يفرض رؤية جديدة لسن الزواج خاصة كثيرا من الرجال يتأخرون فى سن الزواج مستندين الى وفرة العرائس وان المجتمع لا يدين الرجل ولايجعل من تقدم عمره عمره عائقا عن الزواج بل اه عندما يفكر فى ذلك لايبحث عمن تقاربه فى العمر بل يذهب يختار فتاة صغيرة مستغلا اوضاعه الوظيفية والمالية التى تيسرت بفعل العمر غافلا عن تأثير هذا الفارق فى العمر على نجاح مثل هذه الزيجات فاغلبها ينتهى بالطلاق وبعضها يستمر لاسباب غير التى يجب ان يستمر من اجلها
سيدتى دعينى ابدأ معك من كلامك الاخير حول وقوعك بين رايين احدهما يراك مفرطة والاخر يراك متشددة فيجب عدم الاستناد الى مثل هذه الرؤى التى يفرضها البشر فالحلال بين وكذلك الحرام والانسان بعد ان يلم باوامر الله ونواهيه هو وحده يعلم موقعه من الخطأ والصواب فلا تعذبى نفسك واستمرى على ما انت عليه ولا يدفعنك رأى الى مزيد من التشدد ولا يجذبنك رأى اخر الى التفريط فيما تؤمنين به ويريح قلبك اذن فلنذهب الى القضية التى تؤرقك ووالدتك وهى حيرتك تجاه هذا الطبيب الذى يريد الاقتران بك وابدأ معك من رغبتك فى زوج يعينك على القرب من الله ويزيدك فى دينك والتزامك فاقول لك انه هو الذى يحرص عليك وتقدم لك اكثر من مرة فلماذا لا ترين فى ذلك وهو يعرف تدينك وإلتزامك رغبة منه فى ان تعينه على القرب من الله والالتزام بدينه اعرف انك تقفين امام خطاياه ولكن الله يغفر الذنوب جميعا وقد ذهب الرجل وادى العمرة طلبا للعفو والمغفرة والقبول ياسيدتى لله سبحانه وتعالى وليس للعباد ولو اختص كل انسان منا بحق محاسبة العباد ما استقامت الحياة ولاخذنا لانفسنا ما لا يجوز من حق الله وحده فى الهداية والعفو والرحمة وقبول توبة التائب وهل كان سيرضيك يا سيدتى لو لم يخبرك هذا العريس بما ارتكب وانتهزها فرصة للتوقف امام فكرة الاعتراف الذى يقوم بها البعض فيستعرض معاصيه لانى أراه ويحتمل رأيى الخطأ يهتك سره بعد ان ستره الله فلماذا يجاهر هو بما ارتكب من آثام الاعتراف بالذنب وطلب التوبة تكون من الخالق وحده سبحانه وتعالى يبقى بعد ذلك موضوع تدخينه السجائر وهذا امر يمكنك مناقشته معه بهدوء مع اظهار حرصك وخوفك على صحته ولتبدئى بطلب امتناعه اولا عن التدخين فى البيت اما فارق العمر قيمكنك التجاوز عنه امام صفاته الحميدة التى تحدثت بها والدتك وطيبته التى شهدت بها
سيدتى قاومى خوفك واستخيرى الله وسلمى امرك لله فلو كان لك فيه ومعه خير ستحصلين عليه المهم الا يدفعك خوفك الى اغلاق نوافذ الامل فالذين يخافون من الالم يتألمون من الخوف وكل تجربة فى الحياة مهما تكن ضماناتها تحتمل الفشل كما تحتمل النجاح فتوكلى على الله وسيكون النجاح حليفك بإذنه سبحانه وتعالى والى لقاء بإذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق