30-11-2001
أنا سيدة شابة في السادسة والعشرين من عمري, والابنة الكبري لأسرة من أصل طيب, وكان أبي ضابطا, وأمي ربة بيت ولي أخوة في التعليم الثانوي والجامعي. وتعتمد أسرتي في حياتها علي معاش أبي ومعاش جدتي لأمي. وأنا بيضاء طويلة وشعري فاتح اللون وعيوني واسعة وعسلية اللون وممشوقة القوام, وعلي قدر من الجمال لافت للنظر, وبعد تخرجي منذ خمس سنوات عثرت علي وظيفة في شركة استثمارية بمرتب مغر نظرا لإجادتي للغتين ولمظهري كذلك, وفي العمل تعرفت علي مديري وهو رجل يكبرني بعشرين سنة ومتزوج وله أربعة أطفال. وكنت حديثة التخرج وشديدة الحيوية والمرح وأثق بالجميع وأصدق كل مايقال لي, ولأنني كنت أريد أن أثبت كفاءتي في العمل وأسعي جاهدة للحصول علي مميزاته والمحافظة عليه فقد كنت أستمع إلي نصائح هذا المدير واتخذته صديقا لي أروي له مايجري حولي في البيت والعمل.. وكان العمل ينتهي في التاسعة مساء. وليس لدي سيارة وهو يقيم في نفس الحي الذي أقيم فيه فكان يعرض علي توصيلي إلي منزلي في طريقه إلي بيته.. وشيئا فشيئا بدأ الحوار بيننا يتطور ويتعمق إلي أن جاء يوم وصارحني فيه بأنه يحبني ويريد أن يتزوجني وانبهرت أنا بمظهره وأناقته ووسامته ومركزه فوقعت أسيرة لكلامه وشعرت بأنني لا أستطيع الاستغناء عنه, فقد كنا نقضي معا في العمل12 ساعة يوميا ونتبادل الحديث في التليفون ليلا حتي الفجر. ولم يجد اعتراض أبي علي سهري مع التليفون شيئا مع أنه لم يكن يعلم بعلاقتي بمديري وحاولت أمي الكثير لإثنائي عن الاستمرار في هذه العلاقة باللين أحيانا وبالحزم لي أحيان أخري فلم تفلح أية محاولات معي لها فأذناي كانت مملوءتين بكلام مديري المعسول وبأحلامي معه.. حتي تهديد أمي لي بأن تأتي إلي في العمل وتواجه مديري وتفضح أمره معي بين الزملاء, لم يثمر شيئا, وكيف كان له أن يثمر أي شيء وقد أصبحت لا أري في الوجود كله سواه ولا أسمع ليغره ؟ بل وسعدت بالفخر لأنه فضلني علي كل زميلاتي اللاتي كن يخطبن وده.
وبعد ذلك بأسابيع جاء ليطلب يدي من أبي فرفضه لأنه متزوج ولديه أبناء ويكبرني بعشرين عاما, وبعد المقابلة هاج أبي وسبني وكاد يضربني وأتهم أمي بالتستر علي أمري.. وشهدت أسرتنا سلسلة من الشجار الدائم, أما أنا فقد قابلت ثورة أبي وأمي بالاحتجاج والتبجح والعناد الشديد وأنا للأسف معروفة بها, وخاصمتهما وأصبحت وحيدة في البيت لا أكلم أحدا ولا يكلمني أحد.. ومديري يشد من أزري ويقويني ويحثني علي التمسك به وعدم التراجع عن موقفي وزاد من إصراري عليه إنه قال لي أنه واجه زوجته بحبه لي ورغبته في الزواج مني, فثارت وطلبت الطلاق وجمع هو ملابسه وانتقل للإقامة في بيت شقيقته, وراح هو يرسم لي صورة الحياة الوردية التي سأحياها معه.. من شقة كبيرة وسيارة فارهة وناد شهير وملابس فاخرة ومجوهرات ثمينة وهدايا سخية, وقد بهرني ذلك بالفعل في بداية تعرفي به لكني بعد ذلك أحببته أكثر من أي شيء.. حتي لقد أحببته أكثر من أمي وأبي وأخوتي أنفسهم!
وظلت أوالي في البيت تتراوح بين الخصام والشجار, وبين اللين والمهادنة حتي توفي أبي يرحمه الله. وبعد فترة من رحيله تقدم مديري مرة أخري إلي أمي ليتزوجني فرفضته من جديد لأنه متزوج فأخرج لها ورقة طلاقه لزوجته وكان قد أقدم عليه قبل شهور.. وبعد شجار وجدال طويلين بيني وبينها أرغمت أمي علي الموافقة عليه بعد أن هددتها علنا بأن أتزوجه سرا علي غير إرادتها.. ورضخت أمي في النهاية وسلمت لي برغبتي وهي تقول:
حسبي الله ونعم الوكيل, وأعلنت لي أنها ستقف معي في زواجي أمام الناس فقط, وبمجرد إتمامه لن يكون لها أي شأن بي ولا بحياتي بعده, وتركت العمل بمجرد خطبتي لمديري وبسبب تلهفي علي الزواج من حبيبي قبلت بالزواج في شقة مفروشة الي أن نتسلم شقتنا في إحدي المدن الجديدة بعد ستة أشهر, ووقع هو لأمي علي قائمة للمنقولات بخمسين ألف جنيه, واشتري لي شبكة بعشرة آلاف جنيه وتزوجنا في فندق5 نجوم وقضينا شهر العسل في مرسي مطروح, ومرت أيامه سريعة وشعرت بأن الله راض عني لأنني تزوجت من أحب, ثم انتقلنا إلي الشقة المفروشة وبعد شهرين فقط بدأت أشعر بتغير زوجي في نفس الوقت الذي بدأت فيه ثمرة الزواج تتكون في أحشائي, فقد أصبح يتركني بالاسبوع بدعوي ذهابه لرؤية أبنائه وإشعارهم بوجوده في حياتهم.. ثم أصبحت فترة غيابه عني تزيد إلي أسبوعين, ثم علمت من إحدي الصديقات أنه قد أعاد زوجته إلي عصمته وواجهته بذلك, فقال لي إنه لم يعرف طريقا آخر للاعتناء بأولاده وتوفير الحياة الطبيعية لهم بين أب وأم سوي ذلك.. فرد زوجته إلي عصمته ولم يشأ أن يخبرني بذلك حرصا علي مشاعري! واعترضت وبكيت وذكرته بكل مافعلت لكي أتزوجه فراح يهدئني وأمضي معي شهرا كاملا بغير أن يتركني وهو يؤكد لي كل يوم أنه يحبني ولا يستطيع الاستغناء عني, ولأنني كنت مازلت أحبه وأخشي شماتة أمي وجدتي وصديقاتي فلقد سكت علي مضض وشعرت بالمهانة.. وأصبح زوجي يقضي مع زوجته وأبنائه أسبوعا كل شهر, ثم بدأت المشاكل تلاحقني من جانب زوجته وبدأت إهاناتها لي في التليفون, وشكواي لزوجي من ذلك. ثم طلبت منه أن نذهب معا للسؤال عن موعد تسلم شقتنا لكي نستعد لتسلمها وشراء الأثاث فاعتذر بعدم توافر المال معه في ذلك الوقت, وذهبت وحدي للسؤال عن الشقة فاكتشفت أنه متعثر في السداد وعليه أقساط متأخرة كثيرة وأننا سوف نفقد الشقة إذا لم يدفعها وطالبته بالتصرف فاعتذر بضيق ذات اليد. واقترح علي أن ابيع شبكتي وأسحب من مدخراتي القليلة بالبريد لدفع الأقساط علي أن يرد لي ذلك في المستقبل وحين ميسرة, ورفضت هذا الاقتراح وتشاجرنا وبدأت المشاكل بيننا وفي كل يوم يطالبني بالشبكة وأرفض إعطاءها له لأنني لا أملك من حطام الدنيا غيرها, وفقدت عملي ولا أستطيع العمل وأنا حامل, فأصبح يتركني وحيدة في البيت ولا يسأل عني حتي بالتليفون ويستهزيء بي وبمشاعري كلما عاتبته, ووجدتني بعد شهور قليلة من الزواج الذي ظننت أنه أجمل أحلامي, وحيدة ومريضة في شهور حملي الأخيرة وخائفة من شماتة الأهل والأم والأخوة الذين رفضوا هذه الزيجة وعاندتهم ووقفت أمامهم.
وبعد شهر اشتد بي المرض ولم أجد زوجي إلي جواري ففكرت في أن أتصل بأمي.. وترددت بعض الوقت.. ثم حسمت ترددي وقلت لنفسي إنها أمي مهما حدث بيننا ولن تتخلي عني في مرضي, واتصلت بها وجاءت مهرولة ورأتني مريضة وذابلة الوجه ووحيدة, فبكت وأخذتني إلي الطبيب ثم إلي بيتها لتخدمني في حملي ومرضي.
أما هو.. فهو مع زوجته الأولي وأبنائه ويتركني لدي أمي ولا يسأل عني بدعوي أنه يؤدبني لكي أطيعه..
وقد طلبت منه الطلاق وأنا أشعر بالهزيمة وبأن كل مايجري لي يرجع إلي أنني لم استجب لرأي أبي وأمي وأهلي, ورفض هو طلاقي بدعوي أنه لن يطلقني لكي أتزوج وآتي لابنه المنتظر بزوج أم غير أبيه, فأقسمت له أنني لن أتزوج مرة أخري ولن أكرر الخطأ فرفض من جديد بدعوي أنه يحبني!
ولقد حاولت إجهاض الجنين وذهبت للعديد من الأطباء فرفضوا ذلك جميعا, كما رفضت أمي أيضا هذا الحل لأنه قتل للنفس التي حرم الله قتلها, ولأنني قد اخترت وعلي أن أتحمل عواقب اختياري.
والآن ياسيدي فإنني مهزومة ومقهورة وأشعر بأنني القاتل والقتيلة في نفس الوقت, لأنني لم استمع لأحد ولم أر ماكنت مقدمة عليه واستحلفك بالله ألا تلومني لأنه يكفيني ماألاقيه.. وأريد منك النصيحة والمشورة وأقسم لك أن أعمل بها, حيث لم يعد لدي ماأخسره أو أبقي عليه, كما أنني لم أعد أصدق زوجي ولا وعوده ولم أعد ائتمنه علي نفسي أو ولدي أو مالي لأن من يهجر زوجته وهي مريضة حتي ولو كانت في رعاية أمها ويذهب ليقيم مع زوجته الأولي وأولاده منها لا يؤتمن كما أني لا أضمن ألا يأخذ مني كل ما أملك ثم يدعني معلقة ولا يسأل عني.. فماذا أفعل ؟
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
لن أسرف في لومك لأنك تعرفين جيدا ماذا صنعت بحياتك وبأهلك, وبأسرة زوجك المكونة من زوجة وأربعة أطفال, كما تعرفين أيضا ماذا فعلت بجنينك الذي لم ير النور بعد.. وكيف حددت مصيره من قبل أن يأتي إلي الحياة وقضيت عليه أيا كان مستقبل علاقتك بزوجك بالحرمان من الحياة الطبيعية المستقرة بين الأبوين لا شاغل لأحدهما عن الاهتمام به ورعايته..
فحتي لو التزمت بوعدك أو بوهمك من أنك لم تتزوجي رجلا آخر بعد ذلك وهو ما لن يحدث علي المدي البعيد لأنك سيدة جميلة وصغيرة السن ولابد أن تشتد حاجتك للزواج ذات يوم, فلقد قضيت عليه بأن ينشأ في أسرة وحيدة الأب كما يقال عن الأسرة التي تتحمل المسئولية الكاملة عنها الأم وحدها. وإن تزوجت من آخر بعد. حين فلقد اخترت له أن ينشأ في رعاية أب بديل وأبوه علي قيد الحياة, وبالتمزق بينك وبين والده الطبيعي.. أما إذا رجعت المياه إلي مجاريها بينك وبين زوجك الحالي ذات يوم وهو أمر مستبعد في ظل الظروف الحالية, فلقد قضيت عليه أيضا بأن يكون له نصف أب.. ونصف حياة عائلية مستقرة, وكل ذلك لأنك قد تطلعت منذ البداية إلي نيل ما لا يحق لك التطلع إليه وهو زوج إمرأة أخري ووالد لأطفال أربعة منها ولأنك أيضا قد أسأت إدارة حياتك بأسوأ مايمكن لإنسان أن يفعل بحياته, فصممت أذنيك عن نصح الأبوين والأهل.. وأنقدت لهوي النفس ورغائبها بغير بصيرة, وأقمت بنيانا هشا فوق دعائم خائرة.. فلم يلبث ان انهار مع أول هبة ريح.
ولا عجب في ذلك لأن ماجمع بينك وبين زوجك لم يكن حبا حقيقيا يصمد لتقلبات الأيام.. وعصف الرياح..
وإنما جمعك به من جانبك الانبهار الخاطيء بالشكل قبل المضمون وبمغريات صورة الحياة الوردية التي توهمت أن ارتباطك بمديرك سوف يحققها لك, إلي جانب الاندفاع العاطفي الأهوج.. والمشاعر غير الناضجة المختلطة بالأحلام والأوهام لفتاة في العشرين من عمرها, والعناد الأعمي وتحدي إرادة الأهل والرغبة في تحقيق الأهداف بالطريق السهل.. وليس بالكفاح مع رفيق ملائم غير مغتصب من زوجة أخري وأبنائه, والقبول بصعوبات البداية للحياة العادية الخالية من ألوان الصورة الزاهية ومغرياتها..
في حين جمعه بك من جانبه في أغلب الظن الاشتهاء الجسدي حتي ولو تخفي أمام ناظريه بقناع من المشاعر العاطفية المؤقتة, إلي جانب الرغبة في التمتع بإحساس الفوز بمثل هذه الفتاة الجميلة ونشوة المغامرة, وإثبات الذات.. والقدرة علي تحقيق الانتصارات الزائفة في عالم الحب والعاطفة.
وكل هذه الدوافع سواء من جانبك أو جانبه لا تصلح لأن تقيم زواجا متين البنيان.. قادرا علي البقاء والاستمرار.
ومن أجمل ماقرأت لفضيلة الشيخ محمد الغزالي رحمه الله قوله: إن الزواج ليس عشقا لمفاتن الأنثي, وإنما هو إقامة بيت علي السكينة والآداب الاجتماعية, وفي إطار من الإيمان بالله والعيش وفق تعاليمه وهدايته, ولأن الأمر كذلك فأنه ليس أيضا مجرد وسيلة لتحقيق الطموح إلي الحياة السهلة الناعمة من أقصر الطرق ولو أدي الأمر إلي اغتصاب زوج امرأة أخري وأب لأربعة من الإطفال..
وليس أدل علي أن ماجمع بينكما لم يكن حبا حقيقيا من الطرفين, وإنما تلاق مؤقت لأحلام ورغبات ملحة.. هو أن عاطفتك الهوجاء تجاه هذا الرجل والتي تصورت معها في بعض الأحيان أنك تحبنيه أكثر مما تحبين أباك وأمك وأخوتك, لم تصمد لأكثر من بضعة شهور بعد الزواج, ولم تلبث أن تحولت إلي مايشبه المشاعر العدائية بعد أن تكشفت لك الصورة الوردية للحياة المأمولة معه عن واقع رمادي لا جمال فيه, ولا مغريات كما يبدو دائما ظهر الصورة بالمقارنة بوجهها الملون.. وإنما هجر وغياب ومشاكل وخلافات حول الماديات والمدخرات كما أن اندفاعه المماثل إليك بتأثير عامل الاشتهاء المختلط بالعاطفة والمغامرة.. لم يصمد كذلك لأكثر من مثل هذه الشهور, ثم تكشف له عن خمود في الرغبة.. وفتور في المشاعر ـ وتحسب للخسائر في حالة الطلاق.. وحسابات للمستقبل بشأن الجنين القادم إلي الحياة ولا شيء آخر!
فإن كان في قصتك التي تتكرر كثيرا دون أن يتعلم أبطالها غالبا دروسها المؤلمة إلا بعد فوات الأوان.. مايستحق التعجب له حقا.. فهو أنك قد تصورت ذات يوم أنك تحبينه بأعمق وأقوي مما تحبين أبويك وأخوتك.. مع أنه لا وجه للمقارنة من الأصل بين حب الابنة لأبويها وأخوتها وحبها لمن اختاره قلبها حتي ولوكان هذا الاختيار صحيحا والحب حقيقيا, ذلك أن المقارنة تكون بين ندين أو شبيهين.. وليس بين مثالين لا تشابه بينهما.. ولا تعارض بين إخلاص الحب الصادق لكل منهما لكنه الاندفاع العاطفي الأحمق الذي يغشي البصر والبصيرة في بعض الأحيان, وصمم الآذان عن الاستماع لنداء العقل وصوت الحكمة الذي يمثله في قصتك الأهل..
والاستبداد بالرأي في الحياة الخاصة يورد الإنسان موارد التهلكة ويعرضه للعثرات والمهالك..
ولقد عرف المفكر العربي عبد الرحمن الكواكبي الاستبداد لغويا فقال: إنه اقتصار المرء علي رأي نفسه فيما ينبغي الاستشارة فيه وعرفه بمعناه السياسي فقال, إنه إدارة الشئون المشتركة بمقتضي الهوي أي بمقتضي أهواء الحاكم الفرد ورغائبه دون الاستعانة بعقول الأمة ومشورة أهل الحل, الربط فيها..
ولاشك في أن الإنسان يمارس نوعا مماثلا من الاستبداد بحياته وأهله ومحبيه حين لا يدير شئونه الخاصة! لا بمقتضي الهوي وحده ويقتصر علي رأي نفسه فيما ينبغي له الاستشارة فيه كما كان الحال معك.. حتي لتصبح رسالتك نموذجا لأخطاء الاستبداد بالرأي وإغلاق العقل دون مشورة الأهل والاندفاع الأهوج.. والعناد الأحمق, والانقياد الأعمي لأهواء النفس ورغائبها دون تبصر ولا تقدير للعواقب.
والمزارعون يقولون إن البذور السليمة تنتج عادة ثمارا صحيحة صالحة.. وأن البذور الفاسدة لا تثمر إن أثمرت إلا الثمار المريضة غير الصالحة.
ولقد كانت جذور قصتك مع زوجك فاسدة من الأصل, ولم يكن هناك أدني أمل في أن تثمر إلا مثل هذه الثمرة المريضة لأن المقدمات الخاطئة لا تؤدي إلا إلي نتائج خاطئة.
ومادام الأمر كذلك فلابد من أن يسلم كل منكما بأن المغامرة الحمقاء التي جمعت بينكما قد استوفت كل فصولها.. ولم يعد من صالح أحد محاولة إطالتها أكثر من ذلك أو بعث الحياة في مواتها..إذ لن يجدي ذلك في أغلب الأحوال إلا تأجيل النهاية المحتومة لها بعض الوقت, قد تتضاعف خلاله الخسائر الإنسانية وربما تضيفان في أثنائه ضحية جديدة أو ضحيتين أخريين إلي الضحية الأساسية لهذه القصة الخاطئة منذ البداية وهو مولودك المقبل.. فتقليل الخسائر الإنسانية بعد التسليم بالفشل من مقتضي الحكمة.. والاعتراف بالهزيمة في الوقت الملائم شجاعة نفسية تحجم الأضرار وتضيق نطاقها وتعفي الضحايا من معاناة لا طائل وراءها. فتمسكي بمطلبك في الانفصال وتنازلي عن قائمة المنقولات واظهري القدر الكافي من المرونة في المسائل المادية ليدرك زوجك أن قرارك بالانفصال عنه نهائي ولا رجعة فيه.. ولسوف يسلم لك برغبتك في النهاية.. وإبدئي بعد ذلك حياة جديدة خالية من أخطاء الماضي واندفاعاته.
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
السبت، ١ يناير ٢٠٠٠
ظهر الصورة!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق