10-08-2001
أنتهز فرصة وجودي في القاهرة في اجازة لمدة شهر لكي أكتب إليك وأطلب مساعدتك, فأنا سيدة شابة في الخامسة والعشرين من عمري نشأت في أسرة طيبة متدينة, ولي شقيق يصغرني ببضع سنوات فأما أبي فإنه رجل حازم مدقق في كل شيء بحكم عمله وطبيعة دراسته العملية, ويحب دائما أن يتعامل مع الجميع بالحق ووفقا للأصول, كما أنه إنسان ملتزم ويحب أسرته وأبناءه ويجاهد لاسعادهم ويشغل منصبا قياديا في شركة كبيرة, وأما والدتي فهي سيدة جامعية وتعمل بإحدي الوزارات وتعيش حياة زوجية موفقة مع والدي وتتصف بالحنان.
وقد بدأت قصتي خلال مرحلة الثانوية العامة, حين تعثرت في دراستي بالرغم من مساعدة أبي لي في دروسي ورغم الدروس الخصوصية والمجموعات الدراسية.. فلقد رسبت في الامتحان بسبب عدم تركيزي واستهتاري في الاستذكار مما دعا أبي لتعنيفي بشدة لكيلا يتكرر الفشل.. وبدلا من أن أتفهم هذه الشدة من جانبه وأقدر دوافعها اعتبرتها نوعا من القسوة والظلم وفسدت مشاعري تجاه أبي, وفي هذا الجو المتوتر تعرفت علي شاب من الجيران يدرس بإحدي الكليات العملية, فأظهر لي الحب والحنان وتعاطف مع ظروفي وأشعرني بأن أبي قاس وظالم وجلاد, وأن الله قد أرسله هو إلي ليمسح دموعي ويخفف عني وينقذني من بطشه!
وظهرت نتيجة الثانوية العامة ونجحت بمجموع متواضع والتحقت باحدي الكليات واستمرت علاقتي بهذا الشاب طوال سنوات الدراسة دون أن تعلم أسرتي شيئا.. وكان قد وثق علاقته بأخي الأصغر لكي يسهل له مهمته ويرسل لي معه بعض الرسائل, وفي هذه الرسائل كان يكتب لي كلمات غرامية ملتهبة ويدعوني بكلمة زوجتي.. أو امرأتي.. الخ وكنت أحتفظ بهذه الرسائل في مكان خفي بدولاب ملابسي إلي أن جاء يوم واكتشفها أبي بطريق الصدفة وقرأ ما فيها من ألفاظ بذيئة ووصفه له بأنه ظالم وجلاد فجن جنونه وانهال علي ضربا ووبخ أخي علي عدم نخوته وتقاعسه عن المحافظة علي أخته من عبث هذا الشاب, وحذرني من مقابلته أو التعامل معه بأية صورة من الصور.
وحاول الشاب بعد ذلك أن يتصل بأبي أو يلتقي به ليشرح له موقفه ويتقدم لخطبتي فلم يتمكن من ذلك.. وبعد محاولات طويلة التقي به في مكان عام وعرفه بنفسه واعتذر له عما بدر منه وطلب من أبي أن يقبل بخطبته لي فرفض رفضا قاطعا ووبخه علي سوء سلوكه وألفاظه غير المهذبة في رسائله, وأسلوبه في الوصول إلي قلبي عن طريق تحسين صورته مقابل تشويه صورة أبي في نظري.
ولم ييأس الشاب بالرغم من ذلك من نيل موافقة أبي, وراح طوال عام كامل يوسط الأهل والأقارب والأصدقاء لديه, وأمام دموعي كل يوم وذبولي ووساطة أمي, قبل أبي في النهاية هذا الشاب من حيث المبدأ وبشرط ألا تتم الخطبة الرسمية قبل مرور عام يكون خلاله قد انتهي من أداء الخدمة العسكرية, وأكون قد انتهيت من دراستي, وعلي ألا يحاول الاتصال بي بأي وسيلة خلال هذا العام, عقابا له ولي علي سلوكنا الخاطيء منذ البداية واثباتا لالتزامنا بأوامره, وسعدت أنا بذلك وسعدت أمي معي وسعد هذا الشاب وأسرته بذلك, لكن التزامنا بتحذيرات أبي لم يكن كاملا خلال عام التأجيل.
ثم حضر هذا الشاب بعد ذلك إلي البيت وتقدم لخطبتي رسميا وتم الاتفاق علي كل شيء.. واشتري لي أبي أجمل فستان للخطبة وأقام لي حفلا جميلا بأحد الفنادق الكبري, وفي أول زيارة لخطيبي لي في البيت بعد الخطبة رحب به أبي وقال له إنه قد نسي كل شيء حدث في الماضي ويعتبره من الآن ابنا له.. وأحسست بصدق مشاعر أبي في ذلك في حين كنت أشعر من حديث خطيبي معي أنه لم ينس رفضه له لمدة عام كامل, وصدق احساسي بعد قليل حين تناقش خطيبي ذات يوم مع والدي في تعديل بعض ما اتفق عليه معه مثل موعد الزفاف والشقة وخلافه, واحتدم النقاش بينهما فأصر أبي علي الالتزام بما سبق الاتفاق عليه أو يفسخ الخطبة, وانصرف خطيبي غاضبا بعد أن طلب منه أبي ألا يتصل بي أو يقابلني إلا بعد الالتزام بما تم الاتفاق عليه, لكني التقيت به سرا بعد ذلك باسبوع فقال لي إنه قرر أن ينتقم من أبي ويرد له الصفعة مضاعفة ويتزوجني رغم أنفه ويضعه أمام الأمر الواقع.. وبالفعل اتصل بقريب لأمي يعرف أنه علي خلاف مع أبي وأبلغه بما اعتزمه وطلب منه ابلاغ أبي بذلك مؤكدا أن إحدا لن يستطيع أن يحول دونه ودون ما يعتزم القيام به, واستشاط والدي غضبا وأقسم أن يفسخ الخطبة ولو لفترة ثلاثة شهور عقابا لخطيبي علي تحديه له.. وعلي ألا يقبل به مرة ثانية إلا إذا اعتذر عما قال وأبدي ندمه عليه وأقر بأنه لا يستطيع أن يرتبط بي بدون أذنه ورضائه, وجلس معي ذات يوم وأخذني في حضنه الدافيء وراح ينصحني وحذرني من الانسياق وراء هذا الشاب المستهتر ويبصرني بالعواقب الوخيمة التي ستقع إذا خذلته وخضعت لتهديدات هذا الشاب ويعدني بأن يقيم أجمل فرح ويجهزني أفضل جهاز إذا وقفت بجانبه في وجه تهور هذا الشاب إلي أن يلتزم وينفذ ما تم الاتفاق عليه.. واستمر حديثه هذا ثلاث ساعات كاملة ودموعه تنساب دون انقطاع علي خديه! وأرجو أن تسامحني حين أقول لك إنني قد تظاهرت أمامه بالامتثال وأكدت له أنه من المستحيل أن أخرج علي طاعته.. في نفس الوقت الذي كنت قد اتفقت فيه مع خطيبي علي الزواج في أول فرصة تتاح لنا بدون علم أبي وأسرتي.. وذات يوم لم يكن أبي في البيت فاستأذنت أمي في الخروج لزيارة جدتي وتوجهت إلي حيث كان خطيبي قد أعد كل شيء في حضور أسرته وقريب أمي وعدد قليل من أصدقائه وتم الزفاف في سرية وخوف وتكتم شديد وقام هذا القريب بالوكالة عني برغم سفر والدي للخارج.
وعلمت أسرتي بما حدث في اليوم التالي فنزل عليها النبأ كالصاعقة, وأصيب أبي بأزمة قلبية وارتفاع شديد في الضغط ونقل للمستشفي ومرضت أمي بالسكر, واعتبرني أبي منذ ذلك اليوم كما علمت بعد ذلك في عداد الموتي وأعلن الحداد علي أربعين يوما وعلق صورة لي في الصالون ووضع عليها شريطا أسود وأقسم ألا يعترف بي كابنة له ولا بزواجي ولا بثمرة هذا الزواج وألا أدخل بيته مدي الحياة وأن يظل قلبه غاضبا علي وعلي زوجي إلي آخر العمر.
وتدهورت حالتي النفسية سريعا وشعرت بالحزن الشديد وترددت علي الطبيب النفسي للعلاج وبعد شهور من محاولات العلاج واخراجي من حالة الحزن والاكتئاب قرر زوجي أن يسافر للعمل بدولة عربية ويصطحبني معه لكي ينسيني أسرتي وأهلي وجو الأحداث المحزنة.. وراح يبالغ في إظهار حبه لي ويغرقني بالهدايا من حين لآخر.. لكن هيهات أن يخرجني شيء من أحزاني وتعاستي فإن صورة أبي وهو يبكي تلاحقني في صحوي ومنامي فأنهض من نومي مفزوعة وأشعر بالحزن والألم والخوف وعذاب الضمير.. ولقد مضت ثلاث سنوات حتي الآن علي سفرنا وكلما رجعنا لبلدنا في اجازة أحاول توسيط بعض أقاربي ليشفعوا لي عند أبي في أن يسامحني علي خطئي الكبير, لكن قلب أبي كما يقولون لي لا يلين لي أبدا ولا يقبل مجرد ذكر اسمي أمامه, وكلما حدثه أحد عن اعترافي بخطيء يستشهد بكلمة لك في أحد ردودك تقول فيها ان الاعتراف بالخطأ لا يكفي وحده لكي يعفينا من اللوم إن لم نبادر بتصحيح الأخطاء ورد الحقوق المتعلقة بها ويقول أيضا إن الكوب الذي انكسر لا يمكن اصلاحه واعادته إلي حالته الأولي مرة أخري وأنا يا سيدي لا أمانع في فعل أي شيء للتكفير عن خطيئتي.. ومستعدة لتحمل أي عقاب يحكم علي به أبي في سبيل أن أنال عطفه ورضاءه وحبه وبالتالي حب كل الأسرة لي, لكن المشكلة في زوجي العنيد الذي يرفض أي عقوبة ويريد الاكتفاء بالاعتذار بالكلام فقط وليس اقتناعا بأنه أخطأ وإنما من أجلي لأنه يراني أبكي وأذبل أمامه يوما بعد يوم, كما أنني تعيسة في حياتي لهذا السبب ولا أشعر بطعم أي شيء ولا أسعد بشيء.. لذلك أرجوك أن توجه إليه كلمة لكي يشعر بخطئه في حقي وحق أسرتي وأبي ويخضع له ويطلب عفوه ويبدي له استعداده لتقبل أي عقاب في سبيل نيل رضائه, كما أرجو أن توجه كلمة لأبي الذي يقدر آراءك ترجوه فيها نيابة عني أن يقبل توبتي وندمي علي خيانتي له ويفتح لنا قلبه من جديد.. وحبذا لو اقترحت أنت اية عقوبة تراها عادلة وترضي أبي وترد له كرامته ويلتزم بها زوجي لكي يقبلنا أبي في حضنه كأبناء نادمين. كما أرجو أن توجه كلمة لكل فتاة مقبلة علي الزواج عن لساني ومن واقع خبرتي الأليمة أن السعادة الزوجية لا يمكن أن تتحقق إلا برضاء الأهل ومباركتهم لأن رضاءهم من رضاء الرب, وأنه أفضل للفتاة ألف مرة أن تبقي بلا زواج عن أن تخرج علي طاعة أبيها وأسرتها.. كما أن والدي الزوج مهما كانا عطوفين فإنهما لا يعوضان أبدا الفتاة المحرومة من حب أبيها عما حرمت منه.. والسلام.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
من الأساليب المرفوضة دينيا وأخلاقيا, أن نسعي لاكتساب محبة أحد بتبغيضه فيمن ينبغي له أن يحبه ويحتفظ له دائما باعظم الود والعرفان, والواضح هو أن زوجك ــ ربما لصغر سنه وقلة خبرته بالحياة في ذلك الحين ــ لم يعلم جيدا أنه ليس من النبالة في شيء أن يحبب إليك نفسه عن طريق المزايدة علي المشاعر السلبية الوقتية التي تملكتك في بعض الفترات تجاه أبيك لشدته عليك, بدلا من أن يستخدم تأثيره عليك في ترشيد هذه المشاعر المؤقتة.. وتبصيرك بما وراء هذه الشدة من حرص علي مستقبلك وخوف عليك من الفشل.. وإيثار لك بالحب والاهتمام, كما لم يكن يحق له كذلك مهما كانت معاناته من تشدد أبيك معه, أن يتحداه علي الملأ ويعلن عزمه علي الزواج منك رغما عن إرادته ولا أن يسعي لايلامه وجرح كرامته بابلاغه هذا التحدي المهين عن طريق من يعرف هو جيدا أنه لايكن له الود ولا يرجو له حسن العاقبة في الأمر.
ولا كان مما يحق له أيضا بأي حال من الأحوال أن يغريك بالخروج علي طاعة أبيك واتمام الزواج في غيبته ورغما عن إرادته, فيقهر بذلك إرادته ويشعره بالعجز والهوان والاذلال الأدبي.
أما أنت أيها السيدة الشابة فإن قائمة أخطائك في هذه القصة طويلة ومتعددة.. وتبدأ بارتباطك بهذا الشاب وأنت فتاة مراهقلة بالمرحلة الثانوية, واساءة تفسيرك لشدة أبيك معك, وعدم التزامك بما قطعت علي نفسك من عهد لأبيك بعدم الاتصال بهذا الشاب خلال عام التأجيل, إلي أن تبلغ ذروتها المؤلمة.. بخداعك له حين طلب منك عدم الانسياق وراء هذا الشاب المتهور إلي أن يلتزم بما سبق الاتفاق عليه وسالت دموعه الحارة ثلاث ساعات متصلة وهو يبصرك بعواقب الأمور ويرجوك ألا تخذليه وألا تطعنيه في قلبه وكرامته وأبوته بالخروج علي طاعته.. وكل ذلك في الوقت الذي تتفقين فيه مع خطيبك علي إتمام الزواج رغما عنه.. وتنتظرين الفرصة المواتية لتنفيذ هذا الاتفاق الذي يطعن أباك في الصميم ويهزم إرادته أمام فتاك المتهور.. فكأنما لم تؤثر فيك دموعه السخينة ولا رجاءاته الحارة لك ولا أمنيته الحسيرة أن تنصريه في الموقف الذي يتخذه تحقيقا لصالحك أنت قبل كل شيء, ومرارة الخذلان تدمي, أيتها الشابة حين تجيء الينا ممن كنا ننتظر منهم الانتصار لنا وليس لخصومنا.. ولؤم الخداع يمرر النفس والقلب حين يجيئنا ممن أخلصنا نحن لهم الود وطلبنا لهم الخير والسعادة, فلا عجب إذن أن مرض أبنك بالقلب وارتفاع الضغط ورقد طريح الفراش في المستشفي, ولاعجب أيضا في أن تكتشفي أنت بعد قليل أن زواجك ممن أحببت لم يحقق لك السعادة التي كنت تطمحين إليها, لأنك قد حرمت في مقابل ذلك من أشياء بالغة الأهمية لايعوضها اجتماع شمل المحبين إذا غابت عنهم, وأولها فرحة الأبوين والأهل بك والتفافهم حولك يوم عرسك, فضلا عن حبهم وحنانهم ودعمهم العاطفي والانساني لك.. فنحن لانسعد في المنفي ولا في النسيان, كما قال بطل رواية سوء تفاهم للأديب الفرنسي ألبير كامي.. وقطيعة الأهل لنا نفي لوجودنا وسعادتنا وسلامنا النفسي, ومحاولة نسيان الأهل واخراجهم من حياتنا أوالعيش بدونهم لاتحقق لنا في النهاية إلا الخراب النفسي والتعاسة الحقيقية والوحدة الداخلية مهما أحاط بنا من زحام الآخرين.
والسعادة التي تشوبها شوائب النبذ والنفي والاحساس بالذنب تجاه الأعزاء.. هي سعادة مسمومة مهما كانت طلاوتها الظاهرية, ولقد قلنا مرارا إن الضمير قد لا يمنعنا أحيانا من ارتكاب الخطايا, ولكنه يمنعنا دائما من الاستمتاع بثمار هذه الخطايا.
وحالك خير دليل علي ذلك,, فإن الضمير لم يمنعك من خذلانك لأبيك وخداعك له وخروجك علي طاعته, لكنه يحول دونك الآن ودون الاستمتاع بثمرة زواجك ممن تحبين, وبحياتك الشخصية بعد الزواج.
والحق إنني لا أفهم كيف يحبك زوجك ويرضي لك في نفس الوقت بتعاسة الحرمان من رضاء أبيك وأمك وأسرتك؟.. أو كيف يحبك ثم يتقاعس عن تقديم هذه التضحية البسيطة لك فيسعي لاسترضاء أبيك بكل الحيل والوسائل, وبنفس التصميم الذي نفذ به تحديه المعيب من قبل لأبيك, ويصبر عليه حتي تصفو له نفسه ويتقبل اعتذاره ويستشعر صدق ندمه.. والحب الحقيقي وغير الأناني هو الحب الذي يعبر عن نفسه, بالأفعال والتصرفات علي طريقة سيدني كارتن بطل رواية قصة مدينتين لتشارلز ديكنز, حين قال لفتاته: إنني مستعد لأن أقدم حياتي لك ولمن تحبين وليس لها وحدها دونهم. كما أنه مسئول أدبيا ودينيا وأخلاقيا عن قطيعة أهلك لك وحرمانك من رضاهم, ومن واجبه أن يسعي لاصلاح ما أفسده عليك باغرائك بالخروج علي طاعة أبيك واعانتك علي ذلك.
ولاشك في أن والدك, سوف يصفح الصفح الجميل عنك وعنه إذا قدمتما له الترضية الكافية.. وشعر في قرارة نفسه بصدق ندمك وندم زوجك علي ما فعلتما.. وصدق رغبتك في نيل عفوه واستعادة مودته.. فالآباء والأمهات ياسيدتي قد يغضبون.. ويقاطعون.. ويعلنون باللسان موت من أغضبهم من الأبناء.. لكنهم أبدا لايكرهون ولا يكفون عن التلهف الصامت المحسور في أعماقهم علي اللحظة التي يجيء فيها الابن الضال أو الابنة الضالة فتقف بين أيديهم باكية ونادمة ومتمثلة بقول الشاعر العربي:
إن كان ذنبي كل ذنب فإنه
قد محا الذنب كل المحو من جاء تائبا
فلا تكتفي بارسال الوسطاء لأبيك وإنما اذهبي بنفسك إليه أولا واسكبي عبرة الندم بين يديه, وتحملي غضبه وعجزه المؤقت عن النسيان.. وكرري المحاولة مرة ثانية وثالثة إلي أن يرضي.
واصطحبي زوجك معك في الوقت الذي ترينه ملائما, لكي يعتذر به ويعترف بجريمته في حقه ويؤكد استعداده لتقبل أي شيء يراه هو مرضيا له للصفح عنه وعنك, ولقد يكتفي والدك بهذا الاعلان ويراه مضمدا لجراحه, ورادا لكرامته, وكافيا لإرضائه. فإن الملك في العصور الوسطي كان يكتفي بلمس كتف الفارس الراكع أمامه معبرا له عن استعداده للتضحية بحياته من أجله, بالسيف تأكيدا لهذا المعني, ولم يكن يقطع رقبته به ليتأكد من صدق الولاء, وكذلك سوف يفعل والدك بإذن الله.. إذ أن المهم لديه الآن أولا وقبل كل شيء هو أن يشعر بصدق ندمك وندم زوجك علي ما ارتكبتما في حقه, وليس توقيع العقاب أو قطع الرقاب!
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
السبت، ١ يناير ٢٠٠٠
الكوب المكسور!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق