السبت، ١ يناير ٢٠٠٠

زوج الارملة

1/5/2009
اكتب اليك سيدى بعد تفكير عميق وطويل هل اكتب قصتى ليقراها الجميع ام اخفيها فى صدرى ولايعلم عنها احد شيئا ولكننى اخيرا قررت ان ارسلها لك لعللك تنصحنى وتساعدنى على اختيار القرار الاصح بعد ان حاولت جاهدة ان اتخذ قرارا فى مشكلتى ولكن لم استطع حتى اليوم بالرغم من مرور مدة طويلة من التفكير المستمر سيدى انا امراة فى اوائل الاربعينات من عمرى جامعية مثقفة وعلى قدر من الجمال لا باس به ولى طفلان(13و11سنة) من زواج دام خمسة عشر عاما هى من اجمل سنوات عمرى التى عشتها وتمنيت ان تطول اكثر من ذلك ولكن شاء الله وشاء القدر ان يتوفى زوجى الغالى ويرحل فجاة وبدون اى مقدمات فلم يمرض ابدا ولكنه راح ضحية حادث سيارة ولم يكن لنا انا واولادى سوى هو بعد الله تعالى فلى اخوة واخوات كثيرون وهو كذلك ولكنك تعلم جيدا مشاغل الدنيا على الاخرين وان كنت لا انكر مساعدة اشقائى لى ولاولادى ماديا منذ وفاة زوجى الراحل حتى اليوم ولكننى كنت احتاج ايضا الى مساندتهم المعنوية اكثر من المال بكثير احتاج الى الشعور بحبهم وعطفهم حتى لا اشعر بالحاجة الى اى احد اخر وكذلك زوجى الراحل له اخوة اخرون ولكن كل يمضى فى طريقه ويسالون علينا فقط من وقت لاخر وفى المناسبات ماعدا اخته الوحيدة ووالدته يسالان عنا بصفة منتظمة جعل الله ذلك فى ميزان حسنات كل من يسال عنا فالسؤال عن الارملة والايتام صدقة وهناك احاديث نبوية على ذلك كنت اعمل حتى فترة قصيرة فى وظيفة مرموقة (مديرة للاستيراد) باحدى الشركات الكبرى ولكن شاء القدر ان اترك عملى هذا الذى هو مصدر الرزق الاساسى لى ولاولادى بالاضافة لمعاش والدهم (خمسمائة جدنيه) ولكن شاء الله ان يختبر صبرى مرة اخرى وتم تعيين مدير جديد لدى الشركة اتى من الخارج ليصلح احوالها ويعيد تنظيمها من جديد (كما يقول) وبدا اجراءات التصليح هذه بفرض سيطرته على الموظفين والمديرين القدامى ومضايقة الكثير منهم وكنت انا احدهم فانا من اكبرهم سنا وخبرة وهو لم يكمل الخامسة والثلاثين فاراد كباقى الشركات الان تجديد دم الادارات لعل ذلك فى نظره هو احد اسباب الاصلاح سامحه الله وان كانت وظيفتى تستدعى الخبرة العملية والممارسة الطويلة اكثر من السن الصغيرة وللاسف الشديد لم استطع تحمل طريقته فى التعامل فعلى مدى ثلاث سنوات قضيتها فى هذه الشركة كان كل من فيها من اصغر عامل حتى اصحابها انفسهم يعاملوننى باحسن طريقة ويعتمدون على فى الكثير من الاعمال الهامة لعلمهم بخبرتى الطويلة فى هذا المجال (عشرون عاما) وكذلك انا فلم يحدث ان اختلفنا يوما واحدا على اى شئ وللاسف اضطررت لتقديم استقالتى حفاظا على كرامتى التى لا استطيع ان افرط فيها حتى ولو لم اجد قوت يومى انا واولادى واتمنى من الله ان يرزقنى بعمل اخر مناسب فانت تعلم ان اغلب الشركات الكبرى الان يفضلون من هم اقل من الخامسة والثلاثين ويتجاهلون من تعدى الاربعين
وفى اثناء هذه المحنة سيدى ظهر فى حياتى رجل محترم ويعمل بالكثير من المجالات كان صديقا لزوجى الراحل وهو متزوج وله اولاد كبار وقد كان منذ وفاة زوجى يسال علينا باستمرار ويساعدنا فى اى مشكلة تصادفنا ولم يظهر يوما اهتمامه بى شخصيا ولكنه كان يظهر حبه لزوجى الراحل ولاولادى وحبه لهخدمتنا وبعد مرور عام ونصف عام تقريبا على وفاة زوجى طلب منى الزواج ووعدنى بان يرعانى ويرعى اولادى الايتام (وانا اثق فى ذلك) وابلغنى انه على خلاف دائم مع زوجته منذ اكثر من خمسة اعوام اى قبل وفاة زوجى بكثير وبانه كان ينوى الزواج باخرى سواء قبلت انا او غيرى ولكنه فضل الارتباط بى بصفة خاصة حتى يجازيه الله عنا خيرا فهو بذلك سيرعى ارملة وحيدة واطفالها الايتام ولاانكر سيدى اننى برغم خوفى الشديد من الاقدام على هذه الخطوة وبرغم خوفى على الاطفال فكرت للحظات لم لا انا فعلا احتاج له بجانبى فليس بجوارى احد يساندنى ويكمل معى مشوار حياتى القادمة فكنت احتاج الى اهتمامه وعطفه وحبه ولو بالكلام فقط فقد فقدت كل هذا بعد وفاة زوجى الراحل ولم يعوضنى وجود اخوة لى بجوارى عن هذا الحب والحنان المفقود ولكننى برغم كل هذا وفجاة وبعد ان وعدته ان اكمل حياتى الباقية معه وجدتنى اتصل به وابلغه برفضى وباننى لا استطيع ان اكمل هذا المشروع وبان ارتباطنا استحالة فلم اعد اقوى على تحمل اى صدمة اخرى او اى نوع من المشاكل التى قد تحدث بسبب هذا الزواج من رجل متزوج باخرى وله منها اولاد لن يتنازلوا عنه بسهولة او عن جزء من وقته وهذا حقهم ولكن للاسف لم يقتنع بقرارى واتهمنى باننى اتلاعب به وبمشاعره واستهتر بها ولكن اقسم لك سيدى انى لم اقصد هذا ابدا بل اشعر بان الله افاقنى فى الوقت المناسب ولا ادرى سيدى هل كان تصرفى هذا هو التصرف السليم ام لا فقد كنت احتاج اليه فعلا من جميع النواحى ولكننى ايضا لا اريد ان اكون سببا فى ظلم عائلة اخرى لا ذنب لها وان كنت فى ذلك قد ظلمت نفسى واحيانا افكر هل كان هو طوق النجاة الذى وضعه الله فى طريقى لينقذنى من وحدتى وياسى وانا التى تخليت عنه بهذه السهولة ارجوك يا سيدى اكتب لى رايك بصراحة حتى اهدا واتاكد هل برفضى هذا ظلمته وظلمت نفسى واولادى بابعدى عن حياتنا فى اشد وقت نحتاج اليه فيه خصوصا بعد ان ضاع كل شئ حتى عملى الذى كان يشغلنى كثيرا هل اخطأت ام ان هذا هو القرار السليم الذى كان يجب على اتخاذه برغم حاجتى الشديدة اليه وبرغم انه لم يكن ينوى فراق عائلته الاصلية بل كان سيظل معى ومعهم فى الوقت نفسه
تعليق المحرر
سيدتى تعالى نتفق اولا انه على انه من حقك كما من حق غيرك ان يجد او يرتضى بمن يعينه على مواصلة رحلة الحياة الشاقة خاصة فى ظل انشغال الاهل والاصدقاء ولكن هذا الحق ليس مطلقا وانما يرتبط يرتبط بعوامل واطراف اخرى ستنعكس نتائجه حتما عليم اقصد اختيار الشخص المناسب من حيث الاخلاق والتكافؤ وفى بعض الحالات يكون التفرغ لتربية الابناء هو الانسب لمن يقدر على ذلك وفيما يخصك سيدتى فهذا الرجل ليس غريبا عنك تعرفين خلقه ونبل مقصده وربما اراد من ذلك عدم اثارة الشبهات والقيل والقال حول علاقته بأسرة صديقه الراحل فإذا أختار الحلال فلا أحد يمكنه لومه وهو وحده القادر على تحديد انعكاس ذلك على اسرته وتحمله مسئولية أسرتين اما دورك انت فهو مقصور على حدود تأكدك من انه لم يخدعك وعلاقته بزوجته كما حكاها لك لانه لو كان ظالما لها سينالك حتما من هذا الظلم نصيب وحتى يطمئن قلبك استشيرى الاقرب اليك من الاهل والاصدقاء وتحدثى مع طفليك فإذا اطمأننت فلا تهدرى حقك فى فرصة افضل للحياة قد يكون فيها خير لك ولابنيك على ان تحرصى كل الحرص على دفعه للإحسان فى معاملة زوجته الاولى وام أبنائه اعانك الله الى حسن القرار وعلى تربية ابنائك وان كنت انتهزها فرصة لدعوة اهلك الى السؤال عنكم والاهتمام بطفليك فما اقسى الحياة على ارملة تعول طفلين فى هذا العمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق