السبت، ١ يناير ٢٠٠٠

ثمن التجربة‏!‏

14-12-2001
أنا زوجة وأم لأبناء بلغوا سن الشباب‏..‏ وقد مضت رحلة الحياة بخيرها وشرها وتجاوزت مع زوجي صعوبات البداية‏..‏ ووقفت الي جواره الي ان حقق نجاحه المادي واصبح له عمل مهني مستقل‏..‏ وايراد محترم‏..‏ وتقدم الابناء في مراحل الدراسة وبلغ أكبرهم المرحلة الجامعية فتركزت حياتي في رعاية زوجي والاهتمام بأبنائي‏..‏ ومتابعة دراستهم ومشاركتهم اهتماماتهم وسماع حكاياتهم عن اصدقائهم وزملائهم‏..‏ ثم روي لي ابني الاكبر ذات يوم ان صديقا له قد تعرف علي فتاة جميلة وأحبها وسوف يتقدم لخطبتها في القريب العاجل‏,‏ فتمنيت له ان يرتبط هو ايضا بفتاه جميلة من اسرة طيبة‏..‏ ووعدته بمساعدته في الزواج حين يأتي الوقت الملائم‏..‏ وبعد فترة قصيرة ابلغني ان صديقه قد تقدم لخطبة فتاته من أمها‏..‏ وقوبل بالترحيب وسوف يقدم لها دبلة الخطبة في احتفال صغير‏..,‏ وفي الموعد المحدد ارتدي ابني بدلة السهرة وربطة عنق جميلة‏..‏ ليذهب مع صديقه الي الحفل فبدأ آية في الوسامة والرجوله حتي خشيت عليه من الحسد وقرأت في سري سورة الفلق‏..‏ وقبلته وأنا اقول له إنني أتمني ان يجيء اليوم الذي يصبح هو فيه عريسا مثل هذا الحفل‏,‏ وذهب ابني الي خطبة صديقه‏..‏ ورجع في المساء يروي عن الحفل وصديقه وفتاته‏..‏ وام الفتاة الأرملة التي تنافس ابنتها في الجمال والانوثة وتزوجت ثلاث مرات خلال رحلة حياتها كما عرف من صديقه‏..‏ واستمعت لحديثه بشغف وشاركته الكلام عن هذه الأسرة ثم تكررت بعد زيارات ابني مع صديقه لأسرة خطيبته‏..‏ وفي كل مرة يحكي لي عن حفاوة هذه الأم به‏.‏ ودعوتها له لان يزورها مع خطيب ابنتها في اي وقت ودعوتها لهم جميعا الي الغداء في مكان عام‏.‏

ولاحظت انبهار ابني بشخصية الأم ولباقتها في الحديث فسألته عما اذا كانت لها ابنة أخري لكي يفكر في الارتباط بها‏..‏ فأجابني بانه ليس لها سوي هذه الابنة المخطوبة للأسف‏.‏
ثم رغب ابني ان يرد الدعوة لهذه الأسرة ويدعوها في مكان عام‏..‏ فاقترحت عليه ان يدعوهم الي البيت لنتعرف عليهم ونقدم اليهم العشاء وابتهج كثيرا بهذا الاقتراح‏,‏ وجاءوا بالفعل واقمت لهم مائدة عشاء حافلة وتعرفنا عليهم وقضينا معهم سهرة جميلة‏..‏ لم تكف خلالها الأم عن الاشادة باخلاقيات ابني وشهامته وكيف انه انسان خدوم وقد استعانت به في قضاء اكثر من مصلحة لها‏,‏ وعقب انصرافهم قال لي زوجي ان اهتمام هذه السيدة بابننا ليس عاديا‏..‏ وانه يشك في نياتها تجاهه‏..‏ فاستبعدت ذلك علي الفور لأنه لايكبر ابنتها سوي بثلاث سنوات‏..,‏ لكنه لم يقتنع بذلك وراقبت ابني بعدها‏..‏ فلم ألحظ عليه شيئا مريبا‏..‏ ومن باب الاحتياط فقد طلبت منه ان يقلل من زياراته لأسرة هذه الفتاة تجنبا للمشاكل والشبهات‏..‏ ووافقني علي رأيي‏.‏

واقترب امتحان السنة النهائية له‏..‏ فتفرغ للاستذكار واصبح يقضي معظم وقته في البيت‏..‏ فلاحظت ان هذه السيدة تتصل بنا كل يوم للاطمئنان عليه‏..‏ والتأكد من تفرغه للمذاكرة وتطلب الحديث معه بعض الوقت‏.‏
ثم فوجئت بها تأتي الي زيارتنا دون سابق موعد حاملة معها الجاتوه والتفاح‏..‏ وتقدم لابني منه وتصر علي ان يأكل امامها لكي يعوض المجهود الذي يبذله في المذاكرة وتقول لي في تفسير ذلك انها اعتادت ان تفعل ذلك مع ابنتها في فترة الاستعداد للامتحان‏,‏ وتذكرت شكوك زوجي في اهتمام هذه السيدة بابننا وبدأت أشعر بالقلق‏..‏

وتكررت الزيارة خلال فترة الامتحان دون ان اقدر علي الاعتراض‏..‏ وانتهي الامتحان ونجح ابني‏..‏ وفوجئت بهذه السيدة وابنتها وخطيبها يحضرون الي بيتنا ومعهم التورته‏..‏ ويحتفلون بالنجاح‏..‏ واضطررت لمشاركتهم الفرحة وقلبي ينهشه القلق وازداد قلقي حين رأيتها تقدم اليه سلسلة مفاتيح ذهبية كهدية النجاح‏..‏ واعتزمت ان اواجه ابني بشكوكي واطلب منه ان يريحني منها‏..‏ وقبل ان افعل ذلك فوجئت به يعارضني بأنه يريد ان يتزوج من هذه السيدة وبانه يحبها وهي تحبه وترغب بشدة في الزواج منه وتعرض عليه الا تكلفه شيئا من الناحية المادية وانفجرت القنبلة في حياتنا العائلية‏..‏
وتجهمت السماء في الاسرة السعيدة‏..‏ وشهد بيتنا خلافات شديدة مع ابننا وقلنا له انا وزوجي كل مايمكن ان يقال في مثل هذه الكارثة‏..‏ وتعجبنا من ان يرغب في الزواج من سيدة في السابعة والاربعين من العمر وهو الذي لم يبلغ الرابعة والعشرين بعد‏..‏ وتحدثنا اليه عن حقه في ان يتزوج فتاة في مثل سنه او تصغره قليلا لكي ينجب منها ويحيا حياة طبيعية وكيف ان هذا الحب المزعوم مسأله عارضة لن تصمد للزمن وسوف تتغير مشاعره تجاهها بعد قليل واستخدمنا معه كل الحيل من الترهيب والترغيب بلا جدوي وفي لحظة ضيق اتصلت بهذه السيدة وتحدثت اليها طالبة منها ان تساعدنا في هذا الأمر فاذا بها تحدثني في صفاقة عن الحب الذي لايعترف بفارق السن‏..‏ وكيف انها لن تكلفه شيئا لأنها ميسورة الحال ولديها ايراد كبير‏..‏ الخ‏,‏ فكادت سماعة التليفون تسقط من يدي وادركت انه لافائدة من مخاطبة الأم فيها‏..‏ وبعد متاعب ومشاجرات عديدة بيننا وبين ابني الذي اصبح مسلوب الارادة تماما معها‏..‏ اصر استجابة لرغبتها علي اتمام الزواج قبل ان يعمل‏..‏ بل قبل حتي ان تتزوج ابنتها نفسها التي لم ينته خطيبها بعد من اعداد مسكنه‏!‏

وكاد زوجي في قمة انفعاله ان يضرب ابني ليرغمه علي الابتعاد عن هذه السيدة‏..‏ لكني نجحت في اقناعه بتمالك نفسه فأعلن له أنه لن يساعدة بمليم واحد في هذه الزيجة التي لايوافق عليها‏..‏ وأنه لن يعطيه الشقة التي يدفع اقساطها لكي تكون له في المستقبل ولن يحضر زواجه من هذه السيدة‏.‏
ولم يغير كل ذلك من اصراره علي المضي في مشروع الزواج واضطررت لبيع قطع من مصاغي واعطيته ثمنها لكيلا يبدأ حياته الجديدة وهو خالي الوفاض‏..‏ وتزوجها‏..‏ واقامت العروس لنفسها فرحا وارتدت الفستان الأبيض لكي تغيظنا‏,‏ وحضرت الفرح وقلبي يتمزق من الألم واصبحنا بعد الزواج لانري ابننا إلا كل عدة اسابيع مرة‏..‏ وبعد ان يجف دمعي من التوسل لزوجي‏,‏ لكي يسمح له بزيارتي‏..‏ ثم يجيء فافاجأ بانه لم يأت وحده‏..‏ دائما جاءت معه العروس المصون بكل جرأة لأنها لم تقبل بزيارته لنا إلا بشرط وجودها معه لكيلا يغيب عن انظارها لحظة وحتي لاننفرد به اونسر اليه شيئا عنها‏,‏ فيمضي الوقت قليلا وهو جالس كالضيف في الصالون لمدة ساعة ثم يستأذن في الانصراف وتتعمد هي ان تتأبط ذراعة أمامنا كأنما تقول لنا انه لم يعد ملك سواها‏..‏

وعلي هذا الحال مضي حوالي العامين ثم فوجئت به يرجع الينا ذات يوم مريضا وعليلا وقد فقد الكثير من وزنه ووجهه مصفر ويقول لي أنه قد اختلف معها وطلبت منه الطلاق فطلقها وبكي بمراره وهو يقبل يدي ورأسي ويطلب مني العفو عنه لانه لم يستمع لنصحنا له‏..‏
واتفقت مع زوجي علي ألا نلومه اكتفاء بما تعلمه خلال هذه التجربة‏..‏ وبدأ يبحث عن عمل من جديد‏.‏ وعمل باحدي الشركات فاذا بانذار علي يد محضر يعلنه بان هذه السيدة قد اقامت ضده دعوي نفقه‏..‏ ثم اعلان آخر عن دعوي جديدة تطالبه فيها بمبلغ عشرة آلاف جنيه تزعم انه قد اقترضها منها واعطاها ورقة بذلك‏,‏ وتحولت حياتنا جميعا الي جحيم‏..‏ وفي كل يوم يأتي اعلان قضائي جديد ومن محكمة مختلفة‏.‏

ثم قال لنا ذات يوم أنها انتظرته عند باب الشركة التي يعمل بها وطلبت منه ان تتحدث اليه‏..‏ في مكان عام‏,‏ وذهب معها فطلبت منه ان يرجع اليها ويعيدها الي عصمته مقابل ان تتنازل عن كل الدعاوي التي اقمتها ضده كما قالت له انها لم تلجأ الي هذه الدعاوي إلا لكي ترغمه علي الصلح معها‏.‏
وحذرته من العودة اليها بكل ما املك من قوة‏..‏

وكذلك فعل زوجي وكل اقاربه وهو مقتنع بان زواجه منها كان خطأ كبيرا من البداية ويقول انه يكرهها الآن بشدة ولا يطيق عشرتها لأنها تسيء معاملته ولا تحترمه وتستنزفة صحيا لكنه لم يستطيع الصمود امام ضغطها عليه بالقضايا والانذارات ولايملك مايؤديه اليها لكي يتخلص من متاعبها‏..‏ كما أن ابني يشعر بالخجل الشديد من ابيه وبالانكسار أمامه‏..‏ ولايجرؤ علي مطالبته بتحمل الاعباء المادية للانفصال‏..‏ ويفضل العودة الي هذه السيدة من باب اليأس من حل مشاكله معها بطريق آخر عسي ان تلتمس احواله في المستقبل فيستطيع الاستغناء عنها‏..‏ وانا لا اوافقه علي هذا الرأي ولا اطيق ان افقده مرة اخري او ان اراه يعيش حياة يضطر اليها بسبب عجزه عن تحمل تكاليف الانفصال‏..‏ واريد ان افعل اي شيء لمساعدته‏..‏ فبماذا تنصحني ياسيدي‏.‏

‏*‏ ولكاتبة هذه الرسالة اقول‏:‏
من يخطيء ثم يتقاعس عن اصلاح خطئه يرتكب خطأ جديدا وزواج ابنك من هذه السيدة التي تكبره بنحو ثلاث وعشرين سنة‏..‏ وتزوجت قبله ثلاث مرات كان خطأ جسيما منذ البداية تورط فيه بقله خبرته بالحياة ورفضه للاستماع الي نداء العقل والحكمة من جانب ابويه والأهل‏,‏ ولقد عجزتم عن إنقاذه من الوقوع فيه في ذلك الوقت لأن من قدر الآباء والأمهات ان يفقدوا سيطرتهم علي الابناء حين يكونون في اشد الحاجة الي حكمتهم وارشادهم‏..‏ كما ان من قدرهم ايضا ان يشقوا بشقاء ابنائهم وهم يكابدون تبعات ماحذرهم منه الآباء والأمهات وتوسلوا اليهم بالدمع السخين أن ينقذوا أنفسهم منه بل ان من قدرهم كذلك ان يتحملوا ايضا في بعض الاحيان تبعات اخطاء هؤلاء الابناء التي يعجزون عن تحملها‏..‏ والا يتقاعسوا عن نجدتهم حين يستغيثون بهم لإنقاذهم من الغرق في البحر الهائج الذي نبذوا كل تحذير من قبل من عدم الاقتراب منه‏.‏
ولأن الأمر كذلك فلا مفر ياسيدتي من ان تعينوا ابنكم علي الصمود امام عاصفة القضايا والاشكالات التي اطلقتها هذه السيدة لكي ترغمه علي استئناف حياته الزوجية معها‏.‏ولا مهرب من تقديم هذه التضحية المادية الجديدة له انقاذا له من الأسر الذي لايرغب صادقا في العودة اليه‏..‏

ولست اري مايدفعك للتردد في مخاطبة ابيه في هذا الأمر وحثه علي تقديم هذا العطاء له لانقاذه مما جره علي نفسه بعدم تبصره وانسياقه وراء اهوائه
كما اني لا اشك في استعداد هذا الأب لتقديم هذا العطاء اذا استشعر صدق ندم ابنه علي تورطه في هذه التجربة الخاسرة‏,‏ وعمق استيعابه لدروسها وتبصره لهول ما فعل بحياته وبأسرته‏,‏ حتي ولو تطلب الأمر ان يعتبر ما يسدده عنه من التزامات مادية لهذه السيدة دينا جديدا عليه يضاف الي سابق عطائه له ويؤديه اليه حين تسمح له الظروف بذلك او الي اخوته الصغار حين يحتاجون الي عونه ومساعدته في المستقبل‏..‏ فلأن يكون مدينا لابيه أفضل كثيرا من ان يقبل بحياة لايرغمه عليها سوي عجزه عن تحمل تكاليف التخلص منها‏..,‏ ولأن يضحي والده الآن ببعض ماله من أجله اكرم له من ان تضيع بضع سنوات أخري من عمر ابنه في الشقاء والمعاناة قبل أن يواجه نفس هذا الموقف الحتمي بعد حين‏,‏ ذلك أن عودته الي هذه السيدة لن تعني سوي تأجيل النهاية المحتومة لهذه العلاقة المخالفة لمألوف الحياة لفترة أخري من الزمن قد تفسد خلالها روحه وشخصيته فيعجز فيما بعد عن التواصل السليم مع الحياة‏,‏ وتتراجع فرصة في اقامة حياة عائلية طبيعية مع غيرها في المستقبل فقوانين الحياة هي الاولي دائما بالاتباع‏.‏

ولم يكن زواجه من هذه السيدة سوي خروج علي قانون الحياة الذي يقضي بان يتجه شاب مثله بمشاعره الي فتاة مقاربة له في السن ويرتبط بها ويحيا معها حياة عائلية سوية وينجب منها ويمارس احساس الابوه
ولم يكن لقاؤه بها في هذه التجربة سوي نقطة تقاطع بين طريقين يأتي كل منها من اتجاه‏..‏ ويمضي الي اتجاه آخر‏..‏ والإنسان قد يتوقف بعض الوقت عند نقطة التقاطع هذه لكي يلتقط أنفاسه‏..‏ لكنه لايستقر فيها الي النهاية‏..‏ وانما يغادرها بعد حين يطول او يقصر متجها الي غايته الأصلية‏.‏

ولقد استغرقت نقطة التقاطع هذه من حياة ابنك حوالي العامين ومن الحكمة الا تسمحوا له بتبديد المزيد من العمر عندها ولو اقتضي ذلك منكم شيئا من التضحية المادية‏.‏
كما ان سراب الحب الذي اوهمه برغبته في هذه السيدة لم يكن غالبا سوي ستار للاشتهاء الجسدي الذي اغراه بها‏..‏

وحال الطيش والاندفاع بينه وبين التعرف علي حقيقه مشاعره بشأنها كما انه من الواضح ايضا ان هذه السيدة لم تكن امينة عليه‏..‏ ولاحريصة علي صالحه ومستقبله كما ينبغي للزوجة التي تفهم الحياة الزوجية فهما صحيحا ان تكون‏..‏ إذا كان كل همها هو احكام سيطرتها عليه‏..‏ واصطناعه لنفسها ولو اضر ذلك بمستقبله وحياته وشخصيته بدليل تفننها في اضاعه فرص العمل التي اتيحت له‏..‏ لكي يستمر اعتماده المادي عليها وتفرغه الكامل لها‏..‏ وبدليل سعيها أيضا لابعاده عن ابويه واخوته واهله وكل عالمه القديم لكي تحكم الحصار حوله‏..,‏ أيضا فأين الرجولة والمسئولية واحترام النفس لشاب مثل ابنك في حياة زوجية علي هذا النحو‏..‏
وهل كل غاية الحياة الزوجية هي استئناس شاب بكر التجربة وفي عنفوان صحته وشبابه واحاطته بالأسوار لكيلا يشغله عن غرائزه شاغل آخر من شواغل الحياة الجادة؟

والي أي مدي يستطيع الرجل الحر ان يحتمل حياة لادور له فيها إلا هذا الدور الرخيص؟
ياسيدتي لقد كانت تجربة خاطئة في حياته ومن صالحه وصالحكم جميعا ان تنتهي الآن مهما كانت التبعات والأعباء‏,‏ ذلك انه حين تستوفي مثل هذه التجربة كل فصولها فان التصرف الوحيد الملائم للتعامل معها هو وضع النهاية لها وتحمل ثمنها‏..‏ واستيعاب دروسها‏..‏ والاستفادة بها في تجنب الاخطاء والعثرات في قادم الايام‏..‏ ولاشيء آخر‏..‏ وشكرا‏.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق