15/4/2011
سيدى انا صاحبة رسالة (دائرة الصمت ) لقد قرات اراء السادة القراء الافاضل سواء فى الجريدة او على عنوان صفحتكم الالكترونى واود ان اشكر كل من ساندنى او هاجمنى ولكنى سيدى لم ولن ارسل اليك لكى اشكو زوجى او لكى اسرد تفاصيل خلافاتى الزوجية فلم اكن ابغى منذ البداية استدرار عطف القراء ولانى على يقين تام ان ما يضايقنى من الممكن الا يضايق غيرى من الزوجات وما يجرحنى لا يجرح غيرى فلكل منا قدرته على التحمل وان بريدكم ليس مكانا لتبادل الاتهامات بين الازواج انما جئت اليك شاكية من نظرة المجتمع للمراة التى تطلب الطلاق رغم تعدد الاسباب ولم ارسل اليك اليوم لادافع عن نفسى وعن الاتهامات التى اتهمنى زوجى بها من غرور بعد حصولى على الدكتوراه فجميع من حولى يعلم انى ما سعيت فى الحصول عليها الا محاولة منى لاسعاد امى فى اعوامها الاخيرة بعد علمى بمرضها الخبيث فلم تكن تسعدنى فى الدنيا كلمات اكثر من صوتها فى الهاتف وهى تقول لى بفخر (ازيك ياست الدكتورة) والان وبعد موتها فليأخذوا هذه الدرجة العلمية منى فلم اعد فى حاجة اليها ولن ارد على اتهامه بان نشأتى القاهرية هى التى ادت من وجهة نظره الى الخلافات بيننا والتى يراها هو بسيطة واراها انا اخطاء لا تغتفر والتى ان قمت انا بفعلها معه لما تردد لحظة واحدة فى تطليقى او على اقل تقدير كان سيتزوج من اخرى بدعوى انه لا يشعر بالسعادة معى ولن ارد على اتهامه لى بانى لا اسانده فى عمله ذلك لانه وبعد نشر رسالته الاسبوع الماضى لجأ الى رجل فاضل وزوجته يعلم انى اكن لهما كل التقدير والاحترام واعتبرهما بمثابة والدى واستنجد بهما للتحكيم بيننا وبالفعل استدعائى هذا الاب الكريم ووجدته يسألنى عن سبب طلبى الطلاق ووجدت فى نبرة صوته تحاملا على فقلت له انى لا اريد ان اخوض فى اية تفاصيل شخصية وان ما اطلبه هو حق لى وانى على استعداد للتنازل عن كافة حقوقى الشرعية مقابل الحصول على ما اريد ولكنه اصر على معرفة كافة التفاصيل لكى يستطيع ان يحكم بيننا بالعدل وبعد ان شعرت انه يرى انى لست الا امراة تفترى على زوجها قررت على مضض ان احكى له كل شئ وبدات احكى طوال اربع ساعات متواصلة وهو يسمعنى بإنصات بالغ وبعدما انتهيت لم يجد ما يرد به على وعجز عن ايجاد الحل حتى انه قال لى انها المرة الاولى التى يعجز فيها عن حل مشكلة وقد سبق وان قام بحل العديد من المشاكل منها مشاكل خاصة بالثأر وطلب منى مهلة للحديث مع زوجى مرة اخرى وبالفعل تحدث معه ولا ادرى كيف استطاع ان يقنعه فى لحظات بما لم استطع انا طوال سنوات اقناعه به وحدث اجتماع اخر بعد عدة ايام حضره زوجى واعتذر لى امامها عما بدر منه فى حقى طوال السنوات الماضية وتعهد بانه سيقدم لى جميع حقوقى المعنوية والمادية واخذ يسرد صفاتى الحميدة ومميزاتى وان كان عاب على حساسيتى المفرطة وصمتى الدائم وطلب منى نسيان ما مضى وبدء صفحة جديدة من حياتى وان اعطيه فرصة اخيرة لاثبات صدق كلامه وبارك الجميع هذه البداية الجديدة واخذوا يهنئون بعضهم البعض لعودة المياه الى مجاريها ولم يسألنى احد عن استعدادى النفسى للقيام بذلك وغادرنا دون ان اقوى كعادتى على البوح بما اشعر به او اريده وبكيت يومها كثيرا ولم أدر علام ابكى وقرأت مرارا وتكرارا ردك وردود اصدقاء بريدك عسى ان يحرك ذلك فى قلبى اى عواطف او مشاعر تجاه زوجى ولكنه لم يحدث ومر حتى الان بضعة ايام احسستها دهرا ثقيلا وزوجى يحاول اثبات صدق نيته فى التغيير فلا يجد غير صمتى وتساءلت كثيرا من اين لى بهذا القلب المتحجر الذى لا يتسامح ولا يغفر كيف انى انظر الى عينيه ولا اراه كيف يصلنى صوته ولا اسمعه كيف يتحول كل هذا الحب الى هذا الكم العنيف من الجفاء من اين اتيت بكل هذه القسوة من اين لى بكل هذا الجمود والبرود والجحود كيف لم يؤثر فى كل ما سمعت وقرات عن التسامح والمغفرة كيف لم يستجب الله لدعائى له عند بيته قبل عامين وقد انفقت كل مالدى لاداء فريضة الحج عسى ان يهدى الله زوجى لى ويهدينى له كيف لم تجعل ايات القرآن التى احفظها قلبى يلين ويغفر عاتبت نفسى كثيرا حتى كرهتها وتمنيت الموت فمن تملك قلبا مثل قلبى لا تستحق الحياة ولكنى جاءنى صوت بداخلى يسألنى واين كان زوجك وانت تشكين له بما يجيش فى صدرك اين كان عندما كان يراك تتهاوين من درج الحب خطوة بخطوة لماذا تركك تسقطين فى بئر الحزن وانت تمدين له يدك تستنجدين به لماذا تأخر كل هذه الاعوام فى الاعتراف بأخطائه فقد قلت له ذات مرة صراحة انك تضيعين من يديه واستحلفتيه ان يفعل شيئا فرد عليك لن استطيع ان اعدك بشئ ولكنى سأحاول وفى وقت مبكر عن هذا كانت كلمة اعتذار واحدة ستكفينى لماذا شعر الان بكل صفاتى الجميلة وبطيب معدنى لماذا يمد لى الان يده بعدما اصبحت لا اقوى على رفع يدى لماذا يعتذر الان بعدما تأكد تماما انى اضيع فعليا من يديه اين كان عندما كنت عطشى للحظة اهتمام استرجعت سيدى كل حواراتى معه وقرأت كل خطاباتى التى ارسلتها اليه استجديه عطفا ان ينقذ علاقتنا من اين جاءه الشعور ان ما اقوله ماهو الا تهديد هل تعلم سيدى انى قلت له ذات مرة انى اخشى ان اجدنى فى يوم من الايام اميل الى اى شخص غيره وقتها رد على قائلا اعلم جيدا انك لا تخطئين هل كان يظننى جبلا لا يهتز سيدى اننى اعطيت كثيرا وتنازلت اكثر باعترافه هو شخصيا والان تطلبون جميعا منى المزيد من العطاء واقسم لكم جميعا ان النهر قد جف وانه لو كان لدى نقطة واحدة ما بخلت بها ابدا وهذا ليس تكبرا او عنادا او مكابرة او غرورا ولكنها القلوب التى يقلبها الله كما يشاء وليس بعيدا ان ينقلب كل هذا الجفاء الى عطاء كم وددت ان اسعدك واسعد اصدقائى القراء برجوعى اليه ولكن ليس الامر بيدى لقد ظللت اعواما صامتة ولن يضيرنى ان اكمل حياتى هكذا من اجل ابنتى ليت الثورة قامت منذ زمن بعيد لكى يتعلم الازواج انه كلما زاد اهمالهم لزوجاتهم بمرور الوقت زاد سقف مطالبها حتى يصرون على مطلب (التنحى) ولا يقبلن غيره بديلا لقد ادركت ان الحب نعمة كبيرة يهبها الله لمن يشاء وينزعها ممن يشاء فى الوقت الذى يشاء حالها كحال الصحة والستر ونعمة الاولاد والمانة العلمية وغيرها الكثير ممن من الله بها على ولله الحمد والشكر لقد قررت الا اتوقف كثيرا عند فقدانى لهذه النعمة فانا اعلم ان الشيطان يمنى الانسان بالمفقود حتى ينسى الشكر على الموجود ولكنى سأستمتع بالنعم الاخرى التى لدى ويحسدنى عليها الكثيرون ولن اعتبر فقدانى لهذه النعمة سوى ابتلاء بسيط من الله لى لا يقارن بالعديد من الابتلاءات التى مررت بها فى حياتى وتجاوزتها بفضل الله لن استطيع ان اطلب منك ولا من قراء بريدك او من زوجى او من اهلى ان تسامحونى لانى خذلتكم جميعا وكيف لى ان اطلب ذلك ولم استطع انا مسامحة زوجى ولن اغضب منك سيدى حتى لو اسميت رسالتى (جحود امراة) او اتهمنى قراء بريدك بالافتراء وقسوة المشاعرفانا نفسى لا افهم نفسى انما جئت اليوم لاهمس فى كل اذن كل زوج بنصائح هى ليست نتاج تجربة شخصية ولمنها نتاج تجارب كثيرة مرت بها الكثيرات من حولى واستهل حديثى بقوله تعالى فى سورة النساء (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم) صدق الله العظيم
اخى العزيز قبل ان تسأل عن حقوقك اسأل عن نفسك اولا: هل انفق على زوجتى قدر سعتى وان اضطرتنى الظروف لطلب مساعدتها المالية هل افعل ذلك على استحياء ولا اجبرها عليه هل افعل ذلك فى اضيق الحدود هل اعتبره دينا على انوى رده لها عندما تتحسن الظروف كم مرة كنت إماما لزوجتى فى صلاتى فى المنزل كم مرة سألتها هل واظبت اليوم على صلاتك ام انشغلت بالبيت ورعاية الابناء وقبل ان ارسل كلماتى الرقيقة فى رسالة الى احدى زميلاتى فى العمل لمجاملتها هل قلت لنفسى زوجتى اولى بهذه الكلمات وباقة الورد هذه ايضا زوجتى اولى بها ونظرة الاعجاب تلك وكلمات الإطراء ممن انتظر ان تسمع زوجتى هذه الكلمات زميلها فى العمل ام قريبها؟ هل استيقظ يوم راحتى فأحلق ذقنى وامشط شعرى واتجمل لها واضع من العطر وكانى على موعد مع مديرى فى العمل هل اعتذر لها على تألأخرى فى العودة الى المنزل لساعات مثلما اعتذر لمديرى اذا تأخرت عن العمل بضع دقائق هل احفظ تاريخ مولدها كما احفظ تاريخ مولدى هل استعد لهذا اليوم قبله بفترة كافيه كم مرة شكرتها هذا الاسبوع على اهتمامها بتربية الابناء هل قلت لها ذات مرة كيف تتحملين كل هذا العناء بمفردك هل اسال ابنائى دوما عن احوالهم وعن مستواهم الدراسى هل فكرت ان انصت لها واعينها على حل مشاكلها كما افعل بمنتهى الاخلاص مع زميلاتى فى العمل هل سأسعد ان علمت انها تشكو لغيرى هل اصارحها برفق ودون تجريح عما يضايقنى منها ام اتخذ ذلك فرصة لاشعر انها لم تعد مناسبة وابرر لنفسى اقامة علاقات مع اخريات هل اتقى الله فى معاملتى مع زوجات الاخرين كما اريدهم ان يتقوا الله فى معاملتهم مع زوجتى لماذا احاول دوما اقناع زوجتى بان هناك علاقات صداقة فى العمل هل سأرضى ان تقيم زوجتى مثل هذا النوع من العلاقات الذى اقنعها به هل اذا مرضت اذكرها بموعد الدواء هل اسألها عندما اعود من العمل كيف كان يومك هل احاول ان اعرف ما تحتاجه واهديه لها فى يوم غير يوم مولدها ومازال هناك الكثير ياأخى يجب ان تسأله لنفسك قبل ان تطلب ان تكون لك القوامة فى المنزل ولتعلم ياأخى ان من يزرع حبا لا يحصد الا سعادة واخيرا اتمنى لكل زوجين السعادة ودوام السكن والمودة والرحمة بينهما
تعليق المحرر
سيدتى لا استطيع وليس من حقى او حق غيرى من اصدقائنا ان يتهمك بالجحود او بقسوة القلب فانت وحدك التى عانيت وموقفك من زوجك وقدرتك على التجاوز والتسامح انت فقط التى يمكنك ان تقومى بهما فلكل منا قدراته وتقديراته فى رسالتك الثانية يبدو كم الجرح الغائر فى نفسك وكم آلمك زوجك ولم يلتفت الى استغاثاتك وعندما وصلتنهى رسالته نشرتها على امل ان ترى فى تتشبثه بك حتى لو بدا احيانا مكابرا مثل بعض الرجال ما يستحق ان تمنحى حياتكما فرصة اخرى لان ما يجمع بينكما من مودة وحب وابناء كبير ولكن بعد جلسة الصلح التى تمت واعتذاره العلنى امام الاصدقاء ومحاولاته الجادة لاستعادتك لم تؤت الثمار فجبال الجليد ارتفعت فى نفسك وسدت منافذ السماح والعفو وكما قلت قد يكون القليل من الحب والاهتمام فى وقته اكثر تأثيرا من الحب وصدق الرغبة والتعبير فى غير وقته سيدتى اعجبنى ربطك بين الثورة وبين مطالب الزوجات فنحن معشر الرجال فى الغالب نطمئن الى رضا الزوجة وقبولها لما هى عليه لانه الاحرص على استقرار الاسرة والتضحية من اجل الابناء واثقين فى انها الاكثر اخلاقا والتزاما وتدينا ولن ترضى ابدا بالمعصية والخطيئة حتى لو كانت تعيش اعتى لحظات الضعف الانسانى فى ظل غياب شبه كامل للزوج فإذا فاق على صدمة طلبها له بالتنحى تغير وتبدل وبذل كل الجهد لاسترداد شريكة عمره وهى فى المحطة الاخيرة للرحيل فإذا فشل قد ترى منه وجها اخر عنيفا ومنتقما سيدتى سأتشبث بجملتك (وليس بعيدا ان ينقلب كل هذا الجفاء مرة اخرى الى عطاء) واقترح عليك وعلى زوجك العزيز ان تمنحا نفسيكما فرصة جديدة بطريقة مختلفة إبتعدا قليلا وتوقفا عن مناقشة مستقبل علاقتكما مارسى حياتك كأنه غير موجود فيها حتى يذوب الجليد وحده على ان يواصل هو اثبات انه تغير فعلا وانه سيكون الرجل الذى تتمنينه دون ملاحقة او الحاح منه فإذا ذاب الثلج فهنيئا لكما بحياة جديدة اكثر سعادة اما اذا اكتشفت ان جليدك تحول الى جرانيت فإن الله لا يكلف نفسا الا وسعها وليكن القرار الاصعب بأبغض الحلال بأسلوب راق ومحترم وكما امرنا ديننا الحنيف (امساك بمعروف او تفريق بإحسان) وان كنا نتمنى الا تصلا الى هذه النهاية فمثلكما يستحق حياة كريمة سعيدة بإذن الله
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
السبت، ١ يناير ٢٠٠٠
حتى يذوب الجليد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق