السبت، ١ يناير ٢٠٠٠

ودائرة الحب

1/4/2011

اكتب اليكم ردا على صاحبة رسالة (دائرة الصمت) التى نشرت الجمعة الماضية فى بابكم الذى هو متنفس لكل من لديه مشكلة ويرغب فى عرضها على الرأى العام وانا لا ابالغ حين اقول الراى العام لسبب بسيط وهو اتساع دائرة قراء الباب لتشمل الملايين فانا ياسيدى الزوج الذى تخاف زوجته الا تقيم حدود الله فيه وبدات المشكلة بعد زواجنا بنحو خمس سنوات ولم اكن اعتبرها فى ذلك الوقت مشكلة لاننى كنت ومازلت احب زوجتى حبا جما وكانت تبادلنى المشاعر وحاولت هى جاهدة ان تكون زوجة مثالية فلقد تزوجتها فى اجازة نصف العام وكانت وقتها فى السنة النهائية فى دراستها الجامعية وبعد زواجنا حصلت على درجة الليسانس ثم على دبلومة الدراسات العليا وفى هذه الفترة طلبت منها ان تمارس العمل لا لشئ الا لتدريبها على مواجهة الحياة فى حالة وجودها بمفردها لاى سبب مثل وفاة العائل او غيره من الاسباب حيث ان لديها خوفا من تكرار ما حدث مع سيدة اخرى تكن لها كل احترام وتقدير رحمها الله وفقنا الله فى توفير عمل لها وسارت بنا الحياة كأفضل ما يكون وكنت اسجد لله شكرا على ما اعطانى من فضله وكرمه وبعد ذلك لم ترغب زوجتى قفى الاستمرار فى العمل الذى وفرته لها فى نفس مجال عملى وقالت انها تريد ان تكوننن فى مجال التعليم لحبها لهذا النوع من الاعمال ووفقنا الله بعد ان رزقنا بطفلتنا الاولى بنحو عامين فى ان تعمل فى المجال الذى ترغب فيه وكانت سعادتنا لا توصف وحصلت هى فى هذه الاثناء على درجة الماجستير وطلبت منى تغيير الشقة التى كنا نقيم فيها والتى كانت مؤجرة لنا من والدها وبالفعل رزقنا الله بالخير ووفقنا لتغيير الشقة باخرى اكثر ملاءمة وبعدها رزقنا الله الذى لا ينضب فضله وخيره على عباده بالطفلة الثانية ثم بعدها حصلت زوجتى على درجة الدكتوراه وكم كنت مفتخرا وسعيدا بها انا وجميع عائلتى وجميع عائلتها وارجو ان تقوم هى بارسال نسخة من رسالة الدكتوراه وبها خطابات شكر لمن ساعدوا فى تحقيقها لها وقد كنت من المشكورين فيها وكان ذلك منذ نحو خمسة اعوام او اقل وتقدمت هى فى عملها وتمت ترقيتها وبعدها لسبب او لاخر كانت تحدث المشكلات العادية لانه والحمد لله لم تكن جوهرية بيننا لاتفه الاسباب نظرا لاختلاف التربية والنشأة فانا ريفى نشأت فى احدى القرى ونشأت هى فى القاهرة وهذا من وجهة نظرى هو مربط الفرس بمعنى ان نظرتنا لاى تصرف مختلفة كلية فى بعض الاشياء حتى وصلنا للمرحلة الحالية ارجو ان يتسع صدركم لردى فما ذكرته زوجتى من ردودى عليها هو من نوع (ولا تقربوا الصلاة) فلا يوجد رجل واحد عاقل تطلب منه زوجته الطلاق بدون سبب او على اقصى الظروف سبب اتفه من ان يتسبب فى خراب بيت فيه اثنتان من الملائكة هما الطفلتان اللتان لا ذنب لهما فى اى شئ بشهادة جميع من تدخل فى هذا الموضوع وغالبيتهم اختارتهم هى بنفسها وعند رفضهم افكارها يصبحون فى القائمة السوداء فكان الرد ان طلب الطلاق بدون سبب هو نوع من الجنون وايضا لم اكن يوما مساوما على بناتى وهل يعقل ان يساوم اب عاشق لبناته عليهن ويساوم من امهن ولكن عندما تطلب الزوجة وبإلحاح الطلاق وتعطى خيارين اما المعيشة معا تحت سقف واحد ورفضى لذلك وعندها فتوى بجواز ذلك او الحل الاخر ان يتم الطلاق وارحل انا من منزلى الذى تعبت فيه وذلك على الرغم من معرفتها بحبى وتعلقى الشديد بابنتى وحبهما وتعلقهما الشديد بى وبحجة انها تخشى ان يكون حراما عليها ان تعيش معى وهى لا تعطينى حقوقى الشرعية على الرغم وذلك فقط حرصا على مصلحة ابنتى من تنازلى عنها امامها وتحملى الوزر فى ذلك فبالله عليك ماذا سيكون ردكم فلقد قلت لها ان من لا يرغب فى العيش معنا فعليه هو المغادرة واترك لكم وللسادة القراء الحكم على هذا الرد هل هو مساومة او لا؟ لماذا ينبغى على من وجهة نظر زوجتى ترك بيتى وبنتى على الرغم من انها هى التى لا ترغب فى العيش معنا واذا كانت لا ترغب فى العيش معنا فكيف اكون بعيدا عن البنتين وهما فى مسيس الحاجة لابيهما الشرعى والفعلى ليشرف عليهما ويباشر حياتهما ومتطلباتهما وهل اذا انفصلت عنها ورغبت هى فى الزواج مرة اخرى من شخص اخر هل يوجد منكم من يقبل ان تعيش بناته مع اجنبى عنهن مع العلم ان ابنتنا الكبرى فى عامها الرابع عشر اى فى السن الحرجة جدا…هل هذه مساومة هل ينبغى على الا افكر فى كل هذا اقسم ياسيدى اننى لم ولن اكون مثل هذا الرجل المساوم على فلذات اكباده ولمن زوجتى تنظر فقط للنصف الفارغ من الكوب فلنترك لكم وللسادة القراء الحكم سيدى الفاضل لقد تحاملت انت على كثيرا فلم تقبل زوجتى الحياة صاغرة معى باى حال من الاحوال ولعلمكم فقد كانت تدب الخلافات البسيطة بيننا كاى زوجين على وجه الارض خلال فترة السنوات الثمانى التى ذكرتها فى رسالتها وكنا نرجع ونعيش فى سلام ووئام عيشة اراها سعيدة ارى ذلم فى عينيها واعيننا واعين المقربين منا جميعا ولكن عند حدوث اى خلاف اخر ومحاولتى معرفة السبب واخبرها الم تكونى طبيعية وسعيدة طوال الفترة الماضية فكانت ترد وتقول( ومن اخبرك اننى كنت سعيدة طوال الفترة الماضية اننى حزينة) هل اخطئ عندما اسال زوجتى عن سبب تغير حالها بين ليلة وضحاها هل المطلوب ان اضرب الودع لاعرف السبب مع العلم انه فى غالب الاحيان لا احصل على سبب وتمر عدة ايام تطول او تقصر على حسب الاحوال واجدها بعد ذلك عادية جدا كسابق عهدها اننى اكاد اجن مما يحدث بدون سبب لدرجة اننى طلبت منها ان نذهب معا لاحد الاطباء النفسيين وكان ردها كلهم نصابون ومحتالون وغير موثوق بهم سيدى كنت اشعر بان زوجتى تحبنى وذلك حتى وقت قريب جدا واحساسى لم يكن كاذبا والدليل على ذلكاننا تعاتبنا للمرة الاخيرة ليلة راس السنة الماضية واعتذرنا لبعضنا البعض وتعانقنا ووصلنى احساس بانها تحبنى وان ما يحدث ما هو الا سحابة صيف سرعان ما ستمر ولمن للاسف فلقد انقلبت مرة اخرى بعد مرور 5 ايام من ذلك بدون اى سبب واضح سيدى لم اكن لا قبل يوما ان اعيش مع اى شخصية لا تطيقنى كما ذكرتم فى التعليق على الرسالة فانا لا اقبل على كرامتى ذلك لمدة ايام وليس سنوات ولعلمكم ردودى الجافة على زوجتى لها ما يبررها وقد اكون ىمخطئا فربما قسوة الكلمات تعيد الانسان الى وعيه وادراكه لما حوله وجميعها كانت فى سبيل الحفاظ على كيان الاسرة امام الابنتين فلا ذنب لهما فى اى شئ وليس مساومة هل اكون هكذا مغرورا كما وصفتنى؟ هل ابتعادى عن بيتى فى السابق انا السبب فيه بمفردى هل عند عودة اى رجل لمنزله وبدون اى اسباب يجد زوجته التى يحبها ويحترمها هى وكل من يمت لها بصلة شخصا اخر عبوسا متحفزا لاى مشكلة وبدون سبب واضح او حتى متوقع؟ هل تنازلى عن ابسط حقوقى الزوجية وعدم تشددى مثل اى زوج فى مصر كان خطأ الا تعلمون طرق معاملة الازواج لزوجاتهم على مختلف المستويات هل الحاح الزوج على زوجته ان تبوح بما يضايقها يستدعى ان ترد الزوجة ردودا فى منتهى الجفاء هل كانت ستحصل الزوجة على 4 درجات علمية خلال مدة زواجها التى قاربت خمس عشرة سنة لو كان زوجها بهذا السوء الذى نعتته به فى رسالتها على الرغم من حدوث حمل وولادة ورعاية اطفال مرتين خلال هذه المدة ومرض والدتها ووفاتها هل تفانى الزوج فى عمله شأنه شأن كل الطبقة تحت المتوسطة ومحاولته التقدم والوصول حتى للطبقة المتوسطة فيه اهمال للبيت وللزوجة انا على اتم الاستعداد للحضور ومعى ابنتاى لكى ترى بنفسك مدى حبهما وتعلقهما بى وانت تعلم ان الاطفال اكثر الناس دراية بمدى اهتمام الاهل بهم الم يكن يجدر بها ان تدفعنى للعمل وان تحترم اخلاصى لعملى وهو فى القطاع الخاص وفى مجال لا يحتمل الاخطاء او على الاقل لا تشعرنى بان ما افعله هباء سيدى انا لست نبيا ولا معصوما من الخطأ ولكن لى العديد من الاخطاء شأنى شأن كل البشر ولايوجد بيننا من لا اخطاء له ولكن فى اعتقادى هناك اخطاء ومشكلات جوهرية لا تستقيم معها الحياة واخرى غير جوهرية من الممكن التعايش معها لمصلحة من لا ذنب لهم فى اى شئ واننى ومعى العديد ممن تدخلوا خلال الفترة الاخيرة يرى انه من البساطة بمكان التعايش مع مثل هذه الاخطاء سيدى الم يكن من السهل على الزواج مرة اخرى واتركها تواجه الحياة ومعها البنتان ولماذا اتحمل ماسبق الا يعطى ذلك مؤشرا لاى شى الا يوحى بمدى تمسكى بها وبهما لاى شى سيدى انا اشعر بالرعب من مجرد التفكير بالانفصال عن اسرتى التى احبها كثيرا لان امامى العديد من الامثلة التى دفع فيها الابناء ثمن اخطاء الاهل او ثمن تعجلهم فى اتخاذ القرارات غير المدروسة اننى ادعوا الله بالهداية لنا جميعا وان يوفقنا لما فيه الخير والله الموفق وصدق الله العظيم الذى يقول (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شئ قدرا)
تعليق المحرر
سيدى ها هى الحكاية اكتملت ودائما تظل الحكايات ناقصة ما دمنا نسمع نصف الحكاية فكل طرف ينحاز الفى قناعاته ولديه مبرراته حتى لو كانت خاطئة حتى يلتمس الاعذار لنفسه فى تصرفاته وقراراته ما استوقفنى فى رسالتك سيدى بعد رسالة الفاضلة زوجتك ان الدائرة التى تبدو مشروخة مكتملة ويبدو ان الازمة الحقيقية فى التواصل والصدق بين الطرفين
أم بنتيك تشكو من الصمت ومن اهمالك لها ومن بخل المشاعر والحقيقة انها شكوى عامة من اغلب الزوجات الرجل المصرى بسبب ثقافته وظروفه الاقتصادية شحيح فى التعبير عن مشاعره لا يجد ان الحب بالكلام او الهدايا وانما بالجلوس مع الابناء والاهتمام بهم او عدم التقصير فيما يحتاجه البيت او كما فعلت انت بتشجيع الزوجة على العمل او دفعها للامام فيما تظل المرأة مهما بلغت من العمر فى حاجة الى حلو الكلام والتعبير عن الحب بصور مختلفة من الهدايا والاهتمام والحرص على إشراكها فى تفكيره وعلاقاته ومشروعاته وعمله وتصبح الصدمة الكبرى عندما تفاجأ المرأة بأن زوجها قليل الكلام والتعبير عن مشاعره بينما يفعل ذلك بكل يسر مع امرأة اخرى زميلة او قريبة فاذا سألت عن السر وجدت الاجابة انها مجاملات الأذن هى الطريق الاول والاقرب الى قلب المرأة خاصة بعد مرور سنوات من الزواج والشعور بأنها مازالت مرغوبة من زوجها والاحترام والصراحة والإحتواء والصبر هى الطرق الى قلب الرجل وعقله سيدى ما اقصده والكلام معك ومع زوجتك المصون انى لا اريد الخوض فيما فعلت من اجلها وماذا قدمت وضحت من اجلك فالعلاقة الزوجية لا تقوم على الحسابات ولا تعتمد على ميزان لنعرف قيمة وقدر ما اعطى كل طرف هذه العلاقة السامية قائمة على التسامح والعطاء مع الاحساس بالتقصير ولن تصمد اى علاقة زوجية فى مواجهة نوائب الايام وقسوة الحياة الا اذا اصر الطرفان على الاستمرار والنجاح وليس من السهل ان يهدم احدكما حياته بعد 15 عاما من الزواج ويهدم معها استقرار الابناء لاسباب يمكن مواجهتها وتجاوزها معتقدا ان السعادة ستكون بالبعد عن الاخر قصتكما فيها كفاح حلو, تضحية, ومحبة, فلماذا لا تبنيان على ما كان؟ لماذا لا تحدثها كما حدثتنا عن اجمل ما فيها وعن حبك لها وحرصك عليها وعلى البيت واستقرار الابناء بينكما مع التجاوز مؤقتا عن الحديث فيما لا يعجبك؟ ولماذا سيدتى لا تحاولين ان تلتمسى لزوجك الاعذار وترين فيما جاء فى رسالته رغبة حقيقية فى استمرار الحياة بينكما وعرضا جديدا للتجاوز عما مضى وقبول عرضه المتجدد بالرغبة فيك وفى استمرارك كزوجة وحبيبة لا توجد فى حياة زوجين اسوأ من لحظات الخصام او الحديث عن الطلاق وتهديد مستقبل واستقرار الابناء هل لكما ان تخرجا اليوم لتناول العشاء فى اى مكان تحبانه وتتعاهدان على بدء صفحة جديدة قبل ان تندما على ضياع تلك السعادة المتاحة لكما فيستنفذ العناء والخصام كل فرص التلاقى اتمنى ان تجمعنا معا دعوة على عشاء اخر لنحتفل بعودتكما الى دائرة الحب بدلا من دوائر الصمت والخصام والى لقاء بإذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق