27/11/2009
اكتب اليك لعلى اجد حلا وليس كلاما يواسينى اريد حلا من فضلكم حلا من المفكرين من علماء الدين وارجو ان تقرأ رسالتى بعناية
اولا انا قرأت رسالة (هذا الوحش) وآلمتنى كثيرا آلمنى حال الاب ولكن ليس بالمعنى الذى سوف تفهمه من كلامى ولكن آلمنى ان يخفف الله عنه بعضا من عذاب الاخرة بإصابته بالمرض فى الدنيا كما آلمنى حال الفتاة واقول استريحى لقد مات سبب عذابك انت واخوتك وهو يحاسب الان طبعا ستتعجب من قسوة كلامى ولكنى اقول لك انى ابنة لواحد من هؤلاء المحسوبين على المجتمع بأنهم اباء قال الاحنف بن قيس لمعاوية (اولادنا ثمار قلوبنا, وعماد ظهرنا, ونحن لهم ارض ذليلة, وسماء ظليلة..ان غضبوا فأرضهم, وان سألوا فأعطهم, ولا تكن عليهم فظا فيملوا ويتمنوا وفاتك).انا بنت استطيع ان اقول لك وبكول تواضع: إن آزر عندما القى سيدنا ابراهيم فى النار كان احن عليه من ابينا لا اعلم من اين ابدأ فانت لن تصدقنى فيما اقول ولكن لابد ان تصدقنى حتى تجد لى حلا ولا بد ان يصدقنى قراء بريدك حتى يعيد كل اب قاس النظر فى معاملته لابنائه ويهرع كل ابن وابنة الى والديه يقبلهما عندما يرى ما نحن فيه نحن اختان انا الصغرى وابلغ من العمر 24 عاما واختى تكبرنى بثلاث سنوات كان لى اب يمتلك اسوأ طباع على وجه الارض له صوت مثل هدير طائرات حرب اكتوبر يشكو منا دائما سكان المنطقة الراقية التى نسكنها تعودنا من صغرنا ان نستيقظ من نومنا على سيل من اقذر الالفاظ الموجودة على وجه الارض تصل الى حد ألفاظ (كشف العورة) بسبب انه لم يجد علبة الكبريت فى مكانها او اننا اشترينا صابونة جديدة قبل اختفاء القديمة تماما او اننا رتبنا حاجاته المبعثرة بشكل قذر او ان كرسى الفوتيه يبعد عن الحائط مسافة 2سم او انه اكتشف ضياع ربع جنيه نعم والله واقل من هذه القيمة هذا هو ابى الرجل ذو الستين عاما مهندس المعمار المرموق فى احدى كبرى الشركات رجل نشأ من صغره بعيدا عن بيته لقد كان والده دائم الطرد له دونما اخوته بسبب عقوقه وتطاوله عليه وهكذا كبر وخطب كثيرا وتزوج وطلق الى ان وقع حظ امى العاثر معه وكانت اخر زيجة له ومنذ اول يوم وهو يسئ معاملتها الى اقسى درجة ويسبها باقذر الالفاظ وهو ويفتح الشبابيك وباب الشقة حتى يعلم الجيران كم هو رجل فهذه هى الرجول فى نظره يطردها وياخذ كل ما معها من نقود حتى تشحت من الجيران او تذهب الى بيت اهلها البعيد جدا سيرا على الاقدام انجبتنا امى فى هذا الجو ولا اعرف لماذا وذقنا كل ما ذاقته من العذاب والهوان معها والصراخ من جانب ابى ووصلة الالفاظ المحترمة التى لم اسمع مثيلها حتى فى اقذر الاحياء كان يعتمد على مرتبها الضئيل فهو يملأ المنزل بالطعام اما الملابس والفسح وشراء اكل مواسم الاعياد(كحك العيد الصغير مثلا) او الدروس الخصوصية والدكتور للعلاج من الامراض كلها من الكماليات فكيف لنا ان نمرض وكيف لنا ان نطلب قليلا من كحك العيد او حلوى المولد لقد كانت له استراتيجية خاصة كل عيد فهو فى وقفة كل موسم يقوم بأكبر خناقة على وجه الارض ونتلقى ما نتلقى من السباب والضرب والطرد حتى نذهب الى بيوت اخوالنا الاغنياء نأكل عندهم ويتخلص هو من عبء اكل الموسم لقد جعل الله الاعياد فرحة لتهدأ فيها النفوس ويتصالح المتخاصمون لكن كل عيد كان لعنة علينا لقد كنا نتحاشى الكلام معه ونحبس انفسنا حتى لا يرانا ويتلكك لنا ولكن هيهات فهو فنان فى النكد مبدع فى التلكيك لقد كان ارق وانظف ما نسمعه هو انه سوف يأتى بحذائه ويغمسه فى قاع التواليت ثم يمسح به وجوهنا..يا إلهى كم هو شاعرى يا إلهى من اين له بهذا اللسان ولعلك تسأل نفسك لماذا لم يتدخل احد من اقاربنا؟ الكل كانوا يهابون صوته والفاظه كما انه كان ممثلا من الدرجة الممتازة فقد كان يقسم كذبا اننا نحن الذين ضربناه وسببناه ومزقنا ملابسه واننا نرتدى والعياذ بالله ملابس خليعة تجعله يقسو علينا قليلا حتى نعود لرشدنا وهكذا كففنا عن الشكوى فلا جدوى كما ان الجميع نبذنا فنحن دائمو المشكلات كما انه كان يضربنا ضربا مبرحا اذا ما علم اننا شكوناه لقد وصل الامر الى ان امى كانت تعطيه احيانا نقودا ليكف عن الشجار فكان يأخذها ويهدأ يوما ثم يعود لسابق عهده لقد كان ما تفعله امى هو قول (حسبنا الله ونعم الوكيل.. اللهم اعطنى جزاء آسيا امراة فرعون.. اللهم اجعله لى فى الاخرة) ماتت امى الجميلة الوديعة صاحبة ارقى اخلاق كما كان يلقبها الناس ماتت بسرطان فى المعدة بسبب كثرة ما كانت تتناوله من اقراص الصداع او المهدئات على معدة خاوية فقد كانت تمل الاكل من كثرة النكد ماتت خلال عشرة ايام فقط من مرضها فقد رحمها الله سريعا وكفر عنها سيئاتها بتحملها ابى لاقت جزاء آسيا فانا والحمد لله احلم بها دائما تضحك كما يقول القرآن عن جزاء اهل الجنة (وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة) ماتت وانا اتذكرها وهى تتوسل لابى فى ايامها الاخيرة قبل مرضها ليجد لها طبيبا وهو ينظر لها ويتشفى اتعلم انه لم يدفع شيئا فى رحلة مرضها القصيرة جدا لقد باعت هى ما باعت ودفعت علاجها ولكن ابى ذا الجبروت ادعى امام الجميع انه هو الذى تكفل بعلاجها يا إلهى كيف احيا وانا اعلم انه السبب فى تعاستها طول 26 عاما هى مدة زواجهما ولن اقول لك انه سبب غير مباشر فى وفاتها فالأعمار بيد الله وانا لله وانا اليه راجعون نحقد عليه سرا انا واختى ونحن نراه يضحك ويأكل ويتمتع بحياته ويذهب لاصدقائه ويفحص نفسه فحصا شاملا كل 6 اشهر للتأكد من خلوه من الامرض فهو رياضى ومحافظ على نفسه من الدرجة الاولى لقد كنا نظن ان وفاة امى ستكون سببا فى هدايته ولكن هيهات فالهادى هو الله لقد ابتلانا الله بوفاتها وابتلانا بوجوده معنا لقد زاد فى ايذائه لنا بسبب رغبته فى معاش امى الضئيل الذى لم يتجاوز 280 جنهيا كنا نُضرب ونُسب حتى نعطى له المعاش مع العلم بأننا لا نعمل وكل حاجاتنا عدا الاكل من هذا المعاش وعندما كنا نشكو لاحد كان يدعى اننا كاذبون واننا جننا من الصدمة على وفاة أمنا رحمها الله كما انه كان يذهب الى اخوالى من دون علمنا ويدعى علينا بالباطل ليجدوا له عذرا فى تصرفاته مرضنا بالاكتئاب والقولون العصبى وبالضغط وبالصداع المزمن وباضطراب فى ضربات القلب وضيق التنفس وجفاف اغشية العين وضعف النظر من كثرة البكاء وذهبنا الى الاطباء النفسيين بحثا عن علاج وهو لا يرحم ولا يتعظ ولا يمرض حتى بالزكام والحمد لله انه لا يمرض فانا لا اريد ان يكفر الله بعضا من ذنوبه اريد ان اسأل هل سوف يحاسبنى الله على كرهى له؟ لقد قال القرآن: (..وقل ربى ارحمهما كما ربيانى صغيرا) فهل ارحمه وهو لم يربنى انا لا اتذكر له اى حسنة لا اتذكر سوى سبابه الدائم لنا وتشهيره بنا لا اتذكر سوى مشهد خروجنا فى الاعياد باكين واثار الضرب على وجوهنا نتحاشى الجيران لا اتذكر سوى معايرته الدائمة لى ولاختى باننا عوانس ومن ذا الذى سوف يصاهر هذا الرجل حتى وان كنا اثنين من الملائكة لا اتذكر سوى سبابه بدون سبب لى امام اصدقائى فى المنزل وظهوره امامهم بهدوم ممزقة وهو يمتلك افخر الملابس حتى يشعرنى بالإهانة لا اتذكر سوى ماتناوله من ادويه وشكلى انا واختى الذى يشبه العجائز من الحزن بسببه وهو لا يتناول غير الفيتامينات لا اتذكر سوى صراخه بجانبى بأقصى صوت وانا نائمة بعد عناء يوم دراسى حتى استيقظ مذعورة فكيف ننام وهو مستيقظ هو لا يرحم حتى فى عمله قاس لقد تبرع احد العمال وحاول ضربه بقالب طوب حتى يشفى غليله ولك ان تتخيل ان يضحى عامل بناء بسيط بوظيفته من اجل ان يشفى غليله من كثرة ما يوقعه على العمال من جزاءات ليته طالبنا بالعمل مثل صاحبة الرسالة حتى نخرج ونجد من يبتسم فى وجهنا لا تقل لى اصبرى فلماذا لم يصبر الانبياء وهم انبياء على قومهم وكانوا يدعون الله ان ينزل الخسف والعذاب بقومهم ولا تقل لى اعفى وسامحى فإن الله يعفو ويسامح لكنى اقول لك ان الله هو النافع الضار المنتقم الجبار يعفو ويغفر بعدما يتذلل له العبد ويتذلل حتى يغفر له ولا تقل لى ان اباك يعانى من معاملة والده فأبى سوى تماما وفى منهى الرقى مع اصدقائه ومن يعرفهم من علية القوم اطلت عليك ولكن اوجد لى حلا لقد رفع الله البلاء عن سيدنا ايوب بعد 18 عاما فلماذا نحن مستمرون 27 عاما؟! ارحمنا يارب وعوض علينا اتعلم لماذا يتكلم القرآن عن عقوق الآباء لانه شئ فوق الخيال لان الآباء هم الذين ينجبون الأبناء برغبتهم فلماذا القسوة عليهم؟ انى اطلب من قرائك ألا يدعو عليه احد او يهجوه احد فانا لا اريد سبا فى غيبته حتى لا يحاسبنى الله ادعوا له بالهداية وادعوا لنا ان ننسى سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبرى واصبر حتى ينظر الله فى امرى رحم الله رجلا اعان ولده على بره اللهم اغفر لى ولامى ولأمة محمد صلى الله عليه وسلم
همس الأصدقاء
إلي الابنة العزيزة صاحبة رسالتي الانتقام, وهذا الوحش! التي كانت بتاريخ 20 نوفمبر 2009
ذكرت في رسالتك الأولي مآسي وأوجاعا بدأت تسترجعينها أنت وشقيقاتك, ولم تتفقن علي قرار, فقررتن الاحتكام إلي محرر بريد الجمعة, عله يساعدكن في اتخاذ القرار السليم دون أن يظلمكن.
وقد رد عليك صاحب بريد الجمعة بأنه يلتمس الأعذار لمن يري الظلم ويعانيه, وتغيب أو تتأخر عدالة الله سبحانه وتعالي ـ لحكمة يعلمها ـ عن أنظار العباد, لكنه طلب منك التعامل مع الحاضر من أجل المستقبل, فإن العيش في الماضي لن يزيدك واخواتك إلا ألما, وذكرك بالآية الكريمة التي تحض علي طاعة الوالدين, ومصاحبتهما في الدنيا معروفا حتي وإن كانا مشركين, وهي أوامر من الخالق الجبار المنتقم, ومهما تكن قسوة الأيام فالتسامح جزء من العدالة, وطلب منك ومن شقيقاتك أن تكون قبلة قراركن خالصة لوجه الله تعالي, وأن تذهبن فورا إليه, وتعدنه إلي بيته, وتحرصن علي علاجه.
وساق لكن الحكم الآتية:
ـ كيف للمظلوم أن ينقلب إلي ظالم غافلا عن عدالة الخالق العظيم الذي يمهل ولا يهمل.
ـ ليس أمامك إلا التعامل مع الحاضر من أجل المستقبل.
ـ إن لذة الانتقام لا تدوم سوي لحظة, أما الرضا الذي يوفره العفو فيدوم إلي الأبد.
ـ ثقي أن الهناء, والاستقرار, والسعادة لن تعرف طريقها إليكن إذا ظل أبوكن ملقي في الطريق. إن المنتقم يرتكب الخطيئة نفسها التي ينتقم لأجلها, فلا تواصلن حياتكن وأنتن ترتكبن الخطيئة نفسها.
وأذكركن بقول المفكر بترارك:
الأولي أن يبكي الابن من أن يبكي الأب.
ثم, وللمرة الأولي منذ بداية التواصل بين صاحب بريد الجمعة وقرائه, يفرد المساحة المخصصة للبريد كلية, لمشاركة الأصدقاء في حل هذه المشكلة التي تكاد توصف بغير المعقولة, مع اعتذاره عن عدم تمكنه من نشر غالبية الرسائل التي وردت إليه بهذا الخصوص, وقد مال أغلبها إلي ضرورة عفوكن عن والدكن القاسي, بعد أن رأيتن انتقام الله الشديد, وإن اقترح البعض, بعد تأكيد إعادته رسميا للحياة, أن تضعنه في بيت آخر بعيدا عنكن, حتي لا تستعدن الذكريات الأليمة بوجوده, علي أن ترعينه وتهتمن به, وأما البعض فقد رأي أن تساعدنه وتضعنه في دار مسنين, دون الإعلان أو الإفصاح عن كونه أبيكن.
وكانت أول الهامسين الصديقة التي رمزت إلي اسمها بـ أختكن في المعاناة, فقالت: إنها تود أن تضيف إلي رد صاحب بريد الجمعة الحل الذي وضعته هي لحالتها, والتي فيها بعض من معاناتكن, وتري لكن أن ترضين ضمائركن, وتضعنه في مكان يلقي فيه الرعاية, وتسألن عنه, وتزرنه, ويجب ألا تفصحن أبدا له أو لغيره عن صلتكن به, وطلبت منكن الإكثار من الدعاء لوالدتكن رحمها الله.
وكان ثانيهما هو الصديق علي إبراهيم جاد, الذي همس راجيا إياك ألا تنتقمي من والدك, فينتقم الله منك بمعصيتك لأمره, ورجاك ألا تضيعي والدك بتجاهلك له أنت وأخواتك, فإن فعلت فسوف تعيشين في عذاب آخر سيظل يلازمك مدي الحياة, وطلب منك أن تنظري إلي ما هو آت, حيث ما مر قد مر, بمره وعذاباته وأصبح ماضيا, فلا تحاولي الرجوع إليه, ولتعلمي أن الذي أمامك هو والدك الشيخ المريض الذليل الذي يمد يده إليك لترحمينه من ذل السؤال والحوجة في هذه السن.
أما ثالثهم فهو الصديق عادل العزب, الذي همس قائلا: إنه قد شده مضمون الرسالة, ولفت نظره تعليق صاحب بريد الجمعة الهادئ المتزن, وأقلقه موقف البنات ومحاميهن, فقد غاب عنهن جميعا عدد من الأمور الشرعية, والقانونية, والواقعية وهي:
أولها: الموقف السلبي لحكم اعتبار الأب في حكم المفقود, وما ترتب عليه, والسكوت علي هذا في حد ذاته يعرض الجميع لمسئوليات قانونية عديدة: مدنية, ومالية, بل وجنائية.
ثانيها: أن عودة الأب في رعاية بناته لن يعطيه الشرعية القانونية لإدارة أمواله أو التصرف فيها, إذ يتحتم تعيين قيم علي الأب المحجور عليه لأسباب واضحة.
ثالثها: هو ما أشار إليه صاحب بريد الجمعة مما أمر به الدين, مما لا مناص لكل من يتدبر أمور دينه ودنياه, إلا أن ينصاع له حيث سيحقق لهن كل السعادة, وراحة الضمير.
أما رابعهم فهو الصديق ممدوح صابر علوان, الذي همس قائلا: إنه يضم صوته إلي صوت صاحب بريد الجمعة في كل ما ذكره في رده القيم مذكرا بالآتي:
ـ قصة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم مع أهل الطائف, وعفوه عنهم, ودعوته لهم بالهداية.
ـ قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع ابنه سيدنا إسماعيل عليه السلام.
ـ الآية الكريمة: وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا..( الإسراء:23).
ـ قول أحد الحكماء: لأن تندم علي شيء لم تفعله, خير من أن تندم علي شيء فعلته.
وذكرك بأنه لم يبق في الأعمار بقدر ما فات منها, فلتضعي هذا في الاعتبار عند اتخاذك القرار, ورجاك أن تنسي أنت وأخواتك ما حدث من أبيكن, وإذا لم يرحمكن في صباكن لسيطرة شيطانه عليه, فلترحمنه في شيخوخته بلقلوبكن الرحيمة التي سيملؤها الله بالحنان, بعد أن شاهدته علي هذه الصورة المزرية, ولتكتفي بالانتقام الإلهي الذي واجهه, ومهانته وإذلاله في غسل السلالم في برد الشتاء القاسي, والأكثر إيلاما الأمراض التي ابتلي بها.
وأما صديقنا الخامس الدكتور أحمد الجيويشي فهمس قائلا: إنه لن يقول لك أكثر مما قاله صاحب بريد الجمعة, ولكن ربما يضيف إضافة بسيطة لها وهي: لو أنك تركت والدك يواجه مصيره في وحدته ومرضه, فسوف ينعكس ذلك سلبا علي سلامتك النفسية في القادم من أيامك, وأكد لك أنك برعايتك لوالدك المريض في نهاية عمره ستنتظرين مكافأة المولي عز وجل في الدنيا والآخرة, فلا تفرطي فيها لأنك تستحقينها, ولتترفقي بأبيك في مرضه, وحاجته, ولا تتركينه يتسول ثمن دوائه.
وبتاريخ2006/12/8 طالعنا الصديق المهندس أحمد محمد حسب النبي بعد15 يوما من النشر, بهمسة يتعجب فيها لحال الإنسان, الذي تفتح له السماء بابا من أبواب الرحمة ولا يدلف فيه, وأطلق لنفسه العنان في تخيل باقي القصة كالآتي:
إنه في أثناء طواف هذا الأب الظالم حول الكعبة المشرفة يرق قلبه, ويندم, فيدعو الله بقلب صادق: اللهم افتح لي بابا من أبواب رحمتك, فيستجيب له بالسماء ويخر لفوره فاقد الوعي, فيأخذه الطائفون إلي مستشفي بعيد, ويفيق فاقدا الذاكرة, وبسبب لكنته المصرية يرسلونه إلي القنصلية المصرية, التي ترسله إلي القاهرة بوثيقة سفر بدون اسم, فيلاقي أصنافا من الذل والهوان.
وأيضا لم ترض السماء عن هؤلاء البنات المظلومات حين فرحن لإثبات فقده, وتلذذن بالتخلص من متعلقاته, وعن حزنهن لعدم شعورهن بعذابه قبل وفاته, وفي أثناء سجودك في ركعتي تحية المسجد ودعائك مخلصة: اللهم افتح لي بابا من أبواب رحمتك, يستجيب لك رب السماء ويدعوك لرؤية أبيك, كما قلت لنا في رسالتك, وأن السماء التي أدخلته في الباب المفتوح له, هي السماء نفسها التي تفتح لك بابا آخر وتدعوك ألا تترددي قبل فوات الأوان, ولتضمي إليك أباك, ولتكرميه, وتردي عليه حقه بقدر استطاعتك.
ثم بعد كل هذا لم تستجيبي لأي رأي من هذه الآراء, ولو أنها تعتبر كلها رأيا واحدا, هو الرحمة, ثم الرحمة, ثم الرحمة, فأين أنت من هذا يا بنيتي؟
إن في تصرف هذا الخال الشهم العظيم درسا لكل من تسول له نفسه أن ينصبها محكمة للبشر, فلماذا لم يفعل بوالدك مثلما فعلت أنت وأخواتك, وهو المنكوب في شقيقته؟ ثم أين حديث الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه: ارحموا عزيز قوم ذل, وهنا من هو هذا العزيز؟ إنه الوالد, سبب وجودكن, فأي بشاعة ارتكبت أنت وأخواتك؟ وأي جزاء ينتظركن من العادل الجبار؟
فلتستغفري الله كثيرا, ولتدعي لوالديك بالرحمة.
محمد ناصر عبدالرازق يوسف
جبرتي بريد الجمعة
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
السبت، ١ يناير ٢٠٠٠
وهذا الوحش
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق