1/10/2010
اثارت رسالة الفتاة التى تنتظر اصابتها بمرض السرطان شجونى وربما اثارت حزنى اكثر فهى مهما تكن فى مرحلة انتظار المرض اما من هو مثلى فى مرحلة المرض فعليا منذ اكثر من 17 عاما وليس مرض السرطان بل هو مرض العن من السرطان الاف المرات الا وهو مرض الاكتئاب الغول الذى التهمنى والتهم حياتى الذى اصبت به منذ الصف الاول الثانوى دون سبب فحولنى بعد ان كنت الفتاة الاولى على الفصل المتفوقة دائما والفتاة الرياضية التى تشترك فى اكثر من فريق رياضى اننى اتعجب احيانا عندما اتذكر كيف كنت مشتركة فى كل هذه النشاطات الرياضية والاجتماعية والمسابقات المختلفة وفوز فريقى دائما فحولنى من كل هذا الى انسانة كئيبة فخسرت صداقاتى كلها وخسرت الانسان الوحيد الذى كان من الممكن ان ارتبط به وخسرت قبل كل هذا نفسى خسرت قدلاتى على التفكير والتركيز والتعامل مع البشر سيدى هل تعرف معنى مرض الاكتئاب لا يوجد انسان فى الدنيا يعرف معنى هذا المرض الا المكتئبون فقط معناه الا يكون هناك طعم لاى شئ لا طعم للاكل للشرب للكلام لا طعم لاى شئ يمكنك تصوره فى الدنيا وليس لا طعم فقط بل صعوبة فى اداء هذه الاشياء كلها حتى صعوبة فى قضاء حاجتك سامحنى ويصبح وجودك البيولوجى كله عبئا عليك ستقول لى لم لا تجربين العلاج والعلاج صدقنى لا ياتى بنتيجة جربت 7 اطباء والبرشام يتعبنى اكثر من المرض نفسه وجربت العلاج بالاعشاب فتحسنت حالتى قليلا لكن المرض لم يزل موجودا وطاغيا لقد وصلت الى درجة التساؤل: لماذا خلق الله مرضا كهذا؟ لماذا خلق الله مرضا يجعل صاحبه يقتل نفسه من الم العذاب الذى يحياه؟ فكل يوم طويل وصعب والشعور بالضجر والزهق والملل المتواصل الذى لا يفارقك ثانية واحدة يقتلك صدقنى حاولت الانتحار اكثر من مرة لكنهم انقذونى فى اخر لحظة اسرتى الطيبة تساندنى حتى الان لكنهم لا يشعرون بما انا فيه ولا اى انسان يستطيع ان يشعر بما انا فيه الا شخص مثلى وصدقنى انا لا اكتب اليك لاشكو فالشكوى لن تفيدنى ورتبت حياتى على الرضا حيث لا امل فى عمل او زواج او استمتاع بالحياة وحيث اننى اتقنت التمثيل على من حولى اننى كويسة وطبيعية مثلهم فمرضى هذا سر مقدس لا يعرفه الا اسرتى فقط اما خارج اسرتى فلا يعلم احد اننى مصابة بهذا المرض ليس خوفا من احد ولكننى لا احب ان اعامل كمريضة نفسية وايضا لانه لا احد يستطيع ان يفهم هذا المرض او ان يتفهم المصاب به سيدى اننى كنت اتكمنى ان اكون مصابة بالسرطان على ان اكون مصابة بهذا المرض وادعو الله احيانا ان اصاب بالسرطان حتى لا اموت منتحرة نسيت ان اخبرك ان الاطباء النفسيين او الذين كشفت عندهم على مدى 17 عاما 7 اطباء لايهتمون بالمريض فكل همهم ان يكتبوا لى البرشام فقط لا احد منهم مهتم بسماع معاناتى كما اشعر واحد منهم مثلا كانت مدة الكشف 3 دقائق وواحد اخر كان كشفه 5 دقائق اعتقد ان كل ما يهمهم هو النقود فقط لذلك كففت عن الذهاب اليهم
اما عن جلسات العلاج بالكهرباء التى كنت اصحو منها فاقدة الذاكرة فقدا مؤقتا لحسن الحظ وربما لسوء الحظ فأذكر مرة ان اخى ذهب معى الى المستشفى وبعد ان اخذت الجلسة صحوت لاجد نفسى فى عنبر حريم لا اعرف احدا فيهن كما اننى لا اعرف الدكتورة المعالجة لى التى جاءت لتطمئن على وسألتها انت مين؟ رغم اننى اعالج عندها منذ شهور وخجلت ان اسألها طب انا مين؟ وايه اللى جابنى هنا؟
فى النهاية انا اكتب اليك ليس لاشكو فالشكوى فى حالتى لا تجدى انا فقط اكتب اليك لانه يثير جنونى ان اسمع او اقرأ عن احد يقول انا مكتئب ولو عرف معنى الكلمة ما قالها كما اكتب اليك لاننى لا اعرف اى جهة فى هذا البلد تساعد المكتئبين او تسهل اجراءات اى شئ لهم او حتى حهة تسمعهم فقط وتحاول التخفيف عنهم اما انا فاعيش على امل واحد فقط هو ان يشفينى الله عز وجل رغم بعض الافكار والهواجس التى تحيل حياتى جحيما واعترف ان الله سترنى فى مواقف كثيرة ورغم صعوبة تعاملى مع الحياة وصعوبة تعاملى مع البشر وصعوبة تعاملى مع نفسى فانا مازلت احيا على هذا الامل الوحيد ولو ضاع منى هذا الامل فلا اعرف ما الذى يمكن ان يحدث بعدها ارجوك ادع لى انت وقراؤك بالشفاء وارجوك ان تنشر رسالتى حتى يعرف الاصحاء فى اى نعمة هم
تعليق المحرر
سيدتى نعم الصحة نعمة كبرى لا يعرفها الا من يفقدها ومن يعانى من مرض ايا كان نوعه كان الله فى عونه ورفع عنه ما ابتلاه به لحكمة هو وحده سبحانه وتعالى يعرف لماذا اختصه بها الاكتئاب الذى اغتال سنى عمرك النضرة هو غير الاكتئاب العارض الذى يعلنه البشر كلما ألمت بهم محنة فهو اكتئاب عارض يزول بانعدام السبب اما الاكتئاب الغول الذى استفرد بك فهو الذى ينجم عن خلل فى كيمياء المخ وهذا امر علمى لا اقدر على الخوض فيه والامر والتشخيص والعلاج للاطباء المتخصصين فلم تكشف سطور رسالتك ان كان مرضك له علاقة بالوراثة او بدأ باكتئاب عابر لظروف محيطة ولم يلتفت احد من افراد اسرتك لما تعانين حتى استفحل الامر لما وصل اليه كل هذا ياعزيزتى يستدعى عرضك على طبيب محترم يؤمن برسالة الطب السامية فيستمع اليك ويمنحك الوقت الكافى ولا يفعل مثلما فعل الذين ذهبت اليهم بأن يكتب لك عددا من الحبات تبتلعينها على مضض ثم تلقين بها لانكى لم تثقى بالطبيب تلك الثقة التى تمثل نصف المسافة للعلاج وارجو ان تتركى وسيلة للاتصال بك فى قسم (بريد الجمعة) عبر الفاكس او البريد الالكترونى وبإذن الله سنتيح لك فرصة العلاج والمتابعة عند واحد من كبار الاطباء الذين يراعون الله فى عملهم سيدتى سرك المقدس ليس عيبا ولا ينتقص منك والحمد لله انك مازلت تتشبثين بالأمل فى الله ولم تستسلمى لتلك الهواجس التى تدفعك للتفكير فى الانتحار او طرح اسئلة لن تقود الى شئ فالذى خلق الصحة والسعادة هو الذى خلق المرض والعذاب وجعلها أرزاقا موزعة على خلقه لحكمة هو وحده سبحانه وتعالى يعلمها وليس لنا الا قبول ما كتبه علينا فى السراء كما فى الضراء راضين صابرين شاكرين اعرف انه كلام سهل على انسان لا يتألم وان الألم يفسد المنطق والعقل ولكن هل امامنا بديل اخر غير الرضا والتسليم والقبول فنحتسب ما نعانى عند خالقنا ليوم تجزى فيه كل نفس بما كسبت وهل نحن الا فى مرحلة قصيرة مهما طالت وفى عذاب عابر من اجل سعادة دائمة هكذا وعدنا الحق لا تصدفى هواجسك التى تقول لك: ليته كان السرطان فلكل مرض آلامه وعذاباته فمن يؤلمه ضرسه لا يرى ألما بعده وما أقسى آلام العظام وما أشد اوجاع القولون وغيرها من الامراض التى ندعو الله ان يقيها عباده وإن كان كل انسان ميسرا لما خلق له فهو مؤهل ايضا لما ابتلى به فاستمرى يا عزيزتى على صبرك وتفاءلى بالخير وستجدينه بإذن الله وحتى تصلنى وسيلة الاتصال بك لا املك الا ان ادعو لك الله ان يرفع عنك ويشفيك ويجزيك خيرا عن صبرك ويهدى كل من اضل من عباده او اهمل فى مسئوليته التى سيحاسب عليها مثلما فعل من عالجوك فقد تعلمت ان ادعو بالهداية للضالين والظالمين فالله القادر على الانتقام قادر على الهداية والى لقاء بإذن الله
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
السبت، ١ يناير ٢٠٠٠
السر المقدس
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق