11/6/2010
سيدى اكتب اليك بعد ان قرات رسالة (بنت الناس) والتى اشارك بطلتها بعض التفاصيل وان اختلفت ظروف حياتنا وردود افعالنا فانا فتاة فى منتصف العقد الثانى من عمرى ربما لاتهم قصتى احدا لكن استحفلك بالله ان تنشرها لعلها تكون فيها عظة وان ينتبه اخرون الى ما فيها انا الكبرى فى اسرة متوسطة بين اب وام كانت خلافاتهما مستمرة الا انها لم يبخلا علينا ابدا بشئ كان ابى حانيا يدللنا كثيرا وامى كمعظم امهاتنا المصريات امراة عاملة تفنى نفسها لاجلنا لكى نتعلم ونأكل ونحيا افضل ما يمكن وتتيحه الظروف عشت طفولة احسد نفسى عليها عندى رصيد من الذكريات الجميلة مما يملأ وجدانى كنت دوما محط اهتمام واعجاب من حولى منذ طفولتى يشهد لى الجميع بالذكاء والطيبة والبراءة والعطاء احب عائلتى كثيرا واود لو استطيع ان اسعد كل فرد فيها فقد كانوا دوما مضصدر دفء وسعادة بالنسبة الى
مرت على ايام لم اعان ابدا مثل الفتيات باضطراب مراحل المراهقة وغيرها كنت اشعر دوما بالاتزان الداخلى والاشباع العاطفى مما كنت استمده من حب ورعاية من اهلى واصدقائى
لم اشعر ابدا بحاجتى الى اى علاقة غير سوية مع اى شاب فقد كان ابى لى صاحبا ورفيقا احببته وشعرت دوما انه بطلى الذى لم ولن يكون لى بطل مثله وظلت الاحوال هكذا حتى شاءت الاقدار وفاجأ المرض ابى قبل انهى دراستى الجامعية بشهور قليلة ولم يطل الله عليه عذابه ورحل عنا وكأننى فى كابوس لا استطيع الاستيقاظ منه مات حبيبى مصدر الامان , الحضن الدافئ ,الصديق المخلص وجدت نفسى واخوتى فى عالم غريب عنا فقد كان ابى اكبر اخوته وكشفت لنا الدنيا وجها جديدا لم نعهده وكأننا غنيمة يريدها الجميع
قاطعنا اهل ابى سامحهم الله وشهروا بنا وحاولوا اغتصاب حقوقنا ووقفت انا ادافع عن اخوتى كقطة تدافع عن صغارها كنت اجنب امى حتى ان تواجههم كنت اشعر انى مكان ابى فانا الكبرى وهم كلهم ابنائى بمن فيهم امى ومرت بنا الشهور بدا يستقر بنا الحال ويدات امى فى استعادة السيطرة على زمام البيت وفجأة بدات انا اشعر بما حدث فقد مات ابى واصبحت امى عصبية لاتطيق كلمة من احد حزينة منطوية كنت دوما الى جانبها اخفف عنها والم شمل الاسرة واجمع اخوتى الصغار بل ابنائى حتى انقلبت امى فجأة ولم تعد تريدنى! نعم لا تتعجب سيدى لم تعد تريدنى بدات تعاملنى كعدو لها بلا مبرر يذكر احتار كل من يحيط بنا لماذا تفعل بى هذا تقاطعنى ولاتتحدث الى ابدا تكيل الى السباب وافظع الاتهامات وتطردنى من بيت ابى تخيل الجأ الى الاقارب كى يؤونى وانا التى لم يهنى ابى ابدا ولم ابت خارج بيته يوما ساءت حالتى وشعرت بالامراض تدب فى جسدى فانا بعيدة عن اخوتى وعن امى عن دفء اسرتى كنت فى هذه الاثناء قد انهيت دراستى وبدات حياتى العملية وانعم الله على فيها بما لم احلم به ووصلت فى سنى الصغيرة هذه الى منصب لم يسبقنى اليه احد فى مثل سنى وكان لى زميل احببته حبا شديدا ولكنى احتفظت بحبى بين ضلوعى فانا والحمد لله اخشى الله وبشهادة من حولى فانا مثال للبنت المسلمة الملتزمة شكلا وموضوعا وحبانى الله بجمال وبنعمة اخرى اهم الا وهى انى القى قبول كل من يلقانى ويجالسنى وتلقيت الكثير من عروض الزواج لم تلق فى نفسى قبولا ولم اواجه الحمد لله اى مطامع او مضايقات لا فى مكان عملى او اى مكان اخر المشكلة ياسيدى اننى منذ نبذتنى امى شعرت بمرارة الوحدة وغياب الاحباب لقد كانت تمنع عنى اخوتى واعلم انك تجد هذا محيرا والله اننى سألت نفسى لماذا الاف المرات ولم اجد جوابا حتى اننى خيل الى اننى لست ابنتها وان ابى كان متزوجا من اخرى وهى ربتنى مئات الاسباب ظهرت امامى طردتها جمعيا
وللاسف لاننا فى ظروف اقتصادية صعبة فكل مشعول بحياته وغاب عنا الاقارب فما وجدت عما ولا خالا يطرق علينا بابا نحن لا نريد سوى الاهتمام والرعاية ضاقت بى الدنيا وانطويت على نفسى وصرت اقضى وقتى وحيدة بين عملى وغرفتى لا استطيع الخروج منها اكل وحدى واقضى الساعات ابكى ابى الذى تركنى وحدى اسمع امى واخوتى يتهامسون ويضحكون وانا بالداخل وكأننى ضيف ثقيل ظل الحال هكذا الى ان وجدت متنفسى من مواقع الشات احادث الغرباء لعلنى استأنس بهم فى وحدتى كنت اشعر اننى ارتكب جرما فى حق نفسى الا اننى كنت فى حاجة الى من يسمعنى وتطورت الاحوال الى اشياء افظع فقد كنت كما يقولون نموذجا اخر لم يروه ابدا بريئة لا اعرف شيئا كانوا يتطرقون الى مواضيع لا اتحملها لكنى اتجاوب لكيلا اخسر صحبتهم ولا تتحامل على فى هذا لانك لا تعلم كيف هى الحياة بلا اهل ولا اصدقاء ولا اب او اخ ولكن من نعم الله على اننى لم اكن اتلذذ افعالى ابدا وقد سترنى الله ولن افضح نفسى وانقذنى كثيرا من مرات كان من الممكن اضيع فيها حتى اننى وافقت ان اقابل اشخاصا منهم فى حين كانوا هم يتراجعون عن نواياهم عندما يقابلوننى ويصارحوننى بانهم لايريدون ان يلوثوا براءتى واننى لست تلك الفتاة التى يؤذونها
تخيل سيدى الفاضل ان يكرمنى ربى حتى وان اهنت انا نفسى كنت اتعذب كل لحظة وانا الغالية على نفسى ان اقبل ما لا تقبله العفيفات كى ألتمس الصحبة ولكن لم يطل الحال وقد رجعت الى رشدى وتبت الى الله ورجوته ان يغفر لى وكلما ضعفت ورجعت عن توبتى لم ايأس حتى اكرمنى الله وفى هذه الاثناء صارحنى من احب انه يشعر تجاهى بالحب وطرت انا فرحا وشعرت ان الله يعوضنى عن ابى وانه سيكون لى زوجا وصديقا واخا وعزمت الا اعود لافعالى ابدا الا انه وبدون اسباب ابتعد ولم يعد فى حياتى وحزنت حزنا شديدا وشعرت انه عقاب ربى وانى استحقه ولكنى لم ايأس ولم اعد الى ما كنت عليه
كل هذا وانا اشعر اننى صرت فى هذه الدنيا وحدى لم يتغير شئ بل زاد الوضع سوءا وصرت اعيش بعيدا عن اهلى وحدى فقد صرحت امى انها تريدنى خارج حياتها بلا سبب وخاصمها الكثيرون حتى اقاربها بسببى والان احاول ان اشغل نفسى بعملى واجد علاقاتى بالاصدقاء ومازال الجرح يدمى بداخلى ومازلت ابكى ابى الذى اعلم ان الله حفظنى بعماه الصالح ودعائه لى وهو على فراش الموت وابعث كلماتى اولا لكل بنت: انت عزيزة غالية لا تهينى نفسك ولاتبررى لنفسك شيئا فلن يكون هنالك خاسر سواك اعلمى انها دنيا فانية وما نحن فيها الا عابرو سبيل فاصبرى مهما واجهتك الصعوبات واحتسبى واعلمى ان الله احن عليك من ابويك ومن نفسك وان لم تجدى فى الدنيا ما تبغينه فانتظرى وعد الله فى الجنة
وكلمة اخرى الى الاباء اتقوا الله فينا نعلم انكطم تكدون لكى توفروا لنا حياة كريمة لكن ماجدوى حياة كريمة ونحن نضيع منكم تترقبنا الذئاب اقول لكل اب كن حانيا على بناتك حازما معهن لكل ام لمى شتات ابنائك فهم فى حاجة الى اكثر من طعام وملبس وبيت نظيف وفروا الحب لاولادكم فى البيةت لكيلا يتلمسوه حيث الالم والضياع واخر كلماتى اليك سيدى جزاك الله خيرا عن جهدك معنا واحتسبه دوما فى سبيل الله واسالكم جميعا الدعاء لى بالثبات وبزوج صالح يقر الله به عينى ويرزقنى منه ذرية صالحة تملأ على حياتى
تعليق المحرر
عزيزتى رسالتك واحدة من عشرات الرسائل التى وصلتنى من فتيات بعد نشر رسالة (بنت ناس) لتكشف وجعا فى بيوتنا وانفصالا تاما بين افراد الاسرة كل فى واد وبإسم الفراغ والوحدة تدخل البنت بيديها الى تلك الشبكة اللعينة من اجل (الشات) التواصل مع اشخاص لا تعرفهم لتلتف حولها بعد ان تكشف كل نقاط ضعفها خيوط العنكبوت وفى هذا العالم الافتراضى ينشط الشيطان فيمنح لضحاياه الامان ليسقطوا كل اقنعة الحماية والامان ويبدأ الخطأ مع وهعود بألا يتجاوز حدود الفراغ الكمبيوتر مجرد (شات) وفضفضة ليتحول الامر بعد ذلك الى كارثة اما بتسجيلات يبدأ بعدها الابتزاز اما برغبة فى الاكتشاف فيتم اللقاء وبعد انهيار الحاجز الاخلاقى عبر النت يصبح السقوط الحقيقى اكثر يسرا ثم تبدأ رحلة الندم التى قد لا تنجح فى كثير من الاحيان
كان والدك مصدر امانك صاحبك ورفيقك وبطلك الدائم يعنى رحمه الله كان مثاليا وحريصا وواعيا ومحبا وحانيا وفاهما فى تريبيتك ولكن بموته كشفت لكم الدنيا وجها جديدا لم تعهدوه الاهل طامعون والام لا افهم سببا لسلوكها نحوك هناك شئ غامض فليس من الطبيعى ان تفعل ام ذلك الا اذا كان لديها مبررات منطقية والا تصبح حالة مرضية تستوجب العلاج تكشف رسالتك عن خلل اخر فى العلاقة العائلية فبرغم الانشغال وصعوبة الحياة تنقطع اواصر الاسرة ويغيب الاقارب فينعدم السؤال وتتباعد اللقاءات اصابتك الوحدة ياصغيرتى على الرغم من نجاحك فى العمل وكونك مثالا للبنت المسلمة ومع ذلك استسلمت للطريق الخطأ وذهبت اليه بكامل وعيك وقبلت ما لا يليق وكان يمكنك ان تبحثى عن الصحبة الصالحة حتى عن طريق (الشات) فهناك مجموعات تدعو للخير والصلاح والمحبة فكان لك ما ذهبت اليه اقصد ان البحث عن مبررات للخطأ غير مقنع ولا مبرر لاننا كما نرصد اخطاء الاخرين وندينها علينا ان نسعى للصحيح فى تصرفاتنا وعلينا حتى عندما نخطئ ان نعترف ونواجه انفسنا بما نفعل ولا نلتمس لانفسنا المبررات حتى لا يتبلد ضميرنا ونستمرئ الخطأ
عزيزتى الحمد لله انك افقت وتوقفت عن اخطائك وتعلمت الدرسا الذى اتمنى ان تعيه كل فتاة تشعر بالوحدة او تغضب من تصرفات اهلها معها فمهما كانت قسوتهم لن تكون ابدا مثل قسوة ذئاب (الشات) ولن اضيف كثيرا الى نصائحك للفتيات ففيها ما يكفى ولكن سأصرخ فى وجه الاباء والامهات التفتوا الى بناتكم ولا تمنحوهن تلك الحرية المطلقة للجلوس بمفردهن امام اجهزة الكمبيوتر يهمن فى مغامرات (الشات) ويصبحن لقمة سائغة لصائدى البنات الوحيدات عديمات الخبرة والباحثات عن حنان واهتمام وكلمة حب فهل تفيقون وتأخذون اولادكم فى احضانكم تؤهلونهم لمواجهة الحياة وتحصنونهم بالحب والدين؟ والى لقاء بإذن الله
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
السبت، ١ يناير ٢٠٠٠
شات العنكبوت
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق