الأربعاء، ١ ديسمبر ٢٠١٠

عاشوا وتألموا‏..‏ ففازو

09-03-2012
أبعث إليكم بقصة سيدة ليست ممن يشار إليهم بالبنان‏,‏ لا هي سيدة مجتمع ولا نجمة ساطعة‏,‏ هي سيدة من بلادي‏,‏ أعلم أن أمثالها كثر‏,‏ لم تركز عليها يوما دائرة ضوء‏,‏ ولا يأبه لها‏,‏ كانت تعمل منذ نعومة أظفارها لتعول نفسها وأسرتها بكل الود والعطاء والاخلاص‏.

كانت تساعد عدة أسر في تربية أطفالهم والقيام بأعباء المنزل, فكان لها مكانة في قلوب كل من تعاملت معهم, أحبتهم فأحبوها..
مع بساطتها ورقة حالها تشارك الجميع في أحزانه, قبل أفراحه, فتسافر مئات الكيلومترات لتقديم واجب العزاء وتقدم الهدايا والألعاب للصغار في كل مناسباتهم المفرحة, أخلصت الود للجميع فكان الكل يعتز بها فردا من أفراد الأسرة, إلي أن تزوجت بكدها وأملها كبير في أن يضع الله عنها بعض العبء, فما لبثت أن اكتشفت أن زوجها مدمن, فصبرت وواصلت الكفاح الي أن لطمها زوجها يوما علي وجهها في شجار ففقأ عينها اليمني, ثم طلقها وأخذت عينها اليسري تزداد وهنا يوما بعد يوم, ولم تشتك إلا إلي الله, ولم تستسلم وأكملت كفاحها لتربية ابنتها الوحيدة, التي رزقها الله إياها, محتملة كل أعبائها المعنوية والمادية, وتوفي طليقها, فيا للعجب أن حزنت عليه ليتم ابنتها. وإنها أصبحت في الدنيا بلا أب, وإن كان أبا بيولوجيا, فما كان يعنيه شيء من أحوال الابنة, واستمر حالها مع الصبر والعطاء فقدمت المساعدات المالية في زواج ابناء اخواتها, فما كان هذا إلا مدعاة للخلاف الدائم مع ابنتها التي تري أنها أحق من أقارب أمها بهذا المال, وإن لم تقصر الأم يوما تجاه الابنة, فكل ما تكسبه ملك لابنتها, لكن الابنة دأبت علي التطاول علي الأم بالضرب والاهانة, إلي أن دعت الابنة يوما علي الأم بالموت, وبهدوء شديد أمنت الأم علي الدعاء في لحظة يأس وبعد بضعة أيام صدمتها سيارة مسرعة وهي متجهة لعملها فطرحتها أرضا لتصاب بنزيف في المخ نقلت علي أثره للمستشفي في التاسعة صباحا, وتركت دون أدني اكتراث من أحد حتي الثالثة عصرا إلي أن همست إحدي الممرضات في أذن قريب لها خذوها من هنا إن أردت بها خيرا, وفعلا نقلوها لقصر العيني فقاموا بكل الرعاية لكن بعد فوات الأوان, واسترد الله وديعته, ورحلت عن عالمنا فكانت حياتها مثالا لما قاله حكيم في تلخيص التاريخ الانساني عاشوا.. وتألموا.. وماتوا.
وأنا أكتب رسالتي هذه لاستمطار الرحمات من القراء الأفاضل علي هذه السيدة الفاضلة التي لم تكن ذات منصب ولا مال, وإنما ذات كرامة وشرف ورحلة كفاح تستحق أن تحترم, في ظاهرها الألم والمعاناة وفي باطنها وأحسبها كذلك رحمها الله وأحسبها من الأمثل الذين قيل فيهم إن الله يبتلي الأمثل فالأمثل وأكثر الناس ابتلاء الأنبياء.
ورسالتي لكل ابن عاق لكي يعيد حساباته قبل فوات الأوان, داعية الله تعالي أن يهدي هذه الابنة بفضله جزاء عمل والدتها الصالح.
ورسالتي ليتأمل كل منا في حياته فيتصبر المبتلي, ونفتح جميعا بابا لمراجعة النفس, ونتساءل ماذا سنترك في نهاية الرحلة من أثر في هذه الحياة, فضلا عما سنأخذه معنا من أعمالنا, وهل وجودنا في الدنيا كان عبئا أم اضافة ذات قيمة؟
أسأل الله للجميع العفو والعافية وحسن الخاتمة.

سيدتي.. هذه هي سيدة المجتمع والنجمة الساطعة بحق.. هي المثل الحقيقي للزوجة وللأم, صافية القلب, المحبة, المسامحة, المحتوية, والقريبة, من الله سبحانه وتعالي, هذا القرب هو الذي فتح لها أبواب السماء, فكانت الاستجابة للدعاء من الله ـ كما أعتقد وأري وقد أكون مخطئا ـ فالأمر والسر لديه سبحانه وتعالي ـ تكريما لهذه الأم وهي في أصفي وأنقي حالاتها, لذا دعينا نعدل في قول الحكيم ونجعله: عاشوا وتألموا.. ففازوا, لأنها بإذنه ورحمته ومحبته سبحانه وتعالي ستكون في الجنة, علي ما قدمت وأعطت. ولا أخفيك أن الشفقة علي ابنتها زاحمت الغضب منها.. نعم أشفقت عليها ولا أعرف كيف ستحيا بعد موت هذا الملاك.. أوقن أن مثل هذه الأم الرائعة لم تدع علي ابنتها قبل وفاتها, ولكن غضب الله مرعب وهو الذي أوصانا بالوالدين حتي لو حاولا دفعنا إلي الشرك به, أيضا انها الأم التي أوصي بها رسولنا الكريم( ص) فكيف ستحيا والأرض والسماء غاضبتان عليها,أملي أن يهديها الله ويهدي كل عاق لوالديه, إلي التوبة والندم والدعاء والتصدق علي روح أمها, حتي لا يكون الثمن أكبر من التخيل في الدنيا والآخرة.
المزيد ....

امرأة من هذا الزمن‏!‏

01-03-2012
أنا سيدة في الخامسة والأربعين من عمري‏,‏نشأت في أسرة محترمة لأب وأم يصفهما الجميع بأنهما من زمن الصحابة, وليسا من أهل هذا الزمان, نشأت نشأة دينية, ملتزمة بكل المثل العليا والمبادئ والقيم والعادات والتقاليد.

عشت حياة سعيدة مرفهة لأبعد الحدود, في ظل والدي الكريمين, وكنت وأخوتي محط أنظار الجميع لحسن أخلاقنا وتديننا وسمعة أبوينا.
تقدم لي العشرات من أغني وأفضل الأسر, وذوي المراكز المرموقة, ولكني لم أسعد بأي منهم إلي أن رزقني الله بزوجي الفاضل الذي لن يجود الزمان بمثله, فقد كان حلمي الذي تحقق طبيب, شاب وسيم وبه كل الصفات الحسنة وسعد أبواي بموافقتي عليه وقام أبي بتجهيز شقة الزوجية من أرقي المعارض, وعشنا حياة هانئة موفقة الي أن رزقنا الله بابننا الأكبر وكان قرة عين لي ولوالده, ثم رزقنا الله بطفل آخر بعده بعامين زادت به سعادتنا, ووضع زوجي كل ما يملك في استئجار عيادة قام بتشطيبها علي نفقته, وتجهيزها علي أعلي مستوي في بلدتنا وما أن أتم ذلك حتي قام بافتتاحها وسط مباركة الأهل والأصدقاء, وحين عودتنا من افتتاحها وبمجرد وصولنا إلي المنزل فاجأت زوجي آلام مبرحة, وفي الصباح قام بعمل فحوصات أوضحت لنا أنه أصيب بالمرض اللعين, وعلي الفور قرر جميع الأطباء إجراء جراحة كبيرة وخطيرة وعاجلة, اختطفت سعادتنا بما نحن فيه, وتمت العملية بنجاح والحمد لله, ومرت فترة النقاهة علي خير, وهو في إجازة من عمله بالمستشفي, وأغلقنا العيادة من يوم افتتاحها, وسبحان الله ـ يا سيدي ـ ففي هذه الظروف القاسية جدا والمرهقة نفسيا وماديا أراد العلي القدير أن يختبرني بحمل جديد, ومرت فترة الحمل بكل ما فيها من صعاب حتي وضعت طفلتين توءم, فحمدنا الله علي ذلك, وقدر الله وما شاء فعل, وفي اليوم التاسع لولادتي عاودت زوجي آلامه مرة أخري, فذهب لأكبر الأطباء في هذا المرض الذي هو تخصصه ويعلم عنه كل تطوراته, فقرروا له علاجا كيميائيا في منتهي القسوة, وتقبل زوجي الأمر بإيمان وصبر شديدين, ولكنه قال لي ذات يوم لن أذهب لأخذ هذا العلاج, فأبناؤنا أولي بهذه المصروفات, فلا جدوي من أي علاج, فهي حالة شبه نادرة, وميئوس منها.
لا أخفي عليك ـ يا سيدي انني في هذه الأثناء كنت في حالة يرثي لها, وانهرت انهيارا كاملا من كل النواحي, ويعجز قلمي عن وصف ما كنت فيه, وظللت علي هذه الحال عدة أيام, ثم عدت أتقرب الي الله سبحانه وتعالي بكل جوارحي, وأكثر من الصيام والصدقات وصلاة النوافل, حتي أمدني الله بقوة من عنده لأتحمل ما أنا فيه, وبكل قوتي دفعت زوجي دفعا لأخذ العلاج في مستشفي استثماري كبير, حيث إن الطبيب المعالج لا يتعامل إلا مع هذا المستشفي, فوقتها لم يكن قد صدر القرار الخاص بعلاج مثل هذه الحالات علي نفقة الدولة, وكنت أترك إحدي التوءم واخذ الأخري معي المستشفي بالتبادل, اسبوع واسبوع, حتي مرت ستة أشهر قاسية ومريرة, فكان أطفالي لا يستوعبون ما حدث لنا, وما يجري حولهم, فكانوا يأتون لزيارة والدهم في المستشفي فيندهشون من منظره ويتساءلون: انت بابا؟! فقد كان زوجي بالنسبة لنا منبعا دافئا من الحب والحنان والإنسانية.
مرت ستة أشهر كئيبة, ثقيلة ثقل السماوات السبع, والأرض وما عليها, إلا أنها كانت لا تخلو من الإيمان بالله والصبر الشديد, وبعد صراع مع المرض, رحل زوجي إلي رحاب الله وتركني وأطفالنا نعاني مرارة فراقه إلي الآن, بل إلي يوم نلقاه, فهو جدير بذلك.. مات وتركني في التاسعة والعشرين من عمري.. وأطفالنا أكبرهم في الصف الأول الابتدائي, وأصغرهم رضيعتان لا تتجاوزان الأشهر الستة.. رحل وتركنا بعد أن أنفقنا كل ما نملك في تجهيز العيادة ثم علاجه, فحتي سيارته قام ببيعها, وغرقت ـ بالطبع ـ في أحزان طويلة جدا, وتصرفت تصرفات الجاهلية من قسوة الفقد.. وظللت علي هذه الحال حتي ميعاد الذكري السنوية, ونظرت بعدها إلي أطفالي, وما آلوا إليه من سوء حال, ولكنني كنت مثلهم بل أسوأ حالا, كنت مثل الطفلة, أشعر أن الزمن قد توقف بي عند يوم وفاته, المهم بدأت مواجهة الحياة بمفردي لأول مرة في حياتي ومعي أبنائي, فسابقا لم أحمل هما للدينا يوما واحدا, فقد كنت مرفهة لأبعد الحدود في بيت والدي رحمه الله الذي توفي قبل مرض زوجي مباشرة وكذلك في بيت زوجي.
كان معاش زوجي بالكامل نحو330 جنيها لا غير, بهذا المبلغ بدأت المسئولية الثقيلة, فهذا المبلغ لا يكفي لشراء الألبان, ومستلزمات الرضيعتين, فكرت في تأجير العيادة مفروشة لأحد الأطباء, فرفض المالك, وحاولت استرداد ثمن تشطيبها فرفض أيضا, فقد كان زوجي ـ رحمه الله ـ لم يكمل الإجراءات القانونية لفتح عيادته بعد, وانتهيت إلي تسليمها للمالك, حتي لا أقوم بدفع الإيجار, وقمت ببيع الأجهزة والفرش, واشتراها الزملاء بثمن بخس, رغم أنها لم تكن خرجت بعد من كراتينها, وواجهت الحياة بهذا المبلغ, وقليل من ميراث والدي, وبعض مصوغات ذهبية اشتراها لي والدي أيام العز وشبكتي.. ومرت السنون كئيبة, رتيبة, تخلو تماما من أي مظهر من مظاهر السعادة, مليئة بكل أنواع الهموم والأحزان والحرمان, وكنت كل شيء لأبنائي.. الأب والأم والخادم.. ودخلت في بعض المشروعات الصغيرة للمساعدة, ولكنها باءت كلها بالفشل لأنني لم أكن أملك الخبرة الكافية, فأسلمت أمري لله.
كان كل أقران أبنائي من أولاد العائلة والجيران والأصدقاء يأتي لهم المدرسون في جميع المواد بالمنزل, لكن ابني لم يأخذ درسا خاصا إلا في أضيق الحدود في الثانوية العامة فقط, فقد عشنا معاناة رهيبة لا يطيقها أو يصدقها أحد, حرمان من كل شيء, حتي مصروف الجيب ممنوع, والنزهة ممنوعة, ولا مجال لمصيف أو رحلة, أو حفلة, أو عيد ميلاد ولا غيرها من هذه المسليات..
مرت السنون والأمور المادية تزداد سوءا وأبنائي يزدادون تفوقا, واحتراما, وكانوا بشهادة الجميع مهذبين بكل معني الكلمة, كانوا يفرحوا والله يقدرون الظروف فلا أحد منهم يمتلك ساعة أو موبايل أو لاب توب, ولكني كنت أغرس فيهم الثقة بالنفس, والتحلي بالصبر, والإيمان بأن الغد سيحمل ـ بإذن الله ـ خيرا من اليوم, ودخل ابني المرحلة الثانوية وكان متفوقا ـ مثلما سبق أن ذكرت ـ وحدثت له مفارقات غريبة, فالامتحانات حدثت بها أخطاء وكذا نماذج الإجابة ورغم كل الظروف حصل علي96% ولكن هذا المجموع لم يمكنه من دخول الكلية التي يرغبها, وكانت صدمة كبيرة لنا, وأياما عصيبة عشناها جميعا, ولكننا استسلمنا للأمر الواقع, ودخل الكلية التي قسمها الله له, والتي اعتبرها أنا من كليات القمة, ولكنها مهضومة الحق برغم أهميتها, وصعوبة الدراسة بها, في حين دخل كثير من أبناء المعارف والأقارب كليات الطب والصيدلة الخاصة, رغم أن مجموعهم أقل منه بكثير, ولكن الأمر لله وحده, وشجعته حتي يتفوق في دراسته الجامعية وبالفعل كان له دائما ترتيب متقدم علي الدفعة, رغم ما كان يحدث من بعض الأساتذة من مجاملات, خاصة في الشفوي والعملي لبعض الطلبة, وقد حصل ابني الثاني علي الثانوية العامة بعد عامين ومر بنفس الظروف التي مر بها أخوه الأكبر ولكن الحمد لله علي كل حال أما التوءم فهما الآن في الثانوية العامة.
أعود بك الي ابني الأكبر الذي تخرج في كليته بتقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف, ولكن لم يتم تعيينه كمعيد بالجامعة لأنه خسف بتقديره في التيرم الأول مما أثر علي تقدمه في الترتيب.
طفنا بأوراق ابني علي الجامعات الخاصة فلم نجد له فرصة, وأرسل أوراقه لشركات كثيرة في مجالات البترول, وكذا وزارة العدل ومدينة زويل حيث يراودنا الأمل في تعيينه ولكن دون جدوي, مع أنه حاصل علي كورسات ودورات تدريبية بتقدير امتياز أيضا.
مر عام والآخر سيمر قريبا وتتخرج دفعتان بعده, وهو مازال حبيس المنزل, نفسيته مدمرة يعيش معاناة حقيقية.. فهل هذا جزاؤه وجزائي بعد الكفاح, والتفوق المشرف؟! أليس من حقي وحق ابني المتفوق الذي خاض معارك الحياة وهو طفل في السادسة من عمره بروح مقاتل, أن يتم تعيينه في وظيفة محترمة, بمرتب يساعدني بجزء منه في إتمام رسالتي مع أختيه.
لقد نفد كل ما معي من أموال, وما بقي لي من ذهب, في رحلة الستة عشر عاما الماضية, وأصبحت مدينة بالكثير, وتقوقعت علي نفسي وأولادي بمنزلنا الذي جار عليه الزمان, وأصبحنا في شبه عزلة عن العالم, وأنا الآن لا أريد أي تبرع من أحد, فهذا أمر يقتلني, والحمد لله نحن أعز بالله, ونرضي بقضائه, ولكني أرسل رسالتي هذه بعد ستة عشر عاما مرت علي وفاة زوجي, وكأنها مئات القرون, إيمانا مني بأن الله جعلكم ممن تقضون حوائج الناس, فجميع فئات المجتمع الآن يطلبون زيادة المرتبات, ووعدتهم الحكومة بزيادتها, فكيف نأتي بأمواتنا من قبورهم ليطالبوا بزيادة المعاشات؟!
فهل هذا المعاش الضئيل الذي يتقاضاه الطبيب هو مكافأة تفوقه وانكبابه علي تحصيل العلم طوال حياته وحصوله علي أعلي مجموع.. فهل تعلم انني وأبنائي لا نملك ثمن الذهاب للطبيب, ولا ثمن الروشتة, فهل هناك من ينظر إلي أحوالنا, بعين المسئولية؟!

سيدتي.. معك حق في كل ما قلت.. فرحلة حياتك القاسية تكشف حجم الفساد الذي ضرب المجتمع بكل مؤسساته.. في التعليم والوساطة في العمل.. فأسرة الطبيب الراحل لا تستطيع العلاج وأبدي هنا اندهاشي من أن نقابة الأطباء لا تلزم الأطباء بالكشف المجاني علي أسر الأطباء الراحلين!!.
فساد في البشر, فصاحب العيادة يرفض دفع ما أنفق عليها, مستغلا الظروف الصعبة لأسرة المستأجر المتوفي, وزملاء المهنة أكثر استغلالا فيشترون الأجهزة في كراتينها بثمن بخس.
سيدتي العظيمة.. رحلة كفاحك تاج علي رأس المرأة المصرية, فمن تستطيع تربية أربعة أبناء بمعاش وصل في حده الأقصي إلي ثلاثمائة جنيه وتصل باثنين منهما الي بر الحياة العملية بعد شقاء جامعي, وتواصل زحفها ومعاناتها نحو المستقبل مع ابنتين في الثانوية العامة؟!.
ومع تقديري الكامل وانبهاري بصمودك وصبرك ورضائك بما قسمه الله لك, لا أستطيع أن أعدك بتوفير فرصة عمل لابنك بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها الجميع, وان كان لدي أمل في قلب طيب طاهر يقدر شقاءك ويمد يده لتوظيف نجلك في مكان براتب جيد ليعينك علي مواصلة رحلة البناء والتربية والعطاء والنجاح والعفة, وحتي يحدث هذا أرجو أن ترسلي لي سيرة ذاتية لابنك الرائع لأنك لم تذكري حتي الكلية التي تخرج منها, وإن اعتقدت انك فعلت ذلك عمدا حتي لا تعرف شخصيته حفظا لكبريائه ـ أما الشيء الآخر فإني استميحك عذرا ان تسمحي لنا في بريد الجمعة أن نشاركك في بقية المشوار حتي تتخرج الابنتان, وهذا ليس منا أو كرما ولكنه حقكم جميعا وهذا واجبنا الذي نشرف به ونحمد الله علي منحنا هذه الفرصة العظيمة فلا تحرمينا منها.. حفظك الله وأعانك علي ما أنت فيه, وإلي لقاء قريب بإذن الله.
المزيد ....

نصف ساعة‏!‏

24-02-2012
سيدي‏..‏ أنا لم أفكر يوما أن أبعث لك برسالة طوال السنين الطويلة التي تابعت فيها هذا الباب المحترم ولكن رسالة برغم اني امرأة حركت في نفسي الكثير‏,‏ أردت أن أشارك قراءك الأعزاء فيها, وليس دفاعا عن صاحبة الرسالة التي أري أنها ستتعرض لأبشع الاتهامات من النساء خاصة وأولهن زوجتي التي وصفتها إما بالمطلقة أو العانس أو الأرملة الشبقة.. ولكني أريدك أن تسمعني ولا أنتظر حلا أو مواساة لما أقول..

باختصار ـ قابلتها ياسيدي في السنة الثانية من المرحلة الجامعية منقولة حديثا من إحدي الجامعات, رائعة الجمال تخطف الأبصار والقلوب.. لها طلة أنثوية لا مثيل لها.. لا أطيل عليك أحببتها وأحبتني وأحبتها أسرتي وكنت عضوا مهما في أسرتها منذ اليوم الأول.. ومن اليوم الأول بدأنا نعد العدة للزواج.. عقدنا القران قبل التخرج بأيام قليلة علي أن نعمل معا ونبني عش الزوجية, ومن حوارات العاشقين أكدت لصاحبتي وزوجتي أنني أعشق الحياة الزوجية, ورجل بيتوتي من الطراز الأول ولا يوجد بي عيب إلا حبي للعلاقة الزوجية وإفراطي فيها( إن شاء الله) ضحكت كثيرا وتوعدتني بمن سيكون المفرط؟
تزوجنا وكان شهر العسل طويلا ذقنا فيه كل متع الحياة.. حتي جاء المولود الأول.. وتبعه الثاني والثالث, فرزقنا بثلاثة أولاد في خمس سنوات بناء علي رغبتها. وكان لذلك انعكاس سلبي علي علاقتنا الزوجية وتبدل الحال.. وجاء الأولاد في المقام الأول في كل شيء فأصبحت تؤدي دورها ـ إن أدته ـ بلا أي مشاركة وإنما تأدية واجب حتي طالت فترات البعاد.. وصادف ذلك تعثر في أعمالي ونقص دخلي بشكل ملحوظ أثر تأثيرا كبيرا علي مزاجها العام, حيث انها تضيق كثيرا بالميزانية المحدودة للبيت..
حتي بدأ الخلاف العميق بيننا بخصوص أمر علاقتنا.. فهي تري أن التعثر المالي يمنع... ارتفاع درجة حرارة طفل يمنع.. ارهاقها في خدمة البيت يمنع وكثير من الأمور التافهة التي تمنع لقاءنا الزوجي.. وكثيرا ما ذكرتها علي سبيل الفكاهة بوعدها واني لم أكذب عليها في رغباتي الزوجية.. إلا انها كثيرا ما أهانتني وادعت ان كل ما يعنيني في الحياة جسد, وان كان جسدا ميتا أؤدي فيه رغباتي.. ويعلم الله انني كنت أساعدها في أيام راحتي في العمل في المنزل, حتي انني كنت أقوم بكل أعمال المنزل لترتاح هي وتكف عن الشكوي.. وكثيرا أيضا ما كنت أدعوها بعد ذلك فترفض بشدة وبطريقة مهينة.. الأمر الذي يجعلني أتحسس جسدها بخفة وهي نائمة حتي أخمد نار جسدي, ويا ويلتي ان استيقظت وشعرت بي, توجه لي أبشع ألفاظ من الإهانة والاحتقار.. ويعلم الله اني اعشقها فهي زوجتي وحلالي.. ولا يفوتني أن أقول انني أمرض إذا ما ابتعدت عنها وهي ترفض وتسب وتلعن إن جاءت فكرة الزواج من زوجة أخري.. وأصبحت أنتظر دقائق الرضا عني وعن هذا الأمر..
سيدي.. عندما قالت صاحبة رسالة برغم اني امرأة مناشدة أخواتها النساء(.. وأعطه من وقتك نصف ساعة أو ساعة يوميا ليخرج ما بداخله من طاقة جنسية تجعله بعدها ينام كالأطفال.. افعلي ذلك من أجل نفسك ولا تفضلي عليه أولاده) قامت القيامة واتهمتها بأبشع الاتهامات وانها من اللاتي لا يفعلن في حياتهن إلا الجنس.. الخ الخ.
أما أنا فقد رضيت بنصيبي في هذا الأمر ولن أتزوج ولن أدع هذا الأمر يهدم حياتي.. أصبر ان شاء الله ولكن أضم صوتي إلي صوت صاحبة رسالة برغم اني امرأة: وأقدم نصيحتي لكل الزوجات الشابات الجدد لا تدمرن حياتكن وحياة أزواجكن من أجل نصف نساعة!

سيدي.. دعنا نبدأ مما نختلف عليه قبل ما نتفق عليه.. فقد ورد علي لسانك كلمات, مثلما جاءت علي لسان زوجتك يمكن أن تكشف موطن الأزمة في علاقتكما.
ولأبدأ من رصدك لبعض الحالات التي تمتنع فيها زوجتك عنك وتراها من الأمور التافهة: التعثر المالي, ارتفاع حرارة طفل, ارهاقها في خدمة البيت.. لا ياسيدي ليست أمورا تافهة وغريب أن تراها كذلك, فكيف لامرأة أن تكون لزوجها وهي مرهقة أو مجهدة أو مشتتة الذهن, بسبب تعثر أوضاعكما المادية.. أيضا لا أتخيل تلك الزوجة مع زوجها وطفلها يعاني ارتفاع الحرارة, ففي هذه الحالة لا تفكر إلا في ابنها, تتابع الحرارة وتستخدم كمادات الماء البارد.. فكيف لها ياسيدي ان تحتويك أو تكون معك جسدا وروحا, وربما هذا يفسر قولها لك: كل ما يعنيك جسدا, وإن كان جسدا ميتا.
اعتقد ـ سيدي ـ ان ما سبق هو جزء رئيسي من الأزمة بينكما. الغريزة لديك ضاغطة, مجردة من كثير من المشاعر التي تحتاجها المرأة, تفاصيل لم تلتفت اليها ويبدو انقطاع أو انعدام الحوار بينكما حولها.. فالزوجة تحتاج الي زوج يدخل اليها من أذنيها, من مشاعر حب تصل اليها بصدق, بأن يشعر بأن احتياجه اليها ليس غريزيا فقط عندما يتحقق يعطيها ظهره لتتفرغ هي للتفكير في الأزمات المالية أو في سخونة طفلها الراقد في غرفة أخري, أو في أنها مجرد جسد ليقضي به الرجل وتره, رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم أمرنا بالرفق بالقوارير, وطالب الرجال بأن يقدموا لأنفسهم ولا يأتوا زوجاتهم كالبهائم.
إذن أنت مطالب سيدي بإعادة النظر في سلوكك مع زوجتك, واللجوء إلي وسائل إنسانية تقرب المسافات, وتحقق لك رغباتك.
أما ما اتفق معك عليه, فهو لوم زوجتك لو كانت تتجاوز في اللفظ أو تهينك لأنك تبدي رغبتك فيها حتي لو كانت وسائلك خاطئة, فمثل هذه الأشياء تدفع الرجل للنفور وتزيد الفجوة التي تؤدي الي الانحراف أو البحث عن زوجة ثانية ووصولا إلي الطلاق.. فهل أي زوجة وأم يمكن ان تهدم بيتها وتعصي ربها بعدم طاعة زوجها لانه لا يجيد فن التعامل؟
الطبيعي هو محاولة مساعدته, توجيهه, اجراء حوار معه بالحسني حول ما تحب ولا تحب, خاصة إذا كان الزواج عمره طويلا.
أقول لزوجتك ـ ولمن مثلها ـ لا تطمئني كثيرا لما أعلنه زوجك من انه لن يهدم بيته ولن يتزوج بأخري, فهذه قرارات مؤقتة تتغير بتغير الظروف والمؤثرات الخارجية غير المضمونة.. لذا احترمي زوجك, وقدري ان له رغبات خاصة حتي لو كانت زائدة... ودلليه كالطفل, واشركيه في تفكيرك المشتت وامنحيه وحده لو نصف ساعة في اليوم, ستجدين وقتها انسانا آخر غير الذي تعتقدين.
العلاقة الزوجية لا تنجح بجهد أو عطاء أو حب أو احتياج طرف واحد, وفي هذه الأيام الصعبة علي كل زوجين ان يضاعفا جهدهما حتي يحافظ كل طرف علي الآخر من أجل سعادة خاصة وسعادة عائلية.. أسعد الله الجميع, وإلي لقاء قريب بإذن الله.
المزيد ....

الأفــــكار القاتلة‏!‏

17-02-2012
أنا فتاة أتممت منذ شهر عامي الـ‏27‏ أي أنني علي مشارف نهاية العقد الثالث من عمري ان كان في العمر بقية‏,‏ وأراد الله أن أتمه.

اكتب اليك وانا اعلم ان الاحداث التي تمر بها بلدي لا تحتمل ان نتحدث في هذه المشكلة, وامثالها, فما نواجهه الآن اهم واقدس من اي مشكلة شخصية.. ولكن يا صديقي تعلم أن النفوس تظل تتحمل الي أن تاتي اللحظة التي لابد فيها من الانفجار وإلا أهلكت صاحبها.. لن اطيل عليك.
انا كما قلت لك في بداية حديثي من جنوب مصر, من احدي محافظات الصعيد المنسي دائما, اكملت تعليمي في احدي الكليات النظرية واعمل الآن في مهنة اراها من اعظم وأجل المهن رغم انها فقدت قيمتها في نظر المجتمع مثل كثير من الاشياء التي فقدناها, او أفقدنا إياها النظام السابق ـ لا سامحه الله علي ما قتل فينا من قيم وعلي ما فعله بأجيال مضت ـ لدي من الاخوة4 غيري. اثنان من الذكور ومثلهما من الاناث.. انا الوسطي وكما يشاع دائما ان الاوسط لا ينال الاهتمام مثل الكبير, ولا دلع الصغير.. وهذه ربما كانت السبب فيما انا فيه من انطوائية وعزلة وعدم القدرة علي التعامل مع الآخرين.. وربما اكون ابحث عن مبرر لنفسي.. مشكلتي يا اخي الصديق اني حتي الآن لم اشعر بما تشعر به فتيات في مثل سني واصغر واكبر مني, لم اشعر بأن هناك من يحتاج وجودي معه, لمن يحتاج ان اكون نصفه الثاني في الحياة, منذ مولدي وأنا الفتاة الاقل جمالا والأقل لباقة والاقل اجتماعية من شقيقتي الكبري والصغري فكلاهما لهما نصيب من القبول بين الناس افتقدته انا لا اعلم بإرادتي ام هي مشيئة الله في تكويني النفسي والشخصي.. كلاهما دق بابهما الكثير والكثير من الخطاب, كلاهما تردد عليه شخص واثنان وهي تفكر ثم ترفض ثم يأتي الآخر والآخر رغم انهما لم يكتب لهما نصيب حتي الآن في الارتباط, وان كنت اتمني ان ييسر ربي لهما الحال, ولكن انا يا اخي لم يحدث لي ذلك ابدا, لم يأت احد يقول اريدها.. لم اشعر مثل اي فتاة بأني طبيعية ويتقدم لي اناس افكر فيهم. ثم اقرر, اقبل أو ارفض, المرة الوحيدة يا اخي عندما تقدم احد اقاربي لأختي وعندما رفضت, قال اذن اتزوج اختها, ولا اعرف كيف اصف لك شعوري لحظتها, ولا أدري كيف اصف جرح كرامتي ونفسيتي في تلك اللحظة, رغم رفضي بشكل محترم, ولم اظهر لأحد ما اعانيه ولكني شعرت اني اقل بكثير من أي فتاة في تلك الحياة التي اكره وجودي فيها, ولكني مجبرة بإرادة ربي ان اظل فيها لوقت يحدده هو سبحانه...
اعلم ان ربي لا يظلم احدا واعلم ان هذا كالرزق والعمر لا ارادة لنا فيه.. ولكن تقتلني افكاري يا اخي وكثيرا ما يجول بخاطري اشياء اخاف ان اموت بها فتهلكني امام ربي عند السؤال.. دعني اشركك فيها اخي ربما ارتاح ويكون في ردك كف لها عن اقتحام افكاري... كثيرا ما اقول لنفسي: لماذا يعطي الله فتاة سيئة الخلق كل ما تتمناه ثم أجدها تتحسن وربما تصبح افضل عند ربي من فتاة ملتزمة منذ مولدها..؟.. ولماذا نجد فتاة ملتزمة لا يقترب منها احد؟؟.. وهناك نماذج حولي كثيرة لفتيات لا ينقصهن شيء من الاحترام والسمعة الطيبة.... ولماذا نظل ندعو بأمنية لسنوات ولا يستجاب لنا؟؟ ونظل نلح في السؤال ولا فرج..؟؟ أهو عدم قبول لنا من مولانا, ام ابتلاء ام هو الخير الذي نجهله, وان كان أيهم فكيف يكون الصبر عليه؟!... هذا ما يؤرقني ويشعرني اني علي حافة الهاوية, لا اعلم اهو الزمن الذي قال عنه رسول الله( صلي الله عليه وسلم) القابض فيه علي دينه كالقابض علي الجمر.. أم هو نزغ الشيطان الذي لا يكف عن ايجاد اي ثغرة ليصل بها لقلوبنا فيفسدها ويفسد علينا آخرتنا.. لا اعلم..
كيف الخلاص؟ كثيرا ما اشعر بيني وبين نفسي اني اكره هذه الدنيا, واتمني ان اخرج منها في لحظة رضا من ربي, ولكن من اين يأتي الرضا وانا احمل في قلبي عتاب ربي, فمن انا حتي افعل ذلك, وكيف اجرؤ علي فعل ذلك؟!...
اخي لا اعلم اذا كنت ستنظر لرسالتي ام لا, وهل ستقرأها ام ستضيع وسط الكثير من المشكلات التي هي أحق بالنظر من هذه المشكلة, التي ربما يراها البعض تافهة, ولكنك أدري بأن المشكلة عند صاحبها كطوق يحيط بعنقه, فيضيق احيانا بشكل لا يستطيع التنفس في وجوده... اشكرك يا اخي.. وارجوك ان تستغفر لي ربي وتدعو لي... بالهداية, واعلم ان ربي سيقبل من رجل يحمل قلبا مثل قلبك!

سيدتي.. دعيني أبدأ بالاختلاف معك في أن سنين عمرك القليلة تعني التأخر في الزواج أو فوات الفرصة, والأمر لم يعد خاصا بجنوب مصر أو شمالها, فلأسباب عديدة أصبح السن المناسب للزواج غير ثابت ويصل الآن إلي مابعد الثلاثين وكله مرتبط برزق الله وقدره كل شيء يأتي بميعاد., بلا اختلال. أما الذي أتفق معك فيه تماما, هو أسلوب الآباء الخاطئ في التمييز بين الأبناء, أعرف أن ذلك يتم بجهل وبلا تعمد, فيفرحون بمولودهم الأول ويغدقون عليه حبهم وتدليلهم, وعندما يلحق به آخر, يفقدون كثيرا من جهدهم وحماسهم, ثم يستعيد ان ذلك بعد سنوات من الراحة مع المولود الأخير, ليرصد الإبن الأوسط هذا التمييز ويختزنه بداخله, وعقله الصغير لا يمكنه التفسير, فيحدث الإهتزاز النفسي, وفقدان الثقة في الذات وفي الآخرين. لا يلتفت الآباء أن مسئوليتهم تزداد تجاه الأبناء الأقل جمالا أو موهبة بأن يغرسوا في داخلهم منذ الصغر الثقة في قدراتهم, ويعلموهم كيفية البحث عن مواهب ومميزات خاصة تشعرهم بالتميز وتبعدهم عن التفكير في المقارنة والنظر إلي أشقائهم, ليروا ما يميزهم دون إكتشاف ذواتهم. عزيزتي.. هذا ما أنت فيه, مشغولة دائما بمن حولك بشقيقتيك ومالديهما من مميزات, تدخلين نفسك وتسألين ماليس لك فيما اختص الله به نفسه, يهب من يشاء, ويمنع من يشاء, فليس لنا ان نسأل لماذا يعطي الله فتاة سيئة الخلق ما تتمناه, أو يمنع الخيرعن فتاة ملتزمة, فالحكم هنا بعلمك المحدود, وليس بعلم الله الممتد بلا حدود.. فربما يكون في المنح عقابا وفي المنع خيرا كثيرا, فلا تشغلي نفسك بالآخرين ولا بعطاء الله ومنعه, وانظري الي مابين يديك, استعيدي ثقتك بنفسك بالبحث في داخلك عما يميزك ونمه, ولا تستمعي أو تستجيبي لنزغ الشيطان. لأن الله عادل, فثقي في عدله, افعلي الخير مطمئنة أن الله ليس بظلام للعبيد. افرحي للخير الذي لدي الآخرين واحبي الحياة تحبك, واشكري الله علي ما منحك فهو ليس بقليل لو تأملت فيمن هن أقل منك في أشياء كثيرة.. أما الدعاء ـ سيدتي ـ فيلزمه الإلحاح واليقين في الإستجابة, ومن طمع في الجنة إجتهد في طلبها كما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه, فداومي علي الدعاء بلا يأس فما قرعت أبواب السماء بمثل مفاتيح الدعاء. ثقي يا سيدتي, في أن نصيبك سيأتي اليك في وقت, فلا تربطي تفكيرك في اتجاه واحد, عددي أهدافك في الحياة, وستتحقق الأهداف متتابعة, أما إذا حاصرت هدفا واحدا ولم يأت أو تأخر سيصيبك اليأس والإحباط وستكونين من الخاسرين. المهم أن نعرف معاناتنا وأسبابها ونتعامل معها بوضوح وصدق وثقة في أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا, ويجيب سبحانه وتعالي دعوة الداع إذا دعاه, ملحا, صادقا واثقا في قدرته واستجابته. وأنا الذي أدعوك لأن تستغفري وتدعولي, فمن له قلب نقي طيب طاهر مثلك يستجاب له بإذن الله.
المزيد ....

عمر‏..‏ مات؟‏!‏

10-02-2012
كعادته قبلني ولدي مبتسما‏,‏ وذهب لفسحته الأخيرة‏,‏ لم أشعر بقبلته هذه المرة‏,‏ فأنا أبوه‏,‏ وقد ماتت أمه منذ عامين‏,‏ نعيش صديقين نقسم بيننا أعمال البيت‏,‏ نزور أمه مرة كل شهر‏,‏ نبكي معا ثم يضمنا الحضن‏.‏

نجتر ذكرياتنا معا, هو وحيدي( عمر) وحينما يغلبنا الحزن نبكي ونبكي, ثم نتعاهد علي الرحيل من الدنيا معا, فهل خنت عهدي يا عمر, لماذا أنت تموت وحدك, وماذا أفعل بحياتي يا ولدي, لم أكن أدري أنك بهذه الأنانية, لم تركتني إذن؟ قلت إنك ستعود مبكرا للعشاء معا, بقي العشاء, ولم تعد, من قتلك يا ولدي, فلترد علي, من المطعون فينا يا عمر؟ أنا أم أنت, من قتلوه هو أنا يا حبيبي, لماذا لا تحتضنني الآن يا عمر, أين قبلة صديقك العجوز التي أدمنتها منك يا ولد؟ أيوه ولد.. أنت فاكر نفسك كبرت ولا إيه.. يا عمر؟ ما لك تتمدد أمامي بلا حراك, بلا أمل, أمدد إلي يديك لأقبلهما, فمنذ ولدت وأنت تقبل يدي, أمدد يديك لتحتويني, كما كنت يا عمر, إياك وتركي وحيدا, مع الذكريات والصور... ماذا أفعل بغرفتك.. ملابسك.. من سيختار لي ملابسي.. ومن سيمسح بيديه دموعي حين الألم, من سيقول لي بعدك لقد تأخرت يا أبي؟ من سيناديني بأبي يا عمر.. يا لقسوة قلبك يا ولدي, أتتركني وحيدا بعدما عودتني معني الحنان.
أخبرني قبل الرحيل لأنك تمتلك بحرا من المشاعر الطاهرة... كن رحيما بأبيك يا عمر, أخبرني ما أفعله بقلبي الممزق بعدك يا عمر, فحب عمري أنت, أنت الزهرة والأمل, كيف أرد إليك جميل حبك يا عمر؟ دعني اقبل وجهك, دعني ارتمي بحضنك, لا, اتركوه بين احضاني أرجوكم, أنا أريد أن أقبل قلبه, ما هذه الدماء التي تنزف منك, إنها دمائي أنا, سألعق ما تبقي منها, ليست دماء يا عمر بل عمري الذي اندثر, ما هذا الاختبار القاسي يا ربي, فلتستر ولدي, ما هذه الضربات المحفورة علي جسدك كله؟ أين كنت يا عمر؟ ما الذي فعلوه بك يا ولدي, يا ناس أين كان عمر, ما لكم تتجمعون حولي, لست مجنونا أنا أعشق ولدي, لن تأخذوه مني, اتركوه معي.. لا لم يمت عمر.. هو غائب عن الوعي.. صدقوني سيفيق الآن, جئتموني بحبيب عمري جثة, ماذا أفعل بها, لم يكن يخونني عمر, لم يكذب علي يوما يعود دائما بابتسامته العذبة المشرقة, أين هي؟ ما هذا الفزع المطل من وجهه؟ ماذا فعلتم بولدي؟ أين معشوقه( أبو تريكة) أين( بركات) الذي كان يحدثني عنهما, لماذا تلفون عمر بالعلم؟ لقد كان عمر يفتخر بتشجيع الأهلي, أنا لم أحترم وصية أمك يا ولدي, أنا لم أرع فيك شبابك وتركتك تذهب لموتك, ليتني أنا, ماذا أقول لأمك في زيارتي المقبلة لها, من سيزورها معي, كفاك نزفا من دمائك, كفاك نوما وقم يا عمر, سأهزك بشدة.. أتوسل إليك بحق من خلقك.. قم يا عمر, الناس تتفرج علينا, لا لن أتركك, خذني معك.. من أراد أن يأخذ ولدي من حضني فليأخذني معه, فلا بيت لي ولا سكن, حبيبي عمر, بيتي وسكني, لا مأوي لي بعدك يا عمر, أنت مأواي, وسندي الذي انكسر, أستحلفك بالله أن تقوم, أفعل شيئا.. حاول أن تشير إلي كي أفهم أنك مازلت حيا, قل لمن حولي أنك لم تمت, هم لا يفهمون أنها غيبوبة وستقوم, حاول يا ولدي حرك يدك, أصبعك, أين الشهادة يا عمر, ها هي نيفين حبيبتك قد أتت... فابتسم كما عودتنا, لماذا أنت متجهم لها هكذا, لماذا تصرخين يا بنيتي؟.. عمر لم يمت, مد إليها يدك يا عمر, هذه نيفين التي عشقتها.. وكتبت أشعارك لها في ليل الدجي, وقلت لي إنها من السماء أتت.. محبوبتك, هذه نيفين التي تغنيت بها, وحكيت لي عنها, كما يحكي العاشقون حبهم, هذه نيفين يا عمر التي رزقك الله بها, هذه نيفين التي تحمل كأمك قلبا طاهرا, قم فموعدنا أنا وأنت ونيفين الآن علي العشاء, فهل نسيت وعدك بأنك ستعزمنا يا عمر؟!
ماذا بك إذن؟ لا تأخذيه مني بنيتي.. هو لا يحتمل قبلاتك الطاهرة, لا تصرخي بجانبه.. ولدي عمر, حضني أنا, عمر حبي أنا, أحببته قبلك, فلا تنزعيه من حضني, قبليه الآن بنيتي أراه يعاتبني قائلا: أريد وداعها يا أبي, ولكنك لم تمت يا عمر, مالي أراك تبكين بنيتي... لماذا تؤمنون كلكم بأن عمر ولدي رحل, هو لم يمت, فلتنادي عليه بنيتي.. هو يحبك صدقيني سيسمعك.. كنا نتنافس أنا وولدي عمر لإثبات من يستطيع امتلاك قلبينا معا, قل لها يا عمر عن المفاجأة التي كنت تعدها لها, أخبرها بأنك لايمر يوم يا ولدي إلا وحدثتني عنها وأكبرتها, علام تبكين يا بنيتي؟ عمر لا يحتمل دموعك سليني أنا, لم يكن ولدي إلا متيما بك, ولدي لا يتحمل أن يراك هكذا, عمر لم يمت سيحضرون الآن الأطباء, فلننتظر.. ليست دموعي بنيتي, أنها سني عمري التي تنتهي, كان عمر يقول لي دائما إن مصر لا تنسي أبناءها, لماذا تأخروا... ما هذا الضجيج المنتشر.. لا تأخذوا مني ولدي عمر.. عمر لم يمت!!
أيمن عثمان

أي كلمات رثاء يمكن أن توجد أو( تطبطب) علي كتف أب مكلوم في وحيده عمر.. حتي كلمات المواساة ستبدو قاسية علي أب لا يعرف لماذا قتل ابنه؟ هل لأنه أحب ناديه فذهب لتشجيعه؟ هل يدفع ثمن فرحته الأخيرة عندما أحرز فريقه الهدف الأول؟... مجرد التفكير في ألم الأخير قبل الرحيل, مؤلم وأي ألم وحزن ومرارة؟.
ألمك مشروع وأسئلتك الصامتة يجب أن تجد الاجابة, هذا بتفكير الدنيا, أم بالرضا بقضاء الله وقدره الذي لم يكن يؤجله شيء, فالموت مكتوب في هذه اللحظة, وبهذا الأسلوب الوحشي, ربما ليمنحه الرحمن إحدي درجات الشهادة التي قدرها له, وربما أيضا ليكون موته سببا في تحقيق أحلام هذا الشعب.. فأصبر واحتسب, واحمد الله كثيرا, ليعف و عنك ويريح قلبك, ويطمئنك علي ابنك, صديقك, حبيبك عمر, وهو ناعم مرتاح في جنة الخلد بإذن الله.
المزيد ....

الرجل البور‏!‏

03-02-2012
اكتب اليك سيدي ما لم أكن أتوقع أن أقوله أو أفعله ابدا‏...‏

أنا امرأة متزوجة منذ عدة أشهر, وسأبدأ حكايتي منذ أن انتهيت من أولي جامعة, وقابلته وأحببته وأحبني!
أنا من عائلة كبيرة لأب ذي مركز مرموق جدا أستاذ جامعي وأنا في طريقي لأكون مثله, أحببت هذا الشخص رغم أنه ليس علي نفس مستواي, لا اجتماعيا ولا ماديا ولا ثقافيا.
عانيت معه سنوات طويلة منذ أن عرفته رغم أن جميع أصدقائي كانوا يحذرونني منه ومن سوء معاملته وجفائه الشديد, ولكني كنت اتحدي حتي نفسي, انني استطيع بالحب وحسن معاملتي له أن أخرج منه حبا, اعتبرت نفسي أزرع بذرة الحب والخير بداخله لأجني منها حبا وخيرا, ولكني اكتشفت اني زرعتها في أرض بور. سأحكي لك ما فعلته معه من البداية فقد كان أبوه قاسيا عليه جدا ودائما ما يطرده من البيت, كنت أخفف عنه هذا بل وأساعده بكل الطرق حتي المادية إلي أن تخرج, وظل سنة أيضا بدون عمل, وأسانده دائما ثم عمل وتخرجت أنا بعد3 سنوات أخري ولم أجده جمع فيها أي شيء لنتزوج ولكن تمت خطبتنا بضغط مني علي أهلي. ظللت مخطوبة عامين, لم يتحمل ايضا أي مسئولية, وأبي يؤكد لي انه لم ولن يفعل شيئا, واضافة الي هذا وجدته مستمرا في معاملتي بجفاء شديد فلا حب ولا اهتمام ولا خوف علي, لم يكن طيبا أو حتي حنونا ولو بأبسط الكلمات بل ودائما ما يغضب بدون وجه حق ويبعد أياما واسابيع وشهورا لأصالحه أنا.. تركته مع العلم أن هذا تكرر كثيرا أيضا قبل خطبتنا وكنا نعود وهو يؤكد لي أنه سيعاملني معاملة حسنة وأصدقه وأعود..
أكملت دراستي بالماجستير إلي قرب موعد مناقشتي, عاد لي مرة أخري يؤكد انه تغير وأن حبي له غيره فعلا ولا يستطيع أن يعيش مع غيري, صدقته وعدت له علي أن يدخل جمعية لنجهز شقتنا ونتزوج, ولكن هذا لم يحدث إلا بعد عدة شهور, وافقت وعدت له وأنا أعمل بجانب دراستي ومرت7 أشهر ساءت بها أحواله أكثر, فقد ترك أبوه المنزل تاركا لهم ديونا متراكمة فابتعد عني دون أن يذكر لي أي سبب ولكني لاحقته إلي أن قال لي انه سينهي علاقتنا نظرا لما حدث, فرفضت ان ننهي حبنا لهذا السبب, وقلت انني سأبقي معه بل وسأساعده أيضا في مشاكله, فظللت أدبر له من مرتبي ومصروفي حتي سدد ما علي أبيه وأصبح يصرف علي بيت به أمه وأختاه واحداهما متزوجة دائما ما تأتي بأولادها وتبقي لفترات فيصرف عليها وعلي أولادها, تحملت معه الكثير فلم يكن يطلب شيئا مهما كان إلا وأحضرته له, فملابسه من أغلي الماركات ومصاريفه اليومية وفرتها له, فكنت أحرم نفسي من كل شيء أتمني أن اشتريه بمرتبي أو حتي مصروفي لأحضر له ما يريده.. ثم اتفق علي جمعية نتزوج منها وجاء لأبي يطلبني منه مرة أخري ورفض أيضا, ولكنه وافق بعد إلحاح مني وتمت خطبتنا للمرة الثانية, وكان الحال علي ما يرام ولكن بالكاد عدة شهور, الي ان ترك هو عمله دون أي شعور بالمسئولية تجاهي, ولم يفكر في الجمعية التي عليه دفعها كل شهر, فأصبح يأتي علينا أول الشهر وكأنه هم كبير, وأنا لا أطيق أن أراه حتي حزينا فأدبر له الجمعية من مرتبي ومصروفي اللذين لم يعودا يكفيان, فأكمل عليهما ببيع قطعة من ذهبي ونسدد الجمعية.
هل سألت نفسك سيدي أين أمه من كل هذا؟ أقول لك انها لم تفكر أبدا فيه, كانت تهتم بنفسها ولم تفكر يوما في ابنها الذي يستعد للزواج وعليه متطلبات بالآلاف, ولم تفكر انه ترك العمل فتخفف من طلباتها, أو طلبات البيت بل كانت تجمع منه ما معه من مال ولو كان بسيطا تجمعه وتشتري به لنفسها أشياء لبيتها ونفسها, وأنا أعاني معه شهريا, اعمل واكمل دراستي واتحمل كل هذا معه.
أعلم أن ما أحكيه لك من مساعدتي له ماديا لا يصح أن يقال, ولكن هل ما فعلت معه يقدره ويحمله في قلبه وعلي رأسه, ويظهر هذا عليه حبا وتقديرا لي؟... هذا لم يحدث بل ظل علي حاله من الاهمال لي وسوء معاملتي فيما عدا وقت ما يأخذ مني المال..
دعني من الأمور المادية وما عانيته فيها, وسأتحدث عن الجانب الانساني فقد أحببته حبا كثيرا فوق العادة كنت أحبه وأهتم به, أقلق عليه واتصل به لأطمئن عليه واشتاق اليه وابعث له رسائل الحب ولو بأبسط الكلمات صباح الخير لأوقظ فيه الاحساس والقلب ولكني اكتشفت انه ليس لديه احساس ولا قلب, كنت أهتم به, أسانده في كل خطوات حياته وعمله, استيقظ6 صباحا كي أوقظه بالموبايل ليذهب لعمله, لم تكن أمه التي تنام في الغرفة المجاورة له تفكر حتي ان تستيقظ من نومها لتوقظه, كنت اهتم بعمله رغم اني لا أفهم فيه شيئا إلا انني كنت اشتري له كتبا ليتعلم منها الجديد, واجلس بالساعات علي الانترنت لكي ابحث واتي له بأحدث شيء في عمله, وكان ذلك ينفعه كثيرا, فعلت معه كل ما بوسعي من حب واهتمام ولكني لم اشعر بهما منه, وفي كل مرحلة من مراحل علاقتنا, اقول لنفسي في المرحلة المقبلة سيتغير وسيتحمل المسئولية, وسيقدر تعبي, ولم يحدث هذا والجميع ضدي, يقولون اذا كان يعاملك هكذا الآن فكيف بعد الزواج ولكني صبرت كي أجني ما زرعته ولم أجن شيئا..
مرت السنوات وأنا أحارب في كل اتجاه, في العمل والدراسة, فحصلت علي الماجستير وبدأت في الدكتوراه, ومازلت أساعده وأقف بجواره دون علم أحد, وأهله غير مهتمين به, وليس له أحد سواي, حتي انني كنت أقف معه ضد أهلي, فعندما طلب ان يكون منزل زواجنا قرب امه وافقت رغم رفض أهلي ورغم أن هذا سيبعدني عن أهلي جدا إلا انني عاندت اهلي ولم يجدوا أمامهم إلا أن يكملوا الزواج..
أسست بيتا جميلا بتعبي ومالي وعذابي وتعب أهلي الذين ساعدوه كثيرا ورفعوا عنه كثيرا مما كان عليه في الجهاز, ولوازم الفرح وتزوجنا ايضا ظنا مني ان يتغير بعد الزواج ولم يحدث أيضا.
وظهرت أمه الآن علي ساحة الأحداث بعد أن سبق وخلعت نفسها من كل مسئولياتها, ظهرت طامعة في وفي شقتي وأجهزتي, تأتي الي لتنظر لأجهزتي وتطلب منه أن يحضر لها مثلها, هذا بخلاف ما طمعت فيه وأخذته فعلا, ولم تكتف بما أخذته من أجهزة بل ظلت تحارب لتأخذه هو نفسه ليصرف عليها بل وتلقنه درسا مهما أن أهلي قادرون فعليه ان يتركهم يصرفون علي, وهو يظن ان هذا من حبها فيه وخوفها عليه, وينفذ كلامها.
ظلت تسلطه علي فأصبح يعاملني أسوأ معاملة بل ووصل الحال الي ان طال لسانه علي وهي تكمل علي بسوء معاملتي, الي أن كرهت أن يذهب بمفرده لتسلطه علي وكرهت أن أذهب لها وأن تأتي إلي فكلما رأته جلست تهمس في أذنه حتي لا أسمع ما تقوله, وإذا لم تستطع تقوم لتجلس بغرفة أخري وتناديه لتكمل وشوشتها وتسليطها, واظل انا جالسة بمفردي حتي اذا حدثته في التليفون يخفض الصوت, بعد أن لاحظ اني اسمع صوتها من ارتفاعه, أتريد بعد كل هذا أن أؤمن بأنها لا تسلطه؟!
وبعد زواجنا تحسن وضعه بالعمل, ولكنها استكثرت علي هذا, واقنعته أن يصرف عليها فقط ويتركني لأهلي يصرفون علي, وبالفعل لم يعد يهتم بالبيت اطلاقا, ولا يتحمل نفقاته ولا يعلمني بأي شيء عما يدخله عمله, وإذا سألته يقول لي ليس دخلك وأري مرتبه معه ولا يمر ثلاثة أو أربعة أيام إلا وأجده انتهي وأسأله أين ذهب يقول لي هذا ليس شأنك ويبقي المنزل بدون دخل إلا بما يحضره أبي وأمي في زيارتهما الاسبوعية.
ثم تراكم علينا ايجار الشقة, وطلب مني ان اساعده وأحضر المال, بالفعل نسيت له كل ما يفعله ولكن هذه المرة كان المبلغ أكبر من قدرتي فاضطررت ان استلف من أحد زملائي, واحضرت له المال وما ان يسدد ما عليه حتي يعود لما كان عليه من عدم اهتمام وحب, ولا حتي حسن العشرة بين الزوجين, تاركا البيت طوال اليوم لعمله والباقي عند أمه, غير مقدر لما أفعله من أجله معتبرا ذلك واجبا علي وحقا له, فهو شخص لا يعرف عن الحياة إلا أن يأخذ وبس!
علمت سيدي اني حامل, فرحت جدا لأني أحب الأطفال بشكل جنوني, وظننت أنه سيهتم بي علي الأقل من أجل ابنه, ولكن هذا أيضا لم يحدث, كان كل اهتمامه بأمه واخته وأولادها, وكأنه ليس له ابن قادم, لم يذهب معي للطبيب, بل وعندما طلب مني الطبيب بعض التحاليل أول الحمل خاصة انني تزوجت في مكان لا أعرف به شيئا, ولا أعرف مكانا أجري به تلك التحاليل, كان جوابه لي روحي حللي عند أهلك, كانوا عندنا امبارح ممشتيش معاهم ليه؟. أنا معنديش وقت ادور علي معمل يادوب ألحق اقعد ساعة مع ولاد أختي قبل ما أروح الشغل.. ايعجبك سيدي سوء الرد والاستفزاز في الحديث أم يعجبك هذا الإهمال والجفاء لي ولابني الذي لم يخرج للدنيا, بل وعندما كثرت مشاكلنا واهماله هددته بالتخلص من الحمل ولم يهتم اطلاقا قائلا نزليه ميهمنيش!
ورغم تسليطها له علي ـ اقصد أمه بالطبع ـ ورغم عدم تحمله مصاريف البيت ورغم عدم اهتمامه بي, لا أريد ان تفهم كلامي انني ارفض اني يذهب لها أو أن يصرف عليها بل أطلب العدل, فباستطاعة أي انسان ان يهتم بأمه, وان يقوم بواجباته كزوج وأب.
تحملت كثيرا أول حملي وهو جالس عند أمه يأتي فقط ليتخانق معي علي أتفه الأسباب, هل تتخيل انه يثور لأن الغسيل لم ينشف بعد, أو أن فردة شراب تاهت مني فلم تغسل؟!
وما أدراك عن تعب أول شهور الحمل والاغماءات المتكررة, فقد كان يعود من عمله يجدني ملقاة في أي من جوانب الشقة مغمي علي بمفردي, اتحسبه عندما يجد هذا يفكر وهو خارج المنزل ان يتصل حتي ليطمئن علي, حتي هذا لم يحدث فقد حفظته أمه ان كل هذا دلع وعليه ألا يسأل في, وهو ينفذ كلامها!.
كل هذا بخلاف ما تحملته من سخافات علاقاته ببنات المدرسة اللاتي يقول عنهن إنهن كبناته بحكم عمله كمدرس واستغلاله غيرتي عليه بل واستفزازه لي متعمدا بتلك العلاقات, غير مهتم بمشاعري ولا احساسي كخطيبته ولا حتي كزوجته, وأنا التي دائما ما أحافظ علي شعوره من كل شيء, حتي عندما استلفت له من أحد زملائي لم أقل له خوفا علي شعوره رغم اني فعلت ذلك من أجله, وقلت له اني اخذت المال من احدي صديقاتي.. لا يحترم شعوري علي الاطلاق فكان كل جلوسه في البيت اذا جاء أساسا من عند امه جالسا يتحدث معهم في الشات الي2 و3 صباحا ولا يضع حدودا محترمة لعلاقته بهن فيشمل حديثه المعاكسات والهزار وغيره..
زادت المشاكل وشعرت بالتعب والاهانة بالبيت دون مصاريف, ولم أعد أتحمل فقد جئت علي نفسي كثيرا وعلي الجنين الذي أحمله, إلي أن ضعف وطلب مني الطبيب الاهتمام به عدة مرات, وهو ما لم استطعه في هذا الجو وعندما أقول له هذا يقول أنا أعمله ايه يعني.
تركت المنزل فلم يهتم أيضا بهذا, ظننت انه سيفيق وان حملي سيجعله يأتي, ولن أكذب عليك أنني كنت علي استعداد ان اسامحه وأعود الي ان علمت انه يتحدث يوميا مع احدي بنات المدرسة عني بسوء, فيخبرها أنني تركت المنزل بسبب حبه لها.. أمن الرجولة ان يتحدث الرجل عن زوجته بهذه الطريقة مع أحد بل ويسمح لأحد ان يتحدث عنها؟.. وقتها سقط من نظري وما أدراك عن شعور المرأة عندما يسقط زوجها من نظرها, فلا يمكن ان تحترمه مرة أخري أو تطيق العشرة معه.
الآن كرهته بمقدار اهتمامي به, كرهته مثلما خفت عليه وقلقت وسألت عنه, كرهته قدر ما عانيت معه, كرهته أكثر بآلاف المرات مما أحببته يوما.. ولن أعود له مهما حدث فقد أصابني بجرح في القلب وجرح القلب لا يداوي.
لا أطلب الآن سوي الطلاق كي ألد ابني واستطيع ان أربيه بعيدا عن هذا الأب الجاحد, فلا أريد أن يتعلم منه جحوده وجفاءه ولا قسوة قلبه, أرغب في ان أعلمه الحب وأن يقدر من حوله وأن أزرع الخير بداخله.
سيدي آسفة للإطالة عليك رغم اني مازال لدي الكثير والكثير من المواقف السيئة منه والكثير من مواقفي الحسنة تجاهه.. ولكني لم أكتب لك كي ترد علي بحل لأني علي يقين انه لن يتغير وانما اردت فقط أن اتحدث معك, واحكي كل ما حدث لي وما فعلته معه واعرف هل انا علي حق أم انني اكبر الأمور؟...
كتبت لك لأجد أحدا يجيب عن سؤالين: هل انا استحق هذه المعاملة؟.. وهل هناك أحد بذلك الجمود وقسوة القلب رغم كل ما تفعله معه ومن أجله؟.

سيدتي.. ختمت رسالتك بسؤالين كاشفين لمأساتك, ولكن قبل أن استطرد في الرد عليك, ارجو من كل فتاة تسير خلف هوي قلبها وتغفل أي عوامل أخري, وتصم آذانها عن نصائح أهلها, وتغمض عيونها عن عيوب من تحب, ونفس الرجاء لكل شاب, أن يقرأ حكايتك بعناية وتأمل, فكما طلبت في الاسابيع السابقة من الآباء ان يستمعوا إلي أبنائهم,وينصحوهم ولا يجبروهم علي اختيار, فإن الابناء أيضا عليهم ان يحذروا العناد, ويتأملوا نصائح الآباء بعيون الحب, فحتي لو اخطأ الآباء فهم أكثر الناس حرصا ومحبة وخوفا علي الابناء.
عودة لك يا سيدتي, وما سبق متصل, اسمحي لي ان اقول لك انك تستحقين ما تعانيه, لانك وببساطة, رأيت كل هذه العيوب فيمن أحببت, ولم تذكري شيئا واحدا ايجابيا رصدته في شخصيته, ومع ذلك تجاهلت نصائح أهلك, وتماديت في العطاء وبلا مقابل, ماديا ومعنويا, فأغدقت عليه بالمال والمشاعر ولم تجدي منه إلا صدا ونفورا وعنفا وتجاهلا, ومع ذلك وباسم الحب, واصلت زحفك نحوه, أي حب هذا؟ إنها حالة مرضية, أن نحب من يعذبنا ولا يرد الإحسان بالإحسان بل بالإساءة, لذا لا أدري علي أي شيء كنت تراهنين؟!
إنك ـ سيدتي ـ تدفعين ثمن اختيارك, واندفاعك لأنك لم تقفي وتراجعي نفسك مرة واحدة.. اكتشفت جموده وقسوة قلبه منذ البداية, فلم تهربي بجلدك, عرفت انه رجل بور, والأرض البور مهما ألقيت فيها من بذور لا تثمر أبدا, فلماذا تندهشين مما وصلت اليه, وهو نتيجة لمقدمات كثيرة, كان بعضها كافيا لإنهاء هذه العلاقة, لذا عليك انت وحدك أن تتخذي قرارك وتتحملي تبعات اختيارك, ومن المؤكد انك استفدت من سوء اختيارك وتجاهلك لنصائح أهلك, عوضك الله خيرا عن هذا النموذج السييء من الرجال. وإلي لقاء قريب بإذن الله.
المزيد ....

بلا مقابل

27-01-2012
أرجو عدم إهمال رسالتي فقد شجعني علي كتابتها أمران أولهما موضوع الفرصة الأخيرة‏,‏ حيث إنه موضوع يخص أشخاصا بعينهم

وبرغم ذلك تم فرد هذه المساحة للاصلاح بين شخصين, فشجعني ذلك علي كتابة مشكلتي التي يمكن أن تكون فردية ويمكن أن يكون هناك كثير من النساء تعاني منها.
والموضوع الثاني الذي شجعني أنني أثناء تنظيف الخضار كعادتي علي أوراق جرائد قديمة لفت نظري موضوع كان يتكلم عن مصروف الأولاد الذي لابد أن يأخذوه حتي ولو كنت توفر لهم كل شيء في المنزل والهدف الشعور بالاستقلال المالي وأن تكون لهم ذمة مالية منفصلة والمساعدة علي تحقيق ورسم أهداف مستقبلية.
وسأبدأ بصورة أسئلة:
1 ـ هل من حق زوجي أن يأخذ اجازة متي شاء أو تعب أو زهق ولكن غير مسموح لي أن آخذ هذه الاجازة أو استريح مهما كنت في حاجة فعلية لمثل هذه الاجازة وكأنني( ثور في ساقية لا يأتي علي ليل)؟
2 ـ هل من حق زوجي أن يجامل من يريد أما أنا فلا يسمح لي إلا أن أرد مجاملات أصدقائي وبالميزان؟
3 ـ هل من حق زوجي أن يوبخني أمام الناس لأي سبب( مع العلم أنه دائما لا يكون سببا وهذا ما لا أفهمه) ودائما أنا أسكت لا لأنني غلطانة ولكن لأنني لا أريد أن يتفرج علي الناس وإذا لم استطع السكوت يقول اتغيرتي وبقيتي تردي وينسي أن كل إنسان له طاقة وقد قاربت طاقتي علي النفاد؟
4 ـ هل من حقه أن يري فقط مالا تفعله ولا يري مجهودك كأن تنظيم البيت يوميا ويكون علي الشعرة وتذاكر للأولاد وتعمل أكل يوميا لأنه لا يأكل البايت وكل ما قد يصل إلي تفكيرك ولا تسمع كلمة عن ذلك وإذا كسلت يوما عن ترتيب السرير أو تعليق هدومه التي يرميها فيظل يزعق إيه القرف ده بيت مفهوش نظام مفيش حاجة في مكانها ولو طلع الأكل به عيب لأي سبب يتبقي إيه القرف ده مع أن الأكل دائما وبشهادة أي حد تذوقه أنه ولا أكل الفنادق, فلماذا لا تنظر عينه إلا إلي الوحش هل من حقه أن يمنع عني المال ومعه منه الذي يزيد علي احتياجه وله حساب كبير في البنوك وله عقارات؟!
نبدأ المشكلة فأنا يا سيدي زوجة وأم لخمسة منهم الكبير منهم الصغير, عندي ابنة في كلية صيدلة وآخر في كلية هندسة وثلاثة في مراحل التعليم المختلفة, طوال سنوات زواجي بلا مبالغة لم أطلب من زوجي شيئا لأنني كنت في بيت أبي لا أطلب شيئا مع الفارق في بيت أبي كان لي كسوة شتاء وكسوة صيف ولي مصروف شخصي شهري أنا حرة التصرف فيه, فتعودت ألا أطلب شيئا وعندما تزوجت كان ثقيلا علي جدا أن أطلب من زوجي شيئا وظننت أنني سأمشي علي نفس المنهج فوجدت زوجي لا يشتري لي أي كسرة لا في الشتاء ولا في الصيف وبالرغم من ذلك لم تطاوعني نفسي لكي أطلب ومن ضمن المرات كان يشاهدني وأنا أرتب الغسيل النظيف فوجد الغيارات الداخلية الخاصة بي ممزقة فعلق لماذا لم تطلبي أن تشتري غيرها فقلت له صراحة لم أتعود أن أطلب أنت أعطني مبلغا خاصا لاشتري لنفسي احتياجاتي فرفض رفضا باتا تخيل يا سيدي لم آخذ منه عشرة جنيهات خلال سنوات زواجي كلها اللهم ألا العيدية التي أصبح يعطيها لي منذ ثلاث سنوات, لدي من اللبس العتيق ما ألبسه حتي الآن دون أن أطلب غيره أو يعرض هو!
وللتوضيح وقبل أن يسأل أحد عن مصروف البيت فهو غير ثابت يمكن أن يكون يوميا أو أسبوعيا علي حسب مزاجه وإذا أعطاني مثلا عشرين جنيها فلابد أن أقدم تقريرا عن أوجه صرفها ولو كان هناك جنيه لم أقل أين صرف فلن يفوت اليوم!
في بداية زواجنا طلب مني عدم الشغل متحججا أن في عمل المرأة بهدلة لها, ولكني مع مرور الوقت وبعد أن رأيت كل إخواته وهم يعملون وأيضا زوجات إخوته ومن عدة تصرفات تيقنت أنه لا يريد أن أعمل كي لا يكون معي أي نقود ولا أعلم السبب. في البداية كان لي صديقات كثيرات وكنت أنا السباقة بمجاملتهم وكنت اتفقت معه أنني وأصدقائي سوف نتقابل مرتين في الشهر ونخرج معا ووافق يا سيدي ولكنه جعلني اخرج معهن دون نقود, في أول مرة قامت أحداهن بعزومة الكل ولكني وقتها تحججت أن عندي بردا في معدتي ولن استطيع أن آخذ شيئا وتكرر الموقف في المرة الثانية مع تغير الشخصية التي قامت بعزومة الكل وبعدها اعتذرت عن عدم الخروج معهن وعندما سألني عن سبب عدم خروجي مع أصحابي قلت له الحقيقة لم يبد أي تعليق.
سيدي هو ليس بخيلا فهو يصرف علي نفسه وأولاده وأهله كثيرا جدا إلا أنا ولا أعرف السبب حتي ونحن ذاهبون إلي الأهل إن كنا سوف نذهب إلي أهله يشتري الفواكه والحلويات وإذا كنا ذاهبون إلي أهلي فلا شيء من ذلك وبرغم أن أمي قعيدة فلا يعرض أن أعمل أكلا وآخذه معي من باب المساعدة برغم أن ذلك يحدث ونحن ذاهبون إلي أهله مع أنهم بصحة جيدة بل وبالرغم من وجود إخوته وهم لا يفعلون ذلك.
حتي في عيد الأم سيدي لا يفكر وهو يشتري لأمه هدية أنه يجب علي أنا أيضا شراء هدية لأمي حتي أن أولادي عندما بدأوا يكبرون لاحظوا هذه التصرفات وأصبحوا يعطونني من مدخراتهم لشراء هدية أمي دون علمه ويشترون الفاكهة ونحن ذاهبون لبيت أهلي ليسعدوني وأنا فعلا سعيدة بهم, ولكني لا أريد أن أكون عبئا عليهم. تخيل يا سيدي أن ابني في الصيف الماضي كان يريد أن يعمل فقط ليعطيني راتبه.
مع العلم أن زوجي ليس من أصحاب الدخل البسيط, فلو اعطاني ألف جنيه فلن يؤثر معه في شيء ومع ذلك لا أريد ألفا ولا سبعمائة ولا خمسمائة.. لماذا لا يعطيني ثلاثمائة أو مائتين أكون حرة التصرف فيها كل سيدة تحب أن تجدد مطبخها, أو حتي ذهبها إلا أنا ليست فقط لا استطيع بل لا أشعر أن لي ذهبا فمنذ سنوات ليست بالقليلة امتنع عن شراء ذهب بدعوي أنه غال وحتي لما كان يشتري كان يشتري اللي علي هواه والدليل أن هذا الذهب ليس ملكي إنني لا استطيع بيعه كما تقول السيدات ذهبي وأنا حره فيه, واشعر أنني مجرد حامل يعلق عليه ما يحب!
تخيل أننا ذهبنا عمرة منذ عدة سنوات واشتري هدايا لمعارفه دون مراعاة أنني أيضا أريد أن اشتري شيئا حتي لأهلي وعندما عدت كانت حجتي لهم أننا لم نشتر شيئا, ولكننا كنا في رحلة تعبد خالصة حتي أصدقائي قالوا لي ألم تشتر أي قطعة ذهب من هناك حد يروح هناك وميشتريش حتي لو لعبة في سلسلة, ولسان حالي داخلي يردد لو أن معي نقودا ما كنت بخلت علي نفسي.
نسيت أن أقول لك عن أعمالي التي أقوم بها فأنا من أوصل الأولاد من وإلي المدرسة, وأنا من أذاكر لهم دون دخول مدرس إلي بيتي عدا الثانوية العامة, أنا من أقوم باصلاح أي شيء في المنزل, وأقوم بشراء متطلبات البيت وتنظيف البيت وعمل الأكل والسهر علي المريض من أهل البيت( يوفر فقط من عدم اعطاء ابنائه الدروس أكثر من نحو سبعة آلاف جنيه سنويا علي الأقل) والحمد لله أولادي جميعا من المتفوقين أفلا استحق مكافأة ترفع من روحي المعنوية؟!
وقبل أن يقول أحد الأشخاص إن ما تقومين به شيء عادي ومن واجب أي أم سوف أرد عليه بسؤال: أليس من واجب الأب أن يكفي بيته متطلباته, سوف تجيب نعم فأعود واسأل هل ترضي أن تعمل ويأتي آخر الشهر ولا تقبض, ويقول لك المسئولون هات فواتير المدارس ومتطلبات البيت وسوف نسددها لك؟! هل يرضي أن يعمل عملا يكلفه ضعف مجهوده ولا يوضع اسمه في قائمة المكافآت؟ لماذا يأخذ المرتب ويقسمه بما حلا له؟!
لا أطلب الكثير خصوصا أن دخله من الوظيفة أكثر من عشرة آلاف جنيه غير ايراد خاص يحصل عليه.
أريد أن اسأل ألا يوجد في الشرع ما يلزمه أن يعطيني مصروفا أكون حرة فيه اشتري ذهبا احوشه, اجدد بيتي, اشتري ماكينات متطورة لمطبخي, اشعر نفسي بالسعادة.
وقبلي أن اختم أحب أن أضيف أنني من الناس اللي شعرهم خشن بيتقال عليه سلك وهو دائم التريقة عليه بس عاوزه أقول له بدل ما تتريق خصص لشعري مبلغا أذهب بصفة مستمرة لتوضيبه عندما يسمي بالكوافير أليس من حقي؟!.
والله لو كانت ظروفه صعبة ما كنت تحدثت ولكن ما يحزنني أنه فقط يذهب إلي الوظيفة ويعود وغير ذلك أنا أقوم بكل شيء ومع ذلك دائم الصراخ والانتقاد هناك الكثير من المواقف التي أود أن احكيها ولكني لا أريد أن أطيل عليك ولكن عموما أحب أن تعرف أنني من الشخصيات المساعدة للآخرين ومن الشخصيات التي يؤخذ برأيها سواء في حدود أسرتي أو معارفي, واعتقد أن هذا يزعجه ولا أعرف السبب. تصور يا سيدي أنه يتعمد في وجود أهلي أو أهله أن يوبخني وحتي إن لم أكن مخطئة يجب أن اسكت تخيل إنه يتعمد أن أقص له أظافر رجله وهم عندنا يجلس علي الكرسي ويجعلني أجلس علي الأرض واقص أظافره وكأنه يقول لهم أليست هي من تفخرون بها أنا احط من قدرها؟!
في الحقيقة لم أعد أسعد بالعيش معه, ولكني تحملت سنوات والأولي أن اتحمل الآن بعد أن كبر أولادي ليكون لهم بيت طبيعي ولكني أود أن أخبره أنه ظلمني كثيرا وأهله أيضا دون التطرق لهم, وأنا مش مسامحه في حقي, وأرجوه أن يراجع نفسه عسي أن يغفر الله له.
وأكرر سؤالي هل لي الحق في مصروف أم لا؟! هلي لي الحق في استضافة صديقاتي أو أهلي أم أنني في النهاية ليس لي بيت أو مال فقط أعيش وأخدم باللقمة أهان ولا أرد يعني اسمع واسكت وإلا أكون مش متربية!.

سيدتي.. لك كل الحقوق التي سألت عنها, بدءا من المعاملة الحسنة الكريمة التي تحترم آدميتك وكونك زوجته وأم ابنائه ومرورا بالانفاق عليك وتوفير ما تحتاجين إليه من مأكل وملبس بل الشرع يلزمه ـ حسب ما قرأت والرأي الأخير والأصح لعلماء الدين ـ بتوفير خادمة لك, فإذا لم يفعل وهو المقتدر, فعليه أن يمنحك مبلغا ماليا جزاء ما تقومين به من جهد كبير.
الحياة الزوجية ليست عملية حسابية تقوم علي تبادل المنافع, وتجعل كل شيءيفعله أحد كما له مقابل ملموس من الآخر, بل هي السكن, والمودة, والرحمة, لذا لا أفهم معني لما يقوم به زوجك.. يفعل ذلك مع شريكة العمر أم أبنائه الخمسة, لماذا وبماذا يشعر؟ أهذه هي قوامة الحق التي فضل بها الرجال علي النساء, وهي في الحقيقة إلزام وتحميل من الله سبحانه وتعالي للرجل.
وأقول لزوجك, لو كنت غير مقتدر لالتمسنا لك العذر, ولكن هل تكون سعيدا وأنت تخالف رسولنا الكريم عندما أوصانا بالرفق بالقوارير؟! بم تحس وأنت تري زوجتك أم أبنائك كسيرة النفس, تتسول أبسط احتياجاتها وحقوقها؟ هل تصبح أكثر سعادة وحبك يتضاءل في قلبها ويتحول تدريجيا إلي عتاب ثم غضب حتي يصل إلي الكراهية أو عدم الحب. كيف تقبل أن تأكل من يدها وتنام آمنا بجوارها في الفراش؟ هل تحب نفسك وصورتك مهتزة في عيون أبنائك؟
ما أنت فيه ـ سيدي ـ غريب ومرض يعكس غلظة في القلب وغفلة من عقاب الله, القادم لا محالة, فهل تلحق بنفسك وتجرب لذة وجمال العطاء والاحتواء؟أم ستنتظر حتي تفقد من منحتك أيامها وشبابها وصبرت علي قسوتك وحرمانك لها من أبسط حقوقها؟.. أدعو الله أن تذهب إلي عالم دين تسأله عن إثم ما تفعل أو إلي طبيب نفسي لعله يساعدك علي تجاوز ظلمك لنفسك ولمن أحبوك بلا مقابل!
المزيد ....

حتي الخيانة‏!‏

20-01-2012
أكتب إليك سيدي لثقتي بآرائك الملتزمة التي تتناسب مع مجتمعنا الشرقي‏,‏ وودت أن أشاركك الرد في قصة الحل الوسط‏..‏ أنا سيدة في الثلاثينيات علي قدر من الجمال والثقافة والقبول لدي الجميع والحمد لله‏.‏

نشأت في أسرة متوسطة, مكونة من أمي وثلاثة اخوة, أنا أصغرهم, توفي والدي وأنا طلفة وقامت أمي رحمها الله بتربيتنا وتعليمنا حتي اكملت معنا رسالتها بزواجنا رحمها الله, وكانت لنا نعم الأم الجادة الصارمة العطوف, ربتنا علي المبادئ والأخلاق والأمانة والصدق.. عملت وأنا في سن صغيرة وأكملت تعليمي الجامعي مع عملي حتي أريحها من المسئولية, وكرمني الله أن أبقي بجوارها حتي توفاها الله.
المهم تعرفت علي زوجي الحالي وهو في حالة مرضية إثر تجربة مر بها وتعاطفت معه, خاصة ان لي أخا مر بنفس الظروف, كان قد سبق لزوجي الزواج ولديه طفل وانفصل تماما عن زوجته قبل أن أتعرف عليه بسنتين, وقبلت الزواج منه رغم اعتراض أهلي, بل وافقته علي تقديم بعض التنازلات لصالح ابنه, ورضيت واعتبرت أن مراعاته لله في طليقته وابنه تصرف نبيل يستحق التشجيع مني, وبدأنا حياتنا ويعلم الله بأني راعيت الله في ابنه حتي الآن, وتحملت مشاكل ومهاترات وحماقات لا داعي لذكرها, حتي أحافظ علي حياتي, ولخوفي عليه من الانفعال لأن حالته الصحية لا تحتمل انفعالا, وأكرمني الله بولد, ولا تتخيل ماعانينا حتي أكرمنا الله به, لدرجة اني تعاطيت جرعات كبيرة من الهرمونات أثرت علي القلب, ولكني توكلت علي الله, والحمد لله رزقنا بالولد, وكان يوجد احتمال بأننا لن ننجب بسبب حالته الصحية, وتركت عملي وتفرغت لابني وزوجي وتحاملت علي نفسي وتحملت تعبي حتي ألبي لهم كل احتياجاتهم, والحمد لله تقدمت حالته الصحية بشكل ملحوظ للجميع, ومر علي زواجنا خمس سنوات تخللتها المشاكل العادية, ولكن ولله الحمد حياتنا تتقدم للأفضل..
أطلت عليك, ولكن وددت أن أعطي لك صورة كاملة ليكون حكمك علي هذا الأساس.. من عدة شهور وبالمصادفة البحتة اكتشفت أن زوجي ووالد ابني يخونني, وصدمت وتساءلت: ليه وإزاي وكل هذا الحب والتفاهم والتوافق.. وابننا؟!حاولت أن أعرف وللأسف عرفت انها سيدة تكبره سنا, مطلقة, وللأسف استطعت أن أتوصل لكل تفاصيل العلاقة, وياليتني ماتوصلت, هذا الرجل الذي أحببته بكل كياني وراعيت الله فيه يخونني ويدعي انه ليس سعيدا معي, مع انه دائما يشيد بي وبحبه لي, وأني حققت له كل ما كان يحلم به.. الزوج المحترم يدعي اني مش مريحاه وانه يعيش معي مجبرا, صدمتي كانت أكبر من تحملي, لكني تعاملت معه بحكمة وطلبت منه أن يصارحني لو أنا مقصرة, فقال لي: أنا عمري ما كنت أحلم باللي عايشه معاكي, طيب ليه؟ نزوة ـ شيطان, طيب نبعده عننا ونقرب من ربنا, وكمان حرام تكذب أو تخدع محبش تكون كده, فيعتذر, ويطلب مني أن أسامحه وألا أبعد عنه,لأنه لايستطيع الحياة بدوني, واني الشمعة المضيئة في حياته, ثم يعود مرة أخري إلي أن نفد صبري وتحملي وطلبت الانفصال, مع العلم اني لم أخبر أهلي بأي شيء حتي لا أسقطه من نظرهم, ولكن أخبرت أهله وتدخلوا ولاموا, وطلبوا مني فرصة أخيرة, وها أنا أعيش معه بقلب مجروح, وإحساس بالظلم والقهر, لي ولابني, فيا أيتها السيدة التي عشت وصدقت هذا الرجل وبنيت آمالا أن تتزوجيه راعي الله وعلي الأقل حاولي أن تتأكدي من كلامه, وكيف يصارحك انه سعيد في حياته, وكيف يستجدي عطفك إلا إذا ادعي أنه غير سعيد, راعوا الله فينا يا أزواجنا.. راعو الله في أولادكم الأبرياء, وراعوا الله يا من تقتحمون حياة وتخططون لافسادها دون أن تتأكدوا من صحة هذه الخطوة, يا صاحبة رسالة الحل الوسط أيرضيك لو كنت زوجة ثانية, وتبني حياتك علي ظلم وخداع وكذب؟ لا أخفي عليك ياسيدي الحالة النفسية التي وصلت إليها, ولولا إيماني بالله وابني لكنت انهرت أكثر, يكفي اني أصبحت لا أنام إلا بالمهدئ, وأخاف من كل المحيطين بي وأوشكت أن أفقد ثقتي بكل الناس, وأصبحت لا أصدقه في أي شيء, زوجتي من قرائك, انصحه بأن يعيش معي بما يرضي الله, أو يدعني أنا وابني حتي أستطيع أن أقوم بتربيته, علي نفس الفضائل التي تربينا عليها, والتي بسببها تحملت معه كل شيء حتي خيانته!

سيدتي.. ترددت كثيرا في نشر رسالتك, والرد عليك علي بريدك الاليكتروني, لأن تعدد رسائل الخيانة الزوجية أصبح يقلقني لكثرتها, وخشية أن يري القراء فيها شيئا عاديا متكررا, ولكن هل عدم النشر يعني عدم وجودها أو انتشارها, هل يسهم في الحد منها, أو انه يجعل النار مشتعلة تحت الرماد, أدعو أصدقاء بريد الجمعةإلي أن يشاركونا بالرأي والتحليل.
نريد أن نعرف لماذا زادت الخيانة الزوجية, رجل وامرأة, هل السبب هو الضعف الديني والأخلاقي؟.. هل هو حالة من الاحساس بالضعف والضياع؟ هل المرأة لم تعد تهتم بزوجها, تغريه, تشاغله, تحاصره وتغار عليه, لا تهتم بمظهرها, في مواجهة جمال مصطنع شائع في الشارع والتليفزيون والعمل؟
وهل الرجل أصبح مقصرا في بيته, مملا, غائبا, مهملا في مظهره, لا يعبر حتي بالكلمات عن مشاعره, يختزن رجولته وفحولته لامرأة عابرة ويبخل بها علي حلاله, شريكة العمر؟
الخيانة لها طرفان, رجل وامرأة, كلاهما علي خطأ, يسير إلي الهاوية في الدنيا والآخرة, وزوجك طرف فاعل في خيانة بلا مبرر, وإن كان لايوجد مبرر للخيانة, فمن لا يحب شريك حياته, عليه أن يواجهه بذلك, يحاول إصلاحه, فإن فشل, أو مال قلبه, فليعلنه ويخيره ما بين حقه في الزواج بأخري أو الطلاق, وكلاهما أهون وأشرف من الخيانة.
زوجك الذي قبلت به مطلقا وأبا مريضا, لم يقدر وقوفك بجانبه, ولم يراع تضحيتك بصحتك حتي تأتي له بالولد, فذهب للوحل بقدميه, واستمرأ الخطيئة ثقة بصبرك وتحملك. هل سيجدي معه الكلام, هل يفيق قبل أن يفاجأ برد فعلك, فمثلك يصبر ويمنح الفرصة تلو الأخري, وعند نقطة معينة, سيجد منك وجها آخر, وسيجد نفسه وحيدا منبوذا مطاردا من الله في الأرض والسماء, فهل يلحق بنفسه وينقذ ابنه من التشرد, ويستعيد زوجته المخلصة المحبة والتي لن تعوضها ألف خائنة؟.. أتمني!
المزيد ....

في خريف العمر

13-01-2012
راودتني كثيرا فكرة الكتابة إليك‏,‏ ولكنني كنت كثيرا ما أتراجع‏,‏ فأنا أتابع ذلك البريد منذ سنوات ولم أتصور أنني سأبعث إليه بقصتي يوما ما‏,‏ ثم قرأت رسالة‏(‏ الحل الوسط‏)‏ في بريدك الاسبوع قبل الماضي‏,‏ فقررت أن أكتب إليك فربما تكون بطلتها أو مثيلتها سببا في هدم بيتي الذي بنيته طوبة طوبة طوال الاثنين والثلاثين عاما الماضية‏.‏

فأنا سيدة في منتصف العمر مازلت أحتفظ بجمالي ورشاقتي بشهادة كل من حولي, ولدت لأب ميسور من عائلة معروفة في مدينتنا الكبيرة الساحلية, أبي رحمه الله لم يتوان يوما في عطائه المادي والمعنوي, فكان دوما يلبي مطالبي أنا وأخوتي خاصة وأنا ابنته الصغيرة المدللة, في سنوات دراستي الجامعية تعرفت علي زوجي, اختاره قلبي فأحببته بكل مشاعري, كان طالبا متعثرا يكبرني بعدة سنوات, شجعته علي المضي قدما في دراسته ووقفت بجانبه حتي تخرج في كليته, وتقدم لي وقبله أهلي عندما وجدوا إصرارا مني عليه رغم أن عائلته أقل في المستوي من عائلتي, نظرا لظروفه المالية الصعبة, تحمل أبي تكاليف زواجي كاملة, ولم يكلف زوجي سوي ثمن الشبكة.
وسافر حبيبي بعد خطبتي الي إحدي الدول العربية حتي يدخر ثمن الشبكة وحتي يثبت لعائلتي أنه جدير بي, وعاد بعد سنتين ليتزوجني, وسافرت معه رغم حزن أهلي لفراقي, وعشت في الغربة راضخة لنداء قلبي رغم أنني لم أكن أتصور انني سأترك بلدي في يوم من الأيام من أجل المادة, وأنا التي عاشت حياتها تتقلب في رغد العيش وترفه.
شاركته رحلة كفاحه في الغربة, مررنا فيها بأحلك الظروف وأصعبها, كثيرا ما كان يتعثر في عمله وينتقل من عمل إلي آخر, وتقلبت بنا الحياة بحلوها ومرها, كنا نصبر علي أمل أن غدا سيحمل لنا الأفضل, ولم أشتك يوما لأهلي ولم أحملهم همي فذلك هو اختياري ولا خيار لي سوي النجاح في زواجي, وعدنا إلي الوطن بعد اثني عشر عاما بعد أن رزقنا الله بثلاثة أبناء ولدين وبنت ولم نجن خلالها سوي ثمن الشقة الذي سددناه بالتقسيط طوال مدة سفرنا بالخارج, وبدأ زوجي رحلة كفاح أخري في وطنه من الصفر, ولكن الحظ هذه المرة كان حليفه في وطنه أكثر ما كان في الخارج, فتحسن وضعنا كثيرا وتوسع في عمله وأصبح له اسم ذائع الصيت في المجال الذي يعمل به, كان هم زوجي الشاغل هو تحسين مظهرنا الاجتماعي, فكان يشتري بكل ما يملك ملابس له وسيارات فخمة ويشترك في النوادي العريقة حتي لو كان ذلك بالاستدانة من البنوك حتي يجابه أقرانه الذين يسهر معهم يوميا في النوادي, وحتي يظنوا انه ثريا مثلهم, لقد حاولت كثيرا أن أثنيه عن ذلك وانه لا ضرورة للإسراف في شراء الكماليات طالما انه يتذمر عادة من مطالب البيت الأساسية من مأكل ومشرب وملابس للأولاد ودروس خصوصية, كان دائما ما يمزح معي برغبته في الزواج من امرأة ثرية تنفق عليه وعلينا, كنت أعتبرها مجرد دعابة, ولكنها كانت تعبر عن رغبة كامنة بداخله, ومرت السنوات وكلما زحف الشعر الأبيض إلي رأسه تبدلت بداخل زوجي صفات حميدة كثيرة, وظهرت صفات جديدة جعلت منه شخصا غريبا عني وعن أولاده, أصبح أكثر ابتعادا عن مشاكل البيت والأولاد, فهو يضجر كثيرا حين أشركه في مشكلة لأحد الأولاد وتجده بدلا من حلها يزيد الأمور تعقيدا بعصبيته الشديدة وإهانته لهم, حتي تجنبت إشراكه في أي مشكلة مهما تكن كبيرة, أصبح أكثر بخلا في عواطفه وماله ووقته, الذي أصبح موزعا بين عمله صباحا وأصدقائه مساء وسفرياته الدائمة للاستجمام بدوننا, أصبحت وسيطا بينه وبين أبنائه فبينهما جدار من الثلج حاولت إذابته كثيرا, ولكنه دائما ما يهدم محاولتي بدعوي ان هذا ليس دوره وانه لا يملك الوقت حتي ازداد ارتفاع الجدار بينهما كلما كبر ابناؤنا, كنت أنا وأولادي جميعا نصبر علي كل ذلك ومرت السنوات بحلوها ومرها, وتخرج الأولاد في كلياتهم.
منذ عامين, ازدادت أحوال زوجي سوءا, لاحظت اهتمام زوجي المبالغ بمظهره, وألوان ملابسه الزاهية والشبابية, فكانت صدمتي عندما علمت ان زوجي الرجل الوقور المحترم المتدين علي علاقة بسيدة في منتصف الاربعينيات, سبق لها الزواج ثلاث مرات ولها أربعة أولاد من زيجاتها, جذبه اليها انها تعمل في إحدي الدول العربية وتجني دخلا عاليا, أعادت له حلمه القديم بالزواج من ثرية رغم أنها من أسرة بسيطة جدا وليست جميلة, وانجذبت هي الي شخصه ووضعه وربما طمعت فيه أيضا وظنته مليونيرا يريحها من عناء الغربة وتشتيت أولادها.
لقد رأيتها يا سيدي في ذلك النادي الذي يسهر فيه يوميا, وقفت علي مقربة منها رأيتها وهي تتلفت باحثة عن زوجي, كنت أحترق وأنا أري زوجي وقد تحول الي مراهق يجلس بين أصدقائه وتبعث عيونه برسائل لعينيها وهي جالسة بين صديقاتها, بعد أيام قررت أن أواجهه, أقسم وهو كاذب أنه ليس علي علاقة بها, ثم ما لبث أن اعترف بأنها نزوة بدأت منذ شهور وانتهت, وانها هي التي كانت تلاحقه في هاتفه بمكالمات دولية تمتد بالساعات وانه قطع علاقته بها.
انتهت اجازتها وسافرت هي لعملها, ولكني تأكدت ان علاقتهما مازالت مستمرة, فواجهته مرة أخري فأنكر, وكانت ثورته عنيفة كادت تطيح بجدران بيتنا, دعوت الله ان يلهمني الحكمة وأن تكون نزوة قصيرة ما تلبث وتنتهي, وصبرت علي آلامي وجروح الخيانة مادامت بينهما آلاف الأميال, ومر عام وعادت في إجازتها إلينا مرة أخري, أقسم بأنني علمت بيوم مجيئها من عيون زوجي وارتباكه, وضعت بيدي هداياها في دولاب زوجي الذي ادعي انه اشتراها كذبا رغم أن بلد منشئها هي ذاتها التي تعمل بها, وبدأ في اختلاق الحجج والأسباب للسفر, فلقد قررا ان يتقابلا بعيدا عن مدينتنا وبعيدا عن عيون من يعرفونهما ويعرفونني, لا أعلم الي أي حد وصلت علاقتهما, كل يوم مر خلال فترة اجازتها الماضية كنت أمسك بيدي دلائل أخري تدل علي خيانته, دلائل لا تستطيع اكتشافها سوي زوجة عاشرت زوجها أكثر من ثلاثين عاما, بعد انقضاء اجازتها سافرت مرة أخري, ولا أعلم ماذا يدبران لي ولأولادي الأشهر القادمة إذا قررت العودة إلي مصر نهائيا.
أصبح زوجي لا يفكر سوي في نفسه فقط, وكأنه عاد شابا من جديد, إنه يدخر كل مليم لنفسه ويبخل بمساعدة ابنيه لبناء مستقبلهما, وهو القادر علي ذلك, رغم تخرجهما منذ سنوات وعدم استقرارهما بأي عمل نظرا لظروف البلد الاقتصادية, وبدلا من أن يقوم بتجهيز ابنته ويفرح بها كأي أب عادي وصلت ابنته لسن الزواج, يرفض من يتقدمون لها بحجج مختلفة.
أما أولاده فعلاقتهم به صارت أكثر سوءا, ولم يعد يجدي معهم تبريراتي الكاذبة لمواقفه المتشددة أو جفائه أو تجاهله لهم وبخله, فهو لا يعاملهم كأبنائه الذين انجبهم وإنما يشعرون به كزوج أم قاسي القلب لا يأبه بوجودهم.
في الفترة الأخيرة أصبح يستاء كثيرا من مطالب البيت الأساسية مأكل ومشرب, رغم انني لا أكلفه نهائيا تحمل أي أعباء خاصة بي كزوجة لها متطلبات مثل باقي السيدات من ملابس وخلافه.
سيدي ماذا أفعل مع هذا الرجل أنا وأولادي, خاصة انني مازلت أصر أن تظل مشاكلنا داخل جدران بيتنا, فوالده ووالدته متوفيان منذ سنوات, ولا نأمن شره إذا قررنا إشراك أحد إخوته أو أصدقائه في مشاكلنا, وربما يزداد شراسة وعنادا, إنني احترق كل يوم وأصبر ولا أظهر له انني متأكدة من استمرار خيانته لي, ماذا أفعل وقد سئمت من ارتدائي قناع الحكمة واخفاء لوعتي وغضبي منه, ماذا فعلت ليكون هذا هو جزائي في خريف العمر وأنا التي ساندته وكافحت معه طوال رحلته وفي شبابه, يعلم الله انني لم أقصر في حقوقه ولا طلباته من حنان واهتمام ورعاية ومشاركة له في الصغيرة والكبيرة في يوم من الأيام.. وماذا أفعل وأنا أري عمر أبنائي يضيع دون عمل أو زواج مثل باقي أقرانهم؟!.

> سيدتي.. ليس لدي ما أنصحك به مع مثل هذا الزوج, فقد فعلت كل شيء يمكن ان تفعله امرأة من بيت طيب, تعرف دينها وواجباتها كأم وزوجة.
فمنذ البداية وأنت تقفين مع شريك الحياة المتعثر حتي يقف علي قدميه, وعندما حاد عن طريق الصواب, رددته ولم تندفعي بهدم البيت من أجل الأبناء, صبرت علي نزواته ومعاصيه, وسترته أمام أهله وأبنائه ولكنه لم يتعلم أو يفيق من غفلته التي سيندم عليها كثيرا.
ليس لي أيضا أن أقترح عليك طلب الطلاق, فربما يكون هذا مريحا له, ولن ينعكس ايجابيا علي حياتكم, بل ربما تكون سلبياته أكثر, كما أن شخصيتك التي تلمستها من رسالتك لا تميل الي مثل هذه الحلول القاطعة الحادة.
إذن ـ من وجهة نظري المتواضعة ـ ليس أمامك إلا التعبير عن غضبك منه, عن هجره وتجاهله انت والابناء مع الحفاظ علي الاحترام الكامل له كوالد, أي بلا تجاوز أو إساءة, فحقكم ان يشعر بالجرم الذي يرتكبه في حقكم.
وأخيرا أقترح عليك ان تدعون له جميعا بالهداية في كل صلاة, فالله سبحانه وتعالي قادر علي كل شيء, والقادر علي الانتقام قادر علي الهداية.
ولم يعد أمامي إلا أن أقول لهذا الزوج ومن مثله, لا تغتر بالدنيا والمظاهر, فإذا منحتك وجهها اليوم وكافأتك علي ظلمك ومعصيتك, فتأكد ان الأسوأ قادم, فعدالة الله لا تغيب حتي لو تأخرت, وقد يكون في امهال الله لك رحمة, فإذا لم تفهم وتستقم يكون الانتقام أشد,الكثير من العمر ولي, فإذا جاء الشيب, انفرط المال وفرت النساء ووهنت الصحة, وستجد نفسك وحيدا, مغضوبا عليك من الله, تتلمس الشفقة ممن غرست في نفوسهم المرارة والحزن والحرمان, فهل لك ان تصحو من غفوتك قبل فوات الأوان, أتمني ان تتلفت حولك لتري سوء خاتمة من تسير علي دربهم, قبل ان تصبح مثلا لغيرك!!
المزيد ....

خطافة الرجال‏!‏

06-01-2012
أكتب إليك ياسيدي رسالتي هذه ردا علي رسالة الحل الوسط‏..‏ فبالرغم من انني لست متأكدا أنني بطلها‏.. لكن كثيرا من تفاصيلها قد توافقت مع قصة حدثت في حياتي, وانتهت منذ وقت ليس ببعيد مع اختلاف النهاية.

ولا أستطيع أن أجزم بأنني لست بطل تلك القصة.. فبطلة قصتي تكذب كثيرا حتي إنك لتحب أن تستمع لكذبها المحكم ان جاز التعبير.. وربما تكون هي من أرسلت إليك مدعية تلك النهاية لما حدث بيني وبينها لقناعة منها أنها خيرتني وأنا اخترت.. فابتعدت.
فأنا ياسيدي رجل لي زوجة طيبة, تزوجتها زواجا تقليديا عن طريق اختيار الأهل لابنة أحد أقاربنا, وأبناء أذوب في حبهم.. تعرض مركب حياتي لعاصفة شديدة كادت تغرقه لثلاثة أسباب أولها أن أهل زوجتي لم يكونوا يوما بأولئك الأهل العاقلين, وثانيها أن زوجتي كانت مدللتهم, وثالثها أني لم أحاول يوما أن أصلح منها خوفا علي حبي لها.
وكانت النتيجة أني تعرضت لأزمة مادية شديدة أبانت لي معادن الناس, فكان أول من تنكر لي وغير معاملته لي(بسبب تلك الأزمة) أهل زوجتي, وتبعتهم هي بدون أن تشعر, حتي تفاقمت بيننا الأمور لدرجة سيئة جدا, ولفترة لم تكن بالقصيرة. فكان ان قابلت في تلك الفترة بطلة قصتي مصادفة ضمن إطار عمل جمعنا.. ووجدتها خريجة تجربة انفصال من زوج قالت إنها تحملته من أجل أن تصنع منه رجلا ناجحا, وبدأت معه من الصفر فكافأها بخيانته المتكررة لها, فانفصلت عنه.. ووجدتني أحبها.. ووجدت فيها المرأة التي احتاجها.. فكان ما روته صاحبة الرسالة من انني صارحتها بحبي فردت ألا تفعل فأنت لست قد كلامك, وأنت رجل متزوج وصدتني في بادئ الأمر, ثم عادت وبادلتني نفس مشاعري.
وأقسم أنني كنت منذ البداية صريحا معها, فطرحت لها فكرة الحل الوسط( دون أي تلميح بانفصالي عن زوجتي).. ففي الوقت الذي أصبحت لا أستغني عنها فإنني أيضا لا أستغني عن أم أبنائي..فطرحت أنا الحل الوسط( الزواج الثاني) وبعكس ما روت صاحبة الرسالة.
ثم حدث انني صارحت زوجتي الأولي برغبتي في الزواج ممن أري انها تصلح لي وأصلح لها زوجا ثانيا فكانت النتيجة أن ثارت ثائرتها وأبلغت أهلها الذين هاجوا وماجوا وزادوا من معاملاتهم السيئة لي, بل تطاولوا علي وعلي من كنت أنوي الزواج منها بالفضائح والسباب وأفظع الشتائم, وكادوا يسببون لها فضيحة كبري في مكان عملها لولا ستر الله.
ثم ابتعدنا لفترة عادت بعدها بطلة قصتي وأعلمتني أنها تحبني مثلما أحبها, فعادت بيننا الأمور لمجاريها, واتفقنا علي الحل الوسط( كما يحلو لصاحبة الرسالة تسميته) وبدون أن يكون هناك جرح لمشاعر زوجتي التي بدأت بعد ظهور مشروع الزواج الثاني في حياتي في تحسين علاقتها بي لأبعد مدي, وأعلنت عن ندمها لما فعله أهلها في حقي بعد أن سادت القطيعة التامة بيني وبينهم.
ولم يكن هناك شيء يعكر صفو مشروع الحل الوسط سوي إحساس بطلتي بأن زوجتي الأولي والمجتمع ماذا سيقولان عنها وهي صاحبة المركز الاجتماعي المرموق بعد أن يعلموا بأمر زواجنا.. وهل ستصبح في نظر الجميع خطافة رجالة كما قالت؟
واستمر الأمر علي ذلك فترة أحببتها فيها وأحبتني, وكنت أعلم أن الحل الوسط الذي لم تكن هي مقتنعة به في بادئ الأمر هو حلنا الوحيد, حتي أنها عرضت علي موافقتها علي السرية والاخفاء لهذا الزواج.. فرددت بأنني وإياها لا نقترف حراما وإنما سنفعل شيئا أحله الله..
ثم حدثت المفاجأة التي لم تكن متوقعة.. حيث عارض أهل بطلتنا قصة الحل الوسط, ووجهوا لها التساؤلات لماذا وهي صاحبة المركز الاجتماعي والمادي المرموق تصبح زوجة ثانية.. ولم لايكون لها ومن حقها رجل وحيد منفرد؟! فابتعدت دون سابق إنذار ولم تحترم حتي مشاعري تجاهها أو تعلمني بقرارها( الذي أخذته هي منفردة بعكس ما جاء في الرسالة) فأردت أن أعرف بعد أن استنتجت ان كل ذلك كان بسبب معارضة أهلها.. فثابرت حتي وصلت إليها بعد أن اختفت عني بإرادتها ورأيتها خمس دقائق فقط خيرتني خلالها بين أن أترك زوجتي( التي سبق أن دعتني إلي التمسك بها ولو علي الأقل من باب أنني ابن أصل ولا أبيع عشرة الأيام) أو أن أتركها هي, فقلت بدون تردد ان زوجتي قد أصبحت علي قناعة تامة بعد كل ما حدث أن الزواج بأخري والتعدد هو حق شرعي كفله الله لي, وتركتها دون أن أحاول الاتصال مرة أخري بها, فهي من اختارت الابتعاد وليس أنا.
وإنني أتساءل: هل التعدد في الزواج هو من أبغض الحلال عند الله مثل الطلاق؟ وهل كان يجب علي كرجل مسلم ومهما عانيت مع أم أبنائي أن أطلقها لأحصل علي زوجة حسبتها( الهدية) التي جاءتني بعد مكافأة صبري علي الحياة؟!
وإذا كان التعدد في الزواج من أبغض الحلال فلماذا لم يذكر لنا القرآن ذلك أو الرسول الكريم في سيرته وأحاديثه؟
لقد تحدث الرسول في حديثه وجاء في القرآن أن العدل بين النساء مسألة صعبة ومهمة ولكن المتنين الشريفين وهما أصل حياة المسلم الصحيح لم يتحدثا عن تحريم أو تجريم التعدد, بل علي العكس حث الرسول أصحابه علي التعدد وأمته واتباعه علي التكاثر فهو مفاخر بنا الأمم يوم القيامة.
إن موروث الثقافة الانفتاحية التي ورثها الاستعمار لمجتمعاتنا بعد أن جثم علي صدورنا عشرات, بل ومئات السنين هي التي جعلت مجتمعاتنا تتسامح مع الخائن لزوجته( بارتكابه فاحشة الزنا والعياذ بالله) ولا تتسامح مع من يتزوج بأخري مستخدما حقا أقرته كل المذاهب الاسلامية وذهب بعضها إلي وجوبه.
وأقول قولا أخيرا لصاحبة قصتي وصاحبة الرسالة إن الحل الوسط كثيرا ما يحيي بيوتا كانت علي وشك الخراب.

< سيدي.. لا أعرف لماذا وضعت احتمالا كبيرا بأنك بطل قصة الحل الوسط, حتي انك افترضت كذب صاحبة الرسالة, لأنها قالت ما لم يحدث معك. القصص والحكايات سيدي تتعدد وتتشابه في التفاصيل, فالتجارب الانسانية تتكرر بصور مختلفة, ولكل منا قصته التي لو تطابقت ـ حتي في التفاصيل ـ قد تختلف في النهايات. لذا اسمح لي أن أبتعد عن التعامل مع حكايتك علي أنها نفس قصة الحل الوسط ونتحاور حول ما جاء في رسالتك منفصلا عما سبق نشره. سيدي.. دعني أولا أسألك من قال لك إن التعدد من أبغض الحلال عند الله, لم أسمع بذلك من قبل, اختلف علماؤنا بعضهم قال إن الأصل في الزواج هو الافراد, والبعض قال إن الأصل هو التعدد.. كما لا أعرف ـ أيضا ـ أن الرسول(صلي الله عليه وسلم) قد حث أصحابه علي التعدد, ويفتينا في هذا الأمر العلماء, ولكن المؤكد أن لكل حالة ظروفها الخاصة, والتعدد يختلف من مجتمع لآخر, فهناك مجتمعات تتعامل معه علي أنه أمر طبيعي وتقبله النساء, وقد يعشن كزوجات لرجل واحد في بيت واحد. ومجتمعات لا تقبله. أيضا يقول بعض العلماء إن التعدد يستوجب موافقة الزوجة الأولي ويعطيها حق طلب الطلاق إذا وقع في قلبها كره, وهذا يتفق مع الطبيعة الانسانية, وإلا هل يرضي رجل أن يجبر امرأة علي أن تعيش معه مكرهة متألمة, خاصة إذا كانت لم تقصر في حقه, بل في الغالب يكون هو الغائب المقصر, المهمل. فإذا كانت زوجتك ـ سيدي ـ قبلت بزواجك من أخري فما هي المشكلة؟ إذا كان لديك السعة والقدرة والرغبة فلتفعل, ومن حق المرأة الأخري التي أحببتها أن تقبل هي وأسرتها أو أن ترفض, لكل إنسان اختياره. نعم سيدي الحل الوسط كثيرا ما يحيي بيوتا كانت علي وشك الخراب, ولكنه أيضا يدمر بيوتا كانت هادئة مستقرة بسبب أزمة أو نزوة أو عاطفة كاذبة, فليس من العدل أن يبحث رجل عن سعادته ومتعته حتي لو جاءت علي حساب سعادة ومتعة آخرين!!
المزيد ....