15/1/2010
لاول مرة اقرأ فى بابكم قصة (حالة خاصة جدا) تجسد روايتى واشعر بكاتبتها وكأنها تتحدث عنى مع اختلاف بسيط فى بعض الاحداث ولكن المضمون فى النهاية واحد شعرت بصاحبة الرسالة وتذوقت معها اسمى معانى الاخلاص وتنفست روحى نسمات الحب الغائبة واشتاق قلبى لنبض الحياة نعم..فالحب هو وليد الحياة فإن كنت سيدتى المحبة على مشارف الستين من عمرها وتستمتع بلحظاتها الاولى فى حبها وهى فى منتصف العشرينيات فانا مازلت فى هذا العمر الجميل كنت استمتع به واحلم له بمستقبل باهر الى ان تغيرت الحياة وانهت الظروف التى من حولى الحلم الكبير قضيت سنوات من عمرى فى صبر واصرار ونجاح بدأت بتحقيق ذاتى فكنت شعلة من الحماس طموح عال واهداف مرسومة ودافع لتحقيق الانجاز ولم اكتف بتطوير ذاتى ونجاحاتها بل تطلعت لمجتمعى وادركت معنى الايجابية نحوه وصرت على هذا النهج حتى كنت موضع حسد بين اصدقائى وزملائى وكأى فتاة تحلم بعشها الصغير يحويها هى ومن تحب بحثت فى كل من تقدم لى عن فارس احلامى ولكن لم اجده كنت ابحث عمن صاحب رسالة تجاه دينه ومجتمعه من له هدف فى الحياة يدفعه اصراره وطموحه للتحدى وليست الحياة هى كل اهدافه عن رجل يقدر عملى ويحترمه ونسعى معا لحياة كريمة يسودها التفاهم والتوافق بيننا وان يرضى الله بأخلاقه والتزامه هذا الى جانب ان يكون انسانا بما تحمله الكلمة من معان فأشعر معه بنشوة الحب والدفء والاحتواء واتلمس فى نظرات عينيه الحنان والامان تركت الامر لله وانغمرت فى عملى الذى كنت اعشقه وبدأت بتخطيط مستقبلى وانا كلى طاقة أمل باستعانة وثقة فى الله على النجاح الى ان جاء اليوم الذى لن يمحى من ذاكرتى أبدا فها هو فارسى قد ظهر امامى واقفا يتحدث معى وانا لا استطيع ان ارد فقد جذب انتباهى له فانخلع قلبى واهتزت مشاعرى لاول مرة وكأن نفسى تحدثنى وتقول (هو ده) ولم اكذب نفسى فكان اجمل مما كنت اتمنى واحلم به ولو تحدثت عنه وعن اخلاقه وسماته وحبه لى فلن تتسع صفحاتك لهذا الحديث لقد كنا اشبه بالانسان الواحد فى كل شئ تطابق رهيب فى الصفات والطباع وحتى فى التعبير عن الحب والرومانسية والاحساس وهذا ما جعلنا ننجذب لبعض سريعا ونخطو خطوة نحو القرار كان صريحا معى وواضحا من اول لحظة عن نيته فى الارتباط بى وبالفعل تقدم لأبى ولكنه قوبل بالرفض مثله مثل كل من سبقوه لظروف اكانياته البسيطة ومع ذلك فلم نيأس ابدا وحاولنا مرارا وتكرارا لكن باءت كلها بالفشل فكنت مثل الطفل الصغير الذى يتشبت بلعبته ويرفض ان يسلبها منه احد بعدما طال انتظاره لشرائها فكم كنت ابحث عنه وانتظره وبعدما اجده أيذهب كأن لم يكن؟! فكم كان حنونا طيب القلب رقيق الاحساس متعاونا ومتفاهما جدا يفهمنى من قبل ان اتكلم ويدرى ماذا اريد اذا نظرت اليه ساعدنى كثيرا فى حياتى العملية بأن كان دافعا لى للنجاح وكانت لديه رسالة عظيمة يسعى اليها جاهدا نحو مجتمعنا وتنمية شبابنا بالإيمان كنت اعتقد انه من الممكن ان يدرك المرء ما يمناه ولو بعد حين ولكن ما الحياة إلا أمل يصاحبها ألم ويفاجئها أجل فكما قالت سيدتى المحبة فى رسالتها (من يمكنه اخفاء الدخان اذا كانت النيران مشتعلة) فحدثت الكارثة علمت اسرتى بما بيننا وقامت الدنيا ولم تقعد فبالرغم من ثقافتنا والتزامنا الشديد وحرص والدى على تربيتنا انا واخوتى تربية دينية مستقيمة الا ان هناك فجوة كبيرة فى التواصل بيننا لكل واحد فينا طريقة فى تفكيره ونمط حياته تختلف عن الآخر تماما فما حدث كان بالطبع اشبه بالصدمة التى لم يتوقعها منى احد وخسرت فيها مستقبلى كله فلم تفلح محاولاتى فى الاقناع بما احتاجه واشعره واريده ولم يقدر ما بداخلى احد فضاع الحلم قد تندهش سيدى ويندهش قراؤك ايضا وتتساءلون أيعقل ان تكون هذه هى النهاية نعم..قد لا تكون النهاية ولكن هذا ماحدث فقد خسرت عملى ودراساتى وطموحى واحلامى وفقدت رسالتى نحو كل من حولى وانعزلت عن الناس حتى عمن أحببت
وكان هذا كله نتيجة ما اقترفته منذنب تجاه اسرتى ولك ان تتخيل حالتى الان حاولت النقاش مرة والاضراب عن الطعام مرة اخرى ولكن لا احد يلين فالكل اتفق على الا اتزوجه ولو حدث فهم فى غنى عنى دعوت الله كثيرا ان يفرج كربتى ويصلح لى الحال فهو ارحم بالولد من امه وظل كل من حولى من الاحباب والاصدقاء يواسوننى فهم لا حول لهم ولا قوة ويزوروننى من حين لاخر بعد ان اصبحت قعيدة البيت ولا خروج لى الا واهلى معى علمت ايضا بحاله وحزنه على وتعاهدنا ان نحسن مع الله ليكون معنا ودعونا الله ان يكتب لنا الخير وتعاهدنا على الا نكون لآخرين وإن لم يجمعنا الله فى الدنيا فموعدنا فى الجنة بإذن الله حاربت اليأس كثيرا وواجهت الاحساس بالفشل ونهاية المطاف واشعلت بداخلى طاقة الامل من جديد بعد ان اصابنى حزن شديد لما حدث لى من انهيار كامل لكل شئ ورضيت بما قسمه الله لى واقتنعت ان ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم فاستعنت بالله على امرى وجعلت طاقة الحب التى بداخلى هى الحافز لى لأحيا من جديد وعدت ارسم حياتى وفقا لوضعها الان وكلما تكاسلت وانكسرت اتذكر ذكرياتى الجميلة فتتدفق مشاعرى فأستزيد منها طاقة تحيى قلبى من جديد واروى بها شريان الحياة
واخيرا اود ان اوجه لقرائك رسالة فأحيانا قد نعتاد الحزن حتى يصبح جزءا منا ونصير جزءا منه وفى بعض الاحيان تعتاد عين الانسان على بعض الالوان ويفقد القدرة على ان يرى غيرها ولو انه حاول ان يرى ما حوله لاكتشف ان اللون الاسود جميل ولكن الابيض اجمل منه وان لون السماء الرمادى يحرك المشاعر والخيال ولكن لون السماء اصفى فى زرقته فابحث عن الصفاء ولو كان لحظة وابحث عن الوفاء ولو كان متعبا وشاقا وتمسك بخيوط الشمس حتى ولو كانت بعيدة ولا تترك قلبك ومشاعرك وايامك لاشياء ضاع زمانها واذا لم تجد من يسعدك فحاول ان تسعد نفسك واذا لم تجد من يضئ لك قنديلا فلا تبحث عن آخر اطفأه واذا لم تجد من يغرس فى ايامك وردة فلا تسع لمن غرس فى قلبك سهما ومضى وننسى ان فى الحياة اشياء كثيرة يمكن ان تضئ فى ظلام ايامنا شمعة فأبحث عن قلب يمنحك الضوء ولاتترك نفسك رهينة لاحزان الليالى المظلمة
وفى النهاية اوجه رسالتى لكل من احب بصدق ولم يجن ثماره لا تندم على حب عشته حتى لو اصبح ذكرى مؤلمة فإذا كانت الزهور قد جفت وضاع عبيرها ولم يبق منها غير الاشواك فلا تنس انها منحتك عطرا جميلا اسعدك
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
السبت، ١ يناير ٢٠٠٠
الأمل المنشود-لا تعليق
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق