الاثنين، ١ نوفمبر ٢٠١٠

إلا أمـــــــــك‏!‏

10-06-2011
أنا أم في الحلقة السادسة من العمر أعيش في بلد ساحلي جميلة‏,‏ وتزوجت من رجل فاضل متدين رعاني وكافحنا معا بمودة وحب حتي أصبح عندي ميراث كثير من العقارات وغيرها, وانجبت بنتين وولدين ثم توفاه الله منذ عشر سنوات وتزوجت البنتان زيجيتين موفقتين وأيضا الابن الأكبر وتبقي لي ولد واحد في المرحلة الجامعية.. اين المشكلة إذن؟..

المشكلة يا سيدي هي ابني الأكبر.. فهو يشغل مركزا لا بأس به وجامعي متحضر.. وآه ياسيدي لو تعلم كلما هممت بالكتابة اليك, تسيل دموعي جارفة, فأرجئ الأمر إلي وقت آخر وهكذا, حتي قررت الكتابة الان.
منحت ابني هذا الكثير من الحب والحنان وأيضا الكثير جدا من المال حتي بنيت له بيتا جميلا واشتريت له سيارة وغير ذلك وتزوج احدي الفتيات من حولنا.. لن أقول لك انني أكره المشاكل وانني قررت منذ البداية عدم التدخل في حياة ابني حتي لا يقولوا ان الحماة تفسد حياة ابنها.. وهكذا ولكن منذ الشهر الأول تغير ابني في سلوك غريب بابتعاده عني ونفوره مني. ومع مرور الشهور تحول الي كره ومعاداة ورأيت نظرات الحقد والكره في عينيه. نسيت ان اقول لك انه تزوج في منزل آخر حتي يكون علي حريته.
أما زوجته فقد بدأت بعد شهور في توجيه ابني الي مسار اخر للاستحواذ عليه وعلي ممتلكاته وعانينا الامرين أنا وأولادي في عمليات فصل هذه الممتلكات حتي اخذ حقه كاملا وأزيد من المفروض ورضينا حتي لا يكون هناك مشاكل بيننا ثم تغير الوضع بعد ذلك, أصبح يوجه لي الإهانات والألفاظ الجارحة جدا ويكيل لي سيلا من الشتائم والاتهامات الظالمة يوميا وأنا لا أعرف سبب ذلك كله, ثم أنجب طفلين احببتهما بالطبع جدا رغم سوء معاملة ابني لي إلا أنني كنت أغفر له ما يفعله معي من أجل طفليه البريئين وتدخل بعض الناس في محاولات معه لفض هذا النزاع اليومي بيني وبينه وحثه علي معاملتي معاملة حسنة نظرا لكبر سني وانني في الأول والاخر أمه, وايضا تصدي له اخوته فكان نصيبهم كميات هائلة من السباب والشتائم القذرة فابتعدن عنه من أجل أزواجهم وخفت أن تحصل مشاكل من جراء ذلك فكففت عن الشكوي والانين.. وقام ابني بمقاطعة أختيه وخالاته وكل من يمت لي بصلة رحم حتي زملاءه.. قاطع كل من حاول اسداءه النصح, وأيضا قاطعني ومنع ولديه عني وأصبح غريبا جدا عني لا اراه إلا مصادفة في الشارع أو مع أحد من زملائه فلا اتجرأ أن أصافحه حتي لا ينالني منه شتيمة أو سفالة أو ما إلي ذلك.
صدقني يا سيدي في كل كلمة سطرتها لك.. لي أكثر من3 سنوات لا اري ولديه ولا يقول لي كل سنة وانتي طيبة يا أمي.
ولا أي صلة اللهم الا بعض الأوراق المهمة الي يرسلها لي اذا احتجت امضاء أو حضورا في فرح أو مأتم أو.. الخ.
لن أقول لك ان ابني الصغير وبناتي غاية في الأدب والاحترام ودائمو السؤال عني وفي غاية الاسف لحال أخيهم جدا.. وانني اعيش ما تبقي لي من أيام تارة أصفح عنه وتارة أستاء منه جدا لتصرفاته الحمقاء المتعددة والكثيرة والسفالات المتكررة واللسان الطويل جدا.. فهو لايستطيع كبح جماح نفسه ولا يوجد عنده فرامل للأدب ولتجاوزه.. واني أدعو الله الا يغضب قلبي عليه حتي لا يعيش باقي حياته في ندم.. ولا أشد من الندم بعد فراق الأحبة, والاقارب.. وقد تعب جسدي جدا فأصبت بالأعصاب والامها ونهج قلبي وأنا أعيش حياتي مع الله أدعو له بالهداية والمشكلة انني لا استطيع غفران ما حدث منه من مواقف متعددة شاذة في التعامل.. بعد الحب أصبح الكره, بعد اللقاء أصبح الفراق.. وأقول لك أيضا أن الفراق أصبح أيضا من زوجته وأهلها جميعهم.. ماذا فعلت لا أدري?.. لماذا الخصام لا أدري?... فقد فوضت أمري الي الله سبحانه وتعالي ولكن ارجو توجيه كلمة الي كل ابن عاق وابنة عاقة لان حسابهم سيكون عسيرا علي انفسهم وأولادهم ولك جزيل شكري وامتناني.

> أمي الحبيبة.. لا تصدمني فيما أتلقي من رسائل تحمل غدرا أو خيانة, قسوة وعنفا وإهمالا, الا مثل رسالتك, أم تشكو عقوق ابنها, عمرها الذي وهبته بطيب خاطر, لا أتخيل أبدا ابنا يقسو علي أمه, يسبها, يهينها ويقاطعها.. يفعل ذلك مع من حملته وهنا علي وهن.. وأرضعته من صدرها عامين.. سهرت علي راحته طفلا وصبيا وشابا..
ابن يسب امه وقد أمره الله سبحانه وتعالي أن يصاحبها في الدنيا, معروفا ولا يقل لها حتي أف.. امه التي ذكرها رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم ثلاث مرات وهو يوصي بأنها الأحق بحسن الصحبة والتي قال عنها عليه الصلاة والسلام ان الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات.
لماذا يسب رجل أمه ويقاطعها سنوات ويحرمها من رؤية أحفادها, ومن أجل من؟ لانها أغضبته, قالت له ما لايجب, حتي لو فعلت هذا, لا يحق له أن يرتكب تلك الكبائر ويعصي الله ورسوله.
يفعل ذلك من أجل زوجته؟ وهل من ليس له خير في أمه, التي ربته ومنحته المال والسيارات بعد الحب والحنان سيكون له خير في زوجته؟
قد يتخلص الزوج من زوجته, يتركها أو تتركه, تنقطع صلتهما إلي الأبد, لكن هل يستطيع أن يفعل ذلك مع من وهبته الحياة والوجود والسعادة, من تجري دماؤها في شرايينه؟
هل تشعر أيها الابن بنفس الأمان والحنان الذي كنت تشعر به مع أمك, وأنت في أحضان زوجتك؟ هل تعلم انك ستشرب من نفس الكأس فالله يمهل ولا يهمل.. سيكون انتقام ربك منك كبيرا وستشرب من هذه الكأس التي أذقتها لست الحبايب.. اقرأ ماذا قال فيها الإمام الشافعي
واخضع لأمك وارضها فعقوقها احدي الكبر
أمي الحبيبة... لا يشعر بالفقد إلا من يكابده, ولا يعرف معني الحرمان ولا اليتم ولا عدم الأمان بفقد الأم الا من حرم منها ومن دعواتها..
لذا فابنك جاهل وغافل, واعرف ان قلبك مهما غضب لن يدعو عليه, فادع له بالهداية لعل الله يستجيب لك ويعيده اليك طائعا مختارا مقبلا قدميك قبل يديك.
وأقول لهذا الابن الذي اشفق عليه بعد أن رأيت كثيرا آيات من غضب الأمهات علي الأبناء, عد الي ربك, لا تسمع الي زوجتك, وتذكر كيف وهبت أمك حياتها لك, أخش غضب الله, تب اليه, ولا تهدر فرصة الندم, لأنها اذا عادت الي ربها غاضبة عليك, فستندم في الدنيا والاخرة.. وما أقسي هذا الندم الذي أشفق عليك منه وان كان أقل بكثير من شفقة أمك ست الحبايب عليك... هداك الله الي طريق الصواب قبل فوات الأوان. وإلي لقاء قريب بإذن الله..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق