30-12-2011
طالما ترددت في الكتابة لهذا الباب علي الرغم من اني من المتابعين له علي فترات متقطعة, وها أنا أكتب إليك بعد أن تعرضت لمحنة نفسية عجزت عن مواجهتها..
فقد تعرفت علي رجل متزوج كان في طريقه ـ كما أخبرني ـ للانفصال عن زوجته وأم أبنائه, وأقسم لك بالله اني لم أكن أعرف أنه ليس انفصالا نهائيا.. فقد بدأت علاقاتنا علاقة يمكن أن تقول انها صداقة مع تحفظي علي هذه الكلمة.. ثم تطورت لتصبح اعترافا منه لي بحبه الذي أكنه لي منذ فترة طويلة علي حد قوله.. بعد اعترافه هذا لي كان ردي هو اني أرجو منه عدم قول أي شيء وهو لا يستطيع اكماله أو مش قده.. كان رده أن هذا هو ما يشعر به الآن أنه يحبني.. ولن أداري عليك اني كنت في قمة السعادة, بل وتمنيت أن يقولها لي من فترة طويلة, لدرجة اني كنت علي استعداد لأن أكون من يقولها له.. ولكن بدأ بها هو والحمد لله.. وبعدها صارحته بأني أحبه ولا أريد خسارته أبدا لأنه هو ماتمنيته.
لن أطيل في وصف ما شعرت به, ولكن لابد أن تعرف وتستشعر معي عندما يجد الانسان نصفه الآخر بكل معني الكلمة.. راحة من نوع غريب مع هذا الشخص لم استشعرها من قبل مع أي أحد.. تفاهم ونقاش واستماع واقتناع وثقة وثقافة متبادلة.. كل ما يمكن أن يكون توافقا بين اثنين بهدوء وتفاهم وفهم وتفهم كان بيننا.. ماذا تقول لي الآن؟ هل هو نصيبي أم كان ياريت ده كله حصل لكن في وقت وظروف أخري تغيرت قناعاتي التي كانت ترفض بأن أكون زوجة ثانية.. إلا إني كنت أقبله مع هذا الشخص فقط لأكون بجانبه لأني أريده في حياتي.
بعدها تحدث معي عن مشكلاته وانه لم ينفصل بالفعل, ولكنه يفكر ولا يريد أن يظلمني معه, أو أن يعرضني لمشكلاته, لأنه خايف علي.. ولكن في نفس الوقت هو مش عارف هيعمل ايه هل يرجع لأسرته أو يختار حياته الشخصية اللي هي أنا؟ وكنت دائمة الوقوف بجانبه والحمد لله والاستماع له, فعلي حد قوله وجد اني احتويه واستمعت له وأعطيته من الاهتمام والحمد لله وله الفضل في هذه المقدرة التي مازالت عندي علي الرغم من احساسي بنضوبها.
كان كلامي معه إلي ربما أعوض له نقصا بسبب بعد زوجته عنه وأولاده وكان رده دائما لا, ليس هذا.. انت بالفعل موجودة ولست تعويض نقص.
أقول لك اني كنت أشعرالاحساسين بنفس الوقت عندما يقول لي أحبك كنت في سعادة لاتوصف, ولكن عندما يكمل بانه مش عارف هيعمل ايه.. كنت أرجع حزينة خائفة.. وكنت دائمة تذكيره بأن قراره لن يأخذه إلا بنفسه واني مش هسامح نفسي لو في يوم من الأيام قلت له يترك أسرته من أجلي, فهذا لا أريده ولكني أريد منه حلا وسطا يرغب فيه ويرضيني.
كنت دائمة الخوف بأن هذا الحب والمشاعر والتفاهم في يوم من الأيام سيتركني ولكن ثقتي فيه تجعل هذا الخوف يتلاشي لأنه في وقت شدته كان يتحدث معي ويحكي ـ فلم أتخيل انه ممكن يبعد في يوم من الأيام.
وكان للأسف قراره اللي من جهة واحدة وهو انه يبعد علشان أولاده وانه لايستطيع أن يتركهم, وسوف تكون أنانية منه إذا تركهم ليذهب لحياة شخصية.. لم أطلب منه أن يتركهم ولكن طلبت حلا وسطا, ولكن كان قراره أيضا بأنه الحل الوسط وهو الزواج الثاني ماينفعش.. بدون سؤالي إذا كان ينفعني ولا ما ينفعنيش.. بدون سؤالي قوليلي حل يرضيكي ويرضيني.. بدون مشاعر أنهي ما بيننا طالبا مني أكون مسامحاه, لأن الموضوع مش بأيده وده كله علشان أولاده.. وبالفعل انقطعت اتصالاته التي كانت سلوتي وسعادتي طوال أيام قليلة العدد, ولكنها كانت تعني لي الكثير والكثير مما لا يمكن وصفه..
ما أشعره الآن اني لا أستطيع أن أسامحه ليس بسبب ما فعله بي ولكن بسبب هذه القدرة الغريبة علي البعد عني وعما قاله وعما جعلني أشعربه من سعادة وتفاهم وحب, وهذا ما وجده عندي وكان يفتقده في زوجته.
هل أنا مخطئة بحبي لرجل متزوج؟ مع العلم أني لم أكن أعرف بأن الزواج لم ينته بعد؟ وحتي بعد معرفتي هل أنا سيئة بأني أردت حلا وسطا وأردت أن أكون في حياته, مع العلم انه لم يكن ليرضيني أن يترك أسرته بسببي؟ أشعر بأن حياتي قد وقفت هنا, لا أستطيع النوم أو التنفس وكأنهم منعوه عني وكأنه الطير الذي تم حبسه في قفص وكانت حريته بجانب من يحب.
فقط أسأل اين هذه الفتاة التي تحدثت عن حبك لها من اعتباراتك الشخصية.. أين احساسك بمشاعرها وبكائها.. ليه علقتها بيك وأحببتها وقلت لها, وبعدها تركتها بكل برود لتذهب حتي مع صعوبة الارتباط بينكما, فأنا مقتنعة أنه من يحب لايترك حبيبه مهما كانت الظروف, بل يبحث ويبحث عن الحلول.
ادعو الله كل يوم وليلة بأن يرجعه لي فقط لأسمع صوته مرة ثانية وأخبره كم هو أفضل من قابلت وسأقابل.
أريد منك كلمة ولو بسيطة.. آملة أن تهديء بالي وقلبي الذي ذاق مالا يمكن أن يتحمل.
< سيدتي.. غابت تفاصيل كثيرة عن رسالتك, فلم تذكري شيئا عن حياتك العائلية, سنك, عملك, ومع من تعيشين, وكيف تعرفت إلي هذا الرجل.. فهذه المعلومات يمكن أن تكشف سر تعلقك به وقبولك أن تكوني في هذه العلاقة رهنا بقراره وحده وحساباته.
الواضح من البداية أن هذا الرجل لم يطرح عليك فكرة الزواج, كان في محنة, وحدة, احتياج, وربما مغامرة, فالحقيقة في حكايتك غائبة, هل هو كان فعلا علي خلاف مع زوجته, أم أولاده, أم أنها قصة مختلقة مثل كثير من حكايات الأزواج الذين يبحثون عن مبرر للدخول في علاقة غير شرعية أو البحث عن زوجة سرية أو عرفية.
طلبت منه من البداية ألا يقول لك شيئا لن يستطيع تنفيذه مش قده وهو استجاب ولم يقل لك شيئا سوي أنه يفكر ويفكر ثم اتخذ قراره ـ ويجب أن تقدري له هذا القرار ـ بأن ينسحب من حياتك ويعود إلي أسرته, في الوقت الذي كنت تقبلين أن تكوني زوجة ثانية, أنت تريدين وهو لا يستطيع.
انظري لما حدث من زاوية الخير ورحمة الله بك, فربما كان يريدك بصورة لا ترضي الله ولا تقبلي بها, وربما أيقن انك شريفة ومحترمة ولن تقبلي بأي علاقة محرمة فقرر الانسحاب.. أليس هذا كرما ورحمة من الله سبحانه وتعالي.
الانسان يا عزيزتي لا يموت إذا فشل في حبه, ولكنه قد يموت ـ حبا ـ إذا عصي الله وارتكب ما لا يحب ولا يرضي. وما حدث لك هو كل الخير, لأن مثل هذا الرجل حتي لو كان تزوجك ما أبقي عليك إلا قليلا, ووقتها سيكون الجرح أكثر ألما وعمقا. فعودي إلي نفسك, لا تفكري به, إشغلي نفسك وثقي بأن قدرك سيأتي إليك عندما يأذن الله.
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
الاثنين، ١ نوفمبر ٢٠١٠
الحـــل الوســـــــط!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق