الثلاثاء، ٣١ يوليو ٢٠١٢

تعب البنات

15-02-2008
ليست هذه المرة الأولي التي أطرح فيها هذه القضية ـ الأزمة ـ ولن تكون الأخيرة‏,‏ طالما تنهمر علي بريدي الرسائل من الآباء والأمهات والبنات‏,‏ رسائل تحمل وجعا انسانيا‏,‏ ليس لتأخر سن الزواج عند البنات‏,‏ ولكن أيضا لصعوبة حدوث هذا الزواج‏,‏ باختفاء العرسان أو عدم جديتهم‏.‏ البنات تعبانة يجري العمر بهن‏,‏ يلامسن الثلاثين من العمر‏,‏ ويتجاوزنها‏,‏ ولا أحد يطرق الباب‏,‏ وإذا طرقه العريس‏,‏ يبدو انه يبحث عن وجه آخر أو صفات أخري غير التي أمامه‏,‏ وربما لديه أطماع لم يجدها‏,‏ واحتمالات أخري بأنه عابث أو مستهتر بمشاعر الآخرين‏.‏

لماذا دائما تأتي الرسائل الحزينة من البنات الملتزمات‏,‏ دينيا وأخلاقيا؟ هل لأن حركتهن محدودة لايظهرن في تجمعات الرجال؟ هل لأنهن يرفضن علاقات جر الرجل قبل الارتباط الرسمي؟ لا أستطيع التسليم بهذا‏,‏ فالشباب أيضا يرسل لي ويشكو من انه فاشل في العثور علي فتاة ملتزمة‏,‏ محترمة‏,‏ من أسرة طيبة‏..‏ إذن ما هو السبب؟

إن نسبة الرجال تعادل نسبة النساء في مجتمعنا‏,‏ وإذا كانت لدينا فتاة تبحث عن عريس‏,‏ فإن لدينا في المقابل شابا يبحث عن عروس‏,‏ فإذا وضعنا إلي جانب ذلك ارتفاع نسب الطلاق‏,‏ فهذا يعني ان الحاجة إلي الزواج متكافئة‏,‏ وأن الطرفين يبحثان عن بعضهما بعضا‏,‏ ولكنهما لايعرفان طريق الوصول‏.

**‏ نحن امام مشكلة حقيقية تهدد أمان المجتمع وسعادته واستقراره ونموه‏,‏ فعندما تتحدث الدراسات والإحصاءات عن وجود ما يقرب من عشرة ملايين عانس‏(‏ إناثا وذكورا‏)‏ فهذا يعني وجود خلل وأزمة حقيقية‏,‏ لا أعتقد ان حلها في عودة الخاطبة‏,‏ ولا في بوتيكات الزواج علي النت أو في شقق مفروشة‏,‏ نحن في حاجة إلي مناقشة موسعة‏,‏ يشارك فيها الشباب من الجنسين والجهات البحثية والإعلام‏,‏ وأدعوكم أصدقاء بريد الجمعة إلي مشاركة أصحاب هذه الرسائل ـ والتي تمثل عينة صغيرة من مئات الرسائل التي تصلني تباعا ـ بالرأي والتحليل لعلنا نفهم ونساهم معا في تخفيف آلام البنات‏,‏ فقد تكون منهن اختك أو ابنتك‏.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق