18-04-2008
أنا امرأة أبلغ من العمر ثلاثين عاما من أسرة متوسطة الحال, تخرجت في إحدي كليات القمة وعملت لمدة سنة قبل زواجي وأربع بعده, تزوجت منذ سبع سنوات وزوجي يكبرني بثلاثة عشر عاما, وأنعم الله علي بطفلتين غاية في الروعة الأولي تبلغ ستة أعوام والثانية لم تكمل شهرها الثالث بعد.
تزوجت زواج صالونات كما يقولون, فلم أكن أعرف زوجي قبل ذلك وعاهدت نفسي ـ بعد الزواج ـ أن أبذل كل مافي وسعي حتي نعيش في بيت يرفرف عليه الحب والعطف والحنان, وزوجي ذو طابع خاص فهو ـ كما بدا لي في فترة الخطوبة ويبدو للجميع حتي الآن ـ رومانسي حالم يعشق الأغاني القديمة ويبكي كالأطفال لمشهد رومانسي أو إنساني في فيلم عربي أو مسلسل,( وهو ما يجعلني أتعجب وأضرب الكف بالكف), فهو يا سيدي يتأثر من هذه المشاهد أي أنه مرهف الحس, ولكنه معي شخص آخر يفقد مرحه وحسه المرهف ويصبح كالجليد لا يشعر بي أبدا مهما فعلت أو قلت أو حاولت التقرب منه.
لا يغازلني منذ أن تزوجنا, لم يعد يمسك يدي أو يحتضنني أو يثني علي شيء فعلته, فكل ما أفعله يعتبره أمرا مسلما به, وإذا أراد أن يثني علي شكلي أو هندامي لا يخرج عن ثلاث كلمات( كويس, معقول, مش وحش).
لا يقبلني قبل ذهابه الي العمل أو عند عودته وإذا فعلت ذلك معه يبدو متأففا كأنه مجبر علي مبادلتي المشاعر, لا يشتاق الي مهما غبت عنه ولا يغار علي باختصار لا أشعر مع زوجي بأنني أنثي بل أشعر بأنني كم مهمل أعاني من حرمان عاطفي وجسدي, حتي في علاقتنا الخاصة لا يأبه بأي مقدمات معنوية أو رومانسية فهو يشعرني بأني سلة مهملات أو مجرد أداة لإشباع غرائزه( وما أبشع ذلك الإحساس), لا يتأنق لي أبدا فهو في المنزل بملابس رثة( بيكسل يقوم يغسل وشه) رغم انه خارج المنزل يكون بكامل أناقته حليق الذقن تفوح رائحته عطرا.
وعندما أسأله هل ترضي أن تراني بذلك المنظر في البيت؟ يرد قائلا( أن الستات لازم تتزوق في البيت والرجالة لا, أنا كده كويس), وعندما صارحته بأني غير مشبعة عاطفيا وجسديا لم يكترث لكلامي ووصفني بالتفاهة وفراغة العقل, بينما هو رجل عاقل وكامل وواع ويعرف جيدا ما يفعل.
ولكن إحساسي بالحرمان يتزايد مع الأيام وافتقادي للمشاعر الحانية يسيطر علي أحلامي, فأنا أحلم بمن يمسك يدي ويملس علي شعري ويغازلني بكلمات رقيقة تخرج من القلب لتصيب القلب, وأحلم به يحتضنني كالطفلة الصغيرة ويدللني واستيقظ من نومي سعيدة لمجرد احساسي بتلك المشاعر في الحلم( ومن أحلم به ليس زوجي بل شخص مجهول فزوجي كالصخر معي لا يلين).
كل يوم يمر أشعر بجرح في كرامتي وكبريائي, زوجي لا يسيء الي باللفظ أو بالفعل, ولكنه يسيء الي بشكل آخر, بالتجاهل, فهو يتجاهل احتياجاتي المعنوية والحسية.
لقد فاض بي الكيل وطلبت منه الطلاق منذ بضعة أشهر, ولكنه أقسم انه يحبني وسوف يتغير ولكنه تغير ليوم واحد فقط ثم عادت ريمة لعادتها القديمة, حتي أن طفلتي ذات الأعوام الستة عندما تجدني أبكي وحدي تقول لي( ماما تعالي أخدك في حضني مش أنتي نفسك بابا يحضنك كده... تعالي ومتزعليش أنا هحضنك).
أخشي الإنفصال عن زوجي حتي لا أدمر حياة أطفالي, وأخشي الاستمرار معه فأدمر حياتهم أكثر بوجودهم مع أم مثلي, محطمة ومحبطة ومكتئبة, يراودني هذه الأيام حلم متكرر أني أصرخ في زوجي طالبة الطلاق حتي أثأر لكرامتي وهو يستقبل طلبي هذا بابتسامة باردة, ماذا أفعل؟ فأنا متعبة نفسيا وأشعر بأني احتاج الي علاج نفسي وعصبي.
أرجوك لا تهمل رسالتي وتعتبرها تفاهات أنا أحتاج الي حل.
* سيدتي, بعض الرجال يفهمون معني الرجولة خطأ, فيعتقدون أن في الكلمة الطيبة, والمداعبة, والتدليل لزوجاتهم ضعفا.. ولا يلتفتون الي أن الوصول الي قلب المرأة يبدأ من أذنيها, وأن الكلمة الطيبة تذيب ثلوج الأيام القاسية, فها هو زوجك الرومانسي, الذي يبكيه مشهد رومانسي, يبخل عليك بكلمة طيبة, بإطراء, بمغازلة, يري انه لو لمس يدك لاهتزت رجولته
ولو اهتم بمظهره, وتعطر لك يصبح رجلا منقوصا, غير عاقل, معتقدا أن هذا واجب علي النساء فقط, فيما يراعي ذلك, في كلماته ومظهره عندما يلتقي امرأة اخري, غير تلك التي تجلس عند أصابع قدميه, تتلمس نبض قلبه, ونظرة رضا من عينيه, مصدقا أنه امتلكها الي الأبد, لا يحتاج الي بذل أي جهد للحفاظ عليها, أو لإيقاد شمعة الحب في قلبها, ولكن عندما تنطفئ الشمعة, وتحل الكراهية أو النفور محل الحب في القلب, يصرخ الزوج, ويري زوجته خائنة متمردة.
سيدي الزوج, إنك تخالف ما أمرك به الله ورسوله الكريم صلي الله عليه وسلم الذي قال استوصوا بالنساء خيرا ماهو الخير فيما تفعل مع زوجتك.. ألا تعرف أنه صلي الله عليه وسلم جعل القبلة رسولا بين الزوجين, وحثنا علي الملاعبة, وألا يقع الزوج علي زوجته مثل البهائم؟.. ألم تتوقف أمام قوله سبحانه وتعالي وعاشروهن بالمعروف, أي معروف هذا في تجاهلك لزوجتك وإهانتها, وهل ستكون سعيدا إذا بادلتك نفس المعاملة؟
ألا يزعجك أن تلتفت ابنتك الصغيرة الي احتياج أمها الي مجرد حضن دافئ لا تجده في صدرك؟
سيدي الزوج الغافل, قد تصحو يوما فلا تجد هذه الزوجة المحبة, إما مرضا أو طلاقا, فهل ستكون راضيا بتدمير أسرة مستقرة, لأنك بخلت علي زوجتك بكلمة طيبة وبلمسة تشعرها بآدميتها وبأنها انسانة مهمة في حياتك؟ إن المرأة هي أبهج مافي الحياة, فلماذا تغتال بهجتك بثمن بخس؟
من لانت كلمته وجبت محبته, فاستعد محبة زوجتك لتحتفظ باستقرار أسرتك.. استمع الي استغاثة زوجتك, لأنك لو أغلقت أذنيك, لن تلحق بما سيفوتك, وسيجني أطفالك ثمن تصلبك وفهمك الخاطئ لمعني الرجولة.
سيدتي... لقد أخترت أن أخاطب زوجك.. ومن يفعل مثله.. أما أنت فعليك بمزيد من المواجهة والإصرار علي تغيير أسلوبك معه... إذا لم يستجب ولم تجدي في نفسك مقدرة نفسية وجسدية علي التحمل فليس أمامك وقتها إلا أبغض الحلال, ابعده الله عنكما وهدي زوجك لك ولإبنتيه... وإلي اللقاء بإذن الله.
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
الثلاثاء، ٣١ يوليو ٢٠١٢
أحلام الحرمان
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق