28-03-2008
أشكرك أنا وكل قراء بابك.. فطالما استفدنا من استقراء وتحليل مايضمه بريد الجمعة من نبض الناس وهمومهم وانكساراتهم وانتصاراتهم.. ولقد كنت أيام الاستاذ الراحل عبدالوهاب مطاوع استفيد واستمتع بهذا الباب الرائع ومازلت أنهل منه استفادة.. وخبرة.. ودعاء لاصحاب المشاكل الكبيرة.
وأنا اكتب اليك اليوم بالاضافة إلي الشكر.. لكي أطرح علي قراء بابك تجربتي التي نجحت فيها بهزيمة الشيطان.. فقد استطعت بعون الله وقوته ان اجتاز محنة عاطفية كادت تعصف بي.. وذلك بفضل آية واحدة من آيات الله سبحانه وتعالي.. فما بالكم بما تحت إيدينا من آيات القرآن الكريم كلها.. إنها كنز لمن يتفهم..وخلاصة تجربتي.. ان النيات الطيبة وحدها لا تكفي, فإذا كان أحد منا يريد أن ينجح في أي عمل يرضي الله.. فعليه أن يقرر هذا بإصرار وجهاد ويشرع في العمل.. بعدها سيدعمه الله إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم..
هذا القانون السماوي كان المفتاح السحري الذي فتح أمامي طريق الصواب.. فأنا سيدة في منتصف الأربعينات طعنني زوجي في مقتل واضطررت ككثير من السيدات أن أكمل معه من أجل أبنائي.. وان كانت حياتي معه جافة باردة.. لكن هذا نصيبي.. وبعد عدد من السنوات امتحنني خلالها المولي عز وجل.. وقعت في حب إنسان عكس زوجي في كل شئ الطيبة, الرومانسية, الكرم, الشهامة ولانني من أصل طيب وأخاف ربي.. حاولت مرارا أن ابتعد.. ولكن الضعف الانساني.. كان يغلبني فأعود من جديد..
حتي انني كنت أشعر بأن الموت أهون من فراقي له.. ولكن صراع داخلي بين قيمي وأخلاقي وديني وبين هذا الذي انساق وراءه.. ان هذه المشاعر ستؤدي بنا حتما إلي نهاية لا نرضاها لأنفسنا.. ولن ترضي الله سبحانه وتعالي.. ولا أحب لابنتي أن تقع فيها.. كيف أتوقف أذن؟ ان النيات الطيبة لا تكفي.. وحتي ان ندعو الله سبحانه وتعالي لينقذنا مما نحن فيه فلن يستجيب لنا إلا إذا فعلنا نحن شيئا.. لابد أن نبرهن لربنا عز وجل اننا نستحق أن يقف إلي جوارنا..
حتي كان الحل السحري حينما تأملت الآية القرآنية الرائعة إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم فهمت أن الله لن يساعدني حتي أغير ما بنفسي.. اذن لابد من الجهاد.. وهو الجهاد الأكبر جهاد النفس.. عرفت ان أمامي معركة مع نفسي.. في البداية كنت أشفق عليها.. فالأمر حقا صعب ولكني صدقوني.. ماأن أخذت قرار الابتعاد عن مقابلته.. عن الكلام العاطفي معه.. عن السماح له ان يلمس يدي أو أن يقبلني, حتي منحني الله ـ والقوة لله جميعا ـ قوة وصلابة وتمسكا بقراري.. وجدت الأمر رغم صعوبته.. وبرغم محاولات الشيطان المستميتة لإعادتي إلي تهوري.. وجدت الله يثبت قدمي علي طريق الصواب..
لا أخفيكم انني تأثرت إلي حد البكاء عدة أيام.. لكن الإصرار والجهاد.. كانا أسلحتي.. ومضت أسابيع وانا أقاوم حتي نجحت بحمد الله ان أكبح جماح نفسي وأصبحت أتعامل مع من أحببت في حدود الزمالة فقط.. وقد حاول هو أن أعود إلي سابق عهدي معه عدة مرات.. لكنه يئس ويبدو أن الله سبحانه وتعالي صرفه عني وكلل جهادي بالنجاح.. والآن وبعد مضي عدة شهور أصبحت قوية.. وأسخر من الضعف الذي كنت فيه, ومن الراية التي رفعها لي الشيطان لكي أسير وراءه.. وحينما قررت أن أمشي في طريق الصواب ساعدني الله سبحانه وتعالي.
وتجربتي أهديها لكل فتاة أو امرأة مازالت تسير خلف راية الشيطان.. إنجي بنفسك فهذا الطريق نهايته الفضيحة والخطيئة, والمقاومة تبدو صعبة لكن إذا صممت علي المقاومة وجاهدت نفسك فسيمنحك الله قوة هائلة علي تكملة مشوار جهاد النفس.. وستنعمين بعدها براحة الضمير, والأهم ان هناك مكافأة إلهية مجزية في انتظارك..
{ سيدتي.. نعم النيات الطيبة وحدها لاتكفي, ولكن قبل الوصول إلي هذه النتيجة لابد من التوقف طويلا أمام المقدمات, وأمام تلك المسافة التي يسير فيها الانسان من الحوم حول الشبهات, وصولا إلي جهاد النفس, فمنا من يستطيع أن يجاهد, ومنا من يضعف ويستسلم لهوي النفس, فيعاني صاحب الضمير الحي من جراح قد لا تلتئم بمرور الأيام.
وعيك بالآية الكريمة, وصحوة ضميرك أنقذاك من الدخول في متاهة المعصية, تلك المتاهة التي تدخلها زوجات بدعوي عدم اهتمام الزوج أو تقصيره, قسوته أو غيابه, فتسمح لزميل أو قريب أو عابر سبيل بالاقتراب بدعوي الصداقة أو الفضفضة حد اتكلم معاه, يفهمني ويحترم أفكاري, يهتم بي وبمشاعري تلك الجملة التي أقرأها كثيرا, وتكون هي الباب الواسع لدخول الشيطان والذي عادة ما يلبس نفس رجل قناص
يجيد وضع الفخاخ للنفوس الضعيفة الوحيدة, حتي تعتاده, تفتقده, ثم تعتقد أن ما تشعر به حبا, ولا تفيق إلا عندما تصبح هي والخطيئة وجها لوجه, وتجد هذا الشيطان الذي ادعي الحب يهينها ويتهرب منها, بل لا يتورع عن إهانتها واتهامها بالسقوط والخيانة, في هذه اللحظة فقط يسمي الاشياء بمسمياتها الحقيقية, بعد أن كان يدعي التعاطف والتفهم.
ما فعلته ياسيدتي هو الصواب المتأخر, والحمد لله أنك لحقت به, وما أقصده أن تتوقف ـ أو يتوقف ـ كل من يقرأ رسالتك, حتي لا يغامر بالسباحة في بحيرة الشيطان, واهما نفسه أنه قادر علي العودة وقتما شاء, مسقطا من حساباته قدرات الآخرين وألاعيبهم التي حتما ستقود إلي الغرق.
سيدتي.. لا أحد منا بمنأي عن نزغات الشياطين, ولكننا معا نذكر أنفسنا, ونقدم تجاربنا بحلاوتها ومرارتها حتي تكون عظة ودرسا لمن تساوره نفسه بضعفها علي التجربة أو المغامرة, وأختم بتلك الآية العظيمة من سورة الأعراف وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله, إنه سميع عليم.
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
الثلاثاء، ٣١ يوليو ٢٠١٢
بحيرة الشيطان
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق