04-07-2008
* تلقيت في بريدي هذا الأسبوع رسائل تحمل ردود فعل متباينة تعليقا علي رسالة بنات إبليس بعضها غاضب ومعاتب, والبعض الآخر محلل وناصح.
الغاضبون مثل الأساتذة كريم حمدي الأمير, ومحمد حلمي السلام, والدكتور بهاء فرج, والدكتور خالد محمود, وغيرهم, جاءت كلماتهم قاسية ـ في موضع يستحق القسوة ـ علي صاحبة الرسالة لأنها نموذج سيئ للبنات, ارتضت أن تقضي سنوات عمرها القليلة في الوحل, حتي وهي تخط سطور رسالتها لم تفكر في التوبة, ولم تقدر حجم الخطيئة التي ترتكبها..
فيما ذهب البعض إلي أن مثل تلك الفتاة تستحق الموت ولا تقبل لها توبة ـ ولا أعرف إلي ماذا يستند هؤلاء وهم يصادرون علي قرار إلهي, له وحده سبحانه وتعالي أن يغفر لعباده ويتوب عليهم ـ وبعضهم كان مدينا بشدة لهذا الرجل الذي استمرأ الخطيئة ولم يراع ضميره فيما يرتكب من إثم, ولأسرة الفتاة التي لم تلتفت إلي كل ما تفعله, ولا يمكنني تجاهل رسالة تلك الفتاة الرائعة, الناجحة في عملها
التي تراعي الله في كل تصرفاتها, واستوقفها أن مثل هذه الفتاة بكل سلوكها المشين, يطاردها العرسان, فيما تعاني البنات العفيفات الشريفات ـ وهن الأغلبية ـ من تأخر سن الزواج وغياب الفرص المناسبة, وفاتها أن الله العادل لا يساوي بين الطيب والفاسد أبدا, وأنه مع ظهور العرسان لتلك الفتاة إلا أنها لم تتزوج حتي الآن, وقد يكون في ظهورهم ابتلاء وتعذيب لها, أو لحكمة يعلمها الله وحده.
أما العتاب فكان من نصيبي لأني نشرت مثل هذه القصة, فالأساتذة إسماعيل علي, والدكتور محمد صفوت الشيخ, وزينب صلاح الدين, وسوريا, والدكتور علي الريدي, وغيرهم من يرفضون وبشدة نشر مثل تلك الرسائل, لأنها تكشف وجها قبيحا في المجتمع فيما هناك حكايات مشرقة كثيرة تستحق النشر, وأن مثل هذه القصص تزيد الأوجاع, وتحبط النماذج الطيبة الملتزمة أخلاقيا.
الرسالة استفزت الكثيرين وأفزعتهم وهذا واحد من أهدافي عندما قررت نشرها, فلم يستوقفني في قصة سقوط تلك الفتاة انحرافها, فلدي في بريدي حكايات كثيرة لمنحرفين ومنحرفات لا أميل إلي نشرها, ولا أخفيكم أن قصص الانحراف زادت بشكل لافت, ليس في مصر فقط ولكن في العالم, أما الذي استوقفني في تلك الحكاية, أن تلك الفتاة من بيت طبيعي, لا توجد أي مبررات للانحراف, وكم من بنت وجدت دلالا في صغرها
ومات والدها أو والدتها ولكنها لم تذهب إلي هذا المستنقع, توقفت أمام قصة الحب الأولي التي قد تستسهل البنت الدخول فيها رغبة في الزواج, فتخدعها الكلمات المعسولة والوعود الزائفة, أو تصديق كلمات كاذبة مفترية علي شرع الله ومفخخة مثل أنت زوجتي أمام الله.. توقفت أمام التفريط بسهولة, وما يستتبع ذلك من الإحساس بالضياع, وما ينتج عن ذلك من اندفاع في طريق الخطيئة.. توقفت أمام اختيار الصديق, فالثمرة المعطوبة تفسد صندوقا كاملا من الفاكهة.
توقفت أمام تلك الأسرة الغافلة, وأردت دق الأجراس للأسر التي تمنح الثقة لأبنائها وهم مازالوا صغارا لم يكتسبوا خبرة الأيام, عقولهم صغيرة, خداعهم يسير, والحياة خارج البيت قاسية وممتلئة بالذئاب.
لست من الذين يفضلون دفن رؤوسهم في الرمال, وأري أن الصراخ فرض عين عندما يلم الخطر بأغلي ثروة نمتلكها وهي الإنسان, وهذه المساحة بؤرة ضوء كاشفة لعورات المجتمع ومناطق الخلل فيه بقصد الالتفات إليها وعلاجها, ورسائلكم هي التي تكشف نقاط الضعف, وهي التي تنير الطريق بالحكايات المشرقة, وأنا لست ـ بهذه المساحة ـ إلا مرآة لما يدور في قاع المجتمع وعلي سطحه.
وفي النهاية لابد من تأكيد تفهمي لكل الرسائل الغاضبة والعاتبة, واحترامي لكل كلمة جاءت بها حتي لو كانت عكس طريقة تفكيري, مع افتراضي الدائم بأن أصحابها علي صواب يحتمل الخطأ, وبأن وجهة نظري خطأ تحتمل الصواب.
واسمحوا لي أن أعرض بعض الرسائل التي تحمل لرؤية أخري لقصة بنات إبليس, فهي صوت ثالث بيننا.
المحرر
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
الثلاثاء، ٣١ يوليو ٢٠١٢
بنات إبليس من الغضب إلي العتاب
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق