الثلاثاء، ٣١ يوليو ٢٠١٢

وجع المستقبل

07-11-2008
هل هناك علاقة بين إدمان الشباب للمخدرات‏,‏ وأزمة الزواج التي طالت ملايين الشباب من الجنسين؟

سؤال طرحته علي نفسي‏,‏ بعد أن تكاثرت في بريدي رسائل الأصدقاء تعليقا وأنينا علي رسالتي الأسبوع الماضي من بريد الجمعة‏:‏ رائحة الحياة وبعد الثلاثين‏.‏
المحرر


شباب وقع في دائرة إدمان المخدرات لأسباب مختلفة‏,‏ جهل‏,‏ اندفاع‏,‏ مراهقة‏,‏ غياب الرقابة الأسرية‏,‏ أمراض نفسية‏,‏ أصدقاء سوء‏,‏ وبراعة تجار المخدرات ومقدرتهم علي التهريب وترويج سمومهم لأسباب سياسية ومادية‏,‏ ومواجهة قاصرة‏,‏ تجعل فرص العلاج محدودة بإمكانيات متواضعة بعد القصور في منع المخدرات ويبقي السبيل جهود طيبة من جمعيات أهلية ومبادرات شخصية‏.‏

وشباب حائر يحلم بإكمال نصف دينه‏,‏ يبحث عن زوجة أو عن زوج‏,‏ فيصطدم بصعوبة تكاليف الزواج‏,‏ تطل البطالة بوجهها الكريه‏,‏ فيعجز خريجو الجامعات عن ايجاد فرصة عمل مناسبة للمؤهل فيضطر لقبول وظيفة غير مناسبة لمؤهله أو لمن تكافئه في المؤهل والمستوي الاجتماعي‏,‏ أو يصطدم العريس بشروط وطلبات من أهل العروس لايقدر عليها‏

فإذا أضفنا الي هذا شيوع الانحلال وسهولته‏,‏ وانتشار الزواج العرفي والسري وغيره من ألعاب الزواج‏,‏ سنجد أنفسنا أمام الوجه الآخر لفتيات شريفات تعلمن وطال انتظارهن لابن الحلال‏

فمكثن في بيوتهن في احباطات نظرات الأهل والجيران وكلماتهم الجارحة‏,‏ أو خرجن إلي الحياة يرتقين في أعمالهن أو دراساتهن لتبتعد المسافة بينهن وبين من يقاربهن في العمر‏,‏ من حيث المستوي المادي والثقافي‏,‏ فلا يبقي لهن الا لقب عانس وحسرة في القلوب قبل البيوت‏.‏

ما يربط بين أزمة وظاهرة إدمان الشباب‏,‏ وعنوسة الرجال والبنات‏,‏ هو أنهم شباب‏,‏ ضحايا‏,‏ وأحيانا جناة‏..‏ هم مستقبل مصر‏,‏ هم الأمل الذي يجب ان يتفرغ في أحلي سنوات عمرهم للعطاء والبناء‏,‏ ولكنهم للأسف يتحولون الي وجع في قلب مصر‏,‏ وجع يحتاج الي دواء‏,‏ إلي اهتمام‏,‏ إلي مشروع حاسم وعاجل‏,‏ إن لم يكن من أجلهم‏,‏ فليكن من أجل مستقبل مصر‏!‏

بين عيونكم شهادات للحلم والأنين‏,‏ تأملوها لنفكر معا في طريقة للنجاة‏.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق