الثلاثاء، ٣١ يوليو ٢٠١٢

الوجع الكبير

22-02-2008
‏{{‏ كنت أعرف جيدا أن الزواج أزمة كبيرة في المجتمع‏,‏ وأن تعب البنات القضية التي أثرتها الأسبوع الماضي ستلمس وجعا في كل بيت‏,‏ ولكن مالم أكن أتخيله‏,‏ أن الوجع كبير ومؤلم إلي هذا الحد‏,‏ وأن الكثيرين غيري يرون الأزمة شاخصة أمام عيونهم‏,‏ وإن كانوا ـ مثلي ـ لا يعرفون حلا محددا أو تشخيصا واضحا لها‏.‏

فعلي مدي الأيام القليلة الماضية ومنذ نشر رسائل البنات والأمهات وصلني أكثر من ثلاثة آلاف رسالة‏,‏ من كل انحاء مصر‏,‏ من فتيات يعشن الأزمة ولايعرفن طريقا للحصول علي حقهن الطبيعي في الحياة‏,‏ ومن آباء وأمهات يعبرون عن حسرتهم وهم يرون العمر يمر بأبنائهم ـ بنات وشبابا ـ بدون زواج‏,‏ ومن شباب يشكون من تعسف الآباء ومغالتهم في الشروط والطلبات عندما يتقدمون لطلب الزواج من بناتهم‏,‏ ومن البنات أنفسهن وأحلامهن غير الواقعية‏.‏ ولست في حاجة للقول بأني تلقيت أيضا المئات من طلبات الزواج من صاحبات رسائل الأسبوع الماضي‏,‏ وهذه الرسائل لدي بريد الجمعة إذا أردن الإطلاع عليها أو اتباع هذا الأسلوب في الزواج‏,‏ فليتفضلن بزيارتي ـ صاحبات الرسائل وأسرهن فقط ـ عصر الثلاثاء المقبل‏.‏

أيضا وصلتني رسائل بها اقتراحات متعددة‏,‏ بدءا من تولي مؤسسة الأهرام إنشاء جمعية أو هيئة للتزويج‏,‏ وهذا أمر صعب لا أملك فيه رأيا ويحتاج إلي مؤسسة متفرغة لهذه القضية‏,‏ ومرورا بتفعيل دور المسجد والكنيسة في جمع الرؤوس في الحلال‏,‏ ووصولا إلي الجمعيات الأهلية ومواقع النت‏,‏ والدعوة إلي تعدد الزوجات‏.‏

أعتقد بعد كل ما تجمع أمامي‏,‏ وما عبرت عنه الرسائل وجسدته من وجود أزمة تهدد سلامة المجتمع واستقراره‏,‏ فإن البداية لابد أن تكون من خلال تولي جهات حكومية وأهلية عمل دراسات وندوات لنحدد معا من أين بدأت هذه الأزمة وأسباب تزايدها‏,‏ ووضع الخطط لمواجهتها من خلال المساجد والكنائس ووسائل الإعلام والمدارس والجامعات‏,‏

فالمهم ليس رصد الأزمة أو الاعتراف بها‏,‏ وإنما الجدية في مواجهتها حتي تستريح قلوب الشباب والآباء‏,‏ وها نحن سنبدأ بنشر بعض الرؤي والاقتراحات لهذا الوجع الكبير‏.‏
المحــــــــرر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق