03-10-2008
أنا شاب أبلغ من العمر32 عاما حاصل علي بكالوريوس من إحدي كليات القمة في جامعة القاهرة, بعون الله حصلت علي العديد من الدراسات العليا في مجال تخصصي وعملت ببعض الشركات العالمية في مصر مما اكسبني خبرة لا بأس بها في مجال الصناعة.بجانب هذا لي العديد من الهوايات الحميدة مثل القراءة وخصوصا العلمية والتاريخ ولي من الهوايات الرياضية كثير فكنت لاعب كرة قدم في اكبر ناد في الجيزة ولكن لم أستطع التوفيق بين دراستي والكرة, والكرة بالنسبة لي كانت هواية اصبحت الآن احترافا من حيث التحليل والتدريب متطوعا في قطاع ناشئي النادي الذي تربيت به.
تربيت في اسرة كريمة ميسورة الحال, اب وام مثاليان, اطال لي الله في عمرها, انا الابن الثاني بعد أختي الكبري( توفاها الله منذ3 سنوات) وبعدي ولد وبنت توءم.
تعرفت بعد تخرجي بعامين علي فتاه, انجذبت لها بشده لعقلها الراجح وطموحها الواضح وشكلها المقبول, تمت الخطبة ومن ثم الزواج.
ولكن وجدت ما لم اكن للحظة اتخيله, انسانة عكس كل مارأيته منها هي وأهلها, فوجئت في شهر العسل( سافرنا الي أحد المنتجعات المصرية) بانسانة أخري اقل ما يقال عنها انها قبيحة الوجه( كانت دائما في منتهي الجمال بالمساحيق ايام الخطوبة) ولحسن نيتي وعقليتي العملية لم أشك انها تواري عيوبا, ستقول لي: الجمال ليس كل شيء, انا معك تماما ولكنها ايضا كانت قبيحة المعشر, المهم حاولت مرارا وتكرارا اصلاح ما بها من عيوب شخصية ولكن هيهات, حاولت الاستعانة بأمها وأبيها ولكن امها أصعب منها بمراحل, أما الاب فحدث ولاحرج ليس له ادني كلمة في بيته فهو اضعف شخص في العائلة بسبب جذري لا اريد الخوص فيه.
رزقني الله بطفلة عمرها الآن4 سنوات ثم بطفل عمره نحو عامين لم يمر يومان متتاليان في الحياة الزوجية بلا مشاكل, أرهقت اعصابي فكان القرار بالطلاق بعد وفاة اختي الكبري ــ رحمها الله ــ هي واولادها الاثنان وزوجها ـ في حادث سير خارج البلاد, كانت طليقتي تكره اختي الكبري بلا سبب واضح لي مما عجل بي باتخاذ قرار الطلاق( انا بشر) وذهبت طليقتي لحال سبيلها وإلي الآن لاتعاملني في اولادي بما يرضي الله, والادهي عندما تزوجتها كنت اعرف ان عمرها اقل مني بعام واحد ولكني بعد الطلاق اكتشف من جواز سفرها انها اكبر مني بـ4 سنوات!! سألت عن الموقف القانوني قالوا انني استطيع وبسهولة حبسها عن طريق النيابة العامة, ولكني لم استطع فعل ذلك فهي ام اولادي.
قلت الكثير السيئ عنها ولكن لها من الجيد كثيرا بالنسبة لأولادي فهي مربية ماهرة أطمئن كثيرا وأبني معها. الي هذا انتهت قصة طليقتي حتي وقتنا هذا وبيننا المحاكم.
ـ بعد الطلاق مباشرة تعرفت علي فتاة تصغرني بـ8 اعوام وكانت وقتها تدرس بنفس كليتي ولكن في تخصص آخر وجامعة أخري, اقل ما توصف بانها ملاك, حسنة العشرة لها من الادب مالا نتخيله والثقافة والعلم والتدين.
مرت بنا الايام وكل يوم يقربنا اكثر واكثر وكان لنا من المشاركات كثير في عمل الخير معا العلاقة وصلت الي حد اقتناعي التام بها كزوجة بعد تخرجها, واحساسها بي, كنت الحبيب والصديق والأب علي حد قولها لي.. تقاربنا وتقاربنا الي ان حدث مالم نخطط له ابدا, تقاربنا جسديا ـ في حدود وبدون تجاوز ـ لي شقة خاصة كانت تأتي لي بين الحين والآخر, أحلف بالله شعوري كان اني مع زوجتي فهي روحي وعقلي فهي بالنسبة لي مشروع المستقبل.. مع مرور الايام وفي صيف العام الماضي كنت اعاني مشاكل جسيمة في عملي فقررت أن أسافر في اجازة سلبية لإحدي المدن الساحلية وكنت اطلعها بكل شيء, عرضت هي علي مشاركتي الرحلة فوافقت علي الفور وذهبنا, وبالطبع هي كذبت علي اهلها بأنها ستسافر مع اصدقاء من الجامعة المهم, بطريقة او بأخري والدها عرف انها كانت معي وعند الرجوع الي القاهرة طلب مقابلتي( تخيل موقفه وتخيل موقفي) ولانها حبي الوحيد واملي واقتناعي التام قررت المواجهة مع والدها لانني لايمكن ان اتخلي عمن اعطتني الحب بلا حدود كانت مقابلة والدها اسوأ مايكون,
بالطبع هو كان ثائرا ولكني للاسف لم أستطع احتواءه بسبب معاملته الفظة لي رغم كامل اعترافي بخطئي وكذلك هي, كنت آمل النظر الي الامام, فانا اريدها وهي كذلك, ولكنه حملني المسئولية انني الذي أغويتها وهي كالقطة العمياء, ورفض تماما مسألة الزواج وأنهي المقابلة بمنتهي القسوة ولانها احساس عمري كله ولانني لا أيأس بسهولة. اتفقت وحبيبتي علي ابقاء العلاقة كما هي لعل أن يجد في الأمور أمور.
مع العهد بالتمسك ببعضنا البعض ومع الوقت تغير حال حبيبتي, تارة جميلة معي كعادتها وتارة غير طبيعية وتصطنع المشاكل وتقول لا أمل, أنا اعرف والدي وفي نفس الوقت لاتتخيل نفسها زوجة لرجل غيري فجأة وبدون مقدمات قررت هي الانفصال عبر اتصال هاتفي رغم وجود عهد بيننا احسست بالخيانة, خيانة العهد, ثارت داخلي ثورة عارمة وقررت الرد بعنف وبدون اي حسابات, وهنا فعلت مالم اكن اتوقع ان يأتي مني. بعثت رسالة كتابية لوالدها أقول له كل ما حدث بيننا وذلك لأعرفه انها كانت مشاركة لي ولماذا يحملني الوزر وحدي.. نحن اثنان كنا حالة غير طبيعية من الحب والثقة, الآن اشعر بندم صارخ, لا أنام لاحساسي انني أذيت مشاعر أب فأنا مثله لي ابن, احيانا اضع نفسي مكانه, فرغم كل ما قلته حقيقي ولكن اشعر بصدمته.
ـ اريدك ان تكون وسيط خير بيني وبينهم.
ـ تبت الي الله الغفور واستغفرته واشعر انه غفر لي وأريدهما ان يغفرا لي
وقل له انني اريدها علي سنة الله ورسوله, كما قلت لك سابقا انا والحمد لله ميسور الحال عندي بإذن الله من امكانيات الزواج مايكفي لاتمامه.
ـ آسف لك لسوء الاخلاق الذي لمسته في تعاملي مع حبيبتي ولكني بشر واخطأت تحت تأثير الحب وللعلم انا مشهود لي في محيط الاسرة والحي بحسن الخلق.
سيدي.. لاأعرف من أين أبدأ معك.. فلا أريد التوقف طويلا امام خطاياك ومعاصيك, فقد استشعرت خطأك وتبت الي الله وتشعر انه سبحانه وتعالي قبل توتبك, وان كنت اتوقف امام علاقتك الخاطئة مع تلك الفتاة التي تسعي الان للزواج بها, وسبب توقفي انك تبرر الخطأ ولاتستعظمه, تصف نفسك وإياها بالتدين وأنتما غارقان في الوحل, فأي تدين هذا الذي لايعصم صاحبه من الخطيئة؟
وأي مبرر هذا الذي يسمح لرجل ولفتاة بمثل هذه العلاقة مستندا الي مجرد احساس بانها زوجتك؟... لماذا لم يكن الدخول من الباب هو الأكثر يسرا وحلالا؟
سيدي.. أخطأت منذ زواجك, بقبولك زوجة لاتستبين ملامح وجهها بسبب المساحيق, كما لم تستبين اخلاقها واخلاق اسرتها, اي زواج هذا الذي يدفع ثمنه ابناء بلاذنب لانك متعجل ومندفع؟
هذا التعجل والاندفاع الذي يحكم شخصيتك هو الذي جعلك ترتكب حماقة كبري, بإرسال تفصيل علاقتك بتلك الفتاة الي ابيها, سترك الله ولكنك آبيت الا الفضيحة, فأهنت اب وصدمته في ابنته, وحطمت جدار الثقة بينك وبين تلك الفتاة واسرتها, وكأنك تبتزهم وتهددهم للزواج بابنتهم.
انها لعنة الخطيئة ياسيدي ـ فمابني علي خطأ ومعصيته لن يؤدي ابدا الي صواب وحلال, لان ظلال ماحدث ستكسو تلك العلاقة وستهددها دوما.
تقول انك تبت الي الله وتستشعر مغفرته, وما لله لله, اما ماارتكبته في حق هذا الاب وتلك العائلة يستوجب منك جهدا كبيرا وسعيا حثيثا ليغروا لك ويتجاوزوا عما ارتكبته في حقهم, بعدها يكون لهم القرار في قبولك او رفضك, وان كنت استشعر ان تلك الفتاة زالت الغشاوة من علي عينيها بعدما تعرضت له واكتشفت انك لست السخصي الذي يمكن ان تثق به وتكمل معه حياتها.
ما اقوله لايعني اني ألتمس لها الاعذار فيما ارتكبت, فقد اخطأت هي الاخري في حق ربها ونفسها واسرتها, عندما اندفعت في مشاعرها ولم تعرف حدودا للمشاعر, وان ماقد يرضيها الان ويسعدها ـ مؤقتا ـ سينقلب لعنة وفشلا. ايضا يتحمل الاب والام المسئولية, كما يتحملها, كل اب وام يترك ابنته في هذه الحياة القاسية بدون متابعة, لتخرج كما تشاء وتسافر مع رجل مدعية انها مع صديقتها.. فهذا التفريط والتاهل يقود في النهاية الي مآس وخطايا مثلما فعلت هذه الفتاة.
سيدي.. ها انا قد نشرت اعتذارك لتلك الاسرة, وقدمت عرضك نادما علي مافعلت, وان كنت اطالبك بالمزيد من الاعتذار لهذه الاسرة, اسأل الاب والفتاة, اذا كان الصفح وحده كفيل بقبول بمثل هذا الزواج فإني ادعوهما الي مزيد من التفكير قبل اصدارهما قرارهما النهائي.. ولكم ولنا جميعا التوفيق والهداية, وكل عام وأنتم بخير.. وإلي لقاء بإذن الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق