السبت، ١ أبريل ٢٠٠٠

الأبــــواب المغـلقـــــــــة

04-06-2004
أنا شابة عمري‏25‏ عاما ارتبطت بزوجي بعد قصة حب كبيرة وأنا سعيدة معه والحمد لله وهو يحسن معاملتي ويرعي الله في كل شئوني لكن مشكلتي علاقتي مع أهلي حيث أني تزوجت بدون موافقتهم بعد أن أعيتني الحيل معهم لاقناعهم بمن أحببته‏,‏ وزوجي والحمد لله متدين ومواظب علي الصلاة ومستواه العلمي والاجتماعي جيد ومقارب لمستوي أسرتي إلا أن والدي ووالدتي عاشا في دولة عربية لفترة طويلة فأصبح مستواهما المادي أفضل من مستوي أهل زوجي‏.‏ وقد تقدم فتاي إلي والدي وأنا في السنة النهائية من دراستي بإحدي كليات القمة‏,‏ إلا أن والدي طلب تأجيل هذا الموضوع إلي أن أكمل دراستي‏,‏ وسافر أبي وأمي إلي حيث يعملان في الدولة العربية وتركاني مقيمة في سكن للمغتربات كما اعتدت أن أفعل كل عام‏.‏ وكنت خلال تلك الفترة التقي بفتاي بعد أن تأكدت من حسن نيته ومن جديته‏.‏ واكتشفت في هذا الشاب صفات جميلة كثيرا ما حلمت بها‏.‏ إلا أن الرياح جاءت بما لاتشتهي السفن‏,‏ فقد علم زوج أختي أنني ألتقي بهذا الشاب عن طريق أحد أقاربه الذي رآنا معا فاستدعاني زوج أختي وطلب مني ألا ألتقي بهذا الشاب مجددا إلي أن يأتي والدي‏.‏ واستأت كثيرا من تدخل زوج أختي في هذا الموضوع الشخصي ولأني بشهادة الجميع انسانة عاقلة وراشدة كما أن علاقتي بفتاي لم تكن تشوبها أي شائبة فلم أستمع لكلامه واستمرت علاقتنا لكي نتعارف أكثر وتتم الخطبة بعد عودة والدي‏,‏ إلا أن زوج أختي استمر في فرض وصايته علي بتشجيع أختي حتي أنه منعني من الذهاب إلي الكلية ومنعني من الخروج أو التحدث بالهاتف لأي سبب وراحت أختي تشوه صورة هذا الشاب لدي والدي إلي أن وصل إلي مرحلة الرفض التام له‏,‏ ولأول مرة في حياتي رسبت في مادتين وأنا في السنة النهائية بسبب غيابي عن الكلية‏.‏ واعتقد والدي أن فتاي هو السبب في تأخر مستواي الدراسي علي عكس تفوقي السابق وزاده ذلك رفضا له وكانت أمي غير موافقة منذ البداية لأنها كانت تريد أن تزوجني من طبيب وتحلم لي بمستوي معين من الحياة‏.‏ وزاد الطين بلة أن أخي الأكبر كان مسافرا وعندما عاد أبلغته أختي بما كان من أمري‏,‏ فكره أخي فتاي قبل أن يراه أو يتعرف عليه وراح أخي يضربني كلما علم أني اتصلت به‏.‏ وبذلك أصبح الجميع ضدي دون أن يحاولوا معرفة هذا الشاب أو يلتقوا به‏,‏ وهو من ناحيته كان يحاول اقناع والدي‏,‏ وأبي يصده ويسوف في موضوع الارتباط ويؤجله إلي بعد امتحانات الدور الثاني أو بعد النتيجة إلي أن أخبرني عمي أنه قا

بل فتاي مع والدي وأن رأيه فيه أنه شاب جيد وطلب مني الانتظار حتي ظهور النتيجة وانتظرت والتزمت بوعدي لعمي بعدم مقابلة فتاي إلي أن يسمح لي بذلك‏,‏ وسافر أبي مرة أخري لعمله وأحسست أنه يتلاعب بمشاعري وساءت حالتي الصحية وأصبت بارتفاع ضغط الدم‏,‏ وهزل جسمي إلي أن رجع أبي وطلب فتاي مقابلته وفوجئت برده الحاسم بأنه يرفض زواجي من فتاي رفضا قاطعا جامعا وحاولت التحدث معه واقناعه بكل الوسائل بالكلام والصمت والبكاء والامتناع عن الطعام فلم يجد ذلك شيئا‏,‏ وكان مبرر أبي للرفض هو أن فتاي أقل من مستوانا وأني أستحق من هو أفضل منه‏.‏ واستمر الوضع هكذا لمدة عام ولم يخطر ببالي ذات يوم أنني يمكن أن أتزوج هذا الشاب بغير وجود أهلي ومباركتهم لزواجي‏..‏ لكني لم أجد مفرا في النهاية سوي ذلك وعقدت قراني عليه وتكتمت الأمر عن أهلي وبعد فترة واجهتهم بزواجي منه فقابلوني بعاصفة من الضرب والسب والاهانة حتي خشيت علي نفسي من تهور أخي الذي لم يكن قد علم بعد بزواجي فتركت البيت وتوجهت خائفة وحزينة إلي أهل زوجي بعد أن صارحهم زوجي أننا متزوجان وكانت لديهم خلفية عن رفض أهلي لابنهم فاستقبلوني بكل الحب وأحسست من أول لحظة أنهم أهل لي‏.‏ وتخلي والدي ووالدتي عني تماما ولم يتحملا أي شيء من تكاليف الزواج أو تجهيز شقة زوجي التي يمتلكها وتكفل والد زوجي الحبيب بكل تكاليف الأثاث وحتي أغراضي الشخصية ولم أحصل من أبي وأمي إلا علي ملابسي‏,‏ مع العلم أنهما قادران وجهزا شقيقتين لي علي أكمل وجه‏,‏ وحاولت اصلاح علاقتي بهما بعد انتقالي إلي منزل زوجي إلا أنني لم أجد منهما إلا الجفاء خاصة والدتي‏,‏ وبعد محاولاتي المستميتة تحسنت علاقتي بهما إلي حد ما‏.‏ إلا أن والدتي لم تأت لزيارتي في بيتي‏,‏ حتي الآن ورغم مرور‏3‏ سنوات علي زواجي وأنا الآن حامل ولدي طفل جميل وسعيدة جدا مع زوجي والحمد لله ولم أندم للحظة واحدة علي اختياري له غير أن أهلي وبالرغم من زيارتي لهم كل فترة لا يسألون عني أبدا وزوجي يشجعني علي زيارتهم دون أن تكون له أي صلة بهم فهل أنا مخطئة لأني اخترت حياتي كما أريدها؟‏!‏

إنني أعرف أنني أخطأت ولكني لم أكن لأرتكب هذا الخطأ لو كانوا وافقوا علي زواجي منذ البداية ولم يحرموني من رضاهم عن اختياري‏,‏ والسؤال الذي يقض مضجعي هو‏:‏ إلي متي سوف يستمر جفاؤهم لي وألا تشفع لي سعادتي مع زوجي لكي يسامحوني علي زواجي بغير علمهم ويعلموا أني لم أسيء الاختيار‏.‏

ولكاتبة هذه الرسالة أقول‏:‏
بقدر عمق الجراح يتأخر الشفاء ويطول العلاج‏..‏ وإذا كانت جراح الجسم قد تبرأ في وقت معلوم‏,‏ فإن جراح النفس بطبيعتها بطيئة البرء والشفاء‏,‏ فاصبري علي أبويك إلي أن يداوي الزمن جراحهما‏..‏ ويذيب المرارة التي شابت نفسيهما تجاهك‏,‏ وواصلي سعيك الدءوب لاسترضائهما والاعتذار إليهما عن خروجك علي طاعتهما وزواجك بمن اخترت بغير إذنهما وفي غيبتهما‏,‏ وأشركي زوجك معك في محاولات الاصلاح ورأب الصدع فالحق أنه مدين مثلك بالاعتذار لأبويك عن زواجه منك بغير إذنهما ومباركتهما‏,‏ ومن واجبه تجاهك أن يشاركك الجهد في ترضية النفوس والإقرار لأهلك بخطئكما في حقهم والاعتذار عنه‏,‏ ولتكن سعادتكما معا‏,‏ وحسن عشرة كل منكما للآخر وانجابكما لطفلكما الأول والاستعداد لاستقبال الطفل الثاني خير شفيع لكما لدي أبويك لكي يتجاوزا عما حدث‏,‏ ويفتحا لكما أبواب قلبيهما المغلقة الآن دونكما ويكفيكما عقابا لكما علي ما فعلتما فترة الجفاء والتحفظ السابقة كما يكفيك أن حجب عنك أبواك مساندتهما لك عند الزواج‏,‏ فلم يتكفلا بأعبائه كما فعلا مع أختيك‏,‏و حتي اضطر زوجك لتحمل كل تكاليفه بغير مشاركة من أهلك‏,‏ وفي ذلك ما فيه من حرج لك ونقص في الاعتبار‏,‏ كما يكفيكما أيضا مرور ثلاث سنوات علي زواجكما لكي يعيد أبواك النظر في موقفهما منك‏..‏ ويعدلا عن التحفظ معك‏,‏ وتعود العلاقة الطبيعية بينكما‏,‏ واني لآمل ألا تحرمك والدتك من مودتها ومشورتها واهتمامها بأمرك كما تفعل مع بقية أبنائها‏,‏ كما آمل أيضا ألا يغلق والدك أبواب رحمته دونك وأن يرجع إلي سابق عهده معك راعيا وسندا لك في الحياة‏,‏ كما ينبغي للأب دائما أن يكون بالنسبة لأبنائه مهما تورطوا في حماقات في بعض الأحيان‏..‏

وأحسب أنه لن يطول الوقت قبل أن تشرق شمس حياتك برضا أبويك عنك وصفحهما عما كان من أمرك‏,‏ واغداقهما عليك بالعطف والرعاية كما هو قدر الآباء والأمهات دائما علي طول الزمان‏.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق