03-09-2004
بعيدا عن الجدل المحتدم حول ما أصاب اللغة العربية من هوان, والدعوة إلي تطويرها بما يواكب مقتضيات العصر واخراجها من قوالب الجمود والتحجر, التي سادت نحو خمسة عشر قرنا, أود الإشارة إلي أن جميع اللغات الحية في العالم لها قواعدها الثابتة التي لم تتغير منذ نشأتها, وأن المتحدثين بتلك اللغات يتحاورون بالعامية التي لاتحترم قواعد النحو والصرف أو الأصول اللغوية للمفردات, بينما يستخدمون الفصحي في كتاباتهم الأدبية والعلمية والإخبارية.. إلخ, دون أن يقال إنهم مصابون بالشيزوفرانيا أو الفصام العقلي.
وربما يكون التطور الأوحد الذي طرأ علي مختلف اللغات الحية في العالم هو اضافة مفردات جديدة لم تكن موجودة في العصور السابقة.
وفي تصوري أن العيب فينا وليس في اللغة العربية, ولعل الأمر الذي يحتاج إلي تطوير حقيقي هو أسلوب تدريسنا للغتنا الجميلة ـ لغة القرآن, حتي يعتدل لساننا العربي القويم, وحتي نتقن اللغة الأم قراءة وكتابة, فمن المعروف أن. اللغة وعاء الفكر, وأن المرء يعتذر عليه أن يفكر بغير لغة الأم, وبالتالي فإننا أحوج مانكون إلي تقويم لسان أبنائنا إذا كنا راغبين بصدق في احتفاظهم بهويتهم, ولنعلم أن إتقان لغة أجنبية أو أكثر لايمكن أن يكون بديلا للغة الأم. وبالطبع فإنني لا أطالب بالتقعر في اللغة واستخدام مفردات عفي عليها الزمن, لكني أدعو شبابنا وشيوخنا وأجهزة الإعلام عندنا إلي الالتزام باللغة العربية البسيطة المستخدمة في الكتابة الصحفية ونشرات الأخبار, وهي لغة ملتزمة بقواعد النحو والصرف دون إغراق في التعقيدات اللغوية, يفهمها الخاصة والعامة دون الحاجة إلي الرجوع للمعاجم.
أما العمليات الجراحية التي يقترحها الاستاذ شريف الشوباشي في كتابه لتجميل اللغة العربية كرأيه في استخدام علامات الضبط( كالفتحة والضمة..) وإعراب الفاعل والمفعول به, وجمع المؤنت وتصريف الفعل تبعا له, وقضية المثني, وقواعد استخدام الأعداد في حالتي المذكر والمؤنت, ففي رأينا أنها لاتسهم في تجميل اللغة العربية, ولكنها تعمل علي تشويهها وابعادها عن لغة القرآن التي استقرت في وجداننا.
ولعل القرآن الكريم هو صمام الأمان الذي يحفظ لغتنا الجميلة ويضمن استمرار اللغة العربية الصحيحة واللسان العربي القويم إلي يوم الدين.
فهل نرفع أيدينا عن اللغة العربية ونتوقف عن الهجوم عليها والعبث بقواعدها حتي لاتتحول إلي مسخ لامعني له, وتفقد جمالها وبلاغتها؟!
د.عبداللطيف عثمان
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
السبت، ١ أبريل ٢٠٠٠
صمام الأمان
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق