31-12-2004
طالعتنا جريدة الأهرام في12/3 بخبر يفيد أن علماء هولنديين أعلنوا أن تدخين المخدرات التي تنتمي الي نبات القنب بشكل متكرر يزيد من خطر الإصابة بالاضطراب العقلي, ويؤدي الي قيام الشباب المتعاطي بسلوكيات شاذة وإصابتهم بالأوهام في مرحلة لاحقة من حياتهم, وتعليقا علي هذا الخبر اقول ان المخدرات التي تنتمي الي القنب النبات الجاف ـ وهو معروف باسم الماريجوانا او البانجو, ومادة الحشيش التي تستخلص من زهور القنب والأوراق المحيطة بها, وزيت القنب ـ تحتوي علي عناصر فعالة أهمها مادةTHC التي تحدث تأثيرات نفسية وعضوية في المتعاطي, وتوجد هذه المادة بنسب عالية في زيت القنب والحشيش, وبنسب اقل في الماريجوانا والبانجو, ولقد ثبت ان المادة الفعالة تصل الي المخ في ظرف14 ثانية من التدخين مما يفسر سرعة تأثيرها في المخ, كما تبين ان نبات القنب يحتوي علي اكثر من400 مركب كيميائي منها مركبات تؤثر تأثيرا سلبيا في العقل واخري تسبب الاصابة بالسرطان, ومواد تسبب امراض الرئة وغيرها.
وتؤدي الاضطرابات العقلية الناتجة عن تغيير في كيمياء المخ الي الاصابة بالهلوسة والاوهام وجنون العظمة, خاصة في مرضي الاكتئاب, والأفراد الذين لديهم استعداد للاصابة بالفصام الشخصي ويسبب تعاطي الحشيش او البانجو حالات من القلق والرعب النفسي والانطوائية, وعجزا في حل المشكلات واضطرابا في اتساق حركة العضلات الارادية, وزيادة في أخطاء العمل, كما تظهر اعراض عقلية تسمي انعدام الدوافع تنتج عن شيخوخة مبكرة للمخ, وتشتمل علي تبلد الاحساس وضعف الذاكرة للاحداث القريبة, وخلل في التفكير وعدم القدرة علي التركيز, وعدم مبالاة الشاب في ان يكون عضوا منتجا في المجتمع, وهكذا يتحول الشباب من جيل من العاملين الي جيل من الخاملين. ولقد تبين ان هناك علاقة بين الاستمرار في التعاطي وانتشار الجريمة وزيادة حوادث السيارات وفقدان أيام العمل, وهذا يمثل اضرارا اجتماعية واقتصادية خطيرة.
وتشمل اخطار التعاطي المستمر زيادة فرصة الاصابة بسرطان الرئة وانتفاخ الرئة والتهاب الشعب الهوائية المزمن, وضعف جهاز المناعة وزيادة احتمال الاصابة بالامراض الفيروسية والبكتيرية.
كما تشمل الاخطار حدوث تلف في كروموزومات الحيوانات المنوية في الرجل والبويضة في المرأة يترتب عليه زيادة احتمال تشوهات الاجنة او الاصابة بالعقم.
د. عز الدين الدنشاري
الأستاذ بكلية الصيدلة ـ جامعة القاهرة
السبت، ١ أبريل ٢٠٠٠
جيل الخاملين!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق