السبت، ١ أبريل ٢٠٠٠

الكلمة الحكيمة‏!‏

20-08-2004
في أول اجتماع له بالمحافظين أكد الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء تعميق مفهوم الاتصال الدائم بالجماهير‏,‏ وأعلن بدء حركة التغيير بإحداث ثورة إدارية شاملة للقضاء علي الروتين والبيروقراطية لدفع عجلة الاستثمار‏,‏ والاستعانة بأفضل ما تقدمه ثورة التكنولوجيا والمعلومات من آليات ووسائل حديثة‏!!‏ وإحقاقا للحق فهناك من المحافظين ـ خاصة أولئك الذين لم يشملهم التغيير ـ من أجادوا فن الاتصال المباشر والالتحام مع الجماهير من ابناء محافظاتهم في لقاءات دورية أسبوعية‏,‏ وحققوا نجاحات باهرة أثلجت صدور مواطنيهم‏,‏ حتي أصبحوا نموذجا يحتذي‏,‏ وما يجري علي أرض محافظتي الاسكندرية وقنا شئ يدعو إلي الإعجاب‏,‏ ولم يكن غريبا أن المواطنين في كلتا المحافظتين تنفسوا الصعداء بعد تشكيل الحكومة الجديدة وصدور حركة المحافظين بعد أن اطمأنوا إلي أن محافظيهما قد بقيا في مواقعهما ولم تطلهما حركة التغيير‏!!.‏

ونظرا لكثرة ما يتعرض له الوزراء والمحافظون من واجبات ومهام وظيفية وأعباء إدارية تستهلك معظم أوقاتهم وتجعل من عملية اللقاءات المباشرة مع المواطنين أمرا صعبا‏,‏ بل شبه مستحيل‏!!‏ وحيث إن رجل الشارع في مصر يضع آمالا عريضة علي أول حكومة إلكترونية في تاريخ مصر فاننا نعرض بعض المقترحات التي قد تسهم في تفعيل حركة التغيير‏:‏
‏1‏ـ يقوم الوزراء والمحافظون ورؤساء الأحياء والمدن بتخصيص يوم محدد من كل أسبوع أو كل شهر ـ حسب الأحوال ـ للقاء المواطنين في ديوان عام الوزارة أو مقر المحافظة للاستماع إلي شكاواهم علي الطبيعة‏.‏

‏2-‏ تقوم كل وزارة أو محافظة والاجهزة الخدمية التابعة بها بإنشاء صندوق بريد إلكتروني يخصص لاستقبال شكاوي واستفسارات المواطنين‏,‏ وكذلك انشاء موقع لها علي شبكة الانترنت تبث من خلالها برامج توعية المواطنين بحقوقهم وارشادهم الي كيفية الاستفادة من الخدمات المتاحة طبقا للتعليمات الادارية والتنظيمية المقررة‏,‏ بل وتقديم تلك الخدمات مباشرة دون أي وسطاء أو منتفعين ـ كلما أمكن ذلك ـ ودون الحاجة إلي إرهاق المواطنين في طوابير انتظار طويلة ووضعهم تحت رحمة موظفين متغطرسين غالبا ما يكونون غير مدربين‏,‏ ولكنهم متخصصون في عرقلة الإجراءات والتحكم في مصائر البشر‏.‏

‏3-‏ مراجعة نظم الأمن والحراسة المرافقة للمسئولين والمواكب والمهرجانات التي تحيط بهم في أثناء تحركاتهم والتي ليس لها مثيل في أي من بلاد العالم‏,‏ لأنها غالبا ما تعطي انطباعا خاطئا‏,‏ علاوة علي أنها تشكل حاجزا ماديا ومعنويا أمام المواطنين‏,‏ ولعلي اتذكر في هذا المجال الكلمة الحكيمة التي كان يرددها المعلم عثمان أحمد عثمان رحمه الله في لقاءاته مع كبار المسئولين في شركة المقاولون العرب وهي من الأفضل أن تجعل من يعملون معك يخافون عليك بدلا من أن يخافوا منك‏,‏ فيكونون عونا وسندا لك في كل خير وحماية لك من كل شر‏.‏
د‏.‏هاني عبدالخالق
أستاذ إدارة الأعمال
‏hani150150@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق