السبت، ١ أبريل ٢٠٠٠

آخر بريد جمعة كتبه عبدالوهاب مطاوع

13-08-2004
بقلم مداده دمع محترق‏..‏ ومرثية تشجي الورق‏..‏ نشيع إليكم الرسالة التي أرادت يد السماء أن تكون فصل الختام في حياة الراحل الكبير الاستاذ عبدالوهاب مطاوع‏,‏ حيث سلمها للنشر فجر الخميس قبل الماضي كعادته كل أسبوع‏,‏ فقد كان ـ رحمه الله ـ حريصا علي فحص رسائل القراء حتي يوم الاربعاء من كل أسبوع‏,‏ لكي ينتقي منها المشكلات الملحة التي تمس حياة الكثيرين‏,‏ لكي يستفيد الجميع من ردوده التي لم تكن مجرد حبر علي ورق‏,‏ بل كانت عصارة فكره وخلاصة جهده ومنتهي اجتهاده‏,‏ إذ كثيرا ما أدركه شروق الشمس وهو في مكتبه بالأهرام‏,‏قابعا بين رسائل قرائه‏,‏ غارقا في همومهم‏,‏ باحثا عن كلمات تهدهد حيرتهم وتمنح الغفوة لأحزانهم‏,‏ وكثيرا ما قضي ليله مؤرقا بين الورق باحثا عن خيوط النهار يبثها لقرائه من صحته ودمه ليمنحهم الأمل بعد أن حاصرتهم المشكلات التي باتت جزءا من حياته التي اثقلها بالهموم دون أن يلمس ذلك أحد ممن حوله‏.‏

ورغم ذلك كان الراحل الكبير حريصا علي صياغة‏(‏ بريد الجمعة‏)‏ باسلوبه الرشيق وقلمه المبدع‏.‏ وهذه هي رسالته الأخيرة نقدمها اليكم‏,‏ ونحن نعلم أن حياة الأفذاذ لاتقاس بميقات السنين‏,‏وأن بذور الخير وغرس المبادئ ومنابت القيم تمتد كالموج يلاحق بعضه بعضا‏.‏

أما وقد فعل الراحل من ذلك كثيرا مما نعلم في العلن وأكثر مما لانعلم في الخفاء فهنيئا له ماقدم فتلك هي جنته الجارية‏.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق