السبت، ١ أبريل ٢٠٠٠

‏..‏ ولاينتظر مساعدات من أحد‏!‏

01-10-2004
نشر لي بريد الأهرام منذ عشرين عاما رسالة بعنوان صغيرة وطموحة عن ماليزيا‏,‏ واسمحوا لي أن أعيد سردها لكم لكي نري كيف تبدأ الأمم الطموحة طريق التقدم‏,‏ وتتخلص من أوجاع وهموم الدعم والبطاقة التموينية‏,‏ والديون سواء الداخلية أو الخارجية‏.‏ تقول سطور الرسالة‏:‏ برغم علمي مسبقا بأننا نفضل النظر إلي تجارب أوروبا وأمريكا في تحقيق التقدم ونتجاهل تجارب الشعوب الأخري المكافحة والناجحة‏,‏ فإنني أقدم تجربة دولة آسيوية صغيرة وطموحة تسعي إلي تحقيق التقدم علي طريقتها‏.‏ ففي أثناء دراستي بالولايات المتحدة في إحدي جامعات الغرب الأوسط الأمريكي‏,‏ وكان الوقت صيفا وفي رمضان‏,‏ شدني الفضول للتعرف علي الطلبة الآسيويين الذين وصلوا فجأة وبهروا وحيروا الأمريكيين بقوة ارادتهم وقدرتهم علي تحمل الصيام في شهر رمضان لمدة سبع عشرة ساعة متواصلة كل يوم‏,‏ بينما الأمريكيون قد يغمي عليهم لو كانت المياه غير مثلجة‏.‏ كانوا أكثر من مائة طالب وطالبة‏,‏ وأغلب الطالبات محجبات‏,‏ وعرفت أنهم أوائل امتحان علي المستوي القومي مثل الثانوية العامة عندنا‏,‏ والشرط الوحيد بجانب التفوق في الامتحان هو التمسك بأهداب الدين سواء الإسلامي‏,‏ وهو الغالبية‏,‏ أو المسيحي‏,‏ وهو الأقلية في بلادهم ماليزيا‏.‏
وعرفت ايضا أن بلدهم تنفق عليهم وطلبت منهم التخصص في العلوم الطبيعية التي هي الأساس للتكنولوجيا المتقدمة‏,‏ وهي الرياضيات والفيزياء والكمبيوتر‏,‏ ثم في العلوم الهندسية غير التقليدية‏.‏ وأن من يتم دراسته يعود إلي بلده ليخدم عددا قليلا من السنوات في البحوث الاكاديمية والصناعية‏.‏ ثم يستكمل دراساته العليا في الولايات المتحدة بعد ذلك‏.‏
وأتمني لبلدي أن تغير من نظام البعثات عندنا لتبدأ مبكرا بإرسال أوائل الثانوية العامة للدراسة في الخارج حتي يتلقوا أحدث العلوم بفهم وليس بحفظ‏,‏ ويتشربوا سلوكية مهمة جدا لتحقيق التقدم‏,‏ وهي الاعتماد علي النفس‏,‏ والبعد عن السلبية
لقد استضفنا منذ أسابيع قليلة قائد مسيرة ماليزيا نحو التقدم‏,‏ الدكتور محاضر محمد‏,‏ واستمعنا لمحاضراته ونصائحه القيمة‏,‏ وأعتقد أننا لن ننتقل من مناجاة التقدم إلي الفعل الذي يحققه مادمنا نستسهل الاعتماد علي المنح والمساعدات الأجنبية‏,‏ ونرفض سلوكيات التحدي‏,‏ وأهمها الرغبة في التخلص من التبعية للآخرين‏,‏ والتجرد من الأهواء الشخصية أو المهنية عند التخطيط للوصول إلي الهدف سواء كان أسدا أو نمرا أو حتي أرنبا مصريا‏.‏ المهم أن يكون قادرا علي إطعام نفسه ولاينتظر مساعدات من أحد‏.‏
د‏.‏أحمد عبدالفتاح
الإسكندرية
‏AhMed69@Soficom.com.eg

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق