الأربعاء، ١ مارس ٢٠٠٠

الحزن القديم‏!‏

14-11-2003
أنا من قراء بابكم منذ وقت طويل‏,‏ فمنذ صغري وأنا أجد أبي وأمي يتابعان بانتظام هذا الباب الاسبوعي‏,‏ وأحيانا ونحن نتسامر في المساء يقص علينا أحدهما ما قرأه ثم يقص علينا ردكم عليها ونجد في بعضها حلا لمشكلات قد نكون فعلا نمر بها‏,‏ واليوم أجدني أرسل لكم بتجربة قد مررت بها وأثرت إلي حد كبير في مجري حياتي‏,‏ فلقد نشأت في أسرة ميسورة الحال إلي حد ما‏..‏ والدي بدأ موظفا صغيرا ثم وصل لمنصب قيادي كبير قبل إحالته للمعاش بعدة سنوات‏,‏ وأمي ربة منزل جامعية ولي أخ وأخت وقد تزوجت أختي منذ عدة سنوات من طبيب شاب أصبح أخا جديدا لنا وابنا بارا لوالدي‏,‏ وأنا وأخوتي تعلمنا جميعا في المدارس الأجنبية والتي كانت تلتهم كل مدخرات أبي حفظه الله وأكرمه ـ وكنا جميعا متفوقين دراسيا وتخرجنا جميعا والحمد لله في كليات القمة المرموقة‏,‏ وكان تفسير الكثيرين لذلك هو أنه توفيق من الله لوالدي الكريمين‏,‏ وكنت أنا وأخوتي منذ صغرنا نقدس أبوينا ونطيعهما في كل شيء اللهم إلا بعض الصغائر التي كنا نتمرد فيها ثم لا نلبث أن نعود سريعا إلي محاولة ارضائهما‏,‏ ليس لشيء إلا لشدة حبنا واحترامنا لهما‏.‏

وفي خلال دراستي الجامعية لفتت نظري فتاة تدرس في نفس الكلية وتصغرني بعامين‏,‏ وقد جذب انتباهي جمالها الهاديء‏,‏ فرحت أتابعها عن بعد ولم أجد أبدا ما يسيء إليها‏,‏ فابتدعت حيلة للتعرف عليها‏,‏ ونجحت الفكرة ووجدتها عن قرب إنسانة هادئة وودود وعلمت منها أن والدها يعمل بإحدي الوظائف المرموقة ووالدتها ربة منزل‏,‏ وكان من المصادفة الغريبة أنهم يسكنون في نفس المنطقة التي نسكن بها‏,‏ وأن أمها وأمي صديقتان منذ فترة قريبة‏,‏ وأخبرتني أنها تعرف أختي مما جعلني أطير فرحا لأن ذلك سيقربنا ويجعلني أعرفها أكثر‏,‏ وبالفعل ازدادت الزيارات العائلية تدريجيا حتي أصبحنا أصدقاء مقربين‏,‏ وكل ذلك دون أن المح لها بنيتي في الارتباط بها حتي انتهيت من دراستي الجامعية وأنهيت الخدمة العسكرية‏,‏ ففاتحت أبي وأمي في هذا الموضوع وكانت فرحتهما لا توصف وهنآني علي حسن اختياري‏,‏ فهي جميلة حقا خلقا وخلقة‏,‏ وبالفعل صارحت أنا فتاتي بمشاعري تجاهها وأبدت هي فرحتها بذلك مما أسعدني كثيرا‏,‏ وفي نفس اليوم زارتهم أمي وتحدثت مع والدتها بشأننا وأبدت والدتها ترحابا شديدا بي وبظروفي المادية المتواضعة كشاب مازال في بداية الطريق‏,‏ وكان هذا هو رأي فتاتي أيضا وغمر
تني الفرحة الطاغية فها هو الحلم يتحقق بلا عقبات‏,‏ وبالفعل زرناهم وأبي معنا للمرة الأولي وأبدي والدها ترحابا كبيرا بي وتفهما لظروفي وبدايتي الصغيرة‏,‏ وقد تعمدت أن أحكي عن ظروفي المادية للمرة الثانية بنفسي أمامهم جميعا وبوضوح تام لكي يكونوا علي بينة من كل شيء‏,‏ وأذكر جيدا رد والدها علي حيث قال لي إنه لا تهمه المادة بقدر ما يهمه خلق الشخص نفسه وضمان مستقبله‏,‏ وأنني في القريب سأصبح في مركز مرموق‏..‏ و‏..‏

فحمدت الله كثيرا أن هداني لمثل تلك الأسرة ومثل تلك الفتاة‏,‏ وتم تحديد موعد الخطبة وكان هذا اليوم أسعد أيام حياتي‏,‏ وكنت في ذلك الوقت أعمل في شركة صغيرة براتب ضئيل‏,‏ وبعد فترة التحقت بشركة أكبر بعد محاولات كثيرة في عدة شركات‏,‏ وسعدت كثيرا بهذه الخطوة وفرحت معي فتاتي وشجعتني علي الاستمرار‏,‏ لكن خلال عدة أشهر بعد الخطبة لمست في خطيبتي بعض الطباع السيئة وغير المريحة‏,‏ وحاولت بهدوء أن أنبهها إلي أن ذلك يضايقني‏,‏ فلم أجد منها التفاتا بل وجدت تشجيعا لها من والديها في كل شيء‏,‏ وبعد مرور نحو سبعة أشهر فجأة لمحت فيها بعض التغيير تجاهي‏,‏ وبعد ثلاثة أيام بالتحديد افتعلت مشكلة معي واتصل والدها يطلب مقابلتي‏,‏ ودعوته لمنزلنا فبدأ بمطالبتي بمطالب مادية أكبر مما تم الاتفاق عليه‏,‏ كما طالبني بتقديم الموعد المحدد للزفاف بصورة تعجيزية‏,‏ بل وبدأ يتهكم علي الشقة التي كان والدي قد أعدها لي ولفتاتي وهي تقع في حي راق يحلم أي عروسين بأن يقيما فيها‏,‏ وقد اشتراها لي أبي بعد مشقة طويلة ومحاولات طويلة مع المالك لخفض جزء من ثمنها وتقسيط جزء آخر‏,‏ بل وبدأ والد العروس في توجيه بعض الإهانات الجارحة لي ولوالدي الكريمين بصورة استفزازية‏,‏ كل ذلك وأبي يكتم غيظه مراعاة لي‏,‏ فما كان مني إلا أن قاطعت والدها وهو في قمة العجرفة وقلت له إنني قد سحبت عرضي وأنني لاأريد الارتباط بابنتهم‏,‏ قلت ذلك والجميع في حالة ذهول‏,‏ أما هو فقد سكت تماما ثم انصرف‏,‏ وكانت تلك اللحظة أصعب لحظة في حياتي‏,‏ إذ كان قلبي يذرف ما ترفض عيني أن تذرفه من دمع‏,‏ ووجدت أبي يحتضنني ويقبلني وعيناه دامعتان لأول مرة ويدعو لي دعاء جميلا بأن يعوضني الله خيرا منهم‏,‏ وكذلك فعلت أمي الطيبة‏,‏ ومرت علي ذلك عدة أيام كانت مليئة بالهموم والذكريات الأليمة‏,‏ ووجدتني أتساءل‏:‏ ألم أصارح الجميع بإمكاناتي المادية الحالية بلا خداع فماذا حدث؟‏!‏ ولماذا هذا التحول المفاجيء؟ وحاول والدي واخوتي أن يخففوا عني أثر هذه التجربة الفاشلة بكل الطرق‏,‏ ولكن من داخلي كنت مازلت أتألم وأشفق علي أبي من الكلام الجارح الذي تحمله كارها لأجلي‏,‏ وأخبرتني والدتي أن أبي قد سجد لله شكرا علي موقفي هذا‏,‏ وأنه يفكر في أن يعد لي مفاجأة سارة وإذا به بعد يومين يشتري لي سيارة صغيرة جميلة لأذهب بها إلي عملي ولا أنتظر سيارة الشركة كل يوم‏,‏ ولم تكن مفاجأة لي أن أعلم أن فتاتي السابقة قد تمت خطبتها لشاب آخر بعد انفصالنا بشهرين فقط‏,‏ لوم أحاول أن أسأل عن هذا الخطيب الجديد ولكن أحد أصدقائي المقربين تقصي الوضع وعلم أنه ميسور ماديا أكثر مني بكثير‏,‏ فتأكدت شكوكي في أن والدها قد وجد لها عرضا أفضل من عرضي ولهذا تعمد جرحنا وإحراجنا‏,‏ وتأكدت من أن هذا الشاب قد ظهر في حياتهم في أثناء خطبتنا وقبل انتهائها وأن ذلك كان سبب عجرفة والدها معي ومع أبي‏,‏ ودعوت الله أن يعوضني خيرا منهم وكنت كل يوم أسمع أمي وهي تدعو لي بأن يرزقني الله بمن تستحقني ويوسع لي في رزقي وكنت أسعد بدعائها وأدعو لها ولوالدي بدوام الصحة‏,‏ ولاحظت خلال هذه الفترة اقتراب أخي الأصغر مني عن ذي قبل‏,‏ وأنه يسمع كلامي في كل شيء ويحاول ارضائي‏,‏ وكنت أسعد بذلك وأتودد إليه أكثر‏,‏ ووجدتني يا سيدي تنهال علي الفتوحات من عند الله ويحالفني التوفيق في كل شيء أفعله‏,‏ ففي خلال شهرين فقط‏,‏ التحقت بالعمل في شركة كبري بثلاثة أضعاف راتبي‏,‏ بل والأعجب من ذلك أن يتم انتدابي بعد فترة قصيرة للعمل بفرع الشركة في احدي الدول العربية وبراتب أضعاف ما أحصل عليه‏,‏ وكل ذلك خلال ستة أشهر فقط‏,‏ وهو ما لم أكن أحلم بنصفه حتي ولو في ضعف المدة‏,‏ ولم أجد لذلك تفسيرا إلا دعاء أبي الكريم لي ودعاء أمي كل يوم الذي كنت أسمعه وأسعد به‏,‏ وكان أصعب ما علي في هذا السفر هو فراق أسرتي الغالية‏,‏ وسافرت بالفعل وحققت تقدما في عملي ونلت ثقة الكثيرين من زملائي‏,‏ وفي احدي اجازاتي السنوية قررت الارتباط بإحدي قريبات الأسرة وهي طبيبة شابة رقيقة وجميلة‏,‏ وتعجبت لنفسي كيف لم ألحظها من قبل‏,‏ ووجدتها فتاة رائعة محبة للناس والحياة وتحاول ارضائي بقدر طاقتها‏,‏ وتم زفافنا في الاجازة التالية وجاءت معي إلي الدولة التي أعمل بها فخففت عني كثيرا من غربتي وكانت نعم الزوجة والأم والأخت والصديقة التي أجد معها الراحة والسكن بعد عناء العمل وضغوطه‏,‏ وفي أي وقت أجدها حولي كالفراشة الرقيقة فأسعد برؤيتها والحديث معها‏,‏ ووجدتها متفتحة للحياة ويعتمد عليها في كل شيء وقد أكرمنا الله بأداء العمرة معا وكان ذلك بناء علي طلبها‏,‏ وفي آخر اجازة لي بمصر علمت من أحد أصدقائي أن فتاتي القديمة التي تزوجت منذ ثلاث سنوات قد تم طلاقها ومعها طفل عمره عامان بعد مشاحنات طويلة مع زوجها انتهت بهذه النهاية البائسة‏,‏ وعلمت أن زوجها كان مستهترا وله علاقاته المتعددة‏,‏ وعندما علمت هي بوجودي في مصر حاولت الاتصال بي مرة أخري إلا أنني عنفتها بشدة مطالبا إياها بعدم الاتصال بي مرة أخري‏,‏ وعدت مع زوجتي إلي مقر عملي‏,‏ وهذا هو بمشيئة الله آخر عام لي في هذه الدولة أعود بعده إلي مصر‏,‏ حيث تنتهي فترة انتدابي هنا لأعود إلي الشركة مرة أخري في مصر‏,‏ وأود أن أخبرك أني قد علمت اليوم فقط بأني في انتظار ولي العهد الذي سيتوج حياتي مع زوجتي بمشيئة الله‏.‏ وقد دفعني لكتابة قصتي هذه إحساسي بأن تجربتي مع فتاتي الأولي أصبحت شائعة هذه الأيام‏,‏ فأذكر أن زوج أختي تعثر في الوفاء ببعض التزاماته فتنازلت أختي عن المطالبة بها ولم يجد أي تجريح من أي منا لأننا نعلم جيدا أنه يبذل قصاري جهده ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها فيجب أن نكون نحن عونا له لا عبئا جديدا يضاف لأعبائه النفسية قبل المادية‏,‏ وزاده ذلك وفاء وتقديرا لأختي وأبي وأمي‏,‏ وأريد أن أحث كل أب علي أن يترفق بمن يأتي إليه راغبا في الارتباط بابنته وأن يعتبره ولده‏,‏ فالمال لن يأتي لابنته بالسعادة بقدر ما ستحصل عليها مع رجل يؤتمن علي بيته وزوجته وأولاده‏..‏ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏.‏

ولكاتب هذه الرسالة أقول‏:‏
في قصيدة جميلة لشاعر الهند الحكيم طاغور يقول‏:‏
كنت أسير في درب كساه العشب
عندما سمعت من ورائي فجأة أحدا يقول‏:‏
هل تعرفني؟
فالتفت إليها وقلت لا أستطيع أن أتذكر اسمك
قالت‏:‏ أنا أول حزن كبير في شبابك
فاحمر وجهي وقلت‏:‏ نعم غير أن السنين مضت ونسيت
وأخذت يدها في يدي وقلت‏:‏ ولكنك تغيرت
قالت‏:‏ ما كان حزنا مرة قد أصبح الآن سلاما‏!‏

هكذا تمضي أمور الحياة في بعض الأحيان‏..‏ يا صديقي فقد نصدم في مشاعرنا أو نظلم ممن أخلصنا لهم الود‏,‏ فلم يرعوا عهودهم معنا‏..‏ ونستسلم للحزن العميق والاحساس المؤلم بعدم الجدارة وقلة الحيلة والهوان علي من أحببنا وأردنا أن نسعد بجوارهم إلي نهاية العمر‏..‏ فتمضي الأيام وتكشف لنا عن السعادة الحقيقية التي ما كنا لنهتدي إليها لو لم نصطدم بأول حزن كبير في شبابنا‏..‏ ولو لم نصبر ونحتسب ماأصابنا من هم وغم عند الله ونطلب منه تعويض السماء لنا‏.‏
فإذا التقينا ذات يوم بمن غدروا بنا‏..‏ وأشعرونا بالعجز وعدم الجدارة والهوان‏,‏ لم نجد في نفوسنا حيالهم سوي الرثاء‏..,‏ ولم نجد من الحزن القديم علي خيانتهم لعهدنا سوي آثار لا تؤلم‏..‏ لكنها تذكرنا بما كان من أمرنا معهم ذات يوم‏..‏

وهذا هو ما حدث في قصتك البسيطة هذه التي تتكرر كثيرا في حياة بعض الشباب‏..‏ فما كان حزنا مرة قد أصبح الآن سلاما‏,‏ واستبدله الله سبحانه وتعالي في حياتك سعادة وأمنا ورخاء لأنك قد ظلمت لغير ذنب جنيته‏,‏ وجرحت كرامتك الإنسانية‏..‏ ليس فقط لأن فتاتك الأولي قد نقضت عهدها معك وتطلعت لمن هو أيسر منك ماديا وأكبر قدرة‏,‏ وإنما أيضا لأن والدها في سعيه لإنهاء ارتباطها بك تمهيدا لبدء صفحة جديدة مع آخر لم يتحفظ في إشعارك بالعجز المادي وعدم الجدارة وقلة الحيلة‏..‏ وكلها أحاسيس مؤلمة يشعر معها المرء بالهوان وجرح الكرامة الإنسانية‏,‏ وقد ضاعف والد فتاتك الأولي من كل ذلك بسخريته من إمكاناتك المادية‏,‏ وكأنما لم يكن علي اطلاع تام عليها منذ البداية‏..‏ أو كأنما لم يبدأ هو نفسه حياته مثل هذه البداية البسيطة ثم حقق خلال رحلة العمر لنفسه ما تطلع إليه‏..‏
إن أبشع جريمة يرتكبها أب في حق شاب تقدم إليه راغبا بصدق في الارتباط بابنته هي أن يسخر من إمكاناته المادية البسيطة أو يشعره بالعجز والضآلة وتفاهة الشأن‏,‏ كما يفعل البعض بالفعل فيما يشبه السادية المرضية‏,‏ إذ إنه يستطيع أن يعتذر عن عدم قبوله بغير أن يسحق روحه المعنوية‏,‏ ويشعره بالعجز والدونية‏.‏ وبغير أن يمتهن كرامته الإنسانية ويورثه المرارة والإحباط‏.‏

فالله سبحانه وتعالي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر‏.‏ وكل انسان يبدأ حياته صغيرا ثم يكبر وتتسع أمامه مجالات الرزق والكسب عبر الكفاح والجهاد الشريف في الحياة‏.‏
ولقد حذرنا رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه من خطورة رد أيدي الشباب المكافح الراغب في العفاف لهذا السبب الدنيوي وحده فقال‏:‏ إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه‏,‏ إن لم تفعلوا تكن فتنة وفساد كبير في الأرض‏.‏

فلا عجب بعد ذلك في أن تنزل عليك جوائز السماء بعد صدمتك في خيانة العهد وايلام مشاعرك فتنتقل إلي عمل أفضل في شركة كبري‏..‏ وتنتدب للعمل في أحد فروعها بإحدي الدول العربية‏,‏ وتحظي بعطف والديك وأخيك ويتسع رزقك وتلتقي بمن تجد معها الأمان والسعادة والإحساس بالكرامة الإنسانية والجدارة‏..‏
بل ولا عجب أيضا في أن تتعثر تجربة فتاتك السابقة مع من نقضت عهدها معك لترتبط به طلبا لعرض الدنيا الزائل والامكانات الأفضل‏,‏ وبغير التوقف أمام الأسباب الأجدر بالرعاية عند الاختيار وهي الأخلاق والدين وحسن الطباع وتوافق الرؤية وتقارب المشارب‏.‏

انه درس الأمس واليوم والغد الذي لا يتغير لكننا قليلا ما نعتبر ونتذكر‏..‏ فشكرا لك لما أردت تنبيه بعض الآباء إليه قبل فوات الأوان‏..‏ وهنيئا لك طبيعتك الراضية بكل ما تأتي به إليك رياح الحياة وسعادتك الزوجية الحالية‏..‏ والسلام‏.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق