20-12-2002
كثيرا ما فكرت في الكتابة إليك ثم أؤجل ذلك إلي فترة أخري, إلي أن غلبتني مشاعري أخيرا فكتبت لك.. فأنا فتاة نشأت بين أبوين متشاحنين وأخ واحد يكبرني بعشر سنوات.. وعلي الرغم من كثرة ما شهدت في طفولتي من عراك ومشاحنات بين أبي وأمي فإنني كنت ممتلئة دائما بالأمل في غد أفضل خاصة أنني متفوقة في دراستي وأعتبر ذلك طريق الخلاص بالنسبة لي.. ولقد أدركت منذ صغر سني أن سبب العراك الدائم بين أبي وأمي هو عصبية كل منهما الشديدة وقدرتهما الفذة علي العراك واختلاق أسبابه, وهي مقدرة قد لا تتوافر لكثيرين. فلقد كان كل منهما لا يحتمل كلمة واحدة من الآخر, فضلا عن صوت أبي العالي الذي يبز أعلي مكبر للصوت, ومع ذلك فلقد كانت الحياة تمضي بنا بخيرها وشرها إلي أن حدث منذ سبع سنوات وعلي أثر عراك حول شيء تافه كالعادة أن تهور أبي فنطق بكلمة الطلاق.. وما أن فعل ذلك حتي حل الصمت الثقيل علي المكان, وسكتت أمي وكفت عن الكلام ووجم أبي وتوقف عن الصياح! ولم تكن الكارثة في وقوع الطلاق في حد ذاته.. وإنما كانت في أنه الطلاق الثالث الذي لا رجعة فيه لهما! وتوالت الأحداث سريعة بعد ذلك فهجر أبي البيت وتركنا مع أمي.. وعرف بيتنا الهدوء لأول مرة منذ تفتحت عيناي للدنيا, فلا صراخ ولا بكاء ولا عويل كل يوم, وران علي أمي الوجوم الدائم وأصبحت لا تكاد تتكلم إلا للضرورة القصوي.. كما أصبح أبي يحضر إلينا مرة واحدة كل شهر يمضي معنا نصف ساعة يسلم خلالها لأخي مظروفا به نقود ومعه ورقة توقعها أمي بتسلمها المبلغ ثم ينصرف إلي حال سبيله.
وبعد أقل من عام علمنا أنه سيتزوج.. واستعدادا لهذا التغيير الجديد في حياته جاء إلينا في موعده وسلمنا مصروف ثلاثة أشهر مقدما وحصل علي توقيعات أمي علي ثلاثة إيصالات, لأنه سينشغل بأموره بعد ذلك وقد لا يجد الوقت اللازم للحضور إلينا كل شهر, وتباعدت بالفعل زياراته لنا بعد الزواج وأصبحت كل ثلاثة أشهر, وانتهي أخي من دراسته وسعي للعمل في الخارج إلي أن وفق في السفر إلي خالته التي تقيم في بلد زوجها. وعلي الرغم من تعاسة أمي لسفره فإنها لم تقف في طريقه وودعته بالأمنيات الطيبة وازدادت بعد سفره وجوما وصمتا وانغلاقا علي نفسها, وخلال الزيارة التالية لأبي علمت أنه قد أنجب طفلة من زوجته الجديدة, وذات يوم عدت من مدرستي فوجدت أمي مريضة وفي حالة شديدة من الإعياء وانزعجت بشدة لمرضها واستعنت بالجيران الطيبين علي نقلها إلي المستشفي, فمكثت فيه فترة وأقمت معها, ثم صحوت ذات ليلة علي صراخها المتواصل.. وقبل أن أفعل أي شيء سكتت وسكنت حركتها ورحلت عن الحياة يرحمها الله.
وكان امتحاني بعد اسبوع واحد من رحيلها فلم أستطع دخوله.. ولم يحضر أبي إلينا إلا بعد يومين من الرحيل معتذرا بأن زوجته كانت تضع مولودتها الثانية, وأمضي معنا أسبوعا ثم تركني ليرجع إلي حياته وأعماله.. وبقي معي أخي الذي رجع لحضور العزاء وأمضي معي أسبوعين, وحين جاء موعد سفره قال لي إنه سينهي متعلقاته في البلد الذي يعيش فيه ويرجع للحياة معي بعد أن أصبحت وحيدة, وودعته بالدموع وسافر ولم أجد حولي أحدا سوي جارة مسنة عطوف وزوجها الحنون, وهما وحيدان مثلي بعد زواج أبنائهما.. وحنت علي هذه الجارة الطيبة وحثتني علي الاستذكار ودخول الامتحان التالي لتعويض السنة الضائعة من عمري حرصا علي مستقبلي وإرضاء لروح أمي.. واستجبت لتشجيعها الحنون وركزت جهدي في الدراسة, خاصة أن أخي قد أرسل إلي من الدولة التي يعمل بها ينبئني بأنه لن يستطيع العودة للحياة معي كما وعدني لأنه لا عمل له في مصر.. لكنه سيحاول أن يدبر الأمر بحيث يستطيع أن يدعوني للحاق به والحياة معه, حيث يقيم وامتثلت لأقداري وتمنيت له التوفيق والسعادة في حياته.
ثم بدأ أبي يحدثني عن رغبته في اقتطاع حجرتين من الشقة التي أعيش فيها وحيدة لكي يحولهما إلي محلين تجاريين يؤجرهما للآخرين.. لأن البيت ـ كما قال ـ واسع علي, ولأنه قد أنجب بنتا ثالثة وازدادت أعباء الحياة عليه, وحدثني طويلا عن مسئولياته كأب لثلاث بنات مسئوليتهن كبيرة.. وأفاض في هذا الحديث, فوجدتني أشعر بوخزة ألم شديدة في صدري, وعقل الخجل لساني فلم أستطع أن ألفت نظره إلي أن هناك خطأ في عدد بناته يجعل رقمهن ناقصا ابنة رابعة هي, أنا كما خجلت أيضا من أن أشكو إليه من خوفي من الظلام وأنا وحدي في المسكن أو أن أقول له أنني أضيء كل حجرات المسكن طوال الليل وأفتح التليفزيون حتي الفجر لكي أشعر بالأمان, وانتهي الأمر بتسليمي له بما أراده ولملمت أثاث البيت في المساحة الباقية منه وهي حجرة وصالة والمرافق, وزاد أبي مصروفي الشهري عقب ذلك20 جنيها! ولم يفكر في دعوتي للاقامة معه بحجة أن زوجته صعبة المراس, ولن أستريح للحياة معها ولم يدعني للاقامة لديه سوي خال لي, لكن المشكلة أنه يعيش في الجنوب ويتعذر علي تغيير دراستي. وتقبلت حياتي كما هي, وخفف عني وجود جارتي الطيبة وزوجها الحنون إلي جواري, ومضت بي الحياة.. إلي أن شهدت حياتي زلزالا آخر لا يقل شدة عن زلزال رحيل أمي, فلقد رحلت جارتي المسنة عن الحياة منذ شهرين, وأغلق زوجها المسكن وانتقل للإقامة عند أبنائه ولم يعد إلي جواري أي جيران آخرين, حيث أصبحت الساكنة الوحيدة في الدور كله.. وبكيت هذه الجارة الطيبة بالدمع السخين وتجددت أحزاني علي أمي الراحلة.. وعرفت ذل الوحدة المطلقة, وشعرت بأنه لا أحد يريدني أو يشعر بوجودي في الحياة ولولا المصروف الشهري لما رأيت أبي خلال زيارته الشهرية القصيرة لي.. كما أصبحت حياتي كئيبة وأبكي بالساعات حتي تتورم عيناي وأشعر بصداع شبه دائم.. ولا أحد يسأل عني أو يهتم بأمري, ولا أحد يسعد بنجاحي حين أنجح أو يحزن لفشلي إذا فشلت. وفي المدرسة أجد زميلاتي يشكين من تضييق آبائهن عليهن وإلحاحهم عليهن بالاستذكار فأخجل من أن أقول لهن أنني لا أجد من يحثني علي المذاكرة وإنني أغبطهن حين نخرج من الامتحان فيجدن الأهل في اأنتظارهن ليطمئنوا عليهن, ولا أجد أنا أحدا ينتظرني وإنني حين كافأني مدرس الرياضيات ومنحني خمسة جنيهات موقعة منه مكافأة لي علي حلي لمسألة صعبة كنت الوحيدة التي استطاعت حلها.. أخذت الورقة النقدية وأنا سعيدة لكني لم أجد من أطلعه عليها وأحكي له حكايتها!
أما ما دفعني لأن أكتب إليك أخيرا فهو أنني قد بدأت في الفترة الأخيرة أشعر بالقلق علي نفسي لأنني نفسي في أوقات كثيرة وأنا في وحدتي أتخيل حياة زوجية بين زوجين لهما أبناء في المدرسة, فأتقمص شخصية الزوج بعض الوقت وأتحاور باسمه بصوت مسموع مع زوجتي.. ثم أتقمص شخصية الزوجة وأجيبه علي كلامه بصوت مسموع كذلك وأبحث ـ بصوت كل منهما ـ شئون البيت والأولاد والمصروف وأصعد الأمور بينهما حتي تكاد تصل إلي حافة المشاجرة والخلاف ثم أهديء الأحوال بينهما. فيتصافيان ويتبادلان الاعتذار والكلمات الرقيقة.. واللقاءات العاطفية, ويقول كل منهما للآخر إنه لا يستطيع الحياة بدونه وأظل في هذه الحياة عدة ساعات. وبعد أن أفعل ذلك أشعر بالارتياح لأني قد تكلمت وسمعت صوتي وحكيت وتسليت.. كما أتخيل أيضا أن أكبر أبنائهما في سني ومرحلتي الدراسية وأذاكر معه في بعض الأحيان.. فهل هذا جنون يا سيدي إنني لا أشكو من مشكلة معينة لكن الوحدة والفراغ والإهمال يقتلني كل لحظة.. فالوحدة قاسية وإحساسي بأنه لا أحد يريدني يعذبني, وأتساءل ألا يخاف علي أحد من الانحراف أو من أن أتعرف علي شاب وأخطيء معه, إن تديني وخلقي يمنعاني من ذلك, والحمد لله ولكن لماذا لا يخاف علي أحد من ذلك يا سيدي وماذا أفعل لكيلا أصل إلي حافة الجنون؟!..
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
حين يضيق الإنسان بواقعه قد يهرب منه أحيانا إلي الخيال.. وأنت يا ابنتي تضيقين بوحدتك المطلقة في الحياة ويؤلمك إلي أقصي حد الإحساس بافتقاد دفء الحياة العائلية.. ووجود من يفي بأمرك.. ويشغله شأنك ويسعد لسعادتك ويحزن لحزنك, فتهربين من هذا الواقع الأليم بعض الوقت إلي العالم الذي ترجينه لنفسك.. وهو الحياة بين بشر يتراحمون ويتعاطفون ويتجادلون ويختلفون ويتفقون, وهو نوع من أحلام اليقظة يلجأ إليه العقل حين تشتد ضغوط الحياة عليه. وأهميته بالنسبة لك هو أنك تحققين فيه ما تحول بينك وبين تحقيقه ظروفك المؤلمة.. وهو الإيناس والعيش بين بشر يهتمون بأمرك.. والاحساس بعز الأهل ودورهم في حياة الإنسان لكنه ليس نوعا من الجنون لأنك لا تفقدين خلاله قدرتك علي التمييز بين الواقع والخيال, ولأنك تدركين جيدا خلال استغراقك فيه أنك تتخيلين عالما وهميا لا وجود له حتي ولو غاليت في الاستغراق في هذا الخيال إلي حد تقمص الشخصيات التي ترغبين بشدة في وجودها في حياتك, وحتي أيضا لو نطق اللسان بما يلح علي العقل من أفكار في بعض الأحيان, فالإنسان في وحدته أقرب ما يكون إلي الجنون, كما قال ذات يوم الأديب الروسي مكسيم جوركي.
وإذا كان ثمة خطر في الأمر كله فهو أن يعوق استغراقك في هذا الخيال المريح, لساعات متزايدة كل يوم, تواصلك مع الحياة.. أو أن ينهكك ذهنيا ونفسيا وعصبيا.. لهذا فإن الاعتدال في الاستسلام لأحلام اليقظة أمر مرغوب دائما.. والتشاغل عنها وعن الأحزان والآلام والأفكار الضاغطة مطلوب بشدة عن طريق شغل العقل بالأعمال المرهقة جسديا والنشاطات الاجتماعية والزيارات الآمنة للأهل البعيدين والصديقات المقربات.. وأداء الواجبات المنزلية والدراسية وممارسة الهوايات المفيدة.. والقراءة والصلاة.. والاستماع إلي آي الذكر الحكيم في مواعيد يومية.. وقراءة القرآن ولو بضع دقائق كل يوم, وأيضا بالانتظام في حضور درس ديني بأحد المساجد القريبة مرتين أسبوعيا علي سبيل المثال.. فكل ذلك يشغل العقل عما يضغط عليه من أفكار سلبية وأحزان.. ويفرغ طاقتك النفسية بطريقة آمنة..
ففي مسرحية الخادمات للكاتب المسرحي الفرنسي جان جينيه, كانت شقيقتان تعملان في خدمة أرملة ثرية.. فاعتادتا بعد خروج سيدتهما أن تتقمص إحداهما شخصية السيدة وترتدي ملابسها وتضع حليها وتنام في فراشها.. وتتكلم بلهجتها الارستقراطية وتقوم الأخري بدور الخادمة, فتتولي خدمتها وتلبي أوامرها.. وتخاطبها بلهجتها المستكينة وتمضي الساعات وهما مستغرقتان في هذا الخيال إلي أن يقترب موعد عودة الأرملة في المساء فترجعان إلي شخصيتهما الحقيقتين في الحياة بعد أن تكونا قد حققتا في أحلام اليقظة ما ترجوانه لنفسيهما في الحياة.. وفي اليوم التالي تتبادلان الأدوار فتتقمص من أدت دور الخادمة في اللية السابقة دور السيدة وتقوم الأخري بخدمتها, وبعد تطورات معقدة انتهي بهما الأمر إلي أن قررتا قتل سيدتهما بدس الأقراص المنومة لها في فنجان الشاي الذي اعتادت أن تحتسيه في فراشها عقب استيقاظها من نوم القيلولة.. وأعدتا لها الشاي القاتل بالفعل غير أن الأرملة تلقت اتصالا طارئا فأسرعت بارتداء ملابسها والخروج من البيت قبل أن تقدما إليها الشاي.. ووجدت الخادمتان نفسيهما وحيدتين بعد خروجها فبدأتا حلم اليقظة المعتاد, وتقمصت احداهما شخصية السيدة.. واستلقت وتظاهرت بالنهوض من نوم القيلولة فدقت الجرس ودخلت إليها خادمتها فقالت لها بلهجة آمرة: الشاي!
وعبثا حاولت شقيقتها أن تنبهها إلي أن الشاي هذه المرة مسموم وفقا للخطة التي كانتا قد أعدتاها لسيدتهما, لكنها تمادت في تقمص شخصية السيدة إلي النهاية وصاحت بصوت غاضب: الشاي.. ففزغت الخادمة التي اعتادت ألا تخالف أوامر سيدتها ولم تشعر بنفسها إلا وهي تمتثل لإرادة السيدة وتقدم لها الشاي القاتل فتحتسيه الأخري ببطء وتلذذ حتي الثمالة.. وترحل عن الحياة..!
وبالرغم من المبالغة الدرامية المفهومة في المسرحية فإن المغزي واضح وهو أن الاستغراق في الخيال إلي الحد الذي يشوش العقل ويعجزه عن التمييز بينه وبين الواقع قد يؤدي إلي الهلاك.. ولست علي أية حال أريد أن أثير مخاوفك.. وإنما فقط أن ألفت انتباهك إلي أهمية عدم الاستغراق في هذا الخيال والاستسلام له إلي ما لا نهاية.. كما لعلي أريد أيضا أن أذكر والدك المشغول بأعماله وأسرته وبناته الصغيرات إلي أنه مسئول عن رعاية ابنته الكبري بنفس القدر الذي يرعي به بناته الأخريات.. وأنه إذا كان خائر الإرادة ولا يستطيع أن يضمها إلي أسرته ويؤمن لها حياة كريمة تحت مظلته وبين أخواتها الصغيرات كما تفرض عليه أبوته ذلك, فليس أقل إذن من أن يورها كل يوم ويطمئن علي أحوالها ويشعرها بوجوده في حياتها وأهميتها بالنسبة إليه, وليس أقل كذلك من أن يستضيفها في بيته في عطلة نهاية الاسبوع وفي الإجازات وأن ينشيء العلاقة الإنسانية الضرورية بينها وبين أخواتها.. وأن يعرف أن مسئوليته عنها لا تقتصر علي الزيارة الشهرية القصيرة التي يقوم بها إليها لدفع نفقتها, وإنما تشمل كل شئون حياتها ودراستها وهواجسها ومخاوفها ووحدتها وكل ما يتعلق بها.
فالحق أن وحدتك المطلقة في الحياة جريمة يتحمل وزرها والدك وكل من تقاعس عن أداء حقك عليه, غير أن الله سبحانه وتعالي سوف يتولاك برحمته ويسدد خطاك في الحياة دائما بإذن الله.. ولسوف يحميك من كل المخاطر جزاء وفاقا لتدينك واستمساكك بتعاليم دينك; وقيمك الأخلاقية, فاطمئني يا ابنتي ألا بذكر الله تطمئن القلوب, دائما وأبدا ولعلي أستطيع أن أصل بينك وبين بعض الأسر الفاضلة التي ترعي حدود الله في حياتها ويسعدها أن تتقرب إليه, بتبادل العطف والاهتمام والزيارات معك إن شاء الله.. فاكتبي إلي بعنوانك أو تفضلي بزيارتي مساء الاثنين المقبل ولسوف يغير الله من حال إلي حال قريبا بإذن الله.
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
الثلاثاء، ١ فبراير ٢٠٠٠
الرقم الناقص
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق