07-06-2002
بداية اسمح لي أن اختار أنا عنوانا لخطابي هذا هو في بيتنا إرهابي وهذا الارهابي الديكتاتور هو وبكل أسف رب الأسرة فأنا زوجه منذ25 عاما ولي ولدان وبنت كلهم في نهاية المرحلة الجامعية, ونحن أسرة ميسورة الحال إلي أبعد الحدود, لكن هذا لا يظهر علي أحد منا وذلك لطبيعة زوجي البخيلة الشحيحة ومع هذا فليس البخل هو مشكلتي الأساسية وإنما مشكلتي هي طباعه الشرسة, إذ لا يمر علينا يوم دون ان يسمع الجيران بل والشارع كله صوت هذا الزوج المنفر وهو يصيح لأتفه الأسباب وتنشب حرائق غضبه في كل انحاء المنزل وفجأة وبدون صفارات إنذار, فما أن يعارضه أحدنا في رأي من ارائه التي يراها هو وحده الرأي الصائب حتي يتحول إلي إنسان آخر كما يحدث في حلقات الرجل الأخضر, وفجأة أراه بأنياب ومخالب والشرر يتطاير من عينيه ثم ينقض علي فريسته سواء كنت أنا أو ابنته أو أحد ابنائه أو من تجرأ وناقشه في رأي أو عارضه أو خالفه فيما قال ويسمعنا جميعا أفظع الألفاظ التي لايمكن أن تصدر عن جامعي وابن عائلة عريقة ومحترمة مثل عائلة زوجي بل وأحيانا كثيرة يصل الأمر إلي الضرب وتصور أن أصغر ابنائي في العشرين من عمره الآن ومازال هذا الأب القاسي يضربه بجنون وبلا أي رحمة, كما أنه لايعرف الكلمة الحلوة ومدي تأثيرها علي الابناء وهذه الكلمة الطيبة لو جربها سيجد أن لها فعل السحر علي الجميع, لكن هيهات ان يفهم ذلك فالرجولة في مفهومه هي الصوت العالي واللسان الطويل وأن يخافه ويرهبه الجميع, لكنه لايعلم أن هذه المعاملة جعلت أبناءه يخافونه فعلا يكرهونه أيضا للأسف ويتعجل كل منهم اليوم الذي يتخرج فيه من الجامعة حتي يتحرر من هذا الأسر وهذا الذل وهذه المهانة فأرجوك ياسيدي أن توجه كلمة إلي هذا الأب الفظ غليظ القلب حتي لا يأتي اليوم الذي ينفض فيه الجميع من حوله.. ولك شكري وامتناني.
* ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
وهل يمكن أن تجدي معه الكلمات ياسيدتي ؟
لو كان هناك أدني أمل في أن تؤثر فيه أي كلمة.. وتدفعه لأن يراجع نفسه وتصرفاته ومذهبه التربوي العجيب هذا مع ابنائه وزوجته.. فإني سوف ادعوه فقط لأن يقرأ رسالتك هذه بإمعان ويتفكر في معانيها القاسية ويتوقف طويلا امام العبارة التي تقولين فيها ما معناه أنه قد حقق بنجاح باهر هدف ترويع أبنائه الذين بلغوا سن الشباب وإرهابهم, لكنه قد حقق أيضا وبنجاح اكبر هدفا أخطر من ذلك وهو بث كراهيته في نفوسهم إلي حد تطلعهم جميعا لليوم الذي يتحرون فيه من الحاجة إليه فيديرون إليه ظهورهم بلا ندم. فإذا كان هذا المصير المحتوم لايزعجه ولايثير لواعجه كأب فليهنأ إذن بوحدته الباردة في شيخوخته, أما إذا كان ككل الآباء يحرص علي مودة أبنائه الصادقة له واحترامهم إياه
فليتوقف علي الفور عن هذا الخطل المنافي لكل القيم الدينية والاخلاقية والتربوية.. ويحاول استعادة الأرض الثمينة التي فقدها في قلوب أبنائه وشريكة حياته قبل فوات الأوان!
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
الثلاثاء، ١ فبراير ٢٠٠٠
الرجل الأخضر!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق