12-04-2002
أنا شاب من أبناء إحدي محافظات الوجه البحري, عمري32 عاما وحاصل علي مؤهل عالي وأعمل بوظيفة ممتازة بإحدي الشركات الاستثمارية بمحافظتي, وقد نشأت في أسرة طيبة ينعم أفرادها بالحب والتعاطف والتدين, فوالدي من رجال التعليم وأمي ربة بيت, لم تحصل علي شهادة, لكنها تحب أبي بالفطرة, وكانت خير سند له في رحلة العمر وإخوتي جميعا حصلوا علي شهاداتهم العالية وشقوا طريقهم في الحياة, وسعداء بما حقققوا خلال الرحلة, ومنذ سنوات قليلة كنت أبحث عن فتاة تشاركني الحياة فدلني البعض علي فتاة من بلدة مجاورة لمدينتي, ولم أتحر أي معلومات عن هذه الفتاة وإنما اتجهت إلي أسرتها مباشرة ومعي وسطاء الخير لأطلب يدها, فعلمت أن والدتها منفصلة عن والدها منذ ولادتها وأن أمها قد تزوجت من آخر ورزقت منه بطفلة وطلقت لثاني مرة.. أما والدها فيقيم في مكان بعيد عنهم وتزوج ثلاث مرات وله من زيجاته عشرة أبناء, ومع أن هذا التفكك الأسري كان مؤشرا كافيا لتنبيهي إلي ما أنا مقدم عليه, إلا أنني كنت في غيبة عن الوعي, وتزوجت الفتاة خلال أربعة أشهر وقبل زفافنا بأيام قلائل فاجأتني, وبعد أن عقدت قراني عليها, بأنها كانت علي علاقة بشاب من مدينة قريبة وتقابلت معه منذ أيام في أحد الأماكن ــ أي ونحن مخطوبان وتم عقد قراننا ونستعد للزفاف بعد أيام ــ وصدمت وأردت أن أخبر جدتها التي قامت علي تربيتها بعد طلاق أمها وزواجها مرة أخري.. ولكن فتاتي توسلت لي ألا أخبر أحدا, وسامحتها وقلت لنفسي لعلها كانت تودع العبث وسوف تحفظني بعد الزواج.. وفي إحدي الليالي كنت في زيارة لهم لترتيب الفرح وكان الوقت قد تأخر فأصروا علي أن أبيت لديهم هذه الليلة, وففعلت وأخطأت مع فتاتي وأصابني الذعر, ولكيلا يعلم أحد بما حدث عجلنا بالزفاف علي الفور, وقالت لي فتاتي بعد الزواج لن أنسي لك هذا الموقف طيلة حياتي, لأنك كنت تستطيع التخلي عني.. فقلت لها ادعو الله عز وجل أن يغفر لنا.. وكل ما أطلبه منك هو الحب والحرص علي والأمانة في التعامل معي, ولم يمض علي الزواج أكثر من أسابيع حتي سقط القناع من وجهها, وتكشفت الطباع السيئة لزوجتي من سلاطة اللسان وجلافة الأسلوب, فكنت أطلب منها التحدث بأسلوب هادئ ومهذب بدلا من ارتفاع صوتها الذي يخترق الجدران حتي لا تصل بذاءاتها وألفاظها النابية إلي أسماع الجيران ونحن المعروفون لهم أنا وأسرتي بالخلق الكريم, ولكن نصائحي كانت تذهب سدي, فشكوت
لجدتها التي قامت علي تربيتها وأخوالها وأقاربها فكانوا جميعا سلبيين وكل منهم مشغول بحياته, بل لقد كانت جدتها تفسدها أكثر بتدليلها لها, فاستعملت معها قوله تعالي فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا خفيفا.. ولكن لا حياة لمن تنادي.. أصبت بالمرض من جراء تصرفاتها معي.. ومع أهلي.. فعندما كانوا يزورونني للاطمئنان علينا فلا يجدون منها سوي المقابلة السيئة والفتور والجفاء في التعامل والكلمات البذيئة لوالدتي لكيلا ترجع لزيارتي. وكنا نغفر لها وقاحتها لتسير بنا الحياة حيث إنها كانت حاملا ولكنها تمادت في غيها وكذبها ولم تدع شيئا من خصوصياتنا إلا ونشرته كالغسيل القذر, ثم وضعت زوجتي طفلا جميلا, وبعد ولادته بشهرين فوجئنا قضعف صحته ونصحنا الأطباء بضرور إدخاله مستشفي الأطفال بأبو الريش بالقاهرة لأنه مريض بعيب خلقي في القلب, فذهبنا لعلاجه هناك ومكثنا به ثلاثة أشهر, خلال هذه الفترة لم تتخل أسرتي عن واجبها نحو زوجتي وهي ترافق ابني بالمستشفي من تقديم الطعام وغسل وكي الملابس لزوجتي وتلبية جميع مطالبها.. إلي أن جاء يوم أخذت فيه اجازة من عملي للاطمئنان علي ابني وزوجتي بالمستشفي, وإذا بي وأنا أسير بالممر في المستشفي في طريقي لغرفة إبني أسمعه يبكي وأسمع زوجتي تنهره وهو الذي يبلغ من العمر خمسة أشهر وبين الحياة والموت وتقول له اسكت ربنا ياخدك لكي أستريح منك فنهرتها وحملت ابني علي صدري وقبلته وأنا أنزف دما من داخلي حزنا عليه, وبعد قليل طلبت مني بلا اكتراث أن تحضر أمي لمرافقة ابننا في المستشفي لمدة يوم لكي تذهب هي معي إلي شقة أسرتها لأنها كما قالت قد اشتاقت إلي كزوجة!
فصدمت وقلت لها إن أعظم غريزة خلقها الله في أي امرأة هي غريزة الأمومة فكيف تفكرين في نفسك وابننا في مثل هذه الحال.. لكنها صممت ونفذت لها مطلبها لكي تراعي ابننا في مرضه, وفي ظهر أحد الأيام وبعد معاناة ابني من قسوة أمه ومرضه فارق الحياة واختاره الله إلي جواره ليريحه من أم قاسية نزعت الرحمة من قلبها وتوقعت بعد وفاة ابني بأن تتعظ زوجتي وتحل عليها السكينة والطمأنينة ولكن هيهات, فلقد اكتشفت أن زوجتي علي علاقة بشخص عن طريق التليفون وكانت تتصل به من المستشفي حتي في شدة مرض ابني, وكشفت أمامها الحقائق فندمت وبكت وسامحتها وقلت لنفسي لعلها نزوة وانتهت إلي أن جاء يوم وتوجهت لعملي مودعا إياها.. وبعد انتهاء عملي وعودتي طرقت علي باب بيتي فلم يجب أحد فتصورت أن زوجتي قد أصابها مكروه واستعنت ببعض أقاربي علي كسر باب الشقة, فإذا بالشقة خاوية علي البلاط فحتي ملابسي الشخصية وأحذيتي لم أجدها.. خرجت مسرعا لأبحث عن زوجتي.. وذهبت إلي منزل جدتها فوجدت زوجتي وأمها وزوجة خالها وجدتها وأشخاصا لا أعرفهم, والجميع متحفزون لي وقاموا بسبي وشتمي وخيروني بين أن أنقل إقامتي إلي شقة قريبة من بيت جدتها وأترك مدينتي وبين الطلاق, فتركتهم ورجعت مكسور الخاطر ورفعت يدي إلي السماء أشكو إليه ضعفي وقلة حيلتي مع إنسانة مات ضميرها هي وأهلها ونسوا ما قدمته لهم من خير.. حتي أمها المطلقة مرتين ساعدتها في الحصول علي قرض من أحد البنوك بضمانتي, وفي هذه الأثناء أغمي علي, وبعد أن رجعت إلي الوعي مرة أخري, وجدت نفسي في بيت أحد الرجال الصالحين, ورويت له قصتي وأنا أبكي بكاء شديدا فواساني ونصحني بالانفصال. إنني أكتب لك هذه الرسالة من فراش المرض بسبب هذه الزوجة..
وبعد خروجي من المستشفي سأرسل لها ورقة طلاقها لأإنني أشعر بغصة شديدة في حلقي وبحجر ثقيل فوق صدري وإحساس بالقهر والمرارة, فهل يصل الجحود والنكران وكتمان الشكر والتدني إلي هذا الحد.. وهل سأستطيع أن أبدأ حياتي مرة أخري؟!..
ولكاتب هذه الرسالة أقول:
أي قناع هذا الذي سقط عن وجه هذه الفتاة العابثة بعد زواجك منها!
لقد كان القناع مكشوفا منذ البداية ولم تخدعك ولم تتجمل أمامك, وإنما طالعتك بوجهها الحقيقي من قبل أن ترتبط بها, لكنك لم تكن تري هذا الوجه أو لا ترغب علي الأحري في أن تراه في غمرة اشتهائك لها كأنثي ورغبتك في الزواج منها والارتباط بها وتجاهل الحقائق لا يغير منها شيئا.
وانكارنا لها كذلك لايساعدنا أبدا علي التعامل السليم معها, فلقد كانت المؤشرات كلها تنذر منذ البداية بالشكوك والمخاوف وعدم الاطمئنان إلي أخلاقياتها, لكنك مضيت بالرغم من ذلك في طريق الارتباط بها كأنك تنفذ حكما أصدرته الأقدار عليك ولا تملك له دفعا, ولست أقصد بهذه المؤشرات نشأتها فقط بين أبوين ممزقين انصرف كل منهما إلي حياته الخاصة وتركا رعايتها لجدة مسنة أفسدتها بتدليلها لها أكثر مما أصلحتها أو قومتها. وإنما أقصد كذلك ما هو أخطر من ذلك وهو اعترافها لك بأنها قد قابلت شابا كانت ترتبط معه بعلاقة عاطفية قبل زفافها إليك بأيام وهي مخطوبة لك ومعقود قرانها عليك.. فإذا بك بدلا من أن تنزعج بشدة لهذا الاعتراف وتتخوف مما قد يحمله لك المستقبل معها.. تتجاوز ببساطة شديدة عنه بلا أي لوم لها, وتعلله لنفسك بأنها قد تكون قد أرادت أن تودع العبث قبل أن تبدأ حياتها الزوجية معك, وأنها لابد سوف تحفظ نفسها وتحفظك بعد الزواج بعد أن يكسبها وقر المسئولية الرشد والنصح والحكمة!
فأي تفريط هذا يا صاحبي.. وكيف لم يزعجك كذلك إغواؤها لك قبيل الزفاف بأيام حتي نلت وطرك منها خلافا لما تقضي به الأصول والأعراف, حتي ولو كنت قد عقدت قرانك عليها.. وألم ينبهك كل ذلك إلي ضعفها مع نفسها وتساهلها فيما لاتتساهل فيه الفتاة الملتزمة بالفضائل والقيم الدينية والأخلاقية؟ بل وكيف تتجاوز بعد كل هذه الأصول عن عبثها بكرامتك وعلاقتها بأحد الشباب وهي زوجة لك ومقيمة مع طفلها الذي يصارع الموت في المستشفي.. وماذا تنتظر منها أن تفعل بك ومعك بعد كل هذا الهوان؟
هل كنت تتوقع منها أن تحسن عشرتك وتحفظ لك قدرك وترعي حدود ربها في التعامل مع أهلك؟
إنها فتاة جامحة لم تعتد القيود والحدود في حياتها ولا في زواجها, وليس هناك أي مبرر لهذا الحزن الشديد الذي أصابك حتي أسلمك إلي فراش المرض لمجرد أنها قد هجرتك واستردت أثاثها وخيرتك بين الانتقال إلي بلدتها أو طلاقها.
فمثل هذه الفتاة الرعناء لايحزن أحد علي فراقها.. وإنما يسعد بتحرره من غريزته التي تربطه بها.. ومن خنوعه معها وهوانه عليها.. فطلقها بلا تردد ولا ندم.. ودعها لنفسها وحياتها تحياها كيف تشاء.. ومع من تتوافق قيمه الأخلاقية مع قيمها المهترئة.. ولا تحزن علي أية خسارة مادية تترتب علي انفصالك عنها.. لأنك الفائز في النهاية بكرامتك وسلامك النفسي ورجولتك, وبعد فترة مناسبة من النقاهة النفسية اجمع شتات نفسك واستعد لبدء حياة جديدة مع فتاة أخري تعيد إليك ثقتك بنفسك وبالفضائل, وبكل شئ جميل في الحياة, وتكفيك من الفضيحة النجاة من هذه المحنة, بغير أن يكابد طفل برئ مرارة الانفصال بين أبويه.. أو يدفع ثمنا أبديا لجموح أمه.. وتساهل أبيه المعيب..
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
الثلاثاء، ١ فبراير ٢٠٠٠
كشف القناع!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق