السبت، ٤ أغسطس ٢٠١٢

رحيق الذكريات

11-11-2005
قرأت رسالة حرائق الذكريات لتلك السيدة التي تعتقد أن والدها رحمه الله قد قضي علي مستقبلها عندما اختار لها شريك حياتها المناسب من وجهة نظره‏,‏ لأنه كان عريسا مبسوطا علي حد قوله مما حرمها من الارتباط بمن اختاره قلبها‏..‏ وبدلا من أن ترضي بنصيبها وتحاول أن تسعد بنعمة الله عليها وتفرح بأسرتها الصغيرة راحت تبحث عما في يد غيرها‏,‏ وتقارن بين زوجها الذي اختاره لها والدها وحبيب القلب الذي أصبح أكثر ثراء وسعادة مع زوجة أخري‏,‏ ولا تزال حتي الآن تعيش في قصة والدها الذي جانبه الصواب وحرمها من حياة رغدة وسعيدة كانت في متناول يدها‏!!‏ وجاء ردك عليها بردا وسلاما علي قلبها المتأجج بنيران الحقد علي تلك التي فازت بحبيب القلب‏,‏ وبالغضب من الوالد الذي أخطأ في حقها‏..‏ وحسنا ما فعلت عندما نصحتها بأن تحاول إسعاد نفسها وأسرتها وأن ترضي بما قسم الله لها حتي تفوز بجوائز السماء‏.‏
ولقد رأيت أن أشارك بالرأي والنصيحة لصاحبة تلك الرسالة بقصة لسيدة تتشابه في بدايتها مع قصة حرائق الذكريات ولكنها تختلف عنها تماما في النهاية‏,‏ لعلنا نتأمل ونتعلم من حكمة المولي عز وجل في توزيع الأرزاق وقد كان لي شرف متابعة صاحبة تلك القصة علي مدي خمسة وعشرين عاما‏,‏ واستأذنتها في الحديث باسمها فوافقت بعد تردد مادام فيها ما قد يفيد الآخرين‏!!.‏
نشأت هذه السيدة وترعرعت في إحدي محافظات الوجه البحري في أسرة ريفية كبيرة العدد قوامها دستة من الأبناء والبنات بقي منهم علي قيد الحياة تسعة‏,‏ خمسة ذكور وأربع اناث‏,‏ وكانت هي تحتل المرتبة الرابعة في الترتيب وكان والدها من رجال الدين الذين يعملون في مجال التعليم تسانده في الحياة سيدة فاضلة تزوجها وهي في الثالثة عشرة من عمرها دون أن تنال أي قسط من التعليم وعاشت حياتها تكافح إلي جواره برجاحة عقل وحكمة فطرية ساعدتها علي تربية الأبناء التسعة علي الدين والعلم والأخلاق‏..‏ وكان الوالد يؤمن بأن العلم هو رأس المال الحقيقي في الحياة ولا زواج للأبناء الذكور قبل الانتهاء من مشوار الدراسة‏,‏ أما البنت فمكانها هو البيت ويكفيها أن تقرأ وتكتب أو تتعلم ما يفيدها في تنشئة أبنائها تنشئة صالحة حتي ما إذا ما جاء قطار الزواج ودق بابها صاحب النصيب فلابد أن تفتح له مادام إنسانا طيبا ومن أسرة طيبة‏.‏
وكانت هي تتمتع بجمال هادئ وعقل راجح يؤهلها إلي استكمال دراستها‏,‏ ولكن لسوء حظها وقفت ظروف الحياة ضدها‏,‏ فلم يكن هناك في قريتها سوي مدرسة ابتدائية واحدة‏,‏ ولم يكن أحد يجرؤ في ذلك الوقت علي قبول فكرة أن تسافر الفتاة الي البندر يوميا للالتحاق بالمدرسة الاعدادية‏,‏ فقرر الوالد أن تترك المدرسة بعد أن انتهت من مرحلتها الابتدائية لتساعد والدتها في تربية الأبناء خاصة بعد زواج شقيقتها الكبري‏..‏ وثارت تلك الفتاة ثورة صامتة لم تتعد حدودها الشخصية ولكنها رضخت في النهاية مؤثرة مصلحة الأسرة علي مصلحتها الشخصية‏,‏ ولكنها لم تمنع نفسها من التفكير في أن والدها قد ظلمها وحرمها من حقها في حياة أفضل‏.‏
إلي أن جاء يوم طرق بابها مدرس طيب ينحدر من أسرة بسيطة طيبة ويكبرها بنحو ستة عشر عاما‏,‏ وحاولت أن ترفض أو تسوف في قبول هذا العريس أملا في أن يتغير الحال وتستطيع اللحاق بأشقائها الكبار الذين انخرطوا في التعليم الجامعي أو حتي انتظار من تكون سنه مناسبة لها‏,‏ ولكن يبدو أن والدها كان قد حزم أمره للمرة الثانية بعد إخراجها من المدرسة وأصدر قراره لتتزوج هذا القادم الذي لم تتحمس له كثيرا‏,‏ ولكن من يملك أن يعترض علي قرار الوالد الذي لم تتعود الأسرة علي أن ترفض له طلبا خاصة أنه ظل يلح عليها بطلبه لأنه وجد فيه فرصة العريس المتعلم الذي سيوفر لها حياة سعيدة‏!!.‏
وللمرة الثانية رضخت لرأي والدها برغم إرادتها‏,‏ وتم الزواج بسرعة في حفل تقليدي ريفي بسيط خال من مظاهر الأبهة أو البهرجة وانتقلت إلي بيت زوج لم تختره‏,‏ ولكنها لم تكن ترفضه مسلمة أمرها إلي الله‏,‏ وهي تأمل في حياة أفضل من تلك التي تعيشها وسط تسعة أفواه وأرانب يصارعون الحياة بإمكانات الوالد المحدودة التي كانت لا تكاد تكفي لتلبية الاحتياجات الضرورية للأسرة ولكنها البركة التي كانت تستعين بها والدتها الطيبة علي تدبير أمور حياة أسرتها‏..‏
وبعد شهور قليلة وجدت نفسها مضطرة إلي السفر مع زوجها بعد إعارته مدرسا بإحدي الدول العربية الشقيقة‏,‏ وهي التي لم تخرج عن محيط قريتها من قبل‏,‏ وهكذا انفصلت عن أسرتها وانتقلت من سجنها في مصر إلي سجن آخر في تلك الدولة العربية‏,‏ فلم تكن تري الشارع إلا نادرا‏,‏ فتعلمت حياكة الملابس واشترت ماكينة متطورة‏,‏ وأصبحت تعتمد علي نفسها في تفصيل وحياكة ملابسها‏..‏ وظلت تدور في نفس طاحونة العمل مع زوجها فلم يؤنس وحدتها ويخفف عنها سوي أن رزقهما الله بزهرتين جميلتين توءم‏,‏ ثم زهرة ثالثة في العالم التالي بناء علي طلب زوجها الذي كان يسابق الزمن ويأمل في أن يرزقه الله سريعا بمولود ذكر يحمل اسمه‏!!‏ وكانت تلك هي نقطة الخلاف المحورية بين سميحة وزوجها فهي مؤمنة بأن لله حكمة في أن يهب البعض ذكورا والبعض إناثا وفي كل خير‏..‏ واستمرت الخلافات بينهما حتي زادت من همومها وأعبائها النفسية في الغربة ولكنها صبرت صبرا جميلا حتي شاءت إرادة الله وحملت للمرة الثالثة وجاء الولد الذي كان ينتظره زوجها ولكن الله الذي لا راد لقضائه استرد وديعته بعد تسعة أيام فقط من مولده وسبحان الله تعالي جلت قدرته وحكمته‏..‏
وازدادت حدة الخلاف بينها وبين زوجها بعد أن ثقل العبء ولم يعد دخل زوجها يكفي لإعاشتهم في الغربة فعادت إلي مصر مع زهراتها الثلاث لتعيش في القاهرة بجوار والدها الذي أحيل إلي المعاش ووالدتها التي تستمد منها الحكمة ولتكون في رعاية أشقائها الذكور الذين تخرجوا في الجامعات وبدأوا حياتهم العملية‏,‏ وبقي زوجها وحيدا يعمل في الدولة العربية علي أمل العودة بعد انتهاء مدة الإعارة‏,‏ ولم تمض سوي شهور قليلة حتي هاجمه فيروس الكبد الوبائي وعاد هو الآخر إلي مصر للعلاج حتي لقي ربه في يناير‏1980,‏ وهنا وجدت نفسها علي أعتاب مرحلة جديدة من حياتها وهي لاتزال في الثلاثين من عمرها‏..‏
ومرت أيام الحداد ثقيلة واجتمعت الأسرة لتري ماذا ستفعل الأرملة بحياتها الجديدة ووسط دهشة الجميع فوجئت الأسرة بإنسانة قوية تتحدث بعزيمة وإصرار عن مستقبل أفضل ورفضت أن تلقي اللوم علي والدها الذي سبق أن حال بينها وبين قطار التعليم ثم عاد واختار لها حياتها مع زوج لم تختره لنفسها‏,‏ ولكنها قبلت بنصيبها في الحياة وقررت التعامل مع الواقع بموضوعية برغم فداحة الكارثة‏..‏ وأحس الجميع بأن بركان الحزن الذي بداخلها بدأ يتحرك نحو تحقيق أمل قديم كان يراودها منذ زمن بعيد وهو أن تستكمل دراستها وتختار حياتها بطريقتها‏..‏ ووافقها الجميع دون تردد برغم أنهم كانوا متشككين من نجاحها في الدراسة بعد توقف دام أكثر من عشر سنوات‏,‏ ولكنهم كانوا يأملون فقط في أن تشغل نفسها بأي شيء يخرجها بسلام من آثار الكارثة التي حلت بها‏..‏
وقررت دخول امتحان إتمام الدراسة الابتدائية الذي سيعقد في مايو‏1980‏ أي بعد شهور قليلة من وفاة زوجها واجتازته بنجاح مما أثار دهشة الجميع وإعجابهم‏!!‏ وفور ظهور النتيجة بدأت في البحث عن كتب المرحلة الاعدادية دون انتظار لبداية العام الدراسي الجديد وعاشت حياتها الجديدة مقسمة بين تربية بناتها الثلاث وبين دراستها‏..‏ فكانت ترعي بناتها نهارا حتي يعدن من مدارسهن لتبدأ دراستها في المدرسة الاعدادية المسائية التي التحقت بها والتي لم تكن تبعد كثيرا عن مقر سكنها ثم تعود لتذاكر لنفسها ومع بناتها حتي ينام الجميع في سلام‏..‏ وراحت أسرتها تراقبها وهي تتقدم في دراستها دون أي تقصير في حق زهراتها الثلاث فكانت تحاول دائما تعويضهن عن فقد والدهن بمزيد من الحب والحنان والرعاية الكاملة‏.‏
وحصلت علي شهادة الإعدادية ووجدت نفسها في خيار صعب أمام استكمال دراستها وبين بناتها اللاتي كبرن ويحتجن إلي رعاية أكبر من قدرتها‏,‏ ولكن تصميمها علي تحقيق حلمها القديم كان يداعبها بشدة‏,‏ ولايزال يسكن هناك في عقلها الباطن‏,‏ فقررت بناء علي نصيحة من أشقائها الالتحاق بمدرسة ثانوية تجارية قريبة من سكنها سرعان ما حصلت منها علي دبلوم المدارس الثانوية التجارية وسط إعجاب وتشجيع من الجميع خاصة من بناتها اللاتي كبرن الآن وأصبحن علي دراية كافية بما تفعله أمهن من أجلهن‏,‏ فكن يساعدنها في بعض الأعمال المنزلية لتخفيف العبء عنها ومشاركتها في مشوار الحياة‏..‏
وتوقع الجميع‏,‏ أنها ستستريح بعد هذا الماراثون‏,‏ وقد تفكر في الزواج أو العمل‏,‏ خاصة أن بناتها كبرن وأصبحن مستقلات إلي حد كبير‏!!‏ فالتحقت البنتان التوءم بكلية التجارة جامعة القاهرة‏,‏ ولحقت بهما شقيقتهما والتحقت بكلية الخدمة الاجتماعية بالقاهرة وهو بكل المقاييس إنجاز ضخم يحسب لها وإن لم تفعل غيره‏..‏ ولكنها أعلنت أنها لم تحقق حلمها بعد ورفضت كل عروض الزواج من أجل بناتها والتحقت بكلية التجارة بالجامعة المفتوحة وبدأت الحياة تبتسم وشمس السعادة تشرق علي هذا المنزل التي تقيم فيه أسرة صغيرة يجمعهم الإصرار علي النجاح‏..‏ أم في الأربعينيات من عمرها وتدرس في الجامعة المفتوحة جنبا إلي جنب مع بناتها الثلاث طالبات الجامعة‏..‏ وكأنهن أربع صديقات يقمن تحت سقف واحد يتبادلن الأدوار في العمل بالمنزل والدراسة في الجامعة‏..‏
وبعد أربع سنوات بالتمام والكمال كانت قد حصلت علي بكالوريوس التجارة وسط فرحة غامرة وإعجاب من أسرتها وكل من حولها وانهمرت دموع الفرح والسعادة من عينيها بعد أن حققت حلمها القديم في استكمال مشوار تعليمها حتي النهاية‏.‏ وكان من دواعي سرورها أيضا أن ابنتيها التوءم حصلتا أيضا علي بكالوريوس التجارة بتقدير جيد جدا فالتحقت احداهن بكلية التجارة كمعيدة‏,‏ بينما اتجهت الأخري إلي مجال العمل كمحاسبة في شركة مقاولات كبري بالقاهرة‏,‏ وفي العام التالي تبعتهما شقيقتهما الثالثة التي حصلت علي بكالوريوس الخدمة الاجتماعية واستطاعت بتوفيق من الله وبفضل دعاء والدتها أن تلتحق بالعمل في نفس الشركة التي تعمل بها شقيقتها‏.‏
ومال أشقاؤها الكبار علي شقيقتهم يسألونها‏:‏ ألم يحن الوقت بعد للزواج بعد أن أتممتي رسالتك في الحياة نحو زهراتك الثلاث فتزوجت ابنتك الكبري وحصلت الثانية المعيدة بالجامعة علي درجة الماجستير‏,‏ وتستعد الآن لدرجة الدكتوراه‏,‏ واستقرت الثالثة في عملها‏,‏ وبعد كل الذي قمت به علي المستوي الشخصي‏,‏ والذي يعد انجازا بل إعجازا‏,‏ يستحق أن ينحني له الجميع؟ فتضحك وهي تهمس في أذن شقيقها الذي يكبرها مباشرة والذي حصل منذ سنوات قليلة علي درجتي الماجستير والدكتوراه في الإدارة برغم أنه في الخمسينيات من عمره‏:‏ صدقني يا أخي ان قلت لك إنني أشعر وكأنني أحلم وغير مصدقة لما حدث من حولي‏..‏ إنني أنظر خلفي واستمتع برحيق ذكريات أيام وسنوات طويلة مضت بحلوها ومرها‏..‏ ولم أكن يوما واثقة من استطاعتي علي تحقيق أحلامي بعد أن بعدني والدي ـ رحمه الله وغفر له ـ عن الدراسة وزوجني بمن يكبرني بأكثر من خمسة عشر عاما‏.‏ ولكني كنت دائما راضية بقضاء الله وقدره وأشعر دائما بأنه معي يساندني ويشد من أزري ويترفق بضعفي‏..‏ لقد كان الله كريما معي فأعطاني ما أردت وكل ما أريد أن أفعله الآن هو أن أسجد لله عز وجل شاكرة فضله ونعمته‏,‏ وأسأله أن يغفر لي يوما اعتقدت فيه أن والدي قد ظلمني أو أساء إلي‏..‏ فقد كان لنا نعم الأب الذي يختار الأفضل من وجهة نظره‏..‏ ولقد كان اختياره هذا سببا في كل ما أنا فيه الآن من خير وراحة بال‏..‏ وهذه نعمة لا تعادلها كل كنوز الدنيا‏..‏ وربما ـ إذا ما كان في العمر بقية ـ يعطيني الله القوة والرشاد واستطيع أن أحصل مثلك علي درجتي الماجستير والدكتوراه‏.‏
ويضحك شقيقها وهو ينظر إليها بمزيد من الإعجاب والتقدير والاحترام‏,‏ وهو لا يستبعد ان تفاجئه شقيقته في القريب العاجل بدعوة لحضور مناقشة رسالة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة القاهرة وهي نفس الجامعة التي حصلت منها ابنتها علي درجة الماجستير في العام الماضي‏..‏ من يدري؟
دكتور هاني عبدالخالق
أستاذ إدارة الأعمال

*‏ سيدي‏..‏ أشكرك علي تلك الرسالة‏,‏ التي انتظرتها طويلا‏,‏ فبريدي متخم بالأحزان والإحباطات واليأس‏,‏ وكنت أتمني أن يطل علينا من أصدقاء البريدمن يقتلع الحكمة من قلب الوجع‏,‏ ويقدم لنا سعادة مختبئة في ألم آن لا نفهم في أحيان كثيرة لماذا خصنا به الله سبحانه وتعالي‏.‏ وإذا كان من الصعب علي الكثيرين أن يتعاملوا مع عذاباتهم ومحنهم علي أنها محطة من محطات الحياة‏,‏ لن يطول وقوفهم عليها‏,‏ ويرون أنها المحطة الأخيرة‏,‏ فيستسلمون ليأسهم ويلومون الأقدار والبشر‏,‏ متغافلين أو جاهلين حكمة قد تكون مستكينة في ركن ما من التجربة تنتظر من يزيح عنها غبار الغضب واليأس‏.‏
هناك قليلون ـ مثل صاحبة تلك الحكاية ـ يؤكدون أن الإنسان وحده القادر علي مواجهة عثرات الأيام واختباراتها‏,‏ بالإصرار علي عدم الركون إلي اتهام الآخرين ولوم الأقدار علي ما أصابهم‏,‏ ومواصلة الزحف نحو تجاوز المحنة‏,‏ وبناء الحياة التي يرون أنهم يستحقونها‏,‏ فليس من الطبيعي أن يكون فشلنا أو ألمنا من صنع الآخرين‏,‏ سواء وضعونا فيه حبا أو جهلا‏,‏ متجاهلين إرادتنا واختياراتنا لأنفسنا ولمن نحب‏.‏ ما أسهل سيدي البكاء علي العسل المسكوب‏,‏ فقد يبكي حولنا الكثيرون ويتجمع علي رؤوسنا الذباب‏,‏ أما الصعب والأحلي‏,‏ فهو بناء المنحل وجني العسل من جديد بأيدينا‏,‏ عسل الحياة يا سيدي الذي جنته تلك السيدة العظيمة‏,‏ التي لم تهن يوما‏,‏ إنثنت أمام رياح الأيام ولم تنكسر‏,‏ وعندما هدأ صفير الرياح‏,‏ استجمعت قواها واختارت بنفسها ولنفسها ولمن أحبتهم‏,‏ الحياة التي كانت تتمني والتي كان تستحقها‏.‏
وإلي لقاء بإذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق