السبت، ٤ أغسطس ٢٠١٢

الحلم المؤجل‏!‏

21-01-2005
في رسالته إلي بريد الأهرام بعنوان لاتعد ولاتحصي في‏2005/1/13‏ يتساءل المهندس محمد محمود سلامة عما يعوق خروج الجسر المقترح إنشاؤه بين مصر والسعودية فوق البحر الاحمر إلي حيز الوجود‏,‏ ليختزل مسافة ألفي كيلو متر برا يقطعها المسافر في يومين من الإجهاد إلي ثلاثة وعشرين كيلو مترا في نصف ساعة فقط‏..‏ رغم اتفاق الأطراف جميعها علي ضرورة الإسراع في تنفيذه وتطلع الشعبين إلي ذلك‏.‏
ومن المؤكد أن العوائق أمام تنفيذ هذا الجسر الحلم ـ ليست اقتصادية ولا سياسية ـ بقدر ما هي هندسية ذلك أن بحرنا الأحمر الجميل ليس في الحقيقة سوي فالق أرضي كبير آخذ في الاتساع منذ ملايين السنين بمعدل ثلاثة سنتيمترات كل عام‏.‏ كما تؤكد ذلك أجهزة المسح الطوبوجرافي بالليزر المثبتة علي الشاطئين المصري والسعودي‏..‏ وهو ما يعني تباعد الشاطئين الشرقي والغربي للبحر الأحمر بمقدار ثلاثين سنتيمترا كل عقد من الزمان أو ثلاثة أمتار كل مائة عام ـ تكفي لسقوط سيارة في الماء ـ أو ثلاثين مترا كل ألف عام ـ تكفي لسقوط أتوبيس بأكمله هذا لو كانت هناك أتوبيسات بعد ألف عام‏.‏
ولنا أن نتخيل كيف سيكون البحر الأحمر إذن بعد مليون عام ـ وهي بالمناسبة فترة قصيرة بالنسبة لعمر الأرض والكون ـ أو بعد عشرة ملايين عام حين يتحول إلي المحيط الأحمر‏..‏ وكل هذا بسبب وجود حزام زلزال نشيط وسط البحر الأحمر يمتد من الجنوب إلي الشمال حتي البحر الميت‏.‏
بل إن المنطقة الجنوبية الغربية من البحر الأحمر يطلق عليها منطقة أبودباب لكثرة دبيب الأرض فيها بفعل الزلازل الصغيرة المتلاحقة كجزء من منظومة التزحزح القاري المستمرة إلي ما شاء الله تعالي وهكذا يظل هذا الجسر المأمول حلما مؤجلا إلي أن يتوصل العلماء إلي حل هندسي لهذا التحدي الجيولوجي‏..‏ فعسي ألا يطول بنا الانتظار‏!‏
د‏.‏سراج الدين الحلفاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق