السبت، ٤ أغسطس ٢٠١٢

من أين نبدأ ؟

10-06-2005
من أين نبدأ وما هو العلاج لهذا الخلل الذي أصاب فكر الشباب؟ وأدي بهم إلي انحراف واضح في السلوك؟ وضع المجتمع بأثره أمام مشاكل متعددة تتفاقم يوما بعد يوم‏,‏ وغالبا ما تنتهي الي مجرد احصائيات تطرح للحوار عبر وسائل الاعلام‏,‏ ويتحدث المختصون عن المشكلة والأسباب دون أن يتطرق أحدهم الي العلاج‏,‏ وعلي سبيل المثال مشكلة الزواج العرفي التي بدأت بين فئة من المترفين وانتشرت كالوباء بين طلبة الجامعات والمدارس‏,‏ واكتفينا بالعويل ليحصد المجتمع مر الثمار من جراء هذه الكارثة التي تفرض نفسها بقوة طمعا في أن تصير عرفا بين الناس كما صارت العلاقات المنحرفة باسم الصداقة بين الجنسين عرفا لا يحتاج إلي أن يتواري عن العيون أو يعيش في الخفاء كما كان من قبل‏,‏ والويل لمن يتجرأ الآن ويبدي النصيحة لشاب وفتاة في الشارع أو المترو وهم يتبادلون المزاح بالأيدي أو بإطلاق النكات والضحكات دون حياء‏.‏
وإنني لا أشيع الإحباط واليأس في النفوس إذا قلت أنه لا أمل في الإصلاح أو العلاج مادمنا مصرين علي أن نبدأ العلاج في المراحل المتأخرة‏,‏ وهنا أنقل إجابة احد العلماء ردا علي من سأله النصيحة في تربية ابنه قائلا كم يبلغ من العمر؟ فقال الرجل‏:‏ سنة‏,‏ فرد العالم قائلا‏:‏ اذن فقد فاتك القطار‏,‏ ان أي حديث عن تربية وتقويم الشباب دون محو الأمية التربوية للآباء والأمهات ونشر الأبحاث المستمرة عن الطفولة وأساليب تربية الأطفال التي تبدأ قبل الزواج وأثناء الحمل ومنذ اليوم الأول في الولادة‏,‏ بل وتخصيص قناة فضائية متخصصة في ذلك يكون من قبيل الوهم وتضييع الوقت والجهد‏,‏ فالعلاج الذي يبدأ في المراحل المتأخرة غالبا ما ينتهي بالفشل‏,‏ ولأن ما بني علي باطل فهو باطل‏,‏ فلابد إذا أردنا النجاح والعلاج الحقيقي لهذه المشاكل أن نبدأ الطريق من بدايته‏,‏ وعند ذلك نكون قد وضعنا الأساس السليم لبناء المجتمع‏,‏ ورحم الله القائل الأم مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الأعراق
مهندس‏/‏ علي درويش
‏Egy_adarwish@hotmail.com‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق