السبت، ٤ أغسطس ٢٠١٢

هل يجوز بيعه؟

22-07-2005
علي عكس الدول الأوروبية التي لا تجري فيها عملية الختان للمواليد الذكور حاليا إلا إذا وجدت دواعي طبية‏,‏ فإن الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر الدول التي يتم فيها إجراء هذه العملية‏,‏ وحيث توجد العقلية التجارية الأمريكية والتي تزن كل شئ بالدولار فإن التفكير اتجه إلي هذه القطعة الصغيرة التي تزال في عملية الطهارة وأجريت عليها البحوث والدراسات للاستفادة منها حيث ثبت أنها تحتوي علي‏300‏ مليون خلية‏,‏ و‏100‏ غدة عرقية‏,‏ وأعصاب يصل طولها إلي‏12‏ قدما‏,‏ وشرايين وأوردة طولها‏3‏ أقدام‏,‏ ويمكن أن تنتج‏250‏ قدما مربعا من الجلد عن طريق استخدام الهندسة الوراثية‏.‏

ولذا بدأت شركات الأدوية في الاستفادة من هذه القطعة في تخليق الأنسولين البشري وزراعة خلاياها لإنتاج مساحات واسعة من الجلد الآدمي الذي يستخدم في ترقيع قرح القدم خاصة في مرضي السكر والحروق‏,‏ كما أن المعامل ومراكز البحوث التي تريد تجربة أي علاج جديد أو كريمات للجلد لن تجد أفضل من هذه القطعة لتجربة أدويتها عليها‏.‏

وقد رصدت إحدي شركات الأدوية في عام‏1996‏ مبلغ‏366‏ مليون دولار لهذه الصناعة وحدها‏,‏ وقد وافقت أخيرا هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية علي استخدام الجلد المخلق من هذه القطعة‏.‏

وبالطبع فإن المستشفيات هناك تشتري قطعة الجلد من كل طفل تتم طهارته بـ‏35‏ دولارا تدفع للأب أو تخصم من تكلفة عملية الطهارة التي تجري حاليا خارج نطاق التأمين الصحي‏,‏ ويبقي جزء أخلاقي في هذا المجال‏,‏ حيث يجب علي الوالدين والجراح ألا يجروا عملية الختان فقط من أجل بيع قطعة الجلد التي تزال في الطهارة‏,‏ وألا يقوم الطبيب بقطع جزء أكبر ليباع بثمن أغلي‏.‏

وسؤالي ما هو موقف مراكز بحوثنا وجامعاتنا وشركات الأدوية من هذا المجال‏,‏ وعمليات الطهارة تجري عندنا ليل نهار ومرضي السكر والحروق في أشد الحاجة لهذه القطعة الغالية؟ وما هو الموقف الديني من بيع وشراء هذا الجزء من جسم الإنسان؟
د‏.‏محمد عبدالباقي فهمي
‏mabfahmy@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق