22-07-2005
علي عكس الدول الأوروبية التي لا تجري فيها عملية الختان للمواليد الذكور حاليا إلا إذا وجدت دواعي طبية, فإن الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر الدول التي يتم فيها إجراء هذه العملية, وحيث توجد العقلية التجارية الأمريكية والتي تزن كل شئ بالدولار فإن التفكير اتجه إلي هذه القطعة الصغيرة التي تزال في عملية الطهارة وأجريت عليها البحوث والدراسات للاستفادة منها حيث ثبت أنها تحتوي علي300 مليون خلية, و100 غدة عرقية, وأعصاب يصل طولها إلي12 قدما, وشرايين وأوردة طولها3 أقدام, ويمكن أن تنتج250 قدما مربعا من الجلد عن طريق استخدام الهندسة الوراثية.
ولذا بدأت شركات الأدوية في الاستفادة من هذه القطعة في تخليق الأنسولين البشري وزراعة خلاياها لإنتاج مساحات واسعة من الجلد الآدمي الذي يستخدم في ترقيع قرح القدم خاصة في مرضي السكر والحروق, كما أن المعامل ومراكز البحوث التي تريد تجربة أي علاج جديد أو كريمات للجلد لن تجد أفضل من هذه القطعة لتجربة أدويتها عليها.
وقد رصدت إحدي شركات الأدوية في عام1996 مبلغ366 مليون دولار لهذه الصناعة وحدها, وقد وافقت أخيرا هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية علي استخدام الجلد المخلق من هذه القطعة.
وبالطبع فإن المستشفيات هناك تشتري قطعة الجلد من كل طفل تتم طهارته بـ35 دولارا تدفع للأب أو تخصم من تكلفة عملية الطهارة التي تجري حاليا خارج نطاق التأمين الصحي, ويبقي جزء أخلاقي في هذا المجال, حيث يجب علي الوالدين والجراح ألا يجروا عملية الختان فقط من أجل بيع قطعة الجلد التي تزال في الطهارة, وألا يقوم الطبيب بقطع جزء أكبر ليباع بثمن أغلي.
وسؤالي ما هو موقف مراكز بحوثنا وجامعاتنا وشركات الأدوية من هذا المجال, وعمليات الطهارة تجري عندنا ليل نهار ومرضي السكر والحروق في أشد الحاجة لهذه القطعة الغالية؟ وما هو الموقف الديني من بيع وشراء هذا الجزء من جسم الإنسان؟
د.محمد عبدالباقي فهمي
mabfahmy@hotmail.com
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
السبت، ٤ أغسطس ٢٠١٢
هل يجوز بيعه؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق