السبت، ٤ أغسطس ٢٠١٢

الأركـان الخمســة

22-04-2005
في بريد الأهرام بتاريخ‏4/2‏ وتحت عنوان الأجدي والأوقع كتب الدكتور علاء الدين القوصي كلمات طالما أحببت أن أقرأها أو أسمع من يقولها جهارا‏..‏ وقد دارت كلماته حول كيفية اختيار الوزراء عندنا‏,‏ وأشار إلي أسماء أصحاب كفاءات عالية وتخصصات نادرة أبعدوا عن مواقعهم ليعينوا وزراء‏.‏ وفي نهاية كلماته يتساءل قائلا‏:‏ أليس من واجب الدولة تكوين الكوادر المناسبة لهذه المناصب السياسية؟‏..‏ وفي تقديري أن هذا التساؤل بالغ الأهمية باعتباره صلب التكوين الإداري التنفيذي في بلدنا‏,‏

والذي يتوقف عليه عمل الوزير بالنجاح أو الاخفاق‏,‏ والذي تتأثر به أمور حياتنا لسنوات ثالية‏..‏ ومن ناحيتي أيضا أطرح تساؤلا حول الموضوع نفسه‏,‏ تري لماذا يقبل هؤلاء العلماء ترك مواقعهم والعمل كوزراء؟ هل يرجع ذلك إلي حرصهم علي خدمة المجتمع في أي موقع كان أو أنه اغراء المنصب والسلطة بكل ما يحيط بهما من ابهار وأبهة؟‏!.‏

أزعم ان عندي ما يمكن أن يضاف الي ما كتبه الدكتور القوصي حول أسلوب الحكم‏,‏ وأضرب لذلك مثلا‏:‏ الأسلوب الذي انتجهته الصين منذ عام‏1949‏ وحتي الآن ـ ولا أعني الالتزام بمنهج الصين أو غيرها‏.‏

أيضا فإن ما حفزني علي ذلك ما كتبه الزميل عادل حمودة في العدد نفسه من الأهرام تحت عنوان وثالثهما الصين وهو ما مقال تحسن العودة إليه مرة أخري‏,‏ خاصة تلك العبارة التي تقول ولا جدال أن وراء هذه المعجزة إدارة سياسية قادرة علي تحويل العيوب الاجتماعية الي ميزات اقتصادية فالمشكلة لم تعد في الموارد والمواد الخام‏..‏ وانما أصبحت في العقول والأفكار‏..‏

إذن لابد للتنمية في كل بلد من نظام يناسب ظروفه وواقعه الاجتماعي‏,‏ ويحرك مساره وفقا لمصالح القاعدة العريضة من مواطنيه‏,‏ أخذا في الاعتبار حركة التاريخ والتغيرات في العالم الخارجي‏,‏ بحيث لا يسمح ذلك النظام باجتهادات عفوية تصدر عن هذا الوزير أو ذاك‏!!.‏

والموضوع باختصار أن النجاح الذي حققته الصين قد ارتكز علي خمسة أركان تتحرك وفقا لخطة خمسية علي أساس سياسي‏,‏ والأركان الخمسة هي‏:1‏ـ نظرية سياسية قابلة للتطوير‏2‏ ـ حزب يحمل النظرية ينتخب من القاعدة إلي القمة انتخابا حرا مباشرا‏.3‏ ـ برلمان منتخب من كل الأقاليم والقوميات والأحزاب الصغيرة بجوار الحزب الشيوعي‏.4‏ ـ حكومة من وزراء مسيسين‏/5‏ـ شعب عامل واع يتجاوب مع قيادته بقدر ما ترعي مصالحه‏.‏

هبة عنايت ـ روز اليوسف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق