السبت، ٤ أغسطس ٢٠١٢

المحطـة القادمـة

25-03-2005
هناك من يحاول أن يفرمل قطار الديمقراطية السريع أو يبطئ‏,‏ من سرعته‏,‏ بل وربما يخرجه من القضبان حتي تتوقف مسيرته‏,‏ وهم يحاولون ذلك بعد أن أمر الرئيس بانطلاقه‏,‏ ونحن نعتقد أن هذه المحاولات تأتي من بعض السادة الأبهة الذين يحتلون مقاعد الديوان البريمو الوثيرة في هذا القطار‏,‏ ويتربعون عليها منعمين مرفهين منتفخين يتسامرون ويتناجون ويجترون ذكريات الماضي الجميل وهم يعتقدون‏,‏ من طيلة بقائهم في هذا الديوان‏,‏ انهم قد امتلكوا القطار بما فيه ومن فيه من عموم الركاب العوام‏!!.‏ وبالطبع فإن هؤلاء القوم يعز عليهم أن يسير القطار بهذه السرعة ليصل إلي محطته التالية التي قد تكون وقد لا تكون في نفس أبهة الديوان البريمو الذي ربما تجبرهم الظروف والمقتضيات علي ترك مقاعدهم فيه عند وصوله للمحطة التالية‏.‏
وبعد أن فرح ركاب القطار ببدئه السير بهذه السرعة بعد كثرة توقف وطيلة بطء‏,‏ إذا بهم يفاجأون بهذه الميول النرجسية الذاتية من أهل الديوان البريمو بعض هؤلاء الركاب أصابه الإحباط واليأس‏,‏ والبعض القليل حاول أن يؤكد لنفسه توجسه من هذه السرعة المفاجئة للقطار وجدواها‏,‏ والبعض الثالث المتفائل رأي في محاولات أهل الديوان البريمو مجرد حلاوة روح سيأتي وقت اختفائها حين يصل القطار إلي محطته التالية‏,‏ أما البعض الأخير فقد استحسن أن يتوجه جميع عموم الركاب إلي ريس القطار ليبدوا له مخاوفهم‏.‏
والحقيقة أن الجميع علي ثقة كبيرة من أن الأمر طال أو قصر ومهما زادت أو انخفضت سرعة القطار‏,‏ فالمحطة التالية مازالت تنتظرهم ولو بعد حين‏,‏ فتلك هي سنة الحياة وطبيعة العصر مهما طال الأمد وبلغ الأمل بأهل الديوان البريمو‏.‏
د‏.‏ علاء الدين القوصي
‏eldin60@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق