السبت، ٤ أغسطس ٢٠١٢

تحـــت الجــلد‏!‏

18-03-2005
قرأت في الأهرام مقالا بعنوان من هو الفقير‏..‏ ولماذا يتزايد الفقر؟ وجاء فيه أن الأرقام لا تكذب ولا تحمل مبالغة حيث إن من يعيشون تحت خط الفقر ويبلغ دخلهم اليومي اثنين من الدولارات تصل نسبتهم إلي‏27%,‏ أما الفقراء في مصر فقد تجاوزت نسبتهم‏52%‏ ويعانون الغلاء‏,‏ واستفحال معدلات البطالة اللعينة وقد أدي ذلك إلي أن يحجم شبابنا عن الزواج‏.‏

وتؤكد تحقيقات الجمعة يوم‏2005/3/4‏ وجود‏13‏ مليون شاب وفتاة وصلوا إلي سن‏35‏ سنة دون اللحاق بقطار الزواج بعد‏,‏ هذا خلاف‏6‏ ملايين حالة زواج عرفي‏.‏

وبعد قراءة المقالين سألت نفسي‏:‏ نحن نعرف خط جرينتش وخطوط الطول والعرض‏,‏ وخط الاستواء‏..‏ وهذا في علم الجغرافيا‏,‏ أما عن خط الفقر‏..‏ تحت وفوق فهل هو مقياس جديد مثل الترمومتر أضعه في جيبي للقياس مثلا؟‏.‏ أم هو خط للترقية‏,‏ من يصل إليه ينال وظيفة قائد طابية؟؟ أو مهندس مراجيح؟‏!..‏

لقد أحسست مدي معاناة الشباب من الفقر‏,‏ والأجور المتدنية والبطالة دون أي دخل‏,‏ والأسعار المتزايدة‏..‏ وفي غمار اليأس والإحباط ألقي هؤلاء الشباب بأنفسهم في دوامة الزواج العرفي الذي تفشي وبلغ أكثر من‏6‏ ملايين حالة‏,‏ أدت إلي‏20‏ ألف حالة إثبات نسب‏,‏ وأن نحو‏59%‏ من الشباب يؤمنون بشرعية الزواج العرفي‏,‏ ونسبة شباب الجامعة المتزوج زواجا سريا وصل إلي‏18%,‏ كما أن‏37%‏ لا يعتبرونه حراما‏..‏ وفي الوقت الذي يقبل فيه الشباب علي الزواج السري يسجل الجهاز المركزي عدد المطلقات والأرامل في مصر بمليونين و‏458‏ ألف حالة يشكلون‏25%‏ من إجمالي من هم في سن الزواج‏.‏

مسكين شباب اليوم كالمستجير بالرمضاء من النار‏,‏ دون أن يدري زاد من همه وحقق الانتقام من نفسه في ذاته‏,‏ وربما بدافع الانتقام من المجتمع بتقويض أركانه وقيمه وأعرافه‏,‏ والخطورة الحقيقية في كارثة الزواج السري العرفي أنها كامنة تحت جلد الشباب لا تتوافر عنها أية بيانات واقعية صادقة‏,‏ لكن ألا تكفي هذه الاحصاءات والأرقام المخيفة لإفاقتنا من سباتنا العميق لنتصدي بكل الحزم والعزم والحسم لهذه الكارثة الأخلاقية؟‏.‏
د‏.‏ مدحت صادق
وكيل النقابة العامة للمرشدين السياحيين الأسبق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق