السبت، ٤ أغسطس ٢٠١٢

التجربة الوليدة‏!‏

19-08-2005
مبروك للمحروسة استعدادها لاختيار أول حاكم لها بالانتخاب الحر المباشر منذ عهد مينا مؤسس الأسرة الأولي سنة‏3100‏ ق‏.‏م بعد ان كان المرء يشعر بغصة في حلقه وهو يري بعض دول الجوار وقد سبقتنا في هذا المضمار‏,‏ وكان آخرها السلطة الفلسطينية التي لم تتبلور دولتها بعد‏.‏

ولأنها تجربة رائدة فان وقائعها وممارساتها سوف تطبق علي ما هو قادم من انتخابات‏,‏ ومن ثم فان كل مجهود تحضيري يبذل لكي تتم دون خطأ أو تجاوز يحد من مصداقيتها سوف يؤتي ثماره ـ دون شك ـ في المستقبل‏.‏

وحتي أكون واضحا فإن ما أعنيه بعبارة المجهود التحضيري يمكن اختزالها في كل ماله صلة بالأسس والمبادئ والقواعد والمعايير‏.‏

أما وقد استقر الرأي علي عشرة مرشحين لمقعد الرئيس القادم‏,‏ فإن الشجاعة تقتضي الاعتراف بان سحب استمارات التقدم للترشيح دون ضوابط مسبقة أفرزت نماذج رئاسية تؤمن بالغيبيات وتتعاطي الفهلوة جعلتنا مضغة في افواه الفضائيات الاجنبية‏.‏

وبالرغم من أن المدة الزمنية بين اختيار العشرة واجراء الانتخابات اقل من ثلاثة اسابيع وهي مدة غير كافية للحكم ـ بموضوعية ـ علي المرشحين لاختيار افضلهم إلا أنني آمل كناخب ان تتم الخطوات الآتية قبيل السابع من سبتمبر من العام الحالي‏2005.‏

أولا‏:‏ نشر قائمة للاثنين والعشرين حزبا مصريا واسماء رؤسائها بأسبقية قيامها‏.‏

ثانيا‏:‏ نشر بطاقة تعارف للمرشحين العشرة في صحيفة قومية بناء علي بنود محددة ومساحة متساوية بدءا من تاريخ الميلاد وحتي‏6‏ سبتمبر‏2005‏ وتخضع للمراجعة حتي تنتفي شبهة التجمل في تحريرها‏.‏

ثالثا‏:‏ نشر البرنامج الانتخابي للمرشحين العشرة حتي يمكن الاحتفاظ به كوثيقة للمراجعة في المستقبل‏.‏

رابعا‏:‏ قيام كل مرشح بوضع الخطوط العريضة للمعركة الانتخابية ومراجعتها شخصيا حيث سيصبح مسئولا عن كل كلمة مطبوعة ومسموعة ومرئية خاصة ما سيكتب علي الملصقات واللافتات بما يليق بالمعركة الرئاسية بحيث لاتكون صورة مكررة لثقافة ما كتب ابان الانتخابات النيابية والمحلية علي امتداد نصف القرن الماضي‏.‏

إن العالم باسره يضع عينه علي مصر لرصد تجربتها الوليد‏,‏ وهي تجربة لايخالجني ادني شك في انها سوف تنقلها من عصر إلي عصر وأملي كبير في أن نتحلي بروح اكتوبر‏1973‏ بعيدا عن الطبل والزمر والنفاق والتهليل والتهريج في زمن تنطلق فيه الأمم بسرعة الصاروخ الي الامام دون أن تكلف نفسها عناء النظر إلي الجالسين علي جوانب الطرقات‏.‏

لواء د‏.‏ابراهيم شكيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق